الباب السادس والخمسون
في قوله تعالى: * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) *
الحديث الأول: العياشي في تفسيره بإسناده عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن جده عن علي (عليه السلام) قال: " أنا يعسوب المؤمنين وأنا أول السابقين وخليفة رسول رب العالمين وأنا قسيم الجنة والنار وأنا صاحب الأعراف "(1).
الحديث الثاني: العياشي بإسناده عن هلقام عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله: * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * ما يعني بقوله * (وعلى الأعراف رجال) * قال: " ألستم تعرفون عليكم عرفاء على قبائلكم ليعرفون من فيها من صالح أو طالح " قلت: بلى قال: " فنحن أولئك الرجال الذين يعرفون كلا بسيماهم "(2).
الحديث الثالث: العياشي بإسناده عن زادان عن سلمان قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي أكثر من عشر مرات: " يا علي إنك والأوصياء من بعدك أعراف بين الجنة والنار لا يدخل الجنة إلا من عرفكم وعرفتموه، ولا يدخل النار إلا من أنكركم وأنكرتموه "(3).
الحديث الرابع: العياشي بإسناد عن سعد بن طريف عن أبي جعفر (عليه السلام) في هذه الآية * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * قال: " يا سعد هم آل محمد (صلى الله عليه وآله) لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه "(4).
الحديث الخامس: العياشي عن كرام قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " إذا كان يوم القيامة أقبل سبع قباب من نور يواقيت خضر وبيض في كل قبة إمام دهره قد احتف به أهل دهره برها وفاجرها حتى يقفون بباب الجنة فيطلع أولها صاحب قبة اطلاعة فيميز أهل ولايته وعدوه ثم يقبل على عدوه فيقول أنتم الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم اليوم لأصحابه فيسود وجه الظالم فيميز أصحابه إلى الجنة وهم يقولون * (ربنا لا تجعلنا مع القوم
____________
(1) تفسير العياشي: 2 / 18 ح 42.
(2) تفسير العياشي: 2 / 18 ح 43.
(3) تفسير العياشي: 2 / 18 ح 44.
(4) تفسير العياشي: 2 / 18 ح 45.
الحديث السادس: العياشي بإسناده عن الثمالي قال: سئل أبو جعفر (عليه السلام) عن قول الله: * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * فقال أبو جعفر (عليه السلام): " نحن الأعراف الذين لا يعرف الله إلا بسبب معرفتنا ونحن الأعراف الذين لا يدخل الجنة إلا من عرفنا وعرفناه، ولا يدخل النار إلا من أنكرنا وأنكرناه وذلك بأن الله لو شاء أن يعرف الناس نفسه لعرفهم ولكنه جعلنا سببه وسبيله وبابه الذي يؤتى منه "(2).
الحديث السابع: الطبرسي في (مجمع البيان) في معنى الآية قال أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام): " الأعراف كثبان(3) بين الجنة والنار فيقف عليها كل نبي وكل خليفة نبي مع المذنبين من أهل زمانه، كما يقف صاحب الجيش مع الضعفاء من جنده، وقد سيق المحسنون إلى الجنة، فيقول ذلك الخليفة للمذنبين الواقفين: انظروا إلى إخوانكم المحسنين قد سبقوا(4) فيسلم المذنبون عليهم وذلك قوله: * (ونادوا أصحاب الجنة إن سلام عليكم) *، ثم أخبر سبحانه أنهم * (لم يدخلوها وهم يطمعون) * يعني: هؤلاء المذنبين لم يدخلوا الجنة وهم يطمعون أن يدخلهم الله إياها بشفاعة النبي (صلى الله عليه وآله) والإمام، وينظر هؤلاء المذنبون إلى أهل النار * (فيقولون ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين) * ثم ينادي أصحاب الأعراف وهم الأنبياء والخلفاء أهل النار مقرعين لهم: * (ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الذين أقسمتم) * يعني: هؤلاء المستضعفين الذين كنتم تحقرونهم، تستطيلون بدنياكم عليهم، ثم يقولون لهؤلاء المستضعفين عن أمر من الله بذلك لهم * (ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون) * "(5).
الحديث الثامن: محمد بن الحسن الشيباني في تفسيره (نهج البيان) في معنى الآية قال: قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين (عليه السلام): " الرجال هنا الأئمة من آل محمد (عليهم السلام) يكونون على الأعراف حول النبي (صلى الله عليه وآله) يعرفون المؤمنين بسيماهم، فيدخلون الجنة كل من عرفهم وعرفوه ويدخلون النار من أنكرهم وأنكروه "(6).
____________
(1) تفسير العياشي: 2 / 19 ح 47.
(2) تفسير العياشي: 2 / 19 ح 48.
(3) وهو التل من الرمل.
(4) في المصدر: سيقوا.
(5) مجمع البيان: 4 / 262.
(6) تأويل الآيات: 1 / 175 ح 11 بتفاوت وشرح النهج لابن أبي الحديد: 9 / 152 شرح المختار (152) روى ذيل الحديث.
الحديث العاشر: ابن بابويه قال: حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رضي الله عنه) قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى بالبصرة قال: حدثني المغيرة بن محمد قال: حدثنا رجا بن سلمة عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) عن علي (عليه السلام) في خطبته أشير إليها قريبا قال (عليه السلام): " ونحن أصحاب الأعراف أنا وعمي وأخي وابن عمي والله فالق الحب والنوى لا يلج النار لنا محب ولا يدخل الجنة لنا مبغض يقول الله عز وجل: * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * "(2).
الحديث الحادي عشر: سعد بن عبد الله في (بصائر الدرجات) قال: حدثنا محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن أبي سلمة سالم بن مكرم الجمال عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * قال: " نحن أولئك الرجال الأئمة منا يعرفون من يدخل النار ومن يدخل الجنة كما تعرفون في قبائلكم الرجل منكم يعرف من فيها من صالح أو طالح "(3).
الحديث الثاني عشر: سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضل الصيرفي عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر وإسحاق بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * قال: " هم الأئمة من أهل
____________
(1) الكافي: 1 / 184 ح 9.
(2) معاني الأخبار: 59.
(3) بصائر الدرجات: 495 / 1.
الحديث الثالث عشر: سعد هذا قال: حدثني أبو الجواز المنبه بن عبد الله التميمي قال: حدثني الحسين بن علوان الكلبي عن سعد بن طريف عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن هذه الآية * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * فقال: " يا سعد آل محمد (صلى الله عليه وآله) هم الأعراف لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه وهم أعراف لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتهم "(2).
الحديث الرابع عشر: سعد عن أحمد وعبد الله أبي محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن أبي أيوب الخراز عن بريد بن معاوية العجلي قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل:
* (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * قال: " أنزلت في هذه الأمة والرجال هم الأئمة من آل محمد (صلى الله عليه وآله) " قلت: فما الأعراف؟ قال: " صراط بين الجنة والنار فمن شفع له الأئمة منا من المؤمنين المذنبين نجا ومن لم يشفعوا له هوى "(3).
الحديث الخامس عشر: سعد عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن علوان عن سعد ابن طريف عن الأصبع بن نباتة قال: كنت عند أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له رجل: * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * فقال له علي (عليه السلام): " نحن الأعراف نحن نعرف أنصارنا بسيماهم ونحن الأعراف الذي لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتنا ونحن الأعراف نوقف يوم القيامة بين الجنة والنار فلا يدخل الجنة إلا من عرفنا وعرفناه، ولا يدخل النار إلا من أنكرنا وأنكرناه وذلك بأن الله عز وجل لو شاء لعرف الناس نفسه حتى يعرفوه ويوحدوه ويأتوه من بابه ولكن جعلنا الله أبوابه وصراطه وسبيله وبابه الذي يؤتى منه "(4).
الحديث السادس عشر: سعد عن علي بن أحمد بن علي بن سعيد الأشعري عن حمدان بن يحيى عن بشر بن حبيب عن أبي عبد الله (عليه السلام) إنه سئل عن قول الله عز وجل * (وبينهما حجاب) * قال: " سور بين الجنة والنار عليه قائم محمد (صلى الله عليه وآله) وعلي والحسن والحسين وفاطمة وخديجة الكبرى فينادون أين محبونا أين شيعتنا؟ فيقبلون إليهم فيعرفونهم بأسمائهم وأسماء آبائهم وذلك قوله عز وجل: * (يعرفون كلا بسيماهم) * أي بأسمائهم فيأخذون بأيديهم فيجوزون بهم على الصراط ويدخلونهم الجنة ".
____________
(1) بصائر الدرجات: 500 / 17.
(2) بصائر الدرجات: 496 / 4.
(3) بصائر الدرجات: 496 / 5.
(4) بصائر الدرجات: 496 / 6.
قال: " مذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء * (ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا) * فذلك لا سبيل له وقد قيل للنبي (صلى الله عليه وآله): من ولينا يا نبي الله؟ فقال: وليكم في هذا الزمان علي (عليه السلام) ومن بعده وصيه ولكل زمان عالم يحتج الله به لئلا يكون كما قال الضلال قبلهم حين فارقتهم أنبيائهم * (ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى) * فما كان من ضلالهم وهي جهالتهم بالآيات وهم الأوصياء فأجابهم الله عز وجل: * (فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي) * ومن أهتدي، وإنما كان تربصهم إن قالوا: نحن في سعة عن معرفة الأوصياء حتى نعرف إماما فعرفهم الله بذلك.
والأوصياء هم أصحاب الصراط وقوف عليه لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه، لأنهم عرفاء الله عرفهم عليه عند أخذ المواثيق عليهم ووصفهم في كتابه فقال عز وجل: * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * وهم الشهداء على أوليائهم والنبي (صلى الله عليه وآله) الشهيد عليهم أخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة وأخذ النبي (صلى الله عليه وآله) المواثيق بالطاعة فجرت نبوته عليهم ذلك قول الله عز وجل: * (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا) * "(2).
الحديث الثامن عشر: سعد عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن أسباط عن أحمد بن حبك عن بعض أصحابه عن من حدثه عن الأصبغ بن نباتة عن سلمان الفارسي قال: قال:
أشهدوا قال: أقسم بالله لسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي (عليه السلام): " يا علي إنك والأوصياء من بعدي " أو قال: " من بعدك أعراف لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتهم، وأعراف لا يدخل الجنة إلا من عرفكم وعرفتموه، ولا يدخل النار إلا من أنكركم وأنكرتموه ".
الحديث التاسع عشر: سعد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن بعض أصحابه عن سعد بن طريف قال: قلت لأبي جعفر: قول الله عز وجل: * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا
____________
(1) في المصدر: نبيه.
(2) بصائر الدرجات: 498 / 9.
الحديث العشرون: سعد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن عثمان بن مروان عن المنخل بن جميل عن جابر بن يزيد قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الأعراف ما هم؟ فقال: " هم أكرم الخلق على الله تبارك وتعالى "(2).
الحديث الحادي والعشرون: سعد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * فقال: " هم الأئمة منا أهل البيت في باب من ياقوت أحمر على سور الجنة يعرف كل إمام منا ما يليه " قال رجل: ما معنى ما يليه فقال: " من القرن الذي هو فيه إلى القرن الذي كان "(3).
الحديث الثاني والعشرون: سعد عن معلى بن محمد البصري عن محمد بن جمهور عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن الهيثم بن واقد عن مقرن قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " جاء ابن الكوا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) " وقد تقدم من طريق محمد بن يعقوب(4).
الحديث الثالث والعشرون: سعد عن أحمد بن الحسين الكناني قال: حدثنا عصم بن محمد المجاري قال: حدثنا يزيد بن عبد الله الخيبري قال: حدثنا الحسين بن مسلم البجلي عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * قال: " نحن أصحاب الأعراف من عرفنا فإلى(5) الجنة ومن أنكرنا فإلى النار "(6).
الحديث الرابع والعشرون: علي بن إبراهيم في تفسيره قال: حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن بريد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " الأعراف كثبان بين الجنة والنار
____________
(1) بصائر الدرجات: 499 / 1.
(2) بصائر الدرجات: 500 / 16.
(3) بصائر الدرجات: 500 / 19.
(4) بصائر الدرجات: 497 / 8.
(5) هذا من المختصر وفي البصائر المطبوع: كان منا ومن كان منا كان في الجنة.
(6) مختصر البصائر: 55، والبصائر: 519 / ح 13 باب أنهم يعرفون أهل الجنة.
الحديث الخامس والعشرون: أبو علي الطبرسي في (مجمع البيان) في تفسير هذه الآية قال:
اختلف في المراد بالرجال هنا على أقوال إلى أن قال: وقال أبو جعفر (عليه السلام): " هم آل محمد (عليهم السلام) لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه "(2).
____________
(1) تفسير القمي: 1 / 232.
(2) مجمع البيان: 4 / 261.
الباب السابع والخمسون
في قوله تعالى: * (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) *(1)
مجاهد في قوله تعالى: * (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا) * كفرت بنو أمية بمحمد وأهل بيته(2).
الباب الثامن والخمسون
في قوله تعالى: * (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) *
الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن بسطام بن مرة عن إسحاق بن حسان عن الهيثم بن واقد عن علي بن الحسين العبدي عن سعد الإسكافي عن الأصبغ قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " ما بال أقوام غيروا سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وعدلوا عن وصيه لا يتخوفون أن ينزل بهم العذاب " ثم تلا هذه الآية " * (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم) * ثم قال: " نحن النعمة التي أنعم الله بها على عباده وبنا يفوز من فاز يوم القيامة "(3).
الحديث الثاني: ابن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أرومه عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: * (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا) * الآية " عنى بها قريشا قاطبة الذين عادوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونصبوا له الحرب وجحدوا وصية وصيه "(4).
الحديث الثالث: ابن يعقوب عن الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد الوشا عن أبان بن عثمان عن الحرث النضري قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: * (الذين بدلوا نعمة الله كفرا) * قال: " ما تقولون في ذلك؟ " قلت: نقول هم الأفجران من قريش بنو أمية وبنوا
____________
(1) إبراهيم: 28.
(2) مناقب آل أبي طالب: 2 / 295.
(3) الكافي: 1 / 217 ح 1.
(4) الكافي: 1 / 217 ح 4.
الحديث الرابع: علي بن إبراهيم في تفسيره قال: حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن عثمان بن عيسى عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل: * (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا) * قال: " نزلت في الأفجرين من قريش: بني أمية وبني المغيرة فأما بنو المغيرة فقطع الله دابرهم يوم بدر وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين " ثم قال: " ونحن والله نعمة الله التي أنعم الله بها على عباده وبنا يفوز من فاز ثم قال لهم: * (تمتعوا فإن مصيركم إلى النار) * "(2).
الحديث الخامس: علي بن إبراهيم قال: حدثني أبي عن إسحاق عن الهيثم عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي (عليه السلام) قال: " ما بال قوم غيروا سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعدلوا عن وصيته في حق علي والأئمة (عليهم السلام)، ولا يخافون أن ينزل بهم العذاب " ثم تلا هذه الآية " * (الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار) * قال: " نحن والله نعمة التي أنعم الله بها على عباده وبنا فاز من فاز "(3).
الحديث السادس: العياشي في تفسيره عن عمرو بن سعيد قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تعالى: * (الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) * قال: فقال: " ما تقولون في ذلك؟ " قال: نقول: هم الأفجران من قريش بنو أمية وبنوا المغيرة قال: " بلى هي قريش قاطبة إن الله خاطب نبيه فقال: (أني قد فضلت قريشا على العرب وأتممت عليهم نعمتي وبعثت إليهم رسولا فبدلوا نعمتي وكذبوا رسلي "(4).
الحديث السابع: العياشي قال: في رواية أبي زيد الشحام عنه (عليه السلام) يعني أبا عبد الله (عليه السلام) قال:
قلت: له بلغني إن أمير المؤمنين (عليه السلام) سئل عنها فقال: " عنى بذلك الأفجران من قريش: أمية ومخزوم فأما مخزوم فقتلها الله يوم بدر وأما أمية فمتعوا إلى حين " فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " عنى الله والله بها قريشا قاطبة الذين عادوا رسول الله ونصبوا له الحرب "(5).
الحديث الثامن: العياشي بإسناده عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله: * (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا) * قال: " نحن النعمة التي أنعم الله بها على العباد "(6).
____________
(1) الكافي: 8 / 103 ح 77.
(2) تفسير القمي: 1 / 371.
(3) تفسير القمي: 1 / 86.
(4) تفسير القمي: 2 / 229 ح 22.
(5) تفسير القمي: 2 / 229 ح 23.
(6) تفسير العياشي: 2 / 229 ح 24.
الحديث العاشر: العياشي بإسناده عن سابق بن طلحة الأنصاري قال: كان مما قال هارون لأبي الحسن موسى (عليه السلام) حين أدخل عليه ما هذه الدار ودار من هي؟ قال: لشيعتنا فترة ولغيرهم فتنة قال:
فما بال صاحب الدار لا يأخذها؟ قال: " أخذت منه عامرة ولا يأخذها إلا معمورة " فقال: أين شيعتكم؟
فقرأ أبو الحسن (عليه السلام): * (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة) * قال له: فنحن كفار قال: " لا ولكن كما قال الله * (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) * فغضب عند ذلك وغلظ عليه "(2).
الحديث الحادي عشر: العياشي بإسناده عن محمد بن حاتم قال: وجدت في كتاب أبي حمزة الزيات عن عمر بن مرة قال: قال ابن عباس لعمر: يا أمير المؤمنين هذه الآية * (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) * قال: " هما الأفجران من قريش أخوالي وأعمامك فأما أخوالي فاستأصلهم الله يوم بدر، وأما أعمامك فأملى الله لهم إلى حين "(3).
الحديث الثاني عشر: العياشي بإسناده عن المشوف عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) في قوله:
* (وأحلوا قومهم دار البوار) * قال: " هما الأفجران من قريش بنو أمية وبنوا المغيرة "(4).
____________
(1) تفسير العياشي: 2 / 229 ح 25.
(2) تفسير العياشي: 2 / 229 ح 26.
(3) تفسير العياشي: 2 / 230 ح 27.
(4) تفسير العياشي: 2 / 230 ح 28.
الباب التاسع والخمسون
في قوله تعالى: * (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) *(1)
الحديث الأول: الثعلبي في تفسيره في تفسير هذه الآية أخبرني أبو محمد عبد الله بن محمد القايني قال: حدثنا القاضي أبو الحسن محمد بن عثمان النصيبي ببغداد قال: حدثنا أبو بكر السبيعي بحلب حدثني الحسن بن إبراهيم بن الحسن الجصاص أخبرنا حسين بن حكم أخبرنا سعيد بن عثمان عن أبي مريم حدثني عبد الله بن عطاء قال: كنت جالسا مع أبي جعفر في المسجد فرأيت عبد الله بن سلام فقلت: هذا الذي عنده علم الكتاب فقال: إنما ذلك علي بن أبي طالب (عليه السلام)(2).
الحديث الثاني: الثعلبي بإسناده عن السبيعي حدثنا عبد الله بن محمد بن منصور عن الجنيد الرازي محمد بن الحسين بن أشكاب حدثنا محمد بن مفضل حدثنا جندل علي عن إسماعيل بن سمعان عن أبي عمر زادان عن ابن الحنفية ومن عنده علم الكتاب قال: هو علي بن أبي طالب(3).
الحديث الثالث: ابن شهرآشوب من طريق الخاصة والعامة رواه عن محمد بن مسلم وأبي حمزة الثمالي وجابر بن يزيد عن الباقر (عليه السلام) وعلي بن فضال والفضيل بن يسار وأبي بصير عن الصادق (عليه السلام) وأحمد بن محمد الحلبي ومحمد بن الفضيل عن الرضا (عليه السلام) وقد روى عن موسى بن جعفر وعن زيد بن علي (عليه السلام) وعن محمد بن الحنفية وعن سلمان الفارسي وعن أبي سعيد الخدري وإسماعيل السدي أنهم قالوا: في قوله تعالى: * (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) * هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) والثعلبي في تفسيره عن معاوية عن الأعمش عن أبي صالح وروى عن عبد الله بن عطاء عن أبي جعفر أنه قيل لهما زعموا أن الذي عنده علم الكتاب عبد الله بن سلام، قال: ذاك علي بن أبي طالب، وروى أنه سئل سعيد بن جبير * (ومن عنده علم الكتاب) * عبد الله بن سلام قال: لا فكيف وهذه السورة مكية، وقد روى عن ابن عباس لا والله ما هو إلا علي
____________
(1) الرعد: 43.
(2) العمدة: 291 / 476 عن الثعلبي.
(3) العمدة: 291 / 477 عن الثعلبي.
الحديث الرابع: الفقيه ابن المغازلي الشافعي بإسناده عن علي بن عابس قال: دخلت أنا وأبو مريم على عبد الله بن عطاء قال أبو مريم: حدث عليا الحديث الذي حدثتني عن أبي جعفر قال:
كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) جالسا إذ مر عليه ابن عبد الله بن سلام قلت: جعلني الله فداك هذا ابن الذي عنده علم الكتاب؟ قال: " لا ولكنه صاحبكم علي بن أبي طالب الذي نزلت فيه آيات من كتاب الله عز وجل * (الذي عنده علم من الكتاب) * * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) * * (إنما وليكم الله ورسوله والذي آمنوا) * "(2).
الحديث الخامس: أبو نعيم الأصفهاني بإسناده عن ابن الحنفية في قوله عز وجل: * (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) * قال: علي بن أبي طالب (عليه السلام)(3).
الحديث السادس: الشيخ علي بن يونس النباطي العاملي في كتاب صراط المستقيم قال: في تفسير الثعلبي عن ابن عطاء قال: رأيت ابن سلام فقلت: هذا الذي عنده علم الكتاب قال: إنما ذلك علي بن أبي طالب، ونحوه روى أبو نعيم عن ابن الحنفية بطريقين، قال: والرواية منسوبة إلى ابن عمر إلى جابر إلى أبي هريرة إلى عائشة(4).
____________
(1) مناقب آل أبي طالب: 1 / 309.
(2) مناقب ابن المغازلي: 194 / ح 358.
(3) خصائص الوحي المبين: 213 / ح 159، وشواهد التنزيل: 1 / 309 - 401.
(4) الصراط المستقيم: 1 / 166 باب 16.
الباب الستون
في قوله تعالى: * (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) *
الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن محمد ابن الحسن عن من ذكره جميعا عن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): * (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) * قال: " إيانا عنى وعلي (عليه السلام) أولنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبي (صلى الله عليه وآله) "(1).
الحديث الثاني: ابن يعقوب عن أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه عن سدير قال: كنت أنا وأبو بصير ويحيى البزاز وداود بن كثير في مجلس أبي عبد الله (عليه السلام) إذ خرج علينا وهو مغضب فلما أخذ مجلسه قال: " يا عجب لأقوام يزعمون أنا نعلم الغيب وما يعلم الغيب إلا الله عز وجل لقد هممت بضرب جاريتي فلانة فهربت مني فما علمت في أي بيوت الدار هي " قال سدير: فلما إن قام من مجلسه وصار في منزله دخلت أنا وأبو بصير وميسر وقلنا له: جعلنا الله فداك سمعناك وأنت تقول كذا وكذا في أمر جاريتك، ونحن نعلم أنك تعلم علما كثيرا، ولا ننسبك إلى علم الغيب قال: فقال: " يا سدير أما تقرأ القرآن " قلت:
بلى قال: " فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز وجل * (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) * " قال: قلت: جعلت فداك قد قرأته.
قال: " فهل عرفت الرجل وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب " قال: قلت أخبرني به قال:
" قدر قطرة من الماء في البحر الأخضر فما يكون ذلك من علم الكتاب " قال: قلت جعلت فداك ما أقل هذا؟ فقال: " يا سدير ما أكثر هذا أن ينسبه الله عز وجل إلى العلم الذي أخبرك به يا سدير فهل وجدت ما قرأت في كتاب الله عز وجل أيضا * (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) * " قلت: قرأته جعلت فداك قال: " أفمن عنده علم الكتاب كله أفهم أم من عنده علم الكتاب بعضه " قلت: لا بل من عنده علم الكتاب كله قال: فأومئ بيده إلى صدره وقال: " علم الكتاب والله كله عندنا علم الكتاب والله كله عندنا "(2) وروى هذا الحديث الصفار في (بصائر
____________
(1) الكافي: 1 / 229 ح 6.
(2) الكافي: 1 / 257 ح 3.