الصفحة 29
إلى أنس بن مالك أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي (عليه السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(1).

الثامن والعشرون: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن عبد الواحد بن علي بن العباس الواسطي البزاز يرفعه إلى إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أن النبي قال لعلي (عليه السلام) هذه المقالة حين استخلفه: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(2).

التاسع والعشرون: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب يرفعه إلى عمر بن ميمون عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: خرج الناس في غزوة تبوك فقال علي - يعني للنبي (صلى الله عليه وآله) -: أخرج معك؟

فقال: لا تبكي(3)، فقال له: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي(4).

الثلاثون: ابن المغازلي الشافعي محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج الصيرفي المعروف بابن الدبثائي البغدادي قدم علينا واسطا يرفعه إلى الأعمش عن عطية عن ابن سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(5).

الحادي والثلاثون: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن موسى بن عبد الوهاب الطحان وأحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان الواسطيان قالا: حدثنا القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن المعلى الحنوطي الواسطي يرفعه إلى مصعب بن سعد عن أبيه قال: قال لي معاوية أتحب عليا؟

قال: قلت: وكيف لا أحبه وقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.

ولقد رأيته بارزا يوم بدر وجعل يحمحم كما يحمحم الفرس ويقول:


بازل عامين حديث سنيسنحنح الليل كأني جني

لمثل هذا ولدتني أمي


____________

(1) مناقب ابن المغازلي: ح 44.

(2) مناقب ابن المغازلي: ح 45.

(3) في المصدر: فقال: بل أخلفني ألا ترضى.

(4) مناقب ابن المغازلي: ح 46.

(5) مناقب ابن المغازلي: 31 / ح 47.


الصفحة 30
قال: فما رجع حتى خضب دما(1)

الثاني والثلاثون: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن عبد الله بن شوذب يرفعه إلى سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): أقم بالمدينة، قال: فقال له علي (عليه السلام): يا رسول الله إنك ما خرجت في غزوة فخلفتني؟

فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي: إن المدينة لا تصلح إلا بي وبك وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.

قال سعيد: فقلت لسعد بن أبي وقاص: أنت سمعت هذا من رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟

قال: نعم لا مرة ولا مرتين يقول ذلك لعلي (عليه السلام)(2).

الثالث والثلاثون: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن علي بن عبد الرزاق الهاشمي الخطيب يرفعه إلى عامر بن سعد عن أبيه أنه سمع النبي (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.

وذكر مشافهة سعد بذلك وذكر قول سعد: وإلا فاستكتا(3).

الرابع والثلاثون: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو علي عبد الكريم بن محمد بن عبد الرحمن الشروطي رفعه لأبي سعيد بن المسيب قال: سألت سعدا، هل سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي (عليه السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، أو معي؟

قال: نعم(4).

الخامس والثلاثون: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن العباس البزاز رفعه إلى إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال: سأل رجل معاوية عن مسألة فقال: سل عنها علي بن أبي طالب فإنه أعلم، قال: يا أمير المؤمنين قولك فيها أحب إلي من قول علي، فقال: بئس ما قلت ولؤم ما جئت به لقد كرهت رجلا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يغره بالعلم غرا ولقد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، ولقد كان عمر بن الخطاب يسأله فيأخذ عنه ولقد شهدت عليه إذا أشكل عليه شئ قال: هاهنا علي، قم لا أقام الله رجليك ومحى

____________

(1) مناقب ابن المغازلي: ح 48.

(2) مناقب ابن المغازلي: 33 / ح 49.

(3) مناقب ابن المغازلي: ح 50 وأخرجه النسائي في الخصائص: 15.

(4) مناقب ابن المغازلي: ح 51 وأخرجه النسائي في الخصائص: 14.


الصفحة 31
اسمه من الديوان(1).


ومناقب شهد العدو بفضلهاوالفضل ما شهدت به الأعداء

السادس والثلاثون: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد بن موسى الغندجاني رفعه إلى سعد بن أبي وقاص إن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(2).

السابع والثلاثون: ابن المغازلي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي رفعه إلى سعيد بن المسيب عن سعد عن النبي (صلى الله عليه وآله) بمثله(3).

الثامن والثلاثون: ابن المغازلي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسين بن يعقوب الدباس الواسطي رفعه إلى عائشة بنت سعد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمثله(4).

التاسع والثلاثون: ابن المغازلي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله الرقاعي الأصفهاني قدم عليه واسطا في جمادي الأولى من سنة أربع وثلاثين وأربعمائة رفعه إلى عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى وخلفه في أهله(5).

الأربعون: صاحب الأربعين عن الأربعين وهو الحديث الثاني قال: أخبرنا أبو الفتوح محمود بن محمد بن عبد الجبار المذكر الهرمز دياري الشروي ثم الجرجاني، قدم علينا الري قراءة عليه أخبرني القاضي أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني من لفظه أخبرنا أبو محمد عبد الملك بن أحمد الفقاعي بالري، حدثنا أبو محمد عبد الله بن سعيد الأصطخري الأنصاري قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن أذران الخياط بشيران حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري وصي المأمون الخليفة حدثنا أمير المؤمنين المأمون حدثني أمير المؤمنين الرشيد حدثنا أمير المؤمنين المهدي حدثنا أمير المؤمنين المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب وعنده جماعة فتذاكروا السابقين إلى الإسلام [ إلى أن ] يقول: أما علي بن أبي طالب فسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول فيه ثلاث خصال لوددت أن لي واحدة منهن وكان أحب إلي من

____________

(1) مناقب ابن المغازلي: ح 52، والرياض النضرة: 2 / 195.

(2) مناقب ابن المغازلي: ح 53.

(3) مناقب ابن المغازلي: ح 54.

(4) مناقب ابن المغازلي: ح 55، ومسند أحمد: 1 / 171 ط. الميمنية.

(5) مناقب ابن المغازلي: ح 56.


الصفحة 32
الدنيا وما فيها، وكنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة وجماعة من الصحابة إذ ضرب النبي (صلى الله عليه وآله) بيده على منكب علي (عليه السلام) فقال: يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا وأول المسلمين إسلاما وأنت مني بمنزلة هارون من موسى(1).

الحادي والأربعون: أحمد بن حنبل في مسنده قال: حدثنا يحيى بن حماد قال: حدثنا أبو عوانة قال: حدثنا أبو بلج قال: حدثنا عمرو بن ميمون قال: إني لجالس إلى ابن عباس إذا أتاه تسعة رهط فقالوا: يا بن عباس إما أن تقوم معنا وإما تخلوا بنا عن هؤلاء قال ابن عباس: بل أنا أقوم معكم وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى قال: فابتدؤا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا، فجاء ينفض ثوبه ويقول:

أف وتف وقعوا في رجل له عشر خصال وقعوا في رجل قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا يحب الله ورسوله قال: فاستشرف إليها من استشرف فقال: أين علي؟

قالوا: في الرحا يطحن.

قال: وما كان أحدكم ليطحن؟

قال: فجاء أرمد لا يكاد يبصر.

قال: فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه فجاء بصفية بنت حيي.

قال: ثم بعث فلانا بسورة التوبة، فبعث عليا خلفه فأخذها منه وقال: لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه.

وقال لبني هاشم: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟

قال: وعلي جالس معه، فقال: أنا أواليك في الدنيا والآخرة.

قال: وكان أول من آمن من الناس، وأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثوبه فوضعه على علي وفاطمة والحسن والحسين وقال: * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) *.

قال: وشرى علي نفسه لبس ثوب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم نام مكانه، قال: وكان المشركون يتوهمون أنه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فجاء أبو بكر وعلي (عليه السلام) نائم قال: وأبو بكر يحسب أنه نبي الله، قال: فقال: يا نبي الله، قال: فقال له علي: إن نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون وأدركه، فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار قال: وجعل علي يرمى بالحجارة كما يرمى نبي الله (صلى الله عليه وآله) وهو يتضور وقد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ثم كشف رأسه فقالوا: كان صاحبك نرميه فلا يتضور وأنت تتضور وقد استنكرنا ذلك قال: وخرج بالناس في غزوة تبوك فقال علي (عليه السلام): يا نبي الله أخرج معك؟

____________

(1) تاريخ دمشق: 42 / 167 ط دار الفكر.


الصفحة 33
قال: فقال له نبي الله (صلى الله عليه وآله): لا، فبكى علي فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا إنك ليس بنبي أنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي.

قال: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنت ولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي.

قال: وسد أبواب المسجد غير باب علي (عليه السلام)، قال: ودخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره، وقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه(1).

الثاني والأربعون: عبد الله بن أحمد بن حنبل في مسند أبيه أحمد بن حنبل قال: حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن أبيه وربيعة الجرشي أنه ذكر علي عند رجل وعنده سعد بن أبي وقاص فقال له سعد: أتذكر عليا أن له مناقب أربعا لئن تكون لي واحدة أحب إلي من كذا وكذا وذكر حمر النعم:

قوله: لأعطين الراية، وقوله: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، وقوله، من كنت مولاه فعلي مولاه ونسي سفيان واحدة(2).

الثالث والأربعون: ابن المغازلي الشافعي في مناقبه قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر العطار قال: أخبرنا أبو محمد بن السقاء وأخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن القصاب البيع الواسطي ما أذن لي في روايته عنه قال: حدثني أبو بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد البابسري قال: حدثني أبو الحسن علي بن علي بن محمد بن الحسن الجوهري قال: حدثني محمد بن زكريا بن دريد العبدي قال: حدثني حميد الطويل عن أنس قال: لما كان يوم المباهلة وآخى النبي (صلى الله عليه وآله) بين المهاجرين وعلي واقفا يراه ويعرف مكانه لم يؤاخ بينه وبين أحد وانصرف علي باكي العين فافتقده النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: ما فعل أبو الحسن؟

قالوا أنصرف باكي العين يا رسول الله.

قال: يا بلال إذهب فأتني به، فمضى بلال إلى علي (عليه السلام) وقد دخل منزله باكي العين فقالت فاطمة: ما يبكيك لا أبكى الله عينيك؟

قال: يا فاطمة آخى النبي بين المهاجرين والأنصار وأنا واقف يراني ويعرف مكاني لم يوآخ بيني وبين أحد.

قالت: لا يحزنك لعله أدخرك لنفسه.

فقال بلال: يا علي أجب النبي (صلى الله عليه وآله)، فأتى علي (عليه السلام) النبي، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ما يبكيك يا أبا الحسن؟

قال: واخيت بين المهاجرين والأنصار يا رسول الله وأنا واقف تراني وتعرف مكاني لم تؤاخ بيني

____________

(1) مسند أحمد: 1 / 330.

(2) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 643 / ح 1093.


الصفحة 34
وبين أحد.

قال: إنما ادخرتك لنفسي ألا يسرك أن تكون أخا نبيك؟

قال: بلى يا رسول الله أنى لي بذلك، فأخذ بيده فأرقاه المنبر فقال: اللهم هذا مني وأنا منه ألا إنه مني بمنزلة هارون من موسى ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه قال: فانصرف علي (عليه السلام) قرير العين، فأتبعه عمر بن الخطاب فقال: بخ بخ يا أبا الحسن أصبحت مولاي ومولى كل مسلم(1).

الرابع والأربعون: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا حسين بن محمد الزارع قال: حدثنا عبد المؤمن بن عباد قال: حدثنا يزيد بن معن عن عبد الله شرحبيل عن زيد بن أبي أوفى قال:

دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) مسجده، فذكر قصة مواخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين الصحابة فقال علي:

- يعني للنبي (صلى الله عليه وآله) - لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فإن كان هذا من سخط منك فلك العتبى والكرامة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): والذي بعثني بالحق نبيا أخرتك لنفسي فإنك مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فأنت أخي ووارثي.

قال: وما أرث منك يا رسول الله؟

قال: ما ورث الأنبياء قبلي.

قال: وما ورث الأنبياء قبلك؟

قال: كتاب الله وسنة نبيهم وأنت معي في قصري في الجنة مع ابنتي فاطمة وأنت أخي ورفيقي، ثم تلا رسول الله (صلى الله عليه وآله) * (إخوانا على سرر متقابلين) * المتحابون في الله ينظر بعضهم إلى بعض(2).

الخامس الأربعون: مسند أحمد بن حنبل قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ قال: حدثنا جعفر بن عبد الله بن محمد أبو عبد الله قال: حدثنا إسماعيل بن أبان قال: حدثنا سلام بن أبي عمر عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: لما قدم أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) لم يكن لهم بيوت يبيتون فيها فكانوا يبيتون في المسجد فيحتلمون، ثم إن القوم بنوا بيوتا حول المسجد وجعلوا أبوابها المسجد، وإن النبي بعث إليهم معاذ بن جبل فنادى أبا بكر فقال: إن الله يأمرك أن تخرج من المسجد فقال: سمعا وطاعة فسد بابه وخرج من المسجد، ثم أرسل إلى عمر فقال: إن رسول

____________

(1) مناقب ابن الغزالي.

(2) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 638 / ح 1085.


الصفحة 35
الله (صلى الله عليه وآله) يأمرك أن تسد بابك في المسجد وتخرج منه فقال: سمعا وطاعة فسد بابه وخرج من المسجد ثم أرسل إلى حمزة فسد بابه فقال: سمعا وطاعة لله ورسوله، وعلي على ذلك يتردد لا يدري أهو فيمن يقيم أو فيمن يخرج، وكان النبي (صلى الله عليه وآله) قد بنى له بيتا في المسجد بين أبياته فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): أسكن طاهرا، مطهرا فبلغ حمزة قول النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) فقال: يا محمد تخرجنا وتمسك غلمان بني عبد المطلب؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله) له: لو كان الأمر إلي ما جعلت دونكم من أحد والله ما أعطاه إياه إلا الله وإنك لعلى خير من الله ورسول الله إبشر فبشره النبي (صلى الله عليه وآله) فقتل يوم أحد شهيدا، ونفس ذلك رجال على علي فوجدوا في أنفسهم وتبين فضله عليهم وعلى غيرهم من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) فقام خطيبا فقال: إن رجالا يجدون في أنفسهم في أن أسكن علي في المسجد والله ما أخرجتهم ولا أسكنته إن الله عز وجل أوحى إلى موسى وأخيه * (أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة) * وأمر موسى أن لا يسكن مسجده ولا ينكح فيه إلا هارون وذريته، وإن علي بمنزلة هارون من موسى وهو أخي دون أهلي ولا يحل مسجدي لأحد ينكح فيه النساء إلا علي وذريته ومن ساءه فههنا وأومأ بيده نحو الشام(1).

السادس والأربعون: مسند أحمد بن حنبل روى عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا الحسن قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن راشد الطفاوي والصباح بن عبد الله بن بشر والخبران متقاربان في اللفظ ويزيد أحدهما على صاحبه قالا: حدثنا قيس بن الربيع قال: حدثنا سعد الخفاف عن عطية عن مخدوج بن زيد الهذلي، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) آخى بين المسلمين ثم قال: يا علي أنت أخي بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، أما علمت يا علي أن أول من يدعى به يوم القيامة بي فأقوم عن يمين العرش فأكسى حلة خضراء من حلل الجنة، ثم يدعى بالنبيين بعضهم على إثر بعضهم فيقومون سماطين على يمين العرش يكسون حللا خضراء من حلل الجنة، ألا وإني أخبرك يا علي إن أمتي أول الأمم يحاسبون يوم القيامة، ثم أنت أول من يدعى بك لقرابتك ومنزلتك عندي ويدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد فتسير به بين السماطين آدم (عليه السلام) وجميع خلق الله يستظلون بظل لوائي، وطوله مسيرة ألف سنة سنانه ياقوتة حمراء له ثلاث ذوائب من نور ذؤابة في المشرق وذؤابة في المغرب والثالثة وسط الدنيا مكتوب عليه ثلاثة أسطر الأول: بسم الله الرحمن الرحيم، الثاني: الحمد لله رب العالمين، الثالث: لا إله إلا الله محمد رسول الله، طول كل

____________

(1) ما وجدناه في مسند ابن حنبل، نعم هو في مناقب ابن المغازلي 253 - 255.


الصفحة 36
سطر ألف سنة وعرضه ألف سنة، وتسير باللواء والحسن عن يمينك والحسين عن يسارك حتى تقف بيني وبين إبراهيم في ظل العرش، ثم تكسى حلة خضراء من الجنة، ثم ينادي مناد من تحت العرش: نعم الأب أبوك إبراهيم ونعم الأخ أخوك علي أبشر يا علي، نك تكسى إذا كسيت وتدعى إذا دعيت وتحبى إذا حبيت(1).

السابع والأربعون: عبد الله بن أحمد بن حنبل في مسند أبيه أحمد بن حنبل قال: حدثنا محمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال: حدثنا أبو الحسين بن محمد السعدي البصري في جمادى الأول سنة إحدى وثلاثين ومائتين قال: حدثنا عبد المؤمن بن عباد قال: حدثنا يزيد بن معن عن عبد الله بن شرحبيل عن ابن أبي أوفى قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) مسجده فقال: أين فلان بن فلان، فجعل ينظر في وجوه أصحابه ويتفقدهم ويبعث إليهم حتى توافوا عنده، فحمد الله وأثنى عليه وآخى بينهم، وذكر الحديث حديث المواخاة، فقال علي (عليه السلام): لقد ذهبت روحي وأنقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فإن كان هذا عن سخط علي فلك العتبى والكرامة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي وأنت أميني ووارثي.

قال: ما أرث يا رسول الله؟

قال: ما ورث الأنبياء من قبلي.

قال: وما ورث الأنبياء من قبلك؟

قال: كتاب الله وسنة نبيه، وأنت معي في قصري في الجنة مع ابنتي فاطمة وأنت أخي ورفيقي ثم تلا رسول الله (صلى الله عليه وآله) * (إخوانا على سرر متقابلين) * المتحابون في الله ينظر بعضهم إلى بعض(2).

الثامن والأربعون: مسند أحمد بن حنبل قال: حدثنا يحيى بن حماد قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أبو بلج: قال: حدثنا عمر بن ميمون عن ابن عباس قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخرج الناس في غزوة تبوك فقال علي (عليه السلام): أخرج معك؟

فقال له نبي الله (صلى الله عليه وآله): لا، فبكى علي.

فقال (صلى الله عليه وآله): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا إنك ليس نبي، أنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي(3).

____________

(1) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 663 / ح 1131.

(2) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 666 / ح 1137.

(3) مسند أحمد: 1 / 331.


الصفحة 37
التاسع والأربعون: من مسند أحمد بن حنبل قال: عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا محمد بن يونس قال: حدثنا زيد بن عمر بن عثمان النميري البصري [ قال ] حدثني [ أبي عن ] إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن أبي حازم قال: جاء رجل إلى معاوية فسأله عن مسألة فقال: سل عنها علي بن أبي طالب فهو أعلم بها، فقال: يا أمير المؤمنين جوابك بها أحب إلي من جواب علي.

فقال: بئس ما قلت ولؤم ما جئت به لقد كرهت رجلا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يغره العلم غرا ولقد قال له رسول الله: أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، وكان عمر إذا أشكل عليه أمر شئ يأخذ عنه، ولقد شهدت عمر وقد أشكل عليه شئ فقال عمر: هاهنا علي، قم لا أقام الله رجليك(1).

الخمسون: كتاب المغازي لمحمد بن إسحاق في النصف الثاني بالإسناد قال: لما خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى غزوة تبوك خلف علي بن أبي طالب (عليه السلام) على أهله وأمره بالإقامة فيهم، فأرجف المنافقون وقالوا: ما أخلفه إلا استثقالا أو تحفيفا عنه، فلما قال ذلك المنافقون، أخذ علي بن أبي طالب سلاحه ثم خرج إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو نازل بالجوف فقال: يا رسول الله زعم المنافقون أنك إنما خلفتني تستثقلني وتخفف عني.

فقال (صلى الله عليه وآله): كذبوا ولكني خلفتك لما تركت ورائي فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك ألا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، فرجع إلى المدينة، ومضى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بسفره(2).

الحادي والخمسون: محمد بن إسحاق أيضا في المغازي بالإسناد عن يزيد بن رمانة قال: بلغني أن رجلا من قريش كان يقول: والله ما أدري لعله سيكون نبي بعد محمد، فلقيت إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص فقلت: يا أبا إسحاق سمعت أباك يذكر مقالة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) يوم غزوة تبوك، فضحك وظن ذلك من هوى مني في علي فقلت: إني والله ما أسألك عنه لذلك ولكنه بلغني أن رجلا من قومك يقول: ما أدري لعله سيكون نبي بعد محمد، فقال: نعم أشهد لسمعت أبي سعد بن أبي وقاص يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي (عليه السلام) يوم رده من غزوة تبوك: ألا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(3).

____________

(1) فضائل الصحابة: 2 / 675 / ح 1153.

(2) تاريخ دمشق: 2 / 31 و 42 / 117 ط. دار الفكر، والبحار: 37 / 267.

(3) المناقب 39 / ح 7.


الصفحة 38
الثاني والخمسون: كتاب الفردوس لابن شيرويه الديلمي في باب الياء بالإسناد عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي أنت أول المسلمين إسلاما وأنت أول المؤمنين إيمانا وأنت مني بمنزلة هارون من موسى(1).

الثالث والخمسون: ابن شيرويه في الفردوس بالإسناد عن عامر بن سعد قال: قال سعد: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): ثلاثا لئن تكون لي واحدة أحب إلي من حمر النعم، نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) الوحي، فأدخل عليا وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم تحت ثوبه وقال: اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي [ أحق ] وقال له حين خلفه في غزوة غزاها وقال علي (عليه السلام): يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي.

وقوله يوم خيبر: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه، فتطاول المهاجرون لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ليراهم، فقال رسول الله: أين علي؟

فقالوا أرمد.

قال: فادعوه، فدعوه وبصق في عينيه ففتحهما وفتح الله على يديه(2).

الرابع والخمسون: صدر الأئمة عند المخالفين أخطب الخطباء موفق بن أحمد الخوارزمي في كتاب فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) في الفصل الأول من الكتاب قال: أنبأني سيد القراء أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني، أخبرنا الحسن بن أحمد المقرئ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا محمود بن محمد المروزي حدثنا حامد بن آدم المروزي حدثنا جرير عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال: لما آخى النبي (صلى الله عليه وآله) بين أصحابه وبين المهاجرين والأنصار فلم يؤاخ بين علي بن أبي طالب وبين أحد منهم، خرج علي مغضبا حتى أتى جدولا من الأرض فتوسد ذراعه وسفت عليه الريح، فطلبه رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى وجده فوكزه برجله وقال له: قم فما صلحت إلا أن تكون أبا تراب، أغضبت علي حين آخيت بين المهاجرين والأنصار ولم آواخ بينك وبين أحد منهم، ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بنبي، ألا من أحبك حف بالأمن والإيمان ومن أبغضك أماته الله ميتة جاهلية وحوسب بعمله

____________

(1) (2) مسند الشامي: 1 / 146، ح 82، وفضائل الصحابة لأحمد: 2 / 643، ح 1093.


الصفحة 39
في الإسلام(1).

الخامس والخمسون: موفق بن أحمد في كتاب فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أخبرني الإمام العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي، أخبرنا الأستاذ الأمين أبو الحسن علي بن الحسين بن مدرك الرازي، أخبرنا الحافظ أبو سعيد إسماعيل بن الحسن السمان حدثنا محمد بن عبد الواحد الخزاعي لفظا، أخبرني أبو محمد عبد الله بن سعيد الأنصاري، حدثنا أبو محمد عبد الله بن أدران الخياط الشيرازي، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري وصي المأمون حدثني أمير المؤمنين الرشيد عن أبيه عن جده عن عبد الله بن العباس (رضي الله عنه) قال: سمعت عمر بن الخطاب وعنده جماعة، فتذاكروا السابقين إلى الإسلام فقال عمر: أما علي فسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول فيه ثلاث خصال لوددت أن تكون لي واحدة منهن وكانت أحب إلي من ما طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من أصحابه إذ ضرب النبي (صلى الله عليه وآله) بيده على منكب علي (رضي الله عنه) وقال له: يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا وأول المسلمين إسلاما وأنت مني بمنزلة هارون من موسى(2).

السادس والخمسون: موفق بن أحمد في الفضائل قال: أنبأني مهذب الأئمة أبوا لمظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني إجازة، أخبرنا محمد بن الحسين بن علي البزاز، أخبرنا أبو منصور محمد بن علي بن عبد العزيز، أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر، حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الخزاز الحافظ حدثني أبو الحسن علي بن موسى الخزاز من كتابه، حدثنا الحسن بن علي الهاشمي حدثني إسماعيل بن أبان، حدثنا أبو مريم عن ثوير بن أبي فاختة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال أبي: دفع النبي (صلى الله عليه وآله) الراية يوم خيبر إلى علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ففتح الله تعالى على يده، وأوقفه يوم غدير خم فأعلم الناس أنه مولى كل مؤمن ومؤمنة وقال له: أنت مني وأنا منك، وقال له:

تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل وقال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، وقال له: أنا سلم لمن سالمك وحرب لمن حاربك، وقال له: أنت العروة الوثقى، وقال له: أنت تبين لهم ما اشتبه عليهم من بعدي، وقال له: أنت مولى كل مؤمن ومؤمنة ووصي كل مؤمن ومؤمنة بعدي، وقال له: أنت الذي أنزل الله فيه * (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر) * وقال له: أنت الآخذ بسنتي والذاب عن ملتي، وقال له: أنا أول من تنشق الأرض عنه وأنت معي [ إلى الجنة ] تدخلها أنت والحسن والحسين وفاطمة وقال: إن الله تعالى أوحى إلي أن أقوم بفضلك فقمت به

____________

(1) المناقب 39 / ح 7.

(2) المناقب 54 / ح 19، وقد تقدم الحديث بطوله.


الصفحة 40
في الناس وبلغتهم ما أمرني الله تعالى بتبليغه، وقال له: أتق الضغاين التي لك في صدور من لا يظهرها إلا بعد موتي، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون، ثم بكى فقيل: مم بكاؤك يا رسول الله؟

قال: أخبرني جبرائيل أنهم يظلمونه بعدي، وأخبرني جبرائيل (عليه السلام) عن الله عز وجل أن ذلك الظلم يزول إذا قام قائمهم وعلت كلمتهم واجتمعت الأمة على محبتهم وكان الشانئ لهم قليلا والكاره لهم ذليلا وكثر المادح لهم، وذلك حين تغير البلاد وضعف العباد واليأس من الفرج فعند ذلك يظهر القائم فيهم، قال النبي (صلى الله عليه وآله): اسمه كاسمي واسم أبيه كاسم أبي هو من ولد ابنتي، يظهر الله الحق بهم ويخمد الباطل بأسيافهم وتتبعهم الناس راغب إليهم وخائف منهم، قال: وسكن البكاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال: معاشر الناس أبشروا بالفرج فإن وعد الله لا يخلف وقضاؤه لا يرد وهو الحكيم والخبير، وإن فتح الله قريب، اللهم إنهم أهلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، اللهم اكلأهم وارعهم وكن لهم وانصرهم وأعزهم ولا تذلهم وأخلفني فيهم إنك على ما تشاء قدير(1).

السابع والخمسون: موفق بن أحمد في الفضائل قال: أخبرنا قتيبة، حدثنا حاتم بن إسماعيل عن بكير بن عمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال: ما منعك أن تسب أبا تراب، قال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلن أسبه لئن تكون إلي واحدة أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي وخلفه في بعض مغازيه:

تكون أنت في بيتي إلى أن أعود، قال له علي: يا رسول الله تخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي، وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال: فتطاولنا لها. فقال أدعو إلي عليا.

قال: فأتى علي وبه رمد، فبصق في عينيه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه، وأنزلت هذه الآية * (قل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم) * الآية، ودعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المباهلة عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ثم قال: اللهم هؤلاء أهلي.

قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه قال (رض): قوله (صلى الله عليه وآله):

أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، أخرجه الشيخان في صحيحيهما بطرق

____________

(1) المناقب 61 / ح 31.