قالوا جميعا غير أبي الجارود: قال أبو جعفر (عليه السلام): وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى وكانت الولاية آخر الفرائض فأنزل الله عز وجل * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) *، قال أبو جعفر (عليه السلام): يقول الله عز وجل: لا أنزل عليكم بعد هذه فريضة قد أكملت لكم الفرائض(1).
السادس: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن حاتم (رضي الله عنه) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: حدثنا جعفر بن عبد الله المحمدي قال: حدثنا كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) *.
قال: إن رهطا من اليهود أسلموا منهم عبد الله بن سلام وأسد وثعلبة وابن يامين وابن صوريا فأتوا النبي (صلى الله عليه وآله) فقالوا: يا نبي الله إن موسى (عليه السلام) أوصى إلى يوشع بن نون فمن وصيك يا رسول الله ومن ولينا بعدك؟ فنزلت هذه الآية: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قوموا فقاموا وأتوا المسجد فإذا سائل خارج فقال: يا سائل أما أعطاك أحد شيئا؟
قال: نعم، هذا الخاتم.
قال: من أعطاكه؟
قال: أعطانيه ذلك الرجل الذي يصلي.
قال: على أي حال أعطاك؟
قال: كان راكعا فكبر النبي (صلى الله عليه وآله) وكبر أهل المسجد.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " علي وليكم بعدي، قالوا رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبعلي بن أبي طالب وليا، فأنزل الله عز وجل: * (ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) *، فروي عن عمر بن الخطاب أنه قال: والله لقد تصدقت بأربعين خاتما وأنا راكع لينزل في ما نزل في علي بن أبي طالب فما نزل(2).
السابع: علي بن إبراهيم في تفسيره قال: حدثني أبي عن صفوان عن أبان بن عثمان عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بينا رسول الله جالس وعنده قوم من اليهود فيهم عبد الله بن سلام إذ نزلت عليه هذه الآية، فخرج رسول الله إلى المسجد، فاستقبله سائل فقال: هل أعطاك أحد شيئا؟
قال: نعم، ذلك المصلي.
____________
(1) الكافي: 1 / 289 / ح 4.
(2) أمالي الصدوق 186 / مجلس 26 / ح 4.
الثامن: الشيخ المفيد في الإختصاص عن أحمد بن محمد بن عيسى [ عن محمد بن خالد البرقي ] عن القاسم بن محمد الجوهري عن الحسن بن أبي العلاء قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) الأوصياء طاعتهم مفترضة؟
فقال: نعم هم الذين قال الله * (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * وهم الذين قال الله * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *(2).
التاسع: الشيخ الطوسي في أماليه قال: حدثنا محمد بن محمد يعني المفيد قال: حدثني أبو الحسن علي بن محمد الكاتب قال: حدثني الحسن بن علي الزعفراني قال: حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا العباس بن عبد الله العنبري عن عبد الرحمن بن الأسود الكندي اليشكري عن عون بن عبيد الله عن أبيه عن جده أبي رافع قال:
دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما وهو نائم وحية في جانب البيت، فكرهت أن أقتلها فأوقظ النبي (صلى الله عليه وآله)، وظننت أنه يوحى إليه، فاضطجعت بينه وبين الحية فقلت إن كان منها سوء كان إلي دونه فمكثت هنيئة، فاستيقظ النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يقرأ: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) *. حتى أتى على آخر الآية ثم قال: الحمد لله الذي أتم لعلي نعمته وهنيئا له بفضل الله الذي أتاه، ثم قال لي:
ما لك ههنا فأخبرته بخبر الحية، فقال لي: أقتلها، ففعلت ثم قال: يا أبا رافع كيف أنت وقوم يقاتلون عليا وهو على الحق وهم على الباطل، جهادهم حق لله عز اسمه فمن لم يستطع فبقلبه ليس وراءه شئ.
فقلت: يا رسول الله أدع الله لي إن أدركتهم أن يقويني على قتالهم، قال: فدعا النبي (صلى الله عليه وآله) وقال: إن لكل نبي أمينا وإن أميني أبو رافع.
قال: فلما بايع الناس عليا بعد عثمان وسار طلحة والزبير ذكرت قول النبي (صلى الله عليه وآله) فبعت داري بالمدينة وأرضا لي بخيبر، وخرجت بنفسي وولدي مع أمير المؤمنين (عليه السلام) لأستشهد بين يديه، فلم أزل معه حتى عاد من البصرة وخرجت معه إلى صفين فقاتلت بين يديه بها وبالنهروان أيضا، ولم أزل معه حتى استشهد علي (عليه السلام)، فرجعت إلى المدينة وليس لي بها دار ولا أرض، فأقطعني الحسن بن علي (عليه السلام) أرضا بينبع وقسم لي شطر دار أمير المؤمنين (عليه السلام) فنزلتها وعيالي(3).
____________
(1) تفسير القمي: 1 / 170.
(2) الاختصاص: 277.
(3) أمالي الطوسي 59 / مجلس 2 / ح 55.
الحادي عشر: العياشي بإسناده عن ابن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أعرض عليك ديني الذي أدين الله به.
قال: هاته.
قلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، وأقر بما جاء به من عند الله، ثم وصفت له الأئمة حتى انتهيت إلى أبي جعفر (عليه السلام) قلت: وأقول فيك ما أقول فيهم.
فقال: أنهاك أن تذهب باسمي في الناس.
قال أبان: قال ابن أبي يعفور: قلت له: مع الكلام الأول وأزعم أنهم الذين قال الله في القرآن * (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) *.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): والآية الأخرى.
قال: قلت له: جعلت فداك أي آية؟
قال: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *.
قال: فقال: رحمك الله.
قال: قلت: تقول رحمك الله على هذا الأمر؟
فقال: رحمك الله على هذا الأمر(2).
الثاني عشر: العياشي بإسناده عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالس في بيته وعنده نفر من اليهود قال: خمسة من اليهود فيهم عبد الله بن سالم، فنزلت هذه الآية: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * بهذا الفتى فتركهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) في منزله وخرج إلى المسجد، فإذا بسائل قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أتصدق عليك [ أحد ] بشئ؟
____________
(1) تفسير العياشي: 1 / 327 / ح 137.
(2) تفسير العياشي: 1 / 327، ح 138.
الثالث عشر: العياشي بإسناده عن المفضل بن صالح عن بعض أصحابه عن أحدهما قال:
قال (عليه السلام): أنه لما نزلت هذه الآية: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) * اشتد ذلك على النبي (صلى الله عليه وآله) وخشي أن تكذبه قريش فأنزل الله * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) * الآية، فقام بذلك يوم غدير خم(2).
الرابع عشر: العياشي بإسناده عن أبي جميلة عن بعض أصحابه عن أحدهما (عليهما السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إن الله أوحى إلي أن أحب أربعة عليا وأبا ذر وسلمان والمقداد.
فقلت: ألا فما كان من كثرة الناس أما كان أحد يعرف هذا الأمر؟
فقال: بلى ثلاثة.
قلت: هذه الآيات التي علمت: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) *.
وقوله * (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) *.
ما كان أحد يسأل فيمن نزلت، فقال: من ثم أتاهم لم يكونوا يسألون(3).
الخامس عشر: العياشي بإسناده عن الفضيل عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) *، قال: هم الأئمة (عليهم السلام)(4).
السادس عشر: ابن بابويه بإسناده عن أبي سعيد الوراق عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده في حديث مناشدة علي (عليه السلام) لأبي بكر حين ولي أبو بكر الخلافة، وذكر (عليهم السلام) فضائله لأبي بكر والنصوص عليه من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فكان فيما قال له (عليه السلام): فأنشدك بالله ألي الولاية من الله مع ولاية رسول الله (صلى الله عليه وآله) في آية زكاة الخاتم أم لك؟
قال: بل لك(5).
السابع عشر: الشيخ الطوسي في كتاب المجالس بإسناده إلى أبي ذر في حديث مناشدة أمير المؤمنين (عليه السلام) عثمان والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص يوم الشورى واحتجاجه (عليهم السلام) عليهم مما فيه من النصوص من رسول الله (صلى الله عليه وآله) والكل منهم يصدقه فيما يقول (عليه السلام)، فكان مما ذكره (عليه السلام): فهل فيكم أحد آتى الزكاة وهو راكع غيري؟ فنزلت فيه: * (إنما وليكم الله ورسوله
____________
(1) تفسير العياشي: 1 / 328 / ح 139.
(2) تفسير العياشي: 1 / 328 / ح 140.
(3) تفسير العياشي: 1 / 328 / ح 141.
(4) تفسير العياشي: 1 / 328 / ح 142.
(5) الخصال للصدوق 549 / ح 30 / أبواب الأربعين.
قالوا: لا(1).
الثامن عشر: أحمد بن علي بن أبي منصور الطبرسي في كتاب الاحتجاج، في رسالة أبي الحسن الثالث علي بن محمد الهادي (عليه السلام) في رسالته إلى أهل الأهواز حين سألوه عن الجبر والتفويض قال (عليه السلام): اجتمعت الأمة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك، أن القرآن حق لا ريب فيه عند جميع فرقها فيهم في حالة الاجتماع عليه مصيبون وعلى تصديق ما أنزل الله مهتدون لقول النبي:
لا تجتمع أمتي على ضلالة، فأخبر (صلى الله عليه وآله) أن ما اجتمعت عليه الأمة ولم يخالف بعضها بعضا هو الحق، فهذا معنى الحديث لا ما تأوله الجاهلون ولا ما قاله المعاندون من إبطال حكم الكتاب، واتباع أحكام الأحاديث المزورة والروايات المزخرفة، واتباع الأهواء المردية المهلكة التي تخالف نص الكتاب وتحقيق الآيات الواضحات النيرات، ونحن نسأل الله أن يوفقنا للصواب ويهدينا إلى الرشاد.
ثم قال (عليه السلام): فإذا شهد الكتاب بصدق خبر وتحقيقه، فأنكرته طائفة من الأمة وعارضته بحديث من هذه الأحاديث المزورة فصارت بإنكارها ودفعها الكتاب كفارا ضلالا، وأصح خبر مما عرف تحقيقه من الكتاب مثل الخبر المجمع عليه من رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث قال: إني مستخلف فيكم خليفتين كتاب الله وعترتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، واللفظة الأخرى عنه في هذا المعنى بعينه قوله (صلى الله عليه وآله): إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا، فلما وجدنا شواهد هذا الحديث نصا في كتاب الله مثل قوله: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *، ثم اتفقت روايات العلماء في ذلك لأمير المؤمنين (عليه السلام) أنه تصدق بخاتمه وهو راكع فشكر الله ذلك له وأنزل الآية فيه، ثم وجدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أبانه من أصحابه بهذه اللفظة: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وآل من والاه وعاد من عاداه، وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): علي يقضي ديني وينجز موعدي وهو خليفتي عليكم بعدي، وقوله حيث استخلفه على المدينة فقال: يا رسول الله أتخلفني على النساء والصبيان؟ فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، فعلمنا أن الكتاب شهد بتصديق هذه الأخبار وتحقيق هذه الشواهد فيلزم الأمة الإقرار بها إذ كانت هذه الأخبار وافقت القرآن، فلما
____________
(1) أمالي الطوسي 549 / مجلس 20 / ح 4.
التاسع عشر: الطبرسي في الاحتجاج أيضا في حديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال المنافقون لرسول الله (صلى الله عليه وآله): هل بقي لربك علينا بعد الذي فرض علينا شئ آخر يفترضه فتذكره لتسكن أنفسنا إلى أنه لم يبق غيره، فأنزل الله في ذلك: * (قل إنما أعظكم بواحدة) *، يعني الولاية وأنزل الله: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *.
وليس بين الأمة خلاف أنه لم يؤت الزكاة يومئذ وهو راكع غير رجل واحد، ولو أذكر اسمه في الكتاب لا سقط مع ما أسقط من ذكره، وهذا وما أشبهه من الرموز التي ذكرت لك ثبوتها في الكتاب ليجهل معناها المحرفون فيبلغ إليك وإلى أمثالك وعند ذلك قال الله عز وجل: * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) *(2).
أقول: كفى الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام) ناقلا الإجماع على أنها نزلت في علي (عليه السلام)، وقوله أيضا حجة فلا مزيد على ذلك.
فائدة: روى عمار بن موسى الساباطي عن أبي عبد الله (عليه السلام)، أن الخاتم الذي تصدق به أمير المؤمنين (عليه السلام) وزن أربعة مثاقيل حلقته من فضة وفصه خمسة مثاقيل وهو من ياقوتة حمراء وثمنه خراج الشام، وخراج الشام ثلاثمائة حمل من فضة وأربعة أحمال من ذهب، وكان الخاتم لمران بن طوق قتله أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأخذ الخاتم من أصبعه، وأتى به إلى النبي (صلى الله عليه وآله) من جملة الغنائم، وأمره النبي (صلى الله عليه وآله) أن يأخذ الخاتم، فأخذ الخاتم وأقبل وهو في أصبعه وتصدق به على السائل في أثناء صلاته [ عندما ] تخلف عن النبي (صلى الله عليه وآله).
وقال الغزالي في كتاب (سر العالمين): أن الخاتم الذي تصدق به أمير المؤمنين (عليه السلام) كان خاتم سليمان بن داود (عليه السلام)(3).
وقال الشيخ الطوسي: أن التصدق بالخاتم كان اليوم الرابع والعشرين من ذي الحجة، وذكر ذلك صاحب كتاب مسار الشيعة وذكر أنه أيضا من المباهلة(4).
____________
(1) الاحتجاج: 2 / 251.
(2) الاحتجاج: 1 / 379.
(3) رسالة سر العالمين: 93، ط. دار الكتب العلمية، وانظر: شرح الأخبار للقاضي المغربي: هامش صفحة 226، ج 1.
(4) أنظر: الرسائل العشر لابن فهد الحلي 96.
الباب العشرون
في قول النبي لعلي (عليهما السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
الحديث الأول: من مسند أحمد بن حنبل روى عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أبي قال:
حدثنا وكيع قال: حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية الغوفي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(1).
الثاني: ابن حنبل من المسند عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر عن قتادة وعلي بن زيد بن جدعان قالا: حدثنا ابن المسيب قال:
حدثني ابن لسعد بن مالك عن أبيه قال: دخلت على سعد فقلت: حديث حدثنيه عنك حين استخلف النبي (صلى الله عليه وآله) عليا على المدينة قال: فغضب سعد وقال: من حدثك به؟ فكرهت أن أخبره أن ابنه حدثنيه فيغضب عليه، ثم قال: إن رسول الله حين خرج في غزوة تبوك استخلف عليا (عليه السلام) على المدينة فقال علي: يا رسول الله ما كنت أحب أن تخرج في وجهه إلا وأنا معك، فقال: أو ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي(2).
الثالث: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن علي بن زيد عن سعد أن النبي قال لعلي (عليه السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى، قيل لسفيان: قال: غير أنه لا نبي بعدي.
قال: نعم(3).
الرابع: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثني قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد [ عن سعد ] بن أبي وقاص قال: خلف رسول الله علي بن أبي طالب (عليه السلام) في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان؟ قال:
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي(4).
____________
(1) مسند أحمد: 3 / 32.
(2) مسند أحمد: 1 / 177.
(3) مسند أحمد: 1 / 179.
(4) مسند أحمد: 1 / 182.
السادس: عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو سعيد قال: حدثنا سليمان بن بلال قال: حدثنا جعيد بن عبد الرحمن عن عائشة بنت سعد عن أبيها سعد أن عليا (عليه السلام) خرج مع النبي (صلى الله عليه وآله) حتى جاء الوداع وعلي يبكي ويقول: تخلفني مع الخوالف، فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة(2).
السابع: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي عن أبيه قال: حدثني يحيى بن سعيد عن موسى الجهني قال: دخلت على فاطمة بنت علي فقال رفيقي أبو مهدي(3): كم لك؟
فقالت: ست وثمانون سنة.
قال: ما سمعت من أبيك شيئا؟
قلت: قال: حدثتني أسماء بنت عميس أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(4).
الثامن: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا إبراهيم قال: حدثنا حجاج بن المنهال قال:
حدثنا حماد - يعني ابن سلمة - عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال: قلت لسعد بن مالك:
إني أريد أن أسألك عن حديث وأنا أهابك أن أسألك عنه، قال: فقال: لا تفعل يا بن أخي إذا علمت أن عندي علما بشئ فسلني عنه ولا تهابني، فقلت: قول النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي حين خلفه في المدينة في غزوة تبوك [ فقال سعد (رضي الله عنه) خلف النبي (صلى الله عليه وآله) عليا (رضي الله عنه) بالمدينة في غزوة تبوك ] فقال علي: يا رسول الله أتخلفني مع الخوالف في النساء والصبيان؟
فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟
قال: بلى، فرجع مسرعا كأني أنظر إلى غبار قدميه تسطع(5).
التاسع: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا إبراهيم قال: حدثنا يوسف بن يعقوب الماجشوني قال: حدثنا محمد بن المنكدر عن سعيد بن مسيب عن عامر بن سعد عن أبيه سعد
____________
(1) مسند أحمد: 1 / 175.
(2) مسند أحمد: 1 / 170.
(3) في المصدر: أبو سهل.
(4) مسند أحمد: 6 / 369.
(5) مسند أحمد: 1 / 173.
العاشر: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا إسحاق بن الحسن بن صالح بن حيي عن موسى الجهني عن فاطمة بنت علي عن أسماء بنت عميس أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي(2).
الحادي عشر: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أبي وفيما كتب إلينا محمد بن عبد الله يذكر أن يزيد بن مهران حدثهم قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأجلح عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن البيلماني عن سعيد بن زيد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى(3).
الثاني عشر: من صحيح البخاري من الخبر الخامس في الكراس السادسة منه وهي نصف الجزء قال: حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد عن أبيه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج إلى تبوك واستخلف عليا (عليه السلام) فقال: أتخلفني في الصبيان والنساء؟
فقال ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي(4).
الثالث عشر: صحيح البخاري قال: قال أبو داود: حدثنا شعبة عن الحكم سمعت مصعبا مثله(5).
الرابع عشر: صحيح البخاري على حد ربعه الأخير قال: حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا غندر قال: حدثنا شعبة عن سعد قال: سمعت إبراهيم بن سعد عن أبيه قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام):
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى(6)؟
الخامس عشر: من صحيح مسلم من الخبر الرابع على حد كراسين من آخره قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وأبو جعفر محمد بن الصباح وعبيد الله القواريري وشريح بن يونس كلهم عن يوسف بن الماجشوني حدثنا محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد بن
____________
(1) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 633، ح 1079.
(2) مسند أحمد: 6 / 438، مع تفاوت في بعض أسماء الرجال.
(3) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 670 / ح 1143.
(4) صحيح البخاري: 5 / 129.
(5) صحيح البخاري: 5 / 129.
(6) صحيح البخاري: 4 / 208.
قال سعيد: فأحببت أن أشافه بها سعدا فلقيت سعدا فحدثته بما حدثني به عامر فقال: أنا سمعته، فقلت: أأنت سمعته؟
فوضع أصبعيه على أذنيه وقال: نعم وإلا فاستكتا(1).
السادس عشر: صحيح مسلم قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة قال: حدثنا غندر عن شعبة وحدثنا محمد بن مثنى وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الحكم عن مصعب ابن سعد بن أبي وقاص قال: خلف رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان، فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي.
السابع عشر: صحيح مسلم قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة (ح)، وحدثنا محمد بن مثنى وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم سمعت إبراهيم بن سعد عن سعد عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال لعلي: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟(2)
الثامن عشر: صحيح مسلم من الخبر الرابع من أوله في باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وأبو جعفر محمد بن الصباح وعبيد الله القواريري وشريح بن يونس كلهم عن يوسف بن الماجشون، حدثنا محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
قال سعيد: فأحببت أن أشافه بها سعدا فلقيت سعدا، فحدثته ما حدثني به عامر فقال: أنا سمعته، فقلت: أأنت سمعته؟
فوضع أصبعه في أذنيه فقال: نعم وإلا استكتا(3).
التاسع عشر: صحيح مسلم قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة ومحمد بن المثنى وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد بن أبي
____________
(1) صحيح مسلم: 7 / 120.
(2) الظاهر أنه نفس الحديث السابق.
(3) هذا نفس الحديث الخامس عشر.
العشرون: صحيح مسلم قال: حدثنا عبيد الله بن معاد حدثنا أبي حدثنا شعبة بهذا الإسناد.
الحادي والعشرون: صحيح مسلم قال: حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد وتقاربا في اللفظ قالا: حدثنا حاتم وهو ابن إسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا قال: ما منعك أن تسب أبا تراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلن أسبه لئن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول له وقد خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي.
وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فتطاولنا لها فقال: ادعو إلي عليا.
فأتى به أرمد العين، فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله على يديه، ولما نزلت هذه الآية * (ندع أبنائنا وأبنائكم) * دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) وفاطمة وحسنا وحسينا وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي(2).
الثاني والعشرون: من الجمع بين الصحاح الستة لرزين في الجزء الثالث في الثلث الأخير في باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من صحيح أبي داود وهو كتاب السنن، وصحيح الترمذي عن أبي سريحة وزيد بن أرقم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من كنت مولاه فعلي مولاه(3).
وعن سعد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(4).
وقال ابن المسيب: أخبرني بهذا عامر بن سعد عن أبيه فأحببت أن أشافه به سعدا فلقيته فقلت أنت سمعت هذا من رسول الله؟
____________
(1) هذا نفس الحديث السادس عشر.
(2) صحيح مسلم: 7 / 120.
(3) سنن الترمذي: 5 / 297 / ح 3797.
(4) سنن الترمذي: 5 / 304 / ح 3814.
الثالث والعشرون: ومن مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي في قوله (صلى الله عليه وآله) لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى.
قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه الشافعي بقراءتي عليه يرفعه إلى عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: سمعت رسول الله يقول لعلي (عليه السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
فأحببت أن أشافه بذلك سعدا فلقيته فذكرت له ما ذكر لي عامر فقال: نعم سمعته يقول، فقلت:
أنت سمعته؟
فأدخل يديه في أذنيه وقال: نعم وإلا فاستكتا(2).
الرابع والعشرون: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب يرفعه إلى عامر بن سعد أيضا عن أبيه سعد عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال لعلي (عليه السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(3).
الخامس العشرون: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا القاضي أبو الخطاب عبد الرحمن بن عبد الله الإسكافي يرفعه إلى سعد بن المسيب قال: سألت سعد بن أبي وقاص، هل سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي (عليه السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، أوليس معي نبي، فقلت: أسمعت هذا؟
فأدخل أصبعه في أذنه وقال: نعم وإلا فاستكتا(4)
السادس والعشرون: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان البغدادي يرفعه إلى العرزمي عن [ أبي ] الزبير عن جابر قال: غزا رسول الله (صلى الله عليه وآله) غزوة فقال لعلي (عليه السلام):
اخلفني في أهلي.
فقال: يا رسول الله يقول الناس خذل ابن عمه، فرددها عليه.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(5).
السابع والعشرون: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أحمد بن محمد السمسار الواسطي يرفعه
____________
(1) السنن الكبرى للنسائي: 5 / 121 / ح 8435.
(2) مناقب ابن المغازلي: 37 / ح 40.
(3) مناقب ابن المغازلي: 28 / ح 41.
(4) المصدر السابق.
(5) مناقب ابن المغازلي: ح 43.