السادس: الصفار عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن محمد عن علي عن أبي بصير قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: * (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب) * قال: " نحن الذين نعلم، وعدونا الذين لا يعلمون، وشيعتنا أولوا الألباب "(2).
السابع: الصفار عن محمد بن الحسين عن أبي داود المشرق عن محمد بن مروان قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): * (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب) * قال: " نحن الذين نعلم، وعدونا الذين لا يعلمون، وشيعتنا الذين أولوا الألباب "(3).
الثامن: أحمد بن محمد بن خالد البرقي في كتاب " المحاسن " عن أبيه عن من ذكره عن أبي علي حسان العجلي قال: سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) - وأنا جالس - عن قول الله عز وجل: * (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب) * قال: " نحن الذين يعلمون، وعدونا الذين لا يعلمون، وشيعتنا أولوا الألباب "(4).
التاسع: أحمد بن محمد هذا عن ابن فضال عن علي بن عقبة بن خالد قال: دخلت أنا ومعلى ابن خنيس على أبي عبد الله (عليه السلام) وليس هو في مجلسه، فخرج علينا من جانب البيت من عند نسائه وليس عليه جلباب؟ فلما نظر إلينا رحب فقال: " مرحبا بكما وأهلا " ثم جلس وقال: " أنتم أولوا الألباب في كتاب الله، قال تبارك وتعالى: * (إنما يتذكر أولوا الألباب) * "(5).
العاشر: محمد بن العباس قال: حدثنا علي بن أحمد بن حاتم عن حسن بن عبد الواحد عن إسماعيل بن صبيح عن سفيان بن إبراهيم عن عبد المؤمن عن سعد بن مجاهد عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: * (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب) * فقال: نحن الذين يعلمون، وعدونا الذين لا يعلمون، وشيعتنا أولوا الألباب(6).
الحادي عشر: محمد بن العباس قال: حدثنا عبد الله بن زيدان بن بريد عن محمد بن أيوب عن جعفر بن عمرو عن يوسف بن يعقوب الجعفي عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) * قال: نحن الذين يعلمون وعدونا الذين
____________
(1) بصائر الدرجات: 54 ح 1.
(2) بصائر الدرجات: 55 ح 4.
(3) بصائر الدرجات: 54 ح 2.
(4) المحاسن: 1 / 169 ح 134.
(5) المحاسن: 1 / 169 ح 135.
(6) بحار الأنوار: 24 / 119 ح 2.
الثاني عشر: علي بن إبراهيم في تفسيره المنسوب إلى الصادق (عليه السلام) قال: قوله: * (قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار) * قال: نزلت في أبي فلان ثم قال: * (أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة) * نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام) * (ويرجو رحمة ربه) * قال: يا محمد * (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب) * يعني أولي العقول(2).
____________
(1) بحار الأنوار: 24 / 119 ذيل ح 2.
(2) تفسير القمي: 2 / 249، ضمن تفسير الآية 8 - 9 من سورة الزمر.
الباب الثالث والستون ومائة
في قوله تعالى: * (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما) *
أبو المؤيد موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة يرفعه إلى ابن عباس قال: سأل قوم النبي (صلى الله عليه وآله):
فيمن نزلت هذه الآية؟ قال: إذا كان يوم القيامة، عقد لواء من نور أبيض ونادى مناد ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا بعد بعث محمد (صلى الله عليه وآله)، فيقوم علي بن أبي طالب (عليه السلام) فيعطى اللواء من النور الأبيض بيده وتحته جميع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار لا يخالطهم غيرهم حتى يجلس على منبر من نور رب العزة ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا فيعطيه أجره ونوره، فإذا أتى على آخرهم قيل لهم: قد عرفتم صفتكم ومنازلكم في الجنة إن ربكم يقول: إن لكم عندي مغفرة وأجرا عظيما - يعني الجنة، فيقوم علي والقوم تحت لوائه معه يدخل بهم الجنة، ثم يرجع إلى منبره فلا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنة وينزل أقواما على النار فذلك قوله تعالى: * (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم) * يعني كفروا وكذبوا بالولاية وبحق علي(1).
____________
(1) بحار الأنوار: 8 / 4 ح 6.
الباب الرابع والستون ومائة
في قوله تعالى: * (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما) *
الشيخ الطوسي في أماليه قال: أخبرنا الحفار قال: حدثنا أبي قال: حدثنا دعبل قال: حدثنا مجاشع بن عمرو عن ميسرة بن عبيد الله عن عبد الكريم الحزري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس:
أنه سئل عن قول الله عز وجل: * (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما) * قال: سأل قوم النبي (صلى الله عليه وآله) فقالوا: فيمن نزلت هذه الآية يا نبي الله؟ قال: إذا كان يوم القيامة، عقد لواء من نور أبيض ونادى مناد ليقم سيد المؤمنين، فيقوم علي بن أبي طالب، فيعطي الله اللواء من النور الأبيض بيده تحته جميع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار لا يخالطهم غيرهم حتى يجلس على منبر من نور رب العزة ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا فيعطي أجره ونوره فإذا أتى على آخرهم قيل لهم قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنة إن ربكم يقول لكم: عندي لكم مغفرة وأجر عظيم - يعني الجنة، فيقوم علي بن أبي طالب والقوم تحت لوائه معه حتى يدخل الجنة، ثم يرجع إلى منبره ولا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنة ويترك أقواما على النار، فذلك قوله عز وجل * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجرهم ونورهم) * يعني السابقين الأولين والمؤمنين وأهل الولاية له وقوله: * (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم) * هم الذين قاسم عليهم النار فاستحقوا الجحيم(1).
____________
(1) أمالي الطوسي: 378 ح 810.
الباب الخامس والستون ومائة
في قوله: * (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون
والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم) *
الأول: ابن شهرآشوب عن علي بن الجعد عن الحسن عن ابن عباس في قوله تعالى: * (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون) * قال: صديق هذه الأمة علي بن أبي طالب هو الصديق الأكبر والفاروق الأعظم، ثم قال: * (والشهداء عند ربهم) * قال ابن عباس: وهم علي وحمزة وجعفر فهم صديقون وهم شهداء الرسل على أممهم إنهم قد بلغوا الرسالة ثم قال: * (لهم أجرهم) * على التصديق بالنبوة * (ونورهم) * على الصراط(1).
الثاني: الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي في كتابه " المستخرج من تفاسير الاثني عشر " في تفسير قوله تعالى: * (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم) * يرفعه إلى ابن عباس قال: * (والذين آمنوا بالله ورسله) * يعني صدقوا بالله أنه واحد علي ابن أبي طالب، وحمزة بن عبد المطلب، وجعفر الطيار * (أولئك هم الصديقون) * قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
صديق هذه الأمة علي بن أبي طالب، وهو الصديق الأكبر والفاروق الأعظم(2).
الثالث: الحديث المتقدم في البابين المتقدمين عن موفق بن أحمد عن ابن عباس حديث اللواء والمنبر(3).
____________
(1) بحار الأنوار: 34 / 215 ح 21 عن المناقب.
(2) بحار الأنوار: 31 / 412 ح 10، عن الطرائف.
(3) مناقب الخوارزمي: 129 ح 143 و: 159 ح 188.
الباب السادس والستون ومائة
في قوله تعالى: * (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون) *
الأول: الشيخ في التهذيب بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى عن مروان عن أبي حضرة عن من سمع علي بن الحسين (عليه السلام) يقول وذكر الشهداء قال: فقال بعضنا في المبطون وقال: بعضنا في الذي يأكله السبع وقال: بعضنا غير ذلك مما يذكر في الشهادة فقال إنسان: ما كنت أدري أن الشهيد إلا من قتل في سبيل الله، فقال علي بن الحسين (عليه السلام): إن الشهداء إذن لقليل ثم قرأ هذه الآية * (الذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم) * ثم قال: هذه لنا ولشيعتنا(1).
الثاني: أحمد بن محمد بن خالد البرقي عن أبيه عن حمزة بن عبد الله الجعفري عن جميل بن دراج عن عمرو بن مروان عن الحارث بن حضيرة عن زيد بن أرقم عن الحسين بن علي (عليهما السلام) قال: ما من شيعتنا إلا صديق شهيد قال: قلت: جعلت فداك أنى يكون ذلك وعامتهم يموتون على فراشهم؟ فقال: أما تتلو كتاب الله في الحديد: * (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم) * قال: فقلت: كأني لم أقرأ هذه الآية من كتاب الله عز وجل قط، قال: لو كان الشهداء ليس إلا كما تقول، لكان الشهداء قليلا(2).
الثالث: أحمد بن محمد هذا عن أبي يوسف يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن عمر ابن عاصم عن منهال القصاب قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أدع الله لي بالشهادة فقال: إن المؤمن لشهيد حيث مات أو ما سمعت قول الله في كتابه: * (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم) *(3).
الرابع: الطبرسي قال: روى العياشي عن منهال القصاب، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أدع الله أن يرزقني الشهادة فقال: إن المؤمن شهيد وقرأ هذه الآية(4).
الخامس: الحرث بن المغيرة قال: كنا عند أبي جعفر (عليه السلام) قال: العارف منكم بهذا الأمر المنتظر له
____________
(1) التهذيب: 6 / 167 ح 318.
(2) المحاسن: 1 / 164 ح 115.
(3) المحاسن: 1 / 164 ح 117.
(4) مجمع البيان: 9 / 359.
السادس: شرف الدين النجفي قال: روى صاحب كتاب البشارات مرفوعا إلى الحسن بن أبي حمزة عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك قد كبر سني ودق عظمي واقترب أجلي وقد خفت أن يدركني قبل هذا الأمر الموت قال: فقال لي: يا أبا حمزة أو ما ترى الشهيد إلا أن قتل؟
قلت: نعم جعلت فداك فقال لي: يا أبا حمزة من آمن بنا وصدق حديثنا وانتظر أمرنا كان كمن قتل تحت راية القائم، بل والله تحت راية رسول الله (صلى الله عليه وآله)(2).
السابع: أبو بصير قال: قال الصادق (عليه السلام): يا أبا محمد إن الميت على هذا الأمر شهيد، قال: قلت:
جعلت فداك وإن مات على فراشه؟ قال: وإن مات على فراشه فإنه حي يرزق(3).
الثامن: محمد بن يعقوب بإسناده عن الحلبي يحيى عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير قال:
قلت لأبي عبد الله: جعلت فداك أرأيت الراد على هذا الأمر فهو كالراد عليكم؟ فقال: يا أبا محمد من رد عليك هذا الأمر فهو كالراد على رسول الله وعلى الله تبارك وتعالى، يا أبا محمد إن الميت منكم على هذا الأمر شهيد، قال قلت: وإن مات على فراشه؟ قال: إي والله وإن مات على فراشه حي عند ربه يرزق(4).
التاسع: ابن يعقوب بإسناده عن عبد الله بن مسكان عن مالك الجهني قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا مالك أما ترضون أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتكفوا أيديكم وألسنتكم وتدخلون الجنة، يا مالك إنه ليس من قوم ائتموا بإمام في الدنيا إلا جاء يوم القيامة يلعنهم ويلعنونه إلا أنتم ومن كان على مثل حالكم، يا مالك إن الميت منكم والله على هذا الأمر لشهيد بمنزلة الضارب بسيفه في سبيل الله(5).
العاشر: ابن بابويه عن أبيه بإسناد يرفعه إلى أبي بصير ومحمد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
حدثني أبي عن جدي عن آبائه: أن أمير المؤمنين (عليه السلام) علم أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب
____________
(1) مجمع البيان: 9 / 359، بحار الأنوار: 24 / 38 ح 15.
(2) بحار الأنوار: 61 / 141 ح 86، عن كنز الفوائد.
(3) بحار الأنوار: 61 / 141 ح 86.
(4) الكافي: 8 / 146 ح 120.
(5) الكافي: 8 / 146 ح 122.
الحادي عشر: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال لأصحابه: الزموا الأرض واصبروا على البلاء ولا تحركوا بأيديكم وسيوفكم وهوى ألسنتكم ولا تستعجلوا بما لم يعجله الله لكم فإن من مات منكم على فراشه وهو على معرفة ربه وحق رسوله وأهل بيته، مات شهيدا ووقع أجره على الله واستوجب ثواب ما نوى من صالح أعماله وقامت النية مقام مقاتلته بسيفه(2).
الثاني عشر: ابن بابويه في " بشارات الشيعة " عن أبيه قال: حدثني سعد بن عبد الله عن معاوية ابن عمار عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا كان يوم القيامة، يؤتى بأقوام على منابر من نور تتلألأ وجوههم كالقمر ليلة البدر يغبطهم الأولون والآخرون، ثم سكت، ثم أعاد الكلام ثلاثا، فقال عمر بن الخطاب: بأبي أنت وأمي هم الشهداء؟ قال: هم الشهداء وليس هم الشهداء الذين تظنون قال: هم الأنبياء؟ قال: هم الأوصياء، قال: هم الأوصياء وليس هم الأوصياء الذين تظنون، قال: فمن أهل السماء أو من أهل الأرض؟ قال: هم من أهل الأرض، قال:
فأخبرني من هم؟ قال: فأومئ بيده إلى علي (عليه السلام) فقال: هذا وشيعته، ما يبغضه من قريش إلا سفاحي، ولا من الأنصار إلا يهودي، ولا من العرب إلا دعي، ولا من سائر الناس إلا شقي، يا عمر كذب من زعم أنه يحبني ويبغض هذا(3).
____________
(1) الخصال: 636.
(2) بحار الأنوار: 48 / 63، عن شرح النهج.
(3) بحار الأنوار: 7 / 179، عن فضائل الشيعة.
الباب السابع والستون ومائة
في قوله تعالى: * (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس) *
ابن شهرآشوب عن تفسير السدي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى: * (وأنزلنا الحديد) * قال: أنزل الله آدم من الجنة ومعه سيف ذو الفقار خلق من ورق آس الجنة، ثم قال: * (فيه بأس شديد) * فكان يحارب به آدم أعداءه من الجن والشياطين وكان عليه مكتوبا لا يزال أنبيائي يحاربون به نبي بعد نبي وصديق بعد صديق حتى يرثه أمير المؤمنين فيحارب به مع النبي الأمي * (ومنافع للناس) * لمحمد وعلي * (إن الله قوي عزيز) * منيع بالنقمة من الكفار لعلي بن أبي طالب(1).
قال الطبرسي بعد ذلك: وقد روى كافة أصحابنا أن المراد بهذه الآية ذو الفقار أنزل به من السماء على النبي (عليه السلام) وأعطاه عليا (عليه السلام)(2).
____________
(1) مناقب آل أبي طالب: 3 / 339.
(2) مناقب آل أبي طالب: 3 / 339.
الباب الثامن والستون ومائة
في قوله تعالى: * (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان
ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس) *
الأول: محمد بن يعقوب عن محمد بن الحسن وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد ابن يحيى ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أوصى موسى إلى يوشع بن نون، وأوصى يوشع بن نون إلى ولد هارون ولم يوص إلى ولده ولا إلى ولد موسى أن الله عز وجل له الخيرة يختار ما يشاء ممن يشاء، وبشر موسى ويوشع بالمسيح (عليه السلام) فلما أن بعث الله عز وجل المسيح (عليه السلام) قال المسيح لهم: إنه سوف يأتي من بعدي نبي اسمه أحمد من ولد إسماعيل (عليه السلام) يجئ بتصديقي وتصديقكم عذري وعذركم وجرت من بعدي في الحواريين في المستحفظين وإنما سماهم الله عز وجل المستحفظين، لأنهم استحفظوا الاسم الأكبر وهو الكتاب الذي يعلم به علم كل شئ الذي كان مع الأنبياء صلوات الله عليهم، يقول الله عز وجل: * (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان) * الكتاب الاسم الأكبر، وإنما عرف مما يدعى الكتاب التوراة والإنجيل والفرقان فيها كتاب نوح وفيها كتاب صالح وشعيب وإبراهيم (عليهم السلام) فأخبر الله عز وجل: * (إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى) *.
وأين صحف إبراهيم إنما صحف إبراهيم الاسم الأكبر وصحف موسى الاسم الأكبر فلم تزل الوصية في عالم بعد عالم حتى دفعوها إلى محمد (صلى الله عليه وآله) فلما بعث الله محمدا، أسلم له العقب من المستحفظين وكذبه بنو إسرائيل، ودعا إلى الله عز وجل وجاهد في سبيله، ثم أنزل الله جل ذكره عليه أن أعلن فضل وصيك فقال: رب إن العرب قوم جفاة لم يكن فيهم كتاب ولم يبعث إليهم نبيا ولا يعرفون نبوة الأنبياء ولا شرفهم ولا يؤمنون بي إن أنا أخبرتهم بفضل أهل بيتي، فقال الله جل ذكره: * (ولا تحزن عليهم) * * (وقل سلام فسوف يعلمون) * فذكر من فضل وصيه ذكرا فوقع النفاق في قلوبهم فعلم رسول الله ذلك وما يقولون، فقال الله جل ذكره: يا محمد * (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك
* (فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب) * يقول فإذا فرغت فانصب علمك وأعلن وصيك فأعلمهم فضله علانية.
فقال (عليه السلام): " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ثلاث مرات "، ثم قال:
" لأبعثن رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار يعرض بمن رجع ويجبن أصحابه ويجبنونه " وقال (صلى الله عليه وآله): " علي سيد المؤمنين "، وقال: " علي عمود الدين "، وقال: " هذا الذي يضرب الناس بالسيف على الحق بعدي "، وقال: " الحق مع علي أينما مال "، وقال: " إني تارك فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلوا كتاب الله عز وجل وأهل بيتي عترتي يا أيها الناس اسمعوا لقد بلغت أنكم ستردون علي الحوض فأسألكم عما فعلتم في الثقلين الثقلان كتاب الله جل ذكره وأهل بيتي فلا تسبقوهم فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم "، فوقعت الحجة بقول النبي (صلى الله عليه وآله) وبالكتاب الذي يقرأه الناس، فلم يزل يلقي فضل أهل بيته بالكلام ويبين لهم بالقرآن * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * وقال عز ذكره: * (واعلموا أنما غنمتم من شئ فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى) * ثم قال جل ذكره: * (وآت ذا القربى حقه) * وكان علي (عليه السلام) فكان حقه الوصية التي جعلت له، والاسم الأكبر، وميراث العلم، وآثار علم النبوة.
وقال: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * ثم قال: * (وإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت) * يقول: أسألكم عن المودة التي نزلت عليكم فضلها - مودة القربى - بأي ذنب قتلتموهم، وقال جل ذكره: * (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) * قال الكتاب الذكر، وأهله آل محمد (عليهم السلام) وأمر الله عز وجل بسؤالهم ولم يأمر بسؤال الجهال، وسمى الله عز وجل القرآن ذكرا فقال تبارك وتعالى: * (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون) * وقال عز وجل: * (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون) * وقال عز وجل: * (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * وقال عز وجل: * (ولو ردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) * فرد أمر الناس إلى أولي الأمر منهم الذين أمر بطاعتهم وبالرد إليهم، فلما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) من حجة الوداع نزل عليه جبرئيل وقال: * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك فإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين) * فنادى الناس فاجتمعوا وأمر بسمرات فقم
يا رسول الله إن الله جل ذكره قد أحسن إلينا وشرفنا بك وبنزولك بين أظهرنا فقد فرح الله صديقنا وكبت عدونا وقد يأتيك وفود فلا تجد ما تعطيهم فيشمت بك العدو فنحب أن تأخذ ثلث أموالنا حتى إذا قدم عليك وفد مكة وجدت ما تعطيهم فلم يرد رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليهم شيئا وكان ينتظر ما يأتيه من ربه فنزل عليه جبرئيل (عليه السلام) وقال: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * ولم يقبل أموالهم فقال المنافقون: ما أنزل هذا على محمد وما يريد إلا أن يرفع بضبع ابن عمه ويحمل علينا أهل بيته يقول أمس من كنت مولاه فعلي مولاه واليوم قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى، ثم نزل عليه آية الخمس، فقالوا يريد أن يعطيهم أموالنا وفيئنا، ثم أتاه جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد إنك قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك فاجعل الاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة عند علي، فإني لم أترك الأرض إلا ولي فيها علم تعرف به طاعتي وتعرف به ولايتي ويكون حجة لمن يولد بين قبض النبي إلى خروج النبي الآخر قال: فأوصى إليه بالاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة وأوصى إليه بألف كلمة وألف باب تفتح كل كلمة وكل باب ألف كلمة وألف باب(1).
الثاني: سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن هشام بن سالم عن سعد بن طريف عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كنا عنده ثمانية رجال فذكرنا رمضان فقال: لا تقولوا هذا رمضان ولا جاء رمضان ولا ذهب رمضان فإن رمضان اسم من أسماء الله لا يجئ ولا يذهب وإنما يجئ ويذهب الزائل، ولكن قولوا شهر رمضان فالشهر المضاف إلى الاسم والاسم اسم الله، وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن جعله الله سقطا(2) في هذا المكان في الأصل لا يفعل الخروج في شهر رمضان لزيارة الأئمة صلوات الله عليهم وعيد، ألا ومن خرج في شهر رمضان من بيته في سبيل الله ونحن سبيل الله الذي من دخل فيه يطاف بالحصن والحصن هو الإمام فيكبر عند رؤيته، كانت له في القيامة صخرة في ميزانه أثقل من السماوات السبع والأرضين السبع وما فيهن وما بينهن وما تحتهن قلت: يا أبا جعفر وما الميزان؟ فقال: إنك قد ازددت قوة ونظرا. يا
____________
(1) الكافي: 1 / 293 - 296 ح 3.
(2) في المصدر مثلا.
وما دار الجلال؟ قال: نحن الدار وذلك قول الله عز وجل: * (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين) * فنحن العاقبة يا سعد، وأما مودتنا للمتقين فيقول الله عز وجل: * (تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام) * فنحن جلال الله وكرامته التي أكرم الله تبارك وتعالى العباد بطاعتنا(1).
الثالث: علي بن إبراهيم في تفسيره المنسوب إلى الصادق (عليه السلام) قال: قال: الميزان الإمام(2).
وقال الطبرسي في " الاحتجاج " عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث وقال: * (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد) * فإنزاله ذلك خلقه إياه.
وقال أبو علي الطبرسي قال: قد روى كافة أصحابنا أن المراد بهذه الآية ذو الفقار أنزل به من السماء على النبي (صلى الله عليه وآله) فأعطاه عليا (عليه السلام)(3).
____________
(1) بصائر الدرجات: 312 ح 12.
(2) تفسير القمي: 2 / 364، ضمن تفسير الآية 25 من سورة الحديد.
(3) الإحتجاج: 1 / 372.
الباب التاسع والستون ومائة
في قوله تعالى: * (وكفى الله المؤمنين القتال) *
الأول: الحافظ منصور بن شهردار بن شيرويه بإسناده إلى ابن عباس قال: لما قتل علي (عليه السلام) عمروا ودخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسيفه يقطر دما فلما رآه النبي كبر وكبر المسلمون وقال النبي (صلى الله عليه وآله): اللهم أعط عليا فضيلة لم تعطها أحدا قبله ولم تعطيها أحدا بعده قال: فهبط جبرائيل (عليه السلام) ومعه من الجنة أترجة فقال لرسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله عز وجل يقرأ عليك السلام ويقول لك حي بهذه علي بن أبي طالب قال: فدفعها إلى علي (عليه السلام) فانفلقت في يده فلقتين فإذا فيها حريرة خضراء مكتوب فيها سطران بخضرة: تحفة من الطالب الغالب إلى علي بن أبي طالب(1).
الثاني: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة وهو من أعيان علماء العامة من المعتزلة قال:
وجدنا في السير والأخبار من إشفاق رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحذره على أمير المؤمنين (عليه السلام) ودعائه له بالحفظ والسلامة قال (صلى الله عليه وآله) يوم الخندق وقد برز علي إلى عمرو ورفع يديه إلى السماء بمحضر من أصحابه: اللهم إنك أخذت مني حمزة يوم أحد وعبيدة يوم بدر فاحفظ اليوم على عليا رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين، ولذلك ظن به عن مبارزة عمرو حين دعا عمرو الناس إلى نفسه مرارا يحجمون ويقدم علي، فسأل الإذن له في البراز حتى قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنه عمرو، فقال: وأنا علي، فأدناه وقبله وعممه بعمامة وخرج معه خطوات كالمودع له القلق لحاله المنتظر لما يكون منه، ثم لم يزل (صلى الله عليه وآله) رافعا يديه إلى السماء مستقبلا لها بوجهه والمسلمون صموت حوله كأنما على رؤوسهم الطير، حتى ثارت الغبرة وسمع التكبير من تحتها فعلموا أن عليا قتل عمروا فكبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكبر المسلمون بتكبيرة سمعها من وراء الخندق من عساكر المشركين، وكذلك قال حذيفة ابن اليمان: لو قبلت فضيلة علي بقتل عمرو يوم الخندق بين المسلمين بأجمعهم لوسعتهم. قال ابن عباس في قوله تعالى: * (وكفى الله المؤمنين القتال) * بعلي بن أبي طالب(2).
الثالث: أبو نعيم الأصفهاني في كتابه الموسوم بنزول القرآن في علي عن مرة عن عنبسة أنه كان
____________
(1) مناقب الخوارزمي: 171 ح 204.
(2) شرح نهج البلاغة: 13 / 284.
الرابع: عن أبي نعيم الأصفهاني فيما نزل من القرآن بالإسناد عن سفيان الثوري عن رجل عن مرة عن عبد الله قال: وقال جماعة من المفسرين في قوله تعالى: * (اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود) * إنها نزلت في علي (عليه السلام) يوم الأحزاب(2).
____________
(1) بحار الأنوار: 32 / 26 ذيل ح 12.
(2) بحار الأنوار: 37 / 88 ح 12.