الباب الحادي والأربعون
في قوله تعالى * (أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله
وإن كنت لمن الساخرين) *(1)
الحديث الأول: محمد بن إبراهيم المعروف بـ (ابن زينب النعماني) رواه من طريق العامة قال:
حدثنا محمد بن عبد الله بن معمر الطبراني بطبرية سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وكان هذا الرجل من موالي يزيد بن معاوية ومن النصاب قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن هاشم والحسن بن السكن قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام: قال أخبرني أبي عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف عن جابر بن عبد الله الأنصاري: قال وفد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أهل اليمن فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " جاءكم أهل اليمن يبسون بسيسا " فلما دخلوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " قوم رقيقة قلوبهم راسخ إيمانهم ومنهم المنصور يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفي وخلف وصيي حمائل سيوفهم المسك " فقالوا: يا رسول الله ومن وصيك فقال: " هو الذي أمركم الله بالاعتصام به، فقال عز وجل: * (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) * فقالوا: يا رسول بين لنا ما هذا الحبل فقال: " هو قول الله * (إلا بحبل من الله وحبل من الناس) * فالحبل من الله كتابه والحبل من الناس وصيي " فقالوا: يا رسول الله ومن وصيك؟ فقال:
" هو الذي أنزل فيه * (أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) * " فقالوا: يا رسول الله وما جنب الله هذا؟
فقال: " هو الذي يقول الله فيه: * (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا) * هو وصيي، والسبيل إلى من بعدي " فقال: يا رسول الله بالذي بعثك بالحق نبيا أرناه فقد اشتقنا إليه؟ فقال: " هو الذي جعله الله آية للمؤمنين المتوسمين فإن نظرتم إليه نظر * (من كان له
____________
(1) الزمر: 56.
الحديث الثاني: صاحب (المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة) قال: يروى عن أبي بكر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " خلقت أنا وأنت يا علي من جنب الله تعالى " فقال: يا رسول الله ما جنب الله تعالى؟
قال: " سر مكنون وعلم مخزون لم يخلق الله منه سوانا، فمن أحبنا وفى بعهد الله، ومن أبغضنا فإنه يقول في آخر نفس: * (يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) * "(2).
الحديث الثالث: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة بإسناده إلى أبي جعفر بن بابويه قال: حدثنا أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن معروف عن عبد الله بن عبد الرحمن البصري عن أبي المغرا حميد بن المثنى العجلي عن أبي بصير عن خيثمة الجعفي عن أبي عبد جعفر (عليه السلام) قال سمعته يقول: " نحن جنب الله ونحن صفوته ونحن خيرته ونحن مستودع مواريث الأنبياء ونحن أمناء الله عز وجل ونحن حجة الله ونحن أركان الإيمان ونحن دعائم الإسلام ونحن من رحمة الله على خلقه ونحن بنا يفتح وبنا يختم ونحن أئمة الهدى ونحن مصابيح الدجى ونحن منار الهدى، ونحن السابقون ونحن الآخرون ونحن العلم المرفوع للحق من تمسك بنا لحق ومن تأخر عنا غرق، ونحن قادة الغر المحجلون
____________
(1) الغيبة: 39 - 41 / 1.
(2) لم نجده في المصادر بهذه الألفاظ.
____________
(1) فرائد السمطين: 2 / 253 / ب 48 / ح 523.
الباب الثاني والأربعون
في قوله تعالى * (أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله
وإن كنت لمن الساخرين) *
الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن حمزة بن بزيع عن علي بن سويد عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) * قال: قال: " جنب الله أمير المؤمنين (عليه السلام) وكذلك ما كان بعده من الأوصياء بالمكان الرفيع إلى أن ينتهي الأمر إلى آخرهم "(1).
الحديث الثاني: ابن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن أحمد بن أبي نصر عن حسان الجمال قال: حدثنا هاشم أبي عمار الحسيني قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول:
" أنا عين الله وأنا يد الله وأنا جنب الله وأنا باب الله "(2).
الحديث الثالث: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن الحسن الوليد قال: حدثنا الحسين بن الحسن ابن أبان عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن ابن سنان عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته: " أنا الهادي وأنا المهتدي، وأنا أبو اليتامى والمساكين وزوج الأرامل، وأنا ملجأ كل ضعيف ومأمن كل خائف، وأنا قائد المؤمنين إلى الجنة، وأنا حبل الله المتين، وأنا عروة الله الوثقى وكلمة التقوى، وأنا عين الله ولسانه الصادق ويده، وأنا جنب الله الذي يقول: * (أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) * وأنا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة، وأنا باب حطة من عرفني وعرف حقي فقد عرف ربه، لأني وصي نبيه في أرضه وحجته على خلقه لا ينكر هذا إلا راد على الله ورسوله "(3).
ورواه المفيد في (الاختصاص) عن الحسين بن الحسن عن بكر بن صالح عن الحسين بن سعيد عن النصر بن سويد عن محمد بن سنان عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير
____________
(1) الكافي: 1 / 145 ح 9.
(2) الكافي: 1 / 145 ح 8.
(3) التوحيد: 164 / 2.
الحديث الرابع: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق (رضي الله عنه) قال:
حدثنا محمد بن جعفر الكوفي قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي الكوفي عن عمه الحسين بن يزيد عن علي بن الحسين عن من حدثه عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أنا علم الله وأنا قلب الله الواعي ولسان الله الناطق وعين الله وجنب الله وأنا يد الله "(2).
الحديث الخامس: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة قال: حدثنا أحمد بن هودة الباهلي عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن حمران بن أعين عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) في قول الله عز وجل * (يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) * قال:
" خلقنا الله جزءا من جنب الله وذلك قوله عز وجل: * (يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) * يعني في ولاية علي (عليه السلام) "(3).
الحديث السادس: محمد بن العباس قال: حدثنا علي بن العباس عن حسن بن محمد عن حسين ابن علي بن ينهس عن موسى بن أبي الغدير عن عطاء الهمداني عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله الله عز وجل: * (أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) * قال: " قال علي (عليه السلام): أنا جنب الله وأنا حسرة الناس يوم القيامة "(4).
الحديث السابع: محمد بن العباس قال: حدثنا محمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمد بن إسماعيل عن حمزة بن بزيع عن علي السابي عن أبي الحسن (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) * قال: " جنب الله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وكذلك من كان بعده من الأوصياء بالمكان الرفيع إلى أن ينتهي إلى الأخير منهم والله أعلم بما هو كائن بعده "(5).
الحديث الثامن: محمد بن العباس قال: حدثنا أحمد بن هودة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن سدير الصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: وقد سأله رجل عن قول الله عز وجل * (يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) * فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " نحن والله خلقنا من نور جنب الله، وذلك قول الكافر إذا استقرت به الدار * (يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) * يعني:
____________
(1) الإختصاص: 248.
(2) التوحيد: 164 / 1.
(3) بحار الأنوار: 24 / 192 ح 8.
(4) بحار الأنوار: 24 / 192 ذيل ح 9.
(5) بحار الأنوار: 24 / 193 ح 10.
الحديث التاسع: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا الحسين بن عبيد الله عن علي بن محمد العلوي قال: حدثنا محمد بن إبراهيم قال: حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن أحمد بن محمد ابن عيسى عن أحمد بن محمد أبي نصر عن أبي المغرا عن أبي بصير عن خيثمة قال: سمعت الباقر (عليه السلام) يقول: " نحن جنب الله ونحن صفوة الله ونحن خيرة الله ونحن مستودع مواريث الأنبياء ونحن أمنا الله عز وجل ونحن حجج الله ونحن جعل الله ونحن من رحمة الله على خلقه، ونحن الذين بنا يفتح الله وبنا يختم، ونحن أئمة الهدى ونحن مصابيح الدجى، ونحن منار الهدى ونحن العلم المرفوع لأهل الدنيا ونحن السابقون ونحن الآخرون، من تمسك بنا لحق ومن تخلف عنا غرق ونحن قادة الغر المحجلين، ونحن حرم الله ونحن الطريق والصراط المستقيم إلى الله عز وجل.
ونحن من نعم الله على خلقه ونحن المنهاج ونحن معدن النبوة ونحن موضع الرسالة ونحن أصول الدين وإلينا تختلف الملائكة ونحن السراج لمن استضاء بنا، ونحن السبيل لمن اقتدى بنا ونحن الهداة إلى الجنة ونحن عرى الإسلام، ونحن الجسور ونحن القناطر من مضى علينا سبق ومن تخلف عنا محق، ونحن السنام الأعظم ونحن الذين بنا تنزل الرحمة وبنا تسقون الغيث، ونحن الذين بنا يصرف الله عز وجل عنكم العذاب من أبصرنا وعرفنا وعرف حقنا وأخذ بأمرنا فهو من أوليائنا "(2).
الحديث العاشر: ابن شهرآشوب عن السجاد والباقر والصادق وزيد بن علي (عليهم السلام) في هذه الآية قالوا: " جنب الله علي، وهو حجة الله على الخلق يوم القيامة "(3).
الحديث الحادي عشر: الرضا (عليه السلام) في قوله تعالى: * (أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) * قال: " في ولاية علي (عليه السلام) "(4).
الحديث الثاني عشر: أبو ذر في خبر عن النبي (صلى الله عليه وآله): " يا أبا ذر يؤتى بجاحد علي (عليه السلام) يوم القيامة أعمى أبكم يتكبكب في ظلمات القيامة ينادي * (يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) * وفي عنقه طوق من النار "(5).
الحديث الثالث عشر: الطبرسي في (الاحتجاج) في حديث طويل عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:
____________
(1) بحار الأنوار: 24 / 192 ح 9.
(2) أمالي الطوسي: 654 / 1354.
(3) مناقب آل أبي طالب: 3 / 65.
(4) مناقب آل أبي طالب: 3 / 65.
(5) مناقب آل أبي طالب: 3 / 64.
الحديث الرابع عشر: محمد بن الحسن الصفار في (بصائر الدرجات) عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن القاسم بن بريد عن مالك الجهني قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " أنا شجرة من جنب الله فمن وصلنا وصله الله " قال: ثم تلا هذه الآية * (أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وأن كنت لمن الساخرين) *(2).
الحديث الخامس عشر: الصفار هذا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن إسماعيل عن حمزة بن بزيع عن علي السابي قال: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن قول الله تبارك وتعالى: * (أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) * قال: " جنب الله أمير المؤمنين وكذلك من كان من بعده من الأوصياء بالمكان الرفيع إلى أن ينتهي الأمر إلى آخرهم والله أعلم بمن هو كائن بعده "(3).
الحديث السادس عشر: أبو علي الطبرسي في (مجمع البيان) قال: روى العياشي بالإسناد عن أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " نحن جنب الله "(4).
الحديث السابع عشر: الشيخ المفيد في (الاختصاص) عن الحسين بن الحسن عن بكر بن صالح عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن محمد بن سنان عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال علي أمير المؤمنين (عليه السلام) أنا الهادي والمهتدي، وأبو اليتامى وزوج الأرامل والمساكين، وأنا ملجأ كل ضعيف ومأمن كل خائف، وأنا قائد المؤمنين في الجنة وأنا حبل الله المتين وأنا عروة الله الوثقى، وأنا عين الله ولسانه الصادق ويده، وأنا جنب الله الذي * (تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) *، وأنا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة، وأنا باب حطة من عرفني وعرف حقي فقد عرف ربه، لأني وصي نبيه في أرضه وحجته على خلقه لا
____________
(1) الإحتجاج: 1 / 375 - 376.
(2) بصائر الدرجات: 62 / 5.
(3) بصائر الدرجات: 62 / 6.
(4) مجمع البيان: 8 / 410.
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليس منا من يحقر الأمانة - يعني يستهلكها - إذا استودعها، وليس منا من خان مسلما في أهله وماله ".
وقال: من أطاع الله فقد ذكر الله، وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن، ومن عصى الله فقد نسي الله وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن.
وقال: " من ترك معصية من مخافة الله عز وجل أرضاه الله يوم القيامة " وقال: " إن كان الشؤم في شئ ففي اللسان "(1).
____________
(1) الإختصاص: 248.
الباب الثالث والأربعون
في قوله تعالى * (عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون) *(1)
الحافظ محمد مؤمن الشيرازي في كتابه المستخرج من تفاسير الاثني عشر في تفسير قوله تعالى: * (عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون) * يرفعه إلى السدي قال: أقبل صخر بن حرب حتى جلس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمد هذا الأمر من بعدك لنا أم لمن؟ فقال: " يا صخر الأمر من بعدي لمن هو مني بمنزلة هارون من موسى " فأنزل الله تعالى * (عم يتسائلون) * يعني يسألك أهل مكة عن خلافة علي بن أبي طالب * (عن النبأ العظيم الذي فيه مختلفون) * منهم المصدق بولايته وخلافته، ومنهم المكذب بها ثم قال: " * (كلا) * وهو رد عليهم * (سيعلمون) * سيعرفون خلافته بعدك أنها حق يكون * (ثم كلا سيعلمون) * سيعرفون خلافته وولايته إذا يسألون عنها في قبورهم، فلا يبقى ميت في شرق الأرض ولا غربها ولا في بر ولا في بحر إلا ومنكر ونكير يسألانه عن ولاية أمير المؤمنين وخلافته بعد الموت، يقولان للميت: من ربك وما دينك ومن نبيك ومن إمامك؟ "(2).
____________
(1) النبأ: 1 - 3.
(2) بحار الأنوار: 6 / 216 ح 6.
الباب الرابع والأربعون
في قوله تعالى * (عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون) *
الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير أو غيره عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك إن الشيعة يسألونك عن تفسير هذه الآية * (عم يتساءلون عن النبأ العظيم) * قال: " ذلك إلي إن شئت أخبرتهم وإن شئت لم أخبرهم " ثم قال: " لكني أخبرك بتفسيرها " قلت: * (عم يتساءلون) * قال:
فقال: " هي في أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول: ما لله عز وجل آية هي أكبر مني، ولا لله نبأ أعظم مني "(1).
الحديث الثاني: محمد بن الحسن الصفار في (بصائر الدرجات) عن أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير أو غيره عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك إن الشيعة يسألونك عن تفسير هذه الآية * (عم يتساءلون عن النبأ العظيم) * قال: فقال ذلك:
" إلي إن شئت أخبرتهم وإن شئت لم أخبرهم " قال فقال: " لكني أخبرك بتفسيرها " قال: قلت: * (عم يتساءلون) * قال: فقال: " هي في أمير المؤمنين (عليه السلام) قال كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: ما لله آية أكبر مني ولا لله من نبأ عظيم أعظم مني، ولقد عرضت ولايتي على الأمم الماضية فأبت أن تقبلها "(2).
الحديث الثالث: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة ومحمد بن عبد الله عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله * (عم يتساءلون عن النبأ العظيم) * قال: " النبأ العظيم الولاية " وسألته عن قوله: * (هنالك الولاية لله الحق) * قال: " ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) "(3).
الحديث الرابع: علي بن إبراهيم في تفسيره قال حدثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) في قوله * (عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون) * قال: " قال أمير
____________
(1) الكافي: 1 / 207 ح 3.
(2) بصائر الدرجات: 77 / 3.
(3) الكافي: 1 / 418 ح 34.
الحديث الخامس: محمد بن العباس في تفسيره عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد بن يحيى عن إبراهيم بن هاشم بإسناده عن محمد بن الفضيل قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله:
* (عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون) * قال أبو عبد الله (عليه السلام): " كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: ما لله نبأ هو أعظم مني، وما لله آية أكبر مني، ولقد عرض فضلي على الأمم الماضية باختلاف ألسنتها فلم تقر بفضلي "(2).
الحديث السادس: محمد بن العباس قال: حدثنا أحمد بن بن هودة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن أباب بن تغلب قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: * (عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون) * قال: " هو علي بن أبي طالب (عليه السلام)، لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليس فيه خلاف "(3).
الحديث السابع: ابن بابويه قال: حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) بقم في رجب سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة قال:
حدثني أبي قال: أخبرني علي بن إبراهيم بن هاشم فيما كتب إلي في تسع وثلاثمائة قال: حدثني أبي عن ياسر الخادم عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي (عليهم السلام) قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): " يا علي أنت حجة الله وأنت باب الله وأنت الطريق إلى الله وأنت النبأ العظيم وأنت الصراط المستقيم وأنت المثل الأعلى، يا علي أنت إمام المسلمين وأمير المؤمنين وخير الوصيين وسيد الصديقين، يا علي أنت الفاروق الأعظم وأنت الصديق الأكبر، يا علي أنت خليفتي على أمتي وأنت قاضي عني ديني وأنت منجز عداتي، يا علي أنت المظلوم بعدي، يا علي أنت المفارق بعدي، يا علي أنت المحجور بعدي، أشهد الله ومن حضر من أمتي أن حزبك حزبي وحزبي حزب الله وأن حزب أعدائك حزب الشيطان "(4).
____________
(1) تفسير القمي: 2 / 401.
(2) بحار الأنوار: 32 / 1 ذيل ح 2.
(3) بحار الأنوار: 32 / 2 ح 4.
(4) عيون أخبار الرضا (ع): 1 / 9 باب 30 ح 13.
الباب الخامس والأربعون
في قوله تعالى * (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) *(1)
الحديث الأول: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا يحيى بن حماد قال: حدثنا أبو عوانة قال: حدثنا أبو بلخ قال: حدثنا عمر بن ميمون قال: إني جالس إلى ابن عباس (رضي الله عنه) إذ أتاه تسعة رهط فقالوا: يا بن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلوا بنا عن هؤلاء، قال: فقال ابن عباس: بل أنا أقوم معكم، وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى قال: فابتدؤا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا، قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول: أف وتف وقعوا في رجل له عشر خصال، وقعوا في رجل قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله):
" لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله " قال: فاستشرف لها من استشرف فقال: " أين علي؟ " قال: في الرحا يطحن، قال: وما كان أحدكم ليطحن قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر قال: فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه فجاء بصفية بنت حي، قال:
ثم بعث فلانا بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها منه وقال: " لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه " - أو قال: " يواليني " - وقال لبني عمه: " أيكم يواليني في الدنيا والآخرة " قال: وعلي جالس معهم فأبوا، فقال علي (عليه السلام): " أنا أواليك في الدنيا والآخرة " قال: قال: أنت وليي في الدنيا والآخرة قال:
فتركه، ثم أقبل على رجل منهم، فقال: " أيكم يواليني في الدنيا والآخرة " فأبوا قال فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة، فقال: أنت وليس في الدنيا والآخرة قال: وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة قال وأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثوبه فوضعه على علي (عليه السلام) وفاطمة والحسن والحسين، وقال:
* (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * قال: وشرى على نفسه لبس ثوب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم نام مكانه قال وكان المشركون يرمون رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فجاء أبو بكر وعلي نائم قال أبو بكر: يحسب أنه نبي الله، قال: فقال: يا نبي الله قال: فقال له علي (عليه السلام): " إن نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه " قال: فانطلق أبو بكر فأدركه فدخل معه الغار، وقال: وجعل علي يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله وهو يتضور قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح، ثم كشف عن
____________
(1) البقرة: 207.
وروى هذا الحديث أيضا أبو المؤيد موفق بن أحمد قال: أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي ابن أحمد العاصمي الخوارزمي أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قال: أخبرنا أبو علي عبد الله بن أحمد بن حنبل أخبرنا أبي حدثنا يحيى بن حماد حدثنا أبو عوانة حدثنا أبو بلج حدثنا عمر بن ميمون قال: إني جالس إلى ابن عباس (رضي الله عنه) إذ أتاه تسعة رهط فقالوا: يا بن عباس وساق الحديث إلا أن فيه وقعوا في رجل له بضعة عشرة فضيلة(3).
الحديث الثاني: ومن تفسير الثعلبي في الجزء الأول في تفسير سورة البقرة قوله تعالى: * (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) * إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما أراد الهجرة خلف علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بمكة، لقضاء ديونه ورد الودائع التي كانت عنده، وأمره ليلة الخروج إلى الغار وقد أحاط المشركون بالدار أن ينام على فراشه (صلى الله عليه وآله) فقال له: " يا علي اتشح ببردي الحضرمي ثم نم على فراشي فإنه لا يخلص إليك منهم مكروه إن شاء الله عز وجل " ففعل ذلك (عليه السلام) فأوحى الله عز وجل إلى جبرائيل وميكائيل (عليهما السلام): إني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختارا كلاهما الحياة فأوحى الله عز وجل إليهما إلا كنتما مثل علي ابن أبي طالب آخيت بينه وبين محمد فنام على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه فنزلا فكان جبرائيل (عليه السلام) عند رأسه وميكائيل (عليه السلام) عند رجله فقال جبرائيل: بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة، فأنزل الله تعالى على رسوله وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي بن أبي طالب * (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) * "(4).
____________
(1) زيادة اقتضاها السياق.
(2) مسند أحمد: 1 / 331.
(3) المناقب: 125 / ح 140.
(4) العمدة: 239 / 367 عن الثعلبي.
حدثني أبو الحسين محمد بن عثمان بن الحسن النصيبي ببغداد قال: حدثني أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح السيبي بحلب حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني محمد بن منصور قال: حدثني أحمد بن عبد الرحمن حدثني الحسن بن محمد بن فرقد حدثني الحكم بن ظهير قال:
حدثنا السدي في قول الله عز وجل: * (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) * قال: قال ابن عباس نزلت في علي بن أبي طالب صلى الله عليه حين هرب النبي (صلى الله عليه وآله) من المشركين إلى الغار مع أبي بكر، ونام علي (عليه السلام) على فراش النبي (صلى الله عليه وآله)(1).
الحديث الرابع: أبو المؤيد موفق بن أحمد الخوارزمي(2) عن أحمد بن الحسين قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ حدثنا أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان بمرو حدثنا عبيد بن قنفذ البزاز بالكوفة حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني حدثنا قيس بن ربيع حدثنا حكيم بن جبير عن علي بن الحسين قال: " إن أول من شرى نفسه ابتغاء مرضات الله تعالى علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - وقال علي عند مبيته على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله) شعرا:
وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى | ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر |
رسول إله خاف أن يمكروا به | فنجاه ذو الطول الإله من المكر |
وبات رسول الله في الغار آمنا | موقى وفي حفظ الإله وفي ستر |
وبث أراعيهم وما يثبتونني | وقد وطنت نفسي على القتل والأسر |
الحديث الخامس: أبو نعيم الحافظ بإسناده عن عبد الله بن معد عن أبيه عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: بات علي بن أبي طالب (عليه السلام) ليلة خرج النبي (صلى الله عليه وآله) الغار على فراشه ونزلت * (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) *(3).
الحديث السادس: الثعلبي في تفسيره وابن عقبة في ملحمته وأبو السعادات في " فضائل العشرة والغزالي في الأخبار برواياتهم عن أبي اليقظان وجماعة من أصحابنا نحو ابن بابويه وابن شاذان والكليني والطوسي وابن عقدة والبرقي وابن فياض والعبدي والصفواني والثقفي بأسانيدهم عن ابن عباس وأبي رافع وهند بن أبي هالة أنه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أوحى الله إلى جبرائيل وميكائيل أني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر صاحبه فأيكما يؤثر
____________
(1) العمدة: 240 / ذيل ح 367.
(2) في المناقب: 127 / ح 141.
(3) بحار الأنوار: 32 / 41 ذيل ح 3.