قلت: (بِالغُدوِّ وَالاصَالِ)؟
قال: «الصلاة في أوقاتها».
قال: «ثم وصفهم الله عزّ وجلّ فقال: (رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإقَامِ الصَّلاةِ وَإيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلبُ فِيهِ القُلُوبُ وَاْلابْصَارُ) قال: هم الرجالَ لم يخلط اللهُ معهم غيرهم».
ثمّ قال: (لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أحسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ) قال: «ما اختصّهم به من المودّة والطاعة المفروضة وصيّر مأواهم الجنّة (واللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بَغيْرِ حِسَاب)»(1).
(وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنهُمْ مِنْ بَعدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وإِذَا دُعُوا إلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) إنَّمَا كَانَ قَوْلَ المُؤْمِنِينَ إذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفلِحُونَ (51) ):
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 359 ط جماعة المدرسين، و 1 / 362 رقم 10 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: تفسير القمي 2/103 و105، الكافي6/256رقم 1 و8/331 رقم 510، شواهد التنزيل 1 / 410، الدرّ المنثور 6 / 203، روح المعاني18/174، الفضائل لابن شاذان: 103، كشف الغمة 1 / 319، العمدة 291، تفسير الثعلبي: 210.
لمّا قدم النبيّ (صلى الله عليه وآله) المدينة أعطى عليّاً (عليه السلام) وعثمان أرضاً أعلاها لعثمان وأسفلها لعليّ (عليه السلام).
فقال عليّ (عليه السلام) لعثمان: «إنَّ أرضي لا تصلح إلاّ بأرضك فاشتر(2) أو بعني» فقال له: أنا أبيعك.
فاشترى منه علي (عليه السلام).
فقال له أصحابه: أي شيء صنعت؟ بعت أرضك من علي وأنت لو أمسكت عنه الماء ما أنبتت أرضه شيئاً حتّى يبيعك بحكمك.
قال: فجاء عثمان إلى علي (عليه السلام) وقال له: لا أجيز البيع.
فقال له: «بعت ورضيت وليس ذلك لك».
قال: فاجعل بيني وبينك رجلاً.
قال علي (عليه السلام): «النبي (صلى الله عليه وآله)».
فقال عثمان: هو ابن عمك، ولكن اجعل بيني وبينك غيره(3) فقال علي (عليه السلام): «لا أُحاكمك إلى أحد غير النبي (صلى الله عليه وآله) والنبي شاهد علينا».
____________
(1) هامش أ: عن عبيد.
(2) أ: فاشتر منّي.
(3) أ: رجلاً غيره.
فأنزل الله هذه الايات إلى قوله: (هُمُ المفُلِحُونَ) (1).
(130) حدّثنا محمّد بن الحسين بن حميد، عن جعفر بن عبد الله المحمّدي، عن كثير بن عيّاش، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام):
في قول الله عزّ وجلّ: (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنهُمْ مِن بَعدِ ذلِكَ وَمَا أُولئكَ بِالمُؤمِنينَ) الى قوله ( منهُم مُعرِضُونَ)، قال: «إنّها نزلت في رجل اشترى من علي بن أبي طالب (عليه السلام) أرضاً ثمَّ ندم وندَّمه أصحابه.
فقال لعلي (عليه السلام): لا حاجة لي فيها.
فقال له: «قد اشتريت ورضيت، فانطلق أُخاصمك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)».
فقال له أصحابه: لا تخاصمه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فقال: انطلق أُخاصمك إلى أبي بكر وعمر أيَّهما شئت كان بيني وبينك.
قال علي بن أبي طالب (عليه السلام): «لا والله، ولكن إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيني وبينك فلا نرضى(2) بغيره».
فأنزل الله عزّ وجلّ هذه الايات: (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعنَا) الى قوله: ( وَأُولَئكَ هُمُ المُفلِحُونَ) (3).
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 363 ط جماعة المدرسين، و 1 / 367 رقم 18 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) أ: أرضى.
(3) تأويل الايات الظاهرة: 363 ـ 364 ط جماعة المدرسين، و 1 / 367 رقم 19 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: تفسير القمي 2 / 107، مجمع البيان 7 / 236.
(131) حدّثنا محمّد بن همّام، عن محمّد بن إسماعيل، عن عيسى بن داود النجار، عن الامام أبي الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام):
«في قول الله عزّ وجلّ: (قُل أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإن تَوَلَّوا فَإنَّمَا عَلَيهِ مَا حُمِّلَ) من السمع والطاعة والامانة والصبر ( وَعَلَيكُم مَا حُمِّلتُم) من العهود التي أخذها الله عليكم في علي، وما بيّن لكم في القرآن من فرض طاعته.
وقوله: (وَإن تُطِيعُوهُ تهتدُوا) أي: وإن تطيعوا عليّاً تهتدوا ( وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إلاَّ البَلاَغُ المُبِينُ)، هكذا نزلت»(1).
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 364 ط جماعة المدرسين، و 1 / 368 رقم 20 ط مدرسة الامام المهدي.
والمراد من «هكذا نزلت»، أي: نزلت مع التأويل، وهو ظاهر.
سورة الفرقان (25)
(... وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إلاَّ رَجُلاً مَسْحُوراً (8) أُنْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ اْلاَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً (9) ):
(132) حدّثنا محمّد بن القاسم، عن أحمد بن محمّد السيّاري، عن محمّد ابن خالد، عن محمّد بن علي الصيرفي، عن محمّد بن فضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام):
أنَّه قرأ: « (وَقَالَ الظَّالِمُونَ) لال محمّد حقَّهم ( إن تَتَّبعُونَ إلاَّ رَجُلاً مسحُوراً) يعنون محمّداً (صلى الله عليه وآله)، فقال الله عزّ وجلّ لرسوله: (أنْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الامْثَالَ فَضَلُّوا فَلاَ يَسْتَطِيعُون) إلى ولاية علي (سَبِيلاً) وعليٌّ هو السبيل»(1).
(... وَجَعَلْنَا بَعْضَكُم لِبَعْض فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً (20) ):
(133) حدّثنا محمّد بن همّام، عن محمّد بن إسماعيل العلوي، عن عيسى بن داود النجّار، قال: حدّثني مولاي أبو الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه،
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 367 ط جماعة المدرسين، و 1 / 371 رقم 1 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: تفسير القمي 2 / 111.
«جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وأغلق عليه وعليهم الباب وقال(1): يا أهلي وأهل الله إنَّ الله عزّ وجلّ يقرأ عليكم السلام، وهذا جبرائيل معكم في البيت ويقول: إنَّ الله عزّ وجلّ يقول: إنّي قد جعلت عدوّكم لكم فتنة فما تقولون؟
قالوا: نصبر يارسول الله لامر الله وما نزل من قضائه حتّى نقدم على الله عزّ وجلّ ونستكمل جزيل ثوابه، فقد سمعناه يعد الصابرين الخير كلّه.
فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى سمع نحيبه من خارج البيت.
فنزلت هذه الاية: ( وَجَعَلنَا بَعضَكُم لِبَعض فِتنةً أَتَصبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً) أنّهم سيصبرون، أي سيصبرون كما قالوا صلوات الله عليم»(2).
(الْمُلْكُ يَوْمَئِذ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً (26) ):
(134) حدّثنا محمّد بن الحسن بن عليّ، عن أبيه الحسن، عن أبيه علي ابن أسباط(3) قال:
روى أصحابنا في قول الله عزّ وجلّ: (المُلكُ يَومَئِذ الحَقُّ لِلرَّحمَنِ)
____________
(1) أ: فأغلق عليهم الباب فقال.
(2) تأويل الايات الظاهرة: 368 ـ 369 ط جماعة المدرسين، و 1 / 372 رقم 3 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) أ: عن أبيه عن علي بن أسباط.
(... يالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27) ):
(135) حدّثنا أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمد بن السيّاري، عن محمّد بن خالد، عن حمّاد بن حريز(3)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال:
«قوله عزّوجلّ: ( يالِيتَني اتَّخَذتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) يعني: علي بن أبي طالب (عليه السلام)» (4).
(136) بالاسناد المذكور عن محمّد بن خالد، عن محمّد بن عليّ، عن محمّد بن فضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام):
في قوله عزّ وجلّ: (يالِيتَني اتَّخَذتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) «يعني عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)»(5).
____________
(1) م. أ: إلاّ الله بالطاعة.
(2) تأويل الايات الظاهرة: 369 ط جماعة المدرسين، و 1 / 372 رقم 4 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) أ: عن حريز.
(4) تأويل الايات الظاهرة: 369 ـ 370 ط جماعة المدرسين، و 1 / 373 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.
(5) تأويل الايات الظاهرة: 370 ط جماعة المدرسين، و 1 / 373 رقم 6 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: التفسير المنسوب للامام العسكري (عليه السلام): 131، تفسير القمي2/113.
(137) عن محمد بن(1) إسماعيل (رحمه الله)، بإسناده عن جعفر بن محمّد الطيّار، عن أبي الخطّاب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال:
«والله ما كنّى الله في كتابه حتى قال: (يَاوَيلَتَى لَيتَنِي لَم أَتَّخِذ فُلاناً خَلِيلاً) وإنَّما هي في مصحف عليّ (عليه السلام): يا ويلتى ليتني لم أتخذ الثاني خليلاً وسيظهر يوماً»(2).
(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً (54) ):
(138) حدّثنا علي بن عبد الله بن أسد، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن أحمد بن معمر الاسدي(3)، عن الحسن بن محمّد الاسدي، عن الحكم بن ظهير، عن السدي، عن أبي مالك، عن ابن عبّاس قال:
قوله عزّ وجلّ: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهراً) نزلت في النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام)، زوّج النبي (صلى الله عليه وآله) علياً (عليه السلام) ابنته وهو ابن عمه، فكان له نسباً وصهراً(4).
(139) حدّثنا عبد العزيز بن يحيى، قال: حدّثنا المغيرة بن محمّد، عن
____________
(1) عن محمد بن، من أ.
(2) تأويل الايات الظاهرة: 371 ط جماعة المدرسين، و 1 / 374 رقم 8 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: الكافي 8 / 118 رقم 4.
(3) د: الازدي.
(4) تأويل الايات الظاهرة: 373 ط جماعة المدرسين، و 1 / 376 رقم 13 ط مدرسة الامام المهدي.
في قوله عزّ وجلّ: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهراً)، قال: لمّا خلق الله آدم خلق(2) نطفة من الماء فمزجها بنوره، ثم أودعها آدم، ثم أودعها ابنه شيث، ثم أنوش، ثم قينان(3)، ثمّ أباً فأباً حتّى أودعها إبراهيم(عليه السلام)، ثمّ أودعها إسماعيل (عليه السلام)، ثم أُماً فأُماً وأباً فأباً من طاهر الاصلاب إلى مطهرات الارحام حتّى صارت إلى عبد المطلب، فانفرق(4) ذلك النور فرقتين فرقة إلى عبد الله فولد محمّداً (صلى الله عليه وآله)، وفرقة إلى أبي طالب فولد عليّاً (عليه السلام)، ثمّ ألَّف الله(5) النكاح بينهما فزوّج الله عليّاً بفاطمة (عليهما السلام)، فذلك قوله عزّ وجلّ: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهراً وَكَان رَبُّكَ قَدِيراً) (6).
____________
(1) هامش أ: جابر بن سلمة.
والظاهر أن الصحيح: رجاء بن أبي سلمة.
(2) د. ق. م: قال خلق الله آدم وخلق، والمثبت من أ.
(3) م. د: فتيان.
(4) أ: فأنفلق.
(5) د: ألقى الله.
(6) تأويل الايات الظاهرة: 373 ـ 374 ط جماعة المدرسين، و 1 / 377 رقم 14 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: شواهد التنزيل 1 / 414 رقم 573، الامالي للطوسي1/319، معاني الاخبار: 59، المناقب لابن شهرآشوب 2 / 181، العمدة: 288، فرائد السمطين 1 / 370، نظم درر السمطين: 92، الفصول المهمّة: 28.
(140) حدّثنا الحسين بن أحمد، عن محمّد بن عيسى(1)، عن يونس بن فضيل(2) بن صالح، عن محمّد الحلبي، عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام):
في قوله عزّ وجلّ: (وَعِبَادُ الرَّحمَنِ الَّذِينَ يَمشُون عَلَى الاَرضِ هَوناً وَإذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً)، قال: «هذه الايات للاوصياء إلى أن تبلغوا: (حَسُنَتْ مُسْتَقَراً وَمُقَاماً)»(3).
(وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُن وَاجْعَلنَا لِلْمُتَّقِينَ إمَاماً (74) ):
(141) حدّثناأحمدبن محمّد بن سعيد، عن حريث(4) بن محمّد
____________
(1) د. م: الحسين بن محمد عن أحمد بن عيسى.
(2) أ: عن المفضل.
(3) تأويل الايات الظاهرة: 377 ـ 378 ط جماعة المدرسين، و 1 / 381 رقم 17 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: الكافي 1 / 354 رقم 78، تفسير القمي 2 / 116.
(4) أ: حويرث.
قوله: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَب لَنَا مِن أَزواجِنَا...) الاية نزلت في علي ابن أبي طالب (عليه السلام) (1).
(142) حدّثنا محمّد بن الحسين، عن جعفر بن عبد الله المحمّدي، عن كثير بن عيّاش، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام):
في قوله عزّ وجلّ: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَب لَنَا مِن أَزواجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعين وَاجعَلنَا لِلمُتَّقِينَ إمَاماً) «أي هداة يهتدى بنا، وهذه لال محمّد خاصّة»(2).
(143) حدّثنا محمّد بن القاسم بن سلام، عن عبيد بن كثير، عن الحسين ابن نصر بن مزاحم، عن علي بن زيد الخراساني، عن عبد الله بن وهب الكوفي، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري:
في قول الله عزّ وجلّ: (رَبَّنَا هَب لَنَا مِن أَزواجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعين وَاجعَلنَا لِلمُتَّقِينَ إمَاماً)، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لجبرائيل (عليه السلام): «من (أَزْوَاجِنَا)؟
قال: خديجة.
قال: (وَذُرِّياتِنَا)؟
قال: فاطمة.
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 381 ط جماعة المدرسين، و 1 / 384 رقم 24 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) تأويل الايات الظاهرة: 381 ط جماعة المدرسين، و 1 / 384 رقم 25 ط مدرسة الامام المهدي.
قال: الحسن والحسين.
قال: (وَاجُعَلْنَا لِلمُتَّقِينَ إمَاماً)؟
قال: عليّ بن أبي طالب»(1).
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 381 ـ 382 ط جماعة المدرسين، و 1 / 385 رقم 27 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: تفسير القمي 2 / 117، شواهد التنزيل 1 / 416.
سورة الشعراء (26)
(إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أعْنَاقُهُم لَهَا خَاضِعِينَ (4) ):
(144) حدّثنا علي بن عبد الله بن أسد، قال: حدّثني إبراهيم بن محمّد، قال: حدثنا أحمد بن معمر الاسدي، قال: حدّثنا محمّد بن فضيل، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس:
في قوله عزّ وجلّ: (إِنْ نَشَأ نُنَزّل عَلَيهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّت أعنَاقُهُم لَهَا خَاضِعِينَ) قال: هذه نزلت فينا وفي بني أُميّة، تكون لنا عليهم دولة، فتذلّ أعناقهم لنا بعد صعوبة وهوان بعد عزّ(1).
(145) حدّثنا أحمد بن الحسن بن علي(2)، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن محمّد بن إسماعيل، عن حنان بن سدير(3)، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
____________
(1) مختصر بصائر الدرجات: 206، تأويل الايات الظاهرة: 383 ط جماعة المدرسين، و1/386 رقم 1 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) كذا، والظاهر وجود سقط في السند، لان ابن الجحام لا يمكن له الرواية عن أحمد بن الحسن بن علي، هذا إن قلنا إن المراد به هو أحمد بن الحسن بن علي بن محمد بن فضال المتوفى سنة 260 هـ، الذي يروي عنه الكليني بواسطتين، ويروي عنه محمد بن الحسن بن صفار، فلاحظ.
(3) أ: عن حنان بن سدير عن أبي بصير.
قال: «نزلت في قائم آل محمّد صلوات الله عليهم، ينادى باسمه من السماء»(1).
(146) حدّثنا الحسين بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن بعض أصحابنا(2)، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
سألته عن قول الله عزّ وجلّ: (إِنْ نَشَأ نُنَزّل عَلَيهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّت أعنَاقُهُم لَهَا خَاضِعِينَ)؟
قال: «تخضع لها رقاب بني أُميّة».
قال: «ذلك بارز عند الشمس(3)».
قال: «وذاك علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يبرز عند زوال الشمس وتركت(4) الشمس(5) على رؤوس الناس ساعة حتّى يبرز وجهه ويعرف الناس حسبه ونسبه».
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 383 ـ 384 ط جماعة المدرسين، و 1 / 386 رقم 2 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) وفي بعض المصادر: عن أبي بصير.
(3) أ: عند زوال الشمس.
(4) م: نزلت، أ: وتركب.
(5) وتركت الشمس، ليس في س.
(147) حدّثنا الحسين بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، قال: حدّثنا صفوان بن يحيى، عن أبي عثمان، عن معلّى بن خنيس، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال:
«قال أمير المؤمنين (عليه السلام): انتظروا الفرج في ثلاث.
قيل وما وهي؟
قال: اختلاف أهل الشام بينهم، والرايات السود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان.
فقيل له: وما الفزعة في شهر رمضان؟
قال: أما سمعتم قول الله عزّ وجلّ في القرآن: (إِنْ نَشَأ نُنَزّل عَلَيهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّت أعنَاقُهُم لَهَا خَاضِعِينَ).
قال: إنّه يخرج(4) الفتاة من خدرها، ويستيقظ النائم، ويفزع) اليقظان»(5).
____________
(1) س: ليختبين.
(2) س: هذا رجل.
(3) مختصر بصائر الدرجات: 206، تأويل الايات الظاهرة: 384 ط جماعة المدرسين، و1/386 رقم 3 ط مدرسة الامام المهدي.
(4) أ: قال هي آية تخرج.
(5) تأويل الايات الظاهرة: 384 ط جماعة المدرسين، و 1 / 387 رقم 4 ط مدرسة الامام المهدي.
في قوله: (إِنْ نَشَأ نُنَزّل عَلَيهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً) قال: «النداء من السماء باسم رجل واسم أبيه»(2).
(فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100) وَلاَ صَدِيق حَمِيم (101) ):
(149) حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، عن محمّد بن الحسين الخثعمي، عن عبّاد بن يعقوب، عن عبد الله بن زيدان(3)، عن الحسن بن محمّد ابن أبي عاصم(4)، عن عيسى بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد (عليهما السلام) قال:
«نزلت هذه الاية فينا وفي شيعتنا، وذلك أنّ الله سبحانه يفضلنا ويفضل شيعتنا حتّى أنّا لنشفع ويشفعون، فإذا رأى ذلك من ليس منهم قالوا: (فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ وَلاَ صَدِيق حَميم)»(5).
____________
(1) هو: أحمد بن محمد بن سعيد.
(2) مختصر بصائر الدرجات: 206.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: الكافي 8 / 310 رقم 483، الغيبة للنعماني: 251 رقم 19 و 260 رقم 19 و 261 رقم 20 و 263 رقم 23، شواهد التنزيل 1 / 417 رقم 577، الجامع لاحكام القرآن 13 / 90.
(3) أ: زيد.
(4) أ: عن أبي عاصم.
(5) تأويل الايات الظاهرة: 386 ط جماعة المدرسين، و 1 / 389 رقم 9 ط مدرسة الامام المهدي.
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: ( فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ وَلاَ صَدِيق حَميم)؟
فقال: «لمّا يرانا هؤلاء وشيعتنا نشفع يوم القيامة يقولون: (فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ وَلاَ صَدِيق حَميم) يعني بالصديق المعرفة وبالحميم القرابة»(1).
(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الاَْمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ(194) بِلِسَان عَرَبِيٍّ مُبِين (195) وَإنَّهُ لَفِي زُبُرِ الاَْوَّلِينَ (196) ):
(151) حدّثنا حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن حنان ابن سدير، عن أبي محمّد الخيّاط(2)، قال:
قلت لابي جعفر (عليه السلام): قول الله(3) عزّ وجلّ: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الامينُ عَلَى قَلِبكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَبِلِسَان عَرَبِيٍّ مُبِين وَإنَّهُ لَفِي زُبُر الاوَلِينَ) قال: «ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام)»(4).
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة:386ط جماعة المدرسين،و1/389رقم10ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: ما رواه البرقي كما عنه في تأويل الايات الظاهرة: 386، مجمع البيان 7 / 305، الكافي 8 / 101 رقم 72، شواهد التنزيل 1 / 418، المحاسن:184، تفسير القمي 2 / 123.
(2) أ: الحناط.
(3) د: في قول الله، م: عن قول الله.
(4) تأويل الايات الظاهرة: 388 ط جماعة المدرسين، و 1 / 391 رقم 16 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: تفسير القمي 2 / 124، بصائر الدرجات 1 / 341، الكافي341/1 رقم 1.
(152) حدّثنا الحسين بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن صفوان بن يحيى، عن أبي عثمان، عن معلّى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام):
في قوله عزّ وجلّ: (أَفَرَأيتَ إنْ متَّعنَاهُم سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُم مَا كَانُوا يُوعَدُونَ)، قال: «خروج القائم (عليه السلام)».
( مَا أَغنَى عَنهُم مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ)، قال: «هم بنو أميّة الذين متعوا في دنياهم»(1).
(وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الاَْقْرَبِينَ (214) ):
(153) حدّثنا عبد الله بن زيدان بن يزيد، عن إسماعيل بن إسحاق الراشدي وعلي بن محمّد بن مخلد الدهّان، عن الحسن بن علي بن عفّان، قال: حدّثنا أبو زكريا يحيى بن هاشم السمسار، عن محمّد بن عبد الله بن علي بن أبي رافع مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، عن أبيه، عن جده أبي رافع قال:
إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) جمع بني عبد المطلب في الشعب، وهم يومئذ ولد عبد المطلب لصلبه وأولادهم أربعون رجلاً، فصنع لهم رجل شاة، ثم ثرد لهم ثردة وصبّ عليها ذلك المرق واللّحم، ثم قدّمها إليهم، فأكلوا منها حتّى تضلّعوا، ثم
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 389 ط جماعة المدرسين، و 1 / 392 رقم 18 ط مدرسة الامام المهدي.
فقال أبو لهب: والله إنّ منّا لنفراً يأكل أحدهم الجفنة وما يصلحها ولا تكاد تشبعه ويشرب الفرق(1) من النبيذ فما يرويه، وإن ابن أبي كبشة دعانا فجمعنا على رجل شاة وعسّ من شراب فشبعنا وروينا منها، إنّ هذا لهو السحر المبين.
قال: ثمّ دعاهم فقال لهم: «إنّ الله عزّ وجلّ قد أمرني أن أُنذر عشيرتي الاقربين ورهطي المخلصين، وأنتم عشيرتي الاقربون ورهطي المخلصون، وإنّ الله لم يبعث نبيّاً إلاّ جعل له من أهله أخاً ووارثاً ووزيراً ووصيّاً، فأيُّكم يقوم يبايعني على أنّه أخي ووزيري ووارثي دون أهلي ووصيي وخليفتي في أهلي ويكون منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبي بعدي؟».
فسكت القوم(2).
فقال: «والله ليقومنّ قائمكم أو ليكونن في غيركم ثم لتندمنّ» قال: فقام علي (عليه السلام) وهم ينظرون إليه كلهم فبايعه وأجابه إلى ما دعاه إليه.
فقال له: «أدن منّي»، فدنا منه، فقال له: «أفتح فاك»، قال: ففتحه، فنفث فيه من ريقه وتفل بين كتفيه وبين ثدييه.
فقال أبو لهب: بئس ما حبوت(3) به ابن عمك، أجابك لما دعوته إليه فملات فاه ووجهه بزاقاً.
____________
(1) أ: الظرف.
(2) ق: فأسكت القوم.
(3) م: حييت.