الثالث: محمد بن العباس قال: حدثنا أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد بن سيار عن محمد ابن خالد عن الحسن بن سيف عن عميرة عن عبد الكريم بن عمرو عن جعفر الأحمر بن سيار عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما، قال: انفضوا عنه إلا علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فأنزل الله عز وجل * (قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين) *(2).
____________
(1) تأويل الآيات 2 / 692 ح 3.
(2) تأويل الآيات 2 / 692 ح 4.
الباب التاسع والأربعون والمائة
في قوله تعالى * (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) *(1)
الأول: محمد بن العباس من طريق العامة قال: حدثنا علي بن عبيد ومحمد بن القاسم قالا جميعا: حدثنا الحسين بن الحكم عن حسن بن حسين عن حبان بن علي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى * (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) * قال: نزلت في علي وحمزة وعبيدة بن الحرث عليهم السلام وسهل بن حنيف والحارث بن الصرة وأبي دجانة الأنصاري رضي الله عنهم.(2)
الثاني: محمد بن العباس من طريق العامة قال: حدثنا الحسين بن محمد عن حجاج بن يوسف عن بشر بن الحسين عن الزبير بن عدي عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله عز وجل * (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) * قال: قلت: من هؤلاء؟ قال علي بن أبي طالب (عليه السلام) وحمزة أسد الله وأسد رسوله وعبيدة بن الحرث والمقدام بن الأسود عليهم السلام.(3)
الثالث: محمد بن العباس من طريق العامة عن عبد العزيز بن يحيى عن ميسرة بن محمد عن إبراهيم بن محمد عن ابن فضيل عن حسان بن عبيد الله عن الضاحك بن مزاحم عن ابن عباس رحمه الله قال: كان علي (عليه السلام) إذا صف إلى القتال كأنه بنيان مرصوص يتبع ما قال الله فيه، فمدحه الله، وما قتل من المشركين كقتله [ أحد ](4)
الرابع: الحبري عن ابن عباس أنها نزلت في علي وحمزة وعبيدة وسهل بن حنيف والحارث بن الصمة وأبي دجانة.(5)
____________
(1) الصف: 4.
(2) تأويل الآيات 2 / 685 ح 1.
(3) تأويل الآيات 2 / 685 ح 2.
(4) تأويل الآيات 2 / 685 ح 3.
(5) تفسير الحبري: ح 46.
الباب الخمسون والمائة
في قوله تعالى * (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) *
صاحب تحفة الإخوان عن محمد بن العباس بحذف الإسناد عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: نزلت في علي بن أبي طالب وحمزة وعبيدة بن الحرث وسهل بن حنيف والحارث بن الصمة وأبي دجانة الأنصاري والمقداد بن الأسود الكندي.(1)
____________
(1) شواهد التنزيل: 2 / 337 ح 977.
الباب الحادي والخمسون والمائة
في قوله تعالى * (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان) *(1)
محمد بن العباس من طريق العامة قال: حدثنا علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن يحيى ابن صالح عن الحسين الأشقر عن عيسى بن راشد عن أبي بصير عن عكرمة عن ابن عباس رحمه الله قال: فرض الله الاستغفار لعلي (عليه السلام) في القرآن على كل مسلم وهو قوله تعالى: * (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان) * وهو سابق الأمة.(2)
الباب الثاني والخمسون والمائة
في قوله تعالى * (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان) *
الشيخ الطوسي في كتاب المجالس قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الهمداني بالكوفة قال: حدثنا محمد بن المفضل ابن إبراهيم بن قيس الأشعري قال: حدثنا علي بن حسان الواسطي قال: حدثنا عبد الرحمن بن كثير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين عليهم السلام عن الحسن بن علي عليهما السلام في خطبة خطبها عند صلحه ومعاوية، فقال (عليه السلام) فيها بمحضر معاوية وقد ذكر (عليه السلام) فضائل علي (عليه السلام) إلى أن قال: فصدق أبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) سابقا ووقاه بنفسه، ثم لم يزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) في كل موطن يقدمه ولكل شديدة يرسله ثقة منه به وطمأنينته إليه، لعلمه بنصيحته لله عز وجل ورسوله، وأنه أقرب المقربين من الله ورسوله وقد قال الله عز وجل: * (والسابقون السابقون أولئك المقربون) *(3) فكان أبي سابق السابقين إلى الله عز وجل وإلى رسوله (صلى الله عليه وآله)، وأقرب الأقربين، وقد قال الله تعالى: * (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة) *(4) فأبي كان أولهم
____________
(1) الحشر: 10.
(2) تأويل الآيات 2 / 681 ح 8.
(3) الواقعة: 10، 11.
(4) الحديد: 10.
والخطبة طويلة تقدمت بطولها في الباب الثاني من المقصد الثاني وهو الحديث السادس والعشرون منه.
____________
(1) الحشر: 11.
(2) التوبة: 100.
(3) أمالي الطوسي 563 / مجلس 21 / ح 1.
الباب الثالث والخمسون والمائة
في قوله تعالى * (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان) *(1).
الأول: المالكي في الفصول المهمة عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله * (مرج البحرين يلتقيان) * قال: علي وفاطمة * (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) * الحسن والحسين، ورواه صاحب كتاب الدرر.(2)
الثاني: محمد بن العباس من طريق العامة قال: حدثنا علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن محمد بن صلت عن أبي الجارود زياد بن المنذر عن الضحاك عن ابن عباس قال: قوله عز وجل * (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان) * قال: مرج البحرين علي وفاطمة عليهما السلام، بينهما برزخ لا يبغيان، قال: النبي صلى الله: يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان، قال: الحسن والحسين عليهما السلام.(3)
الثالث: أبو علي الطبرسي روى من طريق العامة وغيرهم عن سلمان الفارسي رضي الله عنه وسعيد بن جبير وسفيان الثوري أن البحرين علي وفاطمة عليهما السلام، بينهما برزخ محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان الحسن والحسين عليهما السلام.(4)
الرابع: ابن شهرآشوب من طريق العامة وغيرهم عن الخركوشي في كتاب اللوامع وشرف المصطفى، وأبو بكر الشيرازي في كتابه وأبي صالح وأبي إسحاق الثعلبي وعلي بن أحمد الطائي وابن علوية القطان في تفاسيرهم، عن سعيد بن جبير وسفيان الثوري وأبو نعيم الأصفهاني فيما نزل في القرآن في أمير المؤمنين عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس وعن أبي مالك عن ابن عباس والقاضي النظيري عن سفيان بن عيينة عن جعفر الصادق (عليه السلام) واللفظ له في قوله تعالى * (مرج البحرين يلتقيان) * قال: علي وفاطمة بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه.
وفي رواية * (بينهما برزخ) * رسول الله (صلى الله عليه وآله) * (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) * قال: الحسن
____________
(1) الرحمن: 19، 20.
(2) الإلمام للنويري: 5 / 301، وتذكرة الخواص: 212.
(3) تأويل الآيات 2 / 636 ح 13.
(4) مجمع البيان.
الخامس: عن أبي معاوية الضرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي عباس أن فاطمة عليها السلام بكت للجوع والعري، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): اقنعي يا فاطمة بزوجك، فوالله إنه سيد في الدنيا سيد في الآخرة، وأصلح بينهما فأنزل الله تعالى * (مرج البحرين يلتقيان) *(2) يقول: أنا الله أرسلت البحرين علي بن أبي طالب بحر العلوم وفاطمة بحر النبوة يلتقيان يتصلان، أنا الله أوقعت الوصلة بينهما ثم قال: * (بينهما برزخ) * مانع، رسول الله يمنع علي بن أبي طالب أن يحزن لأجل الدنيا، ويمنع فاطمة أن تخاصم بعلها لأجل الدنيا.
* (فبأي آلاء ربكما) * يا معشر الجن والإنس * (تكذبان) * بولاية أمير المؤمنين وحب فاطمة الزهراء قال: * (اللؤلؤ) * الحسن * (والمرجان) * الحسين لأن اللؤلؤ الكبار والمرجان الصغار.
ولا غرو أن يكونا بحرين لسعة فضلهما وكثرة خيرهما، فإن البحر إنما سمي بحرا لسعته، وأجرى النبي (عليه السلام) فرسا فقال: وجدته بحرا.(3)
السادس: كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة عن المبارك بن مسرور قال: أخبرني القاضي أبو عبد الله قال: حدثني أبي رحمه الله قال: أخبرني أبو غالب محمد بن عبد الله يرفعه إلى أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال: سئل ابن عباس عن قول الله عز وجل * (مرج البحرين يلتقيان) * فقال: علي وفاطمة * (بينهما برزخ لا يبغيان) *(4) رسول الله (صلى الله عليه وآله) و * (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) *(5) الحسن والحسين عليهما السلام.(6)
السابع: الثعلبي في تفسيره في تفسير هذه الآية قال: أخبرني الحسين بن محمد بن الحسين الدينوري قال: حدثنا موسى بن محمد بن علي بن عبد الله قال: قرأ أبي علي أبي محمد الحسن بن علوية القطان من كتابه وأنا أسمع، حدثنا بعض أصحابنا، حدثني رجل من أهل مصر يقال له:
طسم، حدثنا أبو حذيفة عن أبيه عن سفيان الثوري في قول الله عز وجل * (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان) * قال: فاطمة وعلي * (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) * قال: الحسن والحسين.
قال الثعلبي: وروى هذا القول أيضا عن سعيد بن جبير وقال: بينهما برزخ محمد (صلى الله عليه وآله).(7)
____________
(1) مناقب آل أبي طالب 3 / 101.
(2) الرحمن: 19.
(3) مناقب آل أبي طالب 3 / 101.
(4) الرحمن: 20.
(5) الرحمن: 22.
(6) الدر المنثور 6 / 143.
(7) العمدة: 400 ح 810 - 811 عن الثعلبي المخطوط، والدر المنثور: 6 / 142.
الباب الرابع والخمسون والمائة
في قوله تعالى * (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان) *
الأول: علي بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن يحيى بن سعيد العطار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول في قول الله عز وجل * (مرج البحرين يلتقيان) *: أمير المؤمنين وفاطمة عليهما السلام * (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) *(1) الحسن والحسين عليهما السلام.(2)
الثاني: ابن بابويه قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أسعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد الأصبهاني عن سليمان بن داود المنقري عن يحيى بن سعيد العطار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول * (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان) * قال: علي وفاطمة بحران من العلم عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه * (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) * الحسن والحسين عليهما السلام.(3)
الثالث: محمد بن العباس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن محفوظ بن بشير عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله عز وجل * (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان) * قال: لا يبغي علي على فاطمة، ولا فاطمة تبغي على علي * (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) *(4) قال: الحسن والحسين عليهما السلام.(5)
الرابع: محمد بن العباس قال: حدثنا جعفر بن سهل عن أحمد بن محمد عن عبد الكريم عن يحيى عن عبد الحميد عن قيس عن الربيع عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد في قوله عز وجل * (مرج البحرين يلتقيان) * قال: علي وفاطمة لا يبغي هذا على هذه، ولا هذه على هذا * (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) * قال: الحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين(6).
____________
(1) الرحمن: 22.
(2) تفسير القمي 2 / 344.
(3) الخصال 65 / 96.
(4) الرحمن: 19، 20.
(5) تأويل الآيات: 2 / 635 ح 11، وبحار الأنوار 24 / 97 ح 1.
(6) تأويل الآيات: 2 / 636 ح 12، وبحار الأنوار 24 / 97 ح 2.
____________
(1) الواقعة: 20.
(2) بحار الأنوار 24 / 98 ح 4.
الباب الخامس والخمسون والمائة
في قوله تعالى * (والذي جاء بالصدق وصدق به) *
الأول: ابن المغازلي الشافعي في المناقب يرفعه إلى مجاهد في قوله تعالى * (والذي جاء بالصدق وصدق به) * قال: جاء به محمد، وصدق به علي.(1)
الثاني: من كتاب الحبري يرفعه عن ابن عباس مثل الحديث الأول.(2)
الثالث: أبو نعيم الحافظ في كتاب حلية الأولياء مثل الأول.(3)
الرابع: أبو نعيم الحافظ الأصفهاني بإسناده عن ليث عن مجاهد في قول الله عز وجل: * (والذي جاء بالصدق وصدق به) * علي بن أبي طالب (عليه السلام)(4).
الباب السادس والخمسون والمائة
في قوله تعالى * (والذي جاء بالصدق وصدق به) *(5)
الأول: محمد بن العباس قال: حدثنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن إسماعيل بن همام عن أبي الحسن (عليه السلام) في قول الله عز وجل * (والذي جاء بالصدق وصدق به) * قال: الذي جاء بالصدق رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وصدق به علي بن أبي طالب (عليه السلام).(6)
الثاني: ابن شهرآشوب عن علماء أهل البيت عن الباقر والصادق والكاظم والرضا وزيد بن علي عليهم السلام في قوله تعالى * (والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون) * قالوا: هو علي (عليه السلام).(7)
____________
(1) مناقب ابن المغازلي / 174 ح 137.
(2) تفسير الحبري: ح 42، وشواهد التنزيل: 2 / 179 ح 814 وما قبله.
(3) رواه في كتاب ما نزل من القرآن في علي: 240، وتاريخ دمشق: 42 / 359 ط دار الفكر.
(4) بحار الأنوار 31 / 411 ح 8.
(5) الزمر: 32.
(6) تأويل الآيات 2 / 517 ح 18.
(7) مناقب آل أبي طالب: 2 / 288.
الرابع: الطبرسي في مجمع البيان * (الذي جاء بالصدق وصدق به) * علي بن أبي طالب عن مجاهد ورواه الضاحك عن ابن عباس، قال: وهو المروي عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وعليهم.(2)
____________
(1) روضة الواعظين: 104.
(2) مجمع البيان 8 / 489.
الباب السابع والخمسون والمائة
في قوله تعالى * (ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون
ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا) *(1)
أبو علي الطبرسي قال: روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بالإسناد إلى علي (عليه السلام) أنه قال: " أنا ذلك الرجل السلم لرسول الله "(2).
الباب الثامن والخمسون ومائة
في قوله تعالى: * (ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل) *
الأول: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: * (ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا) * قال: أما الذي فيه شركاء متشاكسون، فلأن الأول يجمع المتفرقون ولايته وهم في ذلك يلعن بعضهم بعضا ويبرأ بعضهم من بعض، فأما رجل سلم لرجل فإنه الأول حقا وشيعته - ثم قال -: إن اليهود تفرقوا من بعد موسى (عليه السلام) على إحدى وسبعين فرقة، منها فرقة في الجنة وسبعون فرقة في النار، وتفرقت النصارى بعد عيسى (عليه السلام) على اثنين وسبعين فرقة، فرقة منها في الجنة وإحدى وسبعون في النار، وتفرقت هذه الأمة بعد نبيها (صلى الله عليه وآله) على ثلاث وسبعين فرقة، اثنتان وسبعون فرقة في النار وفرقة في الجنة، ومن الثلاث والسبعين فرقة ثلاث عشرة فرقة تنتحل ولايتنا ومودتنا، اثنتا عشرة فرقة منها في النار وفرقة في الجنة، وستون فرقة من سائر الناس في النار(3).
الثاني: ابن بابويه قال: حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رحمه الله) قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى بالبصرة قال: حدثني المغيرة بن محمد قال: حدثنا رجا بن سلمة عن جابر
____________
(1) الزمر: 29.
(2) في شواهد التنزيل للحسكاني (2 / 176): السليم.
(3) الكافي: 8 / 224 ح 283.
الثالث: محمد بن العباس قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى عن عمرو بن محمد تركي عن أبي محمد بن الفضل عن محمد بن شعيب عن قيس بن الربيع عن المنذر الثوري عن محمد بن الحنفية عن أبيه (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (ورجلا سلما لرجل) *: " أنا ذلك الرجل السلم لرسول الله (صلى الله عليه وآله) "(2).
الرابع: محمد بن العباس قال: حدثنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن ابن بكير عن حمران قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول في قول الله عز وجل: * (وضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما) *: " هو علي (عليه السلام) * (لرجل) * هو النبي (صلى الله عليه وآله) وشركاء متشاكسون أي: مختلفون وأصحاب علي مجتمعون على ولايته "(3).
الخامس: محمد بن العباس قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن بن سالم عن أحمد بن عبد الله بن عيسى بن مصقلة القمي عن بكير بن الفضل عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل: * (ورجلا سلما لرجل) * قال: " الرجل السالم لرجل علي (عليه السلام) وشيعته "(4).
السادس: ابن شهرآشوب والطبرسي عن العياشي بالإسناد عن أبي خالد عن الباقر (عليه السلام) قال:
" الرجل السالم حقا علي وشيعته "(5).
السابع: الحسن بن زيد عن آبائه * (ورجلا سلما لرجل) * هذا مثلنا أهل البيت(6).
الثامن: علي بن إبراهيم في تفسيره في قوله: * (ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون) * فإنه مثل ضربه الله لأمير المؤمنين وشركائه الذين ظلموه وغصبوه حقه، وقوله: * (متشاكسون) * أي متباغضون، قوله: * (ورجلا سلما لرجل) * أمير المؤمنين (عليه السلام) سلم لرسول الله (صلى الله عليه وآله)(7).
____________
(1) معاني الأخبار: 59.
(2) بحار الأنوار: 24 / 161 ح 10 و 11.
(3) تأويل الآيات: 2 / 515 ح 12، البرهان: 4 / 75 ح 4.
(4) كنز الفوائد: 270، بحار الأنوار: 24 / 160 ح 8.
(5) مجمع البيان: 8 / 775، بحار الأنوار: 31 / 15 عن المناقب.
(6) بحار الأنوار: 31 / 343 ح 15.
(7) تفسير القمي: 2 / 251 ضمن تفسير الآية 29 من سورة الزمر.
الباب التاسع والخمسون ومائة
في قوله تعالى: * (أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه) *
ابن شهرآشوب عن الواحدي في " أسباب النزول " و " الوسيط " قال عطاء في قوله تعالى: * (أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه) *: نزلت في علي وحمزة، فويل للقاسية قلوبهم في أبي لهب وولده(1).
الباب الستون ومائة
في قوله تعالى: * (أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه) *
عن علي بن إبراهيم في تفسيره، وهو منسوب إلى الصادق (عليه السلام) قال: قال: نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام)(2).
____________
(1) مناقب آل أبي طالب: 1 / 293.
(2) تفسير القمي: 2 / 251 ضمن تفسير الآية 22 من سورة الزمر.
الباب الحادي والستون ومائة
في قوله تعالى: * (وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي
ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا
إنك من أصحاب النار * أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو
رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب) *
ابن شهرآشوب، عن النيسابوري في " روضة الواعظين " أنه قال عروة بن الزبير: سمع بعض التابعين أنس بن مالك يقول: نزلت في علي (عليه السلام) * (أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما) * الآية قال الرجل: فأتيت عليا وقت المغرب فوجدته يصلي ويقرأ القرآن إلى أن طلع الفجر، ثم جدد وضوءه وخرج إلى المسجد وصلى بالناس صلاة الفجر، ثم قعد في التعقيب إلى أن طلعت الشمس، ثم قصده الناس فجعل يقضي بينهم إلى أن قام إلى صلاة الظهر فجدد الوضوء ثم صلى بأصحابه الظهر، ثم قعد في التعقيب إلى أن صلى بهم العصر، ثم كان يحكم بين الناس ويفتيهم إلى أن غابت الشمس(1).
الباب الثاني والستون ومائة
في قوله تعالى: * (وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه) * إلى قوله
* (أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه
قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب) *
الأول: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار الساباطي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل:
* (وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه) * قال: نزلت في أبي الفضيل أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان عنده
____________
(1) مناقب آل أبي طالب: 1 / 389، روضة الواعظين: 117.
" فهذا تأويله يا عمار "(1).
الثاني: ابن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري عن سعد عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب) * قال أبو جعفر: " إنما نحن الذين يعلمون، والذين لا يعلمون عدونا وشيعتنا أولوا الألباب "(2).
الثالث: ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر ابن سويد عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله عز وجل: * (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب) * قال: " نحن الذين يعلمون، وعدونا الذين لا يعلمون، وشيعتنا أولوا الألباب "(3).
الرابع: ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه قال:
كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ دخل عليه أبو بصير وذكر حديثا في فضل الشيعة إلى أن قال (عليه السلام): " يا أبا محمد لقد ذكرنا الله عز وجل وشيعتنا وعدونا في آية من كتابه فقال عز وجل: * (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب) * فنحن الذين يعلمون، وعدونا الذين لا يعلمون، وشيعتنا أولوا الألباب "(4).
الخامس: محمد بن الحسن الصفار في " بصائر الدرجات " عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله تعالى: * (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب) * فقال: " نحن الذين
____________
(1) الكافي: 8 / 204 ح 246.
(2) الكافي: 1 / 212 ح 1.
(3) الكافي: 1 / 212 ح 2.
(4) الكافي: 8 / 35 ح 6.