الصفحة 31


القَرْنُ الثَّالِثُ





الصفحة 32

الصفحة 33

(2)
كتاب الولاية

للطاطري، وهو أبو الحسن علي بن الحسن بن محمّد الطائي الجرمي الكوفي المعروف بالطاطري، لبيعه ثياباً يقال لها: الطاطرية.

ترجم له أبو العبّاس النجاشي ـ المتوفّى سنة 450 هـ ـ وشيخ الطائفة الطوسي ـ المتوفّى سنة 460 هـ ـ في فهرسيهما، فقال الأول منهما في رقم 667: " وكان فقيهاً، ثقةً في حديثه، وكان من وجوه الواقفة وشيوخهم، وهو اُستاذ الحسن بن محمّد بن سماعة الصيرفي الحضرمي، ومنه تعلّم، وكان يشركه في كثير من الرجال... ".

ثم عدّد كتبه وننتقي منها: " كتاب التوحيد، الإمامة، المتعة، الغيبة، المناقب، الولاية.


الصفحة 34
أخبرنا أبو عبدالله بن شاذان، قال: حدّثنا علي بن حاتم، قال: حدّثنا محمّد ابن ثابت، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بكتبه كلّها.

وأخبرنا أحمد بن محمد بن هارون، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد [ ابن عقدة ] ، قال: حدّثنا أحمد بن عمر بن كيسبة ومحمّد بن غالب، قالا: حدّثنا علي بن الحسن بكتبه كلّها ".

وقال شيخ الطائفة في رقم 392: " كان واقفياً شديد العناد في مذهبه! صعب العصبية على مَن خالفه من الإمامية! وله كتب كثيرة في نصرة مذهبه، وله كُتب في الفقه، رواها عن الرجال الموثوق بهم وبرواياتهم، فلأجل ذلك ذكرناها، منها... كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه السلام... كتاب الولاية... وقيل: إنّها أكثر من ثلاثين كتاباً.

أخبرنا برواياته كلّها أحمد بن عبدون، عن أبي الحسن علي بن محمّد بن الزبير القرشي [ ابن الكوفي ] ، عن علي بن الحسن بن فضّال وأبي عبدالملك أحمد بن عمر بن كيسبة النهدي جميعاً، عن عليّ بن الحسن الطاطري ".

وترجم له أيضاً في كتاب الرجال في أصحاب الكاظم عليه السلام برقم 46.

وذكره أيضاً في كتاب " عدّة الاُصول " قال: " ولأجل ذلك [ وثاقة الراوي ] عملت الطائفة بما رواه بنو فضَّال وبنو سماعة والطاطريّون ".

وترجم له رشيد الدين أبو جعفر محمّد بن علي بن شهرآشوب ـ المتوفّى سنة 588 هـ ـ في " معالم العلماء " رقم 437 وعدّد كتبه وسَمّى منها: " فضائل أمير

الصفحة 35
المؤمنين عليه السلام، الولاية... ".

وذكر كتابه هذا شيخنا رحمه الله في الذريعة إلى تصانيف الشيعة 25/143 رقم 832.

وله ترجمة في تنقيح المقال 2/278 رقم 8220، ومعجم رجال الحديث 11/344، وراجع ترجمته ومصادرها في " أحسن التراجم في أصحاب الإمام الكاظم عليه السلام " للشبستري 1/400 رقم 303 فقد استقصى ووفى وكفى.

(3)
كتاب في حديث الغدير

لأبي جعفر البغدادي، من أعلام القرن الثالث.

ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة أبي عثمان سعيد بن محمّد بن صبيح المغربي ـ المتوفّى سنة 302 هـ ـ فقال في 14/206: " بينا سعيد ابن الحدّاد جالس أتاه رسول عبيدالله ـ يعني المهدي ـ قال: فأتيته وأبو جعفر البغدادي واقف... فإذا بكتاب لطيف! فقال لأبي جعفر: إعرض الكتاب على الشيخ، فإنه (حديث غدير خمّ) قلت: هو صحيح وقد رويناه... ".

أقــول: عبيدالله المهدي مؤسّس الدولة الفاطمية في المغرب، بويع في القيروان بيعة عامة سنة 297 هـ، وابن صبيح المغربي توفّي سنة 302 هـ، فالكتاب مِمّا أُلّف في القرن الثالث، وأبو جعفر البغدادي لم أهتد إلى معرفته، فلا هو الإسكافي

الصفحة 36
لأنّه توفّي سنة 240 هـ، ولا هو الطبريّ صاحب التاريخ ـ وإن كان له كتاب في حديث الغدير ـ لأنّه لم يرحل إلى المغرب.

ويجوز أن يكون أبا جعفر محمّد بن موسى الذي له مسألة في معنى من كنت مولاه، وهي الآتية ص 93 برقم 21 وقد أدرجنا هناك نصّها حرفيّاً.


*  *  *


الصفحة 37


القَرْنُ الرَّابِعُ





الصفحة 38

الصفحة 39

(4)
كتاب الولاية
في جمع طرق حديث " من كنت مولاه فَعَليٌّ مولاه "

لأبي جعفر محمّد بن جرير بن يزيد الطبري، صاحب التاريخ والتفسير (224 ـ 310 هـ).

قال ياقوت في ترجمة الطبري من معجم الأُدباء 6/452 عند عدّ مؤلفاته: " وكتاب فضائل عَليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، تكلّم في أوله بصحّة الأخبار الواردة في غدير خُمّ ثم تَلاه بالفضائل ولم يتمّ! ".

وقال في ص455 في سبب تأليفه لهذا الكتاب: " وكان إذا عرف من إنسان بدعة أبعده وأطرحه، وكان قد قال بعض الشيوخ ببغداد بتكذيب غدير خُمّ!!... وبلغ أبا جعفر ذلك فابتدأ بالكلام في فضائل عَلِيّ بن أبي طالب، وذكر طرق حديث خُمّ، فكثر الناس لاستماع ذلك... ".

وذكره الذهبي في ترجمة الطبري من تذكرة الحفّاظ: 713، وحكى عن الفراغاني أنّه قال: " ولَمّا بلغه أنّ ابن أبي داود تكلّم في حديث غدير خُمّ! عمل كتاب الفضائل وتكلّم على تصحيح الحديث ثم قال:

قلت: رأيتُ مجلّداً من طرق هذا الحديث لابن جرير، فاندهشت له ولكثرة تلك الطرق! ".


الصفحة 40
أقـول: يظهر من كلام الذهبي هذا أنّ الكتاب في أكثر من مجلّد، وإنّما رأى الذهبي مجلّداً منه، وكان فيه من الطرق الصحيحة كثرة هائلة بحيث أدهشت حافظاً مثل الذهبي!

ويظهر من رسالة الذهبي في حديث " من كنت مولاه " أنّه حصّل فيما بعد على المجلّد الثاني من كتاب الطبري، فقد جاء فيها في الحديث 61: " قال محمّد بن جرير الطبري في المجلّد الثاني من كتاب غدير خُمّ له ـ وأظنّه بمثل جمع هذا الكتاب نسب إلى التشيّع! ـ فقال: حدّثني محمّد بن حميد الرازي... ".

وترى أنّ الطبري عنده من طرق حديث الغدير الكثرة الهائلة التي استغرقت مجلّدين، ومجلّد واحد منهما أدهش الحافظ الذهبي.

هذا الرجل، مع العلم الجَمّ، تراه في تاريخه يهمل هذا الحدث التاريخي العظيم العظيم! ولا يشير إلى الغدير من قريب ولا بعيد!! لأنّ التاريخ يُكتب كما يشاؤه الحكّام.

ولكن لَمّا بلغه أنّ بعض مناوئيه ومنافسيه ـ كابن أبي داود والبربهاري وأمثالهما من الحنابلة ـ أنكر حديث الغدير! ثارت حفيظته وأظهر من علمه ما كتم ردّاً على منافسه! وإبانة لجهله، وليفضحه في الملأ، فروى حديث الغدير في هذا الكتاب من خمس وسبعين طريقاً، وأضاف إليه مناقب اُخرى كثيرة كان كتمها! كمناشدة أمير المؤمنين عليه السلام يوم الشورى، وحديث الطير وأمثاله مِمّا تجده منقولا منه في كتاب " شرح الأخبار " للقاضي نعمان المصري ـ المتوفّى سنة 366 ـ وهو قريب من عصر الطبري، ولعلّه نثر كتاب الطبري كلّه في " شرح الأخبار " ولو كان نقل أحاديثه بأسانيدها لكان قد احتفظ لنا بكتاب الطبري بكامله.

ولاشتماله على فضائل كثيرة سمّاه السيد ابن طاووس في ما ينقل عنه في كتاب اليقين: " مناقب أهل البيت عليهم السلام ".


الصفحة 41
ومن ناحية اُخرى... حيث ألّف الطبري كتابه هذا ردّاً على إنكار بعض الحنابلة سمّاه بعضهم " الردّ على الحرقوصية " أي الحنابلة، نسبة إلى حرقوص بن زهير الخارجي.

فهذا أبو العبّاس النجاشي ـ المتوفّى سنة 450 ـ ذكره في فهرسه برقم 879 قائلا: " محمّد بن جرير أبو جعفر الطبري، عامّي، له كتاب الردّ على الحرقوصية، ذكر طرق خبر يوم الغدير.

أخبرنا القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد، حدّثنا أبي، قال: حدّثنا محمّد ابن جرير بكتابه الردّ على الحرقوصية ".

ولكنّ شيخ الطائفة أبا جعفر الطوسي ـ المتوفّى سنة 460 ـ ذكره في فهرسه باسم: " كتاب غدير خُمّ " فقال في رقم 654: " محمّد بن جرير الطبري، يكنّى أبا جعفر، صاحب التاريخ، عامّيّ، له كتاب غدير خُمّ وشرح أمره، تصنيفه.

أخبرنا به أحمد بن عبدون، عن أبي بكر الدوري، عن ابن كامل، عنه ".

وهذا هو الاسم المشهور كما عبّر عنه الذهبي حين نقل عنه غير مرّة في كتابه في " حديث من كنت مولاه " كما تقدّم.

وروى الذهبي في رسالته عن كتاب الطبري هذا في الأرقام 20، 33، 41، 62، 72، 108.

وقال ابن كثير في البداية والنهاية 11/146 في ترجمة الطبري: " إنّي رأيت له كتاباً جمع فيه أحاديث غدير خُمّ في مجلّدين ضخمين ".

وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب 7/339 في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام والكلام عن حديث الغدير: " وقد جمعه ابن جرير الطبري في مؤلَّف فيه أضعاف من ذكر [ أي ابن عقدة ] وصحّحه ".

ولنا مع الطبري وكتابه هذا كلام طويل عريض نكله إلى محله في حرف الواو

الصفحة 42
من مقالنا " أهل البيت في المكتبة العربية " فسوف نذكره هناك باسم: " كتاب الولاية " كما يعبّر عنه، ولو وفّق الله سبحانه لاستيفاء الكلام فيه لربّما شغل وحده مقالا بكامله، والله وليّ التوفيق.

(5)
خصائص الغدير

أو خصائص يوم الغدير، للكليني، وهو ثقة الإسلام أبو جعفر محمّد بن يعقوب بن إسحاق الأعور الرازي ثم البغدادي السلسلي، مؤلف كتاب " الكافي في الحديث " المتوفّى ببغداد شعبان سنة 328 هـ.

ترجم له شيخ الطائفة الشيخ أبو جعفر الطوسي ـ قدّس الله نفسه ـ في " الفهرست " برقم 603 وقال: " ثقة عارف بالأخبار، له كتب... ".

وترجم له ايضاً في كتاب " الرجال " ص495 قائلا: " جليل القدر، عالم بالأخبار وله مصنّفات... ".

وترجم له أبو العبّاس النجاشي ـ المتوفّى سنة 450 هـ ـ في " الفهرست " برقم 1026 وقال: " شيخ أصحابنا في وقته بالريّ ووجههم، المعروف بالكليني، وكان أوثق الناس في الحديث وأثبتهم، صنّف الكتاب الكبير يسمّى الكافي في عشرين سنة، شرح كتبه: كتاب العقل...

وله غير كتاب الكافي: كتاب الردّ على القرامطة، كتاب رسائل الأئمّة عليهم السلام، كتاب تعبير الرؤيا، كتاب الرجال، كتاب ما قيل في الأئمّة عليهم السلام من الشعر.

كنت أتردّد إلى المسجد المعروف اللؤلؤي ـ وهو مسجد نِفْطويه النحوي ـ

الصفحة 43
أقرأ القرآن على صاحب المسجد، وجماعة من أصحابنا يقرأون كتاب الكافي على أبي الحسين أحمد بن أحمد الكوفي الكاتب، حدّثكم محمّد ين يعقوب الكليني... ".

وهكذا تجد الثناء عليه بكلّ تجلّة وتبجيل في كلّ كتبنا الرجالية والحديثية وأينما جرى له ذكر في غيرها، ولكنّ المصادر العاميّة بين مهمل له كالخطيب والسمعاني وياقوت وابن الجوزي وما شاكل، وبين ذاكر له بكلّ إيجاز! فالخطيب لفرط تعصّبه لم يترجم له في تاريخ بغداد على أنّه انتقل إليها وأقام بها إلى آخر عمره، وأملى الحديث بها إلى أن توفّي ودفن بها، وقبره بها معروف مزور.

مع ذلك كلّه أهمله! كما أهمل الشيخ أبا جعفر الطوسي ـ المتوفّى سنة 460 هـ ـ وأبا العباس النجاشي ـ المتوفّى سنة 450 هـ ـ وهما من معاصريه ومعايشيه، ويشتركان معه في كثير من مشايخه، ولعلّهم كانوا يتلاقون ويلتقون كلّ يوم في حلقات سماع الحديث على مشايخ بغداد.

نعم ترجم للكليني عبد الغني بن سعيد الأزدي المصري المتوفّى سنة 407 هـ في " المؤتلف والمختلف " وضبطه بضمّ الكاف وقال: " من الشيعة المصنّفين، مصنّف على مذهب أهل البيت عليهم السلام " وترجم له معاصر الخطيب وهو ابن ماكولا في الإكمال 7/186 فقال: أمّا الكليني ـ بضمّ الكاف، وإمالة اللام، وقبل الياء نون ـ فهو ابو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي، من فقهاء الشيعة والمصنّفين في مذهبهم، روى عنه أبو عبدالله أحمد بن إبراهيم الصيمري وغيره، وكان ينزل بباب الكوفة في درب السلسلة في بغداد، توفّي بها سنة 328، ودفن بباب الكوفة في مقبرتها ".

وترجم له ابن عساكر في تاريخه 16/137 وقال: " أبو جعفر الكليني الرازي، من شيوخ الرافضة، قدم دمشق، وحدّث ببعلبك عن أبي الحسين محمّد بن علي الجعفري السمرقندي ومحمّد بن أحمد الخفّاف النيسابوري وعَليّ بن إبراهيم بن

الصفحة 44
هاشم.

روى عنه أبو سعد الكوفي شيخ الشريف المرتضى... وأبو عبدالله أحمد بن إبراهيم وأبو القاسم عليّ بن محمد بن عبدوس الكوفي وعبدالله بن محمد بن ذكوان ".

ثم رَوى عنه بإسناده عن الصادق عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: " إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله ".

وذكره أبو السعادات ابن الأثير الجزري في المجدّدين على رأس المائة الثالثة فقال في " جامع الأُصول " 11/323: " وأمّا من كان على رأس المائة الثالثة: فمن أُولي الأمر، المقتدر بأمر الله! ومن الفقهاء... وأبو جعفر محمّد بن يعقوب الرازي من الإمامية ".

وترجم له أخوه عزّ الدين في الكامل 8/364 قال في وفيات سنة 328 هـ: " وفيها توفّي محمّد بن يعقوب... أبو جعفر الكليني وهو من أئمّة الإمامية وعلمائهم ".

وأثنى عليه الذهبي في المشتبه 2/553 قائلا: " محمّد بن يعقوب الكليني من رؤوس فضلاء الشيعة في أيام المقتدر ".

وأطراه بأكثر من هذا في سير أعلام النبلاء حيث ترجم له في 15/280 وقال: " شيخ الشيعة وعالم الإمامية، صاحب التصانيف، أبو جعفر محمّد بن يعقوب الرازي الكليني، بنون ".

روى عنه أحمد بن إبراهيم الصيمري وغيره، وكان ببغداد، وبها توفّي، وقبره مشهور...

وترجم له الصفدي في الوافي بالوفيات 5/226 وقال: " محمّد بن يعقوب أبو جعفر الكليني... من أهل الريّ، سكن بغداد إلى حين وفاته، وكان من فقهاء الشيعة والمصنّفين على مذهبهم.


الصفحة 45
حدّث عن أبي الحسين محمّد بن عَليّ الجعفري السمرقندي ومحمّد بن أحمد الخفّاف النيسابوري وعَليّ بن إبراهيم بن هاشم، توفّي سنة 328 ".

وترجم له ابن حجر في تبصير المنتبه 2/737 وقال: " وأبو جعفر محمّد بن يعقوب الكلبي! الرازي من فقهاء الشيعة ومصنّفيهم، يعرف بالسلسلي لنزوله درب السلسلة ببغداد ".

أقـول: كذا هنا في المطبوع: الكلبي، على أنّه ضبطه هو في التبصير 3/1219 قائلا: " الكليني، بالضمّ وإمالة اللام ثم ياء ساكنة ثم نون: أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني، من رؤوس فضلاء الشيعة في أيام المقتدر، وهو منسوب إلى كُلين من قرى العراق ".

وترجم له أيضاً في لسان الميزان 5/433 قائلا: " محمّد بن يعقوب بن إسحاق أبو جعفر الكليني بضمّ الكاف... سكن بغداد وحدّث بها عن محمّد بن أحمد بن عبدالجبّار، وعلي بن إبراهيم بن هاشم وغيرهما.

وكان من فقهاء الشيعة والمصنّفين على مذهبهم، توفّي سنة 328 ببغداد ".

وتجد ترجمته وذكره الجميل بكلّ تجلّة وإكبار في كل كتبنا الرجالية والحديثية منذ القرن الرابع وحتى الآن وإلى الخلود، فلا نطيل بسرد مصادر ترجمته في كتب أصحابنا، فلا يخلو شيء منها من ثنائه العاطر، رحم الله معشر الماضين منّا وألحقنا بسلفنا الصالحين.

(6)
كتاب الولاية ومَن روى غدير خمّ

لابن عقدة، وهو الحافظ أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبدالرحمن

الصفحة 46
ابن زياد بن عبدالله بن زياد بن عجلان، مولى عبدالرحمن بن سعيد بن قيس السبيعي الهمداني الكوفي (249 ـ 333 هـ).

ترجم له شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي رحمه الله في " الفهرست " رقم 86 وسرد نسبه كما حكيناه وقال: " أخبرنا بنسبه أحمد بن عبدون، عن محمد بن أحمد ابن الجنيد.

وأمره في الثقة والجلالة وعظم الحفظ أشهر من أن يذكر، وكان زيدياً جارودياً، وعلى ذلك مات! وإنّما ذكرناه في جملة أصحابنا لكثرة رواياته عنهم وخلطته بهم وتصنيفه لهم ".

ثمّ عدّد كتبه ومنها: كتاب من روى عن أمير المؤمنين عليه السلام ومسنده، كتاب من روى عن الحسن والحسين عليهما السلام، كتاب من روى عن عليّ بن الحسين عليه السلام وأخباره، كتاب من روى عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام وأخباره، كتاب من روى عن زيد بن عَليّ مسنده، كتاب الرجال وهو كتاب من روى عن جعفر بن محمّد عليه السلام، كتاب الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم... كتاب الولاية ومن روى غدير خمّ، كتاب فضل الكوفة، كتاب من روى عن عَليّ عليه السلام أنّه قسيم النار، كتاب [ حَديث ] الطائر، [ كتاب ] حديث الراية، كتاب الشورى... كتاب طرق تفسير قول الله عزّ وجلّ: { إنّما أنت منذر ولكلّ قوم هاد } كتاب طرق حديث النبي صلّى الله عليه وآله: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، كتاب تسمية من شهد مع أمير المؤمنين عليه السلام حروبه من الصحابة والتابعين، كتاب الشيعة من أصحاب الحديث، وله كتاب من روى عن فاطمة عليها السلام من أولادها، وله كتاب يحيى بن الحسين بن زيد وأخباره(1).

____________

1- سمّى الشيخ كتباً أكثر من هذا حذفنا بعضها اختصاراً، واكتفينا بما كان من حول العترة الطاهرة عليهم السلام وشيعتهم.


الصفحة 47
أخبرنا بجميع رواياته وكتبه أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى الأهوازي، وكان معه خطّ أبي العبّاس بالإجازة، وشرح رواياته وكتبه عن أبي العبّاس أحمد ابن محمّد سعيد، ومات أبو العبّاس بالكوفة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.

وترجم له في كتاب " الرجال " أيضاً، في باب (من لم يرو عنهم عليهم السلام) برقم 30 وقال: " جليل القدر، عظيم المنزلة، له تصانيف كثيرة، ذكرناها في كتاب الفهرست، وكان زيدياً جارودياً! إلاّ أنّه روى جميع كتب أصحابنا، وصنّف لهم، وذكر اُصولهم، وكان حفظة.

سمعت جماعة يحكون أنّه قال: أحفظ مئة وعشرين ألف حديث بأسانيدها! واُذاكر بثلاثمائة ألف حديث!! ".

وترجم له أبو العبّاس النجاشي في فهرسه برقم 233 وقال: " هذا رجل جليل في أصحاب الحديث، مشهور بالحفظ، والحكايات تختلف عنه في الحفظ وعظمه... وذكره أصحابنا لاختلاطه بهم ومداخلته إياهم وعظم محلّه وثقته وأمانته... ".

ثم عدّد كتبه بنحو ما مرّ وكأنّه أخذه من فهرس الطوسي، إلى أن قال: " كتاب الولاية ومن روى غدير خم... طرق حديث النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) عن سعد بن أبي وقاص... كتاب صلح الحسن عليه السلام، كتاب الحسن عليه السلام ومعاوية، تفسير القرآن وهو كتاب حسن كبير، وما رأيت أحداً مِمّن حدّثنا عنه ذكره!(1).

وقد لقيت جماعة مِمّن لقيه وسمع منه وأجازه منهم، من أصحابنا ومن العامة

____________

1- كانت نسخة منه عند السيد ابن طاووس وسمّاه " تفسير القرآن عن أهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله " مجلّد واحد، راجع فهرس مكتبته للشيخ محمّد حسن آل ياسين: رقم 122.


الصفحة 48
ومن الزيدية، ومات أبو العبّاس بالكوفة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ".

وترجم له الحافظ ابن شهرآشوب السروي ـ المتوفّى سنة 588 هـ ـ في " معالم العلماء " رقم 77، ووثّقه، وقال: " ثقة، زيديّ، إلاّ أنّه مصنّف لأصحابنا مثل كتاب... وكتاب من روى غدير خُمّ... التسمية في فقه أهل البيت عليهم السلام... كتاب يحيى بن الحسين، كتاب زيد وأخباره ".

وترجم له العلاّمة الحلّي ـ المتوفّى سنة 726 هـ ـ في كتاب " خلاصة الأقوال " ص203 وقال: " جليل القدر، عظيم المنزلة، وكان زيدياً... وإنّما ذكرناه من جملة أصحابنا لكثرة رواياته عنهم وخلطته بهم وتصنيفه لهم، روى جميع كتب أصحابنا وصنّف لهم، وذكر اُصولهم، وكان حفظة... له كتب ذكرناها في كتابنا الكبير [ كشف المقال ] منها كتاب أسماء الرجال الّذين رووا عن الصادق عليه السلام ـ أربعة آلاف رجل ـ، وأخرج فيه لكلّ رجل الحديثَ الذي رواه، مات بالكوفة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ".

وترجم له شيخنا صاحب الذريعة رحمه الله في أعلام القرن الرابع من طبقات أعلام الشيعة، ص46، وقال: " روى عنه جماعة، منهم أبو عبدالله محمد بن إبراهيم النعماني ـ تلميذ الكليني ـ في كتاب (الغَيْبة) وقال: (هذا الرجل مِمّن لا يُطعن عليه في الثقة ولا في العلم بالحديث والرجال الناقلين له) ومنهم أبو غالب الزراري المتوفّى سنة 368 هـ... ".

وترجم له سيّدنا الاُستاذ رحمه الله في معجم رجال الحديث 2/274 ـ 280 وقال: " وهو من مشايخ الكليني، وقد روى عنه في موارد، كما يأتي في تفصيل طبقات الرواة " ثم ذكره في طبقات الرواة من الجزء نفسه، ص649 ـ 650. وعيّن موارد رواياته وعَمّن روى هو، ومَن روى عنه في الكتب الأربعة.

ومن مصادر ترجمته عدا ما تقدّم: روضات الجنّات 1/208 رقم 58، تنقيح

الصفحة 49
المقال 1/86، أعيان الشيعة 3/112 ـ 116، قاموس الرجال 1/602 ـ 607 من طبعة جماعة المدرّسين في قم، تهذيب المقال 3/473 ـ 494 وله في هذه الأربعة الأخيرة ترجمة موسّعة، الجامع في الرجال ـ للعلاّمة المغفور له الشيخ موسى الزنجاني ـ 1/168، وأفرد الذهبي رسالة عن حياته مذكورة في مؤلّفاته في مقدّمة طبع سير أعلام النبلاء باسم " ترجمة ابن عقدة ".

هذا، وقد ترجم له أعلام العامّة بكلّ تجلّة وتبجيل، ووثّقوه، وأثنوا على علمه وحفظه وخبرته وسعة اطّلاعه، وأرّخوا ولادته ليلة النصف من المحرّم سنة 249 هـ ووفاته في 7 ذي القعدة سنة 332 هـ، وترجموا لأبيه الملقّب بعقدة في ضمن ترجمته، راجع مثلا تاريخ بغداد 5/14 ـ 20، أنساب السمعاني 9/16 (العقدي!) المنتظم 6/336، العبر 2/30، تذكرة الحفّاظ 389، سير أعلام النبلاء 15/340، الوافي بالوفيات 7/395، البداية والنهاية 11/209، لسان الميزان 1/263، ومن المؤسف أنّ هذا الرجل العظيم لم يبق من مؤلّفاته الكثيرة الكبيرة(1) سوى وريقات توجد في دار الكتب الظاهرية بدمشق، ضمن المجموعة رقم 4581، باسم: جزء من حديث ابن عقدة، من الورقة 9 ـ 15، راجع فهرس حديث الظاهرية للألباني ص87.

____________

1- ذكر شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي رحمه الله في فهرسه، في ترجمة ابن عقدة، رقم 86: " وله كتب كثيرة، منها كتاب التاريخ، ذكر من روى الحديث من الناس كلّهم من العامة والشيعة وأخبارهم، خرج منه شيء كثير ولم يتمّه، وكتاب السنن وهو كتاب عظيم، قيل: إنّه حِمل بهيمة! لم يجتمع لأحد، وقد جمعه هو... ".


الصفحة 50

وأمّا كتاب الولاية

فقد ظلّ مرجعاً ومنهلا لمن بعده، واعتمده الفريقان كإجماعهم على وثاقة مؤلِّفه.

ففي القرن الخامس أخرج الشيخ الطوسي من رواياته في أماليه، ورواها عنه بواسطة واحدة بينه وبينه، وهو ابن الصلت الأهوازي، وكذلك الخطيب روى بواسطة مشايخه عنه في كتبه.

وفي القرن السادس أخرج ابن عساكر من طريقه روايات في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من " تاريخ دمشق " عند سرده لروايات الغدير.

وذكره الحافظ ابن شهرآشوب ـ المتوفّى سنة 588 هـ ـ في كتابه " مناقب آل أبي طالب " في كلامه عن حديث الغدير وطرقه ومن صنّف في ذلك، قال في ج3 ص25: " العلماء مطبقون على قبول هذا الخبر... ذكره محمّد بن إسحاق [ صاحب السيرة ]... وأبو العبّاس ابن عقدة من مائة وخمس طرق... وقد صنّف عليّ بن هلال (بلال) المهلّبي كتابَ الغدير، وأحمد بن محمّد بن سعيد كتابَ من روى غدير خمّ... "(1).

وبقي إلى القرن السابع فأفاد منه ابن الأثير المتوفّى سنة 630 هـ في موارد من كتابه " اُسد الغابة " واحتفظ الدهر إلى هذا القرن بنسخة كتبت في عهد المؤلف، تاريخها سنة 330 هـ، ساقها الله إلى مكتبة السيّد رضيّ الدين علي بن طاوس الحلّي ـ المتوفّى سنة 664 هـ ـ وأفاد منها في موارد من كتابه " الإقبال " عند كلامه عن عيد الغدير(2) وسمّاه: حديث الولاية وقال عنه: " وجدت هذا الكتاب بنسخة قد كتبت

____________

1- وأورده عنه العلاّمة المجلسي رحمه الله في كتابه بحار الأنوار 37/157.

2- الإقبال: 453، وراجع الذريعة 25/143 وفهرس مكتبة السيد ابن طاووس للعلاّمة الشيخ محمّد حسن آل ياسين ـ حفظه الله ـ المنشور في مجلّة المجمع العلمي العراقي.


الصفحة 51
في زمن أبي العبّاس ابن عقدة مصنِّفه، تاريخها سنة ثلاثين وثلاثمائة، صحيح النقل، عليه خطّ الشيخ الطوسي وجماعة من شيوخ الإسلام، وقد روى فيه نصّ النبي صلّى الله عليه وآله على مولانا عليّ عليه السلام بالولاية من مائة وخمس طرق ".

وقال رحمه الله في الباب 35 من كتاب اليقين: " في ما نذكره من الجزء من فضائل مولانا عليّ عليه السلام، جمع أبي العبّاس... ابن عقدة... مِمّا رواه عنه عبدالواحد بن محمّد ابن عبدالله ابن المهدي الفارسي... وفي أوّل الجزء أنّ عبدالواحد الفارسي قرأه يوم السبت لليلتين خلتا من ذي الحجّة سنة 406 هـ.

وفي فهرس مكتبة ابن طاووس رقم 161 باسم: جزء من فضائل عليّ عليه السلام، جمع أبي العبّاس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة، ولا أدري عنى به رحمه الله كتاب الولاية أو هو كتاب آخر لابن عقدة.

وروى عنه أيضاً في كتاب اليقين، في الباب 37 قال: " في ما نرويه ونذكره عن الحافظ... ابن عقدة في ما ذكره في كتابه الذي سمّاه: (حديث الولاية)(1)...

رويناه من طرق كثيرة قد ذكرناها في كتاب الإجازات لما يخصّني من الإجازات منها عن السيد السعيد فخار بن معد الموسوي... ".

فأورد رحمه الله إسناداً من أسانيده برواية الكتاب عن مؤلفه ابن عقدة.

وذكر الگنجي ـ المتوفّى سنة 658 هـ ـ في " كفاية الطالب " ص60 عند كلامه عن حديث الغدير: " وجمع الحافظ ابن عقدة كتاباً مفرداً فيه ".

وبقي الكتاب إلى القرن الثامن، وسلم من عهد المغول وإباداتهم، فهذا ابن تيميّة يذكره في منهاج السُنّة 4/86، قال عند كلامه عن حديث الغدير: " وقد صنّف أبو العبّاس ابن عقدة مصنَّفاً في جمع طرقه... ".

____________

1- وذكره شيخنا رحمه الله في الذريعة 6/378 في حرف الحاء بهذا العنوان.


الصفحة 52
وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 22/305.

وكان عند العلاّمة الحلّي جمال الدين ابن المطهّر ـ المتوفّى سنة 726 هـ ـ قدّس الله نفسه، حيث ذكره في إجازته لبني زهرة، ورواه لهم بإسناده عن مصنّفه فقال في الإجازة [ وقد أدرجها العلاّمة المجلسي في آخر كتابه " بحار الأنوار " في الجزء 107 ص116 ]: " ومن ذلك كتاب الولاية، تأليف أبي العبّاس أحمد بن [ محمّد بن ] سعيد، المعروف بابن عقدة الكوفي، رواه الحسن بن الدربي، عن الموفّق أبي عبدالله أحمد ابن [ محمّد بن ] شهريار الخازن، عن عَمّه حمزة بن محمّد، عن خاله أبي علي [ الحسن ] ابن محمد بن الحسن، عن أبيه محمد بن الحسن [ الشيخ الطوسي ] عن أحمد ابن محمد بن موسى بن الصلت الأهوازي، عن أبي العبّاس أحمد بن سعيد ابن عقدة المصنّف ".

وأول الكتاب: " حديث أبي بكر بن أبي قحافة، قال أبو العبّاس أحمد بن سعيد ابن عقدة، حدّثنا... ".

فروى الحديث الذي أورده الذهبي في أول رسالته في حديث " من كنت مولاه " عن ابن عقدة فراجعه...

وقد كان في حوزة الذهبي ـ المتوفّى سنة 748 هـ ـ فقد نقل عنه في رسالته في حديث الغدير(1) في الأحاديث، رقم 1، 12، 4، 114، 115، 116، 121، 123، 124، وفي هذا الأخير رواه عنه بسنده إليه فقال: " أنبأنا أحمد بن أبي الخير، عن عبدالغنيّ بن سرور الحافظ، أنا محمد بن عمر الحافظ، أنا حمزة بن العبَّاس، أنا أحمد ابن الفضل، أنا أبو سلمة بن شهدل، أنا ابن عقدة... " فروى حديث مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام بالرحبة.

____________

1- الكتاب قيد التحقيق.


الصفحة 53
بل وبقي الكتاب حتى القرن التاسع، فقد تحدّث عنه ابن حجر ـ المتوفّى سنة 852 هـ ـ في " تهذيب التهذيب " في آخر ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام 7/339 عند كلامه عن حديث الغدير، وصحّحه وقال: " واعتنى بجمع طرقه أبو العبّاس ابن عقدة فأخرجه من حديث سبعين صحابياً أو اكثر... ".

وكذلك تحدّث عنه في " فتح الباري " في نهاية شرحه لباب: مناقب عليّ بن أبي طالب [ عليه السلام ] 7/61 فقال: " وأمّا حديث: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، فقد أخرجه الترمذي والنسائي وهو كثير الطرق جدّاً!، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد وكثير من أسانيدها صحاح وحسان، وقد روينا عن الإمام أحمد قال: ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن عليّ بن أبي طالب ".

وذكره في موارد من " الإصابة " منها 4/80 و421 وسماه: كتاب الموالاة.

إلى هنا انقطع خبر الكتاب عنّا إلاّ من نقل عنه بالواسطة كالشيخ المحدّث الحرّ العاملي وغيره.

(7)
طرق حديث الغدير

للحسن بن إبراهيم العلوي النصيبي، من ذرّيّة إسحاق بن جعفر الصادق.

هكذا ترجم له ابن حجر في لسان الميزان 2/191 وقال: " ذكره أبو المفضّل النباتي (الشيباني) في وجوه الشيعة وقال: سمعت عليه حديثاً كثيراً، وله تصنيف في طرق حديث العزيز! (الغدير) وروى عن محمّد بن علي بن حمزة وغيره ".

هذا كلّ ما في " لسان الميزان " وقد صُحِّف الشيباني فيه عند الطبع بالنباتي، وأبو المفضل الشيباني علم من أعلام المحدثين مشهور، ولد سنة 297 هـ وتوفّى سنة

الصفحة 54
387 هـ، ترجم له ابن حجر في لسان الميزان 5/231، كما صُحِّف في الطبع: (الغدير) إلى (العزيز) وهو تصحيف واضح، والنصيبي نسبة إلى نصيبين، مدينة مشهورة في شمال العراق.

(8)
كتاب الغدير

لأبي الحسن عليّ بن بلال بن أبي معاوية بن أحمد الأزدي المهلَّبي البصري، من أعلام القرن الرابع.

ترجم له أبو العبّاس النجاشي وشيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي في فهرسيهما، فقال الأول برقم 690: " شيخ أصحابنا بالبصرة، ثقة، سمع الحديث فأكثر، وصنّف [ كتباً ] كتاب المتعة... كتاب البيان عن خيرة الرحمان ـ في إيمان أبي طالب وآباء النبي صلّى الله عليه وآله وعليهم ـ، أخبرنا بكتبه محمّد بن محمّد [ الشيخ المفيد ] وأحمد بن عليّ بن نوح [ أبو العبّاس السيرافي البصري ].

وقال شيخ الطائفة رحمه الله في الفهرست: 414 " عليّ بن بلال المهلَّبي، له كتاب الغدير، أخبرنا أحمد بن عبدون عنه، وله كتاب المسح على الرجلين، وكتاب في فضل العرب، وكتاب في إيمان أبي طالب عليه السلام، وغير ذلك ".

وترجم له في رجاله أيضاً، في باب (من لم يرو عنهم عليهم السلام): 58، قال: " عليّ ابن بلال المهلَّبي روى عنه ابن حاشر ".

وترجم له النديم في فهرسه: 278، قال: " وله من الكتب كتاب الرشد والبيان ".

أقـول: قد صرّح النجاشي بتوثيقه وأطراه بقوله: " شيخ أصحابنا بالبصرة "