الرابع: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثني يحيى بن آدم قال: حدثنا مالك ابن معول عن أكيل عن الشعبي قال: لقيت علقمة قال: أتدري ما مثل علي في هذه الأمة؟ فقلت:
وما مثله؟ قال: مثل عيسى بن مريم أحبه قوم حتى هلكوا في حبه وأبغضه قوم حتى هلكوا في بغضه(1).
الخامس: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا شريح بن يونس والحسين بن عرفة قال: حدثنا أبو حفص الأبار عن الحكم بن عبد الملك عن الحرث بن حضيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي إن فيك مثلا من عيسى أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه، وأحبه النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس له، قال: وقال علي: يهلك في رجلان محب مفرط يفرطني بما ليس في، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني. لفظ شريح بن يونس(2).
السادس: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أبو محمد سفيان بن وكيع بن الجراح بن مليح، حدثنا خالد بن مخلد قال: حدثنا أبو غيلان الشيباني عن الحكم بن عبد الملك عن الحرث بن حضيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد عن علي (عليه السلام) قال: دعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: إن فيك مثلا من عيسى بن مريم أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه، وأحبته النصارى حتى أنزلوه المنزل الذي ليس به، ألا وإنه يهلك في اثنان: محب يقرظني بما ليس في، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني، ألا إني لست بنبي ولا يوحى إلي ولكني أعمل بكتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله) ما استطعت، فما أمرتكم من طاعة الله فحق عليكم طاعتي فيما أحببتم أو كرهتم(3).
السابع: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده وأظنني قد سمعته منه:
حدثنا وكيع عن شريك عن عثمان أبي القطان عن زاذان عن علي (عليه السلام) قال: مثلي في هذه الأمة كمثل عيسى بن مريم أحبته طائفة فأفرطت في حبه فهلكت، وأبغضته طائفة فأفرطت في بغضه فهلكت، وأحبته طائفة فاقتصدت في حبه فنجت(4).
الثامن: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا هيثم قال: حدثنا ابن أحمد سجادة قال: حدثنا يحيى ابن أبي يعلى عن الحسن بن صالح بن حي وجعفر بن زياد بن الأحمر عن عطاء بن الصامت
____________
(1) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 575 ح 974.
(2) مسند أحمد: 1 / 160، كنز العمال: 11 / 623 ح 33032 و: 31644.
(3) مسند أحمد: 1 / 160، كنز العمال: 13 / 125 ح 36399.
(4) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 600 ح 1025.
التاسع: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثني وكيع عن نعيم بن حكيم عن أبي مريم قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: يهلك في رجلان محب مفرط غال ومبغض قال(2).
العاشر: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا الحسن بن الحراني قال: حدثنا أبو جعفر الثقيلي قال: حدثنا ابن زياد الثقفي عن السدي قال: قال علي (عليه السلام): اللهم العن كل محب لنا غال وكل مبغض لنا قال(3).
الحادي عشر: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا الأعمش عن عمر بن مرة عن أبي البختري أو عن عبد الله بن سلمة شك الأعمش قال: قال علي (عليه السلام):
يهلك في رجلان محب مفرط ومبغض مفتري(4).
الثاني عشر: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع عن شعبة عن أبي الصباح عن أبي السوامي قال: قال علي (عليه السلام): ليحبني قوم حتى يدخلوا النار في حبي وليبغضني قوم حتى يدخلوا النار في بغضي(5).
الثالث عشر: محمد بن القاسم قال: حدثنا أحمد بن الهيثم قال: حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل قال: حدثنا الحكم بن عبد الملك عن الحرث بن حضيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي إن الله جعل فيك مثلا من عيسى بن مريم (عليه السلام)، أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه، وأحبته النصارى حتى ادعوا فيه ما ليس له بحق، ألا وإنه يهلك في رجلان محب مفطر يفرطني بما ليس في ومبغض مفتن يحمله شنآنه أن يبهتني ألا وإني لست بنبي ولا يوحى إلي ولكني أعمل بكتاب الله ما استطعت، فما أمرتكم به من طاعة الله عز وجل فواجب عليكم وعلى غيركم طاعتي، فيما أحببتم أو كرهتم(6).
____________
(1) مسند أحمد: 1 / 160، كنز العمال: 11 / 326 ح 31644.
(2) كنز العمال: 11 / 324 ح 31633.
(3) كنز العمال: 11 / 325 ح 31639.
(4) فضائل الصحابة: 2 / 565 ح 951.
(5) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 565 ح 952.
(6) العمدة: 107، بحار الأنوار: 31 / 322 ح 20.
الباب الثاني والثمانون ومائة
في قوله تعالى: * (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون) *
الأول: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير قال: بينما رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم جالسا إذ أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن فيك شبها من عيسى بن مريم ولولا أن يقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك قولا لا تمر بملأ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة قال: فغضب الأعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدة من قريش معهم، فقالوا: ما رضي أن يضرب لابن عمه مثلا إلا عيسى بن مريم، فأنزل الله على نبيه (صلى الله عليه وآله) فقال: * (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون * وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون * إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل * ولو نشاء لجعلنا منكم - يعني من بني هاشم - ملائكة في الأرض يخلفون) * قال: فغضب الحارث بن عمرو الفهري فقال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك إن بني هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل، فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، فأنزل الله عليه مقالة الحارث ونزلت عليه هذه الآية: * (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) * ثم قال له: يا بن عمرو أما تبت وأما رحلت فقال: يا محمد تجعل لسائر قريش مما في يدك، فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ليس ذلك إلي ذلك إلى الله تبارك وتعالى، فقال: يا محمد قلبي ما يتابعني على التوبة ولكن أرحل عنك، فدعا براحلته فركبها فلما صار بظهر المدينة أتته جندلة فرضخت هامته، ثم أتى الوحي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: * (سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج) * قال: قلت: جعلت فداك إنا لا نقرأها هكذا فقال: هكذا والله نزل بها جبرئيل على محمد (صلى الله عليه وآله) وهكذا هو والله مثبت في مصحف فاطمة (عليها السلام) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمن حوله من المنافقين: انطلقوا إلى صاحبكم فقد أتاه ما استفتح به، قال الله عز وجل: * (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد) *(1).
____________
(1) الكافي: 8 / 58 ح 18.
الثالث: محمد بن العباس عن عبد الله بن عبد العزيز عن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن نمير عن شريك عن عثمان بن عمير البجلي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال لي علي (عليه السلام): مثلي في هذه الأمة مثل عيسى بن مريم أحبه قوم فغالوا في حبه فهلكوا [ فيه ]، وأبغضه قوم فأفرطوا في بغضه فهلكوا فيه، واقتصد فيه قوم فنجوا(2).
الرابع: محمد بن العباس قال: حدثنا محمد بن مخلد الدهان عن علي بن أحمد العريضي بالرقة عن إبراهيم بن علي بن جناح عن الحسن بن علي بن محمد بن جعفر (عليه السلام) عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام): أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نظر إلى علي (عليه السلام) وأصحابه حوله وهو مقبل فقال: أما إن فيك لشبها من عيسى (عليه السلام) ولولا مخافة أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم (عليه السلام)، لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملأ من الناس إلا أخذوا من تحت قدميك التراب يبغون فيه البركة. فغضب من كان حوله وتشاوروا فيما بينهم وقالوا: لم يرض محمدا إلا أن يجعل ابن عمه مثلا لبني إسرائيل فأنزل الله عز وجل: * (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون * وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون * إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل * ولو نشاء لجعلنا) * من بني هاشم * (ملائكة في الأرض يخلفون) * قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ليس في القرآن بنو هاشم؟ قال: محيت والله فيما محي ولقد قال عمرو بن العاص على منبر مصر محي من كتاب الله ألف حرف وحرف منه ألف حرف وأعطيت مائتي ألف درهم على أن أمحي إن شانئك هو الأبتر فقالوا: لا يجوز ذلك، فكيف جاز ذلك لهم ولم يجز لي، فبلغ ذلك معاوية فكتب إليه قد
____________
(1) أمالي الطوسي: 345، ح 709، المجلس 11 ح 49، وتفسير القمي: 2 / 290، ضمن تفسير الآية 58 من سورة الزخرف.
(2) بحار الأنوار: 31 / 314 ح 4.
الخامس: الطبرسي روى سادات أهل البيت عن علي (عليه السلام) قال: جئت إلى النبي (صلى الله عليه وآله) يوما فوجدته في ملأ من قريش فنظر إلي ثم قال: يا علي إنما مثلك في هذه الأمة كمثل عيسى بن مريم أحبه قوم فأفرطوا في حبه فهلكوا، وأبغضه قوم في بغضه فهلكوا، واقتصد فيه قوم فنجوا. فعظم ذلك عليهم وضحكوا وقالوا شبهه بالأنبياء والرسل فنزلت هذه الآية(2).
السادس: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن الحسين بن يزيد النوفلي عن اليعقوبي عن عيسى بن عبد الله الهاشمي عن أبيه عن جده قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله) في قول الله عز وجل: * (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون) * قال: الصدود في العربية الضحك(3).
السابع: الشيخ في " التهذيب " عن الحسين بن الحسن الحسني قال: حدثنا محمد بن موسى الهمداني قال: حدثنا علي بن حسان الواسطي قال: حدثنا علي بن الحسين العبدي عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) في دعاء يوم الغدير: ربنا فقد أجبنا داعيك النذير المنذر محمدا صلى الله عليه وآله عبدك ورسولك إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) الذي أنعمت عليه وجعلته مثلا لبني إسرائيل أنه أمير المؤمنين ومولاهم ووليهم إلى يوم القيامة يوم الدين فإنك قلت إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل(4).
____________
(1) بحار الأنوار: 31 / 314 ح 3.
(2) مجمع البيان: 9 / 89.
(3) معاني الأخبار: 220 ح 1.
(4) التهذيب: 3 / 144 ح 317.
الباب الثالث والثمانون ومائة
في قوله تعالى: * (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) *
ابن شهرآشوب عن مالك بن أنس عن سمي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى:
* (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين) * يعني محمدا * (والصديقين) * يعني عليا وكان أول من صدقه * (والشهداء) * يعني عليا وجعفرا وحمزة والحسن والحسين (عليهم السلام)(1).
الباب الرابع والثمانون ومائة
في قوله تعالى: * (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) *
الأول: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي الصباح الكناني عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أعينونا بالورع فإنه من لقي الله عز وجل منكم بالورع كان له عند الله فرجا وإن الله عز وجل يقول: * (من يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) * فمنا النبي ومنا الصديق ومنا الشهداء ومنا الصالحون(2).
الثاني: ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث له مع أبي بصير قال له: يا أبا محمد لقد ذكركم الله في كتابه فقال:
* (فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) * فرسول الله (صلى الله عليه وآله) في الآية النبيون ونحن في هذا الموضع الصديقين والشهداء وأنتم الصالحون
____________
(1) مناقب آل أبي طالب: 1 / 243.
(2) الكافي: 2 / 78 ح 12.
الثالث: ابن بابويه قال: أخبرنا المعافى بن زكريا قال: حدثنا أبو سليمان أحمد بن أبي هراسة عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبد الله بن حماد الأنصاري عن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا حريز عن الأعمش عن الحكم بن عتيبة عن قيس بن أبي حازم عن أم سلمة قالت: سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن قول الله سبحانه: * (أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) * قال: الذين أنعم الله عليهم من النبيين أنا والصديقين علي بن أبي طالب والشهداء الحسن والحسين والصالحين حمزة، وحسن أولئك رفيقا الأئمة الاثني عشر بعدي(2).
الرابع: الشيخ الطوسي في أماليه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن العلوي الحسيني (رضي الله عنه) قال: حدثنا موسى بن عبد الله بن موسى ابن عبد الله بن حسن قال: حدثني أبي عن جدي عبد الله بن حسن عن أبيه وخاله عن أبي الحسين عن الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب عن أبيهما علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: جاء رجل من الأنصار إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله ما أستطيع فراقك وأني لأدخل منزلي فأذكرك فأترك ضيعتي وأقبل حتى أنظر إليك حبا لك فذكرت إذا كان يوم القيامة وأدخلت الجنة فرفعت في أعلا عليين فكيف لي بك يا نبي الله فنزل * (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) * فدعا النبي (صلى الله عليه وآله) الرجل فقرأها عليه وبشره بذلك(3).
الخامس: ابن بابويه في كتاب " مصباح الأنوار " عن أنس بن مالك قال: صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بعض الأيام صلاة الفجر، ثم أقبل علينا بوجهه الكريم فقلت: يا رسول الله إن رأيت أن تفسر لنا قول الله عز وجل: * (أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) * فقال (صلى الله عليه وآله): أما النبيون فأنا، وأما الصديقون فأخي علي بن أبي طالب، وأما الشهداء فعمي حمزة، وأما الصالحون فابنتي فاطمة وأولادها الحسن والحسين، قال: وكان العباس حاضرا فوثب وجلس بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: ألسنا أنا وأنت وعلي وفاطمة والحسن
____________
(1) الكافي: 8 / 36 ح 6.
(2) كفاية الأثر: 24، بحار الأنوار: 32 / 347 ح 214.
(3) أمالي الطوسي: 621 / ح 1280.
قال العباس: لأنك تعرف بعلي وفاطمة والحسن والحسين دوننا قال: فتبسم النبي (صلى الله عليه وآله) وقال: أما قولك يا عم ألسنا من نبعة واحدة فصدقت، ولكن يا عم إن الله خلقني وعليا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق الله آدم حين لا سماء مبنية ولا أرض مدحية ولا ظلمة ولا نور ولا جنة ولا نار ولا شمس ولا قمر، قال العباس: وكيف كان بدؤ خلقكم يا رسول الله؟ قال: يا عم لما أراد الله أن يخلقنا تكلم بكلمة خلق منها نورا، ثم تكلم بكلمة فخلق منها روحا، فمزج النور بالروح فخلقني وأخي عليا وفاطمة والحسن والحسين فكنا نسبحه حين لا تسبيح ونقدسه حين لا تقديس، فلما أراد الله أن ينشئ الصنعة، فتق نوري فخلق منه العرش فالعرش من نوري ونوري من نور الله ونوري أفضل من العرش، ثم فتق نور أخي علي بن أبي طالب (عليه السلام) فخلق منه الملائكة فالملائكة من نور أخي علي ونور علي من نور الله وعلي أفضل من الملائكة، ثم فتق نور ابنتي فاطمة (عليها السلام) فخلق منه السماوات والأرض فالسماوات والأرض من نور ابنتي فاطمة ونور ابنتي فاطمة من نور الله عز وجل وابنتي فاطمة أفضل من السماوات والأرض، ثم فتق نور ولدي الحسن وخلق منه الشمس والقمر فالشمس والقمر من نور ولدي الحسن ونور ولدي الحسن من نور الله والحسن أفضل من الشمس والقمر، ثم فتق نور ولدي الحسين فخلق منه الجنة والحور العين فالجنة والحور العين من نور ولدي الحسين ونور ولدي من نور الله فولدي الحسين أفضل من الجنة والحور العين، ثم أمر الله الظلمات أن تمر بسحائب الظلم فأظلمت السماوات على الملائكة، فضجت الملائكة بالتسبيح والتقديس وقالت: إلهنا وسيدنا منذ خلقتنا وعرفتنا هذه الأشباح لم نر بأسا فبحق هذه الأشباح إلا ما كشفت عنا هذه الظلمة فأخرج الله من نور ابنتي فاطمة قناديل فعلقها في بطنان العرش فأزهرت السماوات والأرض ثم أشرقت بنورها فلأجل ذلك سميت الزهراء. فقالت الملائكة: إلهنا وسيدنا لمن هذا النور الزاهر الذي أشرقت به السماوات والأرض، فأوحى الله إليها هذا نور اخترعته من نور جلالي لأمتي فاطمة بنت حبيبي وزوجة وليي وأخ نبيي وأب حججي على عبادي أشهدكم يا ملائكتي إني قد جعلت ثواب تسبيحكم وتقديسكم لهذه المرأة وشيعتها ومحبيها إلى يوم القيامة قال: فلما سمع العباس من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وثب قائما وقبل ما بين عيني علي (عليه السلام) وقال: والله يا علي أنت الحجة البالغة لمن آمن بالله واليوم الآخر(1).
السادس: العياشي في تفسيره بإسناده عن عبد الله بن جندب عن الرضا (عليه السلام) قال: حق على الله أن
____________
(1) بحار الأنوار: 33 / 82 - 84 ح 51.
السابع: العياشي بإسناده عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا أبا محمد لقد ذكركم الله في كتابه فقال: * (أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين) * الآية فرسول الله (صلى الله عليه وآله) في هذا الموضع النبي (صلى الله عليه وآله) ونحن الصديقون والشهداء وأنتم الصالحون فتسموا بالصلاح كما سماكم الله(2).
الثامن: علي بن إبراهيم في تفسيره المنسوب إلى الصادق (عليه السلام) قال: قال: " النبيين " رسول الله (صلى الله عليه وآله) " والصديقين " علي " والشهداء " الحسن والحسين " والصالحين وحسن أولئك رفيقا " القائم من آل محمد عليه الصلاة والسلام(3).
____________
(1) تفسير العياشي: 1 / 256 ح 189، البحار: 1 / 110.
(2) تفسير العياشي: 1 / 256 ح 190.
(3) تفسير القمي: 1 / 142.
الباب الخامس والثمانون ومائة
في قوله تعالى: * (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) *
الأول: صدر الأئمة عن المخالفين موفق بن أحمد بإسناده عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن السري قال: حدثنا المنذر بن المنذر قال: حدثني عمي الحسين بن سعيد قال: حدثني أبي عن أبان بن تغلب عن فضل عن عبد الملك الهمداني عن زاذان عن علي (رضي الله عنه) قال: تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة، وهم الذين قال الله عز وجل في حقهم: * (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) * هم أنا وشيعتي(1).
الثاني: ابن شهرآشوب من طريقهم عن أبي معاوية الضرير عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى: * (وممن خلقنا أمة) * يعني من أمة محمد يعني علي بن أبي طالب * (يهدون إلى الحق) * يعني يدعون بعدك يا محمد إلى الحق * (وبه يعدلون) * في الخلافة بعدك ومعنى الأمة العلم في الخير لقوله تعالى: * (إن إبراهيم كان أمة قانتا) * يعني علما في الخير(2).
____________
(1) مناقب الخوارزمي: 331 ح 351.
(2) مناقب آل أبي طالب: 1 / 567، بحار الأنوار: 31 / 399 ح 8.
الباب السادس والثمانون ومائة
في قوله تعالى: * (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) *
الأول: محمد بن يعقوب عن حسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله عز وجل: * (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) * قال: هم الأئمة(1).
الثاني: العياشي في تفسيره بإسناده عن حمران عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: * (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) * قال: هم الأئمة(2).
الثالث: العياشي بإسناده عن محمد بن عجلان عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: نحن هم(3).
الرابع: العياشي بإسناده عن أبي الصهبان البكري قال: سمعت حدثني أمير المؤمنين يقول:
والذي نفسي بيده لتفترقن هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة * (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) * فهذه التي تنجو من هذه الأمة(4).
الخامس: العياشي بإسناده عن يعقوب بن يزيد قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) * (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) * قال: يعني أمة محمد (صلى الله عليه وآله)(5).
السادس: الطبرسي في مجمع البيان عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) أنهما قالا: نحن هم(6).
السابع: الطبرسي - أيضا - قال: قال الربيع بن أنس: قرأ النبي (صلى الله عليه وآله) وقال: إن من أمتي قوما على الحق حتى ينزل عيسى بن مريم(7).
الثامن: الطبرسي عن ابن جريح عن النبي (صلى الله عليه وآله): هي لأمتي بالحق يأخذون، وبالحق يعطون وقد أعطى القوم بين أيديكم مثلها * (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) *(8).
____________
(1) الكافي: 1 / 414 ح 13.
(2) تفسير العياشي: 2 / 42 ح 120.
(3) تفسير العياشي: 2 / 42 ح 121.
(4) تفسير العياشي: 2 / 43 ح 122.
(5) تفسير العياشي: 2 / 43 ح 123.
(6) مجمع البيان: 4 / 773.
(7) مجمع البيان: 4 / 773.
(8) مجمع البيان: 4 / 773.
العاشر: عن زادان عن علي (عليه السلام): تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهم الذين قال الله تعالى: * (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) * وهم أنا وشيعتي(2).
الحادي عشر: العياشي بإسناده عن أبي الصهبا في حديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه تلا * (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) * يعني أمة محمد (صلى الله عليه وآله)(3).
الثاني عشر: ابن بابويه في أماليه بإسناده عن أبي بصير قال: قلت للصادق جعفر بن محمد من آل محمد (صلى الله عليه وآله)؟ قال: ذريته، قلت: من أهل بيته؟ قال: الأئمة الأوصياء، قلت: من عترته؟ قال:
أصحاب العبا فقلت: من أمته قال: المؤمنون الذين صدقوا بما جاء به من عند الله عز وجل المتمسكون بالثقلين الذين أمروا بالتمسك بهما كتاب الله وعترته أهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وهما الخليفتان على الأمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)(4).
____________
(1) كشف الغمة: 1 / 95.
(2) كشف الغمة: 1 ج 95.
(3) تفسير العياشي: 1 ج 331 ح 151.
(4) أمالي الصدوق: 312 ح 263، معاني الأخبار: 944 ح 3.
الباب السابع والثمانون ومائة
في قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) *
ابن مردويه عن رجاله مرفوعا إلى الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) أنه قال: قوله تعالى:
* (استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) *: نزلت في ولاية علي بن أبي طالب(1).
الباب الثامن والثمانون ومائة
في قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) *
الأول: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد جميعا عن النضر بن سويد عن الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن يزيد بن الوليد الخثعمي عن أبي الربيع الشامي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: * (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) * قال: نزلت في ولاية علي (عليه السلام)(2).
الثاني: علي بن إبراهيم في تفسيره قال: حدثنا أحمد بن محمد عن جعفر بن عبد الله عن كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: * (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) * يقول: ولاية علي بن أبي طالب فإن اتباعكم إياه وولايته أجمع لأمركم وأبقى للعدل فيكم. وأما قوله: * (واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه) * يقول: يحول بين المرء ومعصيته أن تقوده إلى النار، ويحول بين الكافر وطاعته أن يستكمل بها الإيمان، واعلموا أن الأعمال بخواتمها(3).
____________
(1) بحار الأنوار: 32 / 123 ح 66، عن كنز العمال.
(2) الكافي: 8 / 248 ح 349.
(3) تفسير القمي: 1 / 271.
الباب التاسع والثمانون ومائة
في قوله تعالى: * (وإن يريدوا أن يخدعوك فإن
حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين) *
وقوله تعالى: * (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين) *
الأول: أبو نعيم الحافظ الأصفهاني في كتابه الموسوم بنزول القرآن في علي (عليه السلام) في قوله تعالى:
* (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين) * يرفعه إلى أبي هريرة قال: مكتوب على العرش لا إله إلا الله وحده لا شريك له محمد عبدي ورسولي أيدته بعلي بن أبي طالب (عليه السلام)(1).
الثاني: أبو نعيم في كتاب حلية الأبرار بإسناده عن أبي صالح وأبي هريرة قال: مكتوب على العرش: أنا الله لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي ومحمد عبدي ورسولي أيدته بعلي، فأنزل الله عز وجل: * (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين) * فكان النصر عليا (عليه السلام) ودخل مع المؤمنين فدخل في الوجهين جميعا(2).
الثالث: ابن شهرآشوب قال في تاريخ بغداد: روى عيسى بن محمد البغدادي عن الحسين بن إبراهيم عن حميد الطويل عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لما عرج بي رأيت على ساق العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته بعلي وذلك قوله تعالى: * (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين) * يعني علي بن أبي طالب (عليه السلام)(3).
الرابع: السمعاني في " فضائل الصحابة " بإسناد عن أبي حمزة الثمالي عن سعيد بن جبير عن أبي الحمراء قال النبي (عليه السلام): لما أسري بي إلى السماء السابعة نظرت إلى ساق العرش الأيمن فرأيت كتابا فهمته محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته به(4).
الخامس: في " الرسالة القوامية " و " حلية الأولياء " واللفظ لهما عن سعيد بن جبير أنه قال أبو الحمرا: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): رأيت ليلة أسري بي مثبتا على ساق العرش أنا غرست جنة عدن بيدي
____________
(1) بحار الأنوار: 32 / 52 ح 7.
(2) بحار الأنوار: 32 / 53 ح 8.
(3) مناقب آل أبي طالب: 1 / 254.
(4) بحار الأنوار: 27 / 2، ذيل حديث 4. و: 11 ح 26.