الخامس والعشرون: عن ابن مردويه يرفعه إلى بريدة قال: أمرنا النبي (صلى الله عليه وآله) أن نسلم على علي بإمرة المؤمنين(3)(4).
السادس والعشرون: وبالإسناد عن سالم مولى علي قال: كنت مع علي في أرض له وهو يحرثها حتى جاء أبو بكر وعمر فقالا: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فقال:(5) " كنتم تقولون في حياة النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك "؟ فقال عمر: هو أمرنا(6).
السابع والعشرون: ومن المناقب عن ابن مردويه(7)، عن عبد الله قال: دخل علي (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه وآله) وعنده عائشة، فجلس بين النبي وبين عائشة فقالت: ما كان لك مجلس غير فخذي؟
فضرب النبي (صلى الله عليه وآله) على ظهرها فقال: " مه لا تؤذيني في أخي فإنه أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين يوم القيامة، يقعد على الصراط فيدخل أولياءه الجنة، ويدخل أعدائه النار "(8).
الثامن والعشرون: عنه(9) عن أنس قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله) في بيت أم حبيبة بنت أبي سفيان، فقال:
" يا أم حبيبة اعتزلينا، فإنا على حاجة " ثم دعا بوضوء فأحسن الوضوء ثم قال: " إن أول من يدخل من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد العرب وخير الوصيين، وأولى الناس بالناس "، قال أنس:
فجعلت أقول: اللهم اجعله رجلا من الأنصار، قال فدخل علي فجاء يمشي حتى جلس إلى جنب النبي (صلى الله عليه وآله) فجعل(10) يمسح وجهه بيده، ثم يمسح بها وجه علي بن أبي طالب، فقال علي: " وما ذاك يا رسول الله "؟ قال: " إنك تبلغ رسالتي من بعدي وتؤدي عني، وتسمع الناس صوتي وتعلم
____________
(1) في المصدر: فتوضأ وصلى.
(2) في المصدر: بيا أمير المؤمنين.
(3) في المصدر: بيا أمير المؤمنين.
(4) ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق: 2 / 260 / ح 784.
(5) في المصدر: فقيل.
(6) ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق: 2 / 82 / 584.
(7) في المصدر: ومن مناقب ابن مردويه.
(8) كشف الغمة: 1 / 342.
(9) في المصدر: ومنه.
(10) في المصدر: فجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله).
التاسع والعشرون: ومن المناقب عن أنس قال: كنت خادما للنبي (صلى الله عليه وآله) فبينما أنا يوما أوضيه إذ قال: " يدخل رجل وهو أمير المؤمنين، وسيد الوصيين(2) وأولى الناس بالمؤمنين، وقائد الغر المحجلين "، قال أنس: اللهم اجعله رجلا من الأنصار، فإذا هو علي بن أبي طالب (عليه السلام).
الثلاثون: ومن المناقب أيضا، عن أنس(3) قال: بينا أنا عند النبي (صلى الله عليه وآله) إذ قال(4): الآن يدخل سيد المسلمين وأمير المؤمنين وخير الوصيين، وأولى الناس بالمؤمنين(5)، إذ طلع علي بن أبي طالب(6) فقام النبي فأخذ يمسح العرق عن جبهته ووجهه، ويمسح به وجه علي بن أبي طالب، ويمسح العرق عن وجه علي ويمسح به وجهه، فقال له علي: " يا رسول الله نزل في شئ "؟ قال: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. أنت أخي، ووزيري وخير من أخلفه(7) بعدي تقضي ديني وتنجز موعدي وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي(8)، وتعلمهم من تأويل القرآن ما لم يعلموا، وتجاهدهم على التأويل كما جاهدتهم على التنزيل(9).
الحادي والثلاثون: ومن المناقب عن رافع مولى عائشة قال: كنت غلاما أخدمها فكنت إذا كان النبي (صلى الله عليه وآله) عندها أكون قريبا أعاطيها، قال: فبينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندها ذات يوم(10) إذ جاء فدق الباب(11) فخرجت إليه فإذا جارية معها إناء مغطى، قال: فرجعت إلى عائشة فأخبرتها فقالت:
ادخلها، فدخلت(12) فوضعته عائشة بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله)(13) فقال: " ليت أمير المؤمنين وسيد المسلمين وإمام المتقين عندي يأكل معي "؟ فجاء جاء فدق الباب فخرجت إليه فإذا هو علي بن
____________
(1) كشف الغمة: 1 / 342. ينحوه في ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق: 2 / 487 / ح 1014، حلية الأولياء:
1 / 63، مناقب الخوارزمي: 85.
(2) في المصدر: وسيد المسلمين.
(3) في المصدر: أنس بن مالك.
(4) في المصدر: إذ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله).
(5) في المصدر: بالنبيين.
(6) في المصدر: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اللهم والي والي قال: فجلس بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخذ رسول الله (صلى الله عليه يمسح.
(7) في المصدر: أخلف.
(8) في المصدر: من بعدي.
(9) كشف الغمة: 1 / 343.
(10) في المصدر: ذات يوم عندها.
(11) في المصدر: قال فخرجت.
(12) في المصدر: فوضعته بين يدي عائشة.
(13) في المصدر: فجعل يأكل وخرجت الجارية، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله).
الثاني والثلاثون:(4) عن أنس بن مالك قال: بينا أنا عند النبي (صلى الله عليه وآله) إذ قال: يطلع الآن قلت: فداك أبي وأمي من ذا، قال: سيد المسلمين وأمير المؤمنين وخير الوصيين وأولى الناس بالنبيين، قال:
فطلع علي ثم قال لعلي: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى "(5).
الثالث والثلاثون: وعن الحافظ ابن مردويه عن داود بن أبي عوف قال: حدثني معاوية بن ثعلبة الليثي قال: ألا أحدثك بحديث لم يختلط؟ قلت: بلى، قال: مرض أبو ذر فأوصى إلى علي(6) فقال بعض من يعوده: لو أوصيت إلى أمير المؤمنين عمر كان أجمل لوصيتك من علي، قال: والله لقد أوصيت إلى أمير المؤمنين(7)، والله إنه الربيع الذي يسكن إليه، ولو قد فارقكم لأنكرتم الأرض(8) قال: قلنا: يا أبا ذر إنا لنعلم إن أحبهم إلى النبي (صلى الله عليه وآله) أحبهم إليك(9) قال: هذا الشيخ المظلوم المضطهد حقه يعني علي بن أبي طالب(10).
الرابع والثلاثون: وعن أبي ذر من طريق آخر من كتاب المناقب قال معاوية بن ثعلبة: مرض أبو ذر (رحمه الله) مرضا شديدا(11) فقيل له لو أوصيت إلى عمر بن الخطاب (رحمه الله) كان أجمل لوصيتك من علي!
فقال أبو ذر: أوصيت والله إلى أمير المؤمنين حقا حقا، وإنه لربي الأرض الذي يسكن إليه(12)، ولو قد فارقتموه لأنكرتم الأرض ومن عليها(13).
ربي، من قوله تعالى: * (وكأين من نبي قاتل معه ربيون) *(14) وهم الجماعة الكثيرون.
____________
(1) في المصدر: مرحبا وأهلا.
(2) في المصدر: لو أبطأت.
(3) كشف الغمة: 1 / 343.
(4) في المصدر: ومن المناقب.
(5) كشف الغمة: 1 / 343.
(6) في المصدر: علي بن أبي طالب.
(7) في المصدر: أوصيت إلى أمير المؤمنين، حق أمير المؤمنين.
(8) في المصدر: لأنكرتم الناس وأنكرتم الأرض.
(9) في المصدر: قال: أجل، قلنا فأيهم أحب إليك؟.
(10) كشف الغمة: 1 / 344، الطرائف: 24، اليقين: 143.
(11) في المصدر: حتى أشرف على الموت، فأوصى إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام).
(12) في المصدر: يسكن إليها ويسكن إليه.
(13) كشف الغمة: 1 / 344.
(14) آل عمران: 146.
فجاء وجئت معه إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فدخلنا عليه(7) ورأسه في حجر دحية الكلبي فلما رآه دحية قام إليه وسلم عليه وقال: خذ رأس ابن عمك يا أمير المؤمنين فأنت أحق به مني، فاستيقظ النبي (صلى الله عليه وآله) ورأسه في حجر علي فقال له: " يا أبا الحسن ما جئتنا إلا في حاجة "، قال: " بأبي أنت وأمي يا رسول الله دخلت ورأسك في حجر دحية الكلبي فقام إلي وسلم علي فقال خذ برأس ابن عمك إليك فأنت أحق به مني يا أمير المؤمنين "، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): " فهل عرفته "؟ فقال: " هو دحية الكلبي "، فقال له: " ذاك جبرائيل " فقال له: " بأبي أنت وأمي يا رسول الله أعلمني أنس أنك قلت:
الجنة(8) مشتاقة إلى أربعة من أمتي فمن هم " فأومى(9) بيده وقال: " أنت والله أولهم، أنت والله أولهم، قالها ثلاثا " فقال: " بأبي أنت وأمي فمن الثلاثة "؟ فقال له: " سلمان، والمقداد، وأبو ذر "(10).
قال المؤلف علي بن عيسى - عفى الله عنه - وعلى هذا فقد روى أحمد بن حنبل في مسنده مرفوعا إلى بريدة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله يحب من أصحابي أربعة أخبرني أنه يحبهم، وأمرني بحبهم "(11) قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: " إن عليا منهم، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، والمقداد بن الأسود الكندي "(12).
____________
(1) في المصدر: إن الجنة تشتاق إلى أربعة من أمتي، فهبت أن أسأله من هم؟ فأتيت أبا بكر فقلت: إن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إن الجنة تشتاق إلى أربعة من أمتي فسله من هم؟
(2) في المصدر: فقلت له مثل ذلك.
(3) الناضح: ما سقي بالنضح.
(4) في المصدر: تشتاق.
(5) في المصدر: من أمتي فسله.
(6) في المصدر: لأحمدن.
(7) في المصدر: على النبي (صلى الله عليه وآله).
(8) في المصدر: إن الجنة.
(9) في المصدر: فأومى إليه.
(10) كشف الغمة: 1 / 345، اليقين: 147.
(11) في مسند أحمد: أن أحبهم.
(12) مسند أحمد: 5 / 351.
فينادي مناد من لدن العرش - أو قال من بطنان العرش -: ليس هذا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش رب العالمين هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم(5)، أفلح من صدقه وخاب من كذبه ولو أن عبدا عبد الله بين الركن والمقام ألف عام وألف عام حتى يكون كالشن البالي، ولقي الله مبغضا لآل محمد أكبه الله على منخريه في جهنم "(6).
السابع والثلاثون: ومن مناقب موفق بن أحمد الخوارزمي مرفوعا إلى علي (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لما أسري بي إلى السماء حتى انتهيت إلى سدرة المنتهى(7) وقفت بين يدي ربي عز وجل فقال لي: يا محمد قلت: لبيك وسعديك، قال لقد بلوت(8) خلقي فأيهم رأيت أطوع لك؟
قال: قلت: يا رب عليا، قال: صدقت يا محمد فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك ويعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟ قال: قلت: اختر لي فإن خيرتك خيرتي، فقال: قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة ووصيا، ونحلته حلمي وعلمي(9) وهو أمير المؤمنين حقا لم ينلها أحد
____________
(1) في المصدر: عمه العباس.
(2) في المصدر: فداك أبي وأمي أنت ومن؟
(3) دبجه: أي زينه بالديباج.
(4) في المصدر: مضبب. والمضبب الملبس.
(5) في المصدر: إلى جنات رب العالمين.
(6) في المصدر: في نار جهنم. والحديث أخرجه الإربلي في كشف الغمة: 1 / 346.
(7) في المصدر: ثم من السماء إلى السدرة المنتهى.
(8) في المصدر: فقال: قد بلوت.
(9) في المصدر: علمي وحلمي.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): قلت: " يا رب فقد بشرته فقال(1): أنا عبد الله وفي قبضته إن يعاقبني فبذنوبي ولم يظلمني شيئا، وإن يتمم لي وعدي فهو مولاي(2) فقال: فاجل يا رب قلبه واجعل ربيعه الإيمان قال: قد فعلت ذلك يا محمد غير أني اختصه(3) بشئ من البلاء لم أخص به أحدا من أوليائي، قال: يا رب أخي(4) وصاحبي قال سبق(5) في علمي أنه مبتلى، ولولا علي لم يعرف حزبي ولا أوليائي "(6)(7).
الثامن والثلاثون: من مناقب الخوارزمي عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي، ودمه دمي(8)، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي "(9).
وقال (صلى الله عليه وآله): " يا أم سلمة اسمعي واشهدي: هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي وبابي الذي أؤتى منه، أخي في الدين وخدني(10) في الآخرة، ومعي في السنام الأعلى "(11).
التاسع والثلاثون: من مناقب الخوازمي عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله) في بيته، فغدا علي بالغداة وكان لا يحب أن يسبقه إليه أحد فدخل فإذا النبي (صلى الله عليه وآله) في صحن الدار وإذا رأسه في حجر دحية الكلبي(12) والحديث قد تقدم نحوه.
قلت: قال المؤلف علي بن عيسى - رضي الله عنه - قد أورد السيد السعيد رضي الدين علي بن موسى بن طاوس(13) قدس الله سره وألحقه بسلفه هذه الأحاديث من ثلاثمائة طريق وزيادة، اقتصرت منها على ما أوردته في هذا الكتاب المختصر، واكتفيت بما ذكرته منها، فلم أذكر كلما ذكر
____________
(1) في المصدر: قلت ربي قد بشرته فقال علي.
(2) في المصدر: وإن تمم لي وعدي فالله مولاي.
(3) في المصدر: مختصه.
(4) في المصدر: قال: قلت: ربي أخي.
(5) في المصدر: قد سبق.
(6) في المصدر: ولا أوليائي ولا أولياء رسلي.
(7) فرائد السمطين: 1 / 268 / ح 210، مناقب الخوارزمي: 303.
(8) في المصدر: لحمه من لحمي، ودمه من دمي.
(9) في المصدر: غير أنه.
(10) الخدن: بالكسر الصاحب والرفيق.
(11) كشف الغمة: 1 / 347.
(12) كشف الغمة: 1 / 347.
(13) في المصدر: علي بن طاووس.
الأربعون: ما رواه ابن شهرآشوب من طريق العامة في كتاب المناقب، قال: وفي تفسير مجاهد قال: ما كان في القرآن: * (يا أيها الذين آمنوا) * فإن لعلي (عليه السلام) سابقة ذلك الآية لأنه سبقهم إلى الإسلام فسماه الله في تسع وثمانين موضعا أمير المؤمنين وسيد المخاطبين إلى يوم الدين(3).
ثم قال الخبر الذي يتضمن الأمر بالتسليم على أمير المؤمنين متواتر، الشيعة تنقله وهو أحد الألفاظ في النص الجلي، ورواه أكثر العامة من طرق مختلفة فلم نجد أحدا من رواتهم طعن فيها أو من علمائهم دفعها.
قوله (عليه السلام): " سلموا على علي بإمرة المؤمنين " روى ذلك علماؤهم كالمنقري بإسناده إلى عمران عن بريدة الأسلمي.
وروى يوسف بن كليب المسعودي بإسناده عن أبي داود(4) السبيعي.
وروى عباد بن يعقوب الأسدي بإسناده عن أبي داود(5) السبيعي، عن أبي بريدة أنه دخل أبو بكر على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: " إذهب وسلم على أمير المؤمنين " فقال: يا رسول الله وأنت حي قال:
" نعم وأنا حي "، ثم جاء عمر فقال له مثل ذلك، وفي رواية السبيعي أنه قال عمر: ومن أمير المؤمنين؟
قال: " علي بن أبي طالب " قال: عن الله(6) وأمر رسوله قال: نعم(7).
إبراهيم الثقفي عن عبد الله بن جبلة الكناني، عن ذريح المحاربي، عن الثمالي عن الصادق (عليه السلام) أن بريدة كان غائبا بالشام فقدم وقد بايع الناس أبا بكر فأتاه في مجلسه فقال: " يا أبا بكر هل نسيت تسليمنا على علي بإمرة المؤمنين واجبة من الله ورسوله "؟
قال: يا بريدة إنك غبت وشهدنا وإن الله يحدث الأمر بعد الأمر، ولم يكن الله ليجمع لهذا
____________
(1) في المصدر: يستدل بما أثبته على ما لم أثبته.
(2) كشف الغمة: 1 / 348.
(3) مناقب آل أبي طالب: 3 / 53.
(4) في المصدر: عن داود عن بريدة.
(5) في المصدر: عن داود.
(6) في المصدر: عن أمر الله.
(7) مناقب آل أبي طالب: 3 / 53.
الثقفي والسري بن عبد الله بإسنادهما: إن عمران بن الحصين، وأبا بريدة قالا لأبي بكر: قد كنت أنت يومئذ فيمن سلم على علي بإمرة المؤمنين فهل تذكر ذلك اليوم أم نسيته؟ قال: بل أذكره فقال بريدة فهل ينبغي لأحد من المسلمين أن يتأمر على أمير المؤمنين؟ فقال عمر إن النبوة والإمامة لا تجتمع في بيت واحد فقال له بريدة: قال الله تعالى: * (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) *(3) فقد جمع النبوة والملك(4).
الحادي والأربعون: من طريق العامة ما رواه في كتاب الفردوس لابن شيرويه يرفعه إلى حذيفة اليماني قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لو يعلم الناس متى سمي علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله، سمي أمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد فقوله تعالى: * (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) *(5) فقالت الملائكة بلى فقال الله تبارك وتعالى أنا ربكم ومحمد نبيكم وعلي وليكم وأميركم "(6).
الثاني والأربعون: موفق ابن أحمد قال: أخبرنا أبو منصور شهردار بن شيرويه هذا فيما كتب إلي من همدان، أخبرنا عبدوس هذا كتابة، عن الشريف أبي طالب الفضل بن محمد بن طاهر الجعفري بإصبهان، عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك الإصبهاني، حدثني محمد بن عبد الله بن الحسين، حدثني علي بن الحسين بن إسماعيل، حدثني محمد بن الوليد العقيلي، حدثني قثم بن أبي قتادة الحراني، حدثنا وكيع عن خالد النوا، عن الأصبغ بن نباتة قال: لما أصيب زيد ابن صوحان يوم الجمل أتاه علي (عليه السلام) وبه رمق فوقف عليه [ أمير المؤمنين علي بن أبي
____________
(1) في المخطوطة: والمصدر: يجمع لأهل هذا البيت.
(2) مناقب آبي أبي طالب: 3 / 53.
(3) النساء 54.
(4) في المصدر والبحار: فقد جمع الله لهم النبوة والملك، قال: فغضب عمر وما زلنا نعرف في وجهه الغضب حتى مات. وأنشد بريدة الأسلمي:
أمر النبي معاشرا هم أسوة | ولهازم أن يدخلوا ويسلموا |
تسليم من هو عالم مستيقن | أن الوصي هو الإمام القائم |
مناقب آل أبي طالب: 3 / 53 - 54، البحار: 37 / 309 - 310 بلفظ أطول.
(5) الأعراف: 172.
(6) رواه المجلسي في البحار: 37 / 311 و 333، عن أبي جعفر (عليه السلام) باختلاف يسير.
____________
(1) ما بين المعقوفتين غير موجود في المصدر.
(2) في المصدر: ما عرفناك.
(3) مناقب الخوارزمي: 111.
الباب التاسع
في أنه (عليه السلام) أمير المؤمنين وسيد المسلمين
والإمام والحجة والخليفة والوصي
الأول: ابن بابويه في أماليه قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال: حدثنا فرات ابن إبراهيم بن فرات الكوفي قال: حدثنا محمد بن ظهير قال: حدثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول (صلى الله عليه وآله): " يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لأمتي يهتدون به من بعدي، وهو اليوم الذي أكمل فيه الدين وأتم على أمتي فيه النعمة ورضي لهم الإسلام دينا " ثم قال (صلى الله عليه وآله): " معاشر الناس علي مني وأنا من علي خلق من طينتي وهو إمام الخلق بعدي يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي، وهو أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين، وخير الوصيين، وزوج سيدة نساء العالمين، وأبو الأئمة المهديين، معاشر الناس من أحب عليا أحببته، ومن أبغض عليا أبغضته، ومن وصل عليا وصلته، ومن قطع عليا قطعته، ومن جفا عليا جفوته، ومن والى عليا واليته، ومن عادى عليا عاديته، معاشر الناس أنا مدينة الحكمة وعلي بابها ولن تؤتي المدينة إلا من قبل الباب، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا، معاشر الناس والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية ما نصبت عليا علما لأمتي في الأرض حتى نوه الله باسمه في سماواته وأوجب ولايته على جميع ملائكته "(1).
الثاني: ابن بابويه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال: حدثنا الحسين ابن محمد بن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن ابن أبي عمير عن حمزة بن حمران، عن أبيه، عن أبي حمزة عن علي بن الحسين، عن أبيه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه جاء إليه رجل فقال له يا أبا الحسن إنك تدعى أمير المؤمنين فمن أمرك عليهم؟ قال: " الله جل جلاله أمرني عليهم "، فجاء الرجل إلى
____________
(1) أمالي الصدوق: 111.
الثالث: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن علي(2) بن موسى قال: حدثنا محمد بن جعفر أبو الحسين الأسدي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال: حدثنا جعفر بن أحمد بن محمد التميمي، عن أبيه قال: حدثنا عبد الملك بن عمير الشيباني، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أنا سيد الأنبياء والمرسلين وأفضل من الملائكة المقربين وأوصيائي سادة أوصياء النبيين(3)، وذريتي أفضل ذريات النبيين والمرسلين(4)، وابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين، والطاهرات من أزواجي أمهات المؤمنين، وأمتي خير أمة أخرجت للناس، وأنا أكثر النبيين تبعا يوم القيامة ولي حوض عرضه ما بين صنعاء وبصرى فيه الأباريق عدد نجوم السماء وخليفتي على الحوض يومئذ خليفتي في الدنيا " قيل: ومن ذاك يا رسول الله؟ قال: " إمام المسلمين وأمير المؤمنين ومولاهم بعدي علي بن أبي طالب يسقي منه أوليائه، ويذود عنه أعدائه كما يذود أحدكم الغريبة من الإبل عن الماء " ثم قال (صلى الله عليه وآله): " من أحب عليا وأطاعه في دار الدنيا ورد علي حوضي غدا وكان معي في درجتي في الجنة ومن أبغض عليا في دار الدنيا وعصاه لم أره ولم يرني يوم القيامة واختلج دوني، وأخذ به ذات الشمال إلى النار "(5).
الرابع: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن أحمد السناني رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أبي
____________
(1) أمالي الصدوق: 116.
(2) في المصدر: علي بن أحمد.
(3) في المصدر: النبيين والمرسلين.
(4) في المصدر: وأصحابي الذين سلكوا منهاجي أفضل أصحاب النبيين والمرسلين.
(5) أمالي الصدوق: 264.