الصفحة 188
وولي لمن والاه، وعدو لمن عاداه "(1).

قلت: من أول الباب إلى هنا رواية الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه (قدس سره) في أماليه.

الخامس والأربعون: روى الشيخ أبو جعفر بن محمد بن الحسن الطوسي (رحمه الله) في أماليه قال:

أخبرنا محمد بن محمد - يعني الشيخ المفيد (رحمه الله) - قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن صالح قال: حدثنا عبد الأعلى بن واصل الأسدي، عن مخول بن إبراهيم، عن علي بن حزور، عن الأصبغ ابن نباتة قال: سمعت عمار بن ياسر (رضي الله عنه) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): " إن الله قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إلى الله منها، زينك بالزهد في الدنيا، وجعلك لا ترزأ(2) منها شيئا ولا ترزأ منك شيئا، ووهب لك حب المساكين فجعلك ترضى بهم أتباعا ويرضون بك إماما، فطوبى لمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب عليك، فأما من أحبك وصدق فيك فأولئك جيرانك في دارك، وشركاؤك في جنتك، وأما من أبغضك وكذب عليك، فحق على الله أن يوقفه موقف الكاذبين "(3).

السادس والأربعون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد - يعني المفيد - قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد قال: حدثني أبي، عن سعد ابن عبد الله، عن أحمد ابن محمد بن عيسى، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي، عن عبد الله بن إبراهيم قال: حدثني الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لما أسري بي إلى السماء وانتهيت إلى سدرة المنتهى نوديت: يا محمد استوص بعلي خيرا فإنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين يوم القيامة "(4).

السابع والأربعون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: حدثنا أبو الحسن علي ابن محمد الكاتب قال: أخبرني الحسن بن علي الزعفراني قال: أخبرنا إبراهيم ابن محمد الثقفي قال: حدثنا عثمان ابن أبي شيبة، عن عمرو بن ميمون، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) على منبر الكوفة: " أيها الناس إنه كان لي

____________

(1) أمالي الصدوق ص 589.

(2) قال ابن الأثير في النهاية: 2 / 218 / " لم يرزآني شيئا " أي لم يأخذا مني شيئا.

(3) أمالي الطوسي: 1 / 184. ط: النجف الأشرف. البحار: 40 / 28.

(4) أمالي الطوسي: 1 / 196.


الصفحة 189
من رسول الله (صلى الله عليه وآله) عشر خصال، لهن أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة، وأنت أقرب الخلائق إلي يوم القيامة في الموقف بين يدي الجبار، ومنزلك في الجنة مواجه منزلي كما يتواجه منازل الإخوان في الله عز وجل وأنت الوارث مني، وأنت الوصي من بعدي في عداتي وأسرتي، وأنت الحافظ لي في أهلي عند غيبتي وأنت الإمام لأمتي، وأنت القائم بالقسط في رعيتي، وأنت وليي ووليي ولي الله، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله "(1).

الثامن والأربعون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن سعيد المنقري قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن أبي هاشم قال: حدثني يحيى بن الحسين، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن سلمان الفارسي (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " يا معاشر المهاجرين والأنصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال: " هذا علي أخي، ووزيري، وخليفتي(2). إمامكم فأحبوه لحبي، وأكرموه لكرامتي، فإن جبرائيل أمرني أن أقول لكم ما قلت "(3).

التاسع والأربعون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني المظفر بن محمد البلخي قال: حدثنا محمد بن جبير(4) قال: حدثنا عيسى قال: أخبرنا مخول بن إبراهيم قال: حدثنا عبد الرحمن بن الأسود، عن محمد بن عبيد الله، عن عمر بن علي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، عن آبائه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله عهد إلي عهدا فقلت: رب بينه لي؟ قال: اسمع قلت: سمعت قال:

يا محمد إن عليا راية الهدى بعدك، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمها الله المتقين فمن أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني، فبشره بذلك "(5).

الخمسون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال: أخبرنا محمد بن هارون الهاشمي قراءة عليه قال: أخبرنا محمد بن مالك بن الأبرد النخعي قال: حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان الضبي قال: حدثنا غالب الجعفي(6)

____________

(1) أمالي الطوسي: 1 / 196 - 197.

(2) في المصدر: ووارثي وخليفتي.

(3) أمالي الطوسي: 1 / 226 - 227.

(4) في المصدر: جرير.

(5) أمالي الطوسي: 1 / 250.

(6) في المصدر: الجهني.


الصفحة 190
عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لما أسري بي إلى السماء، ثم من السماء إلى السماء، ثم إلى سدرة المنتهى أوقفت بين يدي ربي عز وجل فقال لي: يا محمد فقلت لبيك ربي وسعديك قال: قد بلوت خلقي فأيهم وجدت أطوع لك؟ قال: فقلت رب عليا، قال: صدقت يا محمد، فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك ويعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟ قال: قلت اختر لي فإن خيرتك خير لي، قال: قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة ووصيا ونحلته(1) علمي وحلمي وهو أمير المؤمنين حقا، لم يقلها أحد قبله ولا أحد بعده.

يا محمد: علي راية الهدى، وإمام من أطاعني، ونور أوليائي، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين. من أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني، فبشره بذلك يا محمد فقال النبي (صلى الله عليه وآله):

ربي قد بشرته فقال علي: أنا عبد الله وفي قبضته إن يعذبني فبذنوبي ولم يظلمني(2) وإن يتم لي ما وعدني فالله أولى بي.

فقال: اللهم أجل قلبه واجعل ربيعه الإيمان(3) قال: قد فعلت ذلك به يا محمد غير أني مختصه بشئ من البلاء لم أخص به أحدا من أوليائي. قال: قلت رب أخي وصاحبي. قال: إنه قد سبق في علمي أنه مبتلى، ومبتلي به، ولولا علي لم يعرف أوليائي ولا أولياء رسلي ".

قال محمد بن مالك: فلقيت نصر بن مزاحم المنقري فحدثني عن غالب الجهني، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لما أسري بي إلى السماء " وذكر مثله سواء.

قال محمد بن مالك: فلقيت علي بن موسى بن جعفر فحدثني عن أبيه(4)، عن جده، عن الحسين بن علي، عن علي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لما أسري بي إلى السماء ثم من السماء إلى السماء، ثم إلى سدرة المنتهى " - وذكر الحديث بطوله(5).

الحادي والخمسون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال: حدثنا محمد ابن القاسم بن زكريا المحاربي، قال: حدثنا حسين بن نصر بن مزاحم المنقري قال: حدثنا إبراهيم

____________

(1) في المصدر: فإني قد نحلته.

(2) في المصدر: ولم يظلمني شيئا.

(3) في المصدر: الإيمان بك.

(4) في المصدر: فذكرت له هذا الحديث فقال: حدثني به أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر عن أبيه..

(5) أمالي الطوسي: 1 / 353 - 354.


الصفحة 191
ابن الحكم بن ظهير، عن أبيه، عن منصور بن سابور الترجمي(1) عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه بريدة بن حصيب الأسلمي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " عهد إلي ربي تعالى عهدا فقلت: يا رب بينه لي، فقال: يا محمد اسمع، علي راية الهدى، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، فمن أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني، فبشره بذلك. قال: قلت: أجل، قلت: واجعل دينه الإيمان في قلبه. قال قد فعلت. ثم قال: إني مختصه ببلاء لم يصب به أحد من خلقي قال: قلت: أخي وصاحبي، قال: ذلك مما قد سبق مني إنه مبتلى ومبتلي به "(2).

الثاني والخمسون: الشيخ الطوسي في مجالسه قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال:

حدثنا أبو عبد الله بن محمد بن المطلب الشيباني(3) سنة ست عشرة وثلاثمائة - وفيها مات - قال:

حدثنا إبراهيم بن بشر بالكوفة. قال: حدثنا منصور ابن أبي نويرة الأسدي، قال: حدثنا عمرو بن شمر، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سعد بن حذيفة ابن اليمان، عن أبيه قال: آخى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين الأنصار والمهاجرين أخوة الدين، وكان يواخي بين الرجل ونظيره، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فقال: " هذا أخي " قال حذيفة: فرسول الله (صلى الله عليه وآله) سيد المرسلين، وإمام المتقين وسيد ولد آدم، ورسول رب العالمين، الذي ليس له من الأنام شبه ولا نظير، وعلي بن أبي طالب أخوه(4).

قلت: وروى هذا الحديث من طرق المخالفين أحمد بن حنبل في مسنده قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي يرفعه إلى سعد بن حذيفة، عن أبيه حذيفة بن اليمان قال: آخى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين المهاجرين والأنصار وكان يواخي بين الرجل ونظيره، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فقال: هذا أخي، قال حذيفة: فرسول الله (صلى الله عليه وآله) سيد المسلمين(5) وإمام المتقين، ورسول رب العالمين الذي ليس له شبيه ولا نظير وعلي أخوه(6).

قال مصنف هذا الكتاب " هو أخوه " معناه هو نظيره فما له (عليه السلام) من الحالات والصفات هو لعلي (عليه السلام) إلا النبوة.

____________

(1) في المصدر: البرجمي.

(2) أمالي الطوسي: 2 / 127.

(3) في المصدر: أبو عبد الله بن المطلب الشيباني.

(4) أمالي الطوسي: 2 / 199 - 200.

(5) في بعض المصادر: سيد المرسلين.

(6) رواه عن مسند أحمد بن حنبل: " القندوزي " في ينابيع المودة ص 57، و " الآمرتسري " في أرجح المطالب ص 424.

وذكره باللفظ المذكور: الحافظ ابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) ص 38، وابن هشام في السيرة النبوية:

1 / 504 وابن كثير في البداية والنهاية: 3 / 226.


الصفحة 192
الثالث والخمسون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (رحمه الله) قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا محمد ابن جعفر الأسدي قال:

حدثني موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر الجعفي قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام): " إن الله تعالى ضمن للمؤمن ضمانا. قال قلت: وما هو؟ قال ضمن له إن أقر لله بالربوبية، ولمحمد (صلى الله عليه وآله) بالنبوة، ولعلي (عليه السلام) بالإمامة، وأدى ما افترض عليه أن يسكنه في جواره فقال قلت: هذه والله هي الكرامة التي لا يشبهها كرامة الآدميين. ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): اعملوا قليلا تنعموا كثيرا "(1).

____________

(1) أمالي الطوسي: 1 / 201.


الصفحة 193

فصل
في النص على أمير المؤمنين (عليه السلام) في جملة الأئمة الاثني عشر

من طريق الخاصة


الرابع والخمسون: الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه في كتاب النصوص على الأئمة الاثني عشر بإسناده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي: " يا علي إن الله تبارك وتعالى وهب لك حب المساكين، والمستضعفين في الأرض، فرضيت بهم إخوانا ورضوا بك إماما فطوبى لك ولمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب عليك، يا علي أنت المدينة وأنت بابها وما تؤتى المدينة إلا من بابها، يا علي أهل مودتك كل أواب حفيظ(1) وأهل ولايتك كل أشعث ذي طمرين(2) لو أقسم على الله عز وجل لأبر قسمه يا علي إخوانك في أربعة أماكن فرحون: عند خروج أنفسهم وأنا وأنت شاهدهم، وعند المسألة في قبورهم، وعند العرض، وعند الصراط.

يا علي: حربك حربي، وحربي حرب الله، وسلمك سلمي، وسلمي سلم الله، من حاربك فقد حاربني، ومن حاربني فقد حارب الله، ومن سالمك فقد سالمني ومن سالمني فقد سالم الله.

يا علي: بشر شيعتك أن الله قد رضي عنهم ورضوا بك لهم قائدا ورضوا بك وليا.

يا علي: أنت مولى المؤمنين وقائد الغر المحجلين، وأنت أبو سبطي، وأبو الأئمة التسعة من صلب الحسين، ومنا مهدي هذه الأمة، يا علي: شيعتك المنتجبون، ولولا أنت وشيعتك ما قام لله دين "(3).

الخامس والخمسون: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن الحسين بن محمد قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عيسى بن المنصور

____________

(1) الأواب: التائب. والمراد بالحفيظ من يحافظ على توبته إذا تاب.

(2) الأشعث: من كان شعره مغبرا متلبدا. والطمر: الثوب البالي. وهما هنا كنايتان عن عدم التوغل في زخارف الدنيا.

(3) رواه المجلسي في البحار: 36 / 347 - 348 عن كفاية الأثر.


الصفحة 194
الهاشمي(1)، قال: حدثنا عمار بن محمد الثوري قال: حدثنا سفيان، عن أبي الحجاف داود بن أبي عوف، عن الحسن بن علي (عليهما السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي (عليه السلام): " أنت وارث علمي، ومعدن حكمي، والإمام بعدي، فإذا استشهدت فابنك الحسن، فإذا استشهد الحسن فابنك الحسين، وإذا استشهد الحسين فابنه علي يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمة أطهار، فقلت: يا رسول الله فما أسماؤهم؟ قال: علي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والمهدي من صلب الحسين، يملأ الله به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما "(2).

السادس والخمسون: ابن بابويه قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المطلب قال: حدثنا أبو السيد أحمد بن محمد بن السيد المدني بإصبهان، قال: حدثنا عبد العزيز ابن إسحاق بن جعفر، عن عبد الوهاب بن عيسى المروزي، قال: حدثنا الحسن بن علي(3) البلوي قال: حدثنا عبد الله بن يحيى(4) عن علي بن هاشم، عن حزور، عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت عمران بن حصين يقول: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي: " أنت الإمام(5) والخليفة بعدي، تعلم الناس(6) ما لا يعلمون، وأنت أبو سبطي وزوج ابنتي، ومن ذريتكم العترة الأئمة المعصومون "، فسأله سلمان عن الأئمة فقال: " هم عدد نقباء بني إسرائيل "(7).

السابع والخمسون: ابن بابويه قال: أخبرنا القاضي المعافي بن زكريا قال: حدثنا علي بن عقبة، عن أبيه قال: حدثني الحسين بن علوان، عن أبي علي الخراساني، عن معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل، عن علي (عليه السلام) قال: " قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنت الوصي على الأموات من أهل بيتي، والخليفة على الأحياء من أمتي، حربك حربي، وسلمك سلمي، أنت الإمام أبو الأئمة، أحد عشر من صلبك أئمة مطهرون معصومون، ومنهم المهدي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا، فالويل لمبغضيهم(8).

____________

(1) في البحار: محمد بن أحمد بن عبد الله الهاشمي، عن عيسى بن أحمد.

(2) ذكره المجلسي في البحار: 36 / 340 عن كفاية الأثر.

(3) في البحار: الحسين بن علي بن محمد البلوي.

(4) في البحار: عبد الله بن نجيح.

(5) في البحار: أنت وارث علمي، وأنت الإمام.

(6) في البحار: تعلم الناس بعدي.

(7) رواه المجلسي ف البحار: 36 / 330 - 331، عن كفاية الأثر.

(8) في البحار: فالويل لمبغضكم.


الصفحة 195
يا علي لو أن رجلا أحب في الله حجرا لحشره الله معه، إن محبيك وشيعتك ومحبي أولادك والأئمة بعدك يحشرون معك، وأنت معي في الدرجات العلى، وأنت قسيم الجنة والنار، تدخل محبيك الجنة ومبغضيك النار "(1).

الثامن والخمسون: ابن بابويه قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن هارون الدينوري، قال: حدثنا محمد بن العباس المصري قال: حدثنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري قال: حدثنا حريز بن عبد الله الحذاء قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: قال الحسين بن علي (عليه السلام): " لما أنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية: * (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) *(2) سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن تأويلها فقال: والله ما يعني بها غيركم، وأنتم أولو الأرحام، فإذا مت فأبوك علي أولى بي وبمكاني، فإذا مضى أبوك فأخوك الحسن أولى به، فإذا مضى الحسن فأنت أولى به. فقلت: يا رسول الله فمن بعدي؟ قال: ابنك من بعدك(3) فإذا مضى فابنه محمد أولى به من بعده، فإذا مضى محمد فابنه جعفر أولى به وبمكانه من بعده، فإذا مضى جعفر فابنه موسى أولى به من بعده، فإذا مضى موسى فابنه علي أولى به من بعده، فإذا مضى علي فابنه الحسن أولى به من بعده، فإذا مضى الحسن وقعت الغيبة في التاسع من ولدك، فهذه الأئمة التسعة من صلبك، أعطاهم الله علمي وفهمي، طينتهم من طينتي، ما لقوم يؤذونني فيهم؟ لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة "(4).

التاسع والخمسون: الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة: عن جماعة، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري، عن علي بن سنان الموصلي العدل، عن علي بن الحسن(5)، عن أحمد ابن محمد بن الخليل، عن جعفر بن محمد المصري(6) عن عمه الحسن ابن علي، عن أبيه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد، عن أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في الليلة التي كانت فيها وفاته - لعلي (عليه السلام): يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة فأملى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال: يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماما، ومن بعدهم اثنا عشر مهديا فأنت يا علي

____________

(1) البحار: 36 / 325 - 325.

(2) الأحزاب: 6.

(3) في البحار: ابنك علي أولى بك من بعدك.

(4) رواه المجلسي في البحار: 36 / 343 - 344 عن كفاية الأثر.

(5) في المصدر: الحسين.

(6) في المصدر: جعفر بن أحمد.


الصفحة 196
أول الاثني عشر الإمام، سماك الله تعالى في سمائه عليا المرتضى، وأمير المؤمنين والصديق الأكبر، والفاروق الأعظم، والمأمون والمهدي، فلا تصلح هذه الأسماء لأحد غيرك، يا علي أنت وصي على أهل بيتي حيهم وميتهم، وعلى نسائي، فمن ثبتها لقيتني غدا، ومن طلقتها فأنا منها برئ ولم ترني، ولم أرها في عرصة القيامة وأنت خليفتي على أمتي من بعدي فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن البر الوصول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد باقر العلم، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد التقي(1) فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه المستحفظ من آل محمد فذلك اثنا عشر إماما، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين ثلاثة أسماء(2) اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد والاسم الثالث المهدي، هو أول المؤمنين "(3).

الستون: ابن بابويه في كتاب النصوص قال: حدثنا محمد بن عبد الله الشيباني، والقاضي أبو الفرج المعافي بن زكريا البغدادي، والحسين(4) بن محمد بن سعيد، والحسن بن علي بن الحسين(5) الرازي، جميعا قالوا: حدثنا أبو علي محمد بن همان بن سهل الكاتب، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور القمي(6) عن أبيه محمد بن جمهور قال: حدثني عثمان بن عمر قال:

حدثنا شعبة بن سعيد بن إبراهيم عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة قال: كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله) وأبو بكر وعمر والفضل بن العباس وزيد بن حارثة وعبد الله بن مسعود إذ دخل الحسين بن علي (عليه السلام) فأخذه النبي (صلى الله عليه وآله) وقبله ثم قال: " حزقة حزقة، ترق عين بقة " ووضع فمه على فمه ثم قال: " اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه، يا حسين أنت الإمام ابن الإمام أبو الأئمة، تسعة من ولدك أئمة أبرار ".

____________

(1) في المصدر: محمد الثقة التقي.

(2) في المصدر: له ثلاثة أسام.

(3) الغيبة ص 96 - 97، ط النجف الأشرف، وذكره المجلسي في البحار: 36 / ص 260 - 261.

(4) في البحار: الحسن.

(5) في البحار: الحسن.

(6) في البحار: العمي.


الصفحة 197
فقال له عبد الله بن مسعود: ما هؤلاء الأئمة الذين ذكرتهم في صلب الحسين؟ فأطرق مليا، ثم رفع رأسه فقال: " يا عبد الله سألت عظيما ولكني أخبرك أن ابني هذا - ووضع يده على كتف الحسين (عليه السلام) - يخرج من صلبه ولد مبارك سمي جده علي (عليه السلام) يسمى العابد ونور الزهاد، ويخرج الله من صلب علي ولدا اسمه اسمي، وأشبه الناس بي، يبقر العلم بقرا وينطق بالحق ويأمر بالصواب، ويخرج الله من صلبه كلمة الحق، ولسان الصدق ". فقال له ابن مسعود: فما اسمه يا نبي الله؟ فقال: " يقال له: جعفر صادق في قوله وفعله، الطاعن عليه كالطاعن علي، والراد عليه كالراد علي ". ثم دخل حسان بن ثابت وأنشد في رسول الله (صلى الله عليه وآله) شعرا وانقطع الحديث.

فلما كان من الغد صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم دخل بيت عائشة ودخلنا معه أنا وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن العباس، وكان من دأبه (صلى الله عليه وآله) إذا سئل أجاب وإذا لم يسأل ابتدأ فقلت له: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ألا تخبرني بباقي الخلفاء من صلب الحسين؟ قال: " نعم يا أبا هريرة. ويخرج الله من صلب جعفر مولودا نقيا طاهرا أسمر ربعة(1) سمي موسى بن عمران؟ ثم قال له ابن عباس: ثم من يا رسول الله؟ قال: يخرج من صلب موسى علي ابنه يدعي بالرضا، موضع العلم، ومعدن الحلم ثم قال (عليه السلام) بأبي المقتول في أرض الغربة، ويخرج من صلب علي ابنه محمد المحمود أطهر الناس خلقا وأحسنهم خلقا، ويخرج من صلب محمد علي ابنه، طاهر الحسب، صادق اللهجة، ويخرج من صلب علي الحسن، الميمون النقي الطاهر الناطق عن الله، وأبو حجة الله، ويخرج من صلب الحسن قائمنا أهل البيت، يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، له هيبة موسى، وحكم داود، وبهاء عيسى. ثم تلا: * (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) *(2) " فقال له علي بن أبي طالب: " بأبي أنت وأمي يا رسول الله من هؤلاء الذين ذكرتهم؟ " قال: " يا علي أسماء الأوصياء من بعدك، والعترة الطاهرة والذرية المباركة "، ثم قال: " والذي نفس محمد بيده لو أن عبدا عبد الله ألف عام ثم ألف عام بين الركن والمقام، ثم أتاني جاحدا لولايتهم لأكبه الله في النار كائنا من كان ".

قال أبو علي ابن همام: العجب كل العجب من أبي هريرة يروي هذه الأخبار ثم ينكر فضائل أهل البيت (عليهم السلام)(3).

الحادي والستون: ابن بابويه قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد ابن علي

____________

(1) الربعة: الوسيط القامة.

(2) آل عمران: 34.

(3) رواه المجلسي في البحار: 36 / 312 - 314 عن كفاية الأثر.


الصفحة 198
الخزاعي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الصفواني قال: حدثنا أبو هاشم عمر بن عبد الله المقري قال: حدثنا أسد بن موسى(1) قال: حدثنا عبد الله بن حكيم الهمداني عن أبي بكر الرهني(2) عن الحجاج بن أرطاة، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول للحسين بن علي: " أنت الإمام ابن الإمام وأخو الإمام تسعة من صلبك أئمة أبرار والتاسع قائمهم "(3).

الثاني والستون: ابن بابويه قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الشيباني قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثني محمد بن يحيى العطار، عن سلمة بن الخطاب، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة، وصالح بن عقبة جميعا عن علقمة الحضرمي(4)، عن الصادق (عليه السلام) قال: " الأئمة اثنا عشر " قلت(5): يا بن رسول الله فسمهم لي فقال: " من الماضين علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي ثم أنا "، قلت: فمن بعدك يا بن رسول الله؟

قال: " إني قد أوصيت إلى ابني موسى وهو الإمام بعدي "، قلت: فمن بعد موسى؟ قال: " علي ابنه يدعى الرضا يدفن في أرض الغربة من خراسان، ثم بعد علي ابنه محمد، ثم بعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن، والمهدي من ولد الحسن، ثم قال (عليه السلام): حدثني أبي عن أبيه عن جده، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي إن قائمنا إذا خرج تجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدد رجال بدر فإذا حان وقت خروجه يكون له سيف مغمود يناديه السيف: قم يا ولي الله فاقتل أعداء الله "(6).

الثالث والستون: ابن بابويه قال: حدثني علي بن الحسين بن محمد بن مندة قال: حدثنا محمد ابن الحسين الكوفي المعروف بأبي الحكم قال: حدثنا إسماعيل بن موسى بن إبراهيم قال: حدثنا سليمان بن حبيب، قال: حدثني شريك، عن حكيم ابن جبير، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة بن قيس قال: خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على منبر الكوفة خطبة اللؤلؤة، فقال فيما قال في آخرها: " ألا وإني ظاعن عنكم عن قريب، ومنطلق إلى مغيب، فارتقبوا الفتنة الأموية والمملكة الكسروية، وإماتة ما أحياه الله، وإحياء ما أماته الله، واتخذوا صوامعكم بيوتكم،

____________

(1) في المخطوطة: إسماعيل بن موسى.

(2) في البحار: الراهبي.

(3) مناقب آل أبي طالب: 1 / 295. كفاية الأثر ص 4 - 5، البحار: 36 / ص 291.

(4) في كفاية الأثر: علقمة بن محمد الحضرمي.

(5) في كفاية الأثر: قال: قلت:.

(6) كفاية الأثر ص 36 ط إيران، البحار: 36 / 409 - 410.


الصفحة 199
وعضوا على مثل جمر الغضا(1)، واذكروا الله كثيرا فذكره أكبر لو كنتم تعلمون.

ثم قال: وتبنى مدينة يقال لها الزوراء، بين دجلة ودجيل والفرات، فلو رأيتموها مشيدة بالجص والآجر، مزخرفة بالذهب والفضة، واللازورد المستسقى والمرمر والرخام وأبواب العاج والآبنوس، والخيم والقباب والستارات، وقد عليت بالساج والعرعر والصنوبر(2) والشب، وشيدت بالقصور، وتوالت عليها بني الشيصبان(3) أربعة وعشرون ملكا على عدد سني الملك(4)، فيهم السفاح والمقلاص والجموع والخدوع والمظفر والمؤنث والنظار والكبش والمهتور والعيار والصلعم والمستسغب والعلام والرهبان والخليع والسيار والمترف والكديد والأكتب والمسرف والكلب والوشمي والصلام والغسوق(5)، وتعمل القبة الغبراء ذات الفلاة الحمراء، وفي عقبتها قائم الحق يسفر عن وجهه بين أجنحته الأقاليم كالقمر(6) المضئ بين الكواكب الدرية، ألا وإن لخروجه علامات عشرة أولها: طلوع الكوكب ذي الذنب، ويقارب من الجاري، ويقع فيه هرج ومرج وشغب، وتلك علامات الخصب، ومن علامة إلى علامة عجب، فإذا انقضت العلامات العشرة إذ ذاك يظهر منا القمر الأزهر وتمت كلمة الإخلاص لله على التوحيد ".

فقال له رجل يقال له عامر بن كثير: يا أمير المؤمنين لقد أخبرتنا عن أئمة الكفر وخلفاء الباطل فأخبرنا عن أئمة الحق وألسنة الصدق بعدك، قال: " نعم لعهد عهده إلي رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماما تسعة من صلب الحسين وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله): لما عرج بي إلى السماء نظرت إلى ساق العرش فإذا مكتوب فيه لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته بعلي، ورأيت اثني عشر نورا فقلت: يا رب أنوار من هذه؟ فنوديت يا محمد هذه أنوار الأئمة من ذريتك فقلت:

____________

(1) عضن عضا: أمسكنه بأسنانه. الغضا: شجر من الأثل خشبه من أصلب الخشب وجمره يبقى زمنا طويلا لا ينطفي.

(2) الساج: شجر عظيم صلب الخشب (معرب كاج). والعرعر: شجر يشبه السرو ينبت في الجبال. والصنوبر:

شجر رفيع العروق دائم الخضرة.

(3) في الإنصاف: ملوك بني الشيبان، وفي البحار: ملوك بني الشيصبان.

(4) في كفاية الأثر: على عدد سني الملك الكديد، وفي البحار: على عدد سني الكديد.

(5) في الإنصاف: والمهتور والعثار والمضطلم والمستصعب والعلام والرهبان والخليع والسيار والمترف والكديد والأكبت والمثرب والأكلب والوثيم والظلام والعينوق.

(6) في الإنصاف: يسفر عن وجهه بين الأقاليم كالقمر. وأسفر الصبح: أي أضاء.