فكيف جاز ذلك لهم ولم يجز لي؟ فبلغ ذلك معاوية فكتب إليه: قد بلغني ما قلت على منبر مصر ولست هناك»(1).
(هَلْ يَنْظُرُونَ إلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ(66) ):
(338) حدّثنا علي بن عبد الله بن أسد، عن إبراهيم بن محمّد، عن إسماعيل بن بشّار(2)، عن علي بن جعفر الحضرمي، عن زرارة بن أعين قال:
سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: (هَل يَنظُرُونَ إلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأتِيَهُم بَغتَةً)؟
قال: «هي ساعة القائم تأتيهم بغتة»(3).
(وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ(76) ):
(339) حدّثنا أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمّد السيّاري، عن محمّد ابن خالد، عن محمّد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام):
في قوله عزّ وجلّ: (وَمَا ظَلَمناهُم وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِين)، قال: «وما
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 550 ـ 551 ط جماعة المدرسين، و 2 / 568 رقم 42 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: الكافي 8 / 57، تفسير القمي 2 / 285.
(2) أ: يسار.
(3) تأويل الايات الظاهرة: 552 ط جماعة المدرسين، و 2 / 571 رقم 46 ط مدرسة الامام المهدي.
(أَمْ أَبْرَمُوا أمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (79) أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكتُبُونَ (80) ):
(340) حدّثنا أحمد بن محمّد النوفلي، عن محمّد بن حمّاد الشاشي، عن الحسين بن أسد(2) الطفاوي، عن علي بن إسماعيل الميثمي، عن المفضّل(3) بن زبير، عن أبي داود، عن بريدة الاسلمي:
أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) قال لبعض أصحابه: «سلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين».
فقال رجل من القوم: لا والله لا تجتمع النبوة والخلافة(4) في أهل بيت أبداً.
فأنزل الله عزّ وجلّ: (أَم أَبْرمُوا أمراً فَإنَّا مُبرِمُونَ أَم يَحسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسمَعُ سِرَّهُم وَنَجواهُمْ بَلَى وَرُسُلُنا لَدَيِهم يَكتُبُونَ) (5).
(قُلْ إنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (81) ):
(341) حدّثنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي، حدثنا علي بن
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 553 ط جماعة المدرسين، و 2 / 571 رقم 47 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) م: راشد.
(3) م. أ: الفضل.
(4) أ: والامامة.
(5) تأويل الايات الظاهرة:553ط جماعة المدرسين، و2/572رقم48ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: تفسير القمي 2 / 289، الكافي 8 / 180.
في قول الله عزّ وجلّ: (قُلْ إنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ العَابِدِينَ)، قال: «حيث أخذ الله ميثاق بني آدم فقال: الست بربّكم؟ كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أول مَن قال بلى».
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «أول العابدين أول المطيعين»(1).
سورة الدخان (44)
(يَوْمَ لاَيُغْنِي مَوْلىً عَنْ مَوْلىً شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ (41) إلاَّ مَنْ رَحِمَ اللهُ... (42) ):
(342) عن حميد بن زياد، عن عبد الله بن أحمد، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي أُسامة زيد الشحّام قال:
كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) ليلة جمعة فقال لي: «أقرأ»، فقرأت.
ثم قال لي: «اقرأ»، فقرأت.
ثمّ قال لي: «ياشحّام اقرأ فإنّها ليلة قرآن»، فقرأت حتّى إذا بلغت: (يَومَ لاَيُغني مَولى عَنْ مَولى شَيئاً ولاَ هُم يُنصَرُونَ) قال: «هم».
قال: قلت: (إلاَّ مَنْ رَحِمَ اللهُ)؟
____________
(1) مختصر بصائر الدرجات: 173.
(343) عن أحمد بن محمّد النوفلي، عن محمّد بن عيسى، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله (عليه السلام):
في قوله تعالى: (يَومَ لاَيُغني مَولى عَنْ مَولى شَيئاً ولاَ هُم يُنصَرُونَ إلاّ مَنْ رَحِمَ الله)، قال: «نحن أهل الرحمة»(2).
(344) عن الحسين بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن إسحاق بن عمار، عن شعيب، عن أبي عبد الله (عليه السلام):
في قوله عزّ وجلّ: (يَومَ لاَيُغني مَولى عَنْ مَولى شَيئاً ولاَ هُم يُنصَرُونَ إلاَّ مَنْ رَحِمَ اللهُ)، قال: «نحن والله الذين رحم الله، والذين استثنى، والذين تغني ولايتنا»(3).
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 556 ـ 557 ط جماعة المدرسين، و 2 / 574 رقم 3 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) تأويل الايات الظاهرة: 557 ط جماعة المدرسين، و 2 / 574 رقم 4 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) تأويل الايات الظاهرة: 557 ط جماعة المدرسين، و 2 / 575 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: 1 / 350 رقم 56 و 8 / 35 رقم 6.
سورة الجاثية (45)
(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُم كَالذَّيِنَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَواءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُم سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ(21) ):
(345) حدّثنا علي بن عبيد، عن حسين بن حكم، عن حسن بن حسين، عن حبّان(1) بن عليّ، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس:
في قوله عزّ وجلّ: (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيئاتِ...) الاية، قال: «الذين آمنوا وعملوا الصالحات: بنو هاشم وبنو عبد المطلب، والذين اجترحوا السيئات: بنو عبد شمس»(2).
(346) حدّثنا عبد العزيز بن يحيى، عن محمّد بن زكريّا، عن أيُوب بن سليمان، عن محمّد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس:
في قوله عزّ وجلّ: (أَم حَسِبَ الَّذِينَ اجتَرَحُوا السَّيئاتِ...) الاية، قال: «إنّ هذه الاية نزلت في علي بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب وعبيدة بن الحارث هم الذين آمنوا، وفي ثلاثة من المشركين: عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد ابن عتبة وهم الذين اجترحوا السيئات»(3).
____________
(1) أ: حيان.
(2) تأويل الايات الظاهرة: 559 ط جماعة المدرسين، و 2 / 576 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) تأويل الايات الظاهرة: 559 ط جماعة المدرسين، و 2 / 577 رقم 6 ط مدرسة الامام المهدي.
(347) حدّثنا أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمّد السيّاري، عن محمّد ابن خالد البرقي، عن محمّد بن سليمان، عن أبي بصير قال:
قلت لابي عبد الله (عليه السلام): قوله تعالى: (هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيكُم بِالحَقِّ)؟
قال: «إنّ الكتاب لا ينطق، ولكن محمّد وأهل بيته (عليهم السلام) هم الناطقون بالكتاب»(1).
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 559 ـ 560 ط جماعة المدرسين، و 2 / 577 رقم 7 ط مدرسة الامام المهدي.
سورة الاحقاف (46)
(وَوَصَّيْنَا الاِْنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْراً... (15) ):
(348) حدّثنا محمّد بن همّام، عن عبد الله بن جعفر، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن إبراهيم بن يوسف العبدي، عن إبراهيم بن صالح، عن الحسين بن زيد، عن آبائه (عليهم السلام) قال:
«نزل جبرئيل (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمّد إنه يولد لك مولود تقتله أُمتك من بعدك.
فقال: ياجبرئيل لا حاجة لي فيه.
فقال: يامحمّد إنَّ منه الائمّة والاوصياء.
فقال: نعم.
قال: وجاء النبي (صلى الله عليه وآله) إلى فاطمة (عليها السلام) فقال لها: إنك تلدين ولداً تقتله أمتي من بعدي.
فقالت: لا حاجة لي فيه.
فخاطبها ثلاثاً، ثمّ قال لها: إنّ منه الائمّة والاوصياء.
فقالت: نعم يا أبة.
فحملت بالحسين (عليه السلام)، فحفظها الله وما في بطنها من إبليس، فوضعته لستّة أشهر، ولم يسمع بمولود ولد لستة أشهر إلاّ الحسين ويحيى بن زكريا (عليهما السلام).
فلمّا وضعته وضع النبي (صلى الله عليه وآله) لسانه في فيه فمصه، ولم يرضع الحسين (عليه السلام)
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 562 ـ 563 ط جماعة المدرسين، و 2 / 578 رقم 3 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: الكافي 1 / 386 رقم 3 و 4، علل الشرائع: 205 رقم 3، كامل الزيارات: 25 رقم 2 و 3 و 4.
سورة محمّد (47)
(349) عن أحمد بن محمّد بن سعيد، عن أحمد بن الحسن، عن أبيه، عن حسين(1) بن مخارق، عن أبيه(2)، عن سعد بن طريف وأبي حمزة، عن الاصبغ، عن عليّ (عليه السلام) أنّه قال:
«سورة محمّد صلوات الله عليه آية فينا وآية في بني أُميّة»(3).
(350) حدّثنا علي بن العبّاس البجلي، عن عبّاد بن يعقوب، عن علي بن هاشم، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
«سورة محمّد (صلى الله عليه وآله) آية فينا وآية في بني أُميّة»(4).
(351) حدّثناأحمد بن محمّد الكاتب، عن حميد بن الربيع، عن) عبيدة(5) ابن موسى، قال: أخبرنا فطر، عن إبراهيم بن(6) أبي الحسن موسى (عليه السلام) أنّه
____________
(1) أ: حصين.
(2) عن أبيه، ليس في أ.
(3) تأويل الايات الظاهرة: 567 ط جماعة المدرسين، و 2 / 582 رقم 2 ط مدرسة الامام المهدي.
(4) تأويل الايات الظاهرة: 567 ط جماعة المدرسين، و2 / 582 رقم 1 ط مدرسة الامام المهدي.
(5) أ: عبيد.
(6) أ. د: فطر بن إبراهيم عن.
«مَن أراد أن يعلم فضلنا على عدونا فليقرأ هذه السورة التي يذكر فيها: (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ) (1) فينا آية وفيهم آية إلى آخرها»(2).
(ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُم (9) ):
(352) حدّثنا أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد(3) بن خالد، عن محمّد بن عليّ، عن ابن فضيل، عن أبي حمزة، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنّه قال:
«قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزلَ اللهُ) في علي (فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهم)»(4).
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إلَيْكَ حَتَّى إذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً... (16) ):
(353) حدّثنا أحمد بن محمّد النوفلي، عن محمّد بن عيسى العبيدي،
____________
(1) سورة محمد 47: 1.
(2) تأويل الايات الظاهرة: 567 ط جماعة المدرسين، و 2 / 583 رقم 3 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) أ: محمد.
(4) تأويل الايات الظاهرة: 567 ـ 568 ط جماعة المدرسين، و 2 / 583 رقم 6 ط مدرسة الامام المهدي.
«كنّا نكون عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيخبرنا بالوحي فأعيه أنا دونهم، والله وما يعونه هم، وإذا خرجوا قالوا لي: ماذا قال آنفاً»(1).
(فَهَلْ عَسَيْتُم إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الاَْرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُم (22) ):
(354) حدّثنا أحمد بن محمّد(2) الكاتب، عن حسين بن خزيمة الرازي، عن عبد الله بن بشير، عن أبي هوذة، عن إسماعيل بن عيّاش، عن جويبر، عن الضحّاك، عن ابن عبّاس:
في قوله عزّ وجلّ: (فَهَلْ عَسَيتُمْ إنْ تَولَّيتُمْ أَنْ تَفْسِدُوا فِي الاَرِضِ وَتُقَطِّعُوا أرْحَامَكُمْ)، قال: نزلت في بني هاشم وبني أُميّة(3).
(إنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى...(25) ):
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 568 ط جماعة المدرسين، و 2 / 584 رقم 10 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) أ: محمد بن أحمد.
(3) تأويل الايات الظاهرة: 568 ط جماعة المدرسين، و 2 / 585 رقم 12 ط مدرسة الامام المهدي.
في قول الله عزّ وجلّ: (إنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبيَّنَ لَهُمُ الهُدَى)، قال: «الهدى هو سبيل عليّ (عليه السلام)»(1).
(ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (28) ):
(356) حدّثنا علي بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمّد، عن إسماعيل بن بشّار(2)، عن علي بن جعفر الحضرمي، عن جابر بن يزيد قال:
سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسخَطَ اللهَ وَكَرِهُوا رِضوَانَهُ فَأَحبَطَ أَعمَالَهُم)؟
قال: «كرهوا عليّاً (عليه السلام)، وكان عليّ رضا الله ورضا رسوله، أمر الله بولايته يوم بدر ويوم حنين وببطن نخلة ويوم التروية، نزلت فيه اثنتان وعشرون آية في الحجّة التي صدَّ فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن المسجد الحرام وبالجحفة وبخم»(3).
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 569 ط جماعة المدرسين، و 2 / 587 رقم 14 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: تفسير القمي 2 / 308، مجمع البيان 10 / 160.
(2) أ: يسار.
(3) تأويل الايات الظاهرة: 569 ط جماعة المدرسين، و 2 / 589 رقم 17 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: المناقب لابن شهرآشوب 3 / 100، روضة الواعظين: 106.
(357) حدّثنا عبد العزيز بن يحيى، عن محمّد بن زكريّا، عن جعفر بن محمّد بن عمارة، قال: حدّثني أبي، عن جابر، عن أبي جعفر محمّد بن علي (عليه السلام)، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:
لمّا نصب رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليّاً (عليه السلام) يوم غدير خم قال قوم: ما يألوا برفع ضبع(1) ابن عمّه! فأنزل الله تعالى: (أَم حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أن لن يُخرجَ اللهُ أَضغَانَهُم) (2).
(... وَلَتَعْرِفَنَّهُم فِي لَحْنِ الْقَوْلِ... (30) ):
(358) حدّثنا محمّد بن حريزاً(3)، عن عبد الله بن عمر، عن الحمّامي(4)، عن محمّد بن مالك، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال:
قوله عزّ وجلّ: (وَلَتَعرِفنَّهُم فِي لَحنِ القَولِ) قال: بغضهم لعليّ
____________
(1) أ: ما باله يرفع بضبع.
والضبع: ما بين الابط إلى نصف العضد من أعلاه، لسان العرب 8 / 216.
(2) تأويل الايات الظاهرة: 570 ط جماعة المدرسين، و 2 / 590 رقم 18 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) أ: جدير.
(4) كذا، والظاهر أن الصواب: الحماني.
(359) حدّثنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن ابن بكير قال:
قال أبو جعفر (عليه السلام): «إنّ الله عزّ وجلّ أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية، فنحن نعرفهم في لحن القول»(2).
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 570 ط جماعة المدرسين، و 2 / 590 رقم 19 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) تأويل الايات الظاهرة: 570 ط جماعة المدرسين، و 2 / 590 رقم 20 ط مدرسة الامام المهدي.
سورة الفتح (48)
(لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ...(18) ):
(360) حدّثنا محمّد بن أحمد الواسطي، عن زكريّا بن يحيى، عن إسماعيل بن عثمان، عن عمّار الدهني، عن أبي الزبير، عن جابر، عن أبي جعفر قال:
قلت له: قول الله عزّ وجلّ: (لَقَد رَضِيَ اللهُ عَنِ المؤُمْنِيِنَ إذْ يُبَايِعُونَكَ تَحتَ الشَّجَرةِ) كم كانوا؟
قال: «ألفاً ومائتين».
قلت: هل كان فيهم علي (عليه السلام)؟
قال: «نعم، علي سيدهم وشريفهم»(1).
(... وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا...(26) ):
(361) عن أحمد بن محمّد بن سعيد، عن محمّد بن هارون، عن محمّد ابن مالك، عن نعمة بن فضيل(2)، عن غالب الجهني، عن أبي
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 577 ط جماعة المدرسين، و 2 / 595 رقم 7 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: تفسير القمي 2 / 268، المناقب للخوارزمي 2 / 315.
(2) أ: عن محمد بن فضيل.
«قال النبي (صلى الله عليه وآله): لمّا أسري بي إلى السماء ثم إلى سدرة المنتهى أوقفت بين يدي ربي عزّ وجلّ، فقال لي: يا محمّد.
فقلت: لبيك ياربّ وسعديك.
قال: قد بلوت خلقي فأيُّهم وجدت أطوع لك؟
قلت: ربّ عليّاً.
قال: صدقت يا محمّد، فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك ويعلّم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟
قال: قلت: لا، فاختر لي، فإن خيرتك خير لي(1).
قال: قد اخترت لك عليّاً فاتخذه لنفسك خليفةً ووصيّاً، وقد نحلته علمي وحلمي، وهو أمير المؤمنين حقّاً، لم ينلها أحد قبله وليست لاحد بعده.
يا محمّد، عليٌّ راية الهدى وإمام من أطاعني ونور أوليائي وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني، فبشره بذلك يامحمد.
قال: فبشرته بذلك.
فقال علي (عليه السلام): أنا عبد الله وفي قبضته، إن يعاقبني فبذنبي لم يظلمني، وإن يتم لي ما وعدني فالله أولى بي.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): اللّهمّ اجْلُ قلبه(2) واجعل ربيعه الايمان بك.
قال الله سبحانه: قد فعلت ذلك به يا محمّد، غير أني مختصه(3) من
____________
(1) ق: خيرتي.
(2) د: اللهم اجعل قلبه مطمئناً.
(3) د: أختصّه.
قال: قلت: ربي أخي وصاحبي.
قال: إنه سبق في علمي أنه مبتلى ومبتلى به، ولولا علي لم تعرف أوليائي ولا أولياء رسولي»(1).
(362) حدّثنا محمّد بن الحسين، عن علي بن منذر، عن مسكين) الرحال(2) العابد، وقال ابن المنذر عنه: وبلغني أنه لم يرفع رأسه إلى السماء منذ أربعين سنة.
وقال أيضاً: حدّثنا(3) فضيل الرسّان، عن أبي داود، عن أبي بردة(4) قال:
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: «إنّ الله عهد إلي في عليّ عهداً فقلت: اللهم بيّن لي.
فقال لي: اسمع.
فقلت: اللَّهمَّ قد سمعت.
فقال الله عزّ وجلّ: أخبر عليّاً: بأنّه أمير المؤمنين وسيد المسلمين(5)
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 578 ـ 579 ط جماعة المدرسين، و 2 / 596 رقم 10 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) وفي بعض المصادر: الرجل.
(3) أ: قال حدّثنا.
(4) أ: برزة.
(5) أ: وسيّد أوصياء المرسلين.
(... كَزَرْع أَخْرَجَ شَطْئَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ... (39) ):
(363) حدّثنا محمّد بن أحمد، عن عيسى(2) بن إسحاق، عن الحسن بن الحارث بن أبي طلبة(3)، عن أبيه، عن داود بن أبي هند، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس:
في قوله عزّ وجلّ: (كَزَرع أَخرَجَ شَطْئَهُ فَآزَرَهُ فَاستَغلَظَ فَاستَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعجِبُ الزّرّاعَ لِيَغيظَ بهِمُ الكُفَّارَ) قال: قوله: (كَزَرعِ أَخرَجَ شَطْئَهُ) أصل الزرع عبد المطلب، وشطأه محمّد (صلى الله عليه وآله) و (يُعْجِبُ الزّرّاعَ) علي بن أبي طالب (عليه السلام) (4).
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 579 ط جماعة المدرسين، و 2 / 597 رقم 11 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: الامالي للطوسي 1 / 250 و 353، الاختصاص: 53.
(2) أ: محمد بن أحمد بن عيسى.
(3) أ: بن طليب.
(4) تأويل الا يات الظاهرة: 581 ـ 582 ط جماعة المدرسين، و 2 / 600 رقم 13 ط مدرسة الامام المهدي.
سورة الحجرات (49)
(إنَّ الَّذِينَ يَغُضَّونَ أَصْوَاتَهُم عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولَئَكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3) ):
(364) حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، عن محمّد بن أحمد، عن المنذر ابن جيفر(1)، قال: حدّثني أبي جيفر، عن الحكم(2)، عن المنصور بن المعتمر، عن ربعي بن خراش قال:
خطبنا علي (عليه السلام) في الرحبة ثمّ قال: «أنّه لمّا كان في زمان الحديبية خرج إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أُناس من قريش من أشراف أهل مكّة، فيهم سهيل بن عمرو، قالوا: يامحمّد أنت جارنا وحليفنا وابن عمّنا، وقد لحق بك أُناس من أبنائنا(3) وإخواننا وأقاربنا، ليس بهم(4) التفقه في الدين ولا رغبة فيما عندك، ولكن إنما خرجوا فراراً من ضياعنا وأعمالنا وأموالنا، فارددهم علينا.
فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبا بكر فقال له: انظر ما يقولون.
فقال: صدقوا يارسول الله، أنت جارهم فارددهم عليهم.
____________
(1) أ: جفير.
(2) أ: أبي جفير بن حكيم.
(3) في الخطّية: آبائنا.
(4) أ: فيهم.