الصفحة 293

الباب الرابع والعشرون

في قوله تعالى * (ولسوف يعطيك ربك فترضى) *

من طريق الخاصة وفيه حديث واحد


محمد بن العباس عن أحمد بن محمد النوفلي عن أحمد بن محمد الكاتب عن عيسى بن مهران بإسناده إلى زيد بن علي (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (ولسوف يعطيك ربك فترضى) * قال: إن رضا رسول الله (صلى الله عليه وآله) إدخال أهل بيته وشيعتهم الجنة، وكيف لا، وإنما خلقت الجنة لهم(1) والنار لأعدائهم، فعلى أعدائهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين(2).

____________

(1) ويؤيده ما روي في ذلك:


لولاك ما خلقت الأفلاك


عن سليمان بن عساكر في حديث قدسي: " لقد خلقت الدنيا وأهلها لأعرفهم كرامتك ومنزلتك عندي، ولولاك ما خلقت الدنيا " (لوامع أنوار الكوكب الدري: 1 / 15).

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث: " أنا وأنت من شجرة واحدة ولولانا لم يخلق الله الجنة ولا النار ولا الأنبياء ولا الملائكة " (بحار الأنوار: 26 / 349 ح 23، والهداية الكبرى: 101).

* أقول: أحاديث " لولاك ما خلقت الأفلاك - فلولا محمد (صلى الله عليه وآله) ما خلقت آدم ولا الجنة ولا النار " ونحوهما، مروي عند الخاصة والعامة بطرق متكثرة (الخصائص الكبرى: 1 / 7 باب خصوصيته بكتب اسمه على العرش، وإلزام الناصب: 1 / 40 الثمرة الخامسة، وعيون أخبار الرضا: 1 / 205 باب 26 ح 22، ولوامع أنوار الكوكب الدري: 1 / 15، والفتاوى الحديثية: 134، ومناقب الخوارزمي: 318، ومقتل الخوازمي: 1 / 15، والفردوس بمأثور الخطاب: 1 / 77 ح 8031، وجامع الأحاديث: 1 / 77 ح 369، وكنز العمال: 11 / 431 ح 32025، وقصص الأنبياء: 25، والمستدرك: 2 / 615، وإرشاد القلوب: 2 / 414، والأنوار النعمانية: 1 / 243، وإثبات الوصية:

77).


لولاكم ما استدارت الأكرولا استنارت شمس ولا قمر
ولا تدلى غصن ولا ثمرولا تندى ورق ولا خضر

ولا سرى بارق ولا مطر (مشارق أنوار اليقين: 246 - 247).

(2) بحار الأنوار: 16 / 142 ح 10.


الصفحة 294

الباب الخامس والعشرون

في قوله تعالى * (فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة
فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة) *(1)

من طريق العامة وفيه حديث واحد


محمد بن الصباح الزعفراني عن المزني عن الشافعي عن مالك بن حميد عن أنس قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قوله تعالى: * (فلا اقتحم العقبة) *: " إن فوق الصراط عقبة كؤودا طولها ثلاثة آلاف عام ألف عام هبوط وألف عام شوك وحسك وعقارب وحيات وألف عام صعود أنا أول من يقطع تلك العقبة وثاني من يقطع تلك العقبة علي بن أبي طالب " وقال بعد كلام " لا يقطعها في غير مشقة إلا محمد وأهل بيته " الخبر(2).

الباب السادس والعشرون

في قوله تعالى * (فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة) *

من طريق الخاصة وفيه أحد عشر حديثا


الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن يونس قال: أخبرني من رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة) * يعني بقوله * (فك رقبة) * " ولاية أمير المؤمنين فإن ذلك فك رقبة "(3).

الحديث الثاني: ابن يعقوب عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك * (فلا اقتحم العقبة) * قال: " من أكرمه الله بولايتنا فقد جاز العقبة، ونحن تلك العقبة التي من اقتحمها نجا " قال: فسكت فقال لي:

" هل أفيدك حرفا خير لك من الدنيا وما فيها؟ " قلت: بلى جعلت فداك قال: قوله: * (فك رقبة) * ثم

____________

(1) البلد: 11 - 14.

(2) مناقب آل أبي طالب: 2 / 6.

(3) الكافي: 1 / 422 ح 49.


الصفحة 295
قال: " الناس كلهم عبيد النار غيرك وأصحابك فإن الله فك رقابهم من النار بولايتنا أهل البيت "(1).

الحديث الثالث: ابن بابويه في كتاب (بشارات الشيعة) عن أبيه قال: حدثني سعد بن عبد الله قال: حدثني عباد بن سليمان عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: جعلت فداك * (فلا اقتحم العقبة) * وذكر الحديث السابق بعنيه(2).

الحديث الرابع: علي بن إبراهيم في تفسيره قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا عبد الله ابن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله:

* (فك رقبة) * قال: " بنا تفك الرقاب وبمعرفتنا، ونحن المطعمون في يوم الجوع وهو المسغبة "(3).

الحديث الخامس: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره عن الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس بن يعقوب عن يونس بن زهير عن أبان قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن هذه الآية * (فلا اقتحم العقبة) * قال: " يا أبان هل بلغك من أحد فيها شئ؟ " فقلت لا فقال: " نحن العقبة فلا يصعد إلينا إلا من كان منا " ثم قال: " يا أبان ألا أزيدك فيها حرفا خيرا لك من الدنيا وما فيها "؟ قلت: بلى قال: " فك رقبة الناس مماليك النار كلهم غيرك وغير أصحابك ففكهم الله منها "

قلت: بما فكنا منها؟ قال: " بولايتكم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) "(4).

الحديث السادس: محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن محمد بن عمر عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: * (فك رقبة) * قال: " الناس كلهم عبيد النار إلا من دخل في طاعتنا وولايتنا فقد فك رقبته من النار والعقبة ولايتنا "(5).

الحديث السابع: محمد بن العباس قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد الطبري بإسناده عن محمد بن فضيل عن أبان بن تغلب قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: * (فلا اقتحم العقبة) * فضرب بيده على صدره وقال: " نحن العقبة التي من اقتحمها نجا " ثم سكت ثم قال: " ألا أفيدك كلمة خير لك من الدنيا وما فيها " وذكر الحديث الذي تقدم(6).

الحديث الثامن: محمد بن العباس عن محمد بن القاسم عن عبيد بن كثير عن إبراهيم بن

____________

(1) الكافي: 1 / 430 ح 88.

(2) فضائل الشيعة للصدوق: 25 / ح 19.

(3) تفسير القمي: 2 / 423.

(4) بحار الأنوار: 24 / 281 ح 2.

(5) بحار الأنوار: 24 / 281 ح 3.

(6) بحار الأنوار: 24 / 281 ح 4.


الصفحة 296
إسحاق عن محمد بن فضيل عن أبان بن تغلب عن الإمام جعفر بن محمد (عليه السلام) في قوله عز وجل: * (فلا اقتحم العقبة) * قال: " نحن العقبة ومن اقتحمها نجا وبنا فك الله رقابكم من النار "(1).

الحديث التاسع: روي عن الباقر (عليه السلام) أنه قال: " نحن العقبة التي من اقتحمها نجا ثم سكت ثم قال لي ألا أزيدك كلمة هي خير لك من الدنيا وما فيها قوله تعالى فك رقبة الناس كلهم عبيد النار ما خلا نحن وشيعتنا فك الله رقابهم من النار "(2).

الحديث العاشر: علي بن إبراهيم في تفسيره قال: قوله: * (فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة) * قال: قال: " العقبة الأئمة من صعدها فك رقبته من النار " قال: " لا يقيه من التراب شئ "(3).

الحديث الحادي عشر: علي بن إبراهيم قال: خبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن إسماعيل بن عباد عن الحسين بن أبي يعقوب عن بعض أصحابه عن أبي جعفر (عليه السلام): " * (أيحسب أن لن يقدر عليه أحد) * يعني يقتل في قتله بنت النبي (صلى الله عليه وآله) * (يقول أهلكت مالا لبدا) * يعني الذي جهز به النبي (صلى الله عليه وآله) في جيش العسرة * (أيحسب أن لم يره أحد) * قال:

فساد كان في نفسه * (ألم نجعل له عينين) * يعني رسول الله * (ولسانا) * يعني أمير المؤمنين * (وشفتين) * يعني الحسن والحسين * (وهديناه النجدين) * إلى ولايتهما * (فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة) * يقول: ما أعلمك وكل شئ في القرآن وما أدراك فهو ما أعلمك * (ويتيما ذا مقربة) * يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله) والمقربة قرباه * (أو مسكينا ذا متربة) * يعني أمير المؤمنين متربا بالعلم "(4).

____________

(1) بحار الأنوار: 24 / 282 ح 5.

(2) بحار الأنوار: 24 / 281 ح 4.

(3) تفسير القمي: 2 / 423.

(4) تفسير القمي: 2 / 423.


الصفحة 297

الباب السابع والعشرون

في قوله تعالى * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) *(1)

من طريق العامة وفيه أحد عشر حديثا


الحديث الأول: ابن شهرآشوب من طريق المخالفين عن أبي بكر الهذلي عن الشعبي أن رجلا أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله علمني شيئا ينفعني الله به قال: " عليك بالمعروف فإنه ينفعك في عاجل دنياك وآخرتك " إذا قبل علي (عليه السلام) فقال: يا رسول الله فاطمة تدعوك قال: " نعم "

فقال الرجل من هذا يا رسول الله قال: " هذا من الذين أنزل الله فيهم * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) * "(2).

الحديث الثاني: ابن شهرآشوب أيضا عن ابن عباس وأبي برزة وابن شراحيل والباقر (عليه السلام) قال:

" قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي مبتدئا: * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) * أنت وشيعتك وميعادي وميعادكم الحوض إذا حشر الناس جئت أنت وشيعتك غرا محجلين "(3).

الحديث الثالث: إبراهيم الإصفهاني فيما نزل في القرآن في علي (عليه السلام) بالإسناد عن شريك بن عبد الله عن أبي إسحاق عن الحارث قال علي (عليه السلام): نحن أهل بيت لا نقاس بالناس " فقام رجل فأتى ابن عباس فأخبره بذلك فقال: صدق علي، أوليس النبي لا يقاس بالناس، وقد نزل في علي (عليه السلام): * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) *(4).

الحديث الرابع: أبو بكر الشيرازي في كتاب (نزول القرآن في شأن أمير المؤمنين (عليه السلام)) في حديث مالك بن أنس عن حميد عن أنس بن مالك قال: * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات) * نزلت في علي صدق أول الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله) * (وعملوا الصالحات) * تمسكوا بأداء الفرائض * (أولئك هم خير البرية) * يعني عليا أفضل الخليقة بعد النبي إلى آخر السورة(5).

الحديث الخامس: الأعمش عن عطية عن الخدري وروى الخطيب الخوارزمي عن جابر أنه لما

____________

(1) البينة: 7.

(2) مناقب آل أبي طالب: 2 / 266.

(3) مناقب آل أبي طالب: 2 / 266.

(4) مناقب آل أبي طالب: 2 / 267.

(5) مناقب آل أبي طالب: 2 / 267.


الصفحة 298
نزلت هذه الآية قال النبي (صلى الله عليه وآله): " علي خير البرية " وفي رواية جابر كان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا أقبل علي قالوا: جاء خير البرية(1).

الحديث السادس: أبو المؤيد موفق بن أحمد في كتاب (المناقب) قال: أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهر دار بن شيرويه بن شهر دار الديلي فيما كتب لي من همدان حدثنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني إجازة عن الشريف أبي طالب الفضل بن محمد بن طاهر الجعفري (رضي الله عنه) بداره بأصبهان في سكة الخوز، أخبرنا الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى ابن مردويه بن فورك الإصبهاني حدثنا أحمد بن محمد بن السري أخبرنا المنذر بن محمد بن المنذر حدثني أبي حدثني عمي الحسين بن سعيد عن أبيه عن إسماعيل بن زياد البزاز عن إبراهيم ابن مهاجر حدثنا يزيد بن شراحيل الأنصاري كاتب علي قال: سمعت عليا - كرم الله وجهه - يقول:

" حدثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا مسنده إلى صدري فقال أي علي ألم تسمع قول الله تعالى: * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) * أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا جثت الأمم للحساب تدعون غرا محجلين "(2).

الحديث السابع: الحبري يرفعه إلى ابن عباس قال: * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) * في علي (عليه السلام) وشيعته(3).

الحديث الثامن: في (كتاب شواهد التنزيل) للحاكم أبي إسحاق الحسكاني قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ بالإسناد المرفوع إلى يزيد بن شرحيل الأنصاري كاتب علي قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: " قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا مسنده إلى صدري فقال: يا علي ألم تسمع قول الله * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) * هم شيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا اجتمع الأمم للحساب تدعون غرا محجلين ".(4)

الحديث التاسع: مقاتل ابن سليمان عن الضحاك عن ابن عباس في قوله: * (هم خير البرية) * قال: نزلت في علي وأهل بيته(5).

الحديث العاشر: صاحب كتاب (الأربعين) وهو الثامن والعشرون من أحاديث الأربعين قال:

أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن الحسن الصفار بقرائتي عليه قال: أخبرنا أبو عمر بن مهدي قال

____________

(1) مناقب آل أبي طالب: 2 / 267.

(2) المناقب: 265 / ح 247.

(3) تفسير فرات عنه: 583، والدر المنثور: 6 / 79، وشواهد التنزيل: 2 / 466 ح 1136.

(4) شواهد التنزيل: 2 / 459 ح 1125.

(5) شواهد التنزيل: 2 / 473 ح 1146.


الصفحة 299
أخبرنا أبو العباس بن عقبة قال: حدثنا محمد بن أحمد القطوني قال: حدثنا إبراهيم بن جعفر بن عبد الله بن محمد بن مسلم عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال: كنا عند النبي (صلى الله عليه وآله) فأقبل علي ابن أبي طالب (عليه السلام) فقال النبي: " قد أتاكم أخي " ثم التفت إلى الكعبة فضربها(1) بيده ثم قال: " والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة " ثم قال: " إنه أولكم إيمانا معي وأوفاكم بعهد الله وأقومكم بأمر الله وأعدلكم في الرعية وأقسمكم بالسوية وأعظمكم عند الله مزية " قال: فنزلت * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) * قال فكان أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) إذا أقبل علي (عليه السلام) قالوا: قد جاء خير البرية(2).

الحديث الحادي عشر: أبو نعيم الأصفهاني يرفعه إلى تميم بن جذلم عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال:

لما نزلت هذه الآية قال النبي (صلى الله عليه وآله): " هم أنت وشيعتك، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ويأتي عدوكم غضابا مقمحين(3) "(4).

____________

(1) في الينابيع: فمسها.

(2) تاريخ دمشق: 42 / 371 ط. دار الفكر.

(3) الإقماح: رفع الرأس وغض البصر.

(4) المعجم الأوسط: 4 / 187، وكنز العمال: 13 / 156 ح 36483.


الصفحة 300

الباب الثامن والعشرون

في قوله تعالى * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) *

من طريق الخاصة وفيه سبعة أحاديث


الحديث الأول: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره عن أحمد بن الهيثم عن الحسن ابن عبد الواحد عن الحسن بن الحسين عن يحيى بن مساور عن إسماعيل بن زياد عن إبراهيم بن مهاجر عن يزيد بن شراحيل كاتب علي (عليه السلام) قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: " حدثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا مسنده إلى صدري وعائشة عن أذني فأصغت عائشة لتسمع ما يقول فقال: يا أخي ألم تسمع قول الله عز وجل: * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) * أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا جثت الأمم تدعون غرا محجلين شباعا مرويين "(1).

الحديث الثاني: محمد بن العباس عن أحمد بن هودة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن عمرو بن شمر عن أبي مخنف عن يعقوب بن يزيد ثم أنه وجد في كتب أبيه أن عليا (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) * ثم التفت إلي وقال: هم أنت يا علي وشيعتك وميعادك وميعادهم الحوض تأتون غرا محجلين متوجين " قال يعقوب: فحدثت بهذا الحديث أبا جعفر (عليه السلام) فقال: " هكذا هذا هو عندنا في كتاب علي (عليه السلام) "(2).

الحديث الثالث: محمد بن العباس عن أحمد بن محمد الوراق عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن بن أبي عبد الله عن مصعب بن سالم عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) عن جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة (عليها السلام): " يا بنية بأبي أنت وأمي أرسلي إلى بعلك فأدعيه لي " فقالت فاطمة للحسن (عليه السلام): " انطلق إلى أبيك فقل له: إن جدي يدعوك " فانطلق إليه الحسن فدعاه فأقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) حتى دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفاطمة عنده وهي تقول: " واكرباه لكربك يا أبتاه " فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) " لا كرب على أبيك بعد هذا اليوم يا فاطمة إن النبي لا يشق عليه الجيب ولا يخمش عليه الوجه ولا يدعى عليه بالويل ولكن

____________

(1) بحار الأنوار: 23 / 389 ح 99.

(2) بحار الأنوار: 23 / 390 ح 100.


الصفحة 301
قولي كما قال أبوك على إبراهيم: تدمع العين وقد يوجع القلب ولا نقول ما يسخط الرب وإنا عليك يا إبراهيم لمحزونون ولو عاش إبراهيم لكان نبيا - ثم قال -: يا علي ادن مني فدنا منه فقال أدخل أذنك في فمي " ففعل فقال: " يا أخي ألم تسمع قول الله عز وجل في كتابه: * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) * قال: " بلى يا رسول الله " قال: " هم أنت وشيعتك تجيئون غرا محجلين شباعا مرويين ألم تسمع قول الله عز وجل في كتابه: * (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية) * قال: " بلى يا رسول الله ".

قال: " هم أعداؤك وشيعتهم يجيؤون يوم القيامة مسودة وجوههم ظماء مظمئين أشقياء معذبين كفارا منافقين ذلك لك ولشيعتك وهذا لعدوك وشيعتهم "(1).

الحديث الرابع: محمد بن العباس عن جعفر بن محمد الحسيني ومحمد بن أحمد الكاتب قال:

حدثنا محمد بن علي بن خلف عن أحمد بن عبد الله عن معاوية بن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع أن عليا (عليه السلام) قال لأهل الشورى: " أنشدكم بالله هل تعلمون يوم أتيتكم وأنتم جلوس مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: هذا أخي قد أتاكم ثم التفت إلى الكعبة وقال: ورب الكعبة المبنية إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ثم أقبل عليكم وقال أما إنه أولهم إيمانا، وأقومكم بأمر الله وأوفاكم بعهد الله وأقضاكم بحكم الله وأعدلكم في الرعية وأقسمكم بالسوية وأعظمكم عند الله مزية فأنزل الله سبحانه * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) * فكبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكبرتم وهنأتموني بأجمعكم فهل تعلمون أن ذلك كذلك "؟ قالوا: اللهم نعم(2).

الحديث الخامس: الشيخ الطوسي في أماليه قال: قرأ علي أبي القاسم بن شبل بن أسد الوكيل وأنا أسمع في منزله ببغداد في الربض بباب المحول في صفر سنة عشر وأربعمائة حدثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شداد البادرائي أبو منصور ببادرايا في شهر ربيع الآخر من سبع وأربعين وثلاثمائة قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري في منزله بفارسفان من رستاق الأسفيدهان من كورة نهاوند في شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومائتين قال: حدثنا عبد الله ابن حماد الأنصاري عن عمرو بن شمر عن يعقوب بن ميثم الثمار مولى علي بن الحسين قال:

دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) فقلت له: جعلت فداك يا بن رسول الله إني وجدت في كتب أبي أن عليا قال: لأبي ميثم: " أحبب حبيب آل محمد وإن كان فاسقا زانيا، وأبغض مبغض آل محمد وإن كان

____________

(1) بحار الأنوار: 24 / 263 - 264 ح 22.

(2) بحار الأنوار: 31 / 346 ح 21.


الصفحة 302
صواما قواما فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقول * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) * ثم التفت إلي وقال: " هم والله أنت وشيعتك يا علي وميعادهم الحوض غدا غرا محجلين متوجين " فقال أبو جعفر: " هكذا هو عيانا في كتاب علي "(1).

الحديث السادس: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن سعيد بن عقدة قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن القطواني قال: حدثنا إبراهيم بن أنس الأنصاري قال: حدثني إبراهيم بن جعفر بن عبد الله ابن محمد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال: كنا عند النبي (صلى الله عليه وآله) فأقبل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " قد أتاكم أخي ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده " ثم قال: " والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة " ثم قال: " إنه أولكم إيمانا معي وأوفاكم بعهد الله وأقومكم بأمر الله وأعدلكم في الرعية وأقسمكم بالسوية وأعظمكم عند الله مزية قال: فنزلت * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) * قال: فكان أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) إذا أقبل علي (صلى الله عليه وآله) قالوا: قد جاء خير البرية(2).

الحديث السابع: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن عبدون المعروف ب (ابن الحاشر) قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي قال: أخبرنا علي بن الحسن بن فضال قال: أخبرنا العباس بن عامر قال: حدثنا أحمد بن رزق عن يحيى بن العلا الرازي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دخل علي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو في بيت أم سلمة فلما رآه قال: " كيف أنت يا علي إذا جمعت الأمم ووضعت الموازين وبرز لعرض خلقه ودعى الناس إلى ما لا بد منه؟ قال فدمعت عين أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ما يبكيك يا علي؟ تدعى والله أنت وشيعتك غرا محجلين رواء مرويين مبيضة وجوههم ويدعى بعدوك مسودة وجوههم أشقياء معذبين أما سمعت إلى قول الله: * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) * أنت وشيعتك * (والذين كفروا بآياتنا أولئك هم شر البرية) * عدوك يا علي "(3).

____________

(1) أمالي الطوسي: 495 / مجلس 14 / ح 57.

(2) أمالي الطوسي: 251 / مجلس 9 / ح 40.

(3) أمالي الطوسي: 671 / مجلس 36 / ح 21.


الصفحة 303

الباب التاسع والعشرون

في قوله تعالى * (لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون) *

من طريق العامة وفيه حديث واحد


أبو المؤيد موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة قال: أنبأني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار ابن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلى من همدان قال: أخبرنا عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني من كتابه حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد البزاز ببغداد حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون بن محمد الضبي حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ أن محمد بن أحمد القطواني حدثهم قال: حدثنا إبراهيم بن أنس الأنصاري حدثنا إبراهيم بن جعفر ابن عبد الله بن محمد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر قال: كنا عند النبي (صلى الله عليه وآله) فأقبل علي أبي طالب (رضي الله عنه) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فقد أتاكم أخي، ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثم قال: " والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ".


الصفحة 304

الباب الثلاثون

في قوله تعالى * (لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون) *(1)

من طريق الخاصة وفيه خمسة أحاديث


الحديث الأول: ابن بابويه قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عيسى المجاور في مسجد الكوفة قال: حدثنا إسماعيل بن علي بن رزين بن أخي دعبل بن علي الخزاعي عن أبيه قال: حدثنا الإمام أبو الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) قال: حدثني أبي عن آبائه عن علي بن أبي طالب قال: " إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) تلا هذه الآية * (لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون) * فقال (صلى الله عليه وآله) أصحاب الجنة من أطاعني وسلم لعلي بن أبي طالب بعدي وأقر بولايته وأصحاب النار من سخط الولاية ونقض العهد وقاتله بعدي "(2).

الحديث الثاني: الشيخ الطوسي في أماليه بإسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) تلا هذه الآية * (لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون) * فقال: " أصحاب الجنة من أطاعني وسلم لعلي بن أبي طالب بعدي، وأقر بولايته " فقيل: وأصحاب النار قال: " من سخط الولاية ونقض العهد وقاتله بعدي "(3).

الحديث الثالث: الطوسي في أماليه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا محمد بن جعفر الرزاز قال: حدثنا جدي محمد بن عيسى القيسي قال: حدثنا إسحاق بن يزيد الطائي قال:

حدثنا سعد بن ظريف الحنظلي عن عطية بن سعد العوفي عن محدوج بن زيد الذهلي فكان في وفد قومه إلى النبي (صلى الله عليه وآله) تلا هذه الآية * (لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون) * قال: فقلنا: يا رسول الله من أصحاب الجنة؟ قال: " من أطاعني وسلم لهذا من بعدي "

قال: وأخذ رسول الله بكف علي وهو يومئذ إلى جنبه فرفعها فقال: " ألا إن عليا مني وأنا منه فمن حاده فقد حادني ومن حادني أسخط الله عز وجل " ثم قال: " يا علي حربك حربي وسلمك سلمي وأنت العلم بيني وبين أمتي " قال عطية: فدخلت على زيد بن أرقم منزله فذكرت له حديث

____________

(1) الحشر: 20.

(2) عيون أخبار الرضا: 2 / 253 ح 22 باب 27.

(3) أمالي الطوسي: 363 / مجلس 13 / ح 13.


الصفحة 305
محدوج بن زيد قال: ما ظننت أن بقي ممن سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول هذه غيري أشهد لقد حدثني به رسول الله ثم قال: لقد حاده رجال سمعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله هذا وقد ردوا(1).

الحديث الرابع: صاحب الأربعين الحديث في الحديث التاسع والعشرين قال: أخبرنا أبو علي ابن محمد بن محمد المقري (رضي الله عنه) بقرائتي عليه قال: حدثنا السيد أبو طالب يحيى بن الحسين هارون العلوي الحسني إملاء قال: حدثنا أبو أحمد أبو محمد بن علي (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن جعفر القمي قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثنا الحسن بن محبوب عن صفوان ابن يحيى قال: قال جعفر بن محمد (عليه السلام): " من اعتصم بالله تبارك وتعالى هدي ومن توكل على الله عز وجل كفي، ومن قنع بما رزقه الله أغني ومن اتقى الله نجا، فاتقوا الله عباد الله ما استطعتم وأطيعوا الله وسلموا الأمر لأهله تفلحوا، واصبروا إن الله مع الصابرين * (ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم) * الآية * (لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون) * وهم شيعة علي (عليه السلام) حدثني بذلك أبي عن أبيه عن أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وآله) أنها قالت: قرأني رسول الله (صلى الله عليه وآله) * (لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون) * فقلت: يا رسول الله من أصحاب النار؟ قال: مبغض علي وذريته ومنقصوهم، فقلت: يا رسول الله فمن الفائزون؟ قال شيعة علي هم الفائزون "(2).

الحديث الخامس: صاحب كتاب الأربعين قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن الحسن الصفار بقرائتي عليه قال: أخبرنا أبو عمران مهدي قال: أخبرنا أبو العباس ابن عقدة قال: حدثنا محمد بن أحمد القطواني قال: حدثنا [ إبراهيم بن أنس حدثنا ] إبراهيم بن جعفر عن عبد الله بن محمد بن مسلم عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال: كنا عند النبي فأقبل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " قد أتاكم أخي " ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده فقال: " والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة " ثم قال: " إنه أولكم إيمانا معي وأوفاكم بعهد الله وأقومكم بأمر الله وأعدلكم في الرعية وأقسمكم في السوية وأعظمكم عند الله مزية قال ونزلت: * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) * "(3).

____________

(1) أمالي الطوسي: 485 / مجلس 17 / ح 32.

(2) البحار: 66 / 399 ح 92، وبشارة المصطفى عن الأربعين: 155 / ح 115.

(3) بشارة المصطفى عن الأربعين: 149 ح 104.