أورد فيه محمد بن العباس ثلاثين حديثاً من الخاصّ والعامّ(1).
(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اْقَرءُوا كِتَابِيَهْ (19) إنِّيْ ظَنَنْتُ أنِّي مُلاَق حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَة رَاضِيَة (21) فِي جَنَّة عَالِية (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُم فِي الاْيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) ):
(464) حدّثنا محمّد بن الحسين، عن جعفر بن عبد الله المحمّدي، عن كثير بن عيّاش، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام):
في قوله عزّ وجلّ: (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابهُ بِيَمينِهِ...) إلى آخر الكلام، «نزلت في عليّ (عليه السلام)، وجرت لاهل الايمان مثلاً»(2).
(465) عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن عمرو بن عثمان، عن حنّان بن سدير، عن أبي عبد الله(عليه السلام):
في قول الله عزّ وجلّ: (فَأَمّا مَن أُوتِيَ كِتَابهُ بِيَمينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُم اقرَءُوا كِتَابِيَه)، قال: «هذا أمير المؤمنين (عليه السلام)»(3).
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 690 ط جماعة المدرسين، و 2 / 175 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: مختصر بصائر الدرجات: 65، الكافي 1 / 350 رقم 57، معاني الاخبار: 59 رقم 9، تفسير العياشي 1 / 14 رقم 1، المناقب لابن شهرآشوب 3/78.
(2) تأويل الايات الظاهرة: 692 ط جماعة المدرسين، و 2 / 717 رقم 10 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) تأويل الايات الظاهرة: 692 ط جماعة المدرسين، و 2 / 717 رقم 11 ط مدرسة الامام المهدي.
«قوله عزّ وجلّ: (فَأمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ...) إلى آخر الايات فهو أمير المؤمنين (عليه السلام)، (وَأمَّا مَنْ أُوِتيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِه) فالشامي(1)»(2)) فَسبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52) ):
.
(467) عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن عبد الله بن يحيى(3)، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي المقدام، عن جويريه بن مسهر قال:
أقبلنا مع أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد قتل الخوارج، حتّى إذا صرنا في أرض بابل حضرت صلاة العصر، فنزل أمير المؤمنين (عليه السلام) ونزل الناس.
فقال أمير المؤمنين: «أيُّها الناس، إنّ هذه أرض ملعونة، وقد عذبت من الدهر ثلاث مرّات، وهي إحدى المؤتفكات، وهي أول أرض عبد فيها وثن، إنه لا يحل لنبيّ ولا وصيّ نبيّ أن يصلي بها».
فأمر الناس فمالوا إلى جنب الطريق يصلون، وركب بغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله)
____________
(1) م: فالثاني، أ: فهو الشامي.
(2) تأويل الايات الظاهرة: 694 ط جماعة المدرسين، و 2 / 719 رقم 15 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: ثواب الاعمال: 147، المناقب 2 / 152، تفسير العياشي2/302 رقم 115، تفسير القمي 2 / 384.
(3) وفي بعض المصادر: عبد الله بن بحر.
قال جويرية: فقلت: والله لاتبعن أمير المؤمنين ولاقلدنه صلاتي اليوم.
قال: فمضيت خلفه، والله ما جزنا جسر سورا حتى غابت الشمس قال: فسببته أو هممت أن أسبه.
قال: فالتفت إليّ ـ فمضيت خلفه ـ وقال: «ياجويريه أذّن».
قلت: نعم(1) يا أمير المؤمنين.
قال:فنزل ناحية فتوضأ،ثم قام فنطق بكلاملاأحسبه إلاّبالعبرانية،ثم نادى الصلاة.
قال: فنظرت والله إلى الشمس قد خرجت من بين جبلين لها صرير، فصلى العصر وصليت معه، فلمّا فرغنا من صلاتنا عاد الليل كما كان.
فالتفت إليّ فقال: «ياجويرية إن الله تبارك وتعالى يقول: (فَسَبحْ بِاسمِ رَبِّكَ العِظِيمِ) وإني سألت الله سبحانه باسمه الاعظم فرد عليّ الشمس»(2).
____________
(1) د: وقال: يا جويرية أشككت؟ قلت: نعم.
(2) تأويل الايات الظاهرة: 695 ـ 696 ط جماعة المدرسين.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: الكافي 1 / 433، بصائر الدرجات: 217.
سورة المعارج (70)
(سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع (1) لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) ):
(468) حدّثنا علي بن محمّد بن مخلد، عن الحسن بن القاسم، عن عمر(1) بن الحسن، عن آدم بن حمّاد، عن حسين بن محمّد قال:
سألت سفيان بن عيينة عن قول الله عزّ وجلّ: (سَأَلَ سَائِلٌ) فيمن نزلت؟
فقال: يابن أخي لقد سألتني(2) عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، لقد سألت جعفر بن محمّد (عليه السلام) عن مثل الذي قلت؟
فقال: «أخبرني أبي، عن جدي، عن أبيه، عن ابن عبّاس قال: لمّا كان يوم غدير خمّ قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطيباً فأوجز في خطبته، ثمّ دعا علي بن أبي طالب(عليه السلام) فأخذ بضبعيه ثم رفع بيديه حتى رئي بياض إبطيه(3)، وقال للناس:
ألم أبلغكم الرسالة؟ ألم أنصح لكم؟
____________
(1) أ: عمرو.
(2) أ: سألت.
(3) أ: أبطيهما.
قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
قال: ففشت هذه في الناس، فبلغ ذلك الحارث بن نعمان الفهري، فرحّل راحلته ثم استوى عليها ـ ورسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ ذاك بالابطح ـ فأناخ ناقته ثم عقلها ثم أتى النبي (صلى الله عليه وآله) ثم قال: ياعبد الله إنّك دعوتنا إلى أن نقول لا إله إلاّ الله ففعلنا، ثمّ دعوتنا إلى أن نقول إنك رسول الله ففعلنا وفي القلب ما فيه(1)، ثم قلت لنا: صلوا فصلّينا، ثم قلت لنا: صوموا فصمنا، ثم قلت لنا: حجوا فحججنا، ثم قلت لنا: من كنت مولاه فعلي مولاه اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه، فهذا عنك أم عن الله؟
فقال له: بل عن الله، فقالها ثلاثاً.
فنهض وإنه لمغضب، وإنه ليقول: اللهم إن كان ما يقول محمّد حقّاً فأمطر علينا حجارة من السماء تكون نقمة في أوّلنا وآية في آخرنا، وإن كان ما يقول محمّد كذباً فأنزل به نقمتك.
ثم أثار(2) ناقته واستوى عليها، فرماه الله(3) بحجر على رأسه فسقط ميتاً(4).
فأنزل الله تبارك وتعالى: (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع لِلكَافِرِينَ لَيسَ لَهُ دَافِعٌ مِنَ اللهَ ذِي المَعَارِج)»(5).
____________
(1) أ: والقلب فيه ما فيه.
(2) أ: ركب.
(3) م: ثم استوى على ناقته فأثارها فلما خرج من الابطح رماه الله.
(4) م: على رأسه فخرج من دبره فسقط ميتاً الى لعنة الله.
(5) تأويل الايات الظاهرة: 697 ـ 698 ط جماعة المدرسين، و 2 / 722 رقم 1 ط مدرسة الامام المهدي.
أنّه تلا « (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع لِلكَافِرِينَ) بولاية علي (لَيسَ لَهُ) من ( دَافِعٌ)».
ثم قال: «هكذا هي في مصحف فاطمة (عليها السلام)»(1).
(وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ(25) ):
(470) عن محمّد بن أبي بكر، عن محمّد بن إسماعيل، عن عيسى بن داود، عن أبي الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه (عليهم السلام):
أنّ رجلاً سأل أباه محمّد بن علي (عليهما السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: ( وَالَّذِينَ فِي أَموالِهِم حَقٌّ مَعلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالمَحرُومِ)؟
فقال له أبي: «احفظ(2) ياهذا وانظر كيف تروي عني: إن السائل والمحروم شأنهما عظيم:
أمّا السائل فهو رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مسألة الله لهم حقه.
والمحروم هو من أحرم الخمس أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وذريته
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 698 ط جماعة المدرسين، و 2 / 723 رقم 2 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: الكافي 1 / 349 رقم 47 و 8 / 57 رقم 18، مجمع البيان10/529، نور الابصار: 87.
(2) أ: احفظه.
هل سمعت وفهمت؟ ليس هو كما تقول الناس»(1).
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 699 ـ 700 ط جماعة المدرسين، و 2 / 724 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.
سورة الجن (72)
(وَأَنْ لَوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لاََسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غدَقَاً (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ... (17) ):
(471) حدّثنا أحمد بن هوذة الباهلي، عن إبراهيم(1) بن إسحاق، قال: حدّثنا عبد الله بن حمّاد، عن سماعة قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول في قول الله عزّ وجلّ: (وَأَنْ لَو استَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لاَسقَينَاهُمْ مَاءً غدَقَاً لِنَفتِنَهُم فِيهِ)، قال: «يعني استقاموا على الولاية في الاصل عند الاظلة حين أخذ الله الميثاق على ذرية(2) آدم (لاَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً) يعني: لكنّا أسقيناهم من الماء(3) الفرات العذب»(4).
(472) وبالاسناد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
سألته عن قول الله عزّ وجلّ: (وَأَنْ لَو استَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لاَسقَينَاهُمْ مَاءً غدَقَاً)؟
____________
(1) س: وحدّثنا إبراهيم.
(2) س: ميثاق ذرّية.
(3) س: لكنّا أظللناهم في الماء.
(4) مختصر بصائر الدرجات: 174، تأويل الايات الظاهرة: 703 ط جماعة المدرسين، و 2/727 رقم1 ط مدرسة الامام المهدي.
(473) عن أحمدبن القاسم(3)، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن محمّد بن عليّ، عن محمّد بن مسلم، عن بريد العجلي قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: (وَأَنْ لَو استَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ)، قال: «يعني على الولاية».
(لاَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً)، قال: «لاذقناهم علماً كثيراً يتعلمونه من الائمة(عليهم السلام)».
قلت: قوله: (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ)؟
قال: «إنَّما هؤلاء يفتنهم فيه، يعني المنافقين»(4).
(474) حدّثنا علي بن عبد الله، عن إبراهيم(5) بن محمّد الثقفي، حدّثنا إسماعيل بن يسار(6)، قال: حدّثنا علي بن جعفر الحضرمي، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام):
في قوله عزّ وجلّ: (وَأَنْ لَو استَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لاَسقَينَاهُمْ مَاءً غدَقَاً
____________
(1) كذا، والظاهر أنه تصحيف: كثيراً، كما في الخبر الاتي.
(2) تأويل الايات الظاهرة: 703 ط جماعة المدرسين، و 2 / 727 رقم 2 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) عن أحمد بن القاسم، ليس في أ.
(4) تأويل الايات الظاهرة: 703 ـ 704 ط جماعة المدرسين، و 2 / 728 رقم 3 ط مدرسة الامام المهدي.
(5) س: وحدّثنا إبراهيم.
(6) س: بشار.
(لِنَفْتِنَهُمْ فِيِه) قال: قال: فنفتنهم في علي (عليه السلام)، وما فتنوا فيه وكفروا إلاّ بما نزل في ولايته»(1) (2).
(... وَمَنْ يُعْرِض عَنْ ذِكِرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً (17) ):
(475) حدّثنا علي بن عبد الله، بالاسناد المتقدم عن جابر قال:
سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: (وَمَن يُعرِض عَنْ ذِكِر رَبِّهِ يَسلُكهُ عَذَاباً صَعَداً)؟
قال: «من أعرض عن عليّ يسلكه العذاب الصعد، وهو أشد العذاب»(3).
(وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ للهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً (18) ):
(476) عن الحسين(4) بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن محمّد بن فضيل، عن أبي الحسن (عليه السلام):
في قوله عزّ وجلّ: (وَأنَّ المَسَاجِدَ للهِ) قال: «هم الاوصياء»(5).
____________
(1) س: وما فتنوا به كفرهم بما أنزل الله عزّ وجلّ من ولايته.
(2) مختصر بصائر الدرجات: 174، تأويل الايات الظاهرة: 704 ط جماعة المدرسين، و2/728 رقم 4 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: 1 / 171 رقم 1، تفسير القمي 2 / 389 و 391.
(3) تأويل الايات الظاهرة:704ط جماعة المدرسين،و2/729رقم6ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: تفسير القمي 2 / 390.
(4) أ: الحسين.
(5) تأويل الايات الظاهرة: 705 ط جماعة المدرسين، و 2 / 729 رقم 7 ط مدرسة الامام المهدي.
في قوله عزّ وجلّ: (وَأَنَّ المَسَاجِدَ للهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أحَداً)، قال: «سمعت أبي جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول: هم الاوصياء الائمة منّا واحد فواحد، (فَلاَ تَدْعُوا) إلى غيرهم فتكونوا كمن دعا (مَعَ اللهِ أحَداً) هكذا نزلت»(1) (2).
____________
(1) أي: هكذا نزلت مع بيان التأويل.
(2) تأويل الايات الظاهرة:705ط جماعة المدرسين،و2/729رقم8ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: تفسير القمي 2 / 389 و 390، الكافي 1 / 352 رقم 65.
سورة المدثر (74)
(كُلُّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إلاَّ أصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّات يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ(44) وكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) ):
(478) عن محمّد بن يونس، عن عثمان بن أبي شيبة، عن عتبة(1) بن سعيد، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام):
في قوله عزّ وجلّ: (كُلُّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إلاَّ أصْحَابَ اليَمين)، قال: «هم شيعتنا أهل البيت»(2).
(479) حدّثنا أحمد بن محمّد بن موسى النوفلي، عن محمّد بن عبد الله، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن ابن زكريّا(3) الموصلي، عن جابر
____________
(1) أ: عقبة، وفي بعض المصادر: عتبة بن أبي سعيد.
(2) تأويل الايات الظاهرة: 714 ط جماعة المدرسين، و 2 / 737 رقم 8 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) أ: عن زكريا.
«أن النبي قال لعلي صلّى الله عليهما: ياعلي قوله عزّ وجلّ: (كُلُّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إلاَّ أصْحَابَ اليَمين في جَنَّات يَتَساءَلُون عن المُجْرِمِينَ مَاسَلَكَكُمْ فِي سَقر) والمجرمون هم المنكرون لولايتك (قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ المُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ المِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الخَائِضِينَ) فيقول لهم أصحاب اليمين: ليس من هذا أوتيتم فما الذي سلككم في سقر يا أشقياء؟ قالوا: (وَكُنَّا نُكَذبُ بِيومِ الدِّينِ حَتَّى أَتانَا اليَقِينُ) فقالوا لهم: هذا الذي سلككم في سقر يا أشقياء، ويوم الدين يوم الميثاق حيث جحدوا وكذبوا بولايتك وعتوا عليك واستكبروا»(1).
____________
(1) تأويل الا يات الظاهرة: 714 ـ 715 ط جماعة المدرسين، و 2 / 738 رقم 9 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: الكافي 1 / 347 رقم 38 و 1 / 360 رقم 91، مجمع البيان10 / 591، تفسير القمي 2 / 395.
سورة القيامة (75)
(وُجُوهٌ يَوْمَئذ نَاضِرَةٌ (22) إلَى رَبِّها نَاظِرَةٌ (23) ):
(480) عن أحمد بن هوذة، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن حمّاد، عن هاشم الصيداوي قال:
قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): «ياهاشم، حدّثني أبي ـ وهو خير مني ـ عن جدّي، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: ما من رجل من فقراء شيعتنا(1) إلاّ وليس عليه تبعة» قلت: جعلت فداك وما التبعة؟
قال: «من الاحدى والخمسين ركعة، ومن صوم ثلاثة أيّام من الشهر.
فإذا كان يوم القيامة خرجوا من قبورهم ووجوههم مثل القمر ليلة البدر، فيقال للرجل منهم: سل تعط(2).
فيقول: أسأل ربي النظر إلى وجه محمّد (صلى الله عليه وآله).
قال: فيأذن الله عزّ وجلّ لاهل الجنّة أن يزوروا(3) محمّداً (صلى الله عليه وآله).
قال: فينصب لرسول الله (صلى الله عليه وآله) منبر(4) على درنوك من درانيك الجنّة له
____________
(1) أ: من فقراء المؤمنين من شيعتنا.
(2) د: فيقال للرجل منهم: أنت كنت تصوم ثلاثة أيام من الشهر سل تعط.
(3) د: أن يروا.
(4) أ: منبر من نور.
فقال: فيحف ذلك المنبر شيعة آل محمّد (عليهم السلام)، فينظر الله إليهم، وهو قوله: (وَجُوهٌ يَوْمَئِذ نَاضِرَةٌ إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ).
قال: فيلقى عليهم من النور حتى أنّ أحدهم(1) إذا رجع لم تقدر الحور أن تملا بصرها منه».
قال: ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): «يا هاشم، لمثل هذا فليعمل العاملون»(2).
____________
(1) د: مقدار أن أحدهم.
(2) تأويل الايات الظاهرة: 716 ـ 717 ط جماعة المدرسين، و 2 / 739 رقم 4 ط مدرسة الامام المهدي.
سورة الانسان (76)
(إِنَّ الاَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْس كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً (5) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) إنَّمَا نُطْعِمُكُم لِوَجْهِ اللهِ لاَ نُرِيدُ مِنْكُم جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً (9) إنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (10) فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (11) وَجَزاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الاَْرَائِكَ لاَ يَروْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلاَلُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً(14) ويُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَة مِنْ فِضَّةوَأَكْوَاب كَانَتْ قَوَارِيراً(15) قَوَارِيرَاً مِنْ فِضَّة قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً (16) وَيُسْقَونَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلاً (17) عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخلَّدُونَ إذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُم لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً(19) وَإذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً (20) عَلَيْهِمْ ثِيَابُ سُنْدُس خَضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّو أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّة وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً (21) إنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَشْكُوراً (22) ):
مرض الحسن والحسين، فنذر علي وفاطمة (عليها السلام) والجارية نذراً إن يرئا صاموا ثلاثة أيّام شكراً لله.
فبرئا، فوافوا بالنذر وصاموا.
فلمّا كان أوّل يوم قامت الجارية وجرشت شعيراً لها، فخبزت منه خمسة أقراص لكلّ واحد منهم قرص، فلمّا كان وقت الفطور(3) جاءت الجارية بالمائدة فوضعتها بين أيديهم، فلمّا مدّوا أيديهم ليأكلوا وإذا مسكين بالباب وهو يقول: يا أهل بيت محمّد مسكين من آل فلان بالباب، فقال علي (عليه السلام): «لا تأكلوا وآثروا المسكين».
فلمّا كان اليوم الثاني فعلت الجارية كما فعلت في اليوم الاوّل، فلما وضعت المائدة بين أيديهم ليأكلوا فإذا يتيم بالباب وهو يقول: يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة يتيم آل فلان بالباب، فقال علي (عليه السلام): «لا تأكلوا شيئاً وأطعموه اليتيم»، قال: ففعلوا.
فلمّا كان اليوم الثالث، وفعلت الجارية كما فعلت في اليومين، جاءت الجارية بالمائدة فوضعتها، فلمّا مدّوا أيديهم ليأكلوا وإذا شيخ كبير يصيح بالباب: يا أهل بيت محمّد تأسرونا ولا تطعمونا! قال: «فبكى علي (عليه السلام) بكاءً شديداً وقال: «يابنت محمّد أحب أن يراك الله وقد آثرتِ هذا الاسير على نفسكِ وأشبالكِ».
____________
(1) أ: أحمد بن محمد.
(2) أ: الزبيدي.
(3) أ: الفطر.
فقال لها علي (عليه السلام): «فالله يصبركِ ويصبرهم ويأجرنا إن شاء الله وبه نستعين وعليه نتوكل وهو حسبنا ونعم الوكيل، اللّهم بدلنا بما فاتنا من طعامنا هذا ما هو خير منه، واشكر لنا صبرنا ولا تنسه لنا إنّك رحيم كريم فأعطوه الطعام.
وبكّر إليهم النبي (صلى الله عليه وآله) في اليوم الرابع فقال: «ما كان من خبركم في أيّامكم هذه؟».
فأخبرته فاطمة (عليها السلام) بما كان.
فحمد الله وشكره وأثنى عليه وضحك إليهم وقال: «خذوا هنّأكم الله وبارك لكم وبارك عليكم، قد هبط عليّ جبرئيل من عند ربي وهو يقرأ عليكم السلام وقد شكر ما كان منكم، وأعطى فاطمة سؤلها وأجاب دعوتها، وتلا عليهم: (إنَّ الابْرار يَشْرَبُونَ مِنْ كَأس كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً...) إلى قوله: (إنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً)».
قال: وضحك النبي (صلى الله عليه وآله) وقال: «إنّ الله قد أعطاكم نعيماً لا ينفد وقرّة عين أبد الابدين، هنيئاً لكِ يابنت النبي(1) بالقرب من الرحمن يسكنكم معه في دار الجلال والجمال، ويكسوكم من السندس والاستبرق والارجوان، ويسقيكم الرحيق المختوم من الولدان، فأنتم أقرب الخلق من الرحمن، تأمنون إذا فزع الناس، وتفرحون إذا حزن الناس، وتسعدون إذا شقي الناس، فأنتم في روح وريحان وفي جوار الرب العزيز الجبّار، هو راض عنكم غير غضبان، قد أمنتم العقاب ورضيتم الثواب، تسألون فتعطون، فتتحفون(2) فترضون، فتشفعون
____________
(1) في هامش ق: يا آل محمّد.
(2) وفي بعض النسخ: فتخفون.
ثم قبَّل فاطمة وبكى، وقبّل جبهة علي وبكى، وضم الحسن والحسين إلى صدره وبكى وقال: «الله خليفتي عليكم في المحيا والممات، وأستودعكم الله وهو خير مستودع، حفظ الله من حفظكم، ووصل الله من وصلكم، وأعان الله من أعانكم، وخذل الله من خذلكم وأخافكم، أنا لكم سلف، وأنتم عن قليل بي لاحقون، والمصير الى الله، والوقوف بين يدي الله، والحساب على الله (لِيَجْزِي الَّذِيَن أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِي الذِينَ احْسَنْوا بِالحُسْنَى) (1)»(2).
____________
(1) النجم 53: 31.
(2) تأويل الايات الظاهرة: 725 ـ 727 ط جماعة المدرسين، و 2 / 750 رقم 6 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: مجمع البيان 10 / 404، تفسير القمي 2 / 398، الاختصاص: 151، الامالي للصدوق: 212 رقم 11.
سورة المرسلات (77)
(انْطَلِقُوا إلَى مَا كُنْتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) انْطَلِقُوا إلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَب (30) ):
(482) عن أحمد بن القاسم، عن محمّد بن سيّار(1)، عن بعض أصحابنا، مرفوعاً إلى أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال:
«إذا لاذ الناس(2) من العطش قيل لهم: (انْطَلِقُوا إلَى مَا كُنْتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ) يعني أمير المؤمنين، فيقول لهم: (انْطَلِقُوا إلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَب) قال: يعني الثلاثة فلان وفلان وفلان»(3).
____________
(1) أ: عن أحمد بن محمد بن سيار.
(2) أ: الانسان.
(3) تأويل الايات الظاهرة: 730 ـ 731 ط جماعة المدرسين، و 2 / 755 رقم 4.
سورة النبأ (78)
(عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) ):
(483) عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم ابن هاشم، بإسناده عن محمّد بن الفضيل قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: (عَمَّ يَتَسَائَلُون عَنِ النَّبأ الْعَظِيم الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ)؟
قال أبو عبد الله (عليه السلام): «كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: ما لله نبأ هو أعظم منِّي، ولقد عرض فضلي على الاُمم الماضية باختلاف ألسنتها»(1).
(484) حدّثنا أحمد بن هوذة، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن حمّاد، عن أبان بن تغلب قال:
سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: (عَمَّ يَتَسَائَلُونَ عَنِ النَّبأ العَظِيم الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتلفُونَ)؟
فقال: «هو علي (عليه السلام)، لان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليس فيه خلاف»(2).
____________
(1) تأويل الايات الظاهرة: 733 ـ 734 ط جماعة المدرسين، و 2 / 758 رقم 2 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) تأويل الايات الظاهرة: 734 ط جماعة المدرسين، و 2 / 758 رقم 3 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: الكافي 1 / 161 رقم 3 و 1 / 346 رقم 34، بصائر الدرجات: 96 رقم 3، تفسير القمي 2 / 401، عيون أخبار الرضا 2 / 6 رقم 13، اليقين:151، المناقب لابن شهرآشوب 3 / 79 و 80.