الصفحة 131

قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمران بن أبي ليلى أخو محمد بن عمران قال: حدثنا يعقوب بن موسى الهاشمي، عن ابن أبي رواد، عن إسماعيل بن أمية، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من سره أن يحيي حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوال عليا من بعدي وليوال وليه، وليقتد بالأئمة من بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي، رزقوا فهما وعلما. وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي "(1).

قلت: وروي هذا الحديث من العامة أيضا ابن أبي الحديد في شرج نهج البلاغة - وهو من مشايخ المعتزلة - رواه عن أبي نعيم الحافظ أحمد بن عبد الله الأصفهاني في كتاب حلية الأولياء(2).

الرابع والعشرون: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال: أنبأني السيد الإمام نسابة عهده جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار بن معد(3) بن أحمد بن محمد بن أبي الغنائم محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم المجاب برد السلام ابن محمد الصالح بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن أبي عبد الله الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم أجمعين - قال: أخبرنا والدي الإمام شمس الدين شيخ الشرف معد - رحمه الله - إجازة قال: أخبرنا شاذان بن جبرائيل القمي، عن جعفر ابن محمد الدروستي، عن أبيه قال: أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه رحمه الله قال: حدثنا محمد بن علي بن ماجيلويه - رحمه الله - قال: أنبأنا علي بن إبراهيم عن أبيه، عن علي ابن معبد، عن الحسن بن خالد، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من أحب أن يتمسك بديني ويركب سفينة النجاة بعدي فليقتد بعلي بن أبي طالب وليعاد عدوه، وليوال وليه فإنه وصيي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد وفاتي، وهو إمام كل مسلم، وأمير كل مؤمن بعدي، قوله قولي، وأمره أمري، ونهيه نهيي، وتابعه تابعي، وناصره ناصري، وخاذله خاذلي "، ثم قال (عليه السلام): " من فارق عليا بعدي لم يرني، ولم أره يوم القيامة، ومن خالف عليا حرم الله عليه الجنة، وجعل مأواه النار، ومن خذل عليا خذله الله يوم يعرض عليه، ومن نصر عليا نصره الله يوم يلقاه ولقنه حجته عند المسألة "، ثم قال (عليه السلام): " والحسن والحسين إماما أمتي بعد أبيهما، وسيدا شباب أهل الجنة، أمهما سيدة نساء العالمين وأبوهما سيد الوصيين، ومن ولد الحسين تسعة أئمة تاسعهم القائم من ولدي، طاعتهم طاعتي، ومعصيتهم

____________

(1) فرائد السمطين 1: 53 / ح 18.

(2) حلية الأولياء: 1 / 86.

(3) في المصدر: بن فخار.


الصفحة 132
معصيتي، إلى الله أشكو المنكرين لفضلهم والمضيعين لحرمتهم بعدي وكفى بالله وليا وناصرا لعترتي وأئمة أمتي، ومنتقما من الجاحدين حقهم، * (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) * "(1).

أقول: انظر أيها الأخ إلى ما يرويه المخالفون النواصب ما هو عين مذهب الإمامية الاثني عشرية وهذا يعطيك أن المخالفين العامة على ضلال مبين، وخسران عظيم، بعد العلم منهم والمعرفة بصحة معتقد الإمامية الاثني عشرية، فتأمل هذا الحديث وأضرابه مما يرويه الخاسرون ويحكم بصحته المخالفون.

الخامس والعشرون: الحمويني هذا أيضا قال: أخبرني الشيخ الإمام فخر الدين أبو الحسن علي ابن أحمد بن عبد الواحد إجازة قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصير الصيدلاني الإصبهاني إجازة، أنبأنا(2) أبو علي بن أحمد بن الحسن المقري إجازة قال: أنبأنا الحافظ الإمام أحمد بن عبد الله أبو نعيم - رحمه الله - قال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا سعيد بن علي الرازي قال: حدثنا إبراهيم ابن عيسى التنوخي، عن زياد بن مطرف، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من أحب أن يحيي حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي عز وجل، وإن ربي عز وجل غرس قضبانها بيده فليوال علي بن أبي طالب، فإنه لن يخرجكم من هدى، ولن يدخلكم في ضلال "(3).

السادس والعشرون: الحمويني أخبرنا الشيخان العدل محمد بن أبي القاسم، والخطيب عبد الله بن أبي السعادات بقراءتي عليهما منفردين برواية العدل شيخ الإسلام شهاب الدين أبي حفص عمر بن محمد الشهرزوري(4) وبرواية الخطيب عن أحمد بن يعقوب المارستاني سماعا قالا أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد(5) المعروف بابن البطي(6) سماعا أنبأنا أحمد بن أحمد(7) الأصفهاني، أنبأنا أحمد بن عبد الله بن إسحاق الحافظ قال: أنبأنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي، حدثنا محمد بن جرير، ثنا عبد الأعلى بن واصل، حدثنا مخول بن إبراهيم، حدثنا علي

____________

(1) فرائد السمطين 1: 54 / ح 19، والآية في سورة الشعراء: 227.

(2) في المصدر: قال: أخبرنا.

(3) فرائد السمطين 1: 55 / ح 20.

(4) في المصدر: السهروردي - رحمه الله -.

(5) في المصدر: بن سلمان.

(6) في المصدر: أحمد بن يعقوب المعروف بابن البطي.

(7) في المصدر: أنا أبو الفضل حمد بن أحمد.


الصفحة 133
ابن حزور، عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت عمار بن ياسر يقول: قال النبي (صلى الله عليه وآله): " يا علي إن الله تعالى قد زينك بزينة لم تزين(1) العباد بزينة أحب إليه منها، هي زينة الأبرار عند الله عز وجل، الزهد في الدنيا فجعلك لا ترزأ من الدنيا شيئا ولا ترزأ الدنيا منك شيئا، ووهب لك حب المساكين فجعلك ترضى بهم أتباعا ويرضون بك إماما "(2).

قلت: كررنا هذا الحديث في الباب لتعدد طرقه وهو حديث مذكور في كتب العامة والخاصة(3).

السابع والعشرون: الحمويني هذا قال: أخبرني الشيخ الزاهد جمال الدين محمد بن أبي بكر ابن أحمد بن الخليل(4) الصوفي الخليلي القزويني بقراءتي عليه بخير آباد في شهر ربيع الآخر سنة سبع وستين وستمائة قال: أنبأنا الشيخ أبو حفص عمر بن أبي بكر بن محمد بن عامر التيمي في منزلنا برباط العرونية الملاصق بالمسجد الحرام تجاه الكعبة المعظمة في العشر الآخر من شوال سنة سبع وثلاثين وستمائة بقراءة أبي الهدى عيسى بن يحيى بن أحمد الصوفي السيسبي(5) الأنصاري قال: حدثنا الشيخ أبو عبد الله يعلى بن أبي مسلم بن يعلى الصوفي القزويني بقراءته علينا في السادس من رجب سنة ثمان وستمائة بالحرم الشريف قال: أخبرني الشيخ أبو الهدى صواب ابن عبد الله الحبشي خادم الضريح النبوي (صلى الله عليه وآله) بالحرم الشريف، تجاه الكعبة المعظمة زادها الله شرفا عند باب الحزورة في التاسع والعشرين من ذي القعدة سنة ست وستمائة بقراءتي عليه، قال: أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله الإصبهاني بدمشق قال: أنبأنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب قال: حدثنا أبو نصر منصور بن عبد الله قال: حدثنا عبد الله بن إسماعيل قال: حدثنا عثمان بن طالوت قال: نبأنا بشر بن أبي عمرو بن العلاء النحوي قال: حدثني أبو عمرو بن العلاء القاري، عن ابن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: كنت يوما مع النبي (صلى الله عليه وآله) في بعض حيطان المدينة ويد علي في يده فمررنا بنخل فصاح النخل هذا محمد سيد الأنبياء وهذا علي سيد الأوصياء وأبو الأئمة الطاهرين، ثم مررنا بنخل فصاح النخل هذا المهدي وهذا الهادي ثم مررنا بنخل فصاح النخل هذا محمد رسول الله وهذا علي سيف الله، فالتفت النبي (صلى الله عليه وآله) إلى علي

____________

(1) في المصدر: يزين.

(2) فرائد السمطين 1: 136 / ح 100.

(3) حلية الأولياء: 1 / 71، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2 / 429، ذخائر العقبى: 100، مجمع الزوائد 9: 121 و 132، منتخب كنز العمال: 5 / 35، أسد الغابة: 4 / 23، الرياض النضرة: 2 / 228، ومر بلفظ أطول.

راجع الحديث الثاني عشر من هذا الباب.

(4) في المصدر: أحمد بن جليل.

(5) في المصدر: السيبي.


الصفحة 134
فقال: " يا علي سمه الصيحاني فسمي من ذلك اليوم الصيحاني "(1).

الثامن والعشرون: الحمويني هذا قال: أخبرني الشيخان أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن أبي الفرج، وشمس الدين يوسف بن محمد بن علي بن منصور الوكيل(2) البغداديان إذنا قالا: أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب إجازة بجميع مروياته، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد الإصبهاني(3).

ح - وأخبرنا الشيخ عبد الحافظ بن بدران بقراءتي عليه وجماعة كثيرون من مشايخي - رحمهم الله - إجازة بروايتهم عن شيخ الإسلام شهاب الدين أبي حفص عمر بن محمد بن عبد الله السهروردي - رضي الله عنه - إجازة قال: أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي سماعا، أنبأنا أحمد بن أحمد الإصبهاني قال: أنبأنا أحمد بن عبد الله أبو نعيم قال: حدثنا عمر بن أحمد بن عمر القاضي القصباني، حدثنا علي بن العباس البجلي، حدثنا أحمد بن يحيى، حدثنا الحسن بن الحسين، حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن الشعبي، قال: قال علي (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) مرحبا بسيد المسلمين، وإمام المتقين "، فقيل لعلي: فأي شئ كان من شكرك قال:

" حمدت الله عز وجل على ما آتاني وسألته الشكر على ما أولاني، وأن يزيدني مما أعطاني "(4).

التاسع والعشرون: الحمويني عن عبد الرحمن(5) بن أبي عمر، ومحمد بن قدامة وعبد الرحمن بن أحمد بن عبد الملك بن إبراهيم بن علي بن أحمد الواسطي، وإبراهيم بن إسماعيل الحنفي الدرجي، وغيرهم بروايتهم عن أبي المجد زاهر بن محمد(6) بن حامد بن أحمد الثقفي الإصبهاني إجازة، قال أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله بن أحمد الجوزدانية، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن زيد الإصبهاني، أنبأنا الإمام أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني، قال: حدثنا محمد بن مسلم بن عبد العزيز الأشعري الإصبهاني، حدثنا مجاشع ابن عمرو بهمدان سنة ثلاث ومأتين، نبأنا عيسى بن سوادة الرازي، حدثنا بلال بن أبي حميد

____________

(1) فرائد السمطين 1: 137 / ح 101. ورواه عن الحمويني بهذا اللفظ القندوزي الحنفي في ينابيع المودة:

136.

(2) في المصدر: علي بن سدود الوكيل:

(3) في المصدر: الحداد الإصبهاني إجازة بجميع مروياته.

(4) فرائد السمطين 1: 141 / ح 104. ورواه الحافظ أبو نعيم الإصبهاني في حلية الأولياء: 1 / 66.

(5) في المصدر: أنبأني المشايخ عبد الرحمن.

(6) في المصدر: زاهر بن أحمد.


الصفحة 135
الوزان(1) عن عبد الله بن حكيم الجهني قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله تبارك وتعالى أوحى إلي في علي ثلاثة أشياء: - ليلة أسري بي - أنه سيد المؤمنين وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين "(2).

قال الطبراني لم يروه عن هلال إلا عيسى بن سوادة، تفرد به مجاشع بن عمرو(3).

الثلاثون: الحمويني قال: أخبرنا الإمام الخطيب نجم الدين أبو بكر عبد الله ابن أبي السعادات المقري(4) بقراءتي عليه بجامع المنصور بباب البصرة قال: أنبأنا الشيخ أحمد بن يعقوب بن عبد الله ابن عبد الواحد المارستاني سماعا عليه قال: أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي إجازة إن لم يكن سماعا قال: أنبأنا أبو الفضل حمد بن حمد الإصبهاني قال: أنبأنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الإصبهاني - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن حميد، حدثنا علي بن سراج المصري، نبأنا محمد بن فيروز حدثنا أبو عمرو لاهز بن عبد الله، أنبأنا معمر بن سليمان، عن أبيه، عن هشام بن عروة، عن أبيه، ثنا أنس بن مالك قال: بعثني النبي (صلى الله عليه وآله) إلى أبي برزة الأسلمي فقال له - وأنا أسمع -: " يا أبا برزة إن رب العالمين عهد إلي عهدا في علي بن أبي طالب فقال: إنه راية الهدى، ومنار الإيمان، وإمام أوليائي، ونور جميع من أطاعني، يا أبا برزة علي بن أبي طالب أميني غدا في القيامة، وصاحب رايتي في القيامة على مفاتيح خزائن ربي "(5).

الحادي والثلاثون: الحمويني قال: أخبرني المشايخ الجلة من أهل الحلة، السيدان الإمامان جمال الدين أحمد بن موسى بن طاووس الحسيني، وجلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي، والإمام العلامة نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن الحسين بن يحيى بن سعيد - رحمهم الله - بروايتهم، عن السيد الإمام شمس الملة والدين شيخ الشرف فخار بن محمد الدورستي عن أبيه(6)، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي - رحمه الله - قال:

حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه عن جده أحمد بن

____________

(1) في المصدر: هلال بن أحمد الوزان.

(2) فرائد السمطين 1: 143 / ح 107.

(3) فرائد السمطين، السمط الأول: كفاية الطالب للكنجي: 80، المعجم الصغير: 2 / 10، ضمن ترجمة محمد بن مسلم الأشعري.

(4) في المصدر: عبد الله بن أبي السعادات بن منصور بن أبي السعادات المقري.

(5) فرائد السمطين 1: 44 / ح 108. حلية الأولياء: 1 / 66، كفاية الطالب للكنجي: 95.

(6) في المصدر: فخار بن معد بن فخار الموسوي، عن شاذان بن جبرائيل القمي، عن جعفر بن محمد الدروستي.


الصفحة 136
عبد الله، عن أبيه محمد بن خالد، عن غياث بن إبراهيم(1)، عن ثابت بن دينار، عن سعد بن طريف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي بن أبي طالب: " يا علي أنا مدينة الحكمة وأنت بابها، ولن تؤتي المدينة إلا من قبل الباب، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك لأنك مني وأنا منك، لحمك من لحمي، ودمك من دمي، وروحك من روحي، وسريرتك من سريرتي، وعلانيتك من علانيتي، وأنت إمام أمتي، وخليفتي عليها بعدي، سعد من أطاعك وشقي من عصاك، وربح من تولاك، وخسر من عاداك، وفاز من لزمك، وهلك من فارقك، مثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي(2) مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا، ومن تخلف عنها غرق، ومثلكم مثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة "(3).

الثاني والثلاثون: الحمويني بإسناده عن أبي جعفر بن بابويه قال: ثنا أبي قال: نبأنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن العباس بن معروف، عن عبد الله بن عبد الرحمن البصري، عن أبي المعزا حميد بن المثنى(4) العجلي، عن أبي بصير، عن خيثمة الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: " نحن جنب الله، ونحن صفوته، ونحن خيرته، ونحن مستودع مواريث الأنبياء، ونحن أمناء الله عز وجل، ونحن حجة الله، ونحن أركان الإيمان، ونحن دعائم الإسلام، ونحن من رحمة الله على خلقه، ونحن بنا يفتح وبنا يختم، ونحن أئمة الهدى، ونحن مصابيح الدجى، ونحن منار الهدى، ونحن السابقون، ونحن الآخرون، ونحن العلم المرفوع للحق من تمسك بنا لحق، ومن تأخر عنا غرق، ونحن قادة الغر المحجلين، ونحن خيرة الله، ونحن الطريق الواضح والصراط المستقيم إلى الله، ونحن من نعمة الله عز وجل على خلقه، ونحن المنهاج، ونحن معدن النبوة ونحن موضع الرسالة، ونحن الذين مختلف الملائكة، ونحن السراج لمن استضاء بنا، ونحن السبيل لمن اقتدى بنا، ونحن الهداة إلى الجنة، ونحن عرى الإسلام، ونحن الجسور والقناطر من مضى عليها لم يسبق، ومن تخلف عنها محق، ونحن السنام الأعظم، ونحن بنا ينزل الله الرحمة وبنا يسقون الغيث، ونحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب، فمن عرفنا وأبصرنا وعرف حقنا وأخذ بأمرنا فهو منا وإلينا "(5).

____________

(1) في المصدر: عتاب بن إبراهيم.

(2) في المصدر: ومثل الأئمة من بعدي.

(3) أمالي الطوسي: 2 / 130 - 131. وفرائد السمطين 2: 243 / ح 517.

(4) في المصدر: أحمد بن المثنى.

(5) فرائد السمطين 2: 253 / ح 523 ومر ذكرها في ص 116 من هذا الكتاب.


الصفحة 137
الثالث والثلاثون: الحمويني قال: أخبرني الإمام نجم الدين عيسى بن الحسين الطبري رحمه الله إجازة بجميع كتاب مقتل أمير المؤمنين الحسين بن علي قال: أخبرني السيد النقيب الحسيب النسيب ركن الدين أبو طالب يحيى بن الحسن الحسيني البطحائي، عن الإمام جمال الدين بن معين، عن مصنفه أخطب خوارزم أبي المؤيد الموفق بن أحمد المكي - رحمه الله - قال فيه: وذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن شاذان، عن محمد بن زياد(1) عن جميل بن صالح، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن الحسين بن علي (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة بهجة قلبي، وإبناها ثمرة فؤادي، وبعلها نور بصري، والأئمة من ولدها أمناء ربي وحبله الممدود بينه وبين خلقه. من اعتصم بهم نجا، ومن تخلف عنهم هوى "(2).

الرابع والثلاثون: الحمويني هذا من أعيان علماء العامة قال: أنبأني السيد النسابة جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي - رحمه الله - قال: أنبأنا والدي السيد شمس الدين شيخ الشرف فخار - رحمه الله - إجازة بروايته عن شاذان بن جبرائيل القمي، عن جعفر بن محمد الدورستي، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي قال: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن - رضي الله عنه - قالا: أنبأنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن عمر بن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي قال: رأيت عليا (عليه السلام) في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) في خلافة عثمان - رضي الله عنه - وجماعة يتحدثون ويتذاكرون العلم والفقه، فذكروا قريشا وفضلها وسوابقها وهجرتها، وما قال فيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الفضل، مثل قوله " الأئمة من قريش " وقوله: " الناس تبع لقريش وقريش أئمة العرب " وقوله: " لا تسبوا قريشا " وقوله: " إن لقريش قوة رجلين من غيرهم " وقوله: " من أبغض قريشا أبغضه الله " وقوله: " من أراد هوان قريش أهانه الله " وذكروا الأنصار وفضلها، وسوابقها، ونصرتها، وما أثنى الله عليهم في كتابه، وما قال فيهم النبي (صلى الله عليه وآله) من الفضل، وذكروا ما قال في سعد بن عبادة، وغسيل الملائكة فلم يدعوا شيئا من فضلهم حتى قال كل حي منا فلان وفلان، وقالت قريش: منا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومنا حمزة، ومنا جعفر، ومنا عبيدة بن الحرث، وزيد بن حارثة وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وأبو عبيدة، وسالم وعبد الرحمن

____________

(1) في المصدر: أحمد بن علي بن شاذان، أخبرني الحسن بن حمزة، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن محمد بن زياد.

(2) مقتل الحسين: 1 / 59، فرائد السمطين 2: 66 / ح 390.


الصفحة 138
ابن عوف، فلم يدعوا من الحيين أحدا من أهل السابقة إلا سموه، وفي الحلقة أكثر من مائتي رجل، منهم علي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة، وابن الزبير، والمقداد، وأبو ذر، وهاشم بن عتبة، وابن عمر، والحسن، والحسين (عليهما السلام) وابن عباس، ومحمد بن أبي بكر، وعبد الله بن جعفر، ومن الأنصار أبي بن كعب، وزيد بن ثابت(1) وأبو الهيثم بن التيهان، ومحمد بن سلمة، وقيس بن سعد بن عبادة، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وزيد بن أرقم، وعبد الله بن أبي أوفى، وأبو ليلى ومعه ابنه عبد الرحمن قاعد بجنبه غلام صبيح الوجه أمرد فجاء أبو الحسن البصري ومعه ابنه الحسن البصري، والحسن غلام أمرد صبيح الوجه معتدل القامة فجعلت أنظر إليه وإلى عبد الرحمن بن أبي ليلى فلا أدري أيهما أجمل غير أن الحسن أعظمهما وأطولهما.

فأكثر القوم وذلك من بكرة إلى حين الزوال وعثمان في داره لا يعلم بشئ مما هم فيه وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) ساكت لا ينطق بكلمة ولا أحد من أهل بيته.

فأقبل القوم عليه فقالوا: يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلم؟

فقال: " ما من الحيين إلا وقد ذكر وقال حقا(2)، فأنا أسألكم يا معشر قريش والأنصار بمن أعطاكم الله هذا الفضل؟ أبأنفسكم، وعشائركم، وأهل بيوتاتكم أم بغيركم؟ ".

قالوا: بل أعطانا الله ومن به علينا بمحمد (صلى الله عليه وآله) لا بأنفسنا وعشائرنا، ولا بأهل بيوتاتنا.

قال: " صدقتم يا معشر قريش والأنصار. ألستم تعلمون أن الذي نلتم من خير الدنيا والآخرة منا أهل البيت خاصة دون غيرهم؟ وأن ابن عمي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إني وأهل بيتي كنا نورا يسعى بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق الله عز وجل آدم (عليه السلام) بأربعة عشر ألف سنة فلما خلق آدم وضع ذلك النور في صلبه وأهبطه إلى الأرض، ثم حمله في السفينة في صلب نوح (عليه السلام)، ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم (عليه السلام) ثم لم يزل الله عز وجل ينقلنا من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة، ومن الأرحام الطاهرة إلى الأصلاب الكريمة من الآباء والأمهات، لم يكن منهم على(3) سفاح قط ".

فقال أهل السابقة والقدمة، وأهل بدر، وأهل أحد: نعم، قد سمعنا من رسول الله (صلى الله عليه وآله).

ثم قال: " أنشدكم الله أتعلمون أن الله عز وجل فضل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية،

____________

(1) في المصدر: وأبو أيوب الأنصاري.

(2) في المصدر: إلا قد ذكر فصلا وقال حقا.

(3) في المصدر: لم يلق واحد منهم.


الصفحة 139
وإني لم يسبقني إلى الله عز وجل وإلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحد من هذه الأمة؟ " قالوا: اللهم نعم.

قال: " فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت: * (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) *(1) * (والسابقون السابقون أولئك المقربون) *(2) سئل عنها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال أنزلها الله تعالى ذكره في الأنبياء وأوصيائهم. فأنا أفضل أنبياء الله ورسله، وعلي بن أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء؟ " قالوا: اللهم نعم.

قال: " فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) *(3) وحيث نزلت * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *(4) وحيث نزلت * (ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة) *(5) قال الناس يا رسول الله أخاصة في بعض المؤمنين أم عامة في جميعهم فأمر الله عز وجل نبيه (صلى الله عليه وآله) أن يعلمهم ولاة أمرهم، وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم، وحجهم، ونصبني للناس بغدير خم ".

ثم خطب فقال: " أيها الناس إن الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري، وظننت أن الناس مكذبي فأوعدني لأبلغها أو ليعذبني، ثم أمر فنودي بالصلاة جامعة، ثم خطب فقال: أيها الناس أتعلمون أن الله عز وجل مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم قالوا بلى يا رسول الله. قال:

قم يا علي فقمت فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

فقام سلمان فقال: يا رسول الله ولاية ماذا؟ فقال: ولاء كولائي من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه. فأنزل الله تعالى ذكره: * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) *(6) فكبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: الله أكبر على تمام نبوتي، وتمام دين الله ولاية علي بعدي ".

فقام أبو بكر وعمر فقالا: يا رسول الله هؤلاء الآيات خاصة في علي؟ قال: " بلى فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة ".

قالا: يا رسول الله بينهم لنا.

قال: " علي أخي، ووزيري، ووارثي، ووصيي، وخليفتي في أمتي، وولي كل مؤمن بعدي، ثم

____________

(1) التوبة: 100.

(2) الواقعة: 10.

(3) النساء: 59.

(4) المائدة: 55.

(5) التوبة: 16.

(6) المائدة: 3.


الصفحة 140
ابني الحسن، ثم الحسين ثم تسعة من ولد ابني الحسين واحد بعد واحد القرآن معهم وهم مع القرآن، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا علي الحوض ". فقالوا كلهم، اللهم نعم قد سمعنا ذلك وشهدنا كما قلت سواء.

وقال بعضهم: قد حفظنا جل ما قلت ولم نحفظ كله وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا، فقال علي (عليه السلام): " صدقتم ليس كل الناس يستوون في الحفظ. أنشد الله عز وجل من حفظ ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما قام وأخبر به " فقال زيد بن أرقم، والبراء بن عازب، وسلمان، وأبو ذر، والمقداد، وعمار فقالوا نشهد لقد حفظنا قول رسول الله وهو قائم على المنبر وأنت إلى جانبه وهو يقول: " أيها الناس إن الله عز وجل أمرني أن أنصب لكم إمامكم والقائم فيكم بعدي، ووصيي، وخليفتي والذي فرض الله عز وجل على المؤمنين في كتابه طاعته، فقرنه بطاعته وطاعتي، وأمركم بولايته، وإني راجعت ربي خشية طعن أهل النفاق وتكذيبهم فأوعدني لتبلغنها أو ليعذبني.

أيها الناس إن الله أمركم في كتابه بالصلاة فقد بينتها لكم، والزكاة، والصوم والحج فبينتها لكم وفسرتها، وأمركم بالولاية وإني أشهدكم أنها لهذا خاصة ووضع يده على علي بن أبي طالب، ثم قال لابنيه بعده، ثم للأوصياء من بعدهم، ومن ولدهم لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن، حتى يردوا علي حوضي.

أيها الناس: قد بينت لكم مفزعكم بعدي وإمامكم، ودليلكم، وهاديكم، وهو أخي علي بن أبي طالب وهو فيكم بمنزلتي فيكم فقلدوه دينكم، وأطيعوه في جميع أموركم فإن عنده جميع ما علمني الله من علمه وحكمته فسلوه وتعلموا منه ومن أوصيائه بعده ولا تعلموهم، ولا تتقدموهم ولا تخلفوا عنهم، فإنهم مع الحق والحق معهم لا يزايلوه ولا يزايلهم، ثم جلسوا ".

قال سليم ثم قال علي (عليه السلام): " أيها الناس أتعلمون أن الله أنزل في كتابه: * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) *(1) فجمعني وفاطمة وابني حسنا والحسين ثم ألقى علينا كساء وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي ولحمي يؤلمني ما يؤلمهم(2) ويجرحني ما يجرحهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ". فقالت أم سلمة: وأنا يا رسول الله؟ فقال: " أنت إلى خير، إنما نزلت في، وفي أخي علي بن أبي طالب، وفي ابني(3) وفي تسعة من ولد ابني الحسين خاصة، وليس معنا فيها أحد غيرك "؟ فقالوا كلهم: نشهد أن أم سلمة حدثتنا بذلك فسألنا رسول

____________

(1) الأحزاب: 33.

(2) في المصدر: يؤذيني ما يؤذيهم.

(3) في الإحتجاج للطبرسي: وفي ابنتي فاطمة، وفي ابني.


الصفحة 141
الله (صلى الله عليه وآله) فحدثنا كما حدثتنا أم سلمة.

ثم قال علي (عليه السلام): " أنشدكم الله أتعلمون أن الله أنزل: * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) *(1) ".

فقال سلمان يا رسول الله عامة هذا أم خاصة؟ قال: " أما المأمورون فعامة المؤمنين أمروا بذلك، وأما الصادقون فخاصة لأخي علي وأوصيائي من بعده إلى يوم القيامة " قالوا: اللهم نعم.

قال: " أنشدكم الله تعالى أتعلمون أني قلت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في غزوة تبوك لم خلفتني؟ فقال: إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟ " قالوا:

اللهم نعم.

فقال: " أنشدكم الله أتعلمون أن الله أنزل في سورة الحج * (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير) *(2) إلى آخر السورة فقام سلمان فقال: يا رسول الله من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد وهم شهداء على الناس، الذين اجتباهم الله، ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة إبراهيم؟ قال: عنى بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون هذه الأمة قال: سلمان بينهم لنا يا رسول الله؟ قال: أنا، وأخي علي، وأحد عشر من ولدي " قالوا: اللهم نعم.

قال: " أنشدكم بالله أتعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قام خطيبا لم يخطب بعد ذلك فقال: يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فتمسكوا بهما لن تضلوا فإن اللطيف أخبرني وعهد إلي أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فقام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال: يا رسول الله أكل أهل بيتك؟ فقال: لا ولكن أوصيائي منهم، أولهم أخي، ووزيري، ووارثي، وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي، هو أولهم. ثم ابني الحسن، ثم ابني الحسين، ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد حتى يردوا علي الحوض شهداء لله في أرضه، وحجته على خلقه، وخزان علمه، ومعادن حكمته، من أطاعهم فقد أطاع الله ومن عصاهم فقد عصى الله؟ " فقالوا كلهم: نشهد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال ذلك، ثم تمادى بعلي السؤال فما ترك شيئا إلا ناشدهم الله فيه وسألهم عنه حتى أتى على آخر مناقبه وما قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) كثيرا، كل ذلك يصدقونه ويشهدون أنه حق(3).

الخامس والثلاثون: الحمويني قال: أنبأني الإمام صدر الدين(4) محمد بن أبي الكرام عبد

____________

(1) التوبة: 119.

(2) الحج: 77.

(3) فرائد السمطين 1: 312 / ح 250.

(4) في المصدر: بدر الدين.