ترجمة السيد هاشم البحراني
هو السيد أبو المكارم هاشم ابن السيد سليمان ابن السيد إسماعيل ابن السيد عبد الجواد ابن السيد علي ابن السيد سليمان ابن السيد ناصر الموسوي التوبلي البحراني.
ولد في قرية كتكان من توابع بلدة توبلي من أعمال البحرين، ولم يذكر لنا المؤرخون تاريخ ولادته، ولم نجد قرينة تدلنا عليه، وهناك دلائل نستطيع بواسطتها تحديد عمره الشريف بشكل تقريبي منها:
- ذكر في كتابه نزهة الأبرار: 391: أنه كان في النجف الأشرف سنة 1063 هـ وشاهد الشيخ فخر الدين. وهذا يرجح أن عمره في تلك الفترة بين 20 - 30 سنة.
- ألف كتابه سير الصحابة سنة 1070 هـ، كما في الرياض 5: 303.
- توجد نسخة خطية في مكتبة السيد المرعشي في قم باسم (مشيخة من لا يحضره الفقيه) للسيد هاشم المترجم، وتاريخ كتابتها سنة 1076 هـ، كما ذكرت في فهرسها 13: 236، وهذا يدل على أن تأليفه للكتاب كان قبل هذا الوقت.
فهو في سنة 1070 هـ وسنة 1074 هـ وقبل سنة 1076 هـ كان مؤلفا بارعا تتوجه إليه الأنظار.
وبعد جمع هذه المطالب بعضها إلى بعض يمكن احتمال تاريخ ولادته بين سنة 1030 هـ إلى سنة 1040 هـ. والله العالم.
أولاده:
1 - السيد عيسى، شارح زبدة الأصول للبهائي رحمه الله.
ووصفه الطهراني بالعالم الفاضل المحقق الكامل.
وعبر عنه الميرزا عبد الله أفندي: بالصالح من طلبة العلم.
2 - السيد محمد جواد.
3 - السيد محسن. عبر عنه الميرزا عبد الله أفندي: بالصالح من طلبة العلم، وأكثر مؤلفات والده عنده بأصبهان.
4 - السيد علي.
نشأته العلمية:
درس في بداية حياته وصباه في بلدة البحرين، ثم أنتقل إلى النجف وحضر دروس علمائها
ووصفه الشيخ الحر العاملي في أمل الآمل 2: 341 بأنه: فاضل، عالم، ماهر، مدقق، فقيه، عارف بالتفسير والعربية والرجال.
قال في تتمة أمل الآمل: كان من جبال العلم وبحوره، لم يسبقه سابق، ولا لحقه لاحق في طول الباع وكثرة الاطلاع.
مشايخه:
قرأ السيد هاشم البحراني على كثير من العلماء البارزين في عصره منهم:
1 - الشيخ فخر الدين بن علي بن أحمد الطريحي النجفي.
2 - السيد عبد العظيم ابن السيد عباس الأسترآبادي، من تلاميذ الشيخ البهائي رحمه الله.
تلامذته:
قرأ عليه واستجاز منه الكثير، لما كان عليه من مكانة علمية وإلمام بالحديث، ومنهم:
1 - محمد بن الحسن الحر العاملي.
2 - الشيخ محمود بن عبد السلام المعني.
3 - الشيخ عبد الله بن علي بن أحمد البحراني. صاحب كتاب الرسائل المتشتتة.
4 - السيد محمد بن علي بن سيف الدين العطار البغدادي.
5 - الشيخ حسن البحراني.
6 - الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي. صاحب كتاب البلغة، والمعراج، ورسالة تراجم علماء البحرين، وغيرها.
7 - الشيخ علي بن عبد الله بن راشد المقابي البحراني.
8 - الشيخ هيكل ابن المقدس الشيخ عبد علي الأسدي الجزائري.
الثناء عليه:
ذكر كثير من العلماء السيد هاشم البحراني بعبارات المدح والثناء والإعجاب، منهم:
الميرزا عبد الله الأفندي في رياض العلماء 5: 298 قائلا:
الفاضل الجليل، المحدث، الفقيه المعاصر، الصالح الورع، العابد الزاهد، المعروف بالسيد
وقال أيضا: وهو من المعاصرين، فقيه، محدث، مفسر، ورع، عابد، زاهد، صالح.
وقال الشيخ الحر العاملي في أمل الآمل 2: 341: فاضل، عالم، ماهر، مدقق، فقيه، عارف بالتفسير والعربية والرجال.
وقال الشيخ سليمان الماحوزي في فهرس آل بويه وعلماء البحرين: 77 ترجمة 32: محدث متتبع.
وذكره الشيخ عباس القمي في كتاب الكنى والألقاب 3: 87 - 88 قائلا: عالم، فاضل، مدقق، فقيه، عارف بالتفسير والعربية والرجال، محدث متتبع للأخبار بما لم يسبق إليه سابق.
وقال في سفينة البحار 2: 77: هو العالم الجليل، والمحدث الكامل النبيل، الماهر المتتبع في الأخبار، صاحب المؤلفات الكثيرة.
وأطراه في الفوائد الرضوية: 705 بقوله: السيد السند، والركن المعتمد، الفاضل العالم، والمدقق الفقيه، الماهر المحدث، الجامع المتتبع في الأخبار، صاحب المؤلفات الكثيرة النافعة، التي تخبر عن كثير اطلاعه وطول باعه.
وذكره صاحب كتاب تتمة أمل الآمل بأنه: كان من جبال العلم وبحوره، لم يسبقه سابق، ولا لحقه لاحق في طول الباع وكثرة الاطلاع، حتى العلامة المجلسي.
وقال الزركلي في الأعلام 8: 66: مفسر إمامي.
وقال كحالة في معجم المؤلفين 13: 132: مفسر مشارك في بعض العلوم من الإمامية.
وقال السيد إعجاز حسين الكنتوري في كشف الحجب: 601: الفاضل العالم، الماهر المدقق، الفقيه العارف، المحقق السيد هاشم المعروف بالعلامة.
وقال الميرزا محمد علي مدرس في ريحانة الأدب 1: 233: عالم فاضل، مدقق عارف، مفسر رجالي، محدث، متتبع إمامي، وفي كثير تتبعه يكون تالي المجلسي، وكل مؤلف من مؤلفاته يحكي عن مدى اطلاعه وكثرة تتبعه.
وقال ملا حبيب الله الكاشاني في لباب الألقاب ص 64: كان سيدا زاهدا، فاضلا، محدثا، متتبعا في الأخبار.
وقال الميرزا حسين النوري في خاتمة المستدرك ص 389: السيد الأجل، المعروف بالعلامة...
صاحب المؤلفات الشائعة الرائقة.
وقال السيد شهاب الدين المرعشي في مقدمة ترتيب التهذيب: العلامة وصفا وعلما بالغلبة، خريت الحديث، ونابغة الرواية، الهمام المقدام، مولانا السيد هاشم...
وقال العلامة الأميني في موسوعته الخالدة(1):
السيد هاشم... صاحب التآليف القيمة.
وقال الشيخ محمد حرز الدين في مراقد المعارف 2: 358 / رقم 253: العالم الكبير، والمحدث المحقق النحرير، الكامل النبيل، والعارف المتتبع الجليل، المؤلف المصنف، صاحب المؤلفات القيمة الكثيرة... وكان مقدسا عابدا تقيا، بلغ في قداسته وتقواه وورعه مرتبة عالية سامية... قام بأعباء الرئاسة الدينية، كما ولي القضاء والأمور الحسبية، وسار سيرة حسنة مرضية في بلاده، فعكفت عليه الناس، والتفوا حوله بعد وفاة الشيخ محمد بن ماجد الشهير، فأخذ يأمر المعروف وينهى عن المنكر بشدة وإصرار، ولا تأخذه في الله لومة لائم أبدا.
وقال السيد عبد الله الجزائري في الإجازة الكبيرة ص: 19 و 36: ومثله القول بل أبلغ في مشاهير المرتبة الرابعة المتأخرة عن عصر الشهيد الثاني إلى عصرنا هذا... فإنهم قد زادوا... دقة وشهرة على كثير ممن تقدمهم، وقد بلغنا بالتسامع خلفا عن سلف من ثقتهم وجلالتهم وضبطهم وعدالتهم ما جاوز حد الشياع وبهر الأسماع، كالشيخ... والسيد هاشم العلامة....
ورعه وتقواه:
تميز السيد هاشم رحمه الله بصفات الفضل والكمال مثل الورع التقوى والزهد وبالغ فيها، وأصبحت من صفاته الخاصة فكانت لا تنفك عنه ولا ينفك عنها، وصارت وساما له وشعارا دالا عليه، حتى أن كل من ترجم له ذكر صفاته هذه، حتى أن الشيخ محمد حسن النجفي الجواهري
____________
1 - الغدير 6 / 26.
وذكره الشيخ يوسف البحراني في لؤلؤة البحرين: 64: وكان من الأتقياء المتورعين، شديدا على الملوك والسلاطين.
وقال ملا حبيب الله الكاشاني في لباب الألقاب ص 64: كان سيدا زاهدا.
ولشدة تورعه لم يتعرض في كتبه للإفتاء، كما نقل ذلك عن السيد ابن طاووس رحمه الله، وأكثر من ترجم للسيد هاشم ذكر هذه المسألة وقرنه بالسيد ابن طاووس.
ومع هذا الورع الشديد والزهد الفريد وبلوغه أقصى مراحل التقوى، لم يفتر عن العمل بالوظائف الصعبة، كالقضاء وإجراء الأحكام، ورفع البدع، وغيرها من أمور رئاسة البلاد، فكان رضوان الله عليه قد جمع بين الشدة واللين وبين الورع والتقوى والزهد، حتى صار مثالا يقتدى به في المعمورة كأجداده عليهم السلام.
ونقل صاحب أنوار البدرين ص 139 عن الشيخ سليمان ابن الشيخ عبد الله بن علي البحراني الستراوي أنه قال: دخلت على شيخنا العلامة السيد هاشم التوبلي زائرا مع والدي قدس سره فلما قمنا معه لنودعه وصافحته لزم يدي وعصرها وقال لي: لا تفتر عن الاشتغال، فإن هذه البلاد عن قريب ستحتاج إليك.
وقال صاحب أنوار البدرين بعد نقله لهذه القصة: وصدق رحمه الله، فإنه بعد برهة قليلة توفي ذلك السيد وانتقلت الرئاسة الدينية إليه.
كتبه:
كان السيد البحراني رحمه الله بحر لا ينزف، وفكر لا يتوقف، ملئ الخافقين بكتبه، وذاع صيته وعلمه، فقد أتحف المكتبة الإسلامية بجواهر لا تقدر بثمن ولئالي ودرر من نوادر الزمن، حتى باتت مؤلفاته منابع يرجع إليها ومصادر يستشهد بها.
مؤلفاته:
1 - احتجاج المخالفين العامة على إمامة علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام العامة.
ويشتمل هذا الكتاب على خمس وسبعين احتجاجا من المخالفين أنفسهم على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام، وقد فرغ منه سنة خمس ومائة وألف.
وذكره السماهيجي باسم: الاحتجاج.
ويشتمل على ثماني وثلاثمائة حديثا، وينقل فيه عن كتب غريبة.
3 - إيضاح المسترشدين الراجعين إلى ولاية علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام.
أورد فيه ثلاثا وخمسين ومائتين نفسا ممن استبصر ورجع إليه عليه السلام، وفرغ منه سنة مائة وخمس وألف.
4 - البرهان في تفسير القرآن.
وهو تفسير مشتمل على أخبار أهل البيت عليهم السلام، ألفه تحفة للسلطان شاه سليمان الصفوي في ستة مجلدات كبار. كتبه سنة 1094 و 1095 هـ.
5 - بهجة النظر في إثبات الوصاية والإمامة للأئمة الاثني عشر.
فرغ منه سنة تسع وتسعين وألف، وهو تلخص لكتاب حلية الأبرار.
6 - تبصرة الولي فيمن رأى القائم المهدي. في زمن أبيه عليهما السلام وفي أيام الغيبة الصغرى والكبرى.
فرغ منه سنة تسع وتسعين وألف.
7 - تبصرة الولي في النص الجلي على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الخليفة والإمام والوصي وولده الأحد عشر أوصياء النبي.
ويحتوي هذا الكتاب على ما يزيد على ثلاثمائة حديث وخمسين حديثا في إثبات إمامة الأئمة بعد النبي (صلى الله عليه وآله).
8 - التحفة البهية في إثبات الوصية لعلي عليه السلام.
فرغ منه سنة تسع وتسعين وألف، ويشمل على أربعمائة وخمسين حديثا من طرق الخاصة منها خمسين حديثا من طرق العامة في إثبات الوصية.
9 - ترتيب التهذيب = جامع الأحكام الجسام في أحكام الحلال والحرام.
فرغ منه سنة 1074 هـ - 1075 هـ. وطبع في مجلدين.
10 - تعريف رجال من لا يحضره الفقيه.
11 - تفضيل الأئمة عليهم السلام على الأنبياء عدا نبينا صلى الله عليه وآله وسلم.
12 - تفضيل علي عليه السلام على الأنبياء أولي العزم.
كتب هذا الكتاب في آخر أيامه عندما كان مريضا، بإلحاح جماعة من الطلاب، فلما تمت
13 - تنبيهات الأريب في رجال التهذيب.
14 - التنبيهات في الفقه.
كتاب كبير مشتمل على الاستدلالات في المسائل إلى آخر أبواب الفقه.
15 - حلية الأبرار محمد وآله الأطهار.
وهو على ثلاثة عشر منهجا في أحوال النبي والأئمة الاثني عشر. فرغ منه سنة تسع وتسعين وألف.
16 - حلية النظر في فضل الأئمة الاثني عشر عليهم السلام.
17 - الدر النضيد في فضائل الحسين الشهيد.
18 - روضة العارفين ونزهة الراغبين في أسامي شيعة أمير المؤمنين.
19 - سلاسل الحديد في تقييد أهل التقليد مما ذكره ابن أبي الحديد = شفاء العليل من تعليل العليل.
فرغ منه سنة ألف ومائة.
20 - سير الصحابة.
ألفه سنة سبعين وألف.
21 - شرح ترتيب التهذيب.
22 - عمدة النظر في بيان عصمة الأئمة الاثني عشر.
مرتب على ثلاثة مطالب: أولها الأدلة العقلية، وثانيها الآيات القرآنية، وثالثها الأخبار النبوية والروايات الدالة على عصمة الأئمة (عليهم السلام).
فرغ منه في السنة الثانية والمائة والألف.
23 - غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص والعام.
كتبه سنة 1100 هـ وسنة 1103 هـ.
وهو هذا الكتاب.
24 - فصل معتبر فيمن رأى الإمام الثاني عشر القائم المنتظر على البشر عليه السلام.
25 - فضائل علي والأئمة من ولده عليهم السلام.
26 - فضل الشيعة = مناقب الشيعة.
27 - كشف المهم في طريق خبر غدير خم.
وقسم كتابه إلى ثلاثة أبواب:
أ - فيما جاء من طريق الخاصة، يحتوي على 36 حديثا.
ب - فيما جاء من طريق العامة، يحتوي على 88 حديثا.
ج - في نص رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أمير المؤمنين بالولاية من طريق الخاصة، يحتوي على 43 حديثا.
فرغ منه سنة 1101 هـ.
28 - اللباب المستخرج من كتاب الشهاب.
أورد فيه الأخبار المروية عن النبي (صلى الله عليه وآله) في شأن علي والأئمة (عليهم السلام) وما يتعلق بذلك.
29 - اللوامع النورانية في أسماء علي وبنيه القرآنية.
فرغ منه سنة 1096 هـ، وطبع مرة في قم وأخرى في أصفهان، ويحتوي على ألف ومائة وثلاث وخمسين اسما.
30 - المحجة فيما نزل في القائم الحجة.
طبع أربع مرات، وترجم في الخامسة إلى الفارسية.
31 - مدينة معاجز الأئمة الاثني عشر ودلائل الحجج على البشر.
فرغ منه سنة تسعين وألف. وطبع عدة مرات.
32 - مصباح الأنوار وأنوار الأبصار في بيان معجزات النبي المختار.
33 - المطاعن البكرية والمثالب العمرية من طريق العثمانية.
فرغ منه سنة إحدى ومائة بعد الألف.
34 - معالم الزلفى في معارف النشأة الأولى والأخرى.
فرغ منه سنة ثلاث وتسعون وألف.
35 - مقتل أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
36 - من روى النص على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام من الصحابة والتابعين عن النبي والأئمة الطاهرين عليهم السلام.
37 - مولد القائم عليه السلام.
39 - نسب عمر بن الخطاب.
40 - نهاية الإكمال فيما به تقبل الأعمال.
فرغ منه سنة تسعين وألف.
41 - الهادي ومصباح النادي.
وهو في تفسير القرآن الكريم.
42 - وفاة الزهراء عليها السلام.
43 - الهداية القرآنية في الولاية الإمامية.
فرغ منه سنة 1096 هـ.
44 - وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
45 - اليتيمة والدرة الثمينة.
46 - وفاة النبيين.
47 - ينابيع المعاجز وأصول الدلائل.
وغيرها من المصادر التي نسبت إليه، ولم نقف إلا على ما ذكرناه.
وفاته:
توفي السيد هاشم البحراني في بيت الشيخ عبد الله ابن الشيخ حسين ابن علي بن كنبار، لأنه كان متزوجا بمخلفة الشيخ المذكور، ونقل نعشه إلى قرية توبلي، ودفن في مقبرة ماتيني من مساجد القرية المشهورة وقبره مزار معروف إلى اليوم.
أما تاريخ وفاته فهو مردد بين سنة 1107 هـ و 1109 هـ.
وقال الشيخ محمد مرز الدين في مراقد المعارف 2 / 358:
مرقده في قرية توبلي بمقبرة ماشني، وقبره عامر مشهور يزار، ينذر إليه النذور ويتبركون به.
وقال السيد حسن الأمين في موسوعته دائرة المعارف الإسلامية الشيعية 9 / 46 - 47: قبر السيد هاشم البحراني في بلدة توبلي، وهو يقع على مرتفع مطل على طريق السيارات العام من جهة وعلى ساقية ماء من جهة ثانية، وهذا المرتفع هو إطلال بيت السيد وإطلال مسجده، وأمامه اليوم أرض فضاء واسعة كانت في القديم تتبع المسجد، ويفصلها عن القبر ساقية ماء... مظهره الخارجي يدل على عناية وتحسين أكثر من القبر السابق - قبر الشيخ حسين عصفور...
فسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين.
فرحمه الله يوم ولد ويوم رحل ويوم يبعث حيا.
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
عـلـي عـاشـور
قم المقدسة
15 شعبان المعظم 1421 هـ
مقدمة المصنف
الحمد لله الذي أحصى كل شئ في إمام مبين، وقرنه بالقرآن، وجعلهما نصيرين خليفتين لا يختلفان، وحجتين على الخلق أجمعين، وهما الحبلان حبل من الله وحبل من الناس قوي مبين(1) فمن تولاهما نجا، ومن تخلف عنهما فهو من الخاسرين. والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
أما بعد - فيقول فقير الله الغني عبده هاشم بن سليمان بن إسماعيل بن عبد الجواد الحسيني البحراني: إني ذاكر في هذا الكتاب ما هو الحجة على الخاص، والعام في النص على الإمام، بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالنص من الرسول، برواية الصحابة والتابعين عن النبي (صلى الله عليه وآله) بأن الإمام بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة الأحد عشر من ولده - (صلى الله عليه وآله) - بالروايات الكثيرة، والأحاديث المنيرة، والبراهين الساطعة، والحجج القوية الظاهرة من طرق العامة والخاصة عن المشايخ الثقاة عند الفريقين مما سطروه في مصنفاتهم المعلومة عند الفئتين، والآثار في ذلك كثيرة، والروايات الشاهدة بذلك غزيرة، إلا أني ذاكر في هذا الكتاب قدرا كافيا، وحظا وافرا(2) ليس بالقصير المخل، ولا بالطويل الممل، بل في ذلك كفاية للطالب الراغب الرشيد و (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد)(3) وإن في ذلك لعبرة لمن خرج عن الربقة اللامعة والتقليد، وقد ذم الله جل جلاله قوما في تقليد من قلدوه من الآباء في قوله تعالى: * (إنا وجدنا آبائنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون) *(4) وطريقة التقليد هي طريق العامة في تقليد سلفهم، فخرجوا عن البرهان الواضح، والصراط المستقيم اللايح من رواياتهم الكثيرة في نص النبي (صلى الله عليه وآله) على أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام) بالإمامة والخلافة والوصاية وأنه منه بمنزلة هارون من موسى، ونصه عليه يوم غدير خم، بالولاية وغير ذلك من النصوص التي توجب الإمامة له بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولم تر العامة خلافها، فصارت الإمامة بعد رسول الله لعلي بن أبي طالب أمير المؤمنين بإجماع الفريقين، للنصوص الواردة عليه من رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذلك، ولم ير أحد من الأمة خلافها، بل مجمع على صحتها بين الأمة، ومن يدع الفصل في إمامة أمير المؤمنين بينه وبين رسول الله بإمامة أحد من
____________
(1) في المخطوطة: متين.
(2) في المخطوط: قدرا وافرا وحظا وافيا.
(3) سورة ق: 36.
(4) سورة زخرف: 23.
كتاب (المناقب) لأبي عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن والده أحمد بن حنبل وهو مسند أحمد بن حنبل.
كتاب " صحيح البخاري " لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري.
كتاب " صحيح مسلم " للفقيه مسلم بن الحجاج النيسابوري القشيري.
كتاب (الكشف والبيان في تفسير القرآن) لأبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي.
كتاب (الجمع بين الصحيحين) لأبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي.
____________
(1) سورة محمد: 31.
كتاب (جمع صحاح الستة)(1) وهي: (موطأ مالك بن أنس الأصبحي) و (صحيح البخاري) و (صحيح مسلم) و (صحيح الترمذي) و (صحيح أبي داود السجستاني) وهو كتاب السنن و (صحيح النسائي الكبير) تصنيف الشيخ أبي الحسن رزين بن معاوية بن عمار العبدري السرقسطي الأندلسي.
كتاب (ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين) لأبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الإصبهاني.
كتاب (حلية الأولياء) له.
كتاب (الاستيعاب) لأبي عمر يوسف بن عبد الله - أبو عبد البر - القرطبي.
كتاب (الشريعة) لأبي بكر محمد بن الحسين الآجري.
كتاب (مسند أحمد بن حنبل).
كتاب (مسند فاطمة سيدة نساء العالمين) جمع الحافظ أبي الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني.
كتاب (أنساب الأشراف) لأحمد بن يحيى بن جابر البلاذري.
كتاب (المستدرك في مناقب وصي المختار).
كتاب (الرسالة القوامية في مناقب الصحابة) لأبي المظفر السمعاني.
كتاب (الفردوس) لابن شيرويه الديلمي.
كتاب (المغازي) لمحمد بن إسحاق بن يسار المدني.
كتاب (فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين) للشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن أبي الحسن بن محمد بن حمويه الجويني الحمويني.
كتاب (فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب) لصدر الأئمة عند المخالفين واخطب الخطباء عندهم أبي المؤيد موفق بن أحمد المكي الخوارزمي.
كتاب (ربيع الأبرار) لأبي القسم محمود بن عمر الخوارزمي الزمخشري.
كتاب (الفصول المهمة) لعلي بن محمد ابن الصباغ المالكي.
____________
(1) الصحيح (التجريد في الجمع بين الصحاح الستة).