الصفحة 311
ابن محمّد بن(1) إسحاق بن محمّد(2) بن جعفربن محمّد،قال:حدّثني عمّي علي ابن جعفر، عن الحسين بن يزيد(3)،عن الحسن بن زيد(4)، عن أبيه، عن جدّه:قال:

«خطب الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) حين قتل علي (عليه السلام)، ثم قال: وإنّا من أهل بيت افترض الله مودّتهم على كلّ مسلم حيث يقول: (قُل لا أَسألُكُم عَلَيهِ أَجراً إلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُربَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً) فاقتراف الحسنة(5) مودتنا أهل البيت»(6).

(309) حدّثنا عبد العزيز بن يحيى، عن محمّد بن زكريا، عن محمّد بن عبد الله الجشمي(7)، عن الهيثم بن عدي، عن سعيد بن صفوان، عن عبد الملك ابن عمير، عن الحسين بن علي (عليه السلام):

في قوله عزّ وجلّ: (قُل لا أَسألُكُم عَلَيهِ أَجراً إلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُربَى) قال: «وإنَّ القرابة التي أمر الله بصلتها وعظّم من حقّها وجعل الخير فيها قرابتنا أهل

____________

(1) كذا، والظاهر أن الصواب: عن، لان إسماعيل يروي عن جدّه إسحاق.

(2) بن محمد، ليس في أ.

(3) ق. أ: زيد.

(4) عن الحسن بن زيد، ليس في أ.

(5) م: فإنّ اقتراف الحسنة.

(6) تأويل الايات الظاهرة: 530 ـ 531 ط جماعة المدرسين، و 2 / 545 رقم 8 ط مدرسة الامام المهدي.

(7) م. أ: الخثعمي.


الصفحة 312
البيت الذين أوجب الله حقّنا على كلّ مسلم»(1).

(وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيل (41) ):

(310) حدّثنا علي بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمّد، عن علي بن هلال الاحمسي، عن الحسن بن وهب، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام):

في قول الله عزّ وجلّ: (وَلَمَنِ اْنتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَليْهِمْ مِنْ سَبِيل)، قال: «ذلك القائم إذا قام انتصر من بني أُميّة ومن المكذبين والنصّاب»(2).

(... وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيل (44) ):

(311) حدّثنا أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمّد السياري، عن محمّد ابن خالد، عن محمّد بن علي الصوفي(3)، عن محمّد بن فضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام):

____________

(1) تأويل الايات الظاهرة: 531 ط جماعة المدرسين، و 2 / 545 رقم 9 ط مدرسة الامام المهدي.

وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: مجمع البيان 9 / 44، الكافي 1 / 342 و 8 / 93، عيون أخبار الرضا 1 / 233، الامالي للصدوق: 141، المحاسن: 145، قرب الاسناد: 38، تفسير القمي 2 / 275، الصواعق المحرقة: 170، شواهد التنزيل 2 / 140، ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق 1 / 148، كفاية الطالب: 317، فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل2/669، تفسير الطبري 25 / 16.

(2) تأويل الايات الظاهرة: 534 ط جماعة المدرسين، و 2 / 549 رقم 18 ط مدرسة الامام المهدي.

وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: تفسير القمي 1 / 277.

(3) أ: الصيرفي.


الصفحة 313
أنه قرأ: (وَتَرَى) ظالمي(1) آل محمّد حقهم (لَمَّا رَأوا العَذَابَ) وعلي هو العذاب (يَقُولُونَ هَل إلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيل) يعني أنّه هو سبب العذاب لانّه قسيم الجنّة والنار»(2).

(وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْف خَفِيٍّ... (45) ):

(312) حدّثنا أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمّد السيّاري، عن البرقي، عن محمّد بن أسلم، عن أيوب البزّاز، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:

«قوله عزّ وجلّ: (خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِنْ طَرف خَفِيٍّ) يعني إلى القائم (عليه السلام)»(3).

(وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الاِْيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وإنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم (52) ):

____________

(1) أ: (وترى الظالمين).

(2) تأويل الايات الظاهرة: 535 ط جماعة المدرسين، و 2 / 550 رقم 19 ط مدرسة الامام المهدي.

وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: تفسير القمي 1 / 277.

(3) تأويل الايات الظاهرة: 535 ط جماعة المدرسين، و 2 / 550 رقم 20 ط مدرسة الامام المهدي.


الصفحة 314
(313) حدّثنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي ابن حديد ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن يونس، عن أبي بصير وأبي الصبّاح الكناني قالا:

قلنا لابي عبد الله (عليه السلام): جعلنا الله فداك قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوحَينا إلَيكَ رُوحاً مِن أَمرنَا مَا كُنتَ تَدرِي مَا الكِتَابُ وَلاَ الايمَانُ وَلَكِن جَعَلنَاهُ نُوراً نهدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِن عِبَادِنَا وإنَّكَ لَتَهدِي إلى صِرَاط مُستَقِيم)؟

قال: يا أبا محمّد الروح خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل، كان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخبره ويسدده، وهو مع الائمة يخبرهم ويسددهم»(1).

(314) حدّثنا علي بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمّد، عن علي بن هلال(2)، عن الحسن بن وهب العبسي، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر:

في قول الله عزّ وجلّ: (وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا) قال: «ذلك علي بن أبي طالب (عليه السلام)»(3).

____________

(1) تأويل الايات الظاهرة: 535 ـ 536 ط جماعة المدرسين، و 2 / 550 رقم 21 ط مدرسة الامام المهدي.

(2) م: علي بن حمّاد.

(3) تأويل الايات الظاهرة: 536 ط جماعة المدرسين، و 2 / 551 رقم 22 ط مدرسة الامام المهدي.

وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: الكافي 1 / 214 و 215.


الصفحة 315

سورة الزخرف (43)

(وَإنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4) ):

(315) عن أحمد بن إدريس، عن عبد الله بن محمّد بن عيسى، عن موسى بن القاسم، عن محمّد بن علي بن جعفر قال:

سمعت الرضا (عليه السلام) وهو يقول: «قال أبي (عليه السلام) (1) وقد تلا هذه الايه: (وَإنَّهُ فِي أُمِّ الكِتَابِ لَدَينَا لَعَليٌّ حَكِيمٌ) قال: علي بن أبي طالب (عليه السلام)»(2).

(316) حدّثنا أحمد بن محمّد النوفلي، عن محمّد بن حمّاد الشاشي، عن الحسين بن أسد الظفاري(3)، عن علي بن إسماعيل الميثمي، عن عبّاس الصائغ، عن سعد الاسكاف، عن الاصبغ بن نباتة قال:

خرجنا مع أمير المؤمنين (عليه السلام) حتى انتهينا إلى صعصعة بن صوحان فإذا هو على فراشه(4)، فلمّا رأى عليّاً (عليه السلام) خفَّ له.

____________

(1) م. أ: قال أبو عبد الله (عليه السلام).

(2) تأويل الايات الظاهرة: 537 ط جماعة المدرسين، و 2 / 552 رقم 2 ط مدرسة الامام المهدي.

(3) أ: الطغاوي.

(4) م: في فراشه.


الصفحة 316
فقال له علي (عليه السلام): «لا تتَّخذنَّ زيارتنا إيّاك فخراً على قومك» قال: لا يا أمير المؤمنين، ولكن ذخراً وأجراً.

فقال له: «والله ما كنت علمتك إلاّ خفيف المؤونة كثير المعونة».

فقال صعصعة: وأنت والله يا أمير المؤمنين ما علمتك إلاّ بالله العليم(1)، وأنّ الله في عينك لعظيم، وإنَّك في كتاب الله لعليٌّ حكيم، وإنَّك بالمؤمنين لرؤوف رحيم(2).

(317) حدّثنا أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن هاشم، عن علي بن معبد، عن واهل(3) بن سليمان، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:

«لمّا صرع(4) زيد بن صوحان يوم الجمل جاء أمير المؤمنين (عليه السلام) حتّى جلس عند رأسه فقال: «رحمك الله يازيد، قد كنت خفيف المؤونة عظيم المعونة».

فرفع زيد رأسه إليه فقال: وأنت جزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين، فوالله ما علمتك إلاّ عليماً، وفي أُم الكتاب عليّاً حكيماً، وإنّ الله في صدرك عظيم»(5).

____________

(1) أ: لعليم.

(2) تأويل الايات الظاهرة: 538 ط جماعة المدرسين، و 2 / 552 رقم 4 ط مدرسة الامام المهدي.

(3) أ: واصل.

(4) م. د: صرخ.

(5) تأويل الايات الظاهرة: 538 ط جماعة المدرسين، و 2 / 553 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.

وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: تفسير القمي 1 / 28 و 2 / 280، التهذيب 3 / 145.


الصفحة 317
(... سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ (19) ):

(318) حدّثنا أحمد بن هوذة الباهلي، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن عبد الله بن حمّاد، عن عمرو بن شمر، قال:

قال أبو عبد الله (عليه السلام): «أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبا بكر وعمر وعليّاً (عليه السلام) أن يمضوا إلى الكهف والرقيم، فيسبغ أبو بكر الوضوء ويصفّ قدميه ويصلي ركعتين وينادي ثلاثاً، فإن أجابوه وإلاّ فليقل مثل ذلك عمر، فإن أجابوه وإلاّ فليقل مثل ذلك علي (عليه السلام).

فمضوا وفعلوا ما أمرهم به رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلم يجيبوا أبا بكر ولا عمر، فقام علي(عليه السلام) وفعل ذلك فأجابوه وقالوا: لبَّيك لبَّيك ثلاثاً.

فقال لهم: ما لكم لم تجيبوا الصوت الاول والثاني وأجبتم الثالث فقالوا: إنّا أُمرنا أن لا نجيب إلاّ نبيّاً أو وصيّاً(1).

؟

ثمّ انصرفوا إلـى النبي (صلى الله عليه وآله) فسألهم ما فعلوا، فأخبروه، فأخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) صحيفة حمـراء وقال لهم: اكتبوا شهادتكم بخطوطكم فيها بما رأيتم وسمعتم، فأنـزل الله عـزّ وجـلّ: (سَتُكْتَـبُ شَهَـادَتُهُـمْ وَيُسْئَلُـونَ) يــوم القيامة»(2).

(319) حدّثنا الحسين بن أحمد المالكي، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن خلف، عن حمّاد بن عيسى، عن أبي بصير قال:

____________

(1) أ: وصيّ نبي.

(2) تأويل الايات الظاهرة: 539 ط جماعة المدرسين، و 2 / 553 رقم 7 ط مدرسة الامام المهدي.


الصفحة 318
ذكر أبو جعفر (عليه السلام) الكتاب الذي تعاقدوا عليه في الكعبة وأشهدوا فيه واجتمعوا(1) عليه بخواتيمهم فقال: «يا أبا محمّد، إنّ الله أخبر نبيه بما يصنعونه قبل أن يكتبوه، وأنزل الله فيه كتاباً».

قلت: أنزل الله فيه كتاباً؟

قال: «نعم، ألم تسمع قوله تعالى: (سَتُكْتَبُ شَـهَادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ)؟»(2).

(وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28) ):

(320) حدّثنا علي بن محمّد الجعفي، عن أحمد(3) بن القاسم الاكفاني، عن علي بن محمّد بن مروان، عن أبيه، عن أبان بن أبي عيّاش، عن سليم بن قيس قال:

خرج علينا علي بن أبي طالب (عليه السلام) ونحن في المسجد، فاحتوشناه، فقال: «سلوني قبل أن تفقدوني، سلوني عن القرآن، فإنّ في القرآن علم الاوّلين والاخرين، لم يدع لقائل مقالاً، ولا يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم، وليسوا بواحد، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) كان واحداً منهم، علّمه الله سبحانه إيّاه، وعلّمنيه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم لا يزال في عقبه إلى يوم تقوم الساعة».

ثمّ قرأ: « (وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آل مُوسى وآل هارُونَ تحْمِله المَلاَئِكَةُ) (4) فأنا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمنزلة هارون من موسى إلاّ النبوَّة، والعلم في عقبنا إلى أن تقوم الساعة».

ثم قرأ: « (وَجَعَلهَا كَلِمَةً باقِيةِ فِي عَقِبِهِ)» ثم قال: «كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)

____________

(1) أ: وختموا.

(2) تأويل الايات الظاهرة: 539 ط جماعة المدرسين، و 2 / 555 رقم 9 ط مدرسة الامام المهدي.

(3) أ: محمد.

(4) البقرة 2: 248.


الصفحة 319
عقب إبراهيم، ونحن أهل البيت عقب إبراهيم وعقب محمّدصلوات الله عليهما»(1).

(321) حدّثنا محمّد بن الحسين(2) بن علي بن مهزيار، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن سنان، عن أبي سلام، عن سورة ابن كليب، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام):

في قول الله عزّ وجلّ: (وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيةً فِي عَقِبهِ) قال: «إنّها في عقب الحسين، فلم يزل هذا الامر منذ أفضي إلى الحسين ينتقل من والد إلى ولد، لا يرجع إلى أخ ولا إلى عمّ، ولا يعلم أحد منهم خرج من الدنيا إلاّ وله ولد، وإنّ عبد الله بن جعفرخرج من الدنياولاولدله،ولم يمكث بين ظهر(3) أصحابه إلاّ شهراً»(4).

(وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ(39) ):

(322) حدّثنا أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمّد السيّاري، عن محمّد ابن خالد البرقي، عن أبي أسلم(5)، عن أيوب البزّاز، عن جابر، عن أبي

____________

(1) تأويل الايات الظاهرة: 540 ط جماعة المدرسين، و 2 / 555 رقم 10 ط مدرسة الامام المهدي.

(2) أ: الحسن.

(3) أ: ظهراني.

(4) تأويل الايات الظاهرة: 540 ـ 541 ط جماعة المدرسين، و 2 / 556 رقم 11 ط مدرسة الامام المهدي.

وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: معاني الاخبار: 126 و 131، علل الشرائع: 207، الخصال: 305، كمال الدين وتمام النعمة: 323 و 416، كفاية الاثر: 86 و 87 و 246.

(5) أ: محمد بن مسلم.


الصفحة 320
جعفر(عليه السلام) قال:

« (وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ اليَوم إذْ ظَلَمتُم) آل محمّد حقّهم (أَنَّكُم فِي العَذَابِ مُشتَرِكُونَ)»(1).

(فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) ):

(323) عن محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، عن يحيى بن حسن بن فرات، عن مصبح بن الهلقام العجلي، عن أبي مريم، عن المنهال بن عمرو، عن زر بن حبيش، عن حذيفة بن اليمان قال:

قوله تعالى: (فَإمّا نَذهَبَنَّ بِكَ فَإنَّا مِنُهم مُنْتَقِمُونَ) يعني بعلي بن أبي طالب(2).

(324) حدّثنا أحمد بن محمّد بن موسى النوفلي، عن عيسى بن مهران، عن يحيى بن حسن بن فرات، بإسناده إلى حرب بن أبي الاسود الديلمي(3)، عن عمّه أنه قال:

إنّ النبي (صلى الله عليه وآله) قال لمّا نزلت (فإمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقمُون): «أي بعلي(4) كذلك حدّثني جبرئيل (عليه السلام)»(5).

____________

(1) تأويل الايات الظاهرة: 541 ط جماعة المدرسين، و 2 / 557 رقم 13 ط مدرسة الامام المهدي.

وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: كامل الزيارات: 332.

(2) تأويل الايات الظاهرة: 542 ـ 543 ط جماعة المدرسين، و 2 / 558 رقم 16 ط مدرسة الامام المهدي.

(3) أ: الدؤلي.

(4) كذا، والظاهر أنّ الصواب: قال: أي بعليّ.

(5) تأويل الايات الظاهرة: 543 ط جماعة المدرسين، و 2 / 559 رقم 17 ط مدرسة الامام المهدي.


الصفحة 321
(325) حدّثنا عبد العزيز بن يحيى، عن المغيرة بن محمّد، عن عبد الغفّار ابن محمّد، عن منصور بن أبي الاسود، عن زياد بن المنذر، عن عدي بن ثابت قال:

سمعت ابن عبّاس يقول: ما حسدت(1) قريش عليّاً (عليه السلام) بشيء ممّا سبق له أشدّ ممّا وجدت يوماً ونحن عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: «كيف أنتم يا معشر قريش لو قد كفرتم من بعدي فرأيتموني في كتيبة أضرب وجوهكم بالسيف؟» فهبط عليه جبرئيل فقال: قل: إن شاء الله، أو علي.

فقال: «إن شاء الله، أو علي»(2).

(326) حدّثنا الحسين بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن عبد الرحمن(3) بن سالم، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام):

في قول الله عزّ وجلّ: (فَإمّا نَذهَبَنَّ بِكَ فَإنَّا مِنُهم مُنْتَقِمُونَ)، قال: والله(4) انتقم بعليّ يوم البصرة، وهو الذي وعد الله رسوله(5)»(6).

____________

(1) م: ما وجدت.

(2) تأويل الايات الظاهرة: 543 ط جماعة المدرسين، و 2 / 559 رقم 18 ط مدرسة الامام المهدي.

(3) أ: عن يونس بن عبد الرحمن.

(4) أ: قال: قال الله.

(5) في النسخ: ورسوله.

(6) تأويل الايات الظاهرة:543ط جماعة المدرسين، و2/559رقم19ط مدرسة الامام المهدي.


الصفحة 322
(327) حدّثنا علي بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمّد، عن عليّ بن هلال، عن محمّد بن الربيع قال:

قرأت على يوسف الازرق حتى انتهيت في الزخرف: (فَإمّا نَذهَبَنَّ بِكَ فَإنَّا مِنُهم مُنْتَقِمُونَ) قال: يا محمّد أمسك، فأمسكت.

فقال يوسف: قرأت على الاعمش، فلمّا انتهيت إلى هذه الاية قال: يايوسف أتدري فيمن نزلت؟

قلت: الله أعلم ورسوله.

قال: نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام) (فَإمّا نَذهَبَنَّ بِكَ فَإنَّا مِنُهم) بعلي (مُنْتَقِمُونَ)، فمحيت والله من القرآن، واختلست والله من القرآن(1).

(فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إلَيْكَ... (43) ):

(328) حدّثنا علي بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمّد، عن علي بن هلال، عن الحسن بن وهب(2)، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام):

في قول الله عزّ وجلّ: (فَاستَمسِك بِالَّذِي أُوحِيَ إلَيكَ)، قال: «في علي ابن أبي طالب (عليه السلام)»(3).

____________

(1) تأويل الايات الظاهرة: 543 ـ 544 ط جماعة المدرسين، و 2 / 560 رقم 20 ط مدرسة الامام المهدي.

وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: مجمع البيان 9 / 75، تفسير القمي 2 / 284، الامالي للطوسي 1 / 373.

(2) م: الحسين بن وهب.

(3) تأويل الايات الظاهرة: 544 ط جماعة المدرسين.

وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: الكافي 1 / 345، بصائر الدرجات: 91، تفسير القمي2/286.


الصفحة 323
(وَإنَّهُ لَذِكرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ (44) ):

(329) حدّثنا محمّد بن القاسم، عن حسين بن حكم، عن حسين بن نصر، عن أبيه، عن أبان بن أبي عيّاش، عن سليم بن قيس، عن علي (عليه السلام) قال:

قوله عزّ وجلّ: (وَإنَّهُ لَذِكرٌ لَكَ وَلِقومِكَ وَسَوفَ تُسئَلُونَ) «فنحن قومه ونحن المسؤولون»(1).

(330) حدّثنا عبد العزيز بن يحيى، عن محمّد بن عبد الرحمن بن سلام، عن أحمد بن عبد الله، عن أبيه، عن زرارة قال:

قلت لابي جعفر (عليه السلام): قوله عزّ وجلّ: (وَإنَّهُ لَذِكرٌ لَكَ وَلِقومِكَ وَسَوفَ تُسئَلُونَ)؟

قال: «إيانا عنى، ونحن أهل الذكر، ونحن المسؤولون»(2).

(331) حدّثنا الحسين بن عامر، عن محمّد بن الحسين، عن الحسن بن فضّال، عن أبي جميلة، عن محمّد الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:

«قوله عزّ وجلّ: (وَإنَّهُ لَذِكرٌ لَكَ وَلِقومِكَ وَسَوفَ تُسئَلُونَ) فرسول الله الذكر، وأهل بيته (عليهم السلام) أهل الذكر وهم المسؤولون، أمر الله الناس أن يسألونهم، فهم ولاة الناس وأولاهم بهم، فليس يحل لاحد من الناس أن يأخذ هذا الحق

____________

(1) تأويل الايات الظاهرة: 545 ط جماعة المدرسين، و 2 / 561 رقم 23 ط مدرسة الامام المهدي.

(2) تأويل الايات الظاهرة: 545 ط جماعة المدرسين، و 2 / 561 رقم 24 ط مدرسة الامام المهدي.


الصفحة 324
الذي افترضه الله لهم»(1).

(332) حدّثنا الحسين بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن يوسف، عن صفوان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:

قلت له: قوله عزّ وجلّ: (وَإنَّهُ لَذِكرٌلَكَ وَلِقومِكَ وَسَوفَ تُسئَلُونَ) مَن هم؟

قال: «نحن هم»(2).

(وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا... (45) ):

(333) عن جعفر بن محمّد الحسني، عن علي بن إبراهيم القطّان، عن عبّاد بن يعقوب، عن محمّد بن فضيل(3)، عن محمّد بن سوقة، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود قال:

قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث الاسراء: «فإذا ملك قد أتاني فقال: يامحمّد سل من أرسلنا من قبلك من رسلنا على ماذا بعثتم؟

فقلت لهم: معاشر الرسل والنبيين على ماذا بعثكم الله قبلي؟

قالوا: على ولايتك(4) يامحمّد وولاية علي بن أبي طالب»(5).

____________

(1) تأويل الايات الظاهرة: 545 ط جماعة المدرسين، و 2 / 561 رقم 25 ط مدرسة الامام المهدي.

(2) تأويل الايات الظاهرة: 545 ـ 546 ط جماعة المدرسين، و 2 / 561 رقم 26 ط مدرسة الامام المهدي.

وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: تفسير القمي 2 / 286، الكافي 1 / 163 و 164، بصائر الدرجات: 57 و 58.

(3) أ: الفضل.

(4) م: نبوّتك.

(5) تأويل الايات الظاهرة: 546 ط جماعة المدرسين، و 2 / 562 رقم 29 ط مدرسة الامام المهدي.


الصفحة 325
(وَلَمَّا ضُربَ ابنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقَالُوا أآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) إنْ هُوَ إلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلنَاهُ مَثَلاً لِبَنِي إسْرَائِيلَ (59) وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُم مَلاَئِكَةً فِي الاَْرْضِ يَخْلُفُونَ(60) ):

(334) حدّثنا عبدالعزيزبن يحيى، عن محمّد بن زكريا، عن يخدع بن عمير الحنفي(1)، عن عمروبن قايد(2)، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال:

بينما النبي (صلى الله عليه وآله) في نفر من أصحابه إذ قال: «الان يدخل عليكم نظير عيسى ابن مريم في أمّتي».

فدخل أبو بكر، فقالوا: هو هذا؟ فقال: «لا».

فدخل عمر، فقالوا: هو هذا؟ فقال: «لا».

فدخل علي (عليه السلام)، فقالوا: هو هذا؟ فقال: «نعم».

فقال قوم: لَعبادة اللات والعزّى أهون من هذا.

فأنزل الله عزّ وجلّ: (وَلَمَّا ضُربَ ابنُ مَريَمَ مَثَلاً إذَا قَومُكَ مِنهُ يَصِدُّونَ وَقَالُوا أآلِهَتُنَا خَيرٌ...) الايات(3).

____________

(1) م: مخرج، د: نجدع، والحنفي في بعض النسخ: الخثعمي، أ: عن محمد بن عمر الخثعمي.

(2) أ: عمر بن قائد.

(3) تأويل الايات الظاهرة: 549 ـ 550 ط جماعة المدرسين، و 2 / 567 رقم 39 ط مدرسة الامام المهدي.


الصفحة 326
(335) حدّثنا محمّد بن سهل العطّار، قال: حدّثنا أحمد بن عمرو(1) الدهقان، عن محمّد بن كثير الكوفي، عن محمّد بن ثابت(2)، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس قال:

جاء قوم إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقالوا: يا محمّد إنّ عيسى بن مريم كان يحيي الموتى فأحي لنا الموتى.

فقال لهم: «من تريدون؟».

فقالوا: فلان، وإنّه قريب عهد بالموت(3).

فدعا علي بن أبي طالب، فأصغى إليه بشيء لا نعرفه، ثمّ قال له: «انطلق معهم إلى الميت فادعه باسمه واسم أبيه».

فمضى معهم حتّى وقف على قبر الرجل ثم ناداه: «يافلان بن فلان» فقام الميت، فسألوه، ثمّ اضطجع في لحده.

فانصرفوا وهم يقولون: إنّ هذا من أعاجيب بني عبد المطلب ـ أو نحوها ـ فأنزل الله عزّ وجلّ: (وَلَمَّا ضُربَ ابنُ مَريَمَ مَثَلاً إذَا قَومُكَ مِنهُ يَصِدُّونَ) أي: يضجّون(4).

(336) حدّثنا عبد الله بن عبد العزيز، عن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن نمير، عن شريك، عن عثمان بن عمير البجلي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:

____________

(1) أ: عمر.

(2) أ: السائب.

(3) أ: قالوا نريد فلاناً وإنه قريب عهد بموت.

(4) تأويل الايات الظاهرة: 550 ط جماعة المدرسين، و 2 / 568 رقم 40 ط مدرسة الامام المهدي.


الصفحة 327
قال علي (عليه السلام): «مثلي في هذه الامّة مثل عيسى بن مريم: أحبَّه قوم فغالوا في حبه فهلكوا، وأبغضه قوم فأفرطوا في بغضه فهلكوا، واقتصد فيه قوم) فنجوا»(1).

(337) حدّثنا محمّد بن مخلد الدهّان، عن علي بن أحمد العريضي بالرقة، عن إبراهيم بن علي بن جناح، عن الحسن بن علي بن محمّد بن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام):

«أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) نظر إلى عليّ (عليه السلام) وأصحابه حوله وهو مقبل فقال (صلى الله عليه وآله): أما إنَّ فيك لشبهاً من عيسى بن مريم، ولولا مخافة أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت اليوم فيك مقالاً لا تمرّ بملا من الناس إلاّ أخذوا من تحت قدميك التراب يبتغون به البركة.

فغضب من كان حوله وتشاوروا فيما بينهم وقالوا: لم يرض محمد إلاّ أن جعل ابن عمّه مثلاً لبني إسرائيل.

فأنزل الله جلّ اسمه: (وَلَمَّا ضُربَ ابنُ مَريَمَ مَثَلاً إذَا قَومُكَ مِنهُ يَصِدُّونَ وَقَالُوا أآلِهَتُنَا خَيرٌ أَم هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إلاَّ جَدَلاً بَل هُم قَومٌ خَصِمُونَ إن هُوَ إلاَّ عَبدٌ أَنعَمنَا عَلَيهِ وَجَعَلنَاهُ مَثَلاً لِبَني إسرَائِيلَ وَلَو نَشَاءُ لَجَعَلنَا) من بني هاشم ( مَلاَئِكَةً فِي الاَرضِ يَخلُفُونَ)»!

قال: فقلت لابي عبد الله (عليه السلام): ليس في القرآن: بني هاشم.

قال: «محيت والله فيما محي، ولقد قال عمرو بن عاص على منبر مصر: محي من كتاب الله ألف حرف، وحرف منه بألف حرف، وأعطيت مائتي ألف درهم على أن أمحي: (إنَّ شَانِئَكَ هُوَ الابْتَر) (2) فقالوا: لا يجوز ذلك، قلت:

____________

(1) تأويل الايات الظاهرة: 550 ط جماعة المدرسين، و 2 / 568 رقم 41 ط مدرسة الامام المهدي.

(2) الكوثر 108: 3.