الباب الثامن عشر
في النص على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بأنه الولي في قوله تعالى
* (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *.
الحديث الأول: قال الثعلبي: قال السدي وعتبة بن أبي حكيم وغالب بن عبد الله: إنما عنى بقوله: * (إنما وليكم الله ورسوله الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * علي بن أبي طالب (عليه السلام) لأنه مر به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه(1).
ثم قال الثعلبي: أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم الفقيه قال: حدثنا عبد الله بن أحمد الشعراني قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن علي بن رزين قال: حدثنا المظفر بن الحسن الأنصاري قال:
حدثنا السري بن علي الوراق، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية بن الربعي قال: بينا عبد الله بن عباس (رضي الله عنه) جالس على شفير زمزم يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذ أقبل رجل معتم بعمامة فجعل ابن عباس لا يقول: قال رسول الله إلا وقال الرجل:
قال رسول الله، فقال له ابن عباس: سألتك بالله ممن أنت؟
قال: فكشف العمامة عن وجهه وقال: يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) بهاتين وإلا صمتا ورأيته بهاتين وإلا فعميتا يقول: علي قائد البررة وقاتل الكفرة منصور من نصره مخذول من خذله، أما إني صليت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما من الأيام صلاة الظهر، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد فرفع السائل يده إلى السماء وقال: اللهم أشهد إني سألت في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم يعطني أحد شيئا، وكان علي راكعا فأومئ إليه بخنصره اليمنى وكان يتختم فيها، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره وذلك بعين النبي (صلى الله عليه وآله)، فلما فرغ من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم إن موسى سألك فقال:
____________
(1) تفسير الثعلبي المخطوط: 74.
قال أبو ذر: فما استتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) الكلمة حتى نزل عليه جبرائيل (عليه السلام) من عند الله تعالى فقال:
يا محمد اقرأ. قال: وما أقرأ؟ قال: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *(1).
الثاني: ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين من الجزء الثالث في تفسير سورة المائدة قوله تعالى: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *.
من صحيح النسائي عن ابن سلام قال: أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت إن قومنا حادونا لما صدقنا الله ورسوله وأقسموا أن لا يكلموننا فأنزل الله تعالى: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * الآية، ثم أذن بلال لصلاة الظهر فقام الناس يصلون فمن بين ساجد وراكع إذا سائل يسأل فأعطاه علي خاتمه وهو راكع، فأخبر السائل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقرأ علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) *(2).
الثالث: من مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي في تفسير قوله تعالى * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *.
قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن إذنا، حدثنا الحسين بن شاذان البزاز بن علي العدوي قال: حدثنا سلمة بن شبيب قال: حدثنا عبد الرزاق قال:
مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *.
قال: نزلت في علي (عليه السلام)(3).
____________
(1) تفسير الثعلبي المخطوط: 74، والآية في سورة المائدة: 55.
(2) أنظر: تفسير الدر المنثور: 2 / 293. ومذكور بمضمونه في شواهد التنزيل: 1 / 180.
(3) مناقب ابن المغازلي: 311 ح 354، وأخرجه الطبري في تفسير: 6 / 165.
الخامس: ابن المغازلي الفقيه الشافعي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان إذنا أن أبا أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب حدثهم قال: حدثنا أبي قال: حدثنا إبراهيم بن عبد السلام قال: حدثنا محمد بن عمر بن بشير العسقلاني قال: حدثنا أبي قال: حدثنا مطلب بن زياد عن السدي عن أبي عيسى عن ابن عباس قال: مر سائل بالنبي (صلى الله عليه وآله) وفي يده خاتم قال: من أعطاك هذا الخاتم؟ قال:
ذاك الراكع وكان علي يصلي، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) " الحمد لله الذي جعلها في وفي أهل بيتي " * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) * الآية، وكان على خاتمه الذي تصدق به، سبحان من فخري بأني له عبد(2).
السادس: ابن المغازلي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان قال: أخبرنا أبو أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب قال: حدثنا محمد بن أحمد العسكري الدقاق قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا عبادة قال: حدثنا عمر بن ثابت عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان علي راكعا فجاءه مسكين فأعطاه خاتمه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) " من أعطاك هذا؟ ".
فقال أعطاني هذا الراكع، فأنزل الله هذه الآية * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) * إلى آخر الآية(3).
السابع: ابن المغازلي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن طاوان إذنا أن أبا أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب أخبرهم قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد العسكري قال: حدثنا محمد بن عثمان قال:
حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون قال: حدثنا علي بن عابس قال: دخلت أنا وأبو مريم على عبد الله بن عطاء قال أبو مريم: حدث علي بالحديث الذي حدثتني عن أبي جعفر قال: كنت عند أبي جعفر جالسا، إذ مر عليه ابن عبد الله بن سلام قلت: جعلني الله فداك هذا ابن الذي عنده علم الكتاب قال: لا ولكنه صاحبكم علي بن أبي طالب الذي أنزلت فيه آيات من كتاب الله عز وجل
____________
(1) المصدر: ح 355، وتفسير الدر المنثور: 2 / 293.
(2) المصدر: ح 356، وتفسير الدر المنثور: 2 / 293، وجامع الأصول: 9 / 478.
(3) مناقب ابن المغازلي: 313 ح 357، وأسباب النزول للواحدي: 148.
الثامن: من صحيح النسائي عن ابن سلام قال: أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلنا إن قومنا حادونا لما صدقنا الله ورسوله وأقسموا أن لا يكلمونا، فأنزل الله تعالى: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * الآية، ثم أذن بلال لصلاة الظهر فقام الناس يصلون فمن بين ساجد وراكع إذا سائل يسأل، فأعطى علي خاتمة وهو راكع، فأخبر السائل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقرأ علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) *(2).
التاسع: صدر الأئمة عند المخالفين أخطب خوارزم موفق بن أحمد قال: أخبرني الشيخ الزاهد علي بن أحمد بن العاصي، أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة الزاهد إسماعيل بن أحمد الواعظ، حدثنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، حدثنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، حدثنا أبو يحيى عبد الله بن سلم الرازي الأصبهاني، حدثنا يحيى بن جريش، حدثنا يحيى بن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: نزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله عليه وآله) * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *، فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) ودخل المسجد والناس يصلون ما بين راكع وساجد وإذا سائل فقال: يا سائل هل أعطاك أحد شيئا؟
قال: لا إلا هذا الراكع - يعني عليا - أعطاني خاتما(3).
العاشر: موفق بن أحمد في جواب مكاتبة معاوية إلى عمرو بن العاص، قال عمرو بن العاص:
لقد علمت يا معاوية ما أنزلت في كتابه في علي من الآيات المتلوات في فضائله التي لا يشركه فيها أحد كقوله تعالى: * (يوفون بالنذر ويخافون) * * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) * وقد قال الله تعالى: * (رجال صدقوا ما عاهدوا الله) *، وقد قال الله تعالى لرسوله: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) *(4).
الحادي عشر: موفق بن أحمد قال: أخبرنا الإمام الأجل شمس الدين سراج الأئمة أبو الفرج
____________
(1) مناقب ابن المغازلي: ح 358، وتفسير القرطبي: 9 / 336.
(2) مذكور بمضمونه في تفسير الدر المنثور: 2 / 293، شواهد التنزيل: 1 / 180.
(3) المناقب 266 / ح 248.
(4) المناقب 200 / ح 240.
ثم إن النبي (صلى الله عليه وآله) خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع وبصر بسائل، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): هل أعطاك أحد شيئا؟
قال: نعم خاتم من ذهب.
فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): من أعطاكه؟
فقال: ذلك القائم - وأومأ بيده إلى علي بن أبي طالب (رضي الله عنه).
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): على أي حال أعطاك؟
قال: أعطاني وهو راكع، فكبر النبي (صلى الله عليه وآله) ثم قرأ * (ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) *.
فأنشأ حسان بن ثابت يقول:
أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي | وكل بطئ في الهدى ومسارع |
أيذهب مدحي والمحبر ضائعا | وما المدح في جنب الإله بضائع |
فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعا | فدتك نفوس القوم يا خير راكع |
فأنزل فيك الله خير ولآية | وبينها في محكمات الشرائع(1) |
الثاني عشر: الشيخ إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال: أخبرنا جعفر بن محمد العلوي، حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد البيع أخبرني محمد بن علي دحيم الشيباني حدثنا أحمد بن حازم، حدثنا عاصم بن يوسف اليربوعي عن سفيان بن إبراهيم الحريري عن أبيه
____________
(1) المناقب: 264، ح 246.
قال الواحدي: وهذا منتزع من قوله تعالى: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *.
وذلك أن الله تعالى أثبت المولاة بين المؤمنين، ثم لم يصفهم إلا بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة فقال:
* (الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة) * فمن والى عليا فقد والى الله ورسوله، وذكر تعالى في آية أخرى أنه حببه إلى عباده المؤمنين فقال: * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) *.
قال الواحدي: أنبأنا سعيد بن محمد بن إبراهيم الحرثي، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد الجرجرائي، حدثنا أبو محمد الحسن بن عبد الله العبيدي، حدثنا عبد الله بن سلمة، حدثنا مالك بن أنس عن يزيد بن أسلم عن عطا عن ابن عباس في قوله تعالى: * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) *.
قال: نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام) ما من مسلم إلا ولعلي في قلبه محبة.
قال الواحدي: أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم بن محمويه، حدثنا يحيى بن محمد العلوي، حدثنا أبو علي الصواف ببغداد، حدثنا الحسن بن علي بن الوليد بن النعمان الفارسي، حدثنا إسحاق بن بشر عن خالد بن زيد عن حمزة الزيات عن أبي إسحاق عن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " يا علي قل اللهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي في صدور المؤمنين مودة "، فأنزل الله تعالى: * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) *.
قال: نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام)(1).
الثالث عشر: الحمويني هذا قال: أخبرنا الشيخ الصالح جمال الدين أحمد بن محمد بن محمد المعروف بمذكويه القزويني بقراءتي عليه بها في الخانقان الإمامي، ضحوة يوم الأحد ثاني ذي القعدة سنة سبع وثمانين وست مائة قلت له: أخبرك الشيح الإمام إمام الدين أبو القاسم عبد الكريم الرافعي القزويني إجازة، قال: نعم قرأت على الإمام أحمد بن إسماعيل قال: أنبأنا الإمام أبو الأسعد هبة الرحمن عبد الواحد القسري وأبو المظفر عبد المنعم بن أبي القاسم عبد الكريم القسري إجازة قال: أنبأنا الأستاذ زين الإسلام أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القسري، أنبأنا أبو محمد عبد
____________
(1) فرائد السمطين: 1 / 79 / ب 14 / ح 49 - 50 - 51.
قال: بأبي وأمي يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما وجبت؟
قال: وجبت له الجنة والله ما خلعه من يده حتى خلعه [ الله ] من كل ذنب ومن كل خطيئة(1).
الرابع عشر: الحمويني قال: أخبرني الشيخ الإمام العلامة مجد الدين أبو الحسن محمد بن يحيى بن الحسين بن عبد الكريم الكرجي القزويني بقراءتي في داره بمدينة قزوين قلت له: أخبرك الشيخ الإمام رضي الدين المؤيد بن محمد بن علي المقري الطوسي إجازة قال: نعم، قال: أنبأنا جدي لأمي أبو العباس محمد بن العباس العصاري المعروف بعباسة سماعا عليه قال: أنبأنا القاضي أبو سعيد الفرج زادي النوقاني قال: أنبأنا الأستاذ الإمام أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي قال: سمعت أبا منصور الحمشادي يقول سمعت محمد بن عبد الله " ح "(2).
وأخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم بن أحمد الفقيه، حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الشعراني، أنبأنا أبو علي أحمد بن علي بن رزين، حدثنا المظفر بن الحسن الأنصاري قال: حدثنا السندي بن علي الفراق، نبأنا يحيى بن عبد الحميد الحماني عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية بن ربعي قال: بينا عبد الله بن عباس جالس على شفير زمزم فجعل ابن عباس لا يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا قال الرجل: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال ابن عباس:
سألتك بالله من أنت؟
قال: فكشف العمامة عن وجهه وقال: يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري... وذكر الحديث الذي في أول الباب(3).
الخامس عشر: الحمويني قال: أنبأني جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي، أنبأنا النقيب أبو طالب عبد الرحمن بن عبد السميع الهاشمي إجازة، أنبأنا شاذان بن جبرائيل القمي قراءة عليه، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز القمي، أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن علي التظيري(4) قال: أنبأنا أبو الفتح إسماعيل بن الأخشيد السراج فيما قرأت عليه قال:
____________
(1) فرائد السمطين: 1 / 187 / ب 39 / ح 149.
(2) يعني حيلولة لسند آخر.
(3) فرائد السمطين: 1 / 191 / ب 39 / ح 151.
(4) في المصدر: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي النطنزي.
السادس عشر: الحمويني قال: أخبرني محمد بن يعقوب بن أبي الفرج إذنا عن عبد الرحمن بن عبد السميع إجازة عن شاذان القمي قراءة عليه عن محمد بن عبد العزيز عن محمد بن أحمد بن علي قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد المقري بقراءتي عليه، حدثنا أبو نعيم الحافظ قال: نبأنا سليمان بن أحمد في معجمه الأوسط قال: نبأنا محمد بن علي الصايغ قال: نبأنا خالد بن يزيد العمري قال: نبأنا إسحاق بن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسن بن علي عن الحسن بن زيد عن أبيه زيد بن الحسن عن جده قال: سمعت عمار بن ياسر (رضي الله عنه) يقول: وقف لعلي ابن أبي طالب (عليه السلام) سائل وهو راكع في صلاة التطوع فنزع خاتمه وأعطاه السائل، فأتى رسول الله فأعلمه ذلك، فنزلت على النبي (صلى الله عليه وآله) هذه الآية * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * فقرأها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه "(2).
السابع عشر: الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصفهاني في كتابه الموسوم بنزول القرآن في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالإسناد عن ابن صالح عن ابن عباس قال: أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه فيمن قد آمنوا بالنبي (صلى الله عليه وآله) قالوا: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) إن منازلنا بعيدة وليس لنا مجلس ولا متحدث دون هذا المجلس، وإن قومنا لما رأونا آمنا بالله ورسوله وصدقناه رفضونا وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلمونا فشق ذلك علينا فقال لهم النبي (صلى الله عليه وآله): * (إنما وليكم الله ورسوله) * الآية.
ثم إن النبي (صلى الله عليه وآله) خرج إلى المسجد والناس من بين يديه ما بين قائم وراكع، فبصر بسائل يسأل فقال النبي (صلى الله عليه وآله): هل أعطاك أحد شيئا؟
فقال: نعم خاتم.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): من أعطاكه؟
قال: ذاك القائم وأومأ بيده إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام).
فقال النبي (صلى الله عليه وآله) " على أي حال أعطاكه "؟
____________
(1) فرائد السمطين: 1 / 193 / ب 39 / ح 152.
(2) فرائد السمطين: 1 / 194 / ب 39 / ح 153.
فأنشد حسان بن ثابت يقول في ذلك:
أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي | وكل بطئ في الهواء ومسارع |
وقد تقدمت الأبيات وقيل في ذلك:
أوفى الصلاة مع الزكاة أقامها | والله يرحم عبده الصبارا |
من ذا بخاتمه تصدق راكعا | وأسره في نفسه إسرارا |
من كان بات على فراش محمد | ومحمد أسرى يوم الغارا |
من كان جبرائيل يقوم يمينه | يوما وميكال يقوم يسارا |
من كان في القرآن سمي مؤمنا | في تسع آيات جعلن كبارا(1) |
الثامن عشر: الحافظ أبو نعيم يرفعه إلى زيد بن الحسن عن أبيه قال: سمعت عمار بن ياسر (رضي الله عنه) يقول: وقف لعلي (عليه السلام) سائل وهو راكع في صلاة التطوع فنزع خاتمه فأعطاه، فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأعلمه، فنزلت هذه الآية: * (إنما وليكم الله ورسوله) * الآية(2).
التاسع عشر: الحافظ أبو نعيم بإسناده عن الضحاك عن ابن عباس في قوله عز وجل: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) *، يريد علي بن أبي طالب بالذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون.
قال عبد الله بن سلام: يا رسول الله، أنا رأيت علي بن أبي طالب تصدق بخاتمه وهو راكع على محتاج فنحن نتولاه(3).
العشرون: الحافظ أبو نعيم عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله) يتوضأ للصلاة فنزلت عليه * (إنما وليكم الله ورسوله) * الآية، فتوجه النبي (صلى الله عليه وآله) وخرج إلى المسجد فاستقبل سائلا فقال: من تركت في المسجد؟
فقال له: رجلا تصدق علي بخاتمه وهو راكع.
فدخل النبي (صلى الله عليه وآله) فإذا هو علي(4).
الحادي والعشرون: أبو نعيم رفعه إلى أبي الزبير عن جابر (رضي الله عنه) قال: جاء عبد الله بن سلام وأنا
____________
(1) أسباب النزول للواحدي: 133، وشواهد التنزيل للحسكاني: 1 / 243.
(2) شواهد التنزيل للحسكاني: 1 / 223.
(3) أحكام القرآن للجصاص: 2 / 557. شواهد التنزيل للحسكاني: 1 / 219.
(4) أنظر: تفسير ابن كثير: 2 / 74. وشواهد التنزيل: 1 / 222.
قال: نعم، مررت برجل راكع فأعطاني خاتمه.
قال: فاذهب فأرني.
قال: فذهبنا فإذا علي قائم، فقال: هذا، فنزلت: * (إنما وليكم الله ورسوله) * الآية(1).
الثاني والعشرون: الحافظ أبو نعيم بإسناده يرفعه إلى عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس (رضي الله عنه) عن قول الله تعالى: * (إنما وليكم الله ورسوله) *. نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام)(2).
الثالث والعشرون: الحافظ أبو نعيم بإسناده يرفعه إلى موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل قال: تصدق علي (عليه السلام) بخاتمه وهو راكع، فنزلت: * (إنما وليكم الله ورسوله) * الآية(3).
الرابع والعشرون: الحافظ أبو نعيم يرفعه إلى عوف بن عبيد بن أبي رافع عن أبيه عن جده قال:
دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو نائم إذ يوحى إليه، وإذا حية في جنب البيت فكرهت أن أقتلها وأوقظه، فاضطجعت بينه وبين الحية فإن كان شئ كان في دونه، فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية * (إنما وليكم الله ورسوله) *، قال: الحمد لله فإني إلى جانبه فقال: لما اضطجعت هاهنا؟
قلت: لمكان هذه الحية.
قال: قم إليها فاقتلها، فقتلتها، ثم أخذ بيدي فقال: يا أبا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون عليا، حق على الله جهادهم فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه ليس وراء ذلك(4).
قال ابن شهرآشوب في كتاب الفضائل في باب النصوص على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) في فصل قوله تعالى: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) * الآية.
قال: أجمعت الأمة إن هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام)(5)، وسيأتي إن شاء الله تعالى مزيد في ذلك في الباب الآتي.
____________
(1) أسباب النزول للواحدي: 192 - 133، وشواهد التنزيل: 1 / 225.
(2) تفسير الدر المنثور: 2 / 293.
(3) تاريخ دمشق: 42 / 357 ط. دار الفكر، وزاد المسير: 2 / 292.
(4) مجمع الزوائد: 9 / 134، والمعجم الكبير: 1 / 321، وكنز العمال: 15 / 102، ح 40266.
(5) مناقب آل أبي طالب: 2 / 208.
الباب التاسع عشر
في النص على أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وبنيه الأئمة الأحد عشر بالولاية
في قوله تعالى: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة
ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *.
الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن الحسن بن محمد الهاشمي عن أبيه عن أحمد بن عيسى عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) *.
قال: إنما يعني أولى بكم، أي أحق بكم وبأموركم وأنفسكم وأموالكم من الله ورسوله، (والذين آمنوا)، يعني عليا وأولاده الأئمة (عليهم السلام) إلى يوم القيامة، ثم وصفهم الله عز وجل فقال:
* (الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *.
وكان علي أمير المؤمنين (عليه السلام) في صلاة الظهر وقد صلى ركعتين وهو راكع، وعليه حلة قيمتها ألف دينار، وكان النبي (صلى الله عليه وآله) كساه إياها، وكان النجاشي أهداها له، فجاء سائل فقال: السلام عليك يا ولي الله وأولى بالمؤمنين من أنفسهم تصدق على مسكين، فطرح الحلة إليه وأومأ بيده أن احملها، فأنزل الله عز وجل فيه هذه الآية، وصير نعمة أولاده بنعمته فكل من بلغ من أولاده مبلغ الإمامة يكون بهذه النعمة مثله فيتصدقون وهم راكعون، والسائل الذي سأل أمير المؤمنين من الملائكة والذين يسألون الأئمة من أولاده يكونون من الملائكة(1).
الثاني: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محمد الهاشمي قال: حدثني أبي عن أحمد بن عيسى قال: حدثني جعفر عن أبيه عن جده علي (عليهم السلام) في قوله عز وجل: * (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها) *.
قال: لما نزلت: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *، أجتمع نفر من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مسجد المدينة فقال بعضهم لبعض: ما تقولون
____________
(1) الكافي: 1 / 288 / ح 3.
فقال بعضهم: إن كفرنا بهذه الآية نكفر بسايرها وإن آمنا فهذا ذل حين يسلط علينا ابن أبي طالب، فقالوا: قد علمنا إن محمدا (صلى الله عليه وآله) صادق فيما يقول ولكن نتولاه ولا نطيع عليا فيما أمرنا.
فنزلت هذه الآية: * (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها) *، يعني ولاية علي بن أبي طالب وأكثرهم الكافرون بالولاية(1).
الثالث: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن محمد بن عبد الله عن عبد الوهاب بن بشير عن موسى بن قادم عن سليمان عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل:
* (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) * قال: إن الله أعظم وأعز وأجل وأمنع من أن يظلم ولكنه خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته حيث يقول: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) * يعني الأئمة منا، ثم قال: في موضع آخر: * (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) * ثم ذكر مثله(2).
الرابع: محمد بن يعقوب بإسناده عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء قال: ذكرت لأبي عبد الله (عليه السلام) قولنا في الأوصياء إن طاعتهم مفترضة قال: فقال: " نعم هم الذين قال الله: * (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) *، وهم الذين قال الله عز وجل: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) *(3).
الخامس: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة والفضيل بن يسار وبكير بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية وأبي الجارود جميعا عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أمر الله عز وجل رسوله بولاية علي وأنزل عليه * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *، وفرض ولاية أولي الأمر فلم يدروا ما هي، فأمر الله محمدا (صلى الله عليه وآله) أن يفسر لهم الولاية كما فسر الصلاة والزكاة والصوم والحج، فلما أتاه ذلك من الله، ضاق بذلك صدر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتخوف أن يرتدوا عن دينهم وأن يكذبوه فضاق صدره وراجع ربه عز وجل، فأوحى الله عز وجل إليه * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) * فصدع بأمر الله تعالى ذكره، فقام بولاية علي (عليه السلام) يوم غدير خم فنادى الصلاة جامعة وأمر الناس أن يبلغ الشاهد منهم الغائب، قال عمر بن أذينة:
____________
(1) الكافي: 1 / 427 / ح 77.
(2) الكافي: 1 / 146، ح 11.
(3) الكافي: 1 / 187 / ح 7.