( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوسِ نُزُلاً (107) خَالِدِينَ فِيهَا لاَيَبْغُون عَنْهَا حِوَلاً (108) ):
(47) حدّثنا محمد بن همّام بن سهيل، عن محمد بن إسماعيل العلوي، عن عيسى بن داود النجّار، قال: حدّثنا مولاي موسى بن جعفر (عليهما السلام) قال:
«سألت أبي عن قول الله عزّ وجلّ: (إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَانَت لَهُمْ جَنَّاتُ الفِردَوسِ نُزُلاً خَالِدِينَ فِيَها لاَيَبغُون عَنَها حِوَلاً)؟ قال: نزلت في آل محمد صلّى الله عليهم»(1).
(48) حدّثنا محمد بن الحسين الخثعمي، عن محمد بن يحيى الحجري، عن عمر بن صخر الهذلي(2)، عن الصبّاح بن يحيى، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليّ (عليه السلام) أنّه قال:
«لكلّ شيء ذروة وذروة الجنة جنة الفردوس، وهي لمحمد وآل محمد صلوات الله عليهم»(3).
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 291 ط جماعة المدرسين، و 1 / 298 رقم 10 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) م: الحزبي.
(3) تأويل الايات الظاهرة: 291 ط جماعة المدرسين، و 1 / 298 رقم 11 ط مدرسة الامام المهدي.
سورة مريم (19)
( وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً... (5) ):
(49) حدّثنا محمد بن همّام بن سهيل، عن محمد بن إسماعيل العلوي، عن عيسى بن داود النجّار قال:
حدّثني أبو الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) قال: «كنت عند أبي يوماً قاعداً حتّى أتى رجل فوقف به وقال: أفي القوم(1) باقر العلم ورئيسه محمد بن عليّ؟
قيل له: نعم.
فجلس طويلاً ثمّ قام إليه فقال: يابن رسول الله أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ في قصة زكريا: (وَإِنّي خِفتُ المَوَاليَ مِن وَرَائي وَكَانَتِ امْرَأتِي عَاقِراً...) الاية؟
قال: نعم، الموالي بنو العمّ، وأحبَّ الله أن يهب له وليّاً من صلبه، وذلك أنّه فيما كان علم من فضل محمد (صلى الله عليه وآله) قال: ياربّ مهما(2) شرفت محمداً وكرّمته ورفعت ذكره حتّى قرنته بذكرك فما يمنعك ياسيّدي أن تهب لي ذرية طيبة من صلبه(3) فتكون فيها البنوّة؟
____________
(1) أ: أفيكم.
(2) أ: أما.
(3) هامش أ: صلبي.
(... لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً (7) ):
(50) حدّثنا حميد بن زياد، عن أحمد بن الحسين بن بكير(2)، قال: حدّثنا الحسن بن علي بن فضّال، بإسناده إلى عبد الخالق قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول في قول الله عزّ وجلّ: (لَم نَجعَلْ لَهُ مِن قَبلُ سَمِيّاً)، قال: «ذلك يحيى بن زكريّا لم يكن له من قبل سميّاً، وكذلك الحسين(عليه السلام) لم يكن له من قبل سميّاً، ولم تبك السماء إلاّ عليهما أربعين صباحاً».
قلت: فما كان بكاؤها؟
قال: «تطلع الشمس حمراء».
قال: «وكان قاتل الحسين (عليه السلام) ولد زنا وقاتل يحيى بن زكريّا ولد زنا»(3).
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 294 ـ 295 ط جماعة المدرسين، و 1 / 301 رقم 2 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) م. أ: بكر.
(3) تأويل الايات الظاهرة:295 ط جماعة المدرسين، و1/302رقم3ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: كامل الزيارات: 90 رقم 8.
(51) حدّثنا علي بن سليمان الرازي(1)، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة، عن حكم بن أيمن قال:
سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: «والله لقد أُوتي عليّ (عليه السلام) الحكم صبيّاً كما أُوتي يحيى بن زكريّا الحكم صبيّاً»(2).
(... وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْق عَلِيّاً (50) ):
(52) حدّثنا أحمد بن القاسم، قال: حدّثنا أحمد بن محمد السيّاري، عن يونس بن عبد الرحمن قال:
قلت لابي الحسن الرضا (عليه السلام): إنّ قوماً طالبوني باسم أمير المؤمنين (عليه السلام) في كتاب الله عزّ وجلّ فقلت لهم: من قوله تعالى: (وَجَعَلنَا لَهُم لِسَانَ صِدق عَلِيّاً).
فقال: «صدقت، هو كذا»(3).
____________
(1) كذا، والظاهر أن الصحيح: الزراري.
(2) تأويل الايات الظاهرة:296ط جماعة المدرسين،و1/303 رقم6ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: مجمع البيان 6 / 781.
(3) تأويل الايات الظاهرة: 297 ط جماعة المدرسين، و 1 / 304 رقم 10 ط مدرسة الامام المهدي.
وفي د: صدقت هو معنى هذا.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: كمال الدين 1 / 138، تفسير القمي 2 / 51، المناقب لابن شهرآشوب 3 / 107.
(53) حدّثنا جعفر بن محمد الرازي، عن محمد بن الحسين، عن محمد ابن أبي عمير، عن عمر بن أُذينة، عن بريد بن معاوية، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
«كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يسجد في سورة مريم ويقول(1): (وَمِمَّن هَدَينَا واجتَبَينَا إذَا تُتلَى عَلَيهِم آياتُ الرَّحمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّا)، ويقول: نحن عنينا بذلك ونحن أهل الحبوة والصفوة»(2).
(54) حدّثنا محمد بن همّام بن سهيل، عن محمد بن إسماعيل العلوي،
____________
(1) أ: حين يقول.
(2) تأويل الايات الظاهرة: 298 ط جماعة المدرسين، و 1 / 305 رقم 11 ط مدرسة الامام المهدي.
وفي أ: ونحن أهل الهدى والصفوة.
سألته عن قول الله عزّ وجلّ: ( أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّن حَمَلنَا مَعَ نُوح وَمِنْ ذُرّيَّةِ إبْرَاهيمَ وإسرائِيلَ وَمِمَّن هَدَينَا واجتَبَينَا إذَا تُتلَى عَلَيهِم آياتُ الرَّحمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّا)؟
قال: «نحن ذرية إبراهيم، ونحن المحمولون مع نوح، ونحن صفوة الله.
وأمّا قوله: (مِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا)، فهم والله شيعتنا الّذين هداهم الله لمودّتنا واجتباهم لديننا، فحيوا عليه وماتوا عليه، وصفهم(1) الله بالعبادة والخشوع ورقّة القلب فقال: (إذَا تُتلَى عَلَيهِم آياتُ الرَّحمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّا).
ثمّ قال عزّ وجلّ: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدهِمْ خَلْف أَضَاعُوا الصّلاةَ واتّبعُوا الشَهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَونَ غَيّاً) وهو جبل من صفر يدور في وسط جهنّم.
ثمّ قال عزّ وجلّ: (إلاَّ مَنْ تَابَ) من غشّ آل محمد (وآمَنَ وَعَمِلَ صَالحاً فَأُلئِكَ يَدْخُلونَ اْلجَنّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيئاً) الى قوله: (كَانَ تَقِياً)»(2).
( إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً (96) ):
(55) حدّثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن عون بن سلام، عن بشر ابن عمارة الخثعمي، عن أبي روق، عن الضحّاك، عن ابن عبّاس قال
____________
(1) أ: ووصفهم.
(2) تأويل الايات الظاهرة: 298 ـ 299 ط جماعة المدرسين، و 1 / 305 رقم 12 ط مدرسة الامام المهدي.
(56) حدثنا عبد العزيز بن يحيى، عن محمد بن زكريا، عن يعقوب بن جعفر، عن سليمان(2) بن علي(3) بن عبد الله بن العبّاس، عن عبد الله بن العبّاس(4):
في قول الله عزّ وجلّ: (إنَّ الَّذِينَ آمنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً)، قال: «نزلت في علي (عليه السلام)، فما من مؤمن إلاّ وفي قلبه حبّ لعليّ ابن أبي طالب»(5).
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 303 ط جماعة المدرسين، و 1 / 308 رقم 17 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) ق. د: يعقوب بن جعفر بن سليمان.
(3) أ: عن يعقوب بن جعفر بن سليمان عن علي.
(4) أ: عن أبي عبد الله (عليه السلام).
(5) تأويل الايات الظاهرة: 303 ط جماعة المدرسين، و 1 / 309 رقم 18 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: تفسير القمي 2 / 56 و 57، الكافي 1 / 357 رقم 90، النور المشتعل 129 و 132، شواهد التنزيل 1 / 364 رقم 500 و 501، مجمع الزوائد 9 / 125، الدرّ المنثور 5 / 544، مجمع البيان 6 / 822، الكشاف 3 / 47، تذكرة الخواص: 17، تفسير القرطبي 11 / 161، فرائد السمطين 1 / 180، خصائص الائمة: 71، روضة الواعظين: 106.
سورة طـه (20)
(... رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي(29) هَارُونَ أَخِي (30) اشدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشرِكْهُ فِي أَمْرِي(32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيراً (35) ):
(57) حدّثنا محمد بن الحسين(1) الخثعمي، عن عبّاد بن يعقوب، عن علي بن هاشم، عن عمرو بن حريث(2)، عن عمران بن سليمان، عن حصين(3) الثعلبي(4)، عن أسماء بنت عميس قالت:
رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) بإزاء ثبير وهو يقول: «أشرف ثبيراً أشرف ثبيراً(5)،
____________
(1) د. ق. م. أ: محمد بن الحسن.
(2) أ: عن عمر بن حارث.
(3) هامش أ: حفص.
(4) د. أ: التغلبي.
(5) أ: أشرق ثبير أشرق ثبير.
(... إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَات لاُِولِي النُّهَى (54) ):
(58) عن أحمد بن إدريس، عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن الحسن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن عمّار بن مروان قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لايَات لاُولِي النُّهَى)؟.
قال: «والله نحن أُولوا النهى».
قلتُ: وما تعني: «نحن أُولوا النهى»؟
قال: «ما أخبر الله جلّ اسمه رسوله ممّا يكون(2) بعده من ادعاء الخلافة والقيام بها بعده ومن بعدهما(3) بنو أُميَّة».
قال: «فأخبر به رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليّاً (عليه السلام)، فكان ذلك كما أخبر الله رسوله وكما أخبر رسوله عليّاً صلوات الله عليهما وكما انتهى إلينا من عليّ فيما يكون من بعده من الملك في بني أُميّة وغيرهم، بهذه الاية الّتي ذكرها الله في الكتاب العزيز
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 304 ـ 305 ط جماعة المدرسين، و 1 / 310 رقم 2 مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: ما رواه أبو نعيم الحافظ كما عنه في تأويل الايات الظاهرة:305، شواهد التنزيل 1 / 369 رقم 511، ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق1/120، النور المشتعل: 138.
(2) م: بما يكون.
(3) د: ومن بعده.
(59) حدّثنا علي بن العبّاس البجلي، قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب، عن علي بن هاشم، عن جابر بن الحرّ، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام):
في قوله تعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتدَى)، قال: «إلى ولايتنا»(2).
(60) حدّثنا الحسين بن عامر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن عمّار بن مروان، عن المنخل، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام):
في قول الله عزّ وجلّ: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 309 ط جماعة المدرسين، و 1 / 314 رقم 7 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: تفسير القمي 2 / 61 و 66.
(2) تأويل الايات الظاهرة: 310 ط جماعة المدرسين، و 1 / 316 رقم 11 ط مدرسة الامام المهدي.
( يَوْمَئِذ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لاَ عِوَجَ لَهُ... (108) ):
(61) حدّثنا محمد بن همام بن سهيل، عن محمد بن إسماعيل العلوي، عن عيسى بن داود، عن أبي الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه (عليهم السلام) قال «سألت أبي عن قوله الله عزّ وجلّ: (يَومَئِذ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لاَ عِوَجَ لَهُ)؟
قال: الداعي أمير المؤمنين (عليه السلام)»(2).
( يَوْمَئِذ لاَ تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً(109) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحيطُونَ بِهِ عِلْماً(110) وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ القَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً(111) وَمَنْ يَعْمَل مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً (112) ):
(62) حدّثنا محمد بن همّام(3)، عن محمد بن إسماعيل العلوي، عن
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 310 ط جماعة المدرسين، و 1 / 316 رقم 12 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: مجمع البيان 7 / 39، تفسير القمي 2 / 61، الكافي 1 / 323 رقم 3، بصائر الدرجات: 98، الامالي للصدوق: 399، شواهد التنزيل 1 / 376، الصواعق المحرقة: 153.، المحاسن 142 رقم 35.
(2) تأويل الايات الظاهرة: 311 ط جماعة المدرسين، و 1 / 316 رقم 13 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) د. ق. م: محمد بن حماد.
«سمعت أبي يقول ورجل يسأله عن قول الله عزّ وجلّ: ( يَوْمئِذ لاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَن أَذِنَ لَهُ الرَّحمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَولاً)؟ قال (عليه السلام): لا ينال شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة إلاّ من أذن له(1) بطاعة آل محمد ورضي له قولاً وعملاً فيهم، فحيي على مودّتهم ومات عليها فرضي الله قوله وعمله فيهم.
ثمّ قال: (وَعَنَتِ الوُجُوهُ لِلحَيّ القَيُّومِ وَقَد خَابَ مَن حَمَلَ ظُلما) لال محمد، كذا نزلت.
ثمّ قال: (وَمَنْ يَعمَل مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلاَ يَخَافُ ظُلماً وَلاَ هَضماً) قال: مؤمن بمحبّة آل محمّد، ومبغض لعدوّهم»(2).
(... فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْري فَإنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَومَ تُنْسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الاخِرَةِ أَشَدُّ وَأبْقَى(127) أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ القُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَات لاُولِي النُّهَى (128) وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ
____________
(1) أ: إلاّ من أذن له الرحمن.
(2) تأويل الايات الظاهرة: 312 ط جماعة المدرسين، و 1 / 318 رقم 15 ط مدرسة الامام المهدي.
(63) حدّثنا محمّد بن همّام، عن محمد بن إسماعيل العلوي، عن عيسى ابن داود النجّار، عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) قال:
«أنّه سأل أباه عن قول الله عزّ وجلّ: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشقَى)؟
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أيّها الناس اتبعوا هدى الله تهتدوا وترشدوا، وهو هداي، وهداي هدى عليّ بن أبي طالب، فمن اتبع هداه في حياتي وبعد موتي فقد اتبع هداي، ومن اتبع هداي فقد اتبع هدى الله، ومن اتبع هدى الله فلا يضلّ ولا يشقى، قال عزّ وجلّ: (وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرتَنِي أَعمَى وَقَد كُنتُ بَصِيراً قَالَ كَذَلِكَ أَتَتكَ آياتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ اليَومَ تُنسَى وَكَذَلِكَ نَجزِي مَن أَسرَفَ) في عداوة آل محمد (وَلَم يُؤمِنْ بآيَاتِ رَبِّه وَلَعَذَابُ الاخِرَةِ أَشَدُّ وَأبقَى).
ثم قال الله عزّ وجلّ: ( أَفَلَم يَهدِ لَهُم كَم أَهلَكنَا قَبلَهُم مِنَ القُرُون يَمشُونَ فِي مَسَاكِنِهم إِنَّ فِي ذَلِكَ لايَات لاولِي النُّهَى) وهم الائمّة من آل محمد، وما كان في القرآن مثلها.
ويقول الله عزّ وجلّ: (وَلَولا كَلِمَةٌ سَبَقَت مِنْ رَبِّكَ لَكَـانَ لِزَامـاً وَأَجَـلٌ مُسَمَّـى فَاصبِر) يا محمد نفسك وذريتك ( عَلَى مَا يَقُولُون وَسَبّح بِحَمدِ رَبِّكَ قَبلَ طُلُوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ غُرُوبِهَا)»(1).
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 314 ـ 315 ط جماعة المدرسين، و 1 / 320 رقم 19 مدرسة الامام المهدي.
وفي تأويل الايات الظاهرة 1 / 320 ط مدرسة الامام المهدي، وفي أ، ورد هذا الحديث بصورة حديثين وبنفس السند.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: الكافي 1 /342 و 361 رقم 10 و 92، تفسير العياشي2/206 رقم 12.
(64) حدّثنا عبد العزيز بن يحيى، عن محمد بن عبد الرحمن بن سلام، عن كثير(1)، عن عبد الله(2) بن عيسى بن مصقلة القمي(3)، عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر الباقر، عن أبيه علي بن الحسين (عليهم السلام):
في قول الله عزّ وجلّ: (وَأمُر أَهلَكَ بِالصَّلاة وَاصطَبِر عَلَيها)، قال: «نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأتي باب فاطمة كلّ سحرة فيقول: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، الصلاة يرحمكم الله، (إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (4)»(5).
( قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ
____________
(1) عن كثير، من د.
(2) أ: عن محمد بن عبد الرحمن بن سلام عن أحمد بن عبد الله.
(3) م: عن عبد الله بن عيسى، عن مصقلة القمي.
(4) الاحزاب 33: 33.
(5) تأويل الايات الظاهرة: 316 ـ 317 ط جماعة المدرسين، و 1 / 322 رقم 22 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: عيون أخبار الرضا 1 / 228 رقم 1، شواهد التنزيل 1/ 381 رقم 526، تفسير القمي 2 / 67.
(65) حدّثنا عليّ بن عبد الله بن راشد(1)، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن إبراهيم بن محمد بن ميمون، عن عبد الكريم بن يعقوب، عن جابر قال:
سئل محمد بن عليّ الباقر (عليهما السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: (فَسَتَعلَمُون مَن أَصحَابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهتَدَى)؟
قال: «اهتدى إلى ولايتنا»(2).
(66) حدّثنا علي بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمّد، عن إسماعيل بن بشّار، عن عليّ بن جعفر الحضرمي، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام):
في قوله: (فَسَتَعلَمُون مَن أَصحَابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهتَدَى)، قال: «علي صاحب الصراط السوي، ومن اهتدى أي: إلى ولايتنا أهل البيت»(3).
(67) حدّثنا محمّد بن همّام، عن محمد بن إسماعيل العلوي، عن عيسى ابن داود النجّار، عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال:
«سألت أبي عن قول الله عزّ وجلّ: (فَسَتَعلَمُون مَن أَصحَابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهتَدَى)؟
قال: الصراط السوي هو القائم، والهدى(4) من اهتدى إلى طاعته.
____________
(1) د. م: أسد.
(2) تأويل الايات الظاهرة: 317 ط جماعة المدرسين، و 1 / 323 رقم 24 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) تأويل الايات الظاهرة: 317 ط جماعة المدرسين، و 1 / 323 رقم 25 ط مدرسة الامام المهدي.
(4) أ: والمهدي.
سورة الانبياء (21)
(... وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا... (3) ):
(68) حدّثنا أحمد(3) بن القاسم، عن أحمد بن محمد السيّاري، عن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن عليّ، عن عليّ بن حمّاد الازديّ، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام):
في قوله عزّ وجلّ: (وَأَسَرُّوا النَّجوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا)، قال: «الّذين ظلموا آل محمّد حقّهم»(4).
____________
(1) طه 20: 82.
(2) تأويل الايات الظاهرة: 317 ط جماعة المدرسين، و 1 / 323 رقم 26 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: تفسير القمي 2 / 66، المناقب لابن شهرآشوب 3 / 73، شواهد التنزيل 1 / 383 رقم 527.
(3) أ: محمد.
(4) تأويل الايات الظاهرة: 318 ط جماعة المدرسين، و 1 / 324 رقم 1 ط مدرسة الامام المدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: الكافي 8 / 379 رقم 574.
(69) حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، عن أحمد بن الحسن، عن أبيه ، عن الحصين بن مخارق، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن بناتة، عن عليّ أمير المؤمنين (عليه السلام):
في قوله عزّ وجلّ: (فَاسْألوا أَهْلَ الذِّكْرِ إنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)، قال: «نحن أهل الذكر»(1).
(70) حدّثنا علي بن سليمان الرازي(2)، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن العلاء بن رزين القلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
قلت له: إن من عندنا يزعمون أن قول الله عزّ وجلّ: ( فَاسْألوا أَهْلَ الذِّكْرِ إنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) أنّهم اليهود والنصارى؟
قال: «إذن يدعونكم إلى دينهم».
قال: ثمّ أومأ(3) بيده إلى صدره وقال: «نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون»(4).
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 318 ط جماعة المدرسين، و 1 / 324 رقم 2 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) أ: عن سليمان الزراري.
(3) أ: ثمّ قال أومأ.
(4) تأويل الايات الظاهرة: 318 ـ 319 ط جماعة المدرسين، و 1 / 324 رقم 3 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: تفسير القمي 2 / 68، شواهد التنزيل 1 / 336 رقم 463.
(71) حدّثنا محمّد بن همّام، عن محمّد بن إسماعيل، عن عيسى بن داود، عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام):
في قول الله عزّ وجلّ: (لَقَد أَنْزَلنَا إلَيكُم كِتاباً فِيهِ ذِكرُكُم أَفَلاَ تَعقِلُونَ)، قال: «الطاعة للامام بعد النبي (صلى الله عليه وآله)»(1).
( فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لاَ تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلَوُنَ (13) قَالُوا يَاوَيْلَنَا إنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ (15) ):
(72) حدّثنا عليّ بن عبد الله بن أسد، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن إسماعيل بن بشّار، عن عليّ بن جعفر الحضرمي، عن جابر قال:
سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: (فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأسَنَا إذَا هُمْ مِنهَا يَركُضُونَ)؟
قال: «ذلك عند قيام القائم (عليه السلام)»(2).
(73) حدّثنا الحسين بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 319 ط جماعة المدرسين، و 1 / 325 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) تأويل الايات الظاهرة: 319 ـ 320 ط جماعة المدرسين، و 1 / 326 رقم 6 ط مدرسة الامام المهدي.
في قوله عزّ وجلّ: (فَلَمَّا أَحسُّوا بَأسَنَا)، قال: «خروج القائم (عليه السلام) (2).
(إذا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ)، قال: الكنوز الّتي كانوا يكنزون.
(قَالُوا يَا وَيْلَنَا إنَّا كُنّا ظَالِمينَ فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً) بالسيف (خَامِدِينَ) لا يبقى منهم عين تطرف»(3).
(... هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي... (24) ):
(74) حدّثنا محمّد بن همّام، عن محمّد بن إسماعيل العلوي، عن عيسى ابن داود، عن مولانا أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام):
في قول الله عزّ وجلّ: (هَذَا ذِكرُ مَنْ مَعِي وَذِكرُ مَن قَبلِي)، قال: «ذكر من معي عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، وذكر من قبلي الانبياء والاوصياء (عليهم السلام)»(4).
( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) لاَيَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُـمْ وَلاَ يَشْفَعُونَ إلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ
____________
(1) أ: عن يونس عن منصور.
(2) أ: قال وذلك عند قيام القائم.
(3) تأويل الايات الظاهرة: 320 ط جماعة المدرسين، و 1 / 326 رقم 7 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: الكافي 8 / 51 رقم 15، تفسير العياشي 2 / 56 رقم 49.
(4) تأويل الايات الظاهرة: 321 ط جماعة المدرسين، و 1 / 327 رقم 9 ط مدرسة الامام المهدي.