الصفحة 26

نعم، في حالة إن صحّت الدعوى فهي اضطرارية، فقد كانت في شـدّة حرّ أو برد كما ورد في نفس الأحاديث.

وأمّا الروايات التي خلت من ذلك القيد وجاءت مطلقة، فالذي يجب فيها أن تقيّد بالتي ذُكر فيها الحرّ والبرد على أُصول الجمع بين الأحاديث، كما يقرّر ذلك أهل العلم من حمل المطلّق على المقيّد.

وقد أورد القسـطلاني في كتابه " إرشـاد السـاري شـرح صحيح البخاري " قال: روي أنّ عمر بن عبـد العزيز أنّه كان يؤتى بتراب فيوضع على الخُمرة فيسـجد عليها(1).

* * *

ترجـمـة المـؤلّـف(2)

مـولـده:

ولد الشيخ عبـد الحسـين بن أحمد الأميني التبريزي (قدس سره)

____________

1- إرشـاد السـاري شـرح صحيح البخاري 2 / 48.

2- اختصرناها من كتاب: " الغدير في التراث الإسلامي " للعلاّمة المحقّق السيّد عبـد العزيز الطباطبائي (قدس سره).


الصفحة 27
في عام 1320 هـ في مدينة تبريز من أُسرة علمية، ونشأ فيها، واتّجه إلى طلب العلم والمعرفة، ودرس عند أساتذتها المرموقين.

ثمّ غادرها إلى مدينة النجف الأشرف، وأنهى دراسته فيها، وتتلمذ على يد أكابر أعلامها البارزين آنذاك.

رحـلاتـه:

رحل شيخنا (قدس سره) إلى الهند وسوريا وتركيا، في سبيل جمع ما لم يطبع من التراث، من مصادر قديمة ومهمّة، وسجّل الكثير في مجلّدين ضخمين سمّاهما " ثمرات الأسفار ".

مـآثـره:

ومن مآثر شيخنا الخالدة، المكتبة العامة التي أسّـسها في النجف الأشرف باسم: " مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)العامة ".

واقتنى لها عشرات الأُلوف من نوادر المطبوعات ونفائس المخطوطات.


الصفحة 28

مؤلّفـاتـه:

بعد أن أنهى علومه اتّجه إلى التأليف، فقام يختلف إلى المكتبات القليلة التي كانت موجودة آنذاك في النجف الأشرف، ومنها مكتبة كانت في الحسينية الشوشترية، وأُخرى هي مكتبة كاشف الغطاء (رحمه الله).

فكان يسـتنزف أوقات دوام المكتبة في مطالعة الكتب وسبر أغوارها والانتفاع منها، فيختار من غضونها ما قد يحتاج إليه في بحوثه.

ولكنّ دوام المكتبة المحدود ببضع سـاعات لا تفي بهمّته، ولا تشـبع نهمته.

وقال (قدس سره): " إنّي عزمت على قراءة كتب مكتبة الحسينية كلّها، فاتّفقت مع أمينها أن يسمح لي بالبقاء فيها، ويغلق علَيَّ الباب ".

وقال الشيخ محمّـد حسـين آل كاشف الغطاء (رحمه الله): " إنّ الأميني لم يُبقِ في مكتبتنا كتاباً سالماً لكثرة مراجعته لها وتقليبه فيها ".

ويضاف إلى هذا أنّه كان يراجع المكتبات الخاصة في بيوت العلماء، والنجف الأشرف كانت يومئذ غنيّة بالمكتبات الخاصة.

وكان (قدس سره) مثابراً دؤوباً، يقرأ ويكتب في اليوم ثمانية عشر

الصفحة 29
ساعة، وكان منقطعاً عن المجتمع.

ومـن مؤلّفاتـه:

1 ـ الغدير في الكتاب والسُـنّة والأدب: وهو موسوعة ضخمة غنيّة بالعلم، مليئة بالحجج والبراهين والوثائق، منقطعة النظير، والكتاب آية من آيات هذا القرن.

2 ـ شهداء الفضيلة.

3 ـ أدب الزائر.

4 ـ رياض الأُنس، في التفسير.

5 ـ سـيرتـنا وسُـنّـتـنا، الذي استُلّت منه هذه الرسالة.

وفـاتـه:

توفّي (رحمه الله) في طهران يوم الجمعة 28 ربيع الآخر سنة 1390 هـ، وحمل إلى النجف الأشرف، ودفن في مقبرة خاصة جنب مكتبته العامة.


الصفحة 30

وهـذه الرسـالة:

كنّا نلتمس بحثاً في موضوع السجود على التربة الحسـينية، التي طالما حيكت حولها الشبهات، وتلقّت السهام المسمومة، حتّى لفت نظري أحد الإخوة الأفاضل وهو العلاّمة الدكتور السيّد محمّـد بحر العلوم ـ حفظه الله ـ إلى أنّ كتاب "سـيرتنا وسُـنّتنا" للعلاّمة الأميني (قدس سره)، صاحب كتاب " الغدير "، يشتمل على عدّة رسائل، وكانت إحداها في موضوع " السجود على التربة "، وقد رجّح لي سماحته استلال هذا البحث وطبعه، وقد وفّقني الله تعالى لذلك وأسميته: " السجود على التربة الحسـينية عند الشيعة الإمامية ".

وبعد المقدِّمة التي مرّت عليك ـ قارئي العزيز ـ وما اقتضاه المقام من التدارك ; كالسجود على النبات ما لم يؤكل أو يلبس، والسجود على القرطاس، وممارسات السجود على التربة عبر التاريخ، وجواباً لسؤال مقدّر، لماذا لم يتّخذ سكّان الحرمين تربة يحملونها معهم؟

ولمّا كانت الساحة العقائدية تفتقر إلى مثل هذا البحث، فقد تلقّته بشغف بالغ، وسرعان ما نفد من الأسواق، ممّا دعاني لإعادة النظر فيه وإعادة طبعه.

ولا أقول: إنّ هذا البحث الفقهي ممّا تفرّد به الشيخ الأميني رضوان الله عليه، فهناك أقلام نيّرة سطّرت صحائف

الصفحة 31
مدعمة بالدليل القاطع، والبرهان الساطع، فصولا من كتاب، أو كتاباً في فصول، في موضوع: السجود على التربة الحسـينية.

وإليك قارئي الكريم بعضاً ممّا أُلّف منفرداً في هذا المجال على سبيل المثال لا على سبيل الحصر(1):

1 ـ الأرض مسجداً وطهوراً.

للشيخ محمّـد نديم بن داود بن أيّوب بن مصطفى بن ملاّ محمّـد بن ملاّ عبـد الله بن ملاّ أحمد آل فليح الطائي الموصلي، المعاصر، المولود سنة 1942 م.

ط 1، الكويت (الجهراء)، مطبعة الكيلاني 1979، 62 صفحة، ق 17 × 12 سم.

2 ـ الأرض والتربة الحسـينية.

للشيخ محمّـد حسين بن علي بن محمّـد رضا بن موسى ابن جعفر بن خضر بن يحيى الجناجي آل كاشف الغطاء، المتوفّى سنة 1373 هـ.

____________

1- اسـتفدناها من كتاب " معجم ما أُلّف في المسائل الخلافية " للأُستاذ عبـد الله عدنان المنتفكي، المعاصر.


الصفحة 32
ط 1، النجف الأشرف.

ط 1، بيروت، مؤسّـسة أهل البيت (سلسلة المكتبة الإسلامية / رقم 4)، 1981، 63 صفحة، ق 17 × 12 سم.

ط 5، القاهرة، مطبوعات مكتبة النجاح، ضمن كتاب: الوضوء في الكتاب والسُـنّة.

ط 1، بيروت، مؤسّـسة الأعلمي، 1985.

3 ـ تربة كربلاء.

لمولوي محمّـد حسن بن الميرزا محمّـد أكبر بن يوسف علي القندهاري، المولود سنة 1319 هـ / 1901 م.

معجم الأميني: 359.

4 ـ خير التحف في جواز السجود على الآجر والخـزف.

لمحمّـد مهدي العلوي السبزواري، المتوفّى سنة 1931.

ط 1، بغـداد، 1929.


الصفحة 33

5 ـ رسالة في التربة الحسينية (الاستشفاء بالتربة الحسينية).

للشيخ الميرزا أبي المعالي ابن محمّـد إبراهيم بن حسن الكرباسي (الكلباسي) الأصفهاني، المتوفّى سنة 1315 هـ.

ط 1، طهران، ضمن مجموعة من رسائله.

أعيان الشيعة 2 / 433، الذريعة 2 / 23 رقم 78، ماضي النجف وحاضرها 3 / 235، نقباء البشر 1 / 80، معجم المؤلّفين 1 / 15، ريحانة الأدب 7 / 269.

6 ـ السبيكة اللجينية في التربة الحسـينية.

للسيّد علي بن حسين الزنجفوري الهندي.

أعيان الشيعة 8 / 208.

7 ـ السجود على الأرض.

للشيخ علي الأحمدي.

ط 1، بيروت، دار التعارف، 1980 م، 128 صفحة، ق 24 × 17 سم.

ط 2، قم، مطبعة سلمان الفارسي.

ط 4، بيروت، مركز الجواد، 1993 م، 154 صفحة، ق 24 × 17 سم.


الصفحة 34

8 ـ السجود على الأرض غاية الخضوع أمام الله تعالى.

للسيّد رضا الحسيني.

تعريب: الشيخ جعفر الهادي.

إشراف: الشيخ جعفر السبحاني.

ط 1، قم، منشـورات مؤسّـسة الإمام المهدي، 1413، 78 صفحة، ق 22 × 14 سم.

9 ـ السجود على التربة الحسـينية.

للسيّد عبـد الرضا الحسـيني المرعشي الشهرستاني، المتوفّى سنة 1418 هـ.

ط 4، كربلاء، مطبعة النعمان (النجف)، 1968 م، 24 صفحة، ق 12 × 15 سم.

10 ـ السجود على التربة الحسـينية عند الشيعة الإمامية.

للشيخ عبـد الحسـين بن أحمد بن نجف علي أمين الشرع ابن الله يـار بن محمّـد التبـريزي الأميـني النجفي (1287 ـ

الصفحة 35
1390 هـ).

تقديم: السيّد محمّـد عبـد الحكيم الصافي الموسوي.

ط 1، بيروت، دار الزهراء، 1977، 69 صفحة، ق 17 × 12 سم.

11 ـ السجود على التربة والجمع بين الصلاتين.

للسيّد محمّـد إبراهيم بن محمّـد كاظم بن محمّـد إبراهيم ابن هاشم بن محمّـد علي الموحّد القزويني، المعاصر.

ط 1، بيروت، مؤسّـسة الوفاء، ق 17 × 12 سم.

ط 1، بدون مكان، 1993، 66 صفحة، ق 17 × 12 سم.

12 ـ لمعه لمعاني، في فضل السجود على التربة.

للسيّد علي بن أبي القاسم بن الحسـين بن النقي الرضوي القمّي اللاهوري، المتوفّى سنة 1343 هـ.

نقباء البشر 4 / 1339.

* * *


الصفحة 36
ولكن من أُوتي شيئاً من العلم والفهم، وعاش عِلمَي الدراية والرجال، يظهر له أنّ مقام هذا الكـتاب في الصـدارة، ولا عجب، فإنّه غيض من فيض صاحب " الغدير "، الموسوعة التي قالوا عنها: إنّها تأليف مجمع علمي أو جماعة علماء، وأنّى لعَلم منفرد هذه الإحاطة وهذا الإبداع؟!

كان العلاّمة الأميني (قدس سره) في بحثه هذا حيادياً منصفاً، اعتمد في استدلاله القرآنَ الكريم، والسُـنّةَ النبوية، فجاء بحثاً متكاملا، اسـتوعب جوانب المسألة بنواحيها كافّة، وقد حلّق في بحثه الروائي، ممّا لا يدع شـكّاً لمحاور ذي عينين أو ألقى السمع وهو شهيد، إلاّ الذي أغمض عينيه وصمّ أُذنيه عن الحقيقة، وتنكّر للحقّ، فهو كما قال الشاعر:


وليس يصحُّ في الأفهامِ شيءٌإذا احتاج النهارُ إلى دليلِ

ولأهمّـيّة هـذا الموضوع في هذه الآونة، فقد أعدنا العمل ـ وفق الأُسلوب الحديث ـ على الطبعة الأُولى من هذه الرسالة، فقمنا بتخريج الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، وغيرها من نقولات أو كلمات، وجعلنا كلّ التخريجات في الهامش بدل المتن ـ كما في أصل الكتاب، والطبعة الأُولى المسـتقلّة لهذه الرسـالة، المطبوعة في بيروت سـنة 1397 هـ ـ، وأضفنا إلى

الصفحة 37
تخريجات أصل الكتاب مصادر أُخرى، لتكون أقوى حجّة، وأسطع برهاناً، وأدعى للقبول، عسـى الله أن ينفع بها القارئ والباحث.

وقمنا بتوزيع النصّ توزيعاً يتناسـب مع أُسلوب العصر الحاضر، وأصلحنا الأخطاء المطبعية أو الإملائية قدر المستطاع، ودون الإشارة إليها.

وكلّ ما أضفناه بين القوسـين المعقوفتين ] [ هو منّا ليتناسـب السـياق مع اسـتلال هذه الرسـالة وجعلها مسـتقلّة.

وختـاماً:

لا يسعني هنا إلاّ أن أُقدّم شكري الجزيل إلى كلّ من أعان على إحياء هذا الأثر النفيس، وإخراجه بهذا الشـكل الجـديد، وأخصّ بالذِكر مؤسّـسة آل البيت (عليهم السلام) لإحيـاء التراث / فرع دمشـق، والإخوة منتسـبيها، لِما بذلوه في سـبيل ذلك.

اللّهمّ أخرجنا من ظلمات الوهم، وأكرمنا بنور الفهم، اللّهمّ افتح علينا أبواب رحمتك، ويسّر لنا خزائن علومك، برحمتك يا أرحم الراحمين.

محمّـد عبـد الحكيم الموسـوي الصافي
دمشـق                 
15 شـعبان 1419 هـ         


الصفحة 38

الصفحة 39

الصفحة 40


الســـجـدة
وما يصـحّ الســجـود عليـه





الصفحة 41

الصفحة 42

السـجدة
وما يصحّ السـجود عليه

و [ يجب ] اتّخاذ الأرض مسـجداً، فإنّ الواجب المتسـالم عليه على المصلّي لدى جميع الأُمّة المسـلمة ـ على بكرة أبيهم ـ أن يسـجد على الأرض، ومرفوعة: "جُعلت لي الأرض مسـجداً وطهوراً "(1) من المتّفق عليه، أصفق عليها أئمّة المذاهب، ولا مندوحة لدى الاختيار والإمكان من السـجود عليها، أو على ما ينبت منها كما يأتي حديثه.

وأخذ الصحابة الأوّلين حصاة المسـجد عند حرارتها في الظهائر وتبريدها بتقليبها باليد ـ كما سـيوافيك حديثه ـ يومئ إلى عدم كفاية غيرها مهما يتمكّن المصلّي من السـجود عليها ولو بالعلاج ورفع العذر.

وكذلك حديث افتراشـه (صلى الله عليه وآله وسلم) تحت يديه اللباس عند حرارة الحصاة وبرودتها، والسـكوت عن الافتراش على المسـجد والسـجود عليه يؤيّد إيجاب السـجدة على التراب

____________

1- مرّ تخريجه في صفحة 9، وسـيأتي مزيد تفصيل له في صفحة 45 ; فراجـع.


الصفحة 43
فحسـب ليس إلاّ.

وأمّا حين عدم تيسّر السجود عليه والتمكّن منه، لحرارة قارصة أو لإيجاب عذر آخر، فلا وازع عندئذ من السـجود على غيرها، إذ الضرورات تبيح المحظورات.

والأحاديث الواردة في الصلاة على الحصير والفَحْل(1)والخُمرة وأمثالها تسـوّغ جواز السـجدة على ما ينبت من الأرض غير المأكول والملبوس.

والأنسـب بالسـجدة ـ التي إنْ هي إلاّ التصاغر والتذلّل تجاه عظمة المولى سـبحانه، ووجاء كبريائه ـ أن تُتّخذ الأرض لديها مسـجداً يعفّر المصلّي بها خدّه ويرغم أنفه، لتذكّر السـاجد لله طينته الوضيعة الخسـيسـة التي خُلق منها، وإليها يعود، ومنها يعاد تارة أُخرى، حتّى يتّعظ بها، ويكون على ذِكر من وضاعة أصله، ليتأتّى له خضوع روحي، وذلّ في الباطن، وانحطاط في النفس، واندفاع في الجوارح إلى العبودية، وتقاعس عن الترفّع والأنانية..

ويكون على بصيرة من أنّ المخلوق من التراب حقيق

____________

1- الفَحْلُ: حَصِيرٌ يُتّخذ من سعف الفَحلِ من النخيل، والجمع فُحول.

انظر: الصحاح 5 / 1789، لسان العرب 10 / 195، مادّة " فحل ".


الصفحة 44
وخليق بالذلّ والمسـكنة ليس إلاّ.

ولا توجد هذه الأسـرار قطّ وقطّ في المنسـوج من الصوف والديباج والحرير، وأمثاله من وسـائل الدعة والراحة، ممّا يُري للإنسـان عظمة في نفسه، وحرمة وكرامة ومقاماً لديه، ويكوّن له ترفّعاً وتجبّراً واسـتعلاءً، وينسـلخ عند ذلك من الخضوع والخشـوع.

وها نحن نقدّم إلى القارئ جميع ما جاء في الصحاح السـتّة، وغيرهـا من أُمّهـات المسـانيـد والسُـنن، من سُـنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الواردة في ما يصحّ السـجود عليه، ونمضي على ضوئها ونتّخذها سُـنّة متّبعة، وطريقة حقّة لا محيد عنها، وهي على ثلاثة أقسـام:


الصفحة 45

الصفحة 46

القسـم الأوّل
ما يدلّ على السـجود على الأرض

1 ـ " جُعلت لي الأرض مسـجداً وطهوراً "(1).

وفي لفظ مسـلم: " جُعلت لنا الأرض كلّها مسـجداً، وجُعلت تربتها لنا طهوراً إذا لم نجد الماء "(2).

وفي لفظ الترمذي: " جُعلت لي الأرض كلّها مسـجداً وطهوراً "(3).

عن علي، وعبـد الله بن عمر، وأبي هريرة، وجابر، وابن عبّـاس، وحذيفة، وأنس، وأبي أُمامة، وأبي ذرّ.

وفي لفـظ البـيـهقي: " جُعلـت لي الأرض طهـوراً

____________

1- انظر: صحيح البخاري 1 / 149 ح 2 و ص 190 ح 98، صحيح مسلم 2 / 63 ـ 64، سنن الترمذي 2 / 131 ح 317، سـنن أبي داود 1 / 129 ح 489، سنن النسائي 2 / 56، مسند أحمد 2 / 240 و 250.

2- صحيح مسـلم 2 / 63 ـ 64، كتاب المسـاجد ومواضع الصلاة.

3- سـنن الترمذي 2 / 131 ح 317.


الصفحة 47
ومسـجداً "(1).

وفي لفظ له أيضاً: " جُعلت لي الأرض طيبة ومسـجداً، وأيّما أدركته الصلاة صلّى حيث كان "(2).

2 ـ " الأرض لك مسـجداً، حيثما أدركت الصلاة فصـلّ "(3) قاله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي ذرّ.

3 ـ ابن عبّـاس: إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) سـجد على الحجر.

أخرجه الحاكم في المسـتدرك، وصحّحه هو والذهبي(4).

4 ـ أبو سـعيد الخـدري، قـال: أبصـرت عينـاي رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى أنفه أثر الماء والطين(5).

5 ـ رفاعة بن رافع، مرفوعاً: ثمّ يكبّر فيسـجد فيمكّن جبهته من الأرض حتّى تطمئنّ مفاصله وتسـتوي.

أخرجه البيهقي في السـنن الكبرى(6).

6 ـ ابن عبّـاس وأنس وبريدة، بإسـناد صحيح مرفوعاً:

____________

1- السـنن الكبرى 2 / 433، وانظر: صحيح مسـلم 2 / 64.

2- السـنن الكبرى 2 / 435، وانظر: صحيح مسـلم 2 / 63.

3- صحيح مسلم 2 / 63، سنن النسائي 2 / 32، وانظر: صحيح البخاري 1 / 149 ضمن ح 2.

4- المسـتدرك على الصحيحين 1 / 625 ح 1672.

5- صحيح البخاري2 / 6 ـ 7 ح 200 و ص 15 ح 220، سـنن أبي داود 1 / 234 ح 894.

6- السـنن الكبرى 2 / 102.


الصفحة 48
ثلاثة من الجفاء: يمسـح جبهته قبل أن يفرغ من صلاته (1).

وفي لفظ واثلة بن الأسـقع: لا يمسـح الرجل جبهته من التراب حتّى يفرغ من الصلاة(2).

7 ـ جـابر بـن عبـد الله، قـال: كـنـت أُصلّـي مـع رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الظهر فآخذ قبضة من حصىً في كفّي لتبرد حتّى أسـجد عليه، من شـدّة الحرّ(3).

وفي لفظ لأحمد: كنّا نصلّي مع رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صلاة الظهر، وآخذ بيدي قبضة من حصىً فأجعلها في يدي الأُخرى حتّى تبرد، ثمّ أسـجد عليها، من شـدّة الحرّ(4).

وفي لفظ البيهقي: كـنت أُصلّي مع رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)صلاة الظهر، فآخذ قبضة من الحصى في كفّي حتّى تبرد، وأضعها بجبهتي إذ سـجدت، من شـدّة الحرّ.

فقال البيهقي: قال الشـيخ: ولو جاز السـجود على ثوب متّصل به لكان ذلك أسـهل من تبريد الحصى في الكفّ ووضعها

____________

1- مجمع الزوائد 2 / 83.

2- المعجم الكبير 22 / 56 ـ 57 ح 134، المعجم الأوسط 7 / 115 ح 6907، مجمع الزوائد 2 / 83 ـ 84.

3- المستدرك على الصحيحين 1 / 309 ح 701، وصحّحه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

4- مسـند أحمد 3 / 327.


الصفحة 49
للسـجود عليها، وبالله التوفيق(1).

8 ـ أنس بن مالك: كنّا نصلّي مع رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في شـدّة الحرّ، فيأخذ أحدنا الحصباء في يده فإذا برد وضعه وسـجد عليـه(2).

9 ـ خــبّــاب بـن الأرتّ، قــال: شــكـونـا إلـى رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شـدّة الرمضـاء في جباهنا وأكـفّنا فلم يُشْـكِنا(3).

10 ـ عمر بن الخطّاب: مُطرنا من الليل فخرجنا لصلاة الغداة فجعل الرجل يمرّ على البطحاء فيجعل في ثوبه من الحصباء فيصلّي عليه، فلمّا رأى رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك قال: ما أحسـن هذا البسـاط!

فكان ذلك أوّل بدء الحصباء(4).

وأخرج أبو داود عن ابن عمر: مطرنا ذات ليلة فأصبحت الأرض مبتلّة، فجعل الرجل يأتي بالحصى في ثوبه فيبسـطه

____________

1- السـنن الكبرى 2 / 105.

2- السـنن الكبرى 2 / 106.

3- السـنن الكبرى 2 / 105 و 107، نيل الأوطار 2 / 270.

4- السـنن الكبرى 2 / 440.


الصفحة 50
تحته(1).. الحديث.

11 ـ عياض بن عبد الله القرشي: رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)رجلا يسـجد على كَـوْر عمامته، فأومأ بيده: ارفع عمامتَك، وأومأ إلى جبهته(2).

12 ـ عليّ أمير المؤمنين (عليه السلام): إذا كان أحدكم يصلّي فليحسـر العمامة عن جبهته(3).

13 ـ نافع: إنّ عبـد الله بن عمر كان إذا سـجد وعليه العمامة يرفعها حتّى يضع جبهته بالأرض(4).

14 ـ عبادة بن الصامت: أنّه كان إذا قام إلى الصلاة حسـر العمامة عن جبهته(5).

15 ـ أبو عبيـدة: إنّ ابـن مسـعود كـان لا يصـلّـي ـ أو: لا يسـجد ـ إلاّ على الأرض.

أخرجه الطبراني في الكبير، وعنه في المجمع(6).

____________

1- سـنن أبي داود 1 / 122 ح 458.

2- السـنن الكبرى 2 / 105.

3- السـنن الكبرى 2 / 105.

4- السـنن الكبرى 2 / 105.

5- السـنن الكبرى 2 / 105.

6- المعجم الكبير 9 / 255 ح 9263، مجمع الزوائد 2 / 57.


الصفحة 51
16 ـ إبراهيم: أنّه كان يقوم على البردي ويسـجد على الأرض.

قلنا: ما البردي؟

قال: الحصير.

أخرجه الطبراني في الكبير، وعنه في المجمع(1).

17 ـ صالح بن حيوان السـبائي: إنّ رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)رأى رجلا يسـجد بجنبه، وقد اعتمّ على جبهته، فحسـر رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن جبهته(2).

* * *

____________

1- المعجم الكبير 9 / 255 ح 9264، مجمع الزوائد 2 / 57.

2- السـنن الكبرى 2 / 105، نصب الراية 1 / 386.