الصفحة 466

سورة البلد (90)

(لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنَتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِد وَمَا وَلَدَ (3) ):

(516) عن أحمد بن هوذة، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن حضيرة(1)، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد قال:

سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: (وَوَالِد وَمَا وَلَدَ) قال: «يعني عليّاً وما ولد من الائمة (عليهم السلام)»(2).

؟

(517) عن علي بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمّد، عن إبراهيم بن صالح الانماطي، عن منصور، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام):

في قول الله عزّ وجلّ: (وَأَنْتَ حِلٌّ بَهذَا البَلَدِ)، قال: «يعني رسول الله(صلى الله عليه وآله)».

قلت: (وَوَالِد وَمَا وَلَدَ)؟

قال: «علي وما ولد»(3).

____________

(1) م: خضيرة، أ: حصين، هامش أ: حسين.

(2) تأويل الايات الظاهرة: 771 ط جماعة المدرسين، و 2 / 797 رقم 1 ط مدرسة الامام المهدي.

(3) تأويل الايات الظاهرة: 772 ط جماعة المدرسين، و 2 / 798 رقم 2 ط مدرسة الامام المهدي.


الصفحة 467
(518) عن الحسين بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن يعقوب، عن عبد الله بن محمّد، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:

قال لي: «يا أبا بكر، قول الله عزّ وجلّ: (وَوَالِد) هو علي بن أبي طالب، (وَمَا وَلَدَ) الحسن والحسين (عليهم السلام)»(1).

(فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَة(13) ):

(519) عن الحسين بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن يعقوب، عن يونس بن زهير، عن أبان قال:

سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن هذه الاية: (فَلاَ اْقتَحَمَ الْعَقَبَةَ)؟

فقال: «يا أبان، هل بلغك من أحد فيها شيء؟».

فقلت: لا.

فقال: «نحن العقبة، فلا يصعد إلينا إلاّ مَن كان منّا».

ثمّ قال: «يا أبان، ألا أزيدك فيها حرفاً خير لك من الدنيا وما فيها؟».

قلت: بلى.

قال: «فكُ رقبة الناس مماليك النار كلّهم غيرك وغير أصحابك ففكّكم الله منها».

قلت: بما فكّنا منها؟

____________

(1) تأويل الايات الظاهرة: 772 ط جماعة المدرسين، و 2 / 798 رقم 3 ط مدرسة الامام المهدي.

وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: الكافي 1 / 342 رقم 11، الاختصاص: 329.


الصفحة 468
قال: «بولايتكم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)»(1).

(520) عن أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن محمّد بن عمر، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام):

في قوله تعالى: (فَكُّ رَقَبَة)، قال: «الناس كلّهم عبيد النار إلاّ مَن دخل في طاعتنا وولايتنا، فقد فك رقبته من النار، والعقبة ولايتنا»(2).

(521) حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد الطبري، بإسناده عن محمّد بن فضيل، عن أبان بن تغلب قال:

سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: (فَلاَ اقْتَحَمَ العَقَبَةَ) فضرب بيده إلى صدره وقال: «نحن العقبة التي مَن اقتحمها نجا».

ثمّ سكت، ثمّ قال لي: «ألا أفيدك كلمة هي خير لك من الدنيا وما فيها؟» وذكر الحديث الذي تقدم(3).

(522) حدّثنا محمّد بن القاسم، عن عبيد بن كثير، عن إبراهيم بن إسحاق، عن محمّد بن فضيل، عن أبان بن تغلب، عن الامام جعفر بن محمّد(عليهما السلام):

في قوله عزّ وجلّ: (فَلاَ اقْتَحَمَ العَقَبَةَ)، قال: «نحن العقبة، ومَن اقتحمها نجا، وبنا فك الله رقابكم من النار»(4).

____________

(1) تأويل الايات الاهرة: 772 ـ 773 ط جماعة المدرسين، و 2 / 799 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.

(2) تأويل الايات الظاهرة: 773 ط جماعة المدرسين، و 2 / 799 رقم 6 ط مدرسة الامام المهدي.

(3) تأويل الايات الظاهرة: 773 ط جماعة المدرسين، و 2 / 800 رقم 7 ط مدرسة الامام المهدي.

(4) تأويل الايات الظاهرة: 773 ط جماعة المدرسين، و 2 / 800 رقم 8 ط مدرسة الامام المهدي.

وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: الكافي 1 / 349 رقم 49 و 1 / 357 رقم 88 و 2 / 161 رقم 6، فضائل الشيعة: 63، تفسير القمي 2 / 423، المناقب لابن شهرآشوب 2 / 155.


الصفحة 469

الصفحة 470

سورة الشمس (91)

(وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إذَا تَلاََهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا (3) وَالَّليْلِ إذَا يَغْشَاهَا (4) ):

(523) عن محمّد بن القاسم، عن جعفر بن عبد الله، عن محمّد بن عبد الرحمن(1)، عن محمّد بن عبد الله(2)، عن أبي جعفر القمي، عن محمّد بن عمر، عن سليمان الديلمي(3)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:

سألته عن قول الله عزّ وجلّ: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا)؟

قال: «الشمس رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوضح للناس في دينهم».

قلت: (وَالقَمَر إذَا تَلاَهَا)؟

قال: «ذاك أمير المؤمنين تلا رسول الله».

قلت: (وَالنَّهَارِ إذَا جَلاهَا)؟

قال: «ذاك الامام من ذرية فاطمة نسل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فيجلي ظلام الجور والظلم، فحكى الله سبحانه عنه فقال: (وَالنَّهَارِ إذَا جَلاهَا) يعني به القائم (عليه السلام)» قلت: (وَاللَّيْلِ إذَا يَغْشَاهَا)؟

____________

(1) أ: عن محمد بن عبد الله.

(2) أ: عن محمد بن عبد الرحمن عن محمد بن عبد الله.

(3) د: عن سليمان بن محمّد عن عمرو بن سليمان الديلمي.


الصفحة 471
قال: «ذاك أئمة الجور الذين استبدّوا بالاُمور دون آل الرسول(1)، وجلسوا مجلساً كان آل الرسول أولى به منهم، فغشوا دين الله بالجور والظلم، فحكى الله سبحانه فعلهم فقال: (وَاللَّيِل إذَا يَغْشَاهَا)»(2).

(524) عن محمّد بن أحمد الكاتب، عن الحسين بن بهرام، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «مثلي فيكم مثل الشمس، ومثل علي مثل القمر، فإذا غابت الشمس فاهتدوا بالقمر»(3).

____________

(1) م. د: آل رسول الله.

(2) تأويل الايات الظاهرة: 778 ط جماعة المدرسين، و 2 / 805 رقم 3 ط مدرسة الامام المهدي.

(3) تأويل الايات الظاهرة: 778 ط جماعة المدرسين، و2 / 806 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.


الصفحة 472
(525) عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن حمّاد، بإسناده إلى مجاهد، عن ابن عبّاس:

في قول الله عزّ وجلّ: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا) قال: هو النبي (صلى الله عليه وآله)، (وَالقَمِر إذا تَلاهَا) قال: علي بن أبي طالب (عليه السلام)، (وَالنَّهَار إذا جَلاهَا) قال: الحسن والحسين (عليهما السلام)، (وَالليْلِ إذَا يَغْشَاهِا) قال: بنو أُمية.

ثم قال ابن عبّاس: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «بعثني الله نبيّاً، فأتيت بني أُمية فقلت: يا بني أُمية إني رسول الله إليكم، قالوا: كذبت ما أنت برسول، ثمَّ أتيت بني هاشم فقلت: إني رسول الله إليكم فآمن بي علي بن أبي طالب سرّاً وجهراً وحماني أبو طالب جهراً وآمن بي سرّاً، ثم بعث الله جبرئيل بلوائه فركزه في بني هاشم، وبعث إبليس بلوائه فركزه في بني أُميّة، فلا يزالون أعداءنا وشيعتهم أعداء شيعتنا إلى يوم القيامة»(1).

____________

(1) تأويل الايات الظاهرة: 778 ـ 779 ط جماعة المدرسين، و 2 / 806 رقم 6 ط مدرسة الامام المهدي.

وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: الكافي 8 / 50 رقم 12، تفسير القمي 2 / 424.


الصفحة 473

سورة الضحى (93)

(وَلَلاْخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الاُْولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) ):

(526) عن أبي داود، عن بكّار، عن عبد الرحمن، عن إسماعيل بن عبد الله، عن علي بن عبد الله بن العبّاس قال:

عرض على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما هو مفتوح على أُمته من بعده كَفْراً كَفْراً، فسرّ بذلك، فأنزل الله عزّ وجلّ: (وَلَلاخِرَةُ خَيرٌ لَكَ مِنَ الاوُلَى وَلَسوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى).

قال: فأعطاه الله عزّ وجلّ ألف قصر في الجنة ترابه المسك، وفي كل قصر ما ينبغي له من الازواج والخدم(1).

(527) عن محمّد بن أحمد بن الحكم، عن محمّد بن يونس، عن حمّاد ابن عيسى، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السلام)، عن جابر بن عبد الله قال:

دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على فاطمة (عليها السلام) وهي تطحن بالرحى وعليها كساء من أجلة الابل، فلمّا نظر إليها بكى، فقال لها: «يافاطمة تعجّلي مرارة الدنيا لنعيم الاخرة غداً»، فأنزل الله عليه: (وَلَلاخِرَةُ خَيرٌ لَكَ مِنَ الاوُلَى وَلَسوْفَ يُعْطِيكَ

____________

(1) تأويل الايات الظاهرة: 783 ط جماعة المدرسين، و 2 / 810 رقم 1 ط مدرسة الامام المهدي.


الصفحة 474
رَبُّكَ فَتَرْضَى) (1).

(528) عن أحمد بن محمّد النوفلي، عن احمد بن محمّد الكاتب، عن عيسى بن مهران، بإسناده إلى زيد بن علي (عليه السلام):

في قول الله عزّ وجلّ (وَلَسوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)، قال: إن رضا رسول الله (صلى الله عليه وآله) إدخال أهل بيته وشيعتهم الجنَّة(2).

____________

(1) تأويل الايات الظاهرة: 783 ط جماعة المدرسين، و 2 / 810 رقم 2 ط مدرسة الامام المهدي.

(2) تأويل الايات الظاهرة: 784.

وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: المناقب لابن المغازلي: 316، المناقب لابن شهرآشوب3/342.


الصفحة 475

سورة الشرح (94)

(أَلَمْ نَشْرَح لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ(8) ):

(529) حدّثنا محمّد بن همّام، عن عبد الله بن جعفر، عن الحسن بن موسى، عن علي بن حسّان، عن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد(عليهما السلام) قال:

«قال سبحانه وتعالى: (أَلَم نَشرَح لَكَ صَدرَكَ) بعلي (وَوَضَعنَا عَنكَ وِزرَكَ الَّذِي أنقَضَ ظَهرَكَ... فَإذَا فَرَغتَ) من نبوتك ( فَانصَب) علياً وصيّاً (وَإلَى رَبِّكَ فَارغَبْ) في ذلك»(1).

(530) حدّثنا محمّد بن همّام، بإسناده عن إبراهيم بن هاشم، عن ابن أبي عمير، عن المهلبي، عن سليمان(2) قال:

قلت لابي عبد الله (عليه السلام): قوله تعالى: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ)؟

____________

(1) تأويل الايات الظاهرة: 785 ط جماعة المدرسين، و 2 / 811 رقم 1 ط مدرسة الامام المهدي.

(2) ق. د. أ: سلمان.


الصفحة 476
قال: «بعلي، فاجعله وصيّاً».

قلت: وقوله: (فَإذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ)؟

قال: «إن الله عزّ وجلّ أمره بالصلاة والزكاة والصوم والحج، ثم أمره إذا فعل ذلك أن ينصب عليّاً وصيه(1)»(2).

(531) حدّثنا أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد ابن علي، عن أبي جميلة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:

«قوله تعالى: (فَإذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ) كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) حاجّاً فنزلت: (فَإذَا فَرَغْتَ) من حجّتك (فانْصَبْ) عليّاً للناس»(3).

(532) حدّثنا أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمّد، بإسناده إلى المفضل ابن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:

« (فَإذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ) عليّاً بالولاية»(4).

____________

(1) في د بعد هذا: وإلى ربك فارغب والاصل وصيّه.

(2) تأويل الايات الظاهرة: 786 ط جماعة المدرسين، و 2 / 812 رقم 3 ط مدرسة الامام المهدي.

(3) تأويل الايات الظاهرة: 786 ط جماعة المدرسين، و 2 / 812 رقم 4 ط مدرسة الامام المهدي.

(4) تأويل الايات الظاهرة: 786 ط جماعة المدرسين، و 2 / 812 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.

وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: بصائر الدرجات: 92، الكافي 1 / 233 رقم 3، المناقب لابن شهرآشوب 2/67 و3/23، الفضائل لابن شاذان:151، تفسير القمي 2/ 428 و 429.


الصفحة 477

الصفحة 478

سورة التين (95)

(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الاَْمِينِ(3) لَقَدْ خَلَقْنَا الاِْنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُون (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8) ):

(533) حدّثنا محمّد بن همام، عن عبد الله بن العلاء، عن محمّد بن شمون، عن عبدالله بن عبد الرحمن الاصم، عن البطل، عن جميل بن دراج قال:

سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «قوله تعالى: (وَالتينِ والزَّيْتُونِ) التين: الحسن، والزيتون: الحسين (عليهما السلام)»(1).

(534) حدّثنا الحسين بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن يحيى الحلبي، عن بدر بن الوليد، عن أبي الربيع الشامي، عن أبي عبدالله (عليه السلام):

في قوله تعالى: (وَالتينِ والزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ)، قال: «التين والزيتون الحسن والحسين، (وَطُورِ سِينِينَ) علي بن أبي طالب (عليهم السلام)».

____________

(1) تأويل الايات الظاهرة: 787 ط جماعة المدرسين، و 2 / 813 رقم 1 ط مدرسة الامام المهدي.


الصفحة 479
قال: قوله: (فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بالدِّينِ)؟

قال: «الدين ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام)»(1).

(535) عن محمّد بن القاسم، عن محمّد بن زيد، عن إبراهيم بن محمّد ابن سعد(2)، عن محمّد بن فضيل قال:

قلت لابي الحسن الرضا (عليه السلام): أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ...) إلى آخر السورة؟

فقال: «التين والزيتون الحسن والحسين».

قلت: (وَطُورِ سِينينَ)؟

قال: «ليس هو طور سينين، ولكنه: وطور سيناء».

قال: فقلت: وطور سيناء؟

فقال: «نعم، هو أمير المؤمنين».

قلت: (وَهَذا الْبَلَدِ الاَمِينِ)؟

قال: «هو رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أمن الناس به من النار إذا أطاعوه» قلت: (لَقَدْ خَلَقْنَا الانْسَانَ فِي أَحْسَـنِ تَقْـوِيم)؟.

قال: «ذاك أبو فضيل حين أخذ الله ميثاقه(3) له بالربوبية ولمحمّد بالنبوة ولاوصيائه بالولاية، فأقر وقال: نعم، ألا ترى أنه قال: (ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِليَن) يعني الدرك الاسفل حين نكص وفعل بآل محمّد ما فعل» قال: قلت: (إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)؟

قال: «والله هو أمير المؤمنين وشيعته (فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُون)».

قال: قلت: (فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ)؟

____________

(1) تأويل الايات الظاهرة: 787 ط جماعة المدرسين، و 2 / 813 رقم 2 ط مدرسة الامام المهدي.

(2) م: إبراهيم بن محمّد عن سعيد.

(3) أ: الميثاق.


الصفحة 480
قال: «مهلاً مهلاً، لا تقل هكذا، هذا هو الكفر بالله، لا والله ما كذب رسول الله بالله طرفة عين».

قال: قلت: فكيف هي؟

قال: «فمن يكذبك بعد بالدين، والدين أمير المؤمنين (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ)»(1).

____________

(1) تأويل الايات الظاهرة:788ط جماعة المدرسين،و2/814رقم4ط مدرسة الامام المهدي.

وراجع تأويل هذه الاية أيضاً:المناقبلابن شهرآشوب 2/118 و122، تفسير القمي2/429.


الصفحة 481

سورة القدر (97)

(إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر (3) تَنَزَّلْ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْر (4) سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) ):

(536) عن أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام):

في قوله عزّ وجلّ: (خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر)، قال: «من ملك بني أُميَّة».

قال: «وقوله: (تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) أي من عند ربهم على محمّد وآل محمّد بكل أمر سلام»(1).

(537) عن أحمد بن هوذة، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الله بن حمّاد، عن أبي يحيى الصنعاني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:

سمعته يقول: «قال لي أبي محمّد: قرأ علي بن أبي طالب (عليه السلام): (إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر) وعنده الحسن والحسين.

فقال له الحسين: يا أبتاه كان بها من فيك حلاوة.

فقال له: يابن رسول الله وابني، إنّي أعلم فيها ما لا تعلم، إنَّها لمّا نزلت

____________

(1) تأويل الايات الظاهرة: 793 ط جماعة المدرسين، و 2 / 820 رقم 8 ط مدرسة الامام المهدي.


الصفحة 482
بعث إلي جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقرأها عليَّ، ثم ضرب على كتفي الايمن وقال: يا أخي ووصيي وولي على أمتي بعدي وحرب أعدائي إلى يوم يبعثون، هذه السورة لك من بعدي ولولدك(1) من بعدك، إنّ جبرئيل أخي من الملائكة أحدث إلي أحداث أُمتي في سنتها، وإنّه ليحدث ذلك إليك كإحداث النبوة، ولها نور ساطع في قلبك وقلوب أوصيائك إلى مطلع فجر القائم (عليه السلام)»(2).

____________

(1) أ: ولولديك.

(2) تأويل الايات الظاهرة: 793 ـ 794 ط جماعة المدرسين، و 2 / 820 رقم 9 ط مدرسة الامام المهدي.

وراجع تأويل هذه الاية أيضاً: بصائر الدرجات: 484، الكافي 1 / 193 و 194 و 195 و3/485، التوحيد: 112، سنن الترمذي 5 / 444، تفسير القمي 2 / 431.


الصفحة 483

سورة البينة (98)

(إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) ):

(538) عن أحمد بن الهيثم، عن الحسن بن عبد الواحد، عن حسن بن حسين، عن يحيى بن مساور، عن إسماعيل بن زياد، عن إبراهيم بن مهاجر، عن يزيد بن شراحيل كاتب عليّ (عليه السلام) قال:

سمعت عليّاً (عليه السلام) يقول: «حدّثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا مسنده إلى صدري وعائشة عند أُذني، فأصغت عائشة لتسمع ما يقول، فقال: أي أخي ألم تسمع قول الله عزّ وجلّ: (إنَّ الَّذِينَ آمَنَوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ البَريَّة)؟ أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض إذا جيئت(1) الامم تدعون غرّاً محجَّلين شباعاً مرويِّين»(2).

(539) عن أحمد بن هوذة، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن

____________

(1) وفي بعض المصادر: إذا اجتمعت، وفي أ: إذا جثت.

(2) تأويل الايات الظاهرة: 801 ط جماعة المدرسين، و 2 / 831 رقم 3 ط مدرسة الامام المهدي.


الصفحة 484
حمّاد، عن عمرو بن شمر، عن أبي مخنف، عن يعقوب بن ميثم(1):

أنّه وجد في كتب أبيه: أنّ عليّاً (عليه السلام) قال: «سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرٌ البَريَّةِ)،ثم التفت إليّ فقال: هم أنت يا علي وشيعتك، وميعادك وميعادهم الحوض تأتون غرّاً محجَّلين متوّجين».

قال يعقوب: فحدّثت به أبا جعفر (عليه السلام)، فقال: «هكذا هو عندنا في كتاب عليّ (عليه السلام)»(2).

(540) عن أحمد بن محمّد الورّاق، عن أحمد بن إبراهيم، عن الحسن بن أبي عبدالله، عن مصعب بن سلاّم، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة (عليها السلام): «يابنية، بأبي أنت وأُمي أرسلي إلى بعلك فادعيه إليَّ».

فقالت فاطمة للحسن (عليهما السلام): «انطلق إلى أبيك فقل له: إنَّ جدي يدعوك».

فانطلق إليه الحسن فدعاه، فأقبل أليه أمير المؤمنين (عليه السلام) حتى دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفاطمة عنده وهي تقول: «واكرباه لكربك يا أبتاه».

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «لا كرب على أبيك بعد اليوم، يافاطمة إنَّ النبي لا يشق عليه الجيب، ولا يخمش عليه الوجه، ولا يدعى عليه بالويل، ولكن قولي كما قال أبوك على ابنه إبراهيم: تدمع العين وقد يوجع القلب، ولا نقول(3) ما

____________

(1) م: يعفور بن ميثم، أ: يعقوب بن يزيد.

(2) تأويل الايات الظاهرة: 801 ـ 802 ط جماعة المدرسين، و 2 / 831 رقم 4 ط مدرسة الامام المهدي.

(3) في النسخ: ولا تقولي، وهو تصحيف.


الصفحة 485
يسخط الرب وإنّا بك يا إبراهيم لمحزونون، ولو عاش إبراهيم لكان نبيّاً».

ثمّ قال: «يا علي ادن مني»، فدنا منه.

فقال: «أدخل أُذنك في فمي» ففعل.

فقال: «يا أخي ألم تسمع قول الله عزّ وجلّ في كتابه: (إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ البَرِيَّةِ)؟».

قال: «بلى يارسول الله».

قال: «هم أنت وشعيتك، تجيئون غرّاً محجّلين شباعاً(1) مرويّين.

ألم تسمع قول الله عزّ وجلّ في كتابه: (إنَّ الِّذينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ وَالمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدين فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الَبِريةِ)؟».

قال: «بلى يارسول الله».

قال: «هم أعداؤك وشيعتهم يجيئون يوم القيامة مسودّة وجوههم ظماء مظمّئين أشقياء معذبين كفّاراً منافقين، ذاك لك ولشيعتك، وهذا لعدوك وشيعتهم»(2).

(541) عن جعفر بن محمّد الحسني ومحمّد بن أحمد الكاتب، قالا:

حدّثنا محمّد بن علي بن خلف، عن أحمد بن عبد الله، عن معاوية بن عبد الله(3) بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده أبي رافع:

أنَّ عليّاً (عليه السلام) قال لاهل الشورى: «أنشدكم بالله، هل تعلمون يوم أتيتكم وأنتم جلوس مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: هذا أخي قد أتاكم، ثم التفت إلي ثمَّ إلى

____________

(1) ق. د: شباعي.

(2) تأويل الايات الظاهرة: 802 ـ 803 ط جماعة المدرسين، و 2 / 832 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.

(3) أ: عن معاوية عن عبيد الله.


الصفحة 486
الكعبة وقال: ورب الكعبة المبنية إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة، ثم أقبل عليكم وقال: أما إنه أوّلكم إيماناً، وأقومكم بأمر الله، وأوفاكم بعهد الله، وأقضاكم بحكم الله، وأعدلكم في الرعية، وأقسمكم(1) بالسوية وأعظمكم عند الله مزية، فأنزل الله سبحانه: (إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ البَرِيَّةِ)، فكبر النبي (صلى الله عليه وآله) وكبرتم وهنّأتموني بأجمعكم، فهل تعلمون أن ذلك كذلك؟».

قالوا: اللّهمَّ نعم(2).

(542) حدّثنا أحمد بن محمّد المحدود(3)، قال: حدّثنا الحسن بن عبيد ابن عبد الرحمن الكندي(4)، قال: حدّثني محمّد بن سليمان، قال: حدّثني خالد ابن السيري(5) الاودي، قال: حدّثني النضر بن إلياس، قال: حدّثني عامر بن واثلة قال:

خطبنا أمير المؤمنين (عليه السلام) على منبر الكوفة ـ وهو أجيرات مجصّص ـ فحمد الله وأثنى عليه وذكر الله لما هو أهله وصلّى على نبيّه، ثمّ قال:

«أيّها الناس سلوني سلوني، فو الله لا تسألوني عن آية من كتاب الله إلاّ حدّثتكم عنها متى نزلت بليل أو بنهار أو في مقام أو في مسير أو في سهل أو في

____________

(1) ق. د: وأقومكم وأقسمكم.

(2) تأويل الايات الظاهرة: 803 ط جماعة المدرسين، و 2 / 833 رقم 6 ط مدرسة الامام المهدي.

(3) ع: المحدور.

(4) ب: عن الحسن بن عبد الله بن عبد الرحمن الكندي.

(5) ع. ب: السري.