ثم قال في آخره قال عبد العظيم: العجب كل العجب لمحمد بن جعفر وخروجه إذ سمع أباه (عليه السلام) يقول هكذا ويحكيه، ثم قال: " هذا سر الله ودينه ودين ملائكته فصنه إلا عن أهله وأوليائه "(2).
ثم قال ابن بابويه: حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب، وأحمد بن هارون الفامي(3) - رضي الله عنهما - قالا: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي، عن مالك السلولي، عن درست عن عبد الحميد(4)، عن عبد الله بن القاسم، عن عبد الله بن جبلة، عن أبي السفاتج، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام)، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخلت على مولاتي فاطمة (عليها السلام) وقدامها لوح يكاد ضوؤه يغشي الأبصار، فيه اثنا عشر اسما ثلاثة في ظاهره، وثلاثة في باطنه، وثلاثة أسماء في آخره وثلاثة أسماء في طرفه، فعددتها فإذا هي اثنا عشر اسما فقلت: أسماء من هؤلاء؟ قالت: " هذه أسماء الأوصياء أولهم ابن عمي وأحد عشر من ولدي، آخرهم المهدي "، قال جابر: فرأيت فيها محمدا محمدا محمدا في ثلاثة مواضع، وعليا وعليا وعليا وعليا في أربعة مواضع(5).
ثم قال ابن بابويه: وحدثنا أحمد بن محمد العطار(6) رحمه الله قال: حدثنا أبي، عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، عن جابر ابن عبد الله الأنصاري قال: دخلت على فاطمة (عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء، فعددت اثني عشر اسما آخرهم القائم، ثلاثة منهم محمد، وأربعة منهم علي صلوات الله عليهم(7).
قلت: حديث اللوح متكرر بالأسانيد الكثيرة متأول بين العلماء مستفيض الرواية، وقد ذكره الحمويني - وهو أحد أعيان علماء العامة - وقد تقدم من طريقه في الباب الثاني عشر السابق وهو
____________
(1) في كمال الدين: وفيهم عمهم زيد بن علي.
(2) كمال الدين: 1 / 312 - 33، عيون الأخبار: 1 / 37، إعلام الورى ص 374، البحار: 36 / 201.
(3) في كمال الدين: القاضي.
(4) في كمال الدين: عن درست بن عبد الحميد.
(5) كمال الدين: 1 / 311، عيون الأخبار: 1 / 37، إعلام الورى ص 373 - 374، البحار: 36 / 201.
(6) في كمال الدين: أحمد بن محمد بن يحيى العطار.
(7) كمال الدين: 1 / 213.
السادس والسبعون: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل - رحمه الله - قال:
حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) يقول: ثلاثة هن فخر المؤمن وزينه في الدنيا والآخرة، الصلاة في آخر الليل، ويأسه مما في أيدي الناس، وولاية الإمام من آل محمد(2).
السابع والسبعون: الشيخ الثقة محمد بن العباس بن ماهيار في تفسير القرآن فيما نزل في أهل البيت، قال: حدثنا علي بن محمد بن مخلد الدهان، عن الحسن بن علي بن أحمد العلوي، قال:
بلغني عن أبي عبد الله(3) أنه قال لداود الرقي: أيكم ينال السماء(4)؟ فوالله إن أرواحنا وأرواح النبيين لتتناول العرش كل ليلة جمعة. يا داود، قرأ أبي محمد بن علي (عليهما السلام) حم السجدة حتى بلغ * (فهم لا يسمعون) *(5)، ثم قال: نزل جبرائيل (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأن الإمام بعدك علي (عليه السلام)، ثم قال(6) * (حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون) * حتى بلغ * (فأعرض أكثرهم) * عن ولاية علي * (فهم لا يسمعون * وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون) *(7).
ونقتصر في هذا الباب على هذا القدر من النص على علي (عليه السلام) وبنيه الأحد عشر وهم الأئمة الاثنا عشر - صلوات الله عليهم - إذ الزيادة على ذلك يطول به الكتاب، ومن أراد الزيادة الكثيرة فعليه بكتابي " كتاب الإنصاف، في النص على الأئمة الاثني عشر الأشراف "(8) فإن فيه من النصوص عن النبي (صلى الله عليه وآله) وعن الأئمة (عليهم السلام) ما لا مزيد عليه، والله سبحانه الموفق.
____________
(1) راجع ص 164 - 166 من هذا الجزء.
(2) أمالي الصدوق ص 487 ط النجف الأشرف.
(3) في البحار: عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام).
(4) في البحار: يا داود، أيكم ينال قطب سماء الدنيا.
(5) فصلت: 2 - 4.
(6) في البحار: حتى قرأ.
(7) رواه الشيخ المجلسي في البحار: 36 / 144، عن تفسير الفرات الكوفي.
(8) طبع في قم عام 1376 هـ ع ترجمته بالفارسية.
الباب الرابع عشر
في نص رسول الله (صلى الله عليه وآله) على علي بن أبي طالب (عليه السلام) بأنه الخليفة بعده
وأن الخلفاء بعد علي (عليه السلام) بنوه الأحد عشر، وهم الأئمة الاثنا عشر والخلفاء
الأول: من مسند أحمد بن حنبل رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه قال: حدثنا يحيى بن حماد قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا أبو بلج، قال: حدثنا عمرو بن ميمون، قال: إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا: يا بن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلو بنا عن هؤلاء، قال ابن عباس: بل أقوم معكم - وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى - قال: فانتدؤا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا، فجاء ينفض ثوبه ويقول: أف وتف وقعوا في رجل له عشر (خصال) وقعوا في رجل قال له النبي (صلى الله عليه وآله): " لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا، يحب الله ورسوله " - قال فاستشرف لها من استشرف، قال: أين علي؟ قالوا: هو في الرحا يطحن، قال: وما كان أحدكم ليطحن، قال فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر فتفل في عينيه(1) ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه، فجاء بصفية بنت حيي قال: ثم بعث فلانا بسورة التوبة فبعث عليا(2) فأخذها منه وقال: " لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه "، أو قال يواليني، وقال لبني عمه: " أيكم يواليني في الدنيا والآخرة "، قال وكان أول من آمن من الناس(3). وأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثوبه فوضعه على علي وفاطمة والحسن والحسين فقال: * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) *(4) قال: وشرى علي نفسه، لبس ثوب النبي (صلى الله عليه وآله) ثم نام مكانه، قال: فكان المشركون يتوهمون أنه رسول الله (صلى الله عليه وآله)(5) فجاء أبو بكر وعلي نائم، قال وأبو بكر: يحسب
____________
(1) في المصدر: قال: فنفث في عينيه.
(2) في المصدر: فبعث عليا خلفه.
(3) في المصدر: وقال لبني عمه: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة قال: وعلي معه جالس فأبوا، فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة، قال: أنت وليي في الدنيا والآخرة، قال فتركه ثم أقبل على رجل منهم فقال: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة فأبوا قال: فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة، فقال: أنت وليي في الدنيا والآخرة، قال: وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة.
(4) الأحزاب: 33.
(5) في المصدر: وكان المشركون يرمون رسول الله.
الثاني: من المسند أيضا، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا شريك، عن الأعمش، عن المنهال، عن عباد ابن عبد الله الأسدي، عن علي رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية * (وأنذر عشيرتك الأقربين) *(4) جمع النبي (صلى الله عليه وآله) من أهل بيته فاجتمع ثلاثون فأكلوا وشربوا، قال، فقال لهم: " من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنة ويكون خليفتي في أهلي "، فقال رجل: - لم يسمه شريك - يا رسول الله أنت كنت بحرا من يقوم بهذا؟ قال: ثم قال الآخر. قال: فعرض ذلك على أهل بيته فقال علي رضي الله عنه: " أنا "(5).
الثالث: عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال: حدثنا شريك، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله الأسدي، عن علي - رضي الله عنه -.
قال عبد الله: وحدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: أخبرنا شريك، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله الأسدي، عن علي (عليه السلام) قال: " لما نزلت * (وأنذر عشيرتك الأقربين) *، دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأربعين رجلا من أهل بيته إن الرجل منهم ليأكل جذعة، وأن شاربا
____________
(1) في المصدر: فقالوا: إنك للئيم، كان صاحبك نراميه فلا يتضور وأنت تتضور.
(2) في المصدر: أنت وليي في كل مؤمن بعدي.
(3) مسند أحمد بن حنبل: 1 / 331 ط 1398 هـ بيروت.
وأخرجه الحاكم النيسابوري الشافعي في مستدرك الصحيحين: 3 / 132، والذهبي في تلخيص المستدرك (ذيل المستدرك): 3 / 132، والحافظ محب الدين الطبري في ذخائر العقبى ص 87.
(4) الشعراء: 214.
(5) مسند أحمد بن حنبل: 1 / 111.
علي يقضي عني ديني وينجز مواعيدي "، ولفظ الحديث للحماني وبعضه لحديث أبي خيثمة(2).
الرابع: عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا أحمد المقدام العجلي، قال: حدثنا الفضيل بن عياض، قال: حدثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن زاذان، عن سلمان، قال: سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عز وجل قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله آدم قسم ذلك النور جزءين فجزء أنا وجزء علي "(3) - تمام الخبر - ففي النبوة وفي علي الخلافة.
لم يذكره أحمد ومر ذكره من طريق ابن المغازلي من كتاب الفردوس للديلمي(4).
الخامس: من تفسير الثعلبي في تفسير سورة الشعراء، قوله تعالى: * (وأنذر عشيرتك الأقربين) *(5) قال: أخبرنا الحسين بن محمد بن الحسين، قال: حدثنا موسى ابن محمد، حدثنا الحسن بن علي بن شبيب(6) العمري، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا علي بن هاشم، عن صباح بن يحيى المزني، عن زكريا بن ميسرة، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال: لما نزلت:
* (وأنذر عشيرتك الأقربين) * جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بني عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا الرجل منهم يأكل المسنة ويشرب العس(7) فأمر عليا برجل شاة فأدمها ثم قال: " أدنوا بسم الله ". فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتى صدروا ثم دعا بقعب(8) من لبن فجرع منه جرعة ثم قال لهم: " اشربوا بسم الله ". فشربوا حتى رووا فبدرهم أبو لهب فقال: هذا ما سحركم به الرجل فسكت النبي (صلى الله عليه وآله) يومئذ ولم يتكلم.
____________
(1) في المصدر: أن كان الرجل منهم لأكل جذعة، وأن كان شاربا فرقا.
(2) فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) تأليف أحمد بن حنبل، فضائل الصحابة: 2 / 650 / ح 1108 و 1196 بنحوه.
(3) إلى هنا في الفضائل.
(4) فضائل الصحابة ابن حنبل: 2 / 662 ح 1130، وترجمة علي بن أبي طالب وتاريخ دمشق: 1 / 101 / ح 186.
(5) الشعراء: 314.
(6) في بعض المصادر: شعيب.
(7) المسن: بضم الميم من الدواب، الكبير السن: والعس. بضم العين، القدح أو الإناء الكبير.
(8) القعب: القدح الضخم، الغليظ.
السادس: من مناقب الفقيه أبي الحسن بن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن منصور الحلبي الأخباري، قال: حدثنا علي ابن محمد العدوي الشمشاطي، قال: حدثنا الحسن بن علي بن زكريا، قال:، حدثنا أحمد بن المقدام العجلي، قال: حدثنا الفضيل بن عياض، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن زاذان، عن سلمان، قال: سمعت حبيبي محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عز وجل يسبح الله عز وجل ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق الله آدم بألف عام، فلما خلق الله آدم ركب ذلك النور في صلبه فلم يزل في شئ واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب: ففي النبوة وفي علي الخلافة "(4).
السابع: أبو الحسن بن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد ابن عثمان، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن سليمان، قال: حدثنا عبد الله بن محمد العكبري، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عنان الهروي(5) قال: حدثنا جابر بن سهل بن عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي،
____________
(1) في كفاية الطالب: ووصيي بعدي.
(2) في كفاية الطالب: فقد أمر علينا وعليك.
الحديث رواه عن الثعلبي الحافظ الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ص 205 - 206 ط النجف الأشرف، وجمال الدين الزرندي في نظم درر السمطين بتغيير يسير في لفظ.
ورواه غير واحد من الأئمة وحفاظ الحديث، راجع صورة ألفاظه في كتاب الغدير: 2 / 278. ط إيران.
(3) ترجمة الإمام علي في تاريخ دمشق: 1 / 97 / ح 2133، تفسير الثعلبي (قيد الطبع) من سورة الشعراء آية 314.
(4) المناقب لابن المغازلي ص 87 - 88، ورواه الكنجي في كفاية الطالب ص 315، والذهبي في ميزان الاعتدال: 1 / 235 عن الحافظ ابن عساكر، وسبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة ص 52. ط النجف الأشرف، عن الإمام أحمد، ومر الحديث بسنده ولفظه في ص 20 - 21 من هذا الجزء.
(5) في المصدر: عبد الله بن محمد بن أحمد بن عثمان، حدثنا محمد بن عتاب الهروي.
الثامن: ومن مناقب أبي الحسن بن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا إبراهيم(3) ابن محمد بن خلف الجماري السقطي، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد، قال: حدثنا أبو الفتح أحمد بن الحسن بن سهل المالكي المصري الواعظ بواسط في القراطيسيين، قال: حدثنا سليمان بن أحمد المالكي، قال: حدثنا أبو قضاعة ربيعة ابن محمد الطائي، حدثنا ثوبان، عن داود(4)، حدثنا مالك ابن غسان النهشلي، حدثنا ثابت، عن أنس، قال: انقض كوكب على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله): فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " انظروا إلى هذا الكوكب فمن انقض في داره فهو الخليفة من بعدي "، فنظروا فإذا هو قد انقض في منزل علي، فأنزل الله تعالى: * (والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى) * "(5).
التاسع: أبو الحسن بن المغازلي أيضا وبالإسناد المقدم قال: أخبرنا الحسن ابن أحمد بن موسى الغندجاني قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد، قال: حدثنا إسماعيل ابن علي(6)، قال: حدثني عبد الغفار بن جعفر قال: حدثني جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبي ذر الغفاري - رحمة الله عليه - قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من ناصب عليا الخلافة بعدي فهو كافر، وقد حارب الله
____________
(1) في المصدر: فلم أزل أنا وعلي.
(2) المناقب لابن المغازلي: 89 - 88، وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل في (فضائل أمير المؤمنين)، وأخرجه الخوارزمي الحنفي في المناقب ص 87 ط تبريز، عن سلمان، وفي ص 46 - 47، عن ابن عمر، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب ص 315 ط النجف الأشرف، والشيخ عبيد الله في أرجح المطالب ص 459، و 462 و 461، والحمويني الشافعي في فرائد السمطين، والذهبي في ميزان الاعتدال: 2 / 235 ط القاهرة وابن حجر في لسان الميزان: 2 / 229، والقندوزي الحنفي في ينابيع المودة ص 10، وموفق بن أحمد الخوارزمي في مقتل الحسين:
1 / 42 و 50، والصفوري في نزهة المجالس: 2 / 230، ومحمد صالح الكشفي في المناقب المرتضوية ص 92.
(3) في المناقب لابن المغازلي: أبو البركات إبراهيم.
(4) في المناقب لابن المغازلي: ثوبان ذي النون.
(5) النجم: 1 - 4، والديث أخرجه ابن المغازلي في المناقب ص 266، ط طهران، والذهبي في ميزان الاعتدال ج 2 / 45، وابن حجر في لسان الميزان: 2 / 449.
(6) في المصدر: إسماعيل بن علي، قال: حدثنا علي بن الحسين، قال: حدثنا عبد الغفار.
العاشر - من كتاب الفردوس لابن شيرويه الديلمي في باب الخاء قال: بإسناده، عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " خلقت أنا وعلي من نور واحد قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله تعالى آدم ركب ذلك النور في صلبه، فلم نزل في شئ واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ففي النبوة وفي علي الخلافة "(2).
الحادي عشر: موفق بن أحمد - أحد أعيان علماء العامة - في كتاب فضائل أمير المؤمنين قال:
أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي، أخبرنا محمد ابن عبد العزيز(3) أبو منصور العدل، أخبرنا هلال بن أحمد بن جعفر الحفار(4)، حدثنا أبو بكر محمد بن عمر، حدثنا أبو إسحاق محمد بن هارون الهاشمي، حدثنا محمد بن زياد النخعي، حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان، حدثنا غالب الجهني، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن جده قال: قال علي (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لما أسري بي إلى السماء ثم من السماء إلى سدرة المنتهى وقفت بين يدي ربي عز وجل فقال لي: يا محمد قلت: لبيك وسعديك يا ربي، قال: بلوت خلقي فأيهم رأيت أطوع لك؟ قال: قلت: يا ربي عليا، قال: صدقت يا محمد فهل أتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك، ويعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟ قال: قلت: يا رب إختر لي فإن خيرتك خيرتي، قال: قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة ووصيا، ونحلته علمي وحلمي، وهو أمير المؤمنين حقا لم ينقلها أحد قبله وليست لأحد بعده، يا محمد علي راية الهدى، وإمام من أطاعني، وهو نور أوليائي، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني، فبشره بذلك يا محمد، فقال النبي (صلى الله عليه وآله):
فقد بشرته(5) فقال علي: أنا عبد الله وفي قبضته، إن يعاقبني فبذنوبي ولم يظلمني شيئا، وإن تمم لي وعدي فالله مولاي، فقال اللهم أجل قلبه واجعل ربيعه(6) الإيمان بك قال: قد فعلت ذلك به، يا محمد غير أني مستخصه بشئ من البلاء لم أخص به أحدا من أوليائي، قال: قلت: ربي أخي وصاحبي، قال: قد سبق في علمي أنه مبتلى، ولولا علي لم يعرف حزبي ولا أوليائي ولا أولياء
____________
(1) المناقب لابن المغازلي ص 45 - 46.
(2) الفردوس بمأثور الخطاب: 2 / 191 / ح 2952.
(3) في المصدر: محمد بن محمد بن عبد العزيز.
(4) في المصدر: هلال بن محمد بن جعفر الحداد.
(5) في المصدر: قلت: ربي فقد بشرته.
(6) في المصدر فإنه مولاي. قال: أجل، قال: قلت: يا رب واجعل ربيعه.
الثاني عشر: الشيخ إبراهيم بن محمد الحمويني - من أعيان علماء العامة - في كتاب فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين، قال: أنبأني السيد النسابة جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي، قال: أنبأنا والدي السيد شمس الدين شيخ الشرف فخار بروايته، عن شاذان بن جبرائيل القمي، عن جعفر بن محمد الدورسي، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي - رحمة الله عليه - قال: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن - رضي الله عنه - قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن عمر ابن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي قال: رأيت عليا (عليه السلام) في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) في خلافة عثمان - رضي الله عنه - وجماعة يتحدثون ويتذاكرون العلم والفقه، فذكروا قريشا وفضلها وسوابقها وهجرتها، وما قال فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الفضل. وساق الحديث بما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قريش من الفضل إلى أن قال: وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) ساكت لا ينطق ولا أحد من أهل بيته.
فأقبل القوم عليه فقالوا: يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلم؟
فقال: " ما من الحيين (يعني: المهاجرين من قريش والأنصار) إلا وقد ذكر فضلا وقال حقا فأنا أسألكم يا معشر قريش والأنصار بمن أعطاكم الله هذا الفضل؟ أبأنفسكم، وعشائركم، وأهل بيوتاتكم أم بغيركم "؟
قالوا: بل أعطانا الله ومن به علينا بمحمد (صلى الله عليه وآله) لا بأنفسنا وعشائرنا، ولا بأهل بيوتاتنا.
قال: " صدقتم يا معشر قريش والأنصار، ألستم تعلمون أن الذي نلتم من خير الدنيا والآخرة منا أهل البيت خاصة دون غيرهم؟ وأن ابن عمي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إني وأهل بيتي كنا نورا يسعى بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق الله عز وجل آدم (عليه السلام) بأربعة عشر ألف سنة فلما خلق الله آدم وضع ذلك النور في صلبه وأهبطه إلى الأرض، ثم حمله في السفينة في صلب نوح (عليه السلام)، ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم (عليه السلام) ثم لم يزل الله عز وجل ينقلنا في الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة، ومن الأرحام الطاهرة إلى الأصلاب الكريمة من الآباء والأمهات، لم يكن منهم واحد على سفاح قط ".
____________
(1) المناقب للخوارزمي ص 215 ط النجف الأشرف، ومر الحديث بلفظه في ص 142 - 143، من هذا الجزء.
ثم قال: " أنشدكم الله أتعلمون أن الله عز وجل فضل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية، وإني لم يسبقني إلى الله عز وجل وإلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحد من هذه الأمة "؟ قالوا: اللهم نعم.
قال: " فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت * (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) *(1) * (والسابقون السابقون أولئك المقربون) *(2) سئل عنها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: أنزلها الله تعالى ذكره في الأنبياء وأوصيائهم. فأنا أفضل أنبياء الله ورسله، وعلي بن أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء "؟ قالوا: اللهم نعم.
قال: " فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت: * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) *(3) وحيث نزلت: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *(4) وحيث نزلت * (ولم يتخذوا من دون الله وليجة) *(5) قال الناس: يا رسول الله أخاصة في بعض المؤمنين أم عامة بجميعهم؟ فأمر الله عز وجل نبيه (صلى الله عليه وآله) أن يعلمهم ولاة أمرهم، وأن يفسر لهم من ولاة أمرهم ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم، وحجهم، ونصبني للناس بغدير خم، ثم خطب فقال:
أيها الناس إن الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري، وظننت أن الناس مكذبي فأوعدني لأبلغها أو ليعذبني، ثم أمر فنودي بالصلاة جامعة، ثم خطب فقال: أيها الناس أتعلمون أن الله عز وجل مولاي وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: قم يا علي فقمت فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
فقام سلمان فقال: يا رسول الله ولاء ماذا؟ فقال: ولاء كولائي، من كنت أولى به من نفسه، فعلي أولى به من نفسه، فأنزل الله تعالى ذكره: * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) *(6) فكبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: الله أكبر على تمام نبوتي وتمام دين الله ولاية علي بعدي.
فقام أبو بكر وعمر فقالا: يا رسول الله هؤلاء الآيات خاصة في علي؟ قال: بلى فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة.
____________
(1) التوبة: 100.
(2) الواقعة: 10.
(3) النساء: 59.
(4) المائدة: 55.
(5) التوبة: 16.
(6) المائدة: 3.
وقال بعضهم: قد حفظنا جل ما قلت لم نحفظ كله وهؤلاء الذين حفظوا أخبارنا وأفاضلنا، فقال علي (عليه السلام): " صدقتم ليس كل الناس يستوون في الحفظ، أنشد الله عز وجل من حفظ ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما قام وأخبر به "، فقام زيد بن أرقم، والبراء بن عازب، وسلمان، وأبو ذر، والمقداد، وعمار فقالوا: نشهد لقد حفظنا قول رسول الله وهو قائم على المنبر وأنت إلى جنبه وهو يقول: " أيها الناس إن الله عز وجل أمرني أن أنصب لكم إمامكم والقائم فيكم بعدي، ووصيي وخليفتي، والذي فرض الله عز وجل على المؤمنين في كتابه طاعته فقرنه بطاعته وطاعتي، وأمركم بولايته، وإني راجعت ربي خشية طعن أهل النفاق وتكذيبهم فأوعدني لتبلغنها أو ليعذبني.
أيها الناس إن الله أمركم في كتابه بالصلاة فقد بينتها لكم، والزكاة، والصوم، والحج فبينتها لكم وفسرتها، وأمركم بالولاية وإني أشهدكم أنها لهذا خاصة ووضع يده على علي بن أبي طالب، ثم قال لأبنيه بعده، ثم للأوصياء من بعدهم، من ولدهم لا يفارقون القرآن، ولا يفارقهم القرآن، حتى يردوا علي حوضي.
أيها الناس قد بينت لكم مفزعكم بعدي وإمامكم، ودليلكم، وهاديكم، وهو أخي علي بن أبي طالب، وهو فيكم بمنزلتي فيكم فقلدوه دينكم وأطيعوه في جميع أموركم فإن عنده جميع ما علمني الله من علمه وحكمته، فسلوه، وتعلموا منه ومن أوصيائه بعده، ولا تعلموهم ولا تتقدموهم ولا تخلفوا عنهم فإنهم مع الحق والحق معهم لا يزايلوه ولا يزايلهم، ثم جلسوا ".
قال سليم: ثم قال علي (عليه السلام): " أيها الناس أتعلمون أن الله أنزل في كتابه * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) *(1) فجمعني وفاطمة وابني حسنا والحسين، ثم ألقى علينا كساء وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي ولحمي يؤلمني ما يؤلمهم(2) ويجرحني ما يجرحهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا: فقالت أم سلمة: وأنا يا رسول الله؟ فقال: أنت إلى خير، إنما نزلت في وفي أخي علي بن أبي طالب وفي ابني(3)، وفي تسعة من ولد ابني الحسين خاصة،
____________
(1) الأحزاب: 33.
(2) في المصدر: يؤذيني ما يؤذيهم.
(3) في الإحتجاج للطبرسي: وفي ابنتي فاطمة، وفي ابني.