الصفحة 383
الحسن بن محبوب، عن أبي جعفر الاحول، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه السلام):

في قوله عزّ وجلّ: (اعْلَمُوا أنْ اللهَ يُحْيِ الارْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا): «يعني بموتها كفر أهلها، والكافر ميت، فيحييها الله بالقائم فيعدل فيها فتحيا الارض ويحيا أهلها بعد موتهم»(1).

(وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ... (19) ):

(408) عن أحمد بن محمّد، عن إبراهيم بن إسحاق، عن الحسن بن عبد الرحمن، يرفعه إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى(2) قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «الصديقون ثلاثه «: حبيب النجّار وهو مؤمن آل يس، وحـزقيـل وهـو مؤمن آل فرعـون، وعلـي بن أبـي طالـب (عليه السلام) وهـو أفضـل الثلاثة»(3).

(409) عن الحسن(4) بن علي المقرىء، بإسناده عن رجاله مرفوعاً إلى أبي أيوب الانصاري قال:

____________

(1) تأويل الايات الظاهرة: 638 ط جماعة المدرسين، و 2 / 663 رقم 15 ط مدرسة الامام المهدي.

وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: الغيبة للنعماني: 24، الكافي 7 / 174 رقم 2، كمال الدين:668 رقم 13.

(2) م: وهو ما رواه محمد بن العباس (ره) عن الرجال الثقات عن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

(3) تأويل الايات الظاهرة: 638 ـ 639 ط جماعة المدرسين، و 2 / 663 رقم 16 ط مدرسة الامام المهدي.

(4) أ: الحسين.


الصفحة 384
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «الصديقون ثلاثة: حزقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب صاحب يس(1)، وعلي بن أبي طالب وهو أفضل الثلاثة»(2).

(410) عن جعفر بن محمّد بن مالك، عن محمّد بن عمرو(3)، عن عبد الله ابن سليمان، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن عمر بن الفضل(4) البصري، عن عبّاد ابن صهيب، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال:

«هبط على النبي (صلى الله عليه وآله) ملك له عشرون ألف رأس، فوثب النبي (صلى الله عليه وآله) ليقبل يده، فقال له الملك: مهلاً مهلاً يامحمّد، فأنت والله أكرم على الله من أهل السماوات وأهل الارضين(5) أجمعين.

والملك يقال له: محمود.

فـإذا بيـن منكبيـه مكتـوب: لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله علي الصديق الاكبر.

فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): حبيبي محمود منذ كم هذا مكتوب بين منكبيك؟

قال: من قبل أن يخلق الله آدم أباك بإثني عشر ألف عام»(6).

____________

(1) أ: آل يس.

(2) تأويل الايات الظاهرة: 639 ط جماعة المدرسين، و 2 / 664 رقم 17 ط مدرسة الامام المهدي.

(3) أ: عمر.

(4) أ: المفضل.

(5) م: أهل الارض.

(6) تأويل الايات الظاهرة: 639 ط جماعة المدرسين، و 2 / 164 رقم 18 ط مدرسة الامام المهدي.

وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: مجمع البيان 9 / 238، الخصال: 635، المناقب لابن شهرآشوب 3 / 89.


الصفحة 385
(يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ... (28) ):

(411) حدّثنا علي بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن إسماعيل بن بشّار، عن علي بن صقر(1) الحضرمي، عن جابر بن يزيد الجعفي قال:

سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: (يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِنْ رَحمَتِهِ)؟

قال: «الحسن والحسين (عليهما السلام)».

قلت: (وَيَجعَل لَكُم نُوراً تَمشُونَ بِهِ)؟

قال: «يجعل لكم إماماً تأتمون به»(2).

(412) حدّثنا عبد العزيز بن يحيى، عن محمّد بن زكريّا، عن أحمد بن عيسى بن زيد، قال: حدّثني عمي الحسين بن زيد، قال: حدّثني شعيب بن واقد، قال: سمعت الحسين بن زيد يحدّث، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السلام)، عن جابر بن عبد الله، عن النبي (صلى الله عليه وآله):

في قوله تعالى: (يُؤتِكُم كِفلَينِ مِنْ رَحمَتِهِ) قال: «الحسن والحسين»، (وَيَجعَل لَكُم نُوراً تَمشُونَ بِهِ) قال: «علي (عليه السلام)»(3).

____________

(1) أ: جعفر.

(2) تأويل الايات الظاهرة: 642 ـ 643 ط جماعة المدرسين، و 2 / 668 رقم 27 ط مدرسة الامام المهدي.

(3) تأويل الايات الظاهرة: 643 ط جماعة المدرسين، و 2 / 669 رقم 28 ط مدرسة الامام المهدي.


الصفحة 386
(413) حدّثنا علي بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمّد، عن إبراهيم بن ميمون، عن ابن أبي شيبة(1)، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام):

في قوله عزّ وجلّ: (يُؤتِكُم كِفلَينِ مِنْ رَحمَتِهِ)، قال: «الحسن والحسين» (وَيَجعَل لَكُم نُوراً تَمشُونَ بِهِ) قال: «إمام عدل تأتمُّون به وهو علي ابن أبي طالب (عليه السلام)»(2).

(414) حدّثنا عبد العزيز بن يحيى، عن المغيرة بن محمّد، عن حسين بن حسن المروزي، عن الاحوص بن جوّاب، عن عمّار بن رزيق، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن كعب بن عياض قال:

طعنت على علي (عليه السلام) بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فوكزني في صدري ثمّ قال: «ياكعب إنَّ لعليّ نورين: نور في السماء، ونور في الارض، فمن تمسّك بنوره أدخله الله الجنة، ومن أخطأه أدخله الله النار، فبشر الناس عني بذلك»(3).

____________

(1) أ: عن أبي شيبة.

(2) تأويل الايات الظاهرة: 643 ط جماعة المدرسين، و 2 / 669 رقم 29 ط مدرسة الامام المهدي.

(3) تأويل الايات الظاهرة: 643 ط جماعة المدرسين، و 2 / 669 رقم 30 ط مدرسة الامام المهدي.

وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: الكافي 1 / 150 رقم 3 و 1 / 356 رقم 86، تفسير القمي2/352.


الصفحة 387

سورة المجادلة (58)

(قَد سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِها وتَشْتَكِي إلَى اللهِ واللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1) ):

(415) عن أحمد بن عبد الرحمن، عن محمّد بن سليمان بن بزيع، عن جميع(1) بن المبارك، عن إسحاق بن محمّد، قال: حدّثني أبي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) أنَّه قال:

«إنَّ النبي (صلى الله عليه وآله) قال لفاطمة (عليها السلام): إنَّ زوجك يلاقي بعدي كذا ويلاقي بعدي كذا، فخبرها بما يلقى بعده.

فقالت: يارسول الله ألا تدعو الله أن يصرف(2) ذلك عنه؟

فقال: قد سألت الله ذلك له فقال: إنّه مبتلى ومبتلى به.

فهبط جبرائيل (عليه السلام) فقال: (قَد سَمِعَ اللهُ قَولَ الَّتِي تُجاَدِلُكَ فِي زَوجِها وتَشتَكي إلَى اللهِ واللهُ يَسمَعُ تَحَاوُركُمَا إنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)»(3).

____________

(1) أ: جميل.

(2) د: يرفع.

(3) تأويل الايات الظاهرة: 645 ط جماعة المدرسين، و 2 / 670 رقم 1 ط مدرسة الامام المهدي.


الصفحة 388
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَات فَإذَا لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ واللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13) ):

(416) عن علي بن عتبة(1) ومحمّد بن القاسم، قالا: حدّثنا الحسين(2) بن الحكم، عن حسن بن حسين، عن حبّان(3) بن عليّ، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس:

في قوله عزّ وجلّ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا نَاجَيتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَينَ يَدَي نَجواكُم صَدَقَةً)، قال: نزلت في عليّ (عليه السلام) خاصّة، كان له دينار فباعه بعشرة دراهم، فكان كلما ناجاه قدّم درهماً حتى ناجاه عشر مرات، ثم نسخت، فلم يعمل بها أحد قبله ولا بعده(4).

(417) حدّثنا علي بن عبّاس، عن محمّد بن مروان، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير، عن أبيه، عن السدي، عن عبد خير، عن علي (عليه السلام) قال:

«كنت أول مَن ناجى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم وكلمت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عشر مرّات، كلما أردت أن أُناجيه تصدقت بدرهم،

____________

(1) وفي بعض المصادر: عقبة.

(2) أ: الحسن.

(3) أ: حيان.

(4) تأويل الايات الظاهرة: 647 ط جماعة المدرسين، و 2 / 673 رقم 4 ط مدرسة الامام المهدي.


الصفحة 389
فشقَّ ذلك على أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال المنافقون: مايألوا(1) ما ينجش(2) لابن عمّه؟(3)، حتّى نسخها الله جلّ وعزّ فقال: (أأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجواكُمْ صَدَقات...) إلى آخر الاية».

ثم قال (عليه السلام): «فكنتُ أول مَن عمل بهذه الاية وآخر مَن عمل بها، فلم يعمل بها أحد قبلي ولا بعدي»(4).

(418) حدّثنا عبد العزيز بن يحيى، عن محمّد بن زكريّا، عن أُيوب بن سليمان، عن محمّد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس:

في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا نَاجَيتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَينَ يَدَي نَجواكُم صَدَقَةً)، قال: «إنّه حرم كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثمّ رخص لهم في كلامه بالصدقة، فكان إذا أراد الرجل أن يكلمه تصدق بدرهم ثم كلمه بما يريد».

قال: «فكفَّ الناس عن كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبخلوا أن يتصدقوا قبل كلامه، فتصدق علي (عليه السلام) بدينار كان له، فباعه بعشرة دراهم في عشر كلمات سألهن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولم يفعل ذلك أحد من المسلمين غيره، وبخل أهل الميسرة أن يفعلوا ذلك.

فقال المنافقون: ما صنع علي بن أبي طالب الذي صنع من الصدقة إلاّ أنّه إذا أراد أن يتزوج(5) لابن عمه.

____________

(1) النجش: هو أن يزيد الرجل ثمن السلعة وهو لا يريد شراءها، ولكن ليسمعه غيره فيزيد بزيادته، وقد أطلق هنا مجازاً. لسان العرب 6 / 351.

(2) أ: ما يأله.

(3) في بعض المصادر: ما باله ما يبخس لابن عمّه.

(4) تأويل الايات الظاهرة: 648 ط جماعة المدرسين، و 2 / 673 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.

(5) أ: إلاّ أنّه أراد أن يروّج.


الصفحة 390
فأنزل الله تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا نَاجَيتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَينَ يَدَي نَجواكُم صَدَقَةًذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ) من إمساكها (وَأَطْهَرُ) يقول: وأزكى لكم من المعصية (فَإنْ لَمْ تَجِدوا) الصدقة على الفقراء (فَإنَّ اللهَ غَفْورٌ رَحِيمٌ أأشْفَقْتُمْ) يقول الحكيم أأشفقتم يا أهل الميسرة (أَنْ تَقدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ) يقول قدّام نجواكم يعني كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) ( صَدَقَات) على الفقراء (فَإذ لَمْ تَفْعَلُوا) يا أهل الميسرة (وَتَابَ اللهُ عَليْكُمْ) يعني تجاوز عنكم إذا لم تفعلوا ( فَأقِيمُوا الصَّلاَة) يقول: أقيموا الصلوات الخمس (وآتُوا الزَّكَاةَ) يعني أعطوا الزكاة، يقول: تصدقوا، فنسخت ما أُمروا به عند المناجاة بإتمام الصلاة وإيتاء الزكاة (وَأطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ) بالصدقة في الفريضة والتطوُّع (واللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) أي تنفقون خيراً(1)»(2).

(419) قال شرف الدين الاسترآبادي: إعلم أنَّ محمّدبن العبّاس (رحمه الله) ذكر في تفسيره هذاالمنقول منه(3) في آية المناجاة سبعين حديثاً من طريق الخاصة والعامة، يتضمن أن المناجي لرسول الله (صلى الله عليه وآله) هو أمير المؤمنين دون الناس أجمعين(4).

____________

(1) ق. د: خبير، أ: أي بما تنفقون خبير.

(2) تأويل الايات الظاهرة: 648 ـ 649 ط جماعة المدرسين، و 2 / 674 رقم 6 ط مدرسة الامام المهدي.

(3) م: فيه.

(4) تأويل الايات الظاهرة: 649 ط جماعة المدرسين، و 2 / 674 ط مدرسة الامام المهدي.

وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: سنن الترمذي 5 / 406 رقم 3300، الخصال: 548 رقم 30 و 574 رقم 1، تفسير القمي 2 / 357.


الصفحة 391
(... أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الاِْيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوح مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّات تَجْـرِي مِنْ تَحْتِهَا الاْنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلاَ إنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(22) ):

(420) حدّثنا المنذر بن محمّد، عن أبيه، قال: حدّثني عمي الحسين بن سعيد، عن أبان بن تغلب، عن علي بن محمّد بن بشر قال:

قال محمّد بن علي (عليه السلام) ابن الحنفية: إنما حبنا أهل البيت شيء يكتبه الله في أيمن قلب العبد، ومن كتبه الله في قلبه لا يستطيع أحد محوه، أما سمعت الله سبحانه يقول: (أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الايمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوح مِنهُ...) إلى آخر الاية، فحبنا أهل البيت الايمان(1).

____________

(1) تأويل الايات الظاهرة:650ط جماعة المدرسين،و2/676رقم8 ط مدرسة الامام المهدي.


الصفحة 392

سورة الحشر (59)

(مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ... (7) ):

(421) حدّثنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي ابن حديد ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع، جميعاً عن منصور بن حازم، عن زيد ابن علي (عليه السلام) قال:

قلت له: جعلت فداك قول الله عزّ وجلّ: (مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِن أَهلِ القُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القُربَى)؟

قال: والقربى هي والله قرابتنا(1).

(422) حدّثنا أحمد بن هوذة، عن إسحاق بن إبراهيم(2)، عن عبد الله بن حمّاد، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه قال:

سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: (مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِن أَهلِ القُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القُربَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَابنِ السَّبِيلِ)؟

فقال أبو جعفر (عليه السلام): «هذه الاية نزلت فينا خاصة، فما كان لله وللرسول فهو

____________

(1) تأويل الايات الظاهرة: 652 ط جماعة المدرسين، و 2 / 677 رقم 1، ط مدرسة الامام المهدي.

(2) أ: عن إبراهيم بن إسحاق.


الصفحة 393
لنا، ونحن ذو(1) القربى ونحن المساكين، لا تذهب مسكنتنا من رسول الله أبداً، ونحن أبناء السبيل، فلا يعرف سبيل الله إلاّ بنا، والامر كله لنا»(2).

(... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) ):

(423) حدّثنا الحسين(3) بن أحمد المالكي، عن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال:

«قوله عزّ وجلّ: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنهُ فانتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ) وظلم(4) آل محمّد فـ (إنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ) لمن ظلمهم»(5).

(... وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِم وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ

____________

(1) أ: أولو.

(2) تأويل الايات الظاهرة: 652 ط جماعة المدرسين، و 2 / 677 رقم 2، ط مدرسة الامام المهدي.

وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: الكافي 1 / 453 رقم 1، التهذيب 4 / 134 رقم 376.

(3) أ: الحسن.

(4) د: في ظلم.

(5) تأويل الايات الظاهرة: 653 ط جماعة المدرسين، و 2 / 678 رقم 3 ط مدرسة الامام المهدي.


الصفحة 394
شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) ):

(424) حدّثنا سهل بن محمّد(1) العطّار، عن أحمد بن عمرو الدهقان(2)، عن محمّد بن كثير، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن أبي هريرة قال إنَّ رجلاً جاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فشكى إليه الجوع.

فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى بيوت أزواجه.

فقلن: ما عندنا إلاّ الماء.

فقال (عليه السلام): «مَن لهذا الرجل الليلة؟».

فقال علي بن أبي طالب (عليه السلام): «أنا يا رسول الله».

فأتى إلى فاطمة (عليها السلام) فأعلمها.

فقالت: «ما عندنا إلاّ قوت الصبية، ولكنّا نؤثر به ضيفنا».

فقال علي (عليه السلام): «نوّمي الصِبية، وأطفىء السراج».

فلما أصبح غدا على رسول الله (صلى الله عليه وآله).

فنزلت هذه الاية: (وَيُؤثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِم وَلَو كَانَ بِهِم خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُولَئكَ هُمُ المُفلِحُونَ) (3).

(425) حدّثنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن كليب بن معاوية الاسدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام):

____________

(1) أ: محمد بن سهل.

(2) وفي بعض المصادر: الدهان.

(3) تأويل الايات الظاهرة: 653 ـ 654 ط جماعة المدرسين، و 2 / 678 رقم 4 ط مدرسة الامام المهدي.


الصفحة 395
في قوله تعالى: (وَيُؤثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِم وَلَو كَانَ بِهِم خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُولَئكَ هُمُ المُفلِحُونَ)، قال: «بينا علي عند فاطمة (عليهما السلام) إذ قالت له: يا علي إذهب إلى أبي فابغنا منه شيئاً.

فقال: نعم.

فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأعطاه ديناراً وقال له: ياعلي اذهب فابتع(1) به لاهلك طعاماً.

فخرج من عنده، فلقيه المقداد بن الاسود (رحمه الله) وقاما ما شاء الله أن يقوما وذكر له حاجته، فأعطاه الدينار وانطلق إلى المسجد، فوضع رأسه فنام.

فانتظره رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم يأت، ثمّ انتظره فلم يأت، فخرج يدور في المسجد، فإذا هو بعلي (عليه السلام) نائم في المسجد، فحرّكه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقعد.

فقال له: يا علي ما صنعت؟

فقال: يا رسول الله خرجت من عندك فلقيني(2) المقداد بن الاسود فذكر لي ما شاء الله أن يذكر فأعطيته الدينار.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما إنّ جبرائيل قد أنبأني بذلك، وقد أنزل الله فيك كتاباً: (وَيُؤثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِم وَلَو كَانَ بِهِم خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُولَئكَ هُمُ المُفلِحُونَ)»(3).

(426) حدّثنا محمّد بن أحمد بن ثابت، عن القاسم بن إسماعيل، عن

____________

(1) د: فابتغ.

(2) م: فلقيت.

(3) تأويل الايات الظاهرة: 654 ط جماعة المدرسين، و 2 / 679 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.


الصفحة 396
محمّد بن سنان، عن سماعة بن مهران، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:

«أُوتي(1) رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمال وحلل، وأصحابه حوله جلوس، فقسمه عليهم حتّى لم يبق منه حلّة ولا دينار، فلمّا فرغ منه جاء رجل من فقراء المهاجرين وكان غائباً، فلمّا رآه رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: أيُّكم يعطي هذا نصيبه ويؤثره على نفسه؟

فسمعه علي (عليه السلام) فقال: نصيبي، فأعطاه إيّاه.

فأخذه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأعطاه الرجل، ثم قال: يا علي إن الله جعلك سبّاقاً للخير(2)، سخّاءً بنفسك عن المال، أنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظلمة، والظلمة هم الذين يحسدونك ويبغون عليك ويمنعونك حقك بعدي»(3).

(427) وبالاسناد، عن القاسم بن إسماعيل، عن إسماعيل بن أبان، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:

«إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان جالساً ذات يوم، وأصحابه جلوس حوله، فجاء علي(عليه السلام) وعليه سمل ثوب منخرق عن بعض جسده، فجلس قريباً من رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فنظر إليه ساعة ثم قرأ: (وَيُؤثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِم وَلَو كَانَ بِهِم خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُولَئكَ هُمُ المُفلِحُونَ).

ثمّ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعليّ (عليه السلام): أما إنك رأس الذين نزلت فيهم هذه الاية

____________

(1) د: أُتي.

(2) م: سبباً للخير، وفي بعض المصادر: سباقاً للخيرات.

(3) تأويل الايات الظاهرة: 654 ـ 655 ط جماعة المدرسين، و 2 / 679 رقم 6 ط مدرسة الامام المهدي.


الصفحة 397
وسيدهم وإمامهم.

ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي: أين حلّتك التي كسوتكها يا علي؟

فقال: يارسول الله إن بعض أصحابك أتاني يشكو(1) عريه وعري أهل بيته، فرحمته وآثرته بها على نفسي، وعرفت أن الله سيكسوني خيراً منها.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صدقت، أما إن جبرائيل فقد أتاني يحدّثني أن الله قد اتخذ لك مكانها في الجنة حلّة خضراء من استبرق وصبغتها(2) من ياقوت وزبرجد، فنعم الجواز جواز ربك بسخاوة نفسك وصبرك على سملتك(3) هذه المنخرقة، فأبشر يا علي.

فانصرف علي فرحاً مستبشراً بما أخبره به رسول الله»(4).

(... رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلاِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالاْيمَانِ... (10) ):

(428) حدّثنا علي بن عبدالله، عن إبراهيم بن محمّد، عن يحيى بن صالح، عن الحسين الاشقر، عن عيسى بن راشد، عن أبي بصير، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

____________

(1) أ: يشتكي.

(2) أ: وصَنِفتها.

(3) أ: شملتك.

(4) تأويل الايات الظاهرة: 655 ط جماعة المدرسين، و 2 / 680 رقم 7 ط مدرسة الامام المهدي.

وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: الامالي للشيخ 2 / 137 رقم 8.


الصفحة 398
فرض الله الاستغفار لعلي (عليه السلام) في القرآن على كل مسلم، وهو قوله تعالى: ( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلاخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالايمَانِ) وهو سابق الامّة»(1).

____________

(1) تأويل الايات الظاهرة: 656 ط جماعة المدرسين، و 2 / 681 رقم 8 ط مدرسة الامام المهدي.

وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: الامالي للشيخ 2 / 175.


الصفحة 399

سورة الممتحنة (60)

(يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الاْخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13) ):

(429) حدّثنا علي بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، قال: سمعت محمّد بن صالح بن مسعود، قال: حدّثني أبو الجارود زياد بن المنذر، عمّن سمع علياً (عليه السلام) يقول:

«العجب كل العجب بين جمادى ورجب».

فقام رجل فقال: يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه؟

فقال: «ثكلتك أمُّك وأي عجب أعجب من أموات يضربون كل عدو لله ولرسوله ولاهل بيته، وذلك تأويل هذه الاية: (يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوا قَوماً غَضِبَ اللهُ عَلَيهِم قَد يَئسُوا مِنَ الاخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الكُفَّارُ مِن أَصحَابِ القُبُورِ) فإذا اشتد القتل قلتم: مات أو هلك أو أيّ واد سلك، وذلك تأويل هذه الاية: (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُم الكَرَّة عَلَيْهِمْ وَأمْدَدْنَاكُمْ بَأمْوَال وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكَثَرَ نَفِيراً) (1)»(2).

____________

(1) الاسراء 17: 6.

(2) تأويل الايات الظاهرة: 659 ط جماعة المدرسين، و 2 / 684 رقم 2 ط مدرسة الامام المهدي.


الصفحة 400

الصفحة 401

سورة الصف (61)

(إنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4) ):

(430) حدّثنا علي بن عبيد ومحمّد بن القاسم، قالا جميعاً: حدّثنا حسين ابن حكم، عن حسن بن حسين، عن حبّان بن علي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس:

في قوله تعالى: (إنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيانٌ مَرصُوصٌ)، قال: نزلت في علي وحمزة وعبيدة بن الحارث (عليهم السلام) وسهل بن حنيف والحارث بن الصمة(1) وأبي دجانة رضي الله عنهم(2).

(431) حدّثنا الحسين بن محمّد، عن حجّاج بن يوسف، عن بشر بن الحسين، عن الزبير بن عدي، عن الضحّاك، عن ابن عبّاس (رضي الله عنه):

في قوله عزّ وجلّ: (إنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيانٌ مَرصُوصٌ)، قال: قلت له: مَن هؤلاء؟

قال: علي بن أبي طالب (عليه السلام) وحمزة أسد الله وأسد رسوله وعبيدة بن

____________

(1) د. ق. م: الصرّة.

(2) تأويل الايات الظاهرة: 660 ط جماعة المدرسين، و 2 / 685 رقم 1 ط مدرسة الامام المهدي.


الصفحة 402
الحارث والمقداد بن الاسود(1).

(432) حدّثنا عبد العزيز بن يحيى، عن ميسرة بن محمّد، عن إبراهيم بن محمّد، عن ابن فضيل(2)، عن حيّان(3) بن عبيد الله، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عبّاس قال:

كان علي صلوات الله عليه إذا صف إلى القتال كأنه بنيان مرصوص، يتبع ما قال الله فيه، فمدحه الله، وما قتل المشركين كقتله أحد»(4).

(يُريدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ... (8) ):

(433) حدّثنا علي بن عبد الله بن حاتم، عن إسماعيل بن إسحاق، عن يحيى بن هاشم، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنّه قال:

« (يُريدُونَ لِيُطفِئُوا نُورَ اللهِ بِأفوَاهِهِم وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ) والله لو تركتم هذا الامر ما تركه الله»(5).

____________

(1) تأويل الايات الظاهرة: 660 ط جماعة المدرسين، و 2 / 685 رقم 2 ط مدرسة الامام المهدي.

(2) د: أبي فضيل.

(3) أ: حسّان.

(4) تأويل الايات الظاهرة: 661 ط جماعة المدرسين، و 2 / 686 رقم 3 ط مدرسة الاما المهدي.

وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: تفسير الحبري: 321.

(5) تأويل الايات الظاهرة: 661 ط جماعة المدرسين، و 2 / 686 رقم 4 ط مدرسة الامام المهدي.

وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: الكافي 1 / 151 رقم 6 و 1 / 358 رقم 91.