الصفحة 188

الباب الثالث والعشرون

في رسوخ إيمان أمير المؤمنين (عليه السلام) وقوته وشدة يقينه (عليه السلام)

من طريق العامة وفيه أربعة عشر حديثا


الأول: موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة قال: أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا محمد بن غالب، حدثنا يحيى بن عبد الحميد، حدثنا شريك عن منصور بن خراش قال: حدثني علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) بالرحبة قال: " اجتمعت قريش إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وفيهم سهيل بن عمر وقالوا:

يا محمد أرقاؤنا لحقوا بك فأرددهم علينا، وغضب النبي (صلى الله عليه وآله) حتى رؤي الغضب في وجهه ثم قال لتنتهن يا معشر قريش أو ليبعثن الله عليكم رجلا منكم امتحن الله قلبه بالإيمان يضرب رقابكم على الدين قيل يا رسول الله أبو بكر (رضي الله عنه) قال: لا، قيل: عمر، قال: لا، لكنه خاصف النعل الذي في الحجرة قال: فاستفضع الناس ذلك من علي كرم الله وجهه فقال: أما إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لا تكذبوا علي فإنه من كذب علي متعمدا فليلج النار "(1).

الثاني: موفق بن أحمد هذا قال: أخبرنا سيد الحفاظ أبو منصور بن شهردار بن شيرويه الديلمي فيما كتب إلي من همدان، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة، حدثنا الشيخ أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة (رضي الله عنه)، من مسند زيد بن علي (رضي الله عنه) حدثنا الفضل بن الفضيل ابن العباس، حدثنا أبو عبد الله محمد بن سهل، حدثنا محمد بن عبد الله البلوى، حدثنا إبراهيم بن عبيد الله بن العلاء حدثني أبي عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: " قال النبي (صلى الله عليه وآله) يوم فتحت خيبر لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر على ملأ من المسلمين إلا أخذوا من تراب رجليك وفضل طهورك يستشفون به ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك ترثني وارثك وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي يا علي أنت تؤدي ديني

____________

(1) المناقب: 128 / ح 142.


الصفحة 189
وتقاتل علي سنتي وأنت في الآخرة أقرب الناس مني وأنت غدا على الحوض خليفتي تذود عنه المنافقين، وأنت أول من يرد علي الحوض وأنت أول داخل في الجنة من أمتي، وأن شيعتك على منابر من نور رواء مرويين مبيضة وجوههم حولي اشفع لهم فيكونون غدا في الجنة جيراني، وأن أعدائك غدا ظماء مظمئين مسودة وجوههم مقمحون مقمعون يضربون بالمقامع وهي سياط من نار مقمحين، حربك حربي وسلمك سلمي وسرك سري وعلانيتك علانيتي وسريرة صدرك كسريرة صدري وأنت باب علمي وأن ولدك ولدي ولحمك لحمي ودمك دمي، وأن الحق معك والحق على لسانك وفي قلبك وبين عينيك والإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي، وأن الله عز وجل أمرني أن أبشرك أنك أنت وعترتك في الجنة وعدوك في النار لا يرد علي الحوض مبغض لك ولا يغيب عنه محب لك ".

قال علي: " فخررت ساجدا لله تعالى وحمدته على ما أنعم به علي من الإسلام والقرآن وحببني إلى خاتم النبيين وسيد المرسلين (صلى الله عليه وآله) ".(1)

الثالث: موفق بن أحمد قال: أخبرني شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب إلي من همدان، أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد بأصبهان فيما أذن لي في الرواية عنه، أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة، أخبرنا الإمام طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه قال: أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني وأخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في كتابه إلي من أصبهان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة عن أبي بكر أحمد بن موسى مردويه، حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن يوسف بن بشر الهروي، حدثنا عبيد الله بن الفضل بن عبد الله بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس، حدثنا إسحاق بن أيوب بن سويد، حدثني أبي أيوب عن سويد عن أبي حلبس [ يونس ] بن ميسرة بن حلبس عن أبي عبيد صاحب سليمان بن عبد الملك قال: بلغ عمر بن عبد العزيز أن قوما ينقصون علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي (صلى الله عليه وآله) وذكر عليا وفضله وسابقته ثم قال: حدثني عراك بن مالك الغفاري عن أم سلمة قالت: بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندي إذا أتاه جبرائيل فناداه فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضاحكا فلما سرى عنه قلت: بأبي وأمي يا رسول الله ما

____________

(1) المناقب: 128 / ح 143.


الصفحة 190
أضحكك؟ قال: " أخبرني جبرائيل أنه مر بعلي (عليه السلام) وهو يرعى ذودا(1) له وهو نائم قد أبدى بعض جسده قال: فرددت عليه ثوبه فوجدت برد إيمانه وقد وصل إلى قلبي "(2).

الرابع: موفق بن أحمد قال: أخبرنا العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي، أخبرنا الأستاد الأمين أبو الحسن بن مدرك الرازي، أخبرنا الحافظ أبو سعد إسماعيل ابن علي بن الحسين السمان، أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الغروي(3) بالكوفة، حدثنا أبو العباس أحمد بن علي المرهبي، حدثنا علي بن العباس، حدثنا محمد بن تسنيم أبو الطاهر الوراق، حدثنا جعفر بن محمد بن حكيم الخثعمي، حدثنا إبراهيم بن عبد الحميد، حدثنا رقية بن مصقلة بن عبد الله بن خونقة ابن صبرة عن أبيه عن جده قال: جاء رجلان إلى عمر (رضي الله عنه) فقالا له:

ما ترى في طلاق الأمة فقام إلى حلقه فيها رجل أصلع فقال: ما ترى في طلاق الأمة فقال: بيده اثنتان فالتفت إليهما فقال اثنتان فقال له أحدهما: جئناك وأنت أمير المؤمنين فسألناك عن طلاق الأمة فجئت إلى رجل فسألته فوالله ما كلمك فقال عمر (رضي الله عنه): ويحك أتدري من هذا؟

هذا علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " لو أن السماوات والأرض وضعت في كفة ووزن إيمان علي لرجح إيمان علي "(4).

الخامس: موفق بن أحمد قال: أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد إجازة، حدثنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبار الصيرفي، حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد إذنا، حدثنا أبو الحسن علي بن عمر بن مهدي الدارقطني، حدثنا محمد بن سعيد الكوفي، حدثنا علي بن الحسن التيملي، حدثنا جعفر بن محمد بن حكيم عن إبراهيم بن عبد الحميد عن رقية بن مسقلة العبدي عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قال أشهد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) لسمعته وهو يقول: " لو أن السماوات السبع والأرضيين السبع وضعت في كفة الميزان ووضع إيمان علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في كفة ميزان لرجح إيمان علي "(5).

السادس: موفق بن أحمد قال: أنبأني مهذب الأئمة هذا، أنبأنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبار الصيرفي عن أبي القاسم عبد العزيز بن علي الأزجي، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد بجرجرايا، حدثنا عبد الرحمن بن أحمد المهروي، حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن،

____________

(1) الذود: ثلاثة أبعرة إلى العشرة أو خمس عشرة أو عشرين أو ثلاثين - قاموس اللغة: 2 / 293.

(2) المناقب: 129 / ح 144.

(3) في المصدر: ابن الحسين العرزمي.

(4) المناقب: 130 / ح 145.

(5) المناقب: 131 / ح 146.


الصفحة 191
حدثنا عمي عن عبد العزيز ابن محمد بن عمر مولى عقدة(1) عن محمد بن كعب قال رأى أبو طالب النبي (صلى الله عليه وآله) يتفل في فم علي فقال ما هذا يا محمد فقال: " إيمان وحكمه " فقال أبو طالب لعلي: يا بني انصر ابن عمك وأزره(2).

السابع: موفق بن أحمد عن الإمام الحافظ أبي العلا الحسن بن أحمد العطار الهمداني إجازة، أخبرنا معمر بن الحسين التميمي، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت الحافظ، أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدثنا أبو يحيى الناقد، حدثنا محمد بن جعفر الغيدي، حدثنا محمد بن فضيل عن الأجلح قال: حدثنا قيس بن مسلم وأبو كلثوم عن ربعي بن خراش قال:

سمعت عليا كرم الله وجهه يقول وهو بالمدائن: " جاء سهيل بن عمرو إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال إنه قد خرج إليك ناس من أرقائنا ليس بهم الدين تعوذوا بك، فأرددهم علينا، فقال له أبو بكر وعمر رضي الله عنهما صدق يا رسول الله فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لن تنتهوا يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم رجلا امحتن الله قلبه بالإيمان يضرب أعناقكم وأنتم مجفلون عنه إجفال النعم فقال أبو بكر (رضي الله عنه) هل هو أنا يا رسول الله؟

قال: لا.

قال عمر: أنا هو يا رسول الله؟

قال: لا، ولكنه خاصف النعل " قال: وفي كف علي نعل يخصفها لرسول الله (صلى الله عليه وآله)(3).

الثامن: أبو الحسن الفقيه محمد بن أحمد بن علي بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي بن أبي طالب: " يا أبا الحسن لو وضع إيمان الخلائق وأعمالهم في كفة ميزان ووضع عملك ليوم واحد في الكفة الأخرى لرجح عملك على جميع ما عمل الخلائق وإن الله باهى بك يوم أحد ملائكته المقربين ورفع الحجب من السماوات السبع وأشرقت إليك الجنة وما فيها وابتهج بفعلك رب العالمين وإن الله تعالى يعوضك بذلك اليوم ما يغبطك كل نبي ورسوله وصديق وشهيد ".(4)

التاسع: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان إجازة قال: أخبرنا أبو أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب المقرئ قال: حدثنا محمد بن عثمان قال: حدثنا محمد بن سليمان قال: حدثنا جعفر بن محمد بن حكيم عن إبراهيم بن عبد الحميد عن رقبة بن

____________

(1) في المصدر: غفرة.

(2) المناقب: 132 / ح 147.

(3) المناقب: 141 / ح 162.

(4) مائة منقبة: 79 / المنقبة 47.


الصفحة 192
مصقلة بن عبد الله عن أبيه عن جده قال: أتى عمر رجلان فسألاه عن طلاق العبيد فانتهى إلى حلقة فيها رجل أصلع فقال: يا أصلع كم طلاق العبد فقال له بإصبعه هكذا فحرك السبابة والتي تليها فالتفت إليه فقال اثنتين فقال أحدهما: سبحان الله جئناك وأنت أمير المؤمنين فسألناك فجئت إلى رجل والله ما كلمك فقال ويلك تدري من هذا؟

هذا علي بن أبي طالب، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " لو أن السماوات والأرض وضعتا في كفة ووضع إيمان علي في كفة لرجح إيمان علي "(1).

العاشر: أحمد بن حنبل في مسنده يرفعه إلى ربعي بن خراش قال: حدثنا علي بن أبي طالب بالرحبة قال: " اجتمعت قريش إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وفيهم سهيل بن عمرو فقالوا: يا محمد إن قومنا لحقوا بك فأرددهم علينا فغضب حتى رأى الغضب في وجهه ثم قال لتنتهن يا معشر قريش أو ليبعثن الله عليكم رجلا منكم امحتن الله قلبه بالإيمان يضرب رقابكم على الدين قيل يا رسول الله أبو بكر؟

قال: لا.

فقيل: عمر؟

فقال: لا، ولكن خاصف النعل في الحجرة " قال علي (عليه السلام): " أما إني قد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لا تكذبوا علي فمن كذب علي متعمدا أولجته النار "(2).

الحادي عشر: ومن الجمع بين الصحاح الستة للعبدري من سنن أبي داود وصحيح الترمذي يرفعه إلى علي (عليه السلام) قال يوم الحديبية: " جاءت إلينا أناس من المشركين من رؤسائهم فقالوا قد خرج إليكم من أبنائنا وأرقائنا وإنما خرجوا فرارا من خدمتنا فارددهم فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يا معشر قريش لتنتهن عن مخالفة أمر الله أو ليبعثن عليكم من يضرب رقابكم بالسيف، الذين قد امتحن الله قلوبهم للتقوى، قال بعض أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أولئك يا رسول الله؟

قال منهم خاصف النعل " وكان قد أعطى عليا نعله يخصفها(3).

الثاني عشر: الترمذي أيضا في رواية أخرى في صحيحه عن ربعي بن خراش أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال يوم الحديبية لسهيل بن عمرو وقد سأله رد جماعة فروا إلى النبي (عليه السلام): " يا معشر قريش لتنتهوا أو ليبعثن الله عليكم من يضرب رقابكم [ بالسيف ] على الدين قد امتحن الله قلبه على الإيمان ".

____________

(1) مناقب ابن المغازلي: 182 / ح 330.

(2) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 649 / ح 1105.

(3) نقله عنه ابن البطريق في العمدة: 225 / ح 357.


الصفحة 193
قالوا: من هو يا رسول الله؟

قال: " هو خاصف النعل " وكان أعطى عليا (عليه السلام) نعله يخصفها(1).

الثالث عشر: الخطيب في التاريخ والسمعاني في الفضائل أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " لا تنتهوا يا معشر قريش حتى يبعث الله رجلا امحتن قلبه بالإيمان " الحديث سواء(2).

الرابع عشر: أبو الحسن الفقيه ابن شاذان في المناقب المائة من طرق العامة يرفعه إلى جابر ابن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما وأصحهم دينا وأفضلهم يقينا وأكملهم حلما وأسمحهم كفا وأشجعهم قلبا علي وهو الإمام بعدي والخليفة بعدي "(3).

____________

(1) سنن الترمذي: 5 / 298.

(2) تاريخ بغداد: 1 / 144.

(3) مائة منقبة: 51 / منقبة 25.


الصفحة 194

الباب الرابع والعشرون

في رسوخ إيمان أمير المؤمنين (عليه السلام) وقوته وشدة يقينه (عليه السلام)

من طريق الخاصة وفيه اثنا عشر حديثا


الأول: في كتاب المجالس للشيخ الطوسي قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا صالح بن أحمد بن أبي مقاتل القيراطي ومحمد بن القاسم بن زكريا المحاربي قال: حدثنا أبو طاهر محمد بن تسنيم الحضرمي الوراق قال: حدثنا جعفر بن محمد بن حكيم عن إبراهيم بن عبد الحميد عن رقبة بن مصقلة بن عبد الله بن خويعة قال: قدمنا وفد عند القيس في إمارة عمر بن الخطاب فسأله رجلان منا عن طلاق الأمة فقام معهما وقال: انطلقا فجاء إلى حلقة فيها رجل أصلع فقال: يا أصلع كم طلاق الأمة قال فأشار بإصبعيه هكذا يعني اثنتين قال: فالتفت عمر إلى الرجلين فقال طلاقها اثنتان فقال له أحدهما: سبحان الله جئناك وأنت أمير المؤمنين فسألناك فجئت إلى رجل والله ما كلمك فقال عمر: ويلك أتدري من هذا هذا علي بن أبي طالب سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله):

" لو أن السماوات والأرض وضعتا في كفة ووضع إيمان علي في كفة لرجح إيمان علي "(1).

الثاني: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره ما نزل في أهل البيت (عليهم السلام) في القرآن قال:

حدثنا أحمد بن محمد ابن سعيد عن محمد بن أحمد عن المنذر بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر ابن الحكم عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن خراش قال: خطبنا علي (عليه السلام) في الرحبة ثم قال: " لما كان في زمن الحديبية خرج إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أناس من قريش من أشراف أهل مكة فيهم سهيل ابن عمرو وقالوا: يا محمد أنت جارنا وحليفنا وابن عمنا وقد لحق بك أناس من أبنائنا وإخواننا وأقاربنا ليس فيهم التفقه في الدين ولا رغبة فيما عندك، ولكن إنما خرجوا فرارا من ضياعنا وأعمالنا فارددهم علينا فدعى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبا بكر فقال له: انظر ما يقولون فقال: صدقوا يا رسول الله أنت جارهم فاردد عليهم قال: ثم دعا عمر فقال مثل قول أبي بكر فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

عند ذلك لا تنتهون يا معاشر قريش حتى يبعث الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه للتقوى يضرب رقابكم على الدين.

____________

(1) أمالي الطوسي: 575 / مجلس 23 / ح 2.


الصفحة 195
فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟

فقال: لا.

فقام عمر فقال: أنا هو يا رسول الله؟

قال: لا ولكنه خاصف النعل وكنت أخصف نعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) " ثم التفت إلينا علي (عليه السلام) وقال:

" سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول من كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار "(1).

الثالث: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن زيد الشحام عن أبي عبد الله (عليه السلام): " أن أمير المؤمنين (عليه السلام) جلس إلى حائط مائل يقضي بين الناس، فقال بعضهم لا تقعد تحت هذا الحائط فإنه معور فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): حرس امرءا أجله، فلما قام سقط الحائط، قال: وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) مما يفعل هذا وأشباهه وهذا اليقين ".(2)

الرابع: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الوشاء عن عبد الله بن سنان عن أبي حمزة عن سعيد بن قيس الهمداني قال: نظرت يوما في الحرب إلى رجل عليه ثوبان فحركت فرسي فإذا هو أمير المؤمنين (عليه السلام) فقلت يا أمير المؤمنين في مثل هذا الموضع فقال: " نعم يا سعيد بن قيس أنه ليس من عبد إلا وله من الله عز وجل حافظ وواقية معه ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل أو يقع في بئر فإذا نزل القضا خليا بينه وبين كل شئ ".(3)

الخامس: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الرحمن العزرمي عن أبيه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " كان قنبر غلام علي (عليه السلام) يحب عليا حبا شديدا فإذا خرج علي (عليه السلام) خرج على أثره بالسيف فرآه ذات ليلة فقال: يا قنبر ما لك؟

فقال: جئت لأمشي خلفك يا أمير المؤمنين.

قال: ويحك من أهل السماء تحرسني أم من أهل الأرض؟

فقال: لا، بل من أهل الأرض.

فقال: إن أهل الأرض لا يستطيعون لي شيئا إلا بإذن الله من السماء فارجع فرجع "(4).

السادس: الحديث المشهور عنه (عليه السلام): " لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا ".(5)

السابع: ابن شهرآشوب قال كان يطوف بين الصفين بصفين في غلالة فقال الحسن (عليه السلام): " ما هذا زي الحرب " فقال: " يا بني إن أباك لا يبالي وقع على الموت أو وقع الموت عليه " ولما ضربه ابن

____________

(1) أنظر البحار: 32 / 300 ح 262، والإرشاد للمفيد: 1 / 122.

(2) أصول الكافي: 2 / 57 / ح 5.

(3) أصول الكافي: 2 / 58 / ح 8.

(4) أصول الكافي: 2 / 59 / ح 10.

(5) مناقب آل أبي طالب: 1 / 317.


الصفحة 196
ملجم قال: " فزت ورب الكعبة "(1).

الثامن: والسيد الرضي في الخصائص عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: " ما شككت في الحق منذ رأيته ".(2) وقال (عليه السلام): " عجبت لمن شك في الله وهو يرى خلق الله وعجبت لمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى ".(3)

التاسع: ابن بابويه قال: حدثنا أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري قالا:

حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد البرقي عن أحمد بن يزيد النيسابوري قال:

حدثني عمر بن إبراهيم الهاشمي عن عبد الملك بن عمير عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: لما كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين فارتج الموضع بالبكاء ودهش الناس كيوم قبض فيه النبي (صلى الله عليه وآله) وجاء رجل باك وهو متسرع مسترجع وهو يقول: اليوم انقطعت خلافة النبوة حتى وقف على باب البيت الذي فيه أمير المؤمنين وقال: رحمك الله يا أبا الحسن كنت أول القوم إسلاما وأخلصهم إيمانا وأشدهم يقينا وأخوفهم لله عز وجل وأعظمهم عناء وأحوطهم على رسول الله (صلى الله عليه وآله) والحديث طويل(4) تقدم عن قريب في الباب الثاني والعشرين في أن أمير المؤمنين أول من أسلم وهو حديث حسن فليؤخذ تمامه من هناك.

العاشر: ابن بابويه قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال: حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدثنا محمد بن علي بن معمر قال: حدثنا أحمد بن علي الرملي قال: حدثنا محمد ابن موسى قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق المروزي قال: حدثنا عمرو بن منصور قال: حدثنا إسماعيل بن أبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبيه عن أبي هارون العبدي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " علي بن أبي طالب أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما وأصحهم دينا وأفضلهم يقينا وأحلمهم حلما وأسمحهم كفا وأشجعهم قلبا وهو الإمام والخليفة بعدي "(5).

الحادي عشر: ابن بابويه قال: حدثنا أبي (رحمه الله) قال: حدثنا إبراهيم بن عمروس الهمداني قال:

حدثنا أبو علي الحسن بن إسماعيل القحطبي قال: حدثنا إسماعيل(6) بن الحكم بن أبي مريم عن أبيه عن الأوزاعي عن أبي كثير عن عبد الله بن مرة عن سلمة بن قيس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " علي في السماء السابعة كالشمس بالنهار في الأرض وفي السماء الدنيا كالقمر بالليل في الأرض أعطى الله عليا من الفضل جزء لو قسم على أهل الأرض لوسعهم وأعطاه الله من الفهم جزءا

____________

(1) مناقب آل أبي طالب: 1 / 385.

(2) خصائص الأئمة: 107.

(3) خصائص الأئمة: 101.

(4) أمالي الصدوق: 312 / مجلس 42 / ح 11.

(5) أمالي الصدوق: 57 / مجلس 2 / ح 6.

(6) في المصدر: سعيد.


الصفحة 197
لو قسم على أهل الأرض لوسعهم "(1) وفي الحديث(2) الأول من الباب فليؤخذ تمامه من هناك فهو حديث حسن.

الثاني عشر: كتاب سليم بن قيس الهلالي قال: قال ابن قيس: يا بن أبي طالب ما منعك حين بويع أخو بني تيم بن مرة وأخو عدي وأخو بني أمية بعدهما أن تقاتل وتضرب بسيفك فإنك لم تخطبنا خطبة منذ قدمت العراق إلا قلت فيها والله إني أولى الناس بالناس وما زلت مظلوما منذ قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) فما منعك أن تضرب بسيفك دون مظلمتك؟ قال: " قد قلت فاستمع الجواب لم يمنعني من ذلك الجبن ولا كراهية للقاء ربي وأن لا أكون أعلم بأن ما عند الله خير لي من الدنيا بما فيها ولكني منعني من ذلك أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعهده إلي أخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) بما الأمة [ صانعة بي ] بعده، فلم أكن بما صنعوا حين عاينته بأعلم مني به ولا أشد يقينا به مني قبل ذلك بل أنا بقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) أشد يقينا بما عاينت وشاهدت، فقلت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فما تعهد إلي إذا كان ذلك قال إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم وجاهدهم وإن لم تجد أعوانا فكف يدك وأحقن دمك حتى تجد على إقامة كتاب الله وسنتي أعوانا، وأخبرني أن الأمة ستخذلني [ وتبايع غيري ] وتتبع غيري، وأخبرني أني منه بمنزلة هارون من موسى وأن الأمة سيصيرون بعده بمنزلة هارون ومن تبعه ومنزلة العجل ومن تبعه فقال موسى: * (يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تبعتني أفعصيت أمري قال: يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلوني) * وقال: * (يا بن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي) * وإنما يعني أن موسى أمر هارون حين استخلفه عليهم إن ضلوا ثم وجد أعوانا أن يجاهدهم وإن لم يجد أعوانا أن يكف يده ويحقن دمه ولا يفرق بينهم، وإني خشيت أن يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) فرقت بين الأمة ولم ترقب قولي وقد عهدت إليك إن لم تجد أعوانا فكف يدك وأحقن دمك ودم أهل بيتك وشيعتك فلما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) قام الناس إلى أبي بكر فبايعوه وأنا مشغول بغسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم شغلت بالقرآن، فآليت على نفسي أن لا أرتدي برداء إلا للصلاة حتى أجمعه في كتاب، ثم حملت فاطمة وأخذت بيد ابني الحسن والحسين (عليهما السلام) فلم أدع أحدا من أهل بدر وأهل السابقة من المهاجرين والأنصار إلا ناشدتهم الله في حقي ودعوتهم إلى نصرتي، فلم يستجب لي من الناس إلا أربعة رهط: سلمان وأبو ذر والمقداد والزبير، ولم يبق معي أحد إلا أهل بيتي أصول به ولا أقوى به ".(3)

____________

(1) أمالي الصدوق: 57 / مجلس 2 / ح 7.

(2) يوجد هنا سقط لم نتبينه.

(3) كتاب سليم بن قيس: 215.


الصفحة 198

الباب الخامس والعشرون

في غزارة علم أمير المؤمنين (عليه السلام) وسعته

من طريق العامة وفيه اثنان وثلاثون حديثا


الأول: الخطيب الفقيه أبو الحسن ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد القندجاني قال: حدثنا أبو الفتح هلال بن محمد الحفار قال: حدثني إسماعيل بن رزين قال: حدثني أبي قال: حدثني أخي دعبل بن الخزاعي قال: حدثني شعبة بن الحجاج عن أبي التياح عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أتاني جبرائيل (عليه السلام) بدرنوك من الجنة فجلست عليه فلما صرت بين يدي ربي كلمني وناجاني فما علمني شيئا إلا علمه عليا فهو باب مدينة علمي " ثم دعاه إليه فقال: " يا علي سلمك سلمي وحربك حربي وأنت العلم فيما بيني وبين أمتي بعدي ".

الثاني: موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة قال: أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني فيما كتب إلي من همدان أخبرني أبي، أخبرني أبو إسحاق القفال بأصفهان، حدثني أبو إسحاق بن خرشيد قوله [ حدثنا ](1) أبو سعيد أحمد بن زياد بن الأعرابي، حدثني نجيح بن إبراهيم بن محمد بن الحسن الزهري القاضي، حدثني أبو نعيم ضرار ابن صرد، حدثني علي بن هاشم، حدثني محمد بن عبد الله الهاشمي عن أبي بكر محمد بن عمر ابن حزم عن عباد بن عبد الله عن سلمان (رضي الله عنه) أنه قال: " أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب (عليه السلام) "(2).

الثالث: موفق بن أحمد قال: أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد القاضي الخوارزمي شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، حدثنا أبي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ التاريخ، حدثنا أبو جعفر بن محمد بن أحمد بن سعيد، حدثنا محمد بن مسلم بن [ وارة ]، حدثنا عبد الله بن موسى العبسي، حدثنا [ أبو ] عمرو الأزدي عن أبي راشد [ الحبراني ] عن أبي الحمراء قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) (عليهم السلام) " من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه

____________

(1) زيادة من المصدر.

(2) المناقب: 82 / ح 67.


الصفحة 199
وإلى نوح في فهمه وإلى يحيى [ بن زكريا ](1) في زهده وإلى موسى بن عمران في بطشه فلينظر إلى علي بن أبي طالب " قال أحمد بن الحسين البيهقي لم أكتبه إلا بهذا الإسناد.(2)

الرابع: موفق بن أحمد قال: أخبرنا سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان، أخبرني الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن مهرة الحداد بأصفهان بقراءتي عليه كتاب حلية الأولياء، أخبرنا الإمام الحافظ [ أبو نعيم ](3) أحمد بن عبد الله [ الحافظ ](4) عن أبي بكر بن جلاد عن محمد بن يونس الكديمي عن عبد الله بن داود الخريبي عن هرمز بن حوران عن أبي صالح الحنفي عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: " قلت يا رسول الله أوصني، فقال قل ربي الله ثم استقم فقلتها وزدت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب فقال ليهنئك العلم يا أبا الحسن فقد شربت العلم شربا ونهلته نهلا "(5).

الخامس: موفق بن أحمد قال: أخبرني شهردار هذا إجازة، أخبرني أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني إجازة عن الشريف أبي طالب المفضل بن محمد بن طاهر الجعفري بأصبهان عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك الأصبهاني، حدثني محمد بن أحمد بن إبراهيم، حدثني الحسين بن علي بن الحسين السلولي، حدثني سويد بن مسعر بن يحيى ابن حجاج النهدي، حدثنا أبي، حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن الحرث الأعور صاحب راية علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) [ قال ](6) بلغنا أن النبي كان في جمع من أصحابه فقال: " أريكم آدم في علمه ونوحا في فهمه وإبراهيم في حكمته " فلم يكن بأسرع من أن طلع علي فقال أبو بكر: يا رسول الله أقست رجلا بثلاثة من الرسل، بخ بخ لهذا الرجل من هو يا رسول الله؟ قال النبي: " أولا تعرفه يا أبا بكر " قال: الله ورسوله أعلم، قال: " أبو الحسن علي بن أبي طالب " قال أبو بكر: بخ بخ لك يا أبا الحسن وأين مثلك يا أبا الحسن.(7)

السادس: موفق بن أحمد قال: أنبأني الإمام الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني إجازة، أخبرنا الحسن بن أحمد الحداد، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا الحسن بن علي بن الخطاب، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثني أحمد بن يونس، حدثني أبو بكر ابن عياش عن نصير عن سليمان الأحمسي عن أبيه عن علي قال: " والله ما نزلت آية إلا وقد علمت

____________

(1) زيادة من المصدر.

(2) مناقب ابن المغازلي: 50 / ح 73.

(3) زيادة من المصدر.

(4) زيادة من المصدر.

(5) المناقب: 84 / ح 73.

(6) زيادة من المصدر.

(7) المناقب: 89 / ح 79.