الصفحة 131

الباب الخامس والستون

في معنى قوله تعالى * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) *

من طريق الخاصة وفيه أربعة وعشرون حديثا


الحديث الأول: علي بن إبراهيم في تفسيره قال: أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) * قال: " يجي رسول الله (صلى الله عليه وآله) في فرقة وعلي (عليه السلام) في فرقة والحسن في فرقة والحسين في فرقة وكل من مات في ظهراني قوم جاءوا معه "(1).

الحديث الثاني: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن غالب عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " لما نزلت هذه الآية * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) * قال المسلمون: يا رسول الله ألست إمام الناس كلهم أجمعين؟ قال:

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا رسول الله إلى الناس أجمعين، ولكن سيكون من بعدي أئمة على الناس من الله من أهل بيتي يقومون في الناس فيكذبون ويظلمهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم، فمن والاهم واتبعهم وصدقهم فهو مني ومعي وسيلقاني، ألا ومن ظلمهم وكذبهم فليس مني ولا معي وأنا منه برئ "(2).

رواه: محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن غالب عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله(3).

ورواه: أيضا أحمد بن محمد بن خالد البرقي في كتاب المحاسن عن ابن محبوب عن عبد الله ابن غالب عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله(4).

الحديث الثالث: أحمد بن محمد بن خالد البرقي في كتاب المحاسن عن أبيه عن النضر بن

____________

(1) تفسير القمي: 2 / 22.

(2) الكافي: 1 / 215 ح 1 باب الأئمة في كتاب الله.

(3) البصائر: 53 / ح 1 / باب 16 فيه معرفة أئمة الهدى.

(4) المحاسن: 155 / ح 84.


الصفحة 132
سويد عن ابن مسكان عن يعقوب بن شعيب قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) * فقال: ندعو كل قرن من هذه الأمة بإمامهم، قلت: فيجئ رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قرنه وعلي (عليه السلام) في قرنه والحسن (عليه السلام) في قرنه والحسين (عليه السلام) في قرنه، وكل إمام في قرنه الذي هلك بين أظهرهم؟ قال: " نعم "(1).

الحديث الرابع: ابن بابويه في معاني الأخبار قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه الفقيه المروزي بمرو الرود في داره قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله النيسابوري قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سلمان الطائي بالبصرة قال: حدثني أبي في سنة ستين ومائتين قال: حدثني علي بن موسى الرضا (عليه السلام) سنة أربع وتسعين ومائة.

وحدثنا: أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوري بنيسابور. قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم ابن مروان بن محمد الخوري قال: حدثنا جعفر بن محمد بن زياد الفقيه الخوري بنيسابور قال:

حدثنا أحمد بن عبد الله الهروي الشيباني عن الرضا علي بن موسى الرضا (عليه السلام).

وحدثنا: أبو عبد الله الحسين بن محمد الأشناني الرازي العدل ببلخ قال: حدثنا علي بن محمد ابن مهرويه القزويني عن داود بن سلميان الفراء عن علي بن موسى (عليه السلام) قال: " حدثني أبي عن آبائه عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): في قوله تعالى: * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) * قال: يدعى كل قوم بإمام زمانهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم "(2).

الحديث الخامس: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد ابن جمهور عن صفوان بن يحيى عن محمد بن مروان عن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تبارك وتعالى: * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) * فقال: " يا فضيل اعرف إمامك فإنك إذا عرفت إمامك لم يضرك تقدم هذا الأمر أو تأخر، ومن عرف إمامه ثم مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر كان بمنزلة من كان قاعدا في عسكره، لا بل بمنزلة من قعد تحت لوائه " قال: وقال بعض أصحابه بمنزلة من استشهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) "(3).

الحديث السادس: ابن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن عبد الرحمن عن حماد عن عبد الأعلى قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " السمع والطاعة أبواب

____________

(1) المحاسن: 144 / ح 43.

(2) ذكر الصدوق هذه الأسانيد الثلاثة في عيون الأخبار: 1 / 28 ح 4 ولكنه لم يذكر الحديث هذا.

(3) الكافي: 1 / 371 ح 2.


الصفحة 133
الخير، السامع المطيع لا حجة عليه، والسامع العاصي لا حجة له، وإمام المسلمين تمت حجته واحتجاجه يوم يلقى الله عز وجل ثم قال: يقول الله تبارك وتعالى: * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) * "(1).

الحديث السابع: ابن يعقوب عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسين بن شمعون عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الله بن القاسم البطل عن عبد الله بن سنان قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) *؟

قال: " إمامهم الذي بين أظهرهم وهو قائم أهل زمانه "(2).

الحديث الثامن: ابن يعقوب عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن عمر بن أبان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " اعرف العلامة إذا عرفته لم يضرك تقدم هذا الأمر أو تأخر، إن الله عز وجل يقول * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) * فمن عرف إمامه كان كمن كان في فسطاط المنتظر (عليه السلام) "(3).

الحديث التاسع: العياشي في تفسيره بإسناده عن الفضيل قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله:

* (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) * فقال: " يجئ رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قومه وعلي (عليه السلام) في قومه والحسن (عليه السلام) في قومه والحسين (عليه السلام) في قومه وكل من مات بين ظهراني إمام جاء معه "(4).

الحديث العاشر: العياشي بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) " إنه إذا كان يوم القيامة يدعى كل بإمامه الذي مات في عصره، فإن أثبته أعطي كتابه بيمينه لقوله: * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) * فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤون كتابهم، واليمين إثبات الإمام لأنه كتاب يقرأه لأن الله يقول: * (فمن أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤا كتابيه إني ظننت إني ملاق حسابيه) *... الآية والكتاب الإمام، فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال * (فنبذوه وراء ظهورهم) * ومن أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله: * (ما أصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم) *...(5) إلى آخر الآية(6).

الحديث الحادي عشر: العياشي بإسناده عن محمد بن مسلم عن أحدهما (عليهما السلام) قال: سألته عن قوله: * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) * قال: " من كان يأتمون به في الدنيا ويؤتى بالشمس والقمر

____________

(1) الكافي: 1 / 190 ح 17.

(2) الكافي: 1 / 537 ح 3.

(3) الكافي: 1 / 372 ح 7.

(4) تفسير العياشي: 2 / 302 ح 114.

(5) الواقعة: 41 - 43.

(6) المصدر السابق: ح 115.


الصفحة 134
فيقذفان في جهنم ومن يعبدهما "(1).

الحديث الثاني عشر: العياشي عن جعفر بن أحمد بن الفضل بن شاذان أنه وجد مكتوبا بخط أبيه مثله(2).

عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول أمير المؤمنين (عليه السلام): " الإسلام [ قد ] بدأ غريبا وسيعود غريبا كما كان فطوبى للغرباء ".

فقال: يا أبا محمد استأنف الداعي منا دعاء جديدا كما دعا إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) " فأخذت بفخذه فقلت: أشهد أنك إمامي، فقال: " أما إنه سيدعى كل أناس بإمامهم. وأصحاب الشمس بالشمس وأصحاب القمر بالقمر وأصحاب النار بالنار وأصحاب الحجارة بالحجارة "(3).

الحديث الثالث عشر: العياشي بإسناده عن عمار الساباطي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " لا تترك الأرض بغير إمام يحل حلال الله ويحرم حرامه وهو قول الله: * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) *، ثم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية فمدوا أعناقهم وفتحوا أعينهم "، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " ليست الجاهلية الجهلاء " فلما خرجنا من عنده فقال لنا سليمان: هو والله الجاهلية الجهلاء، ولكن لما رآكم مددتم أعناقكم وفتحتم أعينكم قال لكم كذلك(4).

الحديث الرابع عشر: العياشي بإسناده عن بشير الدهان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أنتم والله على دين الله ثم تلا: * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) * ثم قال: " علي إمامنا ورسول الله (صلى الله عليه وآله) إمامنا، كم من إمام يجئ يوم القيامة يلعن أصحابه ويلعنونه، ونحن ذرية محمد وأمنا فاطمة صلوات الله عليهم أجمعين "(5).

الحديث الخامس عشر: العياشي بإسناده عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) لما نزلت هذه الآية * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) * قال المسلمون: يا رسول الله أولست إمام المسلمين أجمعين؟ قال: فقال:

" أنا رسول الله إلى الناس أجمعين ولكن سيكون بعدي أئمة على الناس من الله من أهل بيتي يقومون في الناس فيكذبون ويظلمون، ألا فمن تولاهم فهو مني ومعي وسيلقاني، ألا ومن ظلمهم أو أعان على ظلمهم وكذبهم فليس مني ولا معي وأنا منه برئ " وزاد في رواية أخرى مثله " ويظلمهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم "(6).

____________

(1) المصدر السابق: ح 116.

(2) المصدر السابق: ح 117.

(3) المصدر السابق: ح 118.

(4) المصدر السابق: ح 119.

(5) المصدر السابق: ح 120.

(6) المصدر السابق: ح 121.


الصفحة 135
الحديث السادس عشر: العياشي بإسناده قال: سمعت أبا عبد الله يقول: " السمع والطاعة أبواب الجنة، السامع المطيع لا حجة عليه وإمام المسلمين تمت حجته واحتجاجه يوم يلقى الله لقول الله * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) * "(1).

الحديث السابع عشر: العياشي بإسناده عن بشير عن أبي عبد الله (عليه السلام): أنه كان يقول: " ما بين أحدكم وبين أن يغتبط إلى أن تبلغ نفسه ههنا " وأشار بإصبعيه إلى حنجرته قال: ثم تلا(2) آيات من الكتاب * (قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * * (ومن يطع الرسول فقد أطاع الله) * * (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) * ثم قال: " * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) * فرسول الله إمامكم، وكم من إمام يجئ يوم القيامة يجئ يلعن أصحابه ويلعنونه "(3).

الحديث الثامن عشر: العياشي بإسناده عن محمد عن أحدهما (عليه السلام) أنه سئل عن قوله: * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) * فقال: " ما كانوا يأتمون به في الدنيا ويؤتى بالشمس والقمر فيغرقان(4) في جهنم وما كان يعبدهما "(5).

الحديث التاسع عشر: العياشي بإسناده عن إسماعيل بن همام قال: قال الرضا (عليه السلام): في قول الله * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) * قال: " إذا كان يوم القيامة قال الله: أليس عدل من ربكم أن يولوا كل قوم من تولوا؟ قالوا: بلى قال: فيقول: تميزوا فيتميزوا "(6).

الحديث العشرون: العياشي بإسناده عن محمد بن حمران عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن كنتم تريدون أن تكونوا معنا يوم القيامة لا يلعن بعض بعضا، فاتقوا الله وأطيعوا فإن الله يقول * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) * "(7).

الحديث الحادي والعشرون: عن الصادق (عليه السلام): " ألا تحمدون الله إنه إذا كان يوم القيامة يدعى كل قوم إلى من يتولونه وفزعنا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفزعتم أنتم إلينا "(8).

الحديث الثاني والعشرون: الراوندي في الخرائج عن أبي هاشم عن أبي محمد العسكري (عليه السلام) وقد سأله عن قوله تعالى: * (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات) * قال (عليه السلام): " كلهم من آل محمد (صلى الله عليه وآله)، الظالم لنفسه الذي لا يقر بالإمام

____________

(1) المصدر السابق: ح 122.

(2) في المصدر: تأول.

(3) المصدر السابق: ح 123.

(4) في المصدر: فتقذفان.

(5) المصدر السابق: ح 124.

(6) المصدر السابق: ح 125.

(7) المصدر السابق: ح 126.

(8) مناقب آل أبي طالب: 2 / 264.


الصفحة 136
والمقتصد العارف بالإمام والسابق بالخيرات بإذن الله الإمام " فجعلت أفكر في نفسي عظم ما أعطى الله آل محمد وبكيت، فنظر إلي فقال: " الأمر أعظم مما حدثت به في نفسك من عظم شأن آل محمد فاحمد الله أن جعلك متمسكا بحبلهم، تدعى يوم القيامة إذا دعي كل أناس بإمامهم إنك لعلى خير "(1).

الحديث الثالث والعشرون: المفيد في الإختصاص عن المعلى بن محمد البصري عن بسطام ابن مرة عن إسحاق بن حسان عن الهيثم بن واقد عن علي بن الحسن العبدي عن سعد بن الطريف عن الأصبغ بن نباتة قال: أمرنا أمير المؤمنين (عليه السلام) بالمسير إلى المدائن من الكوفة فسرنا يوم الأحد فتخلف عمرو بن حريث في سبعة نفر فخرجوا إلى مكان في الحيرة يسمى (الخورنق) فقالوا: نتنزه فإذا كان يوم الأربعاء خرجنا فلحقنا عليا (عليه السلام) قبل أن يجمع، فبينما هم يتغدون إذ خرج عليهم ضب فصادوه فأخذ عمرو بن حريث فنصب كفه فقال: بايعوا هذا أمير المؤمنين فبايعه السبعة وعمرو ثامنهم وارتحلوا ليلة الأربعاء فقدموا المدائن يوم الجمعة وأمير المؤمنين يخطب ولم يفارق بعضهم بعضا كانوا جميعا حتى نزلوا على باب المسجد نظر إليهم أمير المؤمنين فقال: " أيها الناس أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أسر إلي ألف حديث في كل حديث ألف باب كل باب ألف مفتاح، وإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) * وإني أقسم لكم بالله ليبعثن يوم القيامة ثمانية نفر بإمامهم وهو ضب ولو شئت أن أسميهم فعلت "، قال: فلو رأيت عمرو بن الحريث سقط كما تسقط السعفة رعبا(2).

الحديث الرابع والعشرون: علي بن إبراهيم في تفسيره في معنى الآية قال: قال: " يوم القيامة يناديهم مناد ليقم أبو بكر وشيعته وعمر وشيعته وعثمان وشيعته وعلي وشيعته "(3).

وتفسير علي بن إبراهيم منسوب إلى الصادق (عليه السلام).

____________

(1) الخرائج والجرائح: 2 / 687 ح 9 ذكر العسكري.

(2) في المصدر: وجيبا وهو الاضطراب، الإختصاص: 284.

(3) تفسير القمي: 2 / 23، وفي المصدر ذكر الأول والثاني والثالث بلفظ: فلان.


الصفحة 137

الباب السادس والستون

في قوله (صلى الله عليه وآله) " أهل بيتي أمان لأهل الأرض "

من طريق العامة وفيه خمسة أحاديث


الحديث الأول: في مسند أحمد بن حنبل عبد الله أحمد بن حنبل عن أبيه قال: وفيما كتب إلينا محمد بن علي الحضرمي يذكر أن يوسف بن نفيس حدثهم قال: حدثنا عبد الملك بن هارون عن عنترة عن أبيه عن جده عن علي (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): النجوم أمان لأهل السماء إذا ذهبت النجوم ذهبوا، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض "(1).

الحديث الثاني: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال: حدثنا الإمام الأطهر قطب الدين المرتضى بن محمود بن محمد بن محمد الحسني إجازة في شهور سنة إحدى وسبعين وستمائة بهمدان قال: أنبأنا والدي (قدس سره) وأخبرنا الإمام مجد الدين أبو الحسن محمد بن يحيى بن الحسين الكرخي بقراءتي عليه ظاهر قرية قهود وهي التي تدعى (نقور قلعة) قال: أنبأنا جدي لأمي مجد الدين أبو محمد عبد الرحمن بن الإمام مجد الدين أبي القاسم عبد الله بن حيدر القزويني أنبأنا شيخ الإسلام جمال السنة معين الدين أبو عبد الله محمد بن حمويه الحمويني قال:

أنبأنا جمال الإسلام أبو المحاسن علي بن الفضل الغاريدي قال: أنبأنا والدي شيخ الإسلام أبو علي الفضل بن علي محمد الفارندي قال: أنبأنا الإمام أبو القاسم عبد الله بن علي شيخ وقته المشار إليه في الطريقة ومتقدم أهل الإسلام والشريعة قال: أنبأنا أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد يوم الثلاثاء السابع من شوال سنة ست وأربعمائة نبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم نبأنا محمد ابن سنان القزاز نبأنا بهلول بن موزن، حدثنا موسى بن عبيدة نبأنا إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي "(2).

الحديث الثالث: إبراهيم بن محمد الحمويني قال الواحدي رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن ابن أبي فضل عن أبي حيان عن يزيد بن حيان أنبأني السيد الإمام جمال الدين أحمد بن موسى بن طاووس الحسني - قدس الله أرواحهم - والسيد النسابة جمال الدين عبد الحميد بن فخار

____________

(1) فضائل الصحابة لأحمد: 2 / 671 ح 1145.

(2) فرائد السمطين: 2 / 241 / ب 47 / ح 515.


الصفحة 138
ابن معد الموسوي - رحمهما الله - بروايتهما عن السيد شمس الدين الشرف فخار بن معد بن فخار الموسوي عن شاذان بن جبرائيل القمي عن جعفر بن محمد الدوريستي عن أبيه عن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي - رضي الله عنهم - قال: حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال: نبأنا أحمد بن عبد العزيز بن الجعد أبو بكر قال: حدثنا عبد الرحمن بن صالح قال: نبأنا عبيد الله ابن موسى عن موسى بن عبيدة عن إياس بن سلمة عن أبيه رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي "(1).

الحديث الرابع: الحمويني هذا بهذا الإسناد إلى ابن بابويه حدثنا محمد بن عمر قال: نبأنا أبو بكر محمد بن السري بن سهل قال: نبأنا عباس بن الحسين قال: نبأنا عبد الملك بن هارون عن عنترة عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت النجوم ذهبت السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض "(2).

الحديث الخامس: الحمويني هذا بإسناده قال: أخبرنا أبو جعفر بن بابويه (قدس سره) قال: حدثنا محمد ابن أحمد السمناني قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا فضل بن الصقر العبدي قال: حدثنا معاوية عن سليمان بن مهران الأعمش عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه علي بن الحسين قال: " نحن أئمة المسلمين وحجج الله على العالمين وسادة المؤمنين وقادة الغر المحجلين وموالي المؤمنين ونحن أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء ". وسيأتي إن شاء الله تتمة الحديث في الباب الآتي(3).

____________

(1) فرائد السمطين: 2 / 252 / ب 48 / ح 521.

(2) فرائد السمطين: 2 / 252 / ب 48 / ح 522.

(3) فرائد السمطين: 2 / 45 / ب 2 / ح 11.


الصفحة 139

الباب السابع والستون

في قوله (صلى الله عليه وآله): " أهل بيتي أمان لأهل الأرض "

من طريق الخاصة وفيه أربعة أحاديث


الحديث الأول: ابن بابويه في النصوص على الأئمة الاثني عشر قال: حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين البزوفري(1) قال: حدثنا القاضي أبو إسماعيل جعفر بن الحسن البلخي قال: حدثنا شقيق بن أحمد البلخي عن سماك عن يزيد بن أسلم عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " أهل بيتي أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء " قيل: يا رسول الله كم الأئمة بعدك من أهل بيتك؟ قال: " نعم الأئمة بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين أمناء معصومون ومنا مهدي هذه الأمة ألا إنهم أهل بيتي وعترتي من لحمي ودمي، ما بال أقوام يؤذوني فيهم لا أنالهم الله شفاعتي "(2).

الحديث الثاني: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رضي الله عنه) قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى قال: حدثنا مغيرة بن محمد قال: حدثنا رجاء بن سلمة عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام): لأي شئ يحتاج إلى النبي (صلى الله عليه وآله) والإمام؟ فقال: " لبقاء العالم على صلاحه وذلك أن الله عز وجل يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبي أو إمام، قال الله عز وجل: * (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) *(3) وقال النبي (صلى الله عليه وآله): " النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يكرهون، وإذا ذهب أهل بيتي أتى أهل الأرض ما يكرهون "(4).

الحديث الثالث: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن أحمد السناني (قدس سره) قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا الفضل بن الصقر العبدي قال: حدثنا أبو معاوية عن سليمان بن مهران الأعمش عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين قال: " نحن أئمة المسلمين وحجج الله على العالمين

____________

(1) في بعض نسخ المصدر: البرقوي.

(2) كفاية الأثر: 29 ما روي عن أبي سعيد الخدري.

(3) الأنفال: 33.

(4) علل الشرائع: 1 / 123 ح 1 باب 103.


الصفحة 140
وسادة المؤمنين وقادة الغر المحجلين وموالي المؤمنين، ونحن أمان أهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء ونحن الذين بنا يمسك الله السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، وبنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها، وبنا ينزل الغيث، وبنا ينشر الرحمة وتخرج بركات الأرض، ولولا ما في الأرض منا لساخت بأهلها " ثم قال (عليه السلام): " ولم تخل الأرض منذ خلق الله آدم من حجة لله فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة لله فيها، ولولا ذلك لم يعبد الله " قال سليمان: فقلت للصادق (عليه السلام): كيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور؟ قال: " كما ينتفعون بالشمس إذا سترها سحاب "(1).

الحديث الرابع: الشيخ في أماليه قال أخبرنا: الحفار قال: حدثنا إسماعيل قال: حدثنا أبي، حدثنا أخي دعبل قال: حدثنا حفص بن غياث عن أبيه عن جابر وأبي موسى الأشعري وابن عباس قالوا: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي، فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء، وإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض "(2).

تم الجزء الأول من كتاب غاية المرام وحجة الخصام في النص على الإمام من طريق الخاص والعام على يد مؤلفه الفقير إلى الله الغني عنده هاشم بن سليمان بن إسماعيل بن عبد الجواد الحسيني البحراني في اليوم الثالث من شهر ذي الحجة الحرام سنة 1115 هذا صورة خط المصنف.

وقد فرغ من كتابته المحتاج إلى الله الغني أقل السادات والطلاب ابن محمد الرضوي محمد علي الخون في الثامن عشر من شهر صفر المظفر سنة 1471.

____________

(1) أمالي الصدوق: 253 / ح 277 / مجلس 34 / ح 15.

(2) أمالي الطوسي: 379 / ح 812 / مجلس / 13 / ح 63.


الصفحة 141

بسم الله الرحمن الرحيم



المقصد الثاني

في وصف الإمام بالنص وفضائله
وما يتصل بذلك من فضائل أهل البيت وشيعتهم ومحبيهم

وفيه أبواب


الباب الأول في قوله تعالى: * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * نزلت في رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم من طريق العامة وفيه إحدى وأربعون حديثا:

الباب الثاني في قوله تعالى: * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * نزلت في النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والحسن والحسين وبنيه التسعة الأئمة (عليهم السلام) من طريق الخاصة وفيه أربعة وثلاثون حديثا.

الباب الثالث في قوله تعالى * (فمن حاجك فيه من بعد ما جائك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبنائكم) * الآية من طريق العامة وفيه تسعة عشر حديثا.

الباب الرابع فيمن نزل فيه آية المباهلة من طريق الخاصة وفيه خمسة عشر حديثا.

الباب الخامس في قوله تعالى: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * من طريق العامة وفيه سبعة عشر حديثا.

الباب السادس في قوله تعالى: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * من طريق الخاصة وفيه اثنان وعشرون حديثا.

الباب السابع في قوله تعالى: * (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) * وكيفية الصلاة عليه وثواب ذلك من طريق العامة وفيه ثلاثة وعشرون حديثا.

الباب الثامن في قوله تعالى: * (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) * وكيفية الصلاة عليه وثواب ذلك من طريق الخاصة وفيه سبعة عشر حديثا.

الباب التاسع في قوله تعالى * (الله نور السماوات والأرض مثل نوره) *... الآية من طريق العامة

الصفحة 142
وفيه حديثان.

الباب العاشر في قوله تعالى: * (الله نور السماوات والأرض مثل نوره) *... الآية من طريق الخاصة وفيه خمسة عشر حديثا.

الباب الحادي عشر في قوله تعالى * (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال) *... الآية من طريق العامة وفيه أربعة أحاديث.

الباب الثاني عشر في قوله تعالى: * (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال...) * الآية من طريق الخاصة وفيه تسعة أحاديث.

الباب الثالث عشر في قوله تعالى: * (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين...) * الآية من طريق العامة وفيه حديثان.

الباب الرابع عشر في قوله تعالى: * (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) * من طريق الخاصة وفيه ثلاثة عشر حديثا.

الباب الخامس عشر في قوله تعالى: * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * من طريق العامة وفيه خمس أحاديث.

الباب السادس عشر في قوله تعالى: * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * من طريق الخاصة وفيه ثمانية أحاديث.

الباب السابع عشر في قوله تعالى: * (وآت ذا القربى حقه والمسكين...) * الآية من طريق العامة وفيه حديث واحد.

الباب الثامن عشر في قوله تعالى: * (وآت ذا القربى حقه والمسكين...) * الآية من طريق الخاصة وفيه أحد عشر حديثا.

الباب التاسع عشر في قوله تعالى: * (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى...) * الآية من طريق العامة وفيه حديث واحد.

الباب العشرون في قوله تعالى: * (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى...) * الآية من طريق الخاصة وفيه خمسة أحاديث.

الباب الحادي والعشرون في قوله تعالى: * (أم يحسدون الناس على ما أتاهم من فضله...) * الآية من طريق العامة وفيه حديثان.

الباب الثاني والعشرون في قوله تعالى: * (أم يحسدون الناس على ما أتاهم من فضله...) *

الصفحة 143
الآية من طريق الخاصة وفيه خمسة أحاديث.

الباب الثالث والعشرون: في قوله تعالى: * (ولسوف يعطيك ربك فترضى) * من طريق العامة وفيه حديثان.

الباب الرابع والعشرون في قوله تعالى: * (ولسوف يعطيك ربك فترضى) * من طريق الخاصة وفيه حديث واحد.

الباب الخامس والعشرون في قوله تعالى: * (فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة...) * الآية من طريق العامة وفيه حديث واحد.

الباب السادس والعشرون في قوله تعالى: * (فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة...) * الآية من طريق الخاصة وفيه أحد عشر حديثا.

الباب السابع والعشرون في قوله تعالى: * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) * من طريق العامة وفيه أحد عشر حديثا.

الباب الثامن والعشرون في قوله تعالى: * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) * من طريق الخاصة وفيه سبعة أحاديث.

الباب التاسع والعشرون في قوله تعالى: * (لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون) * من طريق العامة وفيه حديث واحد.

الباب الثلاثون في قوله تعالى: * (لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون) * من طريق الخاصة وفيه خمسة أحاديث.

الباب الحادي والثلاثون في قوله تعالى: * (من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون) * من طريق العامة وفيه خمس أحاديث.

الباب الثاني والثلاثون في قوله تعالى: * (من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون) * من طريق الخاصة وفيه أربعة عشر حديثا.

الباب الثالث والثلاثون في قوله تعالى: * (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة) * من طريق العامة وفيه حديثان.

الباب الرابع والثلاثون في قوله تعالى: * (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة) * من