الصفحة 244

الباب الخامس عشر

في نص رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أمير المؤمنين وبنيه الأحد عشر
بأنهم الخلفاء والأوصياء بعده صلوات الله عليهم

من طريق الخاصة مضافا إلى ما سبق من الروايات في الباب الثالث عشر
وفيه أربعة وثلاثون حديثا:


الأول: ابن بابويه في أماليه قال: حدثنا علي بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي(1) قال: حدثنا أبي عن جده أحمد بن أبي عبد الله قال: حدثني سليمان بن مقبل المدني(2) قال: حدثني موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مسجد قبا ومعه نفر من أصحابه فلما بصر بي تهلل وجهه وتبسم حتى نظرت إلى بياض أسنانه تبرق، ثم قال إلي يا علي(3) فما زال يدنيني حتى ألصق فخذي بفخذه، ثم أقبل على أصحابه فقال: " معاشر أصحابي أقبلت إليكم الرحمة بإقبال علي بن أبي طالب أخي إليكم، معاشر أصحابي إن عليا مني وأنا من علي، روحه من روحي وطينته من طينتي، وهو أخي ووصيي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي، من أطاعه أطاعني، ومن وافقه وافقني، ومن خالفه خالفني "(4).

الثاني: ابن بابويه قال: حدثنا الحسين بن إبراهيم بن المؤدب قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد بن بشار، عن عبيد الله الدهقان، عن درست بن أبي منصور الواسطي، عن عبد الحميد بن أبي العلا، عن ثابت بن دينار، عن سعد بن طريف الخفاف، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " أنا خليفة رسول الله ووزيره ووارثه، أنا أخو رسول الله ووصيه وحبيبه، أنا صفي رسول الله وصاحبه، أنا ابن عم رسول الله وزوج ابنته وأبو

____________

(1) في المصدر: والمخطوطة: علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي.

(2) في المصدر: المدائني.

(3) في المصدر: إلي يا علي إلي يا علي:

(4) أمالي الصدوق ص 31 - 32 ط - النجف الأشرف.


الصفحة 245
ولده، أنا سيد الوصيين(1)، أنا الحجة العظمى، والآية الكبرى، والمثل الأعلى، وباب النبي المصطفى، أنا العروة الوثقى، وكلمة التقوى، وأمين الله تعالى ذكره على أهل الدنيا "(2).

الثالث: ابن بابويه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رحمه الله، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلى بن خالد البصري، عن جعفر بن سليمان(3) عن عبد الله بن الحكم، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن عليا وصيي وخليفتي، وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ابنتي، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ولداي، من والاهم فقد والاني، ومن عاداهم فقد عاداني، ومن ناواهم فقد ناوأني، ومن جفاهم فقد جفاني، ومن برهم فقد برني، وصل الله من وصلهم، وقطع من قطعهم ونصر من أعانهم(4)، وخذل من خذلهم، اللهم من كان له من أنبيائك ثقل وأهل بيت فعلي وفاطمة والحسن والحسين أهل بيتي وثقلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا "(5).

الرابع: ابن بابويه قال: حدثنا أبي - رحمه الله - قال: حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب(6) قال:

حدثنا أحمد بن علي الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثني جعفر بن الحسن، عن عبد الله بن موسى العبسي، عن محمد بن علي السلمي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر ابن عبد الله الأنصاري أنه قال: لقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " إن في علي خصالا لو كانت واحدة منها في جميع الناس اكتفوا بها فضلا، قوله (صلى الله عليه وآله): من كنت مولاه فعلي مولاه، وقوله (صلى الله عليه وآله):

علي مني كهارون من موسى، وقوله (صلى الله عليه وآله): علي مني وأنا منه، وقوله (صلى الله عليه وآله): علي مني كنفسي، طاعته طاعتي، ومعصيته معصيتي، وقوله (صلى الله عليه وآله): حرب علي حرب الله وسلم علي سلم الله، وقوله (صلى الله عليه وآله): حب علي إيمان وبغضه كفر، وقوله (صلى الله عليه وآله): حزب علي حزب الله وحزب أعدائه حزب الشيطان، وقوله (صلى الله عليه وآله): علي مع الحق والحق معه لا يفترقان حتى يردا علي الحوض، وقوله (صلى الله عليه وآله): علي قسيم

____________

(1) في المصدر: ووصي سيد النبيين.

(2) أمالي الصدوق: ص 34 ط - النجف الأشرف، البحار: 39 / 335.

(3) في المصدر: حدثنا أبي رحمه الله، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلى بن محمد البصري، عن جعفر بن سليمان.

(4) في المصدر: ونصر من نصرهم، وأعان من أعانهم.

(5) أمالي الصدوق ص 423.

(6) في المصدر: حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، قال:

حدثنا أبي، قال: حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب.


الصفحة 246
الجنة والنار، وقوله (صلى الله عليه وآله): من فارق عليا فقد فارقني ومن فارقني فقد فارق الله عز وجل، وقوله (صلى الله عليه وآله):

شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة "(1).

الخامس: ابن بابويه قال: حدثنا أبي رحمه الله، قال: حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب، عن علي بن أحمد بن علي الأصفهاني(2)، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، قال: حدثنا محمد بن علي الكوفي، عن سليمان بن عبد الله الهاشمي، عن محمد بن سنان، عن المفضل، عن جابر بن عبد الله الأنصاري(3) يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي بن أبي طالب:

" يا علي أنت أخي ووصيي ووارثي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي(4)، محبك محبي، وعدوك عدوي، ومبغضك مبغضي، ووليك وليي "(5).

السادس: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا أبي، عن محمد ابن عبد الجبار، عن أبي أحمد الأزدي، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله تبارك وتعالى آخى بيني وبين علي بن أبي طالب وزوجه ابنتي من فوق سبع سماواته، وأشهد على ذلك مقربي ملائكته، وجعله لي وصيا وخليفة، فعلي مني وأنا منه، محبه محبي ومبغضه مبغضي، وأن الملائكة لتتقرب إلى الله بمحبته "(6).

السابع: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال: حدثني عمي محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن علي بن عثمان، عن محمد بن الفرات عن أبي جعفر بن علي الباقر، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن علي بن أبي طالب خليفة الله وخليفتي، وحجة الله وحجتي، وباب الله وبابي، وصفي الله وصفيي، وحبيب الله وحبيبي، وخليل الله وخليلي، وسيف الله وسيفي، وهو أخي وصاحبي ووزيري ووصيي، محبه محبي، ومبغضه مبغضي، ووليه وليي وعدوه عدوي، وحربه حربي، وسلمه سلمي، وقوله قولي، وأمره أمري، وزوجته ابنتي، وولده ولدي، وهو سيد الوصيين وخير أمتي أجمعين "(7).

____________

(1) أمالي الصدوق ص 79، البحار: 37 / 95.

(2) في المصدر: عن علي بن أحمد الإصبهاني.

(3) في المصدر: عن المفضل، عن جابر الجعفي، قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري.

(4) في المصدر: وبعد وفاتي.

(5) أمالي الصدوق ص 110.

(6) أمالي الصدوق ص 110.

(7) أمالي الصدوق ص 179 - 180، بشارة المصطفى ص 37، البحار: 37 / ص 137.


الصفحة 247
الثامن: ابن بابويه قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي، حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، قال: حدثنا محمد بن ظهير، قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن أخي يونس البغدادي ببغداد، قال: حدثنا محمد بن يعقوب النهشلي، قال: حدثنا علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، عن جبرائيل، عن ميكائيل، عن إسرافيل، عن الله جل جلاله أنه قال: " أنا الله لا إله إلا أنا خلقت الخلق بقدرتي، واخترت منهم من شئت من أنبيائي، واخترت من جميعهم محمدا حبيبا وخليلا وصفيا، وبعثته رسولا إلى خلقي، واصطفيت له عليا فجعلته له أخا ووصيا ووزيرا ومؤديا عنه من بعده إلى خلقي، وخليفتي على عبادي ليبين لهم كتابي، ويسير فيهم بحكمي، وجعلته العلم الهادي من الضلالة، وبابي الذي أؤتى منه، وبيتي الذي من دخله كان آمنا من ناري، وحصني الذي من لجأ إليه حصنته، من مكروه الدنيا والآخرة، ووجهي الذي من توجه إليه لم أصرف وجهي عنه، وحجتي في السماوات والأرضين على جميع من فيهن من خلقي، لا أقبل عمل عامل منهم إلا بالإقرار بولايته مع نبوة أحمد (محمد) رسولي، وهو يدي المبسوطة على عبادي، وهو النعمة التي أنعمت بها على من أحببته من عبادي، فمن أحببته من عبادي وتوليته عرفته ولايته ومعرفته، ومن أبغضته من عبادي أبغضته لانصرافه عن معرفته وولايته، فبعزتي وجلالي أقسمت أنه لا يتولى عليا عبد من عبادي إلا زحزحته عن النار وأدخلته الجنة، ولا يبغضه عبد من عبادي ويعدل عن ولايته إلا أبغضته وأدخلته النار وبئس المصير "(1).

التاسع: ابن بابويه: حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن عيسى، عن العباس بن معروف، عن الحسين بن يزيد، عن اليعقوبي، عن عيسى بن عبد الله العلوي، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من سره أن يجوز على الصراط كالريح العاصف، ويلج الجنة بغير حساب فليتول وليي وصفيي(2) وصاحبي وخليفتي على أهلي وأمتي علي بن أبي طالب، ومن سره أن يلج النار فليترك ولايته، فوعزة ربي وجلاله إنه لباب الله الذي لا يؤتى إلا منه، وإنه الصراط المستقيم، وإنه الذي يسأل الله عن ولايته

____________

(1) أمالي الصدوق ص 196 - 197، عيون أخبار الرضا: 2 / 48 - 49، البحار: 38 / 98.

(2) في المصدر: صفيي ووصيي.


الصفحة 248
يوم القيامة "(1).

العاشر: ابن بابويه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن محمد بن أبي عمير، عن سليمان ابن مهران، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي أنت أخي وأنا أخوك، يا علي أنت مني وأنا منك، يا علي أنت وصيي وخليفتي وحجة الله على أمتي بعدي، لقد سعد من تولاك وشقي من عاداك "(2).

الحادي عشر: ابن بابويه قال: حدثنا أبي - رحمه الله - قال: حدثنا عبد الله ابن الحسن المؤدب، عن أحمد بن علي الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثنا أبو رجاء قتيبة بن سعيد، عن حماد بن زيد، عن عبد الرحمن السراج، عن نافع، عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي بن أبي طالب: " إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا علي على نجيب من نور وعلى رأسك تاج قد أضاء نوره وكاد يخطف أبصار أهل الموقف فيأتي النداء من عند الله جل جلاله أين خليفة محمد رسول الله فيقول: ها أنا ذا فينادي المنادي: يا علي أدخل من أحبك الجنة ومن عاداك النار فأنت قسيم الجنة، وأنت قسيم النار "(3).

أقول: نافع في هذا السند هو نافع مولى عمر بن الخطاب، وهو على مذهب الخوارج، وعبد الله ابن عمر، هو ابن عمر بن الخطاب، وهو من رؤوس النواصب في زمان أمير المؤمنين (عليه السلام) فأنظر إلى ما ترويه الخوارج عن النواصب بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نص على أن أمير المؤمنين (عليه السلام) هو الخليفة بعده، وقد تقدم هذا الحديث في الباب الرابع عشر بروايته عن عبد الله بن عمر من طريق العامة وهو الحديث الخامس عشر من الباب(4).

الثاني عشر: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن محمد بن موسى قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا عبد الرحيم بن علي بن سعيد الجبلي قال: حدثنا الحسن بن نضر الخزاز قال: حدثنا عمر بن طلحة، عن أسباط بن نصر(5)

____________

(1) أمالي الصدوق ص 255، البحار: 38 / 97 - 98.

(2) أمالي الصدوق ص 322، البحار: 38 / 102 - 103.

(3) أمالي الصدوق ص 322.

(4) راجع ص 270 - 281 - من هذا الجزء.

(5) في المصدر: نضر.


الصفحة 249
عن سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير قال: أتيت عبد الله بن عباس فقلت له يا بن عم رسول الله إني جئتك أسألك عن علي بن أبي طالب واختلاف الناس فيه فقال ابن عباس: يا بن جبير جئتني تسألني عن خير خلق الله من الأمة بعد محمد نبي الله، جئتني تسألني عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة وهي ليلة القربة، يا بن جبير جئتني تسألني عن وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووزيره وخليفته وصاحب حوضه ولوائه وشفاعته. والذي نفس ابن عباس بيده لو كانت بحار الدنيا مدادا، وأشجارها أقلاما، وأهلها كتابا، فكتبوا مناقب علي بن أبي طالب وفضائله من يوم خلق الله عز وجل الدنيا إلى أن يفنيها ما بلغوا معشار ما آتاه الله تبارك وتعالى(1).

الثالث عشر: ابن بابويه قال: أخبرنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا عبد الله ابن صالح بن أبي سلمة النصيبي قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير(2)، عن عائشة قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " أنا سيد الأولين والآخرين وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين، وهو أخي ووارثي وخليفتي على أمتي، ولايته فريضة، واتباعه فضيلة، ومحبته إلى الله وسيلة، فحزبه حزب الله، وشيعته أنصار الله وأولياؤه أولياء الله، وأعداؤه أعداء الله، وهو إمام المسلمين، وولي المؤمنين وأميرهم بعدي "(3).

الرابع عشر: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه - رحمه الله - عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن هلال، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان عن زرارة، وإسماعيل ابن عباد النصري(4) عن سليمان الجعفي، عن أبي عبد الله(5) قال: " لما أسري بالنبي (صلى الله عليه وآله) وانتهى إلى حيث ما أراد الله تبارك وتعالى ناجاه ربه جل جلاله، فلما أن هبط إلى السماء السابعة(6) ناداه: يا محمد؟ قال له لبيك ربي قال له: من اخترت من أمتك يكون بعدك لك خليفة؟ قال: إختر لي ذلك فتكون أنت المختار لي، فقال له: اخترت لك خيرتك علي بن أبي طالب "(7).

الخامس عشر: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن عيسى القمي - رضي الله عنه - قال: حدثني علي

____________

(1) أمالي الصدوق ص 499.

(2) في المخطوطة عن بشر بن جبير، عن عائشة.

(3) أمالي الصدوق ص 521 - 522، البحار: 38 / 107.

(4) في المخطوطة: العصري، وفي المصدر: القصري.

(5) في المصدر: أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) (6) في المصدر: الرابعة.

(7) أمالي الصدوق ص 529 - 530، البحار: 38 / 107 - 108.


الصفحة 250
ابن محمد ماجيلويه قال: حدثني أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حماد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن سليمان بن مهران، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي أنت أخي ووزيري ووصيي وخليفتي في أهلي وأمتي، في حياتي وبعد مماتي، محبك محبي ومبغضك مبغضي، يا علي: أنا وأنت أبوا هذه الأمة، يا علي أنا وأنت والأئمة من ولدك سادات(1) في الدنيا وملوك في الآخرة، من عرفنا فقد عرف الله، ومن أنكرنا فقد أنكر الله عز وجل "(2).

السادس عشر: الشيخ أبو جعفر الطوسي في أماليه، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد - رحمه الله - قال: حدثني أبي(3) قال:

حدثنا سعد بن عبد الله، عن أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: " إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: أين خليفة الله في أرضه؟ فيقوم داود النبي (عليه السلام) فيأتي النداء من عند الله عز وجل: لسنا إياك أردنا وإن كنت لله تعالى خليفة، ثم ينادي مناد ثانيا: أين خليفة الله في أرضه؟ فيقوم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فيأتي النداء من قبل الله عز وجل يا معشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب خليفة الله في أرضه، وحجته على عباده، فمن تعلق بحبله في دار الدنيا فليتعلق بحبله في هذا اليوم، يستضئ بنوره، وليتبعه إلى الدرجات العلى من الجنات. قال: فيقوم الناس الذين تعلقوا بحبله في الدنيا فيتبعونه إلى الجنة، ثم يأتي النداء من عند الله عز وجل ألا من ائتم(4) بإمام في دار الدنيا فليتبعه إلى حيث يذهب، فحينئذ * (يتبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار) * "(5).

____________

(1) في المصدر: سادة.

(2) أمالي الصدوق ص 587.

(3) كذا ورد السند في المصدر: حدثنا الشيخ السعيد المفيد أبو علي الحسن بن محمد ابن الحسن الطوسي - رضي الله عنه - بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وآله قال: حدثنا الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي - رحمه الله - في شعبان سنة خمس وخمسين وأربعمائة قال: أخبرنا الشيخ السعيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان - رحمه الله تعالى - قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه، قال: حدثني أبي...

(4) في المصدر: من تعلق.

(5) البقرة: 166. والحديث أخرجه الشيخ الطوسي في أماليه: 1 / 61، 62 ط النجف الأشرف.


الصفحة 251
السابع عشر: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد - يعني المفيد(1) - قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن قال: حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله بن موسى قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن العرزمي قال: حدثنا المعلى بن هلال، عن الكلبي، عن عبد الله بن العباس قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " أعطاني الله خمسا وأعطى عليا خمسا: أعطاني جوامع الكلم، وأعطى عليا جوامع العلم، وجعلني نبيا وجعله وصيا، وأعطاني الكوثر، وأعطاه السلسبيل، وأعطاني الوحي، وأعطاه الإلهام، وأسري بي إليه، وفتح له أبواب السماء والحجب حتى نظر إلي ونظرت إليه ".

قال: ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت له: ما يبكيك فداك أبي وأمي؟ فقال: " يا بن عباس إن أول ما كلمني به ربي أن قال: يا محمد انظر تحتك فنظرت إلى الحجب قد انخرقت، وإلى أبواب السماء قد انفتحت، ونظرت إلى علي وهو رافع رأسه إلي فكلمني وكلمته، وكلمني ربي عز وجل، فقلت:

يا رسول الله بم كلمك ربك؟ قال: قال لي: يا محمد إني جعلت عليا وصيك ووزيرك وخليفتك من بعدك فأعلمه، فها هو يسمع كلامك، فأعلمته وأنا بين يدي ربي عز وجل فقال لي: قد قبلت وأطعت.

فأمر الله الملائكة أن تسلم عليه ففعلت فرد (عليهم السلام)، ورأيت الملائكة يتباشرون به، وما مررت بملائكة من ملائكة السماء إلا هنوني وقالوا: يا محمد والذي بعثك لقد دخل السرور على جميع الملائكة باستخلاف الله عز وجل لك ابن عمك، ورأيت حملة العرش قد نكسوا رؤوسهم إلى الأرض، فقلت: يا جبرائيل لم نكس حملة العرش رؤوسهم؟ فقال: يا محمد ما من ملك من الملائكة إلا وقد نظر إلى وجه علي بن أبي طالب استبشارا به ما خلا حملة العرش فإنهم، استأذنوا الله عز وجل في هذه الساعة فأذن لهم أن ينظروا إلى علي بن أبي طالب فنظروا إليه، فلما هبطت جعلت أخبره بذلك وهو يخبرني به فعلمت أني لم أطأ موطئا إلا وقد كشف لعلي عنه حتى نظر إليه ".

قال ابن عباس: فقلت: يا رسول الله أوصني. فقال: عليك بمودة علي بن أبي طالب والذي بعثني بالحق نبيا لا يقبل الله من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي بن أبي طالب وهو تعالى أعلم، فإن جاء بولايته قبل عمله على ما كان منه، وإن لم يأت بولايته لم يسأله عن شئ ثم أمر به إلى النار.

____________

(1) في المصدر: حدثنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي - رحمه الله - قال: حدثنا الشيخ السعيد الوالد - رحمه الله - قال: أخبرنا محمد بن محمد قال.


الصفحة 252
" يا بن عباس والذي بعثني بالحق نبيا إن النار لأشد غضبا على مبغض علي منها على من زعم أن لله ولدا.

يا بن عباس لو أن الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين اجتمعوا على بغضه(1) ولن يفعلوا، لعذبهم الله بالنار. قلت: يا رسول الله وهل يبغضه أحد؟ قال: يا بن عباس نعم، يبغضه قوم يذكرون أنهم من أمتي لم يجعل الله لهم في الإسلام نصيبا. يا بن عباس إن من علامة بغضهم له تفضيلهم من هو دونه عليه، والذي بعثني بالحق نبيا ما بعث الله نبيا أكرم عليه مني، ولا وصيا أكرم عليه من وصيي علي ".

قال ابن عباس: فلم أزل له كما أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووصاني بمودته، وإنه لأكبر عملي عندي.

قال ابن عباس: ثم مضى من الزمان ما مضى وحضرت رسول الله (صلى الله عليه وآله) الوفاة حضرته، فقلت له:

فداك أبي وأمي يا رسول الله قد دنا أجلك فما تأمرني؟ فقال: " يا بن عباس خالف من خالف عليا ولا تكونن لهم ظهيرا ولا وليا ": قلت: يا رسول الله فلم لا تأمر الناس بترك مخالفته؟ قال: فبكى (عليه السلام) حتى أغمي عليه، ثم قال: " يا بن عباس قد سبق فيهم علم ربي، والذي بعثني بالحق نبيا لا يخرج أحد ممن خالفه من الدنيا وأنكر حقه حتى يغير الله تعالى ما به من نعمة ".

يا بن عباس إذا أردت أن تلقي الله وهو عنك راض فاسلك طريقة علي بن أبي طالب، ومل معه حيث مال، وأرض به إماما، وعاد من عاداه ووال من والاه ".

" يا بن عباس احذر أن يدخلك شك فيه، فإن الشك في علي كفر بالله تعالى "(2).

الثامن عشر: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد (يعني المفيد) قال: حدثنا أبو نصر محمد بن الحسين المقري، قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي المرزباني قال: حدثنا جعفر بن محمد الحنفي قال: حدثنا يحيى بن هاشم السمسار قال: حدثنا عمرو بن شمر قال: حدثنا حماد، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله بن خزام(3) قال: أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت: يا رسول الله من وصيك؟ قال: " فأمسك عني عشرا لا يجيبني، ثم قال: يا جابر ألا أخبرك عما سألتني؟ فقلت: بأبي أنت وأمي أم والله لقد سكت عني حتى ظننت إنك وجدت علي. فقال: ما وجدت عليك يا جابر، ولكن كنت أنتظر ما يأتني من السماء، فأتاني جبرائيل (عليه السلام) فقال: يا محمد ربك يقول: إن علي بن أبي طالب وصيك وخليفتك على أهلك وأمتك والذائد عن حوضك وهو صاحب لوائك يقدمك

____________

(1) في المصدر: بغض علي.

(2) أمالي الطوسي: 1 / 102 - 104.

(3) في المصدر: حزام. والصحيح جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري الخزرجي كما في المعاجم.


الصفحة 253
إلى الجنة. فقلت: يا رسول الله أرأيت من لا يؤمن بهذا الحديث أقتله؟ قال: نعم. يا جابر ما وضع هذا الوضع إلا ليبايع عليه، فمن بايعه كان معي غدا، ومن خالفه لم يرد علي الحوض أبدا "(1).

التاسع عشر: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد (يعني المفيد) قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد (يعني ابن قولويه) قال: حدثني أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أبي الجوزاء المنبه بن عبد الله، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي إن الله تعالى أمرني أن أتخذك أخا ووصيا، فأنت أخي ووصيي وخليفتي على أهلي في حياتي وبعد موتي، من تبعك فقد تبعني ومن تخلف عنك فقد تخلف عني، ومن كفر بك فقد كفر بي، ومن ظلمك فقد ظلمني. يا علي أنت مني وأنا منك، يا علي لولا أنت لما قوتل أهل النهر. قال: فقلت: يا رسول الله ومن أهل النهر؟ قال: قوم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية "(2).

العشرون: الشيخ في أماليه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد(3) قال: حدثني محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الصيرفي، عن محمد بن سنان، عن المفضل ابن عمر، عن أبي عبد الله الصادق، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال: بلغ أم سلمة زوجة النبي (صلى الله عليه وآله) أن مولى لها (يتنقص) ينتقص عليا ويتناوله، فأرسلت إليه فلما صار إليها قالت له: يا بني بلغني أنك (تتنقص) تتنقص عليا وتتناوله؟ قال نعم يا أماه، قالت له: اقعد ثكلتك أمك حتى أحدثك بحديث سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم إختر لنفسك، إنا كنا عند رسول الله تسع نسوة وكانت ليلتي ويومي من رسول الله (صلى الله عليه وآله)..

فأتيت الباب فقلت: أدخل يا رسول الله؟ قال لا، قالت: فكبوت كبوة، وساق الحديث بطوله وفيه يا أم سلمة إسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب وصيي وخليفتي من بعدي(4).

والحديث تقدم بطوله في الباب الثالث عشر من طريق ابن بابويه بالإسناد عن الصادق (عليه السلام)(5).

الحادي والعشرون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا محمد

____________

(1) أمالي الطوسي: 1 / 193.

(2) أمالي الطوسي: 1 / 203.

(3) في المصدر: محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد.

(4) أمالي الصدوق ص 340 - 341. أمالي الطوسي: 2 / 38 - 40.

(5) راجع ص 208 - 209 من هذا الجزء.


الصفحة 254
ابن جعفر الرزاز القرشي قال: حدثنا جدي لأمي محمد بن عيسى القيسي قال: حدثنا إسحاق بن يزيد الطائي قال: حدثنا هاشم بن البريد، عن أبي سعيد التميمي قال: سمعت أبا ثابت مولى أبي ذر - رحمه الله - يقول: سمعت أم سلمة - رضي الله عنها - تقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه يقول وقد امتلأت الحجرة من أصحابه: " أيها الناس يوشك أن أقبض قبضا سريعا فينطلق بي، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم، ألا إني مخلف فيكم كتاب ربي عز وجل وعترتي أهل بيتي ". ثم أخذ بيد علي (عليه السلام) فرفعها فقال: " هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي، خليفتان بصيران لا يفترقان حتى يردا علي الحوض، فأسألهما ماذا خلفت فيهما "(1).

الثاني والعشرون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا الحسن بن علي بن زكريا أبو سعيد البصري قال: حدثنا محمد بن صدقة العنبري قال: حدثنا موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما صلاة الفجر ثم إنفتل وأقبل علينا يحدثنا، فقال: " أيها الناس من فقد الشمس فليتمسك بالقمر، ومن فقد القمر فليتمسك بالفرقدين ". قال: فقمت أنا وأبو أيوب الأنصاري ومعنا أنس بن مالك فقلنا: يا رسول الله من الشمس؟ قال: " أنا ". فإذا هو (صلى الله عليه وآله) قد ضرب لنا مثلا، فقال: " أن الله تعالى خلقنا فجعلنا بمنزلة نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم. فأنا الشمس فإذا ذهب بي فتمسكوا بالقمر ". قلنا: فمن القمر؟ قال: " أخي ووصيي ووزيري وقاضي ديني وأبو ولدي وخليفتي في أهلي علي بن أبي طالب ". قلنا: فمن الفرقدان؟ قال: " الحسن والحسين "، ثم مكث مليا فقال: " وفاطمة هي الزهرة، وأهل بيتي هم مع القرآن، والقرآن معهم لا يفترقان حتى يردا علي الحوض "(2).

الثالث والعشرون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا الفضل بن محمد البيهقي قال: حدثنا هارون بن عمرو المجاشعي قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد قال:

حدثنا أبي أبو عبد الله. قال: المجاشعي: حدثنا الرضا علي بن موسى (عليهما السلام) قال: حدثني أبي موسى ابن جعفر، عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمد عن أبيه، عن جده علي بن الحسين قال: حدثني عمر، وسلمة ابنا أبي سلمة ربيبا رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أنهما سمعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول في حجته(3):

____________

(1) أمالي الطوسي: 2 / 92 - 93.

(2) أمالي الطوسي: 2 / 130 - 131.

(3) في المصدر: في حجته حجة الوداع.


الصفحة 255
علي يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظالمين، علي أخي ومولى المؤمنين من بعدي(1)، وهو الخليفة في الأهل والمؤمنين بعدي "(2).

الرابع والعشرون: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال: حدثنا الحسن ابن علي بن زكريا العاصمي قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله الفداني(3) قال: حدثنا الربيع بن يسار قال:

حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر - رضي الله عنه - في حديث الشورى واحتجاج أمير المؤمنين (عليه السلام) عليهم بفضائله وسوابقه، وما قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) من النص عليه بما يقتضي أنه الإمام والخليفة بعده، وكلهم يوافقونه فيما ذكره من ذلك إلى أن قال: " فهل فيكم أحد استخلفه رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أهله وجعل أمر أزواجه إليه من بعده غيري " قالوا: لا(4).

الخامس والعشرون: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثني محمد بن جعفر بن محمد بن رباح الأشجعي قال: حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن أبي الرواس(5) الخثعمي قال: حدثني عدي بن زيد الهجري، عن أبي خالد الواسطي قال إبراهيم بن محمد: فلقيت أبا خالد عمرو بن خالد، فحدثني عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: " كنت عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه، فكان رأسه في حجري والعباس يذب عن وجه رسول الله فأغمي إغماء(6) ثم فتح عينيه فقال: يا عباس يا عم رسول الله أقبل وصيتي واضمن ديني وعداتي. فقال العباس: يا رسول الله أنت أجود من الريح المرسلة وليس في مالي وفاء لدينك وعداتك. فقال النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك ثلاثا يعيده عليه والعباس في كل ذلك يجيبه بما قال أول مرة، قال فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لأقولنها لمن يقبلها ولا يقول يا عباس مثل مقالتك. فقال: يا علي أقبل وصيتي، واضمن ديني وعداتي. قال فخنقتني العبرة وارتج جسدي، ونظرت إلى رأس رسول الله (صلى الله عليه وآله) يذهب ويجيء في حجري، فقطرت دموعي على وجهه ولم أقدر أن أجيبه ثم ثنى فقال: يا علي أقبل وصيتي، واضمن ديني وعداتي.

قال: قلت نعم بأبي وأمي. قال: أجلسني فأجلسته، فكان ظهره في صدري فقال: يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة ووصيي وخليفتي في أهلي.

____________

(1) في المصدر: وهو مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أن الله ختم النبوة بي، فلا نبي بعدي، وهو الخليفة..

(2) أمالي الطوسي: 2 / 134.

(3) في المصدر: العدلي.

(4) أمالي الطوسي: 2 / 159 - 166.

(5) في المصدر: ابن الرواس.

(6) في المصدر: فأغمي عليه إغماءة.