الحديث السابع عشر: الثعلبي قال أخبرني الحسين بن محمد الثقفي حدثنا عمر بن الخطاب حدثنا عبد الله بن الفضل حدثنا الحسن بن علي حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا العوام بن حوشب حدثني ابن عم لي من بني الحرث بن تيم الله يقال له: (مجمع) قال: دخلت مع أمي على عائشة فسألتها أمي قالت: أرأيت خروجك يوم الجمل قالت: إنه كان قدرا من الله تعالى، فسألتها عن علي فقالت: سألتني عن أحب الناس كان إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) لقد رأيت عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقد جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يغدف عليهم ثم قال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطيرا " قالت: قلت يا رسول الله أنا من أهلك؟ فقال: " تنحي فإنك على خير "(1).
الحديث الثامن عشر: الثعلبي قال: أخبرني الحسين بن محمد حدثنا ابن حبش المقري حدثنا أبو ذرعة حدثني عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة أخبرني أبو نديك حدثني ابن أبي ملائكة عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر الطيار عن أبيه قال: لما نظر رسول الله إلى الرحمة هابطة من السماء قال: " من يدعو " مرتين قالت زينب: أنا يا رسول الله فقال: " ادعي لي عليا وفاطمة والحسن والحسين " قال فجعل حسنا عن يمينه وحسينا عن شماله وعليا وفاطمة تجاهه ثم غشاهم كساء خيبريا ثم قال: " اللهم إن لكل نبي أهلا وهؤلاء أهل بيتي " فأنزل الله عز وجل * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * فقالت زينب: يا رسول الله ألا أدخل معكم؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " مكانك فإنك إلى خير إن شاء الله "(2).
الحديث التاسع عشر: الثعلبي قال: أخبرني الحسين بن محمد حدثنا عمر بن الخطاب حدثنا عبد الله بن الفضل حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن مصعب عن الأوزاعي عن شداد بن عمار قال: دخلت على وأيلة بن الأصقع وعنده قوم فذكروا عليا فشتموه فشتمه معهم فلما قاموا قال لي لم شتمت هذا الرجل قلت رأيت القوم يشتمونه فشتمته معهم فقال: ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قلت: بلى، قال: أتيت فاطمة صلوات الله عليها أسألها عن علي فقالت: " توجه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) " فجلست أنتظر حتى جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه علي وحسن وحسين أخذ كل واحد منهما بيده حتى دخل وأدنى عليا وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه أو قال: كساه ثم تلا هذه الآية: " * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * " قال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي "(3).
____________
(1) الطرائف: 30 عن الثعلبي.
(2) بحار الأنوار: 31 / 222 ح 30 عن الثعلبي.
(3) بحار الأنوار: 31 / 217 ح 24 عن الثعلبي.
الحديث الحادي والعشرون: الثعلبي قال: أخبرني أبو عبد الله حدثنا عبد الله بن أحمد بن يوسف بن مالك حدثنا محمد بن إبراهيم بن زياد حدثنا الحرث بن عبد الله الحارثي حدثنا قيس ابن الربيع عن الأعمش عن عباية بن ربيعي عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " قسم الله الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما فذلك قوله تعالى: * (وأصحاب اليمن ما أصحاب اليمين) *، فأنا من خير أصحاب اليمين ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرهما ثلثا فذلك قوله تعالى: * (وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة والسابقون السابقون) * فأنا من السابقين وأنا من خير السابقين، ثم جعل إلا ثلاث قبائل فجعلني من خيرها قبيلة، قذلك قوله تعالى * (شعوبا وقبائل) * فأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله ولا فخر ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني من خيرها بيتا فذلك قوله تعالى: * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * "(2).
الحديث الثاني والعشرون: الحميدي قال: الرابع والستون من المتفق عليه من الصحيحين عن البخاري ومسلم من مسند عائشة عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة عن عائشة قالت: خرج النبي (صلى الله عليه وآله) ذات غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخله معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: " * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * " أوليس لمصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة في مسند من الصحيحين غير هذا(3).
الحديث الثالث والعشرون: ومن الجمع بين الصحاح الستة من موطأ مالك بن أنس الأصبحي وصحيح مسلم والبخاري وسنن أبي داود السجستاني وصحيح الترمذي والنسخة الكبيرة من صحيح النسائي من جمع الشيخ أبي الحسن رزين بن معاوية العبداري السرقسطي الأندلسي
____________
(1) بحار الأنوار: 31 / 223 ح 30 عن الثعلبي.
(2) العمدة: 42 / 28 عن الثعلبي.
(3) الجمع بين الصحيحين: 4 / 224 ح 3435.
فقال: " إنك إلى خير إنك من أزواج رسول الله " قالت: وفي البيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة وحسن وحسين (عليهم السلام) فجللهم بكساء وقال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا "(1).
الحديث الرابع والعشرون: في سنن أبي داود وموطأ مالك عن أنس أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يمر بباب فاطمة إذ خرج إلى صلاة الفجر حين نزلت هذه الآية قريبا من ستة أشهر يقول: " الصلاة يا أهل البيت * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * "(2).
الحديث الخامس والعشرون: ومن الجزء الثالث من الكتاب - أعني جمع رزين - أيضا في باب مناقب الحسن والحسين (عليهما السلام) من صحيح أبي داود وهو السنن بالإسناد المقدم عن صفية بنت شيبة قالت: قالت عائشة: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي (عليه السلام) فأدخله ثم جاء الحسين فأدخله معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: " * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * "(3).
الحديث السادس والعشرون: مسلم بن الحجاج في صحيحه قال: حدثني زهير بن حرب حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثني أبو حيان حدثني بزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال: قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطيبا بماء يدعي خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: " أما بعد ألا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه - ثم قال -: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ".
فقال: حصين ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل
____________
(1) سنن أبي داود: 2 / 255 ح 4032 والعمدة: 44 / 31 عن الجمع.
(2) العمدة: 45 / 32 عن الجمع.
(3) العمدة: 45 / 33 عن الجمع.
الحديث السابع والعشرون: مسلم بن الحجاج أيضا في صحيحه قال: حدثنا يزيد بن الريان حدثنا حسان - يعني إبراهيم بن سعيد هو ابن مسروق - عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إني تارك فيكم الثقلين: أحدهما كتاب الله هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة " فقلنا: من أهل بيته نساؤه؟ قال: لا وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أهلها وقومها، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة من بعده(2).
الحديث الثامن والعشرون: موفق ابن أحمد صدر الأئمة عند المخالفين خطيب الخطباء في كتابه (فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)) قال: أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ أخبرنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصفهاني أخبرنا بكير بن أحمد بن سهل الصوفي بمكة حدثنا موسى ابن هارون قال: حدثنا إبراهيم بن حبيب حدثنا عبد الله بن سالم الملائي عن أبي الجحاف عن عطية عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) جاء إلى باب علي (عليه السلام) أربعين صباحا بعدما دخل على فاطمة فيقول: " السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته الصلاة يرحمكم الله * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * "(3).
الحديث التاسع والعشرون: موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة في كتابه هذا عن أبي سعيد الخدري أنه قال: لما نزل قوله: * (وأمر أهلك بالصلاة) *(4) وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأتي باب فاطمة وعلي (عليهم السلام) تسعة أشهر في كل صلاة فيقول: الصلاة يرحمكم الله * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) *(5).
الحديث الثلاثون: موفق بن أحمد هذا بالإسناد المتقدم عن أحمد بن الحسين عن البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسين القاضي وأبو عبد الرحمن السلمي قالوا:
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا الحسن بن مكرم حدثنا عثمان بن عمر حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن شريك بن أبي نمر عن عطا بن يسار عن أم سلمة - رضي الله
____________
(1) صحيح مسلم: 7 / 123.
(2) صحيح مسلم: 7 / 123.
(3) المناقب: 60 / 28.
(4) طه: 132.
(5) المناقب: 60 / 29.
فأرسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال: " هؤلاء أهلي " فقلت: يا رسول الله ما أنا من أهل البيت؟ فقال: " بلى إن شاء الله "(1).
الحديث الحادي والثلاثون: إبراهيم بن محمد أعيان علماء المخالفين في كتاب (فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين (عليهم السلام)) قال: حدثني الشيخ الإمام نجم الدين أبو عمر عثمان بن الموفق بقرائتي عليه بإسفراين أواخر جمادى الآخرة سنة خمس وستين وستمائة والمشايخ الأئمة فريد الدين داود بن محمد بن روزبهان أبو أحمد الشيرازي وكمال الدين محمد بن عمر بن المظفر أبو المكارم المروزي، وقدوة الحكماء محمد بن عثمان بن أبي بكر بن الحاحي الخورشاهي المتطيب الخوريدي إجازة بروايتهم عن والدي شيخ شيوخ الإسلام سلطان الأولياء والمحققين سعد الحق والدين محمد بن المؤيد بن أبي بكر الحمويني (رضي الله عنه) وأرضاه إجازة بروايته عن شيخه شيخ الإسلام نجم الحق والدين أبي الجناب أحمد بن عمر بن محمد بن عبد الله الصوفي الحموقي المعروف بكبرى إجازة إن لم يكن سماعا قال: أنبأنا محمد بن عمر بن علي الطوسي بقرائتي عليه بنيسابور، أنبأنا أبو العباس أحمد بن أبي الفضل السمعاني أنبأنا أبو سعيد محمد بن طلحة الجنابذي قال أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الأنصاري بدمشق نبأنا أبو عبد الله أحمد بن عطار الروذباري حدثني علي بن محمد بن عبيد حدثنا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي حدثنا يحيى بن معين حدثنا أبو عبيدة نبأنا طريف بن عيسى حدثني يوسف بن عبد الحميد قال: قال لي ثوبان مولى رسول الله: أجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحسن والحسين على فخذيه وفاطمة في حجره واعتنق عليا (عليه السلام) ثم قال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي "(2).
الحديث الثاني والثلاثون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال: أخبرنا الإمام المفتي جلال الدين أحمد بن محمد عبد الجبار البكراني الأبهري بقرائتي عليه بداره في السابع عشر من شوال سنة سبع وثمانين وستمائة قال: أخبرني الإمام والدي نجم الدين محمد بن محمد وأخبرني الإمام نجد الدين أبو الفضائل محمد بن عبد الله بن الحسن الخراطي الآملي مشافهة بمدينة آمل طبرستان سنة ست وستين وستمائة قال: أنبأنا والدي الإمام مظهر الدين أبو الفضائل عبد الله بن الحسن إجازة وأخبرني إمام الدين يحيى بن الحسين بن عبد الكريم الكرخي إجازة بهمدان في شهور سنة إحدى وسبعين وستمائة قالوا: أخبرنا الإمام رضي الدين أبو الخير أحمد بن الحسين الطالقاني
____________
(1) المناقب: 61 / 30.
(2) فرائد السمطين: 2 / 14 / ب 2 / ح 360.
الحديث الثالث والثلاثون: إبراهيم بن محمد الحمويني هذا أخبرني الإمامان ابن عمي الشيخ الزاهد نظام الدين محمد بن علي بن المؤيد الحمويني والقاضي نصير الدين محمد بن علي البناكتي ثم الإسفرائيني إجازة بروايتهما عن والدي شيخ الإسلام سلطان الأولياء والمحققين سعد الحق والدين محمد بن المؤيد الحمويني (رضي الله عنه) قال: البناكتي قراءة عليه بإسفراين قال: أنبأنا شيخ الشيوخ تاج الدين عبد السلام بمدينة رها قال أنبأنا أبي شيخ الشيوخ عماد الدين عمر بن شيخ الإسلام نجم الدين أبي الحسن بن محمد بن حمويه قال أنبأنا الإمام الأجل قطب الدين مسعود بن محمد النيسابوري قال: أنبأنا الشيخ عبد الجبار بن محمد الخواري قال: أنبأنا الإمام الحافظ شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي قال: أنبأنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة قال: نبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم قال: نبأنا إبراهيم بن إسحاق الزهري قال: نبأنا جعفر يعني ابن عون ويعلى عن أبي حيان التيمي عن يزيد بن حيان قال: سمعت زيد بن أرقم قال: قام فينا ذات يوم رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول الله فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فاستمسكوا بكتاب الله وخذوا به فحث على كتاب الله عز وجل ورغب فيه ثم قال:
وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ثلاث مرات " فقال له حصين: يا زيد من أهل بيته أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: بلى إن نسائه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال: ومن
____________
(1) فرائد السمطين: 2 / 18 / ب 3 / ح 362.
قال: الشيخ أحمد البيهقي قلت قد بين زيد بن أرقم أن نسائه من أهل بيته واسم أهل البيت للنساء تحقيق وهو متناول الآل واسم لآل لكل من حرم الصدقة من أولاد هاشم وأولاد المطلب لقول النبي (صلى الله عليه وآله) " إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد " وإعطاؤه الخمس الذي عوضهم من الصدقة بني هاشم وبني عبد المطلب وقد يسمي أزواجه آلا بمعنى التشبيه فأراد تخصيص الآل من أهل البيت بالذكر ولفظ النبي (صلى الله عليه وآله) في الوصية بهم عامة يتناول الآل والأزواج وقد أمرنا بالصلاة على جميعهم(1).
الحديث الرابع والثلاثون: الحمويني هذا: قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله الحافظ، أنبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر الحافظ، نبأنا محمد بن يحيى بن منده نبأنا حميد بن سعد، نبأنا حيان الكرماني عن سعيد بن مسروق عن يزيد بن حيان قال: دخلنا على زيد بن أرقم فقال: خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: إني تارك فيكم الثقلين: أحدهما كتاب الله عز وجل من معه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة ثم أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي " ثلاث مرات قلنا: من أهل بيته نساؤه؟ قال: لا، أهل بيته عصبته الذين حرموا الصدقة بعده آل علي وآل العباس وآل جعفر وآل عقيل(2).
الحديث الخامس والثلاثون: الحمويني هذا بأسانيد إلى الحافظ أبي بكر البيهقي قال: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال: أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسين بن جعفر بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صاحب كتاب النسب ببغداد قال: أنبأنا إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي (عليهم السلام) قال: حدثني علي بن جعفر بن محمد بن علي (عليهم السلام) قال: حدثني الحسين بن زيد بن علي عن عمه عمر بن علي ابن الحسين عن أبيه (عليهم السلام) قال: خطب الحسن بن علي (عليهما السلام) حين قتل علي (عليه السلام) فقال: " لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون وما ترك على ظهر الأرض صفرا ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله ثم قال " ألا يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا ابن النبي، وأنا ابن البشير، وأنا ابن النذير وأنا ابن الداعي إلى الله بإذنه والسراج المنير، وأنا من أهل البيت الذي كان جبرائيل (عليه السلام) ينزل فينا ويصعد من عندنا، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وأنا من أهل البيت
____________
(1) فرائد السمطين: 2 / 233 / ب 46 / ح 513.
(2) فرائد السمطين: 2 / 250 / ب 48 / ح 520.
الحديث السادس والثلاثون: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة وهو من أعيان علماء المعتزلة قال: قد بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) عترته من هي لما قال: " أنا تارك فيكم الثقلين " فقال: " وعترتي أهل بيتي " وبين في مقام آخر من أهل بيته حين طرح عليهم الكساء وقال حين نزل * (إنما يريد الله) *: " اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس " ثم قال ابن أبي الحديد: فإن قلت فمن هي العترة التي عناها أمير المؤمنين بهذا الكلام؟ قلت: نفسه وولديه.
والأصل في الحقيقة نفسه لأن ولديه تابعان له ونسبتهما إليه مع وجوده كنسبة الكواكب المضيئة مع طلوع الشمس المشرقة، وقد نبه النبي (صلى الله عليه وآله) على ذلك بقوله: " وأبوكما خير منكما "
قوله: " وهم أزمة الحق " جمع زمام كأنه جعل الحق دائرا معهم حيث ما داروا ذاهبا معهم حيث ذهبوا كما أن الناقة طوع زمامها وقد نبه الرسول (صلى الله عليه وآله) على صدق هذه القضية بقوله: " وأدر الحق معه حيث دار " قوله: " وألسنة الصدق من الألفاظ الشريفة القرآنية قال الله تعالى: * (واجعل لي لسان صدق في الآخرين) * " لما كان لا يصدر عنهم حكم ولا قول إلا وهو موافق للحق والصواب جعلهم الله كأنهم ألسنة الصدق لا يصدر عنها قول كاذب أصلا، بل هي كالمطبوعة على الصدق قوله:
" فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن " تحته سر عظيم وذاك أنه أمر المكلفين بأن يجروا العترة في إجلالها وإعظامها والانقياد لها والطاعة لأوامرها مجرى القرآن ثم قال ابن أبي الحديد: فإن قلت:
فهذا القول منه (صلى الله عليه وآله) يشعر بأن العترة معصومة فما قول أصحابكم في ذلك قلت: نص أبو محمد بن مويه (قدس سره) في كتاب (الكفاية) على أن عليا (عليه السلام) معصوم، وأن لم يكن واجبا العصمة ولا العصمة شرط في الإمامة لكن أدلة النصوص قد دلت على عصمته والقطع على باطنه ومغيبه وإن ذلك أمر اختص هو (عليه السلام) به دون غيره من الصحابة والفرق ظاهر بين قولنا: زيد معصوم وبين قولنا: زيد واجب العصمة لأنه إمام ومن شرط الإمام أن يكوم معصوما، فالاعتبار الأول مذهبنا والاعتبار الثاني مذهب الإمامية(2).
الحديث السابع والثلاثون: المالكي في كتاب الفصول المهمة عن الواحدي في كتابه المسمى ب (أسباب النزول) يرفعه بسنده إلى أم سلمة - رضي الله عنها - أنها قالت: كان النبي في بيتها يوما
____________
(1) فرائد السمطين: 2 / 120 / ب 26 / ح 421.
(2) شرح نهج البلاغة: 6 / 375.
وأنا في الحجرة قريبا منهم فأخذ النبي (صلى الله عليه وآله) الكساء فغشاهم به ثم قال: " اللهم أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " قالت: فأدخلت رأسي [ في ] البيت وقلت: وأنا معكم يا رسول الله؟ قال: " إنك إلى خير " فأنزل الله * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) *(2).
الحديث الثامن والثلاثون: المالكي أيضا قال: ذكر الترمذي في جامعه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان وقت نزول هذه الآية إلى قرب ستة أشهر إذا خرج إلى الصلاة يمر بباب فاطمة ثم يقول: " * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * "(3).
الحديث التاسع والثلاثون: أبو المؤيد موفق بن أحمد العامي المتقدم في كتاب (فضائل علي) (عليه السلام) قال: أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني إجازة أخبرني محمد بن الحسين بن علي البزاز أخبرني أبو منصور محمد بن علي بن عبد العزيز أخبرني هلال بن محمد بن جعفر حدثنا أبو بكر محمد بن عمرو الحافظ حدثني أبو الحسن علي بن موسى الجزاز من كتابه حدثني الحسن بن علي الهاشمي حدثني إسماعيل بن أبان حدثني أبو مريم عن ثوير بن أبي فاختة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال أبي دفع النبي (صلى الله عليه وآله) الراية يوم خيبر إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) ففتح الله تعالى على يده وأوفقه يوم غدير خم فأعلم الناس أنه مولى كل مؤمن ومؤمنة وقال: له: " أنت مني وأنا منك " وقال له: " تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل "، وقال له: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " وقال له " أنا سلم لمن سالمت وحرب لمن حاربت "، وقال له " أنت العروة الوثقى "، وقال له: " أنت تبين لهم ما اشتبه عليهم من بعدي "، وقال له: " أنت إمام كل مؤمن ومؤمنة وولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي "، وقال له: " أنت الذي أنزل الله فيك * (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر) *(4) "، وقال له: " أنت الآخذ بسنتي والذاب عن ملتي "، وقال له: " أنا أول من تنشق الأرض عنه وأنت معي "، وقال له: " أنا عند الحوض وأنت
____________
(1) العصيدة: دقيق يلت بالسمن ويطبخ.
(2) أسباب النزول للواحدي: 267 ط. مصر، والفصول المهمة: 24 - 152.
(3) الفصول المهمة: 152 - 524، وسنن الترمذي: 5 / 31 ح 3259.
(4) التوبة: 3.
وقال له: " إن الله تعالى أوحى إلي أن أقوم بفضلك فقمت به في الناس وبلغتهم ما أمرني الله بتبليغه "
وقال له: " اتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلا بعد موتي أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون " ثم بكى (صلى الله عليه وآله) فقيل له: ممن بكاؤك يا رسول الله؟
قال: " أخبرني جبرائيل (عليه السلام) أنهم يظلمونه ويمنعونه حقه ويقاتلونه ويقتلون ولده ويظلمونهم بعده وأخبرني جبرائيل (عليه السلام) عن الله عز وجل أن ذلك الظلم يزول إذا قام قائمهم وعلت كلمتهم واجتمعت الأمة على محبتهم وكان الشاني لهم قليلا والكاره لهم ذليلا وكثر المادح لهم، وذلك حين تغير البلاد وتضعف العباد واليأس من الفرج فعند ذلك يظهر القائم فيهم " قال لنبي (صلى الله عليه وآله) " اسمه كاسمي واسم أبيه كاسم أبي هو من ولد ابنتي يظهر الله الحق بهم، ويخمد الباطل بأسيافهم ويتبعهم الناس راغبا إليهم وخائف منهم " قال: وسكن البكاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال: " معاشر الناس أبشروا بالفرج فإن وعد الله لا يخلف وقضاؤه لا يرد وهو الحكيم الخبير، وإن فتح الله قريب، اللهم إنهم أهلي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، اللهم اكلأهم وارعهم وكن لهم وانصرهم وأعزهم ولا تذلهم واخلفني فيهم إنك على ما تشاء قدير "(1).
الحديث الأربعون: موفق بن أحمد هذا قال: أخبرني سيد الحفاظ شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان أخبرني أبو علي قال: أخبرني أبو نعيم أخبرني علي بن أحمد المصيصي حدثنا أحمد بن خليد الحلبي أخبرني أبي توبة الربيع بن نافع حدثني يزيد بن ربيعة عن يزيد بن أبي مالك عن أبي الأزهر عن واثلة بن الأسقع قال: لما جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) تحت ثوبه قال: " اللهم قد جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك على إبراهيم وآل إبراهيم، اللهم إنهم مني وأنا منهم فاجعل صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك علي وعليهم " قال واثلة: كنت واقفا بالباب فقلت وعلي يا رسول الله بأبي أنت وأمي قال: " اللهم وعلى واثلة "(2).
الحديث والحادي والأربعون: ومن كتاب (المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة)(3) حدث عبد الكريم بن روح عن عباد بن صهيب عن سعد بن أويس بن يحيى عن شريك بن عبد الله قال:
رأيت أمير المؤمنين (عليه السلام) ذات يوم وهو قائم وأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) جلوس وهو يقول لهم:
____________
(1) المناقب: 61 / 31.
(2) المناقب: 63 / ح 32.
(3) للسيد الرضي ينقل عنه في مدينة المعاجز كثيرا.
" فأنشدكم الله أفيكم أحد له ولد يشبه ولدي الحسن والحسين سيد شباب أهل الجنة؟ " فقالوا: لا، فقال: " أنشدكم الله أفيكم أحد أقرب من محمد رسول الله غيري؟ " قالوا: لا قال: " فأنشدكم الله هل فيكم أحد غسله غيري؟ " قالوا: لا، قال: " فأنشدكم الله هل فيكم أحد غمض عيني رسول الله (صلى الله عليه وآله) غيري؟ " قالوا: لا، قال: " فأنشدكم الله فيكم أحد فدى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بنفسه ونام على فراشه وبذل مهجته دونه غيري؟ " قالوا: لا، قال: " فأنشدكم الله أفيكم أحد كان إذا قاتل كان جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن شماله غيري؟ " قالوا: لا، قال: " فأنشدكم الله هل فيكم أحد أمر الله بمودته حيث قال:
* (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * غيري؟ " قالوا: لا.
قال: " فأنشدكم ألا هل فيكم من طهره الله تعالى في كتابه حيث قال: * (إنما يرد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * غيري وأهل بيتي؟ " قالوا: لا، قال: " فأنشدكم الله هل فيكم أحد أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيده يوم غدير خم وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه غيري؟ " قالوا: لا، قال: " فأنشدكم الله هل فيكم أحد كان يأخذ ثلاثة أسهم: سهم القرابة وسهم الخاصة وسهم الهجرة غيري؟ "
قالوا: لا.
قال: " فأنشدكم الله هل فيكم من أمر الله رسوله (صلى الله عليه وآله) فتح بابه حيث سدت الأبواب غيري، حتى قام عمي وقال: يا رسول الله أمرت بسد أبوابنا وفتحت باب علي؟ فقال: والله ما أسكنت عليا بل الله أسكنه وأخرجكم "
فقالوا: صدقت، فقال: " اللهم اشهد وكفى بالله شهيدا "(1).
____________
(1) لم نجده في المصادر، نعم في البحار ما يقرب منه: 31 / 362 ح 17، والروضة في المعجزات: 137.