الصفحة 229
مسلم عن القاسم بن عروة عن بريد بن معاوية العجلي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) في قوله * (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا) * قال: اصبروا على أداء الفرائض وصابروا عدوكم ورابطوا إمامكم المنتظر.(1)

الرابع: محمد بن إبراهيم هذا قال: أخبرنا علي بن أحمد قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن علي بن إسماعيل عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عليهما السلام أن ابن عباس بعث إليه من يسأله عن هذه الآية * (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا) * فغضب علي بن الحسين وقال للسائل: وددت أن الذي أمرك بهذا واجهني، به ثم قال: نزلت في أبي وفينا ولم يكن الرباط الذي أمرنا به بعد، وسيكون ذلك ذرية من نسلنا المرابط ثم قال: أما أن في صلبه - يعني ابن عباس - وديعة درئت لنار جهنم، سيخرجون أقواما من دين الله أفواجا، وستصبغ الأرض بدماء فراخ من فراخ آل محمد عليهم، تنهض تلك الفراخ في غير وقت وتطلب غير مدرك، ويرابط الذين آمنوا ويصبرون ويصابرون حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين.(2)

الخامس: علي بن إبراهيم في تفسيره قال: حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن مسكان عن أبي عبد الله (عليه السلام): قال اصبروا على المصائب وصابروا على الفرائض ورابطوا على الأئمة (عليهم السلام).(3)

السادس: سعد بن عبد الله في بصائر الدرجات عن يعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم عن الحسن بن محبوب عن يعقوب السراج قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) تخلو الأرض من عالم منكم حي ظاهر تفزع إليه الناس في حلالهم وحرامهم؟ فقال: لا يا أبا يوسف وأن ذلك الشئ في كتاب الله عز وجل قوله * (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا) *(4) اصبروا على دينكم وصابروا على عدوكم ممن يخالفكم، ورابطوا إمامكم واتقوا الله فيما أمركم وفرض عليكم.(5)

السابع: العياشي في تفسيره بإسناده عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى * (اصبروا) * يقول: عن المعاصي * (وصابروا) * على الفرائض، واتقوا الله، يقول الله:

مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ثم قال: وأي منكر أنكر من ظلم الأمة لنا وقتلهم إيانا * (ورابطوا) * يقول: في سبيل الله، ونحن السبيل فيما بين الله وخلقه ونحن الرباط الأدنى، فمن جاهد عنا فقد

____________

(1) الغيبة: 27، وينابيع المودة: 3 / 236.

(2) الغيبة 199 / 12.

(3) تفسير القمي 1 / 129.

(4) آل عمران: 200.

(5) بصائر الدرجات 487 / 16.


الصفحة 230
جاهد عن النبي (صلى الله عليه وآله) وما جاء به من عند الله لعلكم تفلحون.

ويقول: لعل الجنة توجب لكم إن فعلتم ذلك، ونظيرها من قول الله * (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) *(1) ولو كانت هذه الآية في المؤذنين كما فسرها المفسرون لفاز القدرية وأهل البدع معهم.(2)

الثامن: العياشي بإسناده عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل * (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا) *(3) قال: اصبروا على الفرائض وصابروا على المصائب ورابطوا على الأئمة.(4)

التاسع: العياشي بإسناده قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): تبقى الأرض يوما بغير عالم منكم يفزع الناس إليه؟ قال: فقال لي: إذا لا يعبد الله، يا أبا يوسف لا تخلو الأرض من عالم منا ظاهر يفرغ الناس إليه في حلالهم وحرامهم، فإن ذلك بين في كتاب الله، قال الله * (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا) * اصبروا على دينكم، وصابروا عدوكم ممن خالفكم، ورابطوا إمامكم واتقوا الله فيما أمركم به وافترض عليكم.(5)

العاشر: العياشي بإسناده قال: وفي رواية عنه، يعني عن الصادق (عليه السلام)، اصبروا على الأذى فينا، قلت: فصابروا؟ قال: على عدوكم مع وليكم.

ورابطوا؟ قال: المقام مع إمامكم واتقوا الله لعلكم تفلحون.

قلت: تنزيل؟ قال: نعم.(6)

الحادي عشر: العياشي عن أبي الطفيل عن أبي جعفر (عليه السلام) في هذه الآية قال: نزلت فينا، ولم يكن الرباط الذي أمرنا بعد، وسيكون ذلك، يكون من نسلنا المرابط ومن نسل ابن ناثل المرابط(7).

الثاني عشر: العياشي بإسناده عن بريد عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله * (اصبروا) * يعني بذلك عن المعاصي * (وصابروا) * يعني التقية * (ورابطوا) * يعني الأئمة ثم قال: تدري ما معنى: البدوا ما لبدنا فإذا تحركنا فتحركوا، واتقوا الله ما لبدنا نار بكم لعلكم تفلحون. قال: قلت: جعلت فداك إنما نقرؤها * (واتقوا الله) *، قال: أنتم تقرؤونها كذا ونحن نقرؤها كذا(8).

____________

(1) فصلت: 33.

(2) تفسير العياشي 1 / 212 ح 179.

(3) آل عمران: 200.

(4) تفسير العياشي 1 / 212 ح 180.

(5) تفسير العياشي 1 / 212 ح 181.

(6) تفسير العياشي 1 / 213 ح 182.

(7) تفسير العياشي 1 / 213 ح 183.

(8) تفسير العياشي 1 / 213 ح 184.


الصفحة 231

الباب الحادي والأربعون والمائة

في قوله تعالى * (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى
إن هو إلا وحي يوحى) *(1)

من طريق العامة وفيه حديثان


الأول: ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب قال: أخبرنا أبو البركات إبراهيم بن محمد بن خلف الجماري السقطي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد قال: حدثنا أبو الفتح أحمد بن الحسن بن سهل المالكي المصري الواعظ بواسط في القراطسين قال: حدثنا سليمان بن أحمد المالكي قال: حدثنا أبو قضاعة ربيعة بن محمد الطائي، حدثنا ثوبان ذي النون، حدثنا مالك بن غسان النهشلي، حدثنا ثابت عن أنس قال: انقض كوكب على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): انظروا إلى هذا الكوكب فمن انقض في داره فهو الخليفة من بعدي، فنظروا فإذا هو قد انقض في منزل علي فأنزل الله تعالى * (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) *.(2)

الثاني: ابن المغازلي الشافعي أيضا قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز إذنا، قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي الدهان المعروف بأخي حماد قال: حدثنا علي بن محمد بن الخليل بن هارون البصري قال: حدثنا محمد ابن الخليل الجهني هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كنت جالسا مع فتية من بني هاشم عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ انقض كوكب فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

من انقض هذا النجم في منزله فهو الوصي من بعدي، فقام فتية من بني هاشم فنظروا فإذا الكوكب قد انقض في منزل علي بن أبي طالب (عليه السلام) قالوا: يا رسول الله غويت في حب علي فأنزل الله * (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى) * إلى قوله * (وهو بالأفق الأعلى) *.(3)

____________

(1) النجم: 1، 2، 3، 4.

(2) مناقب ابن المغازلي / 172 / ح 313.

(3) مناقب ابن المغازلي / 192 / ح 353.


الصفحة 232

الباب الثاني والأربعون والمائة

في قوله تعالى * (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى) *

من طريق الخاصة وفيه أحد عشر حديثا


الأول: محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو ابن شمر عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أقسم بقبض محمد إذا قبض، ما ضل صاحبكم بتفضيله أهل بيته، وما غوى وما ينطق عن الهوى، يقول: ما يتكلم بفضل أهل بيته بهواه، وهو قول الله عز وجل * (إن هو إلا وحي يوحى) *(1).

الثاني: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أحمد بن يحيى قال: حدثنا بكر بن عبد الله قال: حدثنا الحسن بن زياد الكوفي قال: حدثنا منصور بن أبي الأسود عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: لما مرض النبي (صلى الله عليه وآله) مرضه الذي قبضه الله فيه اجتمع إليه أهل بيته وأصحابه فقالوا: يا رسول الله إن حدث بك حدث فمن لنا بعدك؟ ومن القائم فينا بأمرك؟ فلم يجبهم جوابا وسكت عنهم، فلما كان اليوم الثاني أعادوا عليه القول، فلم يجبهم عن شئ مما سألوه، فلما كان اليوم الثالث أعادوا عليه وقالوا: يا رسول الله إن حدث بك حدث فمن لنا من بعدك؟ ومن القائم فينا بأمرك؟ فقال لهم: إذا كان غدا هبط نجم من السماء في دار رجل من أصحابي فانظروا من هو فهو خليفتي عليكم من بعدي والقائم فيكم بأمري.

ولم يكن فيهم أحد إلا وهو يطمع أن يقول له أنت القائم بعدي، فلما كان اليوم الرابع جلس كل رجل منهم في حجرته ينتظر هبوط النجم إذ انقض نجم من السماء قد غلب ضوؤه على ضوء الدنيا حتى وقع في حجرة علي (عليه السلام).

فهاج القوم وقالوا: والله لقد ضل هذا الرجل وغوى، وما ينطق في ابن عمه إلا بالهوى، فأنزل الله تبارك وتعالى * (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) * إلى آخر السورة(2).

الثالث: ابن بابويه قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي قال: حدثنا فرات بن

____________

(1) الكافي 8 / 380 ح 574.

(2) أمالي الصدوق 680 / ح 928.


الصفحة 233
إبراهيم الكوفي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن علي الهمداني قال: حدثني الحسين بن علي قال:

حدثني عبد الله بن سعيد قال: حدثنا عبد الواحد بن غياث قال: حدثنا عاصم بن سليمان قال:

حدثنا جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال: صلينا العشاء الآخرة ذات ليلة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما سلم قدم علينا بوجهه ثم قال: أما إنه سينقض كوكب من السماء مع طلوع الفجر فيسقط في دار أحدكم، فمن سقط ذلك الكوكب في داره فهو وصيي وخليفتي والإمام بعدي.

فلما كان قرب الفجر جلس كل واحد منا في داره ينتظر سقوط الكوكب في داره وكان أطمع القوم في ذلك أبي العباس بن عبد المطلب، فلما طلع الفجر انقض الكوكب من الهواء فسقط في دار علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): يا علي والذي بعثني بالنبوة لقد وجبت لك الوصية والخلافة والإمامة بعدي، فقال المنافقون عبد الله بن أبي وأصحابه: لقد ضل محمد في محبة ابن عمه وغوى، وما ينطق في شأنه إلا بالهوى فأنزل الله تبارك وتعالى * (والنجم إذا هوى) * يقول عز وجل وخالق النجم إذا هو هوى * (ما ضل صاحبكم) * يعني محمدا (صلى الله عليه وآله) في محبة علي بن أبي طالب * (وما غوى وما ينطق عن الهوى) * في شأنه * (إن هو إلا وحي يوحى) *(1).(2)

الرابع: ابن بابويه قال: حدثنا بهذا الحديث السابق الشيخ لأهل الرأي يقال له أحمد بن الصقر الصانع العدل قال: حدثنا محمد بن العباس بن بشام قال: حدثني أبو جعفر محمد بن أبي الهيثم السعدي قال: حدثني أحمد بن الخطاب قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده (عليه السلام) عن عبد الله بن عباس بمثل ذلك إلا أن في حديثه: يهوي كوكب من السماء مع طلوع الشمس ويسقط في دار أحدكم.(3)

الخامس: ابن بابويه قال أيضا: وحدثنا بهذا الحديث شيخ لأهل الحديث يقال له أحمد بن الحسن القطان المعروف بأبي علي عدوية العدل قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن زكريا القطان قال:

حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا محمد بن إسحاق الكوفي قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله السحري أبو إسحاق عن يحيى بن حسين المشهدي عن أبي هارون العبدي عن ربيعة السهلوي قال: سألت ابن عباس عن قول الله عز وجل * (والنجم إذا هوى) * قال: هو النجم الذي هوى مع طلوع الفجر فقط في حجرة علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وكان أبي العباس يحب أن يسقط ذلك النجم في داره فيحوز الوصية والخلافة والإمامة، ولكن أبى الله أن يكون ذلك غير علي بن

____________

(1) النجم: 1، 2، 3، 4.

(2) أمالي الصدوق 660 / ح 893.

(3) أمالي الصدوق 660 / ح 894.


الصفحة 234
أبي طالب وذلك فضله يؤتيه من يشاء.(1)

السادس: محمد بن العباس رحمه الله في تفسيره، عن جعفر بن محمد العلوي، عن عبد الله محمد الزيات، عن جندل بن والق، عن ابن عمر، عن غياث بن إبراهيم، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنا سيد الناس ولا فخر، وعلي سيد المؤمنين، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فقال رجل من قريش: والله لا يألوا يطرئ ابن عمه فأنزل الله سبحانه * (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى) *(2) وما هذا القول الذي يقوله بهواه في ابن عمه * (إن هو إلا وحي يوحى) *(3).

السابع: محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن منصور بن العباس عن الحصين عن العباس القصباني عن داود بن الحصين بن عن فضل عبد الملك عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما أوقف رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم الغدير وافترق الناس ثلاث فرق، فقالت فرقة: ضل محمد، وفرقة قالت: غوى، وفرقة قالت: بهواه يقول في أهل بيته وابن عمه، فأنزل الله سبحانه * (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) *.(4)

الثامن: محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد عن أحمد بن خالد الأزدي عن عمرو عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله عز وجل * (والنجم إذا هوى) * ما فتنتم إلا ببغض آل محمد إذا مضى * (ما ضل صاحبكم) * بتفضيل أهل بيته، إلى قوله * (إن هو إلا وحي يوحى) *(5).

التاسع: محمد بن العباس قال: حدثنا أحمد بن هوذة الباهلي عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبد الرحمن بن حماد الأنصاري عن محمد بن عبد الله عن جعفر بن محمد عن جده عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لما أسري بي إلى السماء صرت إلى سدرة المنتهى، فقال لي جبرئيل: تقدم يا محمد فدنوت دنوة، والدنوة مدة البصر، فرأيت نورا ساطعا فخررت لله ساجدا فقال لي: يا محمد من خلفت في الأرض؟ قلت: يا رب أعدلها وأصدقها وأبرها وأشملها علي بن أبي طالب، وصيي ووليي ووارثي وخليفتي في أهلي، فقال لي: اقرأه مني السلام وقل له: إن غضبه عز ورضاه حكم.

يا محمد إني أنا الله لا إله إلا أنا العلي الأعلى، وهبت لأخيك اسما من أسمائي فسميته عليا وأنا العلي الأعلى.

____________

(1) أمالي الصدوق 661 / ح 895.

(2) النجم: 1، 2، 3.

(3) بحار الأنوار 24 / 323 ح 33.

(4) بحار الأنوار 24 / 323 ح 35.

(5) بحار الأنوار 24 / 323 ح 34.


الصفحة 235
يا محمد إني أنا الله لا إله إلا أنا فاطر السماوات والأرض وهبت لابنتك اسما من أسمائي فسميتها فاطمة وأنا فاطر كل شئ.

يا محمد أنا الله لا إله إلا أنا الحسن البلاء، وهبت لسبطيك اسمين من أسمائي فسميتهما الحسن والحسين وأنا الحسن البلاء.

قال: فلما حدث النبي (صلى الله عليه وآله) قريشا بهذا الحديث قال قوم: ما أوحى الله إلى محمد بشئ وإنما تكلم عن هوى نفسه، فأنزل الله تبارك وتعالى بيان ذلك * (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى) *(1).(2)

العاشر: الشيخ رجب البرسي بالإسناد يرفعه عن علي بن محمد الهادي عن زين العابدين (عليه السلام) عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال: اجتمع أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلة في عام فتح مكة فقالوا: يا رسول الله من شأن الأنبياء أنهم إذا استقام أمرهم أن يوصوا إلى وصي أو من يقوم مقامه بعده ويأمر بأمره ويسير في الأمة بسيرته.

فقال (عليه السلام): قد وعدني ربي بذلك أن يبين: [ لي ] ربي عز وجل من يحب [ أن يختاره للأمة خليفة بعدي ومن هو ] الخليفة على أمتي بآية تنزل من السماء، ليعلموا الوصي بعدي، فلما صلى بهم العشاء الآخرة في تلك الساعة نظر الناس لينظروا ما يكون، وكانت ليلة ظلماء لا قمر فيها وإذا بضوء عظيم قد أضاء المشرق والمغرب، قد نزل نجم من السماء إلى الأرض وجعل يدور على الدور حتى وقف على حجرة علي بن أبي طالب، وله شعاع هايل، وصار على الحجرة كالغطاء على المنشور وقد أظل شعاعه الدور وقد فزع الناس، فجعل الناس يهللون ويكبرون وقالوا: يا رسول الله نجم قد نزل من السماء على ذروة حجرة علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: فقام وقال: هو والله الإمام من بعدي والوصي والقائم بأمري، فأطيعوه ولا تخالفوه، وقدموه ولا تتقدموه فهو خليفة الله في أرضه من بعدي، قال: فخرج الناس من عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال واحد من المنافقين: ما يقول في ابن عمه إلا بالهوى وقد ركبته الغواية حتى لو تمكن أن يجعله نبيا لفعل.

قال: فنزل جبرائيل (عليه السلام) وقال: يا محمد، العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول لك: اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم * (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) *.(3)

____________

(1) النجم: 1، 2، 3، 4، 5.

(2) بحار الأنوار 24 / 323 ح 36.

(3) الروضة في المعجزات: 148، ومدينة المعاجز: 2 / 434.


الصفحة 236
الحادي عشر: علي بن إبراهيم قال: أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسن ابن العباس عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله * (ما ضل صاحبكم وما غوى) * يقول: ما ضل في علي (عليه السلام) وما غوى، وما ينطق فيه عن الهوى، وما كان ما قال فيه إلا بالوحي الذي أوحى إليه.(1)

____________

(1) تفسير القمي 2 / 334.


الصفحة 237

الباب الثالث والأربعون والمائة

في قوله تعالى * (فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤا كتابيه) * إلى * (الخالية) *(1)

من طريق العامة وفيه حديث واحد


ابن مردويه عن رجاله عن ابن عباس رحمه الله قال في قوله عز وجل * (فأما من أوتي كتابه بيمينه) * إلى قوله * (خالية) * هو علي بن أبي طالب (عليه السلام).(2)

الباب الرابع والأربعون والمائة

في قوله تعالى * (فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤا كتابيه) *

من طريق الخاصة وفيه سنة أحاديث


الأول: العياشي بإسناده عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى * (فأما من أوتي كتابه بيمينه) * علي بن أبي طالب (عليه السلام).(3)

الثاني: محمد بن العباس قال: حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن عبد الله المحدي عن كثير ابن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله عز وجل * (فأما من أوتي كتابه بيمينه) * إلى آخر الكلام: نزلت في علي وجرت في أهل الإيمان مثلا.(4)

الثالث: محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن عمرو بن عثمان عن حنان بن سدير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل * (فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤا كتابيه) * قال: هذا أمير المؤمنين.(5)

الرابع: شرف الدين النجفي في تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة قال علي بن إبراهيم في تفسيره: هو أمير المؤمنين (عليه السلام).(6)

الخامس: العياشي بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه إذا كان يوم القيامة يدعى كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤون كتابهم، واليمين إثبات الإمام لأنه كتابه يقرأه،

____________

(1) الحاقة: 19.

(2) بحار الأنوار 32 / 70 ح 18 عن ابن مردويه.

(3) تفسير العياشي 2 / 302 ح 115 (بتفاوت يسير).

(4) بحار الأنوار 32 / 65 ح 5.

(5) بحار الأنوار 32 / 65 ح 6.

(6) تأويل الآيات 2 / 717 ح 9.


الصفحة 238
لأن الله يقول * (فمن أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه) * الآية.

والكتاب الإمام فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال: فنبذوه وراء ظهورهم، ومن أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله * (ما أصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم) *(1) إلى آخر الآية(2).

السادس: علي بن إبراهيم في تفسيره في قوله * (فأما من أوتي كتابه بيمينه) *(3) قال: قال الصادق (عليه السلام) كل أمة يحاسبها إمام زمانها، ويعرف الأئمة أولياءهم وأعداءهم بسيماهم وهو قوله * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) *(4) فيعطون أولياءهم كتبهم بأيمانهم فيمرون إلى الجنة بغير حساب، ويعطون أعداءهم كتبهم بشمالهم فيمرون إلى النار بغير حساب، فإذا نظر أولياؤهم في كتبهم يقولون لإخوانهم * (هاؤم اقرؤا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه فهو في عيشة راضية) * أي مرضية، فوضع الفاعل مكان المفعول(5).

____________

(1) الواقعة: 41، 42، 43.

(2) تفسير العياشي 2 / 302 ح 115.

(3) الحاقة: 19.

(4) الأعراف: 46.

(5) تفسير القمي: 2 / 384.


الصفحة 239

الباب الخامس والأربعون والمائة

في قوله تعالى * (إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر) *(1).

من طريق العامة وفيه حديث واحد


موفق بن أحمد في كتاب المناقب قال روى السيد أبو طالب بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسلم لعلي رضي الله عنه: إن من أحبك وتولاك أسكنه الله الجنة معنا، ثم تلا رسول الله (صلى الله عليه وآله) * (إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر) *.(2)

الباب السادس والأربعون والمائة

في قوله تعالى * (إن المتقين في جنات ونهر) *

من طريق الخاصة وفيه ثلاثة أحاديث


الأول: محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن محمد بن الفضل عن أبي الحسن الماضي (عليه السلام)، قلت: * (إن المتقين...) * قال: نحن والله وشيعتنا ليس على ملة إبراهيم غيرنا، وسائر الناس منها براء.(3)

الثاني: محمد بن العباس عن محمد بن عمر بن أبي شيبة عن زكريا بن يحيى عن عمرو بن ثابت عن أبيه عن عاصم بن ضمرة قال: قال: إن جابر بن عبد الله قال: كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المسجد فذكر بعض أصحاب الجنة، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): إن أول أهل الجنة دخولا إليها علي بن أبي طالب، فقال أبو دجانة الأنصاري: يا رسول الله، أخبرتنا أن الجنة محرمة على الأنبياء حتى تدخلها، وعلى الأمم حتى تدخلها أمتك، فقال (صلى الله عليه وآله): بلى يا أبا دجانة، أما علمت أن لله لواء من نور وعمودا من نور خلقهما الله تعالى قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، مكتوب على ذلك اللواء: لا إله إلا الله محمد رسول الله، خير البرية آل محمد، صاحب اللواء علي، وهو إمام القوم، فقال علي (عليه السلام): الحمد لله الذي هدانا بك يا رسول الله وشرفنا، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): أبشر يا علي ما من عبد

____________

(1) القمر: 54، 55.

(2) المناقب 276 / ح 259.

(3) الكافي 1 / 435 ح 91.


الصفحة 240
انتحل مودتك إلا بعثه الله معنا يوم القيامة.

وجاء في رواية أخرى يا علي أما علمت أنه من أحبنا وانتحل مودتنا وانتحل محبتنا أسكنه الله معنا، وتلا هذه الآية * (إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر) *(1).

الثالث: شرف الدين النجفي عن أبي جعفر الطوسي رويناه بالإسناد إلى جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): من أحبك وتولاك أسكنه الله معنا في الجنة، ثم تلا رسول الله (صلى الله عليه وآله) * (إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر) *(2).(3)

____________

(1) بحار الأنوار 27 / 130 ح 120.

(2) القمر: 54، 55.

(3) تأويل الآيات 2 / 629 ح 1.


الصفحة 241

الباب السابع والأربعون والمائة

في قوله تعالى * (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها) *.(1)

من طريق العامة وفيه حديث واحد


من تفسير مجاهد وأبي يوسف يعقوب بن سفيان قال ابن عباس في قوله تعالى * (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما) * إن دحية الكلبي جاء يوم الجمعة من الشام بالميرة فنزل عند أحجار الزيت، ثم ضرب بالطبول ليؤذن الناس بقدومه، فنفر الناس إليه إلا علي والحسن والحسين وفاطمة وسلمان وأبو ذر والمقداد وصهيب، وتركوا النبي (صلى الله عليه وآله) قائما يخطب على المنبر فقال النبي (عليه السلام): لقد نظر الله إلى مسجدي يوم الجمعة، فلولا هؤلاء الثمانية الذين جلسوا في مسجدي لأضرمت المدينة على أهلها نارا وحصبوا بالحجارة كقوم لوط ونزل فيهم * (رجال لا تلهيهم تجارة) *(2).

الباب الثامن والأربعون والمائة

في قوله تعالى * (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها) *

من طريق الخاصة وفيه ثلاثة أحاديث


الأول: الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص قال: روي عن جابر الجعفي قال: كنت ليلة من بعض الليالي عند أبي جعفر (عليه السلام) فقرأت هذه الآية * (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله) *(3) قال: فقال (عليه السلام): مه يا جابر كيف قرأت قال قلت * (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله) * قال: هذا تحريف يا جابر قال: قلت: كيف اقرأ جعلني الله فداك؟ قال: فقال * (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر الله) * هكذا نزلت يا جابر، لو كان سعيا لكان عدوا لما كرهه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لقد كان يكره أن يعدو الرجل إلى الصلاة، يا جابر لم سميت الجمعة يوم الجمعة؟ قال: قلت: تخبرني جعلني الله فداك.

____________

(1) الجمعة: 11.

(2) مناقب آل أبي طالب 1 / 407.

(3) الجمعة: 9.


الصفحة 242
قال: أفلا أخبرك بتأويله الأعظم قال: قلت: بلى جعلني الله فداك.

قال: فقال: يا جابر سمى الله الجمعة جمعة لأن الله عز وجل جمع في ذلك اليوم الأولين والآخرين، وجميع ما خلق الله من الجن والإنس وكل شئ خلق ربنا، والسماوات والأرضين والبحار والجنة والنار، وكل شئ خلق الله في الميثاق، فأخذ الميثاق منهم له بالربوبية ولمحمد (صلى الله عليه وآله) بالنبوة ولعلي (عليه السلام) بالولاية، وفي ذلك اليوم قال الله للسماوات والأرض * (ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) *(1) فسمى الله ذلك اليوم الجمعة لجمعه فيه الأولين والآخرين.

ثم قال عز وجل * (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة) *(2) من يومكم هذا الذي جمعكم، فيه والصلاة أمير المؤمنين، يعني بالصلاة الولاية وهي الولاية الكبرى، ففي ذلك اليوم أتت الرسل والأنبياء والملائكة وكل شئ خلق الله والثقلان الجن والإنس، والسماوات والأرضون والمؤمنون بالتلبية لله عز وجل * (فامضوا إلى ذكر الله) *.

وذكر الله أمير المؤمنين * (وذروا البيع) * يعني الأول * (ذلكم) * يعني بيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) وولايته * (خير لكم) * من بيعة الأول وولايته إن كنتم تعلمون * (فإذا قضيت الصلاة) * يعني بيعة أمير المؤمنين * (فانتشروا في الأرض) * يعني بالأرض الأوصياء، أمر الله بطاعتهم وولايتهم كما أمر بطاعة الرسول وطاعة أمير المؤمنين كنى الله في ذلك عن أسمائهم فسماهم بالأرض، وابتغوا من فضل الله، قال جابر: * (وابتغوا من فضل الله) * قال: تحريف، هكذا أنزلت: وابتغوا من فضل الله على الأوصياء * (واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) *.

ثم خاطب الله عز وجل في ذلك الموقف محمدا (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمد إذا رأوا، الشكاك والجاحدون * (تجارة) * يعني الأول * (أو لهوا) * يعني الثاني انصرفوا إليها قال: قلت (انفضوا إليها) * قال تحريف هكذا نزلت * (وتركوك) * مع علي * (قائما) * قل يا محمد * (ما عند الله) * من ولاية علي والأوصياء * (خير من اللهو ومن التجارة) * يعني بيعة الأول والثاني.

(للذين اتقوا) قال: قلت: ليس فيها (للذين اتقوا)! فقال: بلى هكذا نزلت الآية، وأنتم هم الذين اتقوا * (والله خير الرازقين) *(3).

الثاني: محمد بن العباس قال: حدثنا عبد العزيز عن المغيرة بن محمد عن عبد الغفار بن محمد عن قيس بن الربيع عن حصين عن سالم بن الجعد عن جابر بن عبد الله، قال ورد المدينة عير فيها

____________

(1) فصلت: 11.

(2) الجمعة: 9.

(3) الإختصاص: 128 - 130.