الحديث الثالث عشر: الصفار عن محمد بن الحسين ويعقوب يزيد عن ابن أبي عمير عن عمر ابن أذينة عن بريد العجلي عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تبارك وتعالى: " * (فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) * فجعلنا منهم الرسل والأنبياء والأئمة فكيف يقرون في آل إبراهيم (عليه السلام) وينكرونه في آل محمد (عليهم السلام)؟! قلت: فما معنى قوله: * (وآتيناهم ملكا عظيما) * قال:
" الملك العظيم أن جعل فيهم أئمة من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله فهو الملك العظيم "(2).
الحديث الرابع عشر: الصفار عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن محمد الأحول عن عمران قال: قلت له قول الله تبارك وتعالى: * (فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب) *: فقال: " النبوة " فقلت: * (والحكمة) * فقال: لا الفهم والقضاء " قلت له: قول الله تبارك وتعال: * (وآتيناهم ملكا عظيما) * قال: " الطاعة "(3).
الحديث الخامس عشر: الصفار عن أبي محمد عن عمران بن موسى بن جعفر وعلي بن أسباط عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله (عليه السلام) في هذه الآية * (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) * * (فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) * فقال:
" نحن [ والله ] الناس الذين قال الله، ونحن المحسودون، ونحن أهل هذا الملك الذي يعود إلينا "(4).
الحديث السادس عشر: سعد بن عبد الله القمي في بصائر الدرجات عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد وعبد الله بن القاسم جميعا عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار القلانسي عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (وآتيناهم ملكا عظيما) * قال: " الطاعة المفروضة "(5).
الحديث السابع عشر: سعد هذا عن محمد بن عبد الحميد العطار عن منصور بن يونس عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له قول الله عز وجل: * (فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) * فيه سقط ما هو؟ قلت: أنت أعلم؟ قال: " طاعة الإمام(6) مفروضة "(7).
____________
(1) البصائر: 55 / ح 5 / باب 17.
(2) البصائر: 56 / ح 6.
(3) البصائر: 56 / ح 7 / باب 17.
(4) البصائر: 56 / ح 9.
(5) البصائر: 55 / ح 2.
(6) في المصدر المطبوع: الله.
(7) البصائر: 530 / ح 17 باب 18 باب النوادر في الأئمة.
الحديث التاسع عشر: محمد بن مسعود العياشي في تفسيره بإسناده عن بريد بن معاوية قال:
كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) فسألته عن قول الله: * (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * قال:
فكان جوابه أن قال: " * (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت) *(2) فلان وفلان * (ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا) * [ يقول: ] الأئمة الضالة والدعاة إلى النار هؤلاء أهدى من آل محمد وأوليائهم سبيلا * (أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا) * * (أم لهم نصيب من الملك) *(3) يعني الإمامة والخلافة * (فإذا لا يؤتون الناس نقيرا) * نحن الناس الذين عنى الله. والنقير: النقطة التي رأيت في وسط النواة * (أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله) * نحن المحسودون على ما آتانا الله من الإمامة دون خلق الله جميعا * (فقد أتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) * يقول: فجعلنا منهم الرسل والأنبياء والأئمة فكيف يقرون بذلك في آل إبراهيم وتنكرونه في آل محمد (صلى الله عليه وآله)؟! * (فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا) * إلى قوله * (وندخلهم ظلا ظليلا) * قال: قلت: قوله في آل إبراهيم * (وآتيناهم ملكا عظيما) * ما الملك العظيم؟ قال: " أن جعل منهم أئمة من أطاعهم أطاع والله ومن عصاهم عصى الله فهو الملك العظيم "(4).
الحديث العشرون: العياشي هذا بإسناده عن بريد العجلي عن أبي جعفر (عليه السلام) سواء وزاد فيه " أن تحكموا بالعدل إذا ظهرتم، أن تحكموا بالعدل إذا بدت في أيديكم "(5).
الحديث الحادي والعشرون: العياشي بإسناده عن أبي الصباح الكناني قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
" يا أبا الصباح نحن قوم فرض الله طاعتنا، لنا الأنفال ولنا صفو المال، ونحن الراسخون في العلم ونحن المحسودون الذين قال الله في كتابه: * (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) * "(6).
____________
(1) أمالي الشيخ الطوسي: 272 / ح 511 / مجلس 10 / ح 49.
(2) النساء: 51.
(3) النساء: 53.
(4) تفسير العياشي: 1 / 246 ح 153.
(5) المصدر السابق: ح 154.
(6) المصدر السابق: ح 155.
الحديث الثالث والعشرون: العياشي بإسناده عن أبي سعيد المؤدب عن ابن عباس في قوله:
* (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) * قال: " نحن الناس [ وفضلة النبوة ] ".
الحديث الرابع والعشرون: العياشي بإسناده عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر (عليه السلام): " * (ملكا عظيما) * أن جعل فيهم أئمة من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله، فهذا ملك عظيم * (وآتيناهم ملكا عظيما) * " عنه في رواية أخرى قال: " الطاعة المفروضة "(2).
الحديث الخامس والعشرون: العياشي بإسناده عن حمران عنه * (فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب) * قال: " النبوة "، [ قلت: ] والحكمة "؟ قال: " الفهم والقضاء " [ قلت: ] * (ملكا عظيما) *؟ قال: " الطاعة "(3).
الحديث السادس والعشرون: العياشي بإسناده عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) * (فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب) * قال: " فهو النبوة، والحكمة فهم الحكماء من الأنبياء من الصفوة، وأما الملك العظيم فهم الأئمة الهداة من الصفوة "(4).
الحديث السابع والعشرون: العياشي بإسناده عن داود بن فرقد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) وعنده إسماعيل ابنه (عليه السلام) يقول: * (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) * الآية قال: " فقال الملك العظيم افتراض الطاعة * (فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه) * " قال عبد الله: هو، فقلت:
استغفر الله، فقال لي إسماعيل: لم يا داود؟ قلت: لأني كثيرا قرأتها * (ومنهم من يؤمن به ومنهم من صد عنه) * قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " إنما هو فمن هؤلاء - ولد إبراهيم - من آمن بهذا ومنهم من صد عنه "(5).
الحديث الثامن والعشرون: سليم بن قيس الهلالي في كتابه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث يخاطب فيه معاوية قال: لعمري يا معاوية لو ترحمت عليك وعلى طلحة والزبير ما كان ترحمي عليكم واستغفاري لكم [ ليحق باطلا بل يجعل الله ترحمي عليكم واستغفاري ] لعنة عليكم وعذابا، وما أنت وطلحة والزبير بأعظم(6) جرما ولا أصغر ذنبا ولا أهون بدعا وضلالة ممن
____________
(1) المصدر السابق: ح 156.
(2) المصدر السابق: ح 158 - 159.
(3) المصدر السابق: ح 160.
(4) المصدر السابق: ح 161.
(5) المصدر السابق: ح 162.
(6) في المصدر: بأحقر.
____________
(1) في البحار: أسسا.
(2) كتاب سليم بن قيس: 305 - 306 والحديث طويل هذا وسطه.
الباب الثاني والستون
في أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي أمير المؤمنين (عليه السلام) دعوة إبراهيم (عليه السلام)
في قوله تعالى * (إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) *
لأنهما لم يسجدا لصنم قط
الحديث الأول: أبو الحسن الفقيه ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد ابن موسى الغندجاني قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن أحمد الحفار قال: حدثنا إسماعيل بن علي ابن رزين قال: حدثني أبي وإسحاق بن إبراهيم الدبري قالا: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا أبي عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أنا دعوة أبي إبراهيم " قلنا: يا رسول الله وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟ قال: " أوحى الله عز وجل إلى إبراهيم * (إني جاعلك للناس إماما) * فاستخف إبراهيم الفرح قال: يا رب ومن ذريتي أئمة مثلي فأوحى الله عز وجل إليه أن يا إبراهيم إني لأعطيك عهدا لا أفي لك به قال: يا رب ما العهد الذي لا تفي لي به؟
قال: لا أعطيك لظالم من ذريتك عهدا قال إبراهيم عندها: واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فقال النبي (صلى الله عليه وآله): فانتهت الدعوة إلي وإلى علي لم يسجد أحد منا لصنم قط فاتخذني الله نبيا واتخذ عليا وصيا "(1).
الحديث الثاني: الواحدي في تفسير قوله تعالى: * (لا ينال عهدي الظالمين) * قال في تفسير ذلك: لا ينال عهدي الظالمين أعلمه أن في ذريته الظالم، قال: وقال السدي: * (عهدي) * نبوي - يعني لا ينال ما عهدت إليك من النبوة والإمامة في الذين من كان ظالما من ولدك قال: وقال الفراء:
لا يكون للناس إمام مشرك(2).
____________
(1) مناقب ابن المغازلي: 177 / ح 322.
(2) الدر المنثور: 1 / 172 وراجع تفسير الطبري: 1 / 756، وتفسير فتح القدير: 1 / 140.
الباب الثالث والستون
في أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام)
هم دعوة إبراهيم (عليه السلام) في قوله تعالى
* (إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) *
الحديث الأول: الشيخ أبو جعفر الطوسي في أماليه عن الحفار قال: حدثنا إسماعيل قال:
حدثنا أبي وإسحاق بن إبراهيم الدبري قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا أبي عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أنا دعوة أبي إبراهيم " قلنا: يا رسول الله وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟ قال: " أوحى الله عز وجل إلى إبراهيم إني جاعلك للناس إماما فاستخف إبراهيم الفرح فقال: يا رب ومن ذريتي أئمة مثلي فأوحى الله عز وجل إليه أن يا إبراهيم إني لا أعطيك عهدا لا أفي لك به، قال: يا رب ما العهد الذي لا تفي لي به، قال: لا أعطيك لظالم من ذريتك، قال: يا رب ومن الظالم من ولدي الذي لا ينال عهدك قال: من سجد لصنم من دوني لا أجعله إماما أبدا ولا يصح أن يكون إماما قال: إبراهيم واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس، قال النبي (صلى الله عليه وآله): فانتهت الدعوة إلي وإلى أخي علي لم يسجد أحد منا لصنم قط فاتخذني الله نبيا وعليا وصيا "(1).
الحديث الثاني: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق (رضي الله عنه) قال:
حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي قال: جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الفزاري قال: حدثنا محمد ابن الحسين بن زيد الزيات قال: حدثنا محمد بن زياد الأزدي عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل: * (وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات) *(2) ما هذه الكلمات قال: هي التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه وهو أنه قال: يا رب أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي فتاب الله عليه إنه هو التواب الرحيم ".
فقلت له: يا بن رسول الله فما يعني بقوله: * (فأتمهن) * قال: " يعني أتمهن إلى القائم (عليه السلام) اثنا عشر إماما تسعة من ولد الحسين " وقول إبراهيم (عليه السلام) * (ومن ذريتي) * " من حرف تبعيض يعلم أن من
____________
(1) أمالي الطوسي: 378 / مجلس 13 / ح 62.
(2) البقرة: 124.
* (أن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه) *(3) وهذا النبي والذين آمنوا وأمير المؤمنين (عليه السلام) أبو ذرية النبي (صلى الله عليه وآله) ووضع الإمام فيه ووضعها في ذرية المعصومين بعد وقوله عز وجل: * (لا ينال عهدي الظالمين) *(4) يعني بذلك أن الإمامة لا تصلح لمن قد عبد وثنا أو صنما أو أشرك بالله طرفة عين، وإن أسلم بعد ذلك والظلم وضع الشئ في غير موضعه وأعظم الظلم الشرك قال عز وجل: * (إن الشرك لظلم عظيم) *(5).
وكذلك لا يصلح للإمامة من قد ارتكب من المحارم شيئا صغيرا كان أو كبيرا، وإن تاب منه بعد ذلك وكذلك لا يقيم الحد من في جنبه حد، فإذا لا يكون الإمام إلا معصوما ولا تعلم عصمته إلا بنص الله عز وجل عليه على لسان نبيه (صلى الله عليه وآله) لأن العصمة ليست في ظاهر الخلقة فترى كالسواد والبياض وما أشبه ذلك فهي مغيبة لا تعرف إلا بتعريف علام الغيوب عز وجل "(6).
الحديث الثالث: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أبي يحيى الواسطي عن هشام بن سالم ودرست بن أبي منصور قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " قد كان إبراهيم نبيا وليس بإمام حتى قال الله * (أني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي) * فقال الله: * (لا ينال عهدي الظالمين) * من عبد صنما أو وثنا لا يكون إماما "(7).
____________
(1) النحل: 123.
(2) البقرة: 130.
(3) آل عمران: 68.
(4) البقرة: 124.
(5) لقمان: 13.
(6) معاني الأخبار: 126 / ح 1 واختصر المصنف.
(7) الكافي: 1 / 175 - 176 ح 1 باب طبقات الأنبياء والحديث طويل.
الحديث الخامس: ابن يعقوب عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسين عن إسحاق بن عبد العزيز أبي السفاتج عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إن الله اتخذ إبراهيم (عليه السلام) عبدا قبل أن يتخذه نبيا، وأتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا، وأتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا وأتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما، فلما جمع له هذه الأشياء وقبض يده قال له: يا إبراهيم إني جاعلك للناس إماما، فمن عظمها في عين إبراهيم قال: يا رب ومن ذريتي قال: لا ينال عهدي الظالمين "(3).
الحديث السادس: ابن بابويه قال: حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (قدس سره) قال: حدثنا أبو أحمد القاسم بن محمد بن علي الهاروني قال: حدثنا أبو حامد عمران بن موسى عن إبراهيم عن الحسن بن القاسم الرقام قال: حدثني القاسم بن مسلم عن أخيه عبد العزيز بن مسلم قال: كنا مع الرضا (عليه السلام) بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا فأداروا أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها فدخلت على سيدي (عليه السلام) فأعلمته خوضان الناس في ذلك فتبسم (عليه السلام) ثم قال: " يا عبد العزيز جهل القوم وخدعوا عن أديانهم إن الله عز وجل لم يقبض نبيه (صلى الله عليه وآله) حتى أكمل لهم الدين وأنزل عليه القرآن فيه تفصيل كل شئ بين فيه الحلال والحرام والحدود والأحكام وجميع ما تحتاج إليه الناس كملا فقال عز جل: * (ما فرطنا في الكتاب من شئ) *(4) فأنزل في حجة الوداع وهو آخر عمره (صلى الله عليه وآله) * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) * فأمر الإمامة من تمام الدين ولم يمضي (عليه السلام) حتى بين لأمته معالم دينهم وأوضح لهم سبيلهم وتركهم على قصد الحق وأقام لهم عليا (عليه السلام) علما وإماما وما ترك شيئا تحتاج إليه الأمة إلا بينه فمن زعم أن الله عز وجل لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله، ومن رد كتاب الله
____________
(1) في المصدر: يجعله.
(2) الكافي: 1 / 175 ح 2.
(3) المصدر السابق: ح 4.
(4) الأنعام: 38.
الحديث السابع: محمد بن مسعود العياشي في تفسيره رواه بأسانيد عن صفوان الجمال قال:
كنا بمكة فجرى الحديث في قول الله: * (وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن) *(2) قال: أتمهن بمحمد وعلي والأئمة من ولد علي (عليهم السلام) في قول الله * (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) *(3) ثم قال: * (إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) * قال: يا رب ويكون من ذريتي ظالم، قال: نعم فلان وفلان وفلان ومن اتبعهم، قال: يا رب فعجل لمحمد وعلي ما وعدتني فيهما وعجل نصرك لهما وإليه أشار بقوله * (ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا، وإنه في الآخرة لمن الصالحين) * فالملة الإمامة فلما أسكن ذريته بمكة قال: * (رب إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم) * إلى قوله * (الثمرات من آمن) *(4) فاستثنى من آمن خوفا أن يقول له: لا كما قال له في الدعوة الأولى قال: ومن ذريتي، قال:
لا ينال عهدي الظالمين، فلما قال الله: * (ومن كفر فأمتعه قليلا ثم اضطره إلى عذاب النار وبئس المصير) * قال: يا رب ومن الذي متعتهم؟ قال: الذين كفروا بآياتي فلان وفلان وفلان "(5).
الحديث الثامن: العياشي بإسناده عن حريز عن من ذكره عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله الله: " * (لا ينال عهدي الظالمين) * أي لا يكون إماما ظالما "(6).
الحديث التاسع: العياشي بإسناده عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله: * (إني جاعلك للناس إماما) * قال: " فقال: لو علم الله أن اسما أفضل منه لسمانا به "(7).
الحديث العاشر: سعد بن عبد الله القمي في بصائر الدرجات عن أحمد بن محمد بن عيسى
____________
(1) كمال الدين: 675 / 31. معاني الأخبار: 96 / ح 2.
(2) البقرة: 124.
(3) آل عمران: 34.
(4) البقرة: 126.
(5) المصدر السابق: 58 / ح 88.
(6) المصدر السابق: ح 89.
(7) المصدر السابق: ح 90.
* (لا ينال عهدي الظالمين) * قال أبو عبد الله (عليه السلام) " إنما هي في ذريتك لا يكون في غيرهم "(2).
الحديث الحادي عشر: الشيخ المفيد في أماليه عن أبي الحسين الأسدي عن أبي الحسين صالح ابن أبي حماد الرازي يرفعه قال: سمعت أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) يقول: " إن الله أتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا، وإن الله أتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا، وإن الله أتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، وإن الله أتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما، فلما جمع له الأشياء قال: * (إني جاعلك للناس إماما) * قال: فمن عظمها في عين إبراهيم (عليه السلام) قال: * (ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) * قال: لا يكون السفيه إمام التقي "(3).
الحديث الثاني عشر: الشيخ المفيد عن أبي محمد الحسن بن حمزة الحسيني عن محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي يحيى الواسطي عن هشام بن سالم ودرست بن أبي منصور عنهم (عليهم السلام) في حديث قال: " كان إبراهيم نبيا وليس بإمام حتى قال الله تبارك وتعالى: * (إني جاعلك للناس إماما) * قال: * (ومن ذريتي) * فقال الله تبارك وتعالى: * (لا ينال عهدي الظالمين) * من عبد صنما أو وثنا أو مثالا لا يكون إماما(4).
الحديث الثالث عشر: العياشي بإسناده عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال سمعته يقول: " إن الله أتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا، وأتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا، واتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، وإن الله أتخذ إبراهيم خليلا قبل أن يتخذه إماما فلما جمع له الأشياء وقبض يده قال له: يا إبراهيم * (إني جاعلك للناس إماما) * فمن عظمها في عين إبراهيم (عليه السلام) قال: * (يا رب ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) *(5).
____________
(1) في المصدر: الأمر.
(2) بصائر الدرجات: 529 / ح 12 / باب 18 / باب النوادر في الأئمة.
(3) لا يوجد في الأمالي نعم هو يعينه في الاختصاص: 22.
(4) المصدر السابق والحديث طويل.
(5) لم نجده في العياشي، راجع البحار: 25 / 206 ح 19، وتفسير الثقلين: 1 / 121 ح 343.
الباب الرابع والستون
في معنى قوله تعالى * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) *
الحديث الأول: يوسف القطان في تفسيره عن شعبة عن قتادة عن ابن عباس في قوله تعالى:
* (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) * قال: إذا كان يوم القيامة دعا الله عز وجل أئمة الهدى ومصابيح الدجى وأعلام التقى أمير المؤمنين والحسن والحسين ثم يقال لهم: جوزوا [ على ] الصراط أنتم وشيعتكم وادخلوا الجنة بغير حساب، ثم يدعو أئمة الفسق، وإن والله يزيد منهم فيقال له: خذ بيد شيعتك وامضوا إلى النار بغير حساب(1).
الحديث الثاني: الثعلبي في تفسيره قال: حدثنا أبو القسام يعقوب بن أحمد الأرغياني قال:
حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله العماني قال: حدثنا أبو القاسم محمد بن عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال: حدثني أبي قال: حدثني علي بن موسى الرضا حدثني أبي موسى بن جعفر حدثني أبي جعفر بن محمد حدثني أبي محمد بن علي حدثني أبي علي بن الحسين حدثني أبي الحسين بن علي حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): في قوله عز وجل:
* (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) * قال: " كل قوم يدعون بإمام زمانهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم "(2).
الحديث الثالث: أبو علي الطبرسي في مجمع البيان قال: روى الخاص والعام عن الرضا علي ابن موسى الرضا (عليه السلام) بالأسانيد الصحيحة أنه روى عن آبائه (عليهم السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " فيه يدعى كل أناس بإمام زمانهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم "(3).
وقال: ابن شهر أشوب في كتاب المناقب قال: روى الخاص والعام عن الرضا (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " يدعى كل أناس بإمام زمانهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم "(4).
____________
(1) مناقب آل أبي طالب: 2 / 263.
(2) العمدة عن الثعلبي المخطوط: 352 / ح 677.
(3) مجمع البيان: 6 / 275.
(4) مناقب آل أبي طالب: 2 / 263.