قد خرجنا عن البحث وشطّ بنا القلم، والشي بالشيء يذكر، ولنرجع إلى ما كنّا بصدده فنقول:
قد احتفظت مكتبة زميلنا العلاّمة المحقّق فضيلة السيد محمد عَلِيّ الروضاتي الأصفهاني آل صاحب الروضات، حفظه الله ورعاه ـ وهي مكتبة قيّمة فيها
(41)
غديريّة
للمولى مسيح بن إسماعيل الشيرازي الفسوي المشتهر بالملاّ مسيحا، المتوفّى سنة 1127، كان رحمه الله عالماً فاضلا، أديباً شاعراً باللسانين العربي والفارسي، منشئاً بليغاً ماهراً فيه وفي الأدب العربي والفارسي والبلاغة، والفلسفة والفلك والرياضيّات والعلوم الإسلامية، مؤلِّفاً مدرِّساً فيها.
ترجم له شيخنا رحمه الله في أعلام القرن الثاني عشر من موسوعته القيّمة " طبقات أعلام الشيعة " وقال: " من أجلاّء تلاميذ المحقّق آقا حسين الخونساري، وصار شيخ الإسلام بشيراز، مرجعاً مدرّساً [ رحلةً ] لطلبة الآفاق، وفي آخر عمره البالغ الى التسعين ذهب إلى فسا، وبها توفّي، قرأ عليه الشيخ عَليّ الحزين وترجمه في تذكرته(1) وسوانحه [ وقال: وقد تلمذت عليه في المنطق والهيئة والحساب والطبيعيات... ] (2) وله خطب غرّاء ومنشآت بديعة... والخطب في جلوس الشاه سليمان والشاه سلطان حسين، ومراسلاته من جانب السلاطين وإلى العلماء والاُمراء... ".
وترجم له شيخنا رحمه الله في قسم الشعر والشعراء من الذَريعة 9/1074 ـ 1075 وذكر غديريّته هذه في الذريعة 16/28.
____________
1- تذكره حزين وتاريخ حزين كلاهما فارسيّان مطبوعان.
2- نقلناه من الذريعة 9/1075.
قد اقتدى برسول الله في ظلم | والناس طرّاً عكوفٌ عند أوثانِ |
تعساً لهم! كيف ضلّوا بعد ما ظهرت | لهم بوارقُ آيات وبرهانِ |
فهل أراه سواه حيث قيل لهم: | هذا عَليٌّ فمَن والاهُ والاني |
هل رُدّت الشمسُ يوماً لابنِ حنتمة؟! | أم هل هوى كوكبٌ في بيت عثمانِ؟! |
هل جاد يوماً أبو بكر بخاتمِهِ | مناجياً بين تحريم وأركانِ؟! |
(42)
فضائل الغدير
للسيّد محمد الحسيني الأصفهاني، من أعلام أصفهان في القرن الثاني عشر، ويظنّ سماحة الحجّة الروضاتي ـ وظنّ الألمعي يقين ـ أنّه ابن محمد أمين، وكان أقضى القضاة في عصره ومن بيت العلم والقضاء.
والكتاب فارسي، أوله: " حمد وسپاس بي قياس خداوندى را سزاست... ".
والمخطوطة في 93 ورقة، كتبها بهاء الدين الطالقاني بخطّه الجيّد سنة 1125 هـ.
(43)
رسالة في الغدير
للشيخ محمد تقي الألماسي ابن محمد كاظم بن عزيزالله ابن المولى محمد تقي المجلسي الأصفهاني ثم الأصطهباناتي الشمس آبادي (1089 ـ 1159 هـ).
وأمّا مؤلّف رسالة الغدير هذه، فقد ترجم له شيخنا رحمه الله في " الكواكب المنتثرة " من موسوعته القيّمة " طبقات أعلام الشيعة " وذكر من تصانيفه كتاب " بهجة الأولياء ".
واُسرة آل المجلسي من الاُسر العلمية العريقة المشهورة، لها مكانتها المرموقة وشرفها الباذخ، أنجبت كثيراً من الأعلام وأدّت خدمات جلّى للشريعة الإسلامية من القرن الحادي عشر حتى عصرنا هذا.
ولمؤلّفنا هذا رسالة في أنساب المجلسيّين وتراجم أعلام الاُسرة، وللمحدّث النوري " الفيض القدسي " تحدّث فيه عن حياة المجلسي ونشاطاته وإنجازاته ومؤلّفاته واُسرته وأحفاده، وللسيّد مصلح الدين المهدوي كتاب بهذا الصدد طبع في مجلّدين، ولزميلنا الاُستاذ الشيخ علي الدواني كتاب عن حياة العلاّمة المجلسي طبع في طهران سنة 1412 هـ.
والكتاب فارسي، صدّره باسم السلطان حسين الصفوي.
أوله: " الحمد لله الذي نصب لنا بعد سيّد أنبيائه أكرم أصفيائه، وأشرف أحبّائه ومن ارتضاه في أرضه وسمائه... ".
فرغ منه في شهر الله المعظّم من شهور سنة 1125 هـ.
ذكره شيخنا رحمه الله في الذريعة 16/27 وقال: " يوجد منها نسخة في مكتبة مجد الدين [ النصيري رحمه الله ] ".
أقـول: وهي نسخة الأصل بخطّ المؤلف، صارت عند زميلنا الباحث المحقّق
كما أنّ عنده نسخة اُخرى مبيضّة على نسخة الأصل بخطّ جيد، ولعلّها المكتوبة لخزانة الشاه سلطان حسين الصفوي.
(44)
فضائل عيد الغدير
للسيّد محمد بن محمد باقر الحسيني الأصفهاني.
ألّفه بالفارسية عام 1125 هـ برغبة وطلب من الشاه سلطان حسين الصفوي، ولعلّ المؤلّف هو المختاري النائيني المولود عام 1080 هـ والمتوفّى في الثلاثينات بعد المائة والألف، ولكنّي راجعت العلاّمة الروضاتي دام إفضاله ـ فلم يؤيّد هذا الرأي ـ واستظهر من بعض القرائن أن المؤلف أحد السادة الأجلاّء من الاُسرة الخاتون آبادية، من الاُسر العلمية الحسينية المعروفة في أصفهان.
أوله: " بعد از حمد وثناء بلا غاية، وستايش بلا نهاية... ".
رتّبه على فصول خمسة.
الفصل الثاني: في سرد واقعة يوم الغدير، وبيان هذا الحدث التاريخي المهمّ، ونصب سيّد الأوصياء عليه السلام.
الفصل الثالث: في فضائل هذا اليوم المبارك.
الفصل الرابع: في ما اُثر عن أئمّة العترة الطاهرة من مندوبات ومسنونات في هذا العيد الأغرّ.
(45)
رسالة غديرية
للمولى محمد جعفر بن محمد صالح القاري، من أعلام القرن الثاني عشر.
وكتابه هذا فارسيّ ممّا ألّف برغبة من السلطان حسين الصفو ى وبرسمه.
ذكرها شيخنا رحمه الله في حرف الغين من الذريعة 16/27، وقد طبعت في طهران سنة 1277 هـ طبعة حجرية بخطّ الخطّاط كلهر، وطبعت طبعة حروفية سنة 1391 هـ في 231 صفحة، وذكرها مشار في فهرسيه للمطبوعات الفارسية 3/3611 وللمؤلفين 2/323.
ومنها مخطوطة في مكتبة المرعشي، برقم 1822، ذكرت في فهرسها 5/205.
واُخرى في مكتبة سپهسالار في طهران، رقم 5389، كتبت سنة 1126 هـ، ذكرت في فهرسها 3/192.
(46)
رسالة في الغدير
للوزير الفاضل، المنشئ البليغ، الأديب المؤرّخ، ميرزا مهدي خان ابن ميرزا نصير الأسترابادي، كان من كبار رجالات العهد النادري وكان كاتب الإنشاء في بلات السلطان نادرشاه، ومؤرّخ حوادث ذلك العهد يوماً فيوماً، وله كتاب " درّه نادري " و" جهانكشاي نادري " في تاريخ تلك الفترة بالفارسية، مطبوعان عدّة مرات، وله منشآت في عدّة مجلّدات.
والرسالة هذه فارسية أدبية بليغة، منها مخطوطة من القرن الثاني عشر ولعلّها كتبت في عهد المؤلف، والمخطوطة في المكتبة المركزية لجامعة طهران، ضمن المجموعة رقم 2477، من الورقة 276 ـ 286، ذكرت في فهرسها 9/1246.
وطبعت في قم سنة 1415 هـ في المجلد الثاني من (ميراث اسلامى ايران) ص301 ـ 323.
(47)
غديريّة
رسالة مختصرة في بيان النص على علي بن أبي طالب عليه السلام في يوم الغدير، تأليف لقمانجي بن حبيب الله الإسماعيلي الرامبوري المتوفى ثامن جمادى الآخرة سنة 1173.
ذكره بوناوالا في فهرسه لكتب الإسماعيلية ص202.
القَرْنُ الثَّالِثُ عَشَرَ
48
حديث الغدير
للسيّد كاظم بن قاسم الحسيني الرشتي، نزيل كربلاء، وتلميذ الشيخ أحمد الأحسائي (1212 ـ 1259 هـ).
ولد ـ على ما يقال ـ في مدينة رشت ونشأ بها وتعلّم المبادئ. ثم رحل إلى مدينة يزد قاصداً الشيخ أحمد الأحسائي، وكان يومئذ في يزد فدرس عنده وتخرّج به وأصبح من أصحابه وملازميه وأشهر تلامذته، ثم صحب الشيخ إلى كربلاء فأقام بها، ولما توفّى الشيخ الأحسائي سنة 1243 هـ قام الرشتي مقامه من بعده، واشتغل بالتأليف، وله نحو (150) من الرسائل وأجوبة المسائل، وفي عام 1258 هـ حاصر نجيب باشا ـ الوالي العثماني ـ مدينة كربلاء المقدّسة وقتّل أهلها قتلا ذريعاً وفرّ من أمكنه الفرار، وخلت المدينة، فلا تجد إلاّ قتيلا أو فارّاً، ونجا الرشتي في هذه الفجيعة والمجزرة الفظيعة، ويقال: إنّه دعاه نجيب باشا بعد عام، أي سنة 1259 هـ إلى بغداد وعمل له دعوة وسمّه في القهوة، ولما رجع الرشتي من ضيافته إلى البيت تقيّأ دماً فأسرعوا به نحو كربلاء، ومات بها مساء عيد الأضحى، ودفن في الرواق الشرقي من الحائر الحسيني، وانقسم أصحابه من بعده قسمين: شيخية وبابية.
ورسالته هذه حول حديث الغدير مطبوعة في تبريز عام 1277 هـ، ضمن مجموعة من رسائله، ذكرها مشار في فهرسه للمطبوعات العربية ص307.
49
غديرية وشرحها
بالفارسية للشاعر الفارسي المتصوّف رائض الدين عبدالكريم بن محمد عَليّ الشيرازي الزنجاني عارف عَلي شاه اُعجوبة، المتوفّى في 13 شوال سنة 1299 هـ في مدينة خوي والمدفون بها.
والقصيدة عربية نونية، شرحها بالفارسية.
نسخة في مكتبة الإمام الرضا عليه السلام في مشهد.
ونسخة في مكتبة نوربخش في طهران، في المجموعة 615، كما في فهرسها 3/4.
واُخرى في مكتبة شاه چراغ في شيراز، ضمن مجموعة ذكرت في فهرسها 2/313.
واُخرى فيها أيضاً، ضمن المجموعة رقم 618 ذكرت في فهرسها 2/317.
50
عبقات الأنوار في إمامة الأئمة الأطهار
للسيد مير حامد حسين ابن السيد محمد قلي بن محمد بن حامد حسين بن زيد العابدين الموسوي، النيشابوري الأصل، الهندي الكنتوري اللكهنوي (1246 ـ 1306 هـ).
كان والده السيد محمد قلي من أكبر علماء الشيعة في الهند، ومن أعظم
قال عنه العلاّمة الأميني رحمه الله في كتاب الغدير 1/157: " وهذا السيد الطاهر العظيم كوالده المقدّس، سيف من سيوف الله المشهورة على أعدائه، وراية ظفر الحقّ والدين، وآية كبرى من آيات الله سبحانه، قد أتمّ به الحجّة، وأوضح المحجّة... ".
له عدّة مؤلّفات قيّمة، أشهرها وأكبرها كتابه الخالد " عبقات الأنوار " طبع منه أحد عشر مجلّداً ضخاماً ثلاثة منها في حديث الغدير.
وقال شيخنا صاحب الذريعة رحمه الله في نقباء البشر 1/347 في ترجمة المؤلف: " وكان كثير التتبّع، واسع الاطّلاع والإحاطة بالآثار والأخبار والتراث الإسلامي، بلغ في ذلك مبلغاً لم يبلغه أحد من معاصريه ولا المتأخّرين عنه، بل ولا كثير من أعلام القرون السابقة... ".
ثم حكى عن تكملة " أمل الآمل " لاُستاذه السيد الصدر أنّه قال في ترجمة المؤلف: " كان من أكابر المتكلّمين، وأعلم علماء الدين وأساطين المناظرين المجاهدين، بذل عمره في نصرة الدين، وحماية شريعة جدّه سيّد المرسلين والأئمة الهادين بتحقيقات أنيقة، وتدقيقات رشيقة، واحتجاجات برهانية... ".
وترجم له عبدالحيّ اللكهنوي في نزهة الخواطر 8/99 وأطراه بقوله: " وكان بارعاً في الكلام والجدل، واسع الاطّلاع، كثير المطالعة، سائل القلم، سريع التأليف، وقد أضنى نفسه في الكتابة والتأليف حتى اعترته الأمراض الكثيرة
وخلفه ولده السيد ناصر حسين في كلّ شؤونه فأتمّ بعض مجلّدات العبقات، ونسج على منوال والده، وكان من أكبر علماء الإمامية في الديار الهندية، وتوفّى سنة 1361 هـ، وترك عدّة مؤلّفات مخطوطة ومطبوعة ; وألّف الشيخ فدا حسين كتاباً في ترجمة حياته سمّاه " سبيكة اللجين في حياة السيّد ناصر حسين " كما ألّف الشيخ سعادت حسين رحمه الله أيضاً كتاباً عن حياة السيد ناصر حسين سمّاه " ضياء العين ".
ولسيّدنا المؤلف مكتبة نفيسة شهيرة تحوي آلاف المخطوطات القيّمة، وعشرات الألوف من المطبوعات النادرة، سمّيت باسم ابنه: المكتبة الناصرية، جاء وصفها في نزهة الخواطر 7/99، وصحيفة مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام العامة في النجف الأشرف نشرةٌ كانت تصدرها المكتبة، في ضمنها تفاصيل عن رحلة شيخنا الحجّة الأميني ـ قدّس الله نفسه ـ صاحب الغدير إلى الديار الهندية وتجوّله في مكتباتها ومن ضمنها المكتبة الناصرية، وهي مكتبة آل صاحب العبقات، ففيها في العدد الثاني ص14: " المكتبة الناصرية العامة، تزدهر هذه المكتبة العامرة بين الأوساط العلمية وحواضرها الثقافية في العالم الإسلامي بنفائسها الجمّة، ونوادرها الثمينة، وما تحوي خزانتها من الكتب الكثيرة... ".
وللاُستاذ خواجه پيري ـ وفّقه الله ـ كتاب بالفارسية عن حياة هذه الاُسرة الكريمة ورجالاتها ومكتبتها.
وللاُستاذ محمد رضا الحكيمي كتاب خاصّ عن حياة صاحب العبقات بالفارسية، طبع باسم " مير حامد حسين ".
وتوفّي صاحب العبقات رحمه الله في الثامن عشر من صفر سنة 1306 هـ، ورثي بمراثي كثيرة طبعت بالهند سنة 1891 م باسم " القصائد المشكلة في المراثي
ولصديقنا العلاّمة الجليل الباحث السيد علي الحسيني الميلاني ـ حفظه الله وأيّده ـ كتاب عن حياة صاحب العبقات سمّاه " دراسات في كتاب العبقات " طبع في مقدّمة الجزء الأول من تعريبه للعبقات، وصدر مستقلا أيضاً، وسوف نتحدّث عنه وعن تعريبه العبقات إن شاء الله تعالى.
ولصاحب العبقات عدّة مؤلفات قيّمة مطبوعة وغير مطبوعة مذكورة في ترجمته في " نقباء البشر " أهمها وأشهرها وأكبرها كتاب عبقات الأنوار في إثبات إمامة الأئمّة الأطهار عليهم السلام، طبع منه أحد عشر مجلّداً ضخماً، وقد تحدّثنا عنه في العدد السادس من تراثنا ص53 ـ 61.
مجلّده الأول في حديث الغدير، وهو في قسمين، قسم السند ورواته من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين، ثم الرواة والمحدِّثون من غير الشيعة حسب التسلسل الزمني وحتى عصر المؤلف، مع الإسهاب في تراجمهم وتوثيقاتهم ومصادرها وتوثيق تلك المصادر.
والقسم الثاني حول لفظ الحديث ووجوه دلالته على خلافة أمير المؤمنين عليه السلام والقرائن الدالّة على ذلك، ودفع شبه الخصوم ودحض كلّ الشكوك والأوهام والتمحّلات الباردة والتأويلات السخيفة، وما إلى ذلك من دراسات وبحوث حول حديث الغدير.
وقد طبع بقسميه في حياة المؤلف بالهند سنة 1293 هـ في ثلاث مجلّدات ضخام، القسم الأول في 1251 صفحة بالقطع الكبير، وطبع القسم الثاني بعده بسنة، أي سنة 1294 هـ في مجلّدين في أكثر من ألف صفحة.
وتقاطرت عليه تقاريظ أعلام عصره من كلّ قطر ومصر فجمعت بخطوط أصحابها المقرّظين في مجلّد ضخم، كما جمع المؤلّف رحمه الله صورة رسائله إلى أعلام
طبع بعضها في حياة المؤلف في لكهنو سنة 1303 هـ باسم " سواطع الأنوار في تقاريظ عبقات الأنوار ".
واُعيد طبع " عبقات الأنوار " القسم الأول من مجلّد حديث الغدير في طهران سنة 1369 هـ طبعة حروفية، في 600 صفحة بالحجم الكبير.
وطبع ما يخص الغدير أيضاً بتحقيق العلاّمة الجليل الشيخ غلام رضا مولانا البروجردي ـ دام موفّقاً ـ وقد عانى جهداً، وقاسى عناءً في تصحيحه وتخريجه ومقارنة نصوصه المنقولة مع مصادرها، وتعيين أرقام الجزء والصفحة، وصدر منه من مطابع قم طوال عدّة سنين في عشرة أجزاء.
ونقله إلى اللغة العربية كلّ من الشيخ عبّاس المحدّث القمي والسيد محسن نواب والسيد عَلِيّ الميلاني والسيد هاشم الأمين، وسوف نتحدّث عن كلّ واحد منهم مستقلا.
ملحوظة:
وليعلم أنّ سيّدنا المؤلف ـ قدّس الله نفسه ـ وإن عاش إلى عام 1306 هـ توفّى وهو ابن ستّين سنة ـ ولكن حيث أنّ نشاطه العلمي هذا كان في هذا القرن، وإنتاجه هذا من إنتاج هذا القرن، وطبع وصدر، وكذلك سوف نسير في القرن الرابع عشر، لما كان اُلّف فيه وطبع فيه ذكرناه فيه في القرن الرابع عشر وإن عاش المؤلّفون إلى هذا القرن الخامس عشر مدّ الله في أعمارهم، وما كان من إنتاج هذا القرن [ الخامس عشر ] أو اُلّف قبله ولم يطبع بعد، ومن مؤلّفات المعاصرين الأحياء نذكره في القرن الخامس عشر.
من غزا هاشماً وفلّ شباها | ونزار في عزّها من عزاها |
ومعدّ من استعدّ ليردي | ركن عليائها وقطب رحاها |
من تولّى كنانة بسهام | نصلهنّ الردى وفيها رماها |
من رمى ملّة الحنيف بنصل | مكّنته أيدي القضا في حشاها |
ودهى المصطفى بفادح خطب | ضاق عن بعض رزئه لابتاها |
قد أصابت أيدي الرّدى أريحيّاً | بسهام فيه أصابت خطاها |
فقدت هاشم لعمر أبيها | يوم فقدانه مدار علاها |
غيث مجد بها جدى مجتديها | شمس أضحائها هلال مساها |
وحساماً مهنّداً ليس ينبو | حيث تنبو من السّيوف ظُباها |
وعماداً للمكرمات رفيعاً | هدّ من هدّه مشيد بناها |
وأخا جملة العُلا والمساعي | بل ومن عذرة العلوم أباها |
حافظ الملّة الحنيفيّة البيـ | ـضاء من كتبه وحامي حماها |
ومجلّي العلوم من شبهات | أغطشت ليلها فجنّ دجاها |
كم وكم عبقة لأنوار فضل | من تصانيفه الحكيم انتشاها |
وكم استقصى الاعتبار لبيب | فرآها قد أفحمت ما عداها |
وكم اجتاح اصل غيّ وأطفى | نار شرك كانت تشبّ لظاها |
بمجارى أقلامه كم رياض | من علوم الآل الكرام سقاها |
عبقات الأنوار منهنّ فاحت | وسرى في البسيط طيب شَذاها |
فهي تدعوه بكرة وأصيلا | في نحيب لنيل أقصى مناها |
وتديل الدموع سكباً فأرّخ | (عبقات الأنوار تبكيه آها) |
51
يوم الغدير
لمهدي علي خان الهندي العظيم آبادي.
طبع في كلكته سنة 1302 هـ.
52
شرح الخطبة الغديريّة
للحاج ميرزا جلال الدين علي ابن ملا محمد [ جواد؟ ] النراقي حفيد الملاّ أحمد النراقي وسبط المحقّق القمّي صاحب القوانين 1241 ـ 1288 هـ. لباب الألقاب ص103 ـ 104.
ذكرناه في مستدرك الذريعة فراجع(1).
____________
1- قال قدس سره في مستدرك الذريعة ما هذا لفظه:
شرح الخطبة الغديرية، للعلامة الأديب الحاج ميرزا جلال الدين (علي) ابن العلامة الشيخ محمد المشتهر بعبد الصاحب ابن الفقيه المحقق ملا أحمد بن ملا مهدي النراقي الكاشاني 1241 ـ 1281 هـ.
هو سبط المحقق القمي صاحب القوانين فهو جده لامه.
ترجم له ملاّ حبيب الله الكاشاني في لباب الألقاب ص103 ـ 104 وقال: (فهو مع كونه ذا الشرفين، كان بنفسه عالماً فاضلا، كاملا في علومه العربية، فصيحاً بليغاً في الغاية، محققاً مدققاً في الفقه والأصول... ومن مصنّفاته كتاب معتضد الشيعة وشرح على خطبة الغديرية، وكان مجازاً عن والده...).