وترجم له سيّدنا الاُستاذ رحمه الله في معجم رجال الحديث 11/283، وحكى كلام الشيخ الطوسي وقال: " وطريقه إلى كتاب الغدير صحيح ".
وذكره شيخنا العلامة الأميني رحمه الله في الغدير 1/155 وسمى كتابه حديث الغدير.
وذكر شيخنا رحمه الله كتابه الغدير في حرف الغين من كتاب الذريعة إلى تصانيف الشيعة 16/25.
وترجم له رحمه الله في أعلام القرن الرابع من طبقات أعلام الشيعة: 176.
قال: " والمهلبي نسبة إلى مهلّب بن بلال بن أبي صفرة الأزدي العتكي... ".
وله ترجمة في معالم العلماء 59 ورياض العلماء 3/378 و386، وتنقيح المقال 2/271.
أقـول: وقال الحافظ ابن شهرآشوب ـ المتوفّى سنة 588 هـ ـ في كتابه مناقب آل أبي طالب 3/25 عند كلامه عن حديث الغدير: " والعلماء مطبقون على قبول هذا الخبر... ذكره محمد بن إسحاق وقد صنّف عليّ بن هلال (بلال) المهلَّبي كتاب الغدير ".
(9)
طرق حديث الغدير
لابي جعفر محمد بن عليّ بن دحيم الشيباني الكوفي، من أعلام المحدّثين في القرن الرابع.
عدّه شيخنا رحمه الله في كتاب الغدير 1/104 في طبقات رواة حديث الغدير وذكر أنّه مِمّن ألّف فيه.
(10)
كتاب من روى حديث غدير خُمّ
للحافظ أبي بكر الجعابي، محمد بن عمر بن سالم بن البراء بن سيار التميمي البغدادي، قاضي الموصل، تلميذ الحافظ ابن عقدة، وشيخ الحافظ الدارقطني، ولد سنة 284 هـ، وتوفّي سنة 355 هـ.
ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد 3/26 ـ 31 ترجمة مطوّلة وحكى ثناء الناس على علمه وحفظه، قال: " وله تصانيف كثيرة في الأبواب والشيوخ، وحكى عن الجعابي أنّه كان يقول: أحفظ أربعمائة ألف حديث، واُذاكر بستّمائة! ".
حكى في ص27 عن أبي علي الحافظ أنّه قال: " ولا رأيت في أصحابنا أحفظ من أبي بكر ابن الجعابي ".
وقال: " قلت: حَسْبُ ابن الجعابي شهادة ابي عليّ له أنّه لم يُرَ في البغداديّين أحفظ منه ".
وحكى في ص28 عن أبي عَليّ المعدّل أنّه قال: " ما شاهدنا أحفظ من أبي بكر ابن الجعابي، وسمعت من يقول: إنّه يحفظ مائتي ألف حديث، ويجيب في مثلها، إلاّ إنّه كان يَفْضُل الحفّاظ، فإنّه كان يسوق المتون بألفاظها، وأكثر الحفّاظ
وترجم له أبو العبّاس النجاشي ـ المتوفّى سنة 450 هـ ـ في فهرسه برقم 1055 ووصفه بالحافظ القاضي وقال: " وكان من حفّاظ الحديث وأجلاّء أهل العلم، له كتاب: الشيعة من أصحاب الحديث وطبقاتهم، وهو كتاب كبير سمعناه من أبي الحسين محمد بن عثمان، وكتاب طرق من روى عن أمير المؤمنين عليه السلام: (إنّه لعهد النبي الأُمّي الَيّ أنّه لا يحبّني إلاّ مؤمن ولا يبغضني إلاّ منافق) كتاب ذكر من روى مؤاخاة النبي لأمير المؤمنين عليهما السلام... كتاب من روى الحديث من بني هاشم ومواليهم، كتاب من روى حديث غدير خُمّ... كتاب أخبار آل أبي طالب عليه السلام، كتاب أخبار عَليّ بن الحسين عليه السلام.
أخبرنا بسائر كتبه شيخنا أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان رضي الله عنه ".
وعدّه الحافظ ابن شهرآشوب في كتاب مناقب آل أبي طالب 3/25 مِمّن ألّف في حديث الغدير فقال عند عدّ المصنفين فيه: " وأبو بكر الجعابي من مائة وخمس وعشرين طريقاً... ".
وذكر عن الصاحب الكافي أنّه قال: " روى لنا قصّة غدير خُمّ القاضي أبو بكر الجعابي عن أبي بكر وعمر... فعدّ أكثر من ثمانين صحابياً "، وذكروا انه رواه عنهم من مائة وخمس وعشرين طريقاً.
وحكاه عنه العلاّمة المجلسي رحمه الله في كتاب بحار الأنوار 37/157.
وللجعابي ترجمة في أنساب السمعاني، المنتظم 7/36، تذكرة الحفّاظ 3/925، سير أعلام النبلاء 16/88، الوافي بالوفيات 4/240، طبقات الحفّاظ للسيوطي: 375.
(11)
طرق حديث الغدير
لأبي طالب الأنباري عبيدالله بن أبي زيد أحمد بن يعقوب بن نصر بن طالب، المتوفّى بواسط سنة 356 هـ، يُعرف عندنا بأبي طالب الأنباري، وعند غيرنا بابن أبي زيد.
ترجم له النديم في الفهرست ص247 فقال: " أبو طالب عبيدالله بن أحمد بن يعقوب الأنباري، وكان مقيماً بواسط، وقيل: إنّه من الشيعة البابوشية [ كذا والظاهر: الناووسية ] قال لي أبو القاسم بوباش بن الحسن أنّ له مائة وأربعين كتاباً ورسالة، فمن ذلك كتاب البيان عن حقيقة الإنسان، كتاب الشافي في علم الدين، كتاب الإمامة ".
وترجم له شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي وأبو العبّاس النجاشي في فهرسيهما، فقال الأول منهما في رقم 446: " عبدالله بن أبي أحمد بن أبي زيد الأنباري، يكنّى أبا طالب، وكان مقيماً بواسط، وقيل: إنّه كان من الناووسية، له مائة وأربعون كتاباً ورسالة، فمن ذلك: كتاب البيان...
أخبرنا بكتبه ورواياته أبو عبدالله أحمد بن عبدون، المعروف بابن الحاشر رحمه الله، سماعاً وإجازة ".
وقال النجاشي 617: " عبيدالله بن أبي زيد أحمد بن يعقوب بن نصر الأنباري، شيخ من أصحابنا، يكنّى أبا طالب، ثقة في الحديث، عالِم به، كان قديماً من الواقفة!
قال أبو عبدالله الحسين بن عبيدالله [ الغضائري ]: قال أبو غالب الزراري: كنت أعرف أبا طالب أكثر عمره واقفاً مختلطاً بالواقفة، ثم عاد إلى الإمامة، وجفاه أصحابنا، وكان حسن العبادة والخشوع، وكان أبو القاسم بن سهل الواسطي العدل يقول: ما رأيت رجلا كان أحسن عبادة، ولا أبين زهادة، ولا أنظف ثوباً، ولا أكثر تحلّياً من أبي طالب، وكان يتخوّف من عامّة واسط أن يشهدوا صلاته، ويعرفوا عمله، فينفرد في الخرائب والكنائس والبِيَع، فإذا عثروا به وجد على أجمل حال من الصلاة والدعاء.
وكان أصحابنا البغداديّون يرمونه بالارتفاع! له كتاب اُضيف إليه يسمّى كتاب الصفوة.
قال الحسين بن عبيدالله: قدم أبو طالب بغداد، واجتهدتُ أن يمكّنني أصحابنا من لقائه فأسمع منه، فلم يفعلوا ذلك!
وله كتب كثيرة، منها: كتاب الانتصار للشيع من أهل البدع، كتاب المسائل المفردة والدلائل المجرّدة، كتاب أسماء أمير المؤمنين عليه السلام، كتاب في التوحيد والعدل والإمامة، كتاب طرق حديث الغدير، كتاب طرق حديث الراية، كتاب طرق حديث: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، كتاب التفضيل، كتاب أدعية الأئمّة عليهم السلام، كتاب فدك، كتاب مزار أبي عبدالله عليه السلام، كتاب طرق حديث الطائر، كتاب طرق قسيم النار، كتاب التطهير، كتاب الخطّ والقلم، كتاب أخبار فاطمة عليها السلام، كتاب فرق الشيعة، كتاب الإبانة عن اختلاف الناس
أخبرني أحمد بن عبدالواحد عنه بجميع كتبه، ومات أبو طالب بواسط سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة ".
أقـول: لم يترجم له الخطيب على عادته في أمثاله من أعلام أصحابنا، على أنّه كان قد ورد بغداد كما تقدّم وحدّث بها، ومِمّن سمع منه أحمد بن عبدالواحد، المعروف بابن عبدون وابن الحاشر البغدادي ـ المتوفّى سنة 423 هـ ـ وروى عنه كتبه، وهو من مشايخ العلمين الطوسي والنجاشي، رويا عنه كتب أبي طالب الأنباري ورواياته.
ولكن، ترجم له ابن النجّار في ذيل تاريخ بغداد 2/27 ـ 34 وقال: " وكان أديباً، راوية للأخبار والأشعار، حدّث بكتاب (الخطّ والقلم) من جمعه، وروى فيه عن أحمد بن محمد المعطي...
روى عنه أبو الفوارس القاسم بن محمّد بن جعفر المرّي سنة 318 هـ، وأبو محمد هارون بن موسى التلعكبري، وأبو بكر محمد بن زهير بن أخطل بن زهير، وأبو الحسين عَليّ بن عبدالرحيم بن دينار الواسطي، وعبدالصمد بن أحمد بن خنبش الخولاني، وأبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران ابن الجندي، وكان من شيوخ الشيعة.
قرأت في كتاب فهرست العلماء لمحمد بن إسحاق النديم بخطّه، قال: مات أبو طالب عبيدالله بن أحمد بن يعقوب الأنباري وكان مقيماً بواسط... " إلى آخر ما مرّ عن فهرست النديم.
وترجم له ابن حجر في لسان الميزان 4/95 وقال: " عبيدالله بن أحمد بن يعقوب بن نصر الأنباري أبو طالب ابن أبي زيد.
روى عن أبي بكر بن أبي داود، ويوسف بن يعقوب القاضي، وأبي العبّاس
أقـول: ذكره شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي ـ قدّس الله نفسه ـ في مَنْ اسمه عبدالله مكبّراً، وتبعه ابن شهرآشوب في " معالم العلماء " فإنه كتلخيص لفهرست الشيخ مع تذييل عليه، وكذا العلاّمة الحلّي في " خلاصة الأقوال " أورده في القسم الأول (الثقات) عبدالله مكبراً.
وأجمع الباقون من الفريقين على تسميته عبيدالله مصغّراً، وأظنّه هو الصحيح.
كما أنّ هناك خلافاً بين فهرسي الطوسي والنجاشي، ففي الأول: " ابن أحمد بن أبي زيد " وفي الثاني: " ابن أبي زيد أحمد " وأظنّ هذا هو الصحيح.
ومن مصادر ترجمته: معالم العلماء: 499 خلاصة الأقوال: 106، رجال ابن داود: رقم 823، تنقيح المقال: 162 ـ 164 ترجمة مطوّلة، قاموس الرجال 5/369، أعلام القرن الرابع من طبقات أعلام الشيعة: 151 و161، معجم رجال الحديث 10/88 و106 و11/63 و64 و65، أعلام الزركلي 4/192، معجم المؤلّفين 6/238.
(12)
طرق حديث الغدير (جزء في...)
للحافظ الدارقطني، أبي الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي البغدادي، المتوفّى سنة 385 هـ.
ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد 12/34 وقال: " وكان فريد عصره وقريع دهره ونسيج وحده وإمام وقته، إنتهى إليه علم الأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال وأحوال الرواة مع الصدق... ".
وله ترجمة في الوافي بالوفيات 21/348 وانظر المصادر الكثيرة المذكورة بهامشه، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/147، وسير أعلام النبلاء 16/449 ـ 461 وانظر المصادر التي ذكرها المحقّق في تعليقه، وحكى الذهبي في ص452 عن الحاكم قوله: " وله مصنّفات يطول ذكرها " وقوله ثانية في ص457: " ومصنّفاته يطول ذكرها ".
قال الكنجي في " كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب " عند كلامه عن حديث الغدير ص60: " جمع الحافظ الدارقطني طرقه في جزء ".
(13)
من روى حديث غدير خُمّ
لأبي المفضّل الشيباني، محمد بن عبدالله بن محمد بن عبيدالله بن البهلول بن همام بن المطّلب البغدادي (297 ـ 387 هـ).
له كتب كثيرة منها كتاب شرف التربة، كتاب مزار أمير المؤمنين عليه السلام، كتاب مزار الحسين عليه السلام... كتاب من روى حديث غدير خُمّ... رأيت هذا الشيخ وسمعت منه كثيراً ثم توقّفت عن الرواية عنه إلاّ بواسطة بيني وبينه ".
ووصفه شيخ الطائفة في فهرسه رقم 611، بقوله: " كثير الرواية، حسن الحفظ، غير أنّه ضعّفه جماعة من أصحابنا، له كتاب الولادات الطيّبة، وله كتاب الفرائض، وله كتاب المزار، وغير ذلك، أخبرنا بجميع رواياته عنه جماعة من أصحابنا ".
وترجم له الخطيب في تاريخ بغداد 5/466 وسرد نسبه، وأرّخ ولادته، وأرخ وفاته في 29 ربيع الثاني، وحكى عنه قوله: " وأول سماعي الصحيح سنة 306 " وذكر روايته عن الطبري والباغندي والبغوي وابن أبي داود، قال: " وعن خلق كثير من المصريّين والشاميّين والجزيريّين وأهل الثغور... فكتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني، ثم بان كذبه!... ويملي في مسجد الشرقية... ".
وترجم له ابن عساكر في تاريخه 15/548 ترجمة مطولة وعدّد شيوخه الدمشقيّين والبغداديّين، ثمّ الذين رووا عنه من الشاميّين والعراقيّين ترجمة مطوّلة.
أقـول: وهو مترجم في أكثر كتبنا الرجالية فلا مجال ولا حاجة إلى نقل أقوالهم، وترجم له شيخنا المقدَّس صاحب الذريعة رحمه الله في أعلام القرن الرابع من طبقات أعلام الشيعة ص280، قال: " وأدرك مشايخ كثيرين حتى كتب تلميذه
وترجم له سيّدنا الاُستاذ رحمه الله في معجم رجال الحديث 16/244 وقال في ص245: " وطريق الشيخ إليه صحيح ".
القَرْنُ الخَامِسُ
(14)
طرق حديث " من كنت مولاه فعَليٌّ مولاه "
للحاكم النيشابوري وهو الحافظ أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن محمّد بن حمدويه، ابن البيع الشافعي صاحب المستدرك على الصحيحين (321 ـ 405 هـ).
ذكرت له في العدد 18 من (تراثنا) ص67: قصّة الطير، وهي رسالته في طرق حديث الطير، وترجمنا له هناك بشيء من البسط والإسهاب، كما تطرّقنا هناك لحديث الطير، وذكرنا رواته وطرقه وأسانيده ومصادره والكتب المؤلفة فيه بما وسعه المجال واقتضاه الحال.
كما ذكرنا هناك للحاكم كتابه هذا " طرق حديث من كنت مولاه " في أول العدد 16، ذكرنا له هناك أيضاً " طرق حديث الراية " وهو قوله صلّى الله عليه وآله يوم خيبر: " لاُعطينّ الراية غداً رجلا يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله [ كرّار غير فرّار ] لا يرجع حتى يفتح الله على يديه " فبات أصحابه يدوكون تلك الليلة أيّهم يعطاها، وفيهم أبو بكر وعمر، على أنّهما أخذاها يوم أمس ففرّا منهزمين! فلمّا أصبح صلّى الله عليه وآله دفعها إلى عَليّ عليه السلام، ففتح خيبر وقلع بابها وتترّس بها.
وهذا حديث صحيح متواتر ثابت في الصحيحين وبقيّة الصحاح والسنن والمسانيد ومعاجم الحديث وغيرها، وراجع كنموذج لذلك تاريخ ابن عساكر، ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام، ج1 من الحديث رقم 218 ـ 290 وراجع ما بهامشه من مصادر وزيادة طرق.
وهذا أيضاً حديث صحيح متواتر، مخرّج في الصحيحين وبقيّة الصحاح والسنن والمسانيد والمعاجم الحديثية، كثير الطرق جدّاً، أفرده بالتأليف غير واحد.
قال ابن كثير في تاريخه في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام، بعدما أورد جملة صالحة من طرق حديث المنزلة وألفاظه ومصادره، قال في 7/341: " وقد تقصّى الحافظ ابن عساكر هذه الأحاديث في ترجمة عَلِيّ في تاريخه فأجاد وأفاد، وبرّز على النظراء والأشباه والأنداد، رحمه ربّ العباد يوم التَناد ".
أقـول: تقصّاها ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام في الجزء الأول من رقم 336 ـ 456، وراجع بهوامشها من زيادة طرق ومصادر.
وذكرنا للحاكم في العدد 18 من (تراثنا): " طرق حديث: تقتل عَمّاراً الفئة الباغية " وذكرنا له في العدد 17 ص126 من مجلة (تراثنا): " فضائل فاطمة ".
(15)
يوم الغدير
للغضائري، وهو أبو عبدالله الحسين بن عبيدالله بن إبراهيم البغدادي، المتوفّى سنة 411 هـ.
ترجم له تلميذاه النجاشي والطوسي، قال النجاشي في فهرسه برقم 166: " له كتب منها: كتاب التمويه والغُمّة، كتاب التسليم على أمير المؤمنين عليه السلام بإمرة المؤمنين... كتاب البيان عن خبوة (خيرة) الرحمان... كتاب يوم الغدير،
أجازنا جميعها وجميع رواياته عن شيوخه، ومات رحمه الله في نصف صفر سنة إحدى عشرة وأربعمائة ".
وترجم له شيخ الطائفة الطوسي في كتاب " الرجال " في باب (من لم يرو عنهم عليهم السلام) برقم 52: " الحسين بن عبيدالله الغضائري، يكنّى أبا عبدالله، كثير السماع بالرجال، وله تصانيف ذكرناها في الفهرست، سمعنا منه وأجاز لنا بجميع رواياته، مات سنة 411 هـ ".
أقـول: لم نَر تَرجمة للغضائري ولا لابنه أحمد في فهرست الشيخ، لا في نسخه المطبوعة، ولا في ما رأيت من نسخه المخطوطة، فقد قابلت " الفهرست " من أوله إلى آخره على أكثر من عشر نسخ من خيرة ما يوجد من مخطوطاته فلم أجد فيه ترجمة للغضائري، نعم، ترجمة الحسن بن محبوب ساقطة من الفهرست المطبوع موجودة في النسخ المخطوطة.
وترجم له الذهبي ـ أيضاً ـ في سير أعلام النبلاء 17/328 وقال: " شيخ الشيعة وعالمهم أبو عبدالله الحسين بن عبيدالله بن إبراهيم البغدادي الغضائري، يوصف بزهد وورع وسعة علم، يقال: كان أحفظ الشيعة لحديث أهل البيت غثّه وسمينه.
روى عنه أبو جعفر الطوسي وابن النجاشي الرافضيّان! وهو يروي عن أبي بكر الجعابي وسهل بن أحمد الديباجي وأبي المفضّل الشيباني.
قال الطوسي تلميذه: خدم العلم وطلبه لله، وكان حكمه أنفذ من حكم الملوك!
وقال ابن النجاشي: صنّف كتباً منها: كتاب يوم الغدير، وكتاب مواطئ
قلت: هو من طبقةِ الشيخ المفيد في الجلالة عند الإمامية يفتخرون بهما ويخضعون لعلمهما... ".
كما لم يترجم الشيخ الطوسي ولا النجاشي في فهرسيهما لابنه أبي الحسين أحمد ابن الحسين، المعروف بابن الغضائري ولاءً، المنسوب إليه كتاب " الرجال " وقد ذكره الشيخ في مقدّمة " الفهرست " عند كلامه عن فهارس الأصحاب وما صنّفوه، قال في ص23: " ولم أجد أحداً منهم استوفى ذلك... ولم يتعرّض أحد منهم لاستيفاء جميعه إلاّ ما كان قصده أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيدالله رحمه الله... واخترم هو رحمه الله وعمد بعض ورثته إلى إهلاك هذين الكتابين!... ".
وراجع الذريعة 10/87 ـ 89، وراجع مصفّى المقال في مصنّفي علم الرجال ـ لشيخنا صاحب الذريعة أيضاً رحمه الله ـ: 45 ـ 48 وذكر رحمه الله كتابه هذا (يوم الغدير) في الذريعة 25/303.
وترجم الصفدي للغضائري في الوافي بالوفيات 12/421 فقال: " الحسين ابن عبيدالله بن إبراهيم الغضائري، كان من كبار شيوخ الشيعة، وكان ذا زهد وورع وحفظ... ".
وترجم له الذهبي في الميزان وابن حجر في لسانه وذكرا له كتابه " يوم الغدير ".
ومن مصادر ترجمته في كتب أصحابنا سوى ما تقدّم:
خلاصة الأقوال للعلاّمة الحلّي 50، كتاب الرجال لابن داود الحلّي: 124، رياض العلماء لعبدالله أفندي 2/129 ـ 136، أمل الآمل للحرّ العاملي 2/94 رقم 255، رجال بحر العلوم 2 / 295 ـ 305، الكنى والألقاب للمحدِّث القمي
(16) و (17)
رسالة في أقسام المولى، رسالة في معنى المولى
كلاهما للشيخ المفيد، معلّم الأُمّة، أبي عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي العكبري البغدادي، زعيم الشيعة في بغداد، بل رئيس الطائفة كلّها في عصره (338 ـ 413 هـ).
ترجم له تلميذاه شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي وأبو العبّاس النجاشي في فهرسيهما.
فقال أبو جعفر الطوسي: " 710 ـ محمّد بن محمّد بن النعمان، يكنّى أبا عبدالله، المعروف بابن المعلّم، من جلّة متكلّمي الإمامية، انتهت رئاسة الإمامية في وقته إليه في العلم، وكان مقدَّماً في صناعة الكلام، وكان فقيهاً متقدّماً فيه، حسن الخاطر، دقيق الفطنة، حاضر الجواب، وله قريب من مائتي مصنّف، كبار وصغار، وفهرست كتبه معروف.
ولد سنة 338 هـ، وتوفّي لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة 413 هـ، وكان يوم وفاته لم ير أعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليه، وكثرة البكاء من المخالف له
فمن كتبه... سمعنا منه هذه الكتب كلّها، بعضها قراءة عليه وبعضها يقرأ عليه غير مرّة ".
وترجم له النجاشي برقم 1067 وسرد نسبه إلى يعرب بن قحطان ثم قال: " شيخنا واُستاذنا رضي الله عنه، فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والثقة والعلم، وله كتب... وكان مولده يوم الحادي عشر من ذي القعدة سنة 336 هـ، وصلّى عليه الشريف المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين(1) بميدان الأشنان وضاق على الناس مع كبره... ".
وترجم له معاصره النديم في " الفهرست " ص226، وقال: " في عصرنا انتهت رياسة متكلّمي الشيعة إليه، مقدَّم في صناعة الكلام على مذاهب أصحابه دقيق الفطنة، ماضي الخاطر، شاهدته فرأيته بارعاً، وله من الكتب ".
وكرّر ترجمته في ص247 وقال: " ابن المعلّم، أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان، في زماننا إليه انتهت رياسة أصحابه من الشيعة الإمامية في الفقه والكلام
____________
1- والشريفان الرضي والمرتضى علم الهدى من جملة تلامذته المتخرّجين عليه في الفقه والاُصول والكلام والحديث وغير ذلك.
وقصّة رؤياه في المنام فاطمةَ الزهراء سلام الله عليها مشهورة، وفي الكتب مسطورة أنّه رآها جاءت إليه آخذة بيد ولديها وقالت له: يا شيخ علّمهما الفقه! فانتبه متعجّباً من ذلك، فلمّا تعالى النهار في صبيحة تلك الليلة التي رأى فيها الرؤيا دخلت إليه المسجد فاطمة بنت الناصر وحولها جواريها وبين يديها ابناها محمد الرضيّ وعَليّ المرتضى صغيران، فقام إليها وسلّم عليها فقالت له: أيّها الشيخ هذان ولداي قد أحضرتهما لتعلّمهما الفقه ; فبكى أبو عبدالله وقصّ عليها المنام، وتولّى تعليمهما الفقه.
حكاه ابن أبي الحديد 1/41 عن السيد فخار بن معد الموسوي ثم قال: " وأنعم الله عليهما وفتح لهما من أبواب العلوم والفضائل ما اشتهر عنهما في آفاق الدنيا وهو باق ما بقي الدهر ".
وأثنى عليه الشيخ ابن ادريس وهو فخر الدين أبو عبدالله محمّد بن منصور ابن أحمد العجلي الحلّي ـ المتوفّى سنة 597 هـ ـ في كتاب المستطرفات ص161 فقال عنه: " وكان هذا الرجل كثير المحاسن، حديد الخاطر، جمّ الفضائل، غزير العلوم، وكان من أهل عكبرا، من موضع يعرف بسويقة ابن البصري، وانحدر مع أبيه إلى بغداد، وبدأ بقراءة العلم على أبي عبدالله المعروف بجُعل، بمنزله بدرب رباح.
ثمّ قرأ من بعده على أبي ياسر، غلام أبي الجيش، بباب خراسان فقال له أبو ياسر: لم لا تقرأ على عَلِيّ بن عيسى الرمّاني الكلام وتستفيد منه؟ فقال: ما أعرفه ولا لي به اُنس، فأرسِلْ معي من يدلّني عليه.
ففعل ذلك وأرسل معي من أوصلني اليه، فدخلت عليه والمجلس غاصّ بأهله، وقعدت حيث انتهى بي المجلس، فلمّا خف الناس قربت منه، فدخل عليه داخل فقال: بالباب إنسان يؤثر الحضور بمجلسك وهو من أهل البصرة ; فقال: هو من أهل العلم؟
فقال غلامه: لا أعلم، إلاَّ أنّه يؤثر الحضور بمجلسك.
فأذِن له فدخل عليه فأكرمه وطال الحديث بينهما.
فقال الرجل لعَلِيّ بن عيسى: ما تقول في يوم الغدير والغار؟
فقال: أمَّا خبر الغار فدراية، وأمّا خبر الغدير فرواية، والرواية لا توجب ما توجب الدراية.
قال: وانصرف البصري ولم يُحر خطاباً يورد إليه.
قال المفيد رحمه الله: فقلت: أيّها الشيخ مسألة.
فقال: هات مسألتك.
فقلت: ما تقول في من قاتل الإمام العادل؟
ثمّ استدرك فقال: فاسق.
فقلت: ما تقول في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام؟
فقال: إمام.
قال: فقلت: فما تقول في يوم الجمل وطلحة والزبير؟
فقال: تابا.
فقلت: أمّا خبر الجمل فدراية، وأمّا خبر التوبة فرواية.
فقال لي: كنتَ حاضراً وقد سألني البصري؟
فقلت: نعم، رواية برواية ودراية بدراية.
فقال: بمن تُعرَف؟ وعلى من تقرأ؟
فقلت: اُعرف بابن المعلّم، وأقرأ على الشيخ أبي عبدالله الجُعَل.
فقال: موضعَك. ودخل منزله وخرج ومعه رقعة قد كتبها وألصقها فقال لي: أوصِل هذه الرقعة إلى أبي عبدالله.
فجئت بها إليه فقرأها ولم يزل يضحك هو ونفسه.
ثم قال لي: أيش جرى لك في مجلسه؟ فقد وصّاني بك ولقّبك المفيد.
فذكرت له المجلس بقصّته، فتبسّم ; وكان يعرف ببغداد بابن المعلّم ".
وقد حكى هذه الحكاية الشيخ ورّام بن أبي فراس المالكي الأشتري الحلّي ـ المتوفّى بها سنة 605 هـ ـ في كتابه " تنبيه الخواطر ونزهة النواظر " المشهور بمجموعة ورّام 2/302 قال: " إنّ الشيخ المفيد لَمّا انحدر من عكبر إلى بغداد للتحصيل اشتغل بالقراءة على الشيخ أبي عبدالله المعروف بالجُعل، ثم على أبي ياسر، وكان أبو ياسر ربّما عجز عن البحث معه والخروج من عهدته، فاشار إليه بالمضيّ إلى علي بن عيسى الرمّاني الذي هو من أعاظم علماء الكلام، وأرسل معه
أقـول: " فقد لقّبه بالمفيد أساتذته أوائل وروده إلى بغداد لطلب العلم والاشتغال منذ بداية شبابه.
وقد تحكى له نحو هذه الحكاية مع القاضي عبدالجبّار المعتزلي حكاها القاضي نور الله المرعشي ـ الشهيد سنة 1019 هـ ـ في كتابه مجالس المؤمنين 1/464 عن كتاب مصابيح القلوب(1) قال ما معرّبه: " بينما القاضي عبدالجبّار ذات يوم في مجلسه في بغداد، ومجلسه مملوءٌ من علماء الفريقين، إذ حضر الشيخ وجلس في صفّ النعال، ثم قال للقاضي إنّ لي سؤالا، فإن أجزت بحضور هؤلاء الأئمة؟
فقال له القاضي: سل.
فقال: ما تقول في هذا الخبر الذي ترويه طائفة من الشيعة: (من كنت مولاه فعَلِيٌّ مولاه) أهو مسلَّم صحيح عن النبي صلّى الله عليه وآله يوم الغدير؟
فقال: نعم خبر صحيح.
فقال الشيخ: ما المراد بلفظ المولى في الخبر؟
فقال: هو بمعنى أوْلى.
قال الشيخ: فما هذا الخلاف والخصومة بين الشيعة والسُنّة؟
فقال القاضي: أيّها الأخ هذا الخبر رواية، وخلافة أبي بكر دراية، والعاقل لا يعادل الرواية بالدراية.
____________
1- كتاب " مصابيح القلوب " فارسي، تأليف أبي سعيد الحسن بن الحسين الشيعي السبزواري، من أعلام القرن الثامن، له عدّة مؤلّفات، منها: " راحة الأرواح " الذي فرغ من تأليفه سنة 753 هـ، ومصابيح القلوب لم يطبع بعد، ومِنه عدّة مخطوطات في مكتبات إيران.
قال القاضي: الحديث صحيح.
قال: فما تقول في أصحاب الجمل؟
فقال القاضي: أيّها الأخ إنّهم تابوا!
فقال الشيخ: أيّها القاضي، الحرب دراية، والتوبة رواية، وأنت قد قرّرت في حديث الغدير أنّ الرواية لا تعارض الدراية.
فنكس رأسه ساعة، ثم رفع رأسه وقال: من أنت؟
فقال له الشيخ: خادمك محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي.
فقام القاضي من مقامه وأخذ بيد الشيخ وأجلسه معه على مسنده وقال: أنت المفيد حقّاً.
فغاض الحاضرين فِعل القاضي هذا فقال لهم: أيّها الفضلاء العلماء، إنّ هذا الرجل أفحمني وعجزت عن جوابه، فمن كان عنده جواب ما ذكره فليذكره ليقوم الرجل ويرجع إلى مكانه الأول.
فلمّا انفضّ المجلس شاعت القصّة واتّصلت بعضد الدولة، فأرسل إلى الشيخ وسأله فحكى له ذلك، فخلع عليه خلعة سَنيّة، وأمر له بفرس محلّى بالزينة، وأمر له بوظيفة تجرى له.
أقـول: ومن أراد نماذج من مناظراته وبحوثه الكلامية والمساجلات العلمية الجارية في مجالسه العامرة فليرجع إلى ما اختاره وجمعه من ذلك تلميذه الشريف المرتضى المطبوع باسم " الفصول المختارة من العيون والمحاسن ".
وأنت ترى أنّ أساتذته لقّبوه بالمفيد على أثر مناظراته وهو بعدُ في سنّ مبكّرة قد ورد بغداد لطلب العلم.