الصفحة 200
فيم أنزلت وأين نزلت وإن ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا سؤولا ".(1)

السابع: موفق بن أحمد قال: أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، حدثنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا العباس ابن محمد بن حاتم الدوري، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا أبو بكر بن عياش عن نصير عن سليمان الأحمسي عن أبيه قال: قال علي كرم الله وجهه: " ما نزلت آية إلا وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت وعلى من أنزلت إن ربي وهب لي لسانا طلقا وقلبا عقولا "(2).

الثامن: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو حامد أحمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو عيسى الترمذي، حدثنا عياش العنبري، حدثنا الأحوص بن جواب عن سفيان الثوري عن قليت العامري عن حبسرة [ قال ](3) قالت عائشة رضي الله عنها من أفتاكم بصوم عاشوراء قلنا: علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قالت هو أعلم الناس بالسنة.(4)

التاسع: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا، أخبرنا [ عبد الله بن محمد ابن ](5) [ أبو ](6) عبد الله الحافظ، حدثنا أبو الفضل بن إبراهيم، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا حميد بن مسعدة، حدثنا يونس بن أرقم عن أبي الجارود عن عدي بن ثابت الأنصاري عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس (رضي الله عنه) العلم ستة أسداس لعلي من ذلك خمسة أسداس وللناس سدس ولقد شاركنا في السدس حتى لهو أعلم به منا(7).

العاشر: موفق بن أحمد قال: أخبرنا الأستاذ عين الأئمة أبو الحسن [ علي ](8) بن أحمد الكرباسي الخوارزمي بخوارزم، حدثنا القاضي الإمام شمس القضاة أحمد بن عبد الرحمن بن إسحاق، أخبرنا الشيخ الفقيه أبو سهل محمد بن إبراهيم، أخبرنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن هارون التميمي النحوي الكوفي المعروف بابن النجار، حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن حامد بن متويه البلخي التميمي، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله السمسار التميمي، حدثني حميد بن مسعدة، حدثني يونس بن أرقم عن أبي الجارود عن عدي بن ثابت عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال العلم ستة أسداس لعلي بن أبي طالب (رضي الله عنه) من ذلك خمسة أسداس وللناس سدس واحد ولقد

____________

(1) المناقب: 90 / ح 81.

(2) المناقب: 90 / ح 82.

(3) زيادة من المصدر.

(4) المناقب: 91 / ح 84.

(5) زيادة ليست من المصدر.

(6) زيادة من المصدر.

(7) المناقب: 92 / ح 88.

(8) زيادة من المصدر.


الصفحة 201
شركنا في سدسنا حتى هو أعلم [ به ](1) منا.(2)

الحادي عشر: موفق بن أحمد قال: حدثنا الإمام الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني هذا، أخبرنا أحمد بن عبد القادر بن محمد البغدادي، أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس الخراز، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب، حدثنا حسين بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم، حدثني محمد بن سعد، أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي، حدثنا عبيد الله بن عمر عن معمر عن وهب بن أبي دبي عن أبي الطفيل قال: قال علي بن أبي طالب (رضي الله عنه): " سلوني عن كتاب الله فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت أبليل نزلت أم نهار في سهل أم في جبل ".(3)

الثاني عشر: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب قال: حدثنا الحسين بن محمد بن الحسين العدل العلوي الواسطي قال: حدثنا محمد بن محمود قال: حدثنا إبراهيم بن سليمان بن رشيد قال: حدثنا زيد بن عطية قال: حدثنا أبان بن فيروز عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من أراد أن ينظر إلى علم آدم وفقه نوح فلينظر إلى علي بن أبي طالب ".(4)

الثالث عشر: موفق بن أحمد عن أبي الدرداء قال العلماء ثلاثة رجل بالشام يعني نفسه ورجل بالكوفة يعني عبد الله بن مسعود ورجل بالمدينة يعني عليا فالذي بالشام يسأل الذي بالكوفة والذي بالكوفة يسأل الذي بالمدينة والذي بالمدينة لا يسئل أحدا.(5)

الرابع عشر: الموفق بن أحمد قال: أنبأني أبو العلا الحافظ الحسن بن أحمد العطار الهمداني، أخبرني الحسين بن أحمد المقرئ، أخبرني أحمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا حبيب بن الحسن، حدثنا عبد الله بن أيوب القربى، حدثنا زكريا بن يحيى المنقري، حدثنا إسماعيل بن عباد المدني عن شريك بن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله (رضي الله عنه) قال: خرج النبي من عند زينب بنت جحش وأتى بيت أم سلمة وكان يومها من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم يلبث أن جاء علي ودق الباب دقا خفيا فاستثبت رسول الله الدق فأنكرته أم سلمة فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): " قومي فافتحي له الباب " فقالت: يا رسول الله أقوم وأتلقاه بمعاصمي وقد نزلت في آية من كتاب الله بالأمس، فقال لها كالمغضب: " إن طاعة الرسول طاعة الله ومن عصى الرسول فقد عصى الله إن بالباب رجلا ليس بالنزق ولا بالخرق يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ".

____________

(1) زيادة من المصدر.

(2) المناقب: 93 / ح 89.

(3) المناقب: 94 / ح 92.

(4) مناقب ابن المغازلي: 147 / ح 256.

(5) المناقب: 102 / ح 106.


الصفحة 202
فقامت ففتحت له الباب فأخذ بعضادتي الباب حتى إذا لم يسمع حسا ولا حركة وصرت إلى خدري استأذن ودخل فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أتعرفينه " قلت: نعم هذا علي بن أبي طالب قال:

" صدقت، سحنته من سحنتي ولحمه من لحمي ودمه من دمي وهو عيبة علمي اسمعي واشهدي هو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعدي اسمعي واشهدي هو والله محي سنتي اسمعي واشهدي لو أن عبدا عبد الله ألف عام من بعد ألف عام بين الركن والمقام ثم لقي الله مبغضا لعلي لأكبه الله يوم القيامة على منخريه في نار جهنم ".(1)

الخامس عشر: الحمويني إبراهيم بن محمد قال: أخبرني المشايخ بدر الدين إسكندر بن سعد ابن أحمد بن محمد الطاووسي القزويني وبرهان الدين إبراهيم ابن إسماعيل الدرجي وشهاب الدين محمد بن يعقوب البغدادي إجازة بروايتهم عن أم هاني عفيفة بنت أبي بكر أحمد ابن محمد الفادعية قالت: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد إجازة قال: أنبأنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني قال: نبأنا نذير بن جناح أبو القاسم القاضي، نبأ إسحاق بن أحمد بن محمد بن مردان، أنبأنا أبي، حدثنا عباس بن عبد الله، أنبأنا غالب بن عثمان الهمداني أبو مالك عن عبيدة عن شقيق عن عبد الله بن مسعود قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ألا له ظهر وبطن وإن علي ابن أبي طالب (عليه السلام) عنده منه علم الظاهر والباطن. والأحاديث المتقدمة ذكر أكثرها محمد بن إبراهيم الحمويني بأسانيدها وهو من أعيان علماء العامة(2).

السادس عشر: ابن شاذان عن أبي هريرة قال: كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله) إذ أقبل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " أتدري من هذا " قلت:

علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " هذا البحر الزاخر هذا الشمس الطالعة أسخى من الفرات كفا وأوسع من الدنيا قلبا فمن أبغضه فعليه لعنة الله ".(3)

السابع عشر: ابن شاذان من طريق المخالفين عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما وأصحهم دينا وأفضلهم يقينا وأكملهم حلما وأسمحهم كفا وأشجعهم قلبا علي ابن أبي طالب وهو الإمام والخليفة بعدي "(4).

الثامن عشر: ابن شاذان من طريق المخالفين عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:

" معاشر الناس اعلموا أن لله تعالى بابا من دخله أمن من النار ومن الفزع الأكبر " فقام إليه أبو سعيد

____________

(1) المناقب: 86 / ح 77.

(2) فرائد السمطين: 1 / 355 / ب 66 / ح 281.

(3) مائة منقبة: 32 / منقبة 12.

(4) مائة منقبة: 50 / منقبة 25.


الصفحة 203
الخدري قال: يا رسول الله اهدنا إلى هذا الباب حتى نعرفه قال: " هو علي بن أبي طالب سيد المؤمنين وأمير المؤمنين وأخو رسول رب العالمين وخليفة الله على الناس أجمعين معاشر الناس من أحب أن يستمسك بالعروة التي لا انفصام لها فليتمسك بولاية علي بن أبي طالب فإن ولايته ولايتي وطاعته طاعتي، معاشر الناس من أحب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب، معاشر الناس من سره أن يقتدي بي فعليه أن يتولى علي بن أبي طالب بعدي والأئمة من ذريته فإنهم خزان علمي ".

فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله ما عدة الأئمة؟

فقال: " يا جابر سألتني رحمك الله عن الإسلام بأجمعه عدتهم عدة الشهور وهو عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض وعدتهم عدة العيون التي انفجرت منه لموسى ابن عمران (عليه السلام) حين ضرب بعصاه * (فانفجرت منه اثنتي عشر عينا) * وعدتهم عدة نقباء بني إسرائيل قال الله تعالى: * (ولقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا) * فالأئمة يا جابر اثني عشر إماما أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم المهدي صلوات الله عليهم ".(1)

التاسع عشر: ابن شاذان من طريق المخالفين عن أبي الصلت الهروي(2) خادم الرضا (عليه السلام) قال:

سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: سمعت أبي موسى يقول: سمعت أبي جعفرا يقول: سمعت أبي محمدا يقول: سمعت أبي عليا يقول: سمعت أبي الحسين (عليه السلام) يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول:

سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " سمعت الله جل جلاله يقول علي بن أبي طالب حجتي على خلقي ونوري في بلادي وأميني على علمي لا أدخل النار من عرفه وإن عصاني ولا أدخل الجنة من أنكره وإن أطاعني ".(3)

العشرون: ابن شاذان من طريق المخالفين عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعبد الرحمن ابن عوف: (يا عبد الرحمن أنتم أصحابي وعلي بن أبي طالب مني وأنا من علي فمن قاسه بغيره فقد جفاني ومن جفاني فقد آذاني ومن آذاني فعليه لعنة الله ربي يا عبد الرحمن إن الله تعالى أنزل علي كتابا مبينا وأمرني أن أبين للناس ما نزل إليهم ما خلا علي بن أبي طالب فإنه لم يحتج إلى بيان، لأن الله تعالى جعل فصاحته كفصاحتي ودرايته كدرايتي، ولو كان الحلم رجلا لكان عليا ولو كان العقل رجلا لكان الحسن ولو كان السخاء رجلا لكان الحسين ولو كان الحسن شخصا

____________

(1) مائة منقبة: 71 / منقبة 41.

(2) في المصدر: الريان بن الصلت.

(3) مائة منقبة: 78 / منقبة 46.


الصفحة 204
لكان فاطمة، بل هي أعظم إن فاطمة ابنتي خير أهل الأرض عنصرا وشرفا وكرما "(1).

الحادي والعشرون: ابن شاذان من طريق المخالفين عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " العلم خمسة أجزاء أعطي علي بن أبي طالب (عليه السلام) من ذلك أربعة أجزاء وأعطي سائر الناس واحدا والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا لعلي بجزء الناس أعلم من الناس بجزئهم "(2).

الثاني والعشرون: من كتاب الفردوس عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أنا ميزان العلم وعلي كفتاه والحسن والحسين خيوطه وفاطمة علاقته والأئمة من بعدي عموده يوزن فيه أعمال المحبين لنا والمبغضين لنا "(3).

الثالث والعشرون: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة وهو من أعيان علماء المعتزلة قال:

ومن العلوم علم تفسير القرآن ومنه أخذوا منه تفرغ وإذا رجعت إلى كتب التفسير علمت صحة ذلك، لأن أكثره عنه وعن عبد الله بن عباس وقد علم الناس حال ابن عباس في ملازمته له وانقطاعه إليه وأنه تلميذه وخريجه وقيل له أين علمك من علم ابن عمك؟

فقال: كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط ".(4)

الرابع والعشرون: ابن أبي الحديد في الشرح في شرح قول أمير المؤمنين في خطبة له (عليه السلام):

" نحن الشعار والأصحاب والخزنة والأبواب ولا يؤتى البيوت إلا من أبوابها ومن أتاها من غير أبوابها سمي سارقا " قال في الشرح: قال عليه السلام: " نحن الشعار والأصحاب " يشير إلى نفسه وهو أبدا يأتي بلفظ الجمع ومراده الواحد، والشعار ما يلي الجسد من الثياب [ وهو أقرب من سائرها إليها ]، ومراده الاختصاص برسول الله (صلى الله عليه وآله) " والخزنة والأبواب " يمكن أن يعني خزنة العلم وأبواب العلم لقول الرسول: " أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب " وقوله فيه: " خازن علمي ".

وقال تارة أخرى: عيبة علمي ويمكن أن يريد به خزنة الجنة أي: " لا يدخل الجنة إلا من وافى بولايتنا "، فقد جاء في حقه الخبر الشائع المستفيض أنه قسيم الجنة والنار، وذكر أبو عبيد الهروي في الجمع بين الغريبين أن قوما من أئمة العربية فسروه فقالوا: لأنه لما كان محبة من أهل الجنة ومبغضه من أهل النار كأنه بهذا الاعتبار قسيم النار والجنة، قال أبو عبيد: وقال غير هؤلاء: بل هو

____________

(1) مائة منقبة: 135 / منقبة 67.

(2) مائة منقبة: 146 / منقبة 78.

(3) نقله عنه في البحار: 23 / 139 / ح 87.

(4) ينابع المودة: 1 / 449، شرح نهج البلاغة 9: 165.


الصفحة 205
قسيمها بنفسه في الحقيقة يدخل قوما إلى الجنة وقوما إلى النار. وهذا الذي ذكره أبو عبيد أخيرا هو يطابق الأخبار الواردة فيه يقول للنار: هذا لي فدعيه وهذا لك فخذيه. إلى هنا كلام ابن أبي الحديد(1).

الخامس والعشرون: ومن مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن العباس البزار رفعه إلى إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال: سأل رجل معاوية عن مسألة فقال: سل عنها علي بن أبي طالب فإنه أعلم قال: يا أمير المؤمنين قولك فيها أحب إلي من قول علي، فقال: بئس ما قلت، ولؤم ما جئت به، لقد كرهت رجلا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يغره العلم غرا، ولقد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " ولقد كان عمر بن الخطاب يسأله فيأخذ عنه، ولقد شهدت عمر إذا أشكل عليه شئ قال: هاهنا علي. قم لا أقام الله رجليك، ومحا اسمه من الديوان.


ومناقب شهد العدو بهاوالفضل ما شهدت به الأعداء

وروى هذا الحديث إبراهيم بن محمد الحمويني وهو أيضا من أعيان المخالفين بإسناده المتصل إلى قيس بن أبي حازم قال: جاء رجل إلى معاوية فسأله عن مسألة فقال: سل عنها علي بن أبي طالب هو أعلم، وساق الحديث.(2)

السادس والعشرون: السيد الأجل علي بن طاووس (رضي الله عنه) في كتاب سعد السعود نقله من طريق العامة عن أبي حامد الغزالي قال علي (عليه السلام): " لما حكى عهد موسى أن شرح كتابه كان أربعين حملا لو أذن الله ورسوله لي لأشرع في شرح معاني ألف الفاتحة حتى يبلغ مثل ذلك " يعني أربعين وقرا أو جملا، وهذه الكثرة في السعة والافتتاح في العلم لا يكون إلا لدنيا سماويا إلهيا، هذا آخر لفظ محمد بن محمد بن محمد الغزالي في كتاب بيان العلم اللدني في وصف مولانا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وآله(3).

السابع والعشرون: ابن طاووس أيضا قال: ذكر أبو عمر الزاهد واسمه محمد بن عبد الواحد في كتابه بإسناده أن علي بن أبي طالب قال: " يا بن عباس إذا صليت عشاء الآخرة فالحقني إلى الجبانة " قال: فصليت ولحقته وكانت ليلة مقمرة قال: فقال لي: " ما تفسير الألف من الحمد "؟ قال فما علمت حرفا أجيبه، فتكلم في تفسيرها ساعة واحدة تامة قال: " فما تفسير الحاء من الحمد؟ "

____________

(1) شرح النهج 9 / 165 ط. الحلبي، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي 34 / 52.

(2) مناقب ابن المغازلي: 35، والعمدة: 136، فرائد السمطين 1: 371 / 302.

(3) سعد السعود: 284 وحكاه عن الغزالي.


الصفحة 206
فقلت: لا أعلم، فتكلم فيها ساعة تامة قال: ثم قال (عليه السلام): " فما تفسير الميم من الحمد؟ " قال:

قلت: لا أدري، قال: فتكلم فيها ساعة تامة، قال: ثم قال: " فما تفسير الدال من الحمد؟ " قال: قلت:

لا أدري، قال: فتكلم فيها إلى برق عمود الفجر، قال: فقال لي: " قم يا بن عباس إلى منزلك وتأهب لفرضك " قال أبو العباس عبد الله بن العباس: فقمت وقد وعيت كلما قال، ثم تفكرت فإذا علمي بالقرآن في علم علي كالقرارة في المثعجر(1)(2).

الثامن والعشرون: أبو عمر الزاهد قال لنا عبد الله بن مسعود ذات يوم: لو علمت أن أحدا هو أعلم مني بكتاب الله عز وجل لضربت إليه آباط الإبل. قال علقمة: فقال رجل من الحلقة: ألقيت عليا (عليه السلام)، قال: نعم، قد لقيته وأخذت عنه وقرأت عليه وكان خير الناس وأعلمهم بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولقد رأيته كأنه بحر يسيل سيلا(3).

التاسع والعشرون: قال ابن طاووس أيضا ذكر محمد بن الحسن بن زياد المعروف بالنقاش في المجلد الأول من تفسير القرآن الذي سماه شفاء الصدور ما هذا لفظه: وقال ابن عباس: جل ما تعلمت من التفسير من علي بن أبي طالب - قال - النقاش أيضا في تعظيم ابن عباس لمولانا علي (عليه السلام) ما هذا لفظه: أخبرنا أبو بكر قال: حدثنا أحمد بن غالب الفقيه بطالقان قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا سويد قال: حدثنا علي بن الحسين بن واقد عن أبيه عن الكلبي، قال ابن عباس: ومما وجدت في أصله وذهب نصر بن عباس من كثرة بكائه على علي بن أبي طالب وذكر النقاش أيضا ما هذا لفظه: قال ابن عباس: علي (عليه السلام) علم علما علمه رسول الله ورسول الله (صلى الله عليه وآله) علمه الله، فعلم النبي من علم الله وعلم علي من علم النبي وعلمي من علم علي، وما علمي وعلم أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) في علم علي إلا كقطرة في سبعة أبحر(4).

الثلاثون: ابن طاووس قال روى النقاش أيضا حديث تفسير لفظة (الحمد) فقال بعد إسناده عن ابن عباس قال: قال لي علي (عليه السلام): " يا أبا عباس إذا صليت عشاء الآخرة فالحقني إلى الجبان " قال:

فصليت ولحقته وكانت ليلة مقمرة قال: فقال لي: " ما تفسير الألف من الحمد والحمد جميعا؟ " قال: فما علمت حرفا فيها أجيبه، قال: فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ثم قال لي: " فما تفسير اللام من الحمد؟ " فقلت: لا أعلم، قال: فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ثم قال: " فما تفسير الدال من الحمد؟ " قال: فقلت: لا أدري فتكلم فيها إلى أن برق عمود الفجر قال: فقال لي: قم يا بن العباس

____________

(1) من القرارة في المثعجر: أي كالغدير في جنب البحر، والثعجر بالعين المهملة والجيم كجعفر وسط البحر، أبواب الكنوز بهرام.

(2) سعد السعود: 285.

(3) سعد السعود: 285.

(4) سعد السعود: 285.


الصفحة 207
إلى منزلك فتأهب لفرضك " فقمت وقد وعيت كلما قال، قال: ثم تفكرت فإذا علمي بالقرآن في علم علي (عليه السلام) كالقرارة في المثعجر. القرارة: الغدير، والمثعجر: البحر(1).

الحادي والثلاثون: الفقيه بن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان قال: أخبرنا محمد بن العباس بن حيويه إذنا قال: حدثنا أبو عبد الله الدهان قال:

حدثنا محمد بن عبد الله الكندي قال: حدثنا أبو هاشم محمد بن علي قال: حدثنا أحمد بن عمران بن سلمة بن عجلان عن سفيان بن سعيد عن سعيد بن منصور عن إبراهيم بن علقمة عن عبد الله قال: كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله) فسئل عن علي (عليه السلام) فقال: " قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءا واحدا "(2).

الثاني والثلاثون: الموفق بن أحمد من أعيان العامة قال: أخبرنا سيد الحفاظ أبو منصور شهردار ابن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني إجازة، حدثني أبي، أخبرني المدايني الحافظ، أخبرني أبو محمد الخلال، أخبرني محمد بن العباس بن حيويه، أخبرني أبو عبد الله الحسين بن علي الدهان، حدثنا محمد بن عبد الله بن عتبة الكندي، حدثني أبو هاشم محمد بن علي الذهبي، أخبرني أحمد بن عمران بن سلمة عن سفيان بن سعيد عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءا واحدا "(3).

الثالث والثلاثون: محمد بن علي الحكيم الترمذي وهو من أكابر علماء العامة قال: قال ابن عباس وهو إمام المفسرين: العلم ستة أسداس لعلي منها خمسة أسداس وللناس سدس، ولقد شاركنا فيه حتى هو أعلم به منا - قال - وقال أيضا (رضي الله عنه): كان علي بن أبي طالب يشرح لنا نقطة الباء من * (بسم الله الرحمن الرحيم) * ليلة فانفلق عمود الصبح وهو بعد لم يفرغ، فرأيت نفسي في جنبه كالفوارة(4) في جنب البحر المثعنجر(5). وقال هذا العامي أيضا: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ما رآني في هذا الدنيا على الحقيقة التي خلقني الله عليها غير علي بن أبي طالب "(6)

____________

(1) سعد السعود: 286.

(2) مناقب ابن المغازلي 286 / 328.

(3) مناقب الخوارزمي: 40.

(4) وفي بعض المصادر: كالفرارة وهي الغدير الصغير.

(5) المثعنجر: وهو أكثر موضع في البحر فيه الماء.

(6) إحقاق الحق: 7 / 641، وينابيع المودة: 1 / 216.


الصفحة 208

الباب السادس والعشرون

في غزارة علم الأئمة (عليهم السلام) وسعته

من طريق الخاصة وفيه سبعة وعشرون حديثا.


الأول: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن أبي زاهر عن الحسن بن موسى عن علي بن حسان عن عبد الرحمن ابن كثير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " نحن ولاة الأمر وخزنة علم الله وعيبة وحي الله "(1).

الثاني: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن علي بن أسباط عن أبيه أسباط عن سورة بن كليب قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): " والله إنا لخزان علم الله في سمائه وأرضه لا على ذهب ولا فضة إلا على علمه "(2).

الثالث: محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن علي بن أسباط عن أبيه أسباط عن سورة بن كليب قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): " والله إنا لخزان الله في سمائه وأرضه لا على ذهب ولا فضة إلا على علمه "(3).

الرابع: محمد بن يعقوب عن علي بن موسى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد البرقي عن النضر بن سويد رفعه عن سدير عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك ما أنتم؟ قال: " نحن خزان علم الله، ونحن تراجمة وحي الله، ونحن الحجة البالغة على من دون السماء وفوق الأرض "(4).

الخامس: محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد وأبي عبد الله البرقي عن أبي طالب عن سدير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك ما أنتم؟ قال: " نحن خزان علم الله وتراجمة وحي الله، نحن الحجة البالغة على من دون السماء وفوق الأرض "(5).

السادس: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله

____________

(1) الكافي 1: 192 / 1.

(2) الكافي 8: 334 / 424.

(3) بصائر الدرجات 104 / 1.

(4) الكافي 1: 192 / 3.

(5) بصائر الدرجات 104 / 6.


الصفحة 209
تبارك وتعالى: أنت كمال حجتي على الأشقياء من أمتك من ترك ولاية علي والأوصياء من بعدك، فإن فيهم سنتك وسنة الأنبياء من قبلك، وهم خزان على علمي من بعدك، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

لقد أنبأني جبرئيل بأسمائهم وأسماء آبائهم "(1).

السابع: محمد بن يعقوب عن محمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن خالد عن فضالة بن أيوب عن عبد الله بن أبي يعفور قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " يا بن أبي يعفور إن الله واحد متوحد بالوحدانية، متفرد بأمره فخلق خلقا فقدرهم لذلك الأمر، فنحن هم، يا بن أبي يعفور فنحن حجج الله في عباده وخزانه على علمه والقائمون بذلك "(2).

الثامن: محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن موسى بن القاسم بن معاوية ومحمد بن يحيى عن العمركي بن علي جميعا عن علي بن جعفر عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال:

" قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله عز وجل خلقنا فأحسن خلقنا وصورنا فأحسن صورنا وجعلنا خزانه في سمائه وأرضه، ولنا نطقت الشجرة، وبعبادتنا عبد الله عز وجل، ولولانا ما عبد الله "(3).

التاسع: محمد بن يعقوب عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله تبارك وتعالى يقول: أنت كمال حجتي عن الأشقياء من أمتك من ترك ولاية علي ووالى أعداءه وأنكر فضله وفضل الأوصياء من بعده، فإن فضلك فضلهم وطاعتك طاعتهم وحقك حقهم ومعصيتك معصيتهم، وهم الأئمة الهداة من بعدك، جرى فيهم روحك وروحك ما جرى فيك من ربك، وهم عترتك من طينتك ولحمك ودمك، وقد أجرى الله فيكم سنتك وسنة الأنبياء قبلك، وهم خزاني على علمي من بعدك حق علي لقد اصطفيتهم فانتجتهم وأخلصتهم وارتضيتهم، ونجا من أحبهم ووالاهم وسلم لفضلهم، ولقد أتاني جبرئيل بأسمائهم وأسماء آبائهم وأحبائهم والمسلمين لفضلهم "(4).

العاشر: محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن خالد بن ماد عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: " والله إنا لخزان الله في سمائه وخزانه في أرضه ليس على ذهب ولا فضة، وإن منا لحملة العرش يوم القيامة "(5).

الحادي عشر: محمد بن الحسن الصفار عن علي بن محمد عن القاسم بن محمد عن

____________

(1) الكافي 1: 193 / 4.

(2) الكافي 1: 193 / 5.

(3) الكافي 1: 193 / 6.

(4) الكافي 1: 208 / 4.

(5) بصائر الدرجات 104 / 3.


الصفحة 210
سليمان بن داود المنقري عن سفيان عن السدي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: " نحن خزان الله في الدنيا والآخرة وشيعتنا خزاننا "(1).

الثاني عشر: علي بن إبراهيم بن هاشم في تفسيره قال: حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم قال: حدثنا محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله لنبيه (صلى الله عليه وآله): " * (ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا) * يعني عليا، وعلي هو النور فقال: * (نهدي به من نشاء من عبادنا) * يعني: عليا نهدي به من هدى(2) به من خلقه وقال لنبيه (صلى الله عليه وآله): * (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) *(3) يعني إنك لتأمر بولاية أمير المؤمنين وتدعو إليها، وعلي هو الصراط المستقيم * (صراط الله - يعني عليا - الذي له ما في السماوات وما في الأرض) *(4) يعني عليا أن جعله خازنه على ما في السماوات وما في الأرض وأتمنه عليه * ( ألا إلى الله تصير الأمور) *(5) "(6).

الثالث عشر: ابن بابويه في أماليه قال: حدثنا أبي (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال: حدثنا علي بن أسباط قال: حدثنا علي عن أبي بصير عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) أنه قال: " يا أبا بصير، نحن شجرة العلم ونحن أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) وفي دارنا مهبط جبرئيل (عليه السلام) ونحن خزان علم الله ونحن معادن وحي الله، من تبعنا نجا ومن تخلف عنا هلك حقا على الله عز وجل "(7).

الرابع عشر: الشيخ في أماليه قال: حدثنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبو الحسن علي بن خالد قال: حدثنا زيد بن الحسين الكوفي قال: حدثنا جعفر بن نجيح قال: حدثنا جندل بن والق الثعلبي قال: حدثنا محمد بن محمد بن عمران المازني عن زيد الأنصاري عن سعيد بن بشير عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال: سمعت رجلا يسأل ابن عباس عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال له ابن عباس: إن علي بن أبي طالب صلى القبلتين وبايع البيعتين ولم يعبد صنما ولا وثنا ولم يضرب على رأسه بزلم ولا قدح، ولد على الفطرة، ولم يشرك بالله طرفة عين. فقال الرجل: إني أسألك عن هذا إنما أسألك عن حمله سيفه على عاتقه يختال به حتى أتى البصرة فقتل بها أربعين ألفا، ثم سار إلى الشام فلقي حواجب العرب فضرب بعضهم ببعض حتى قتلهم، ثم أتى النهروان وهم مسلمون

____________

(1) بصائر الدرجات 105 / 11.

(2) في المصدر: به هدى من هدى.

(3) الشورى: 52.

(4) إبراهيم: 2.

(5) الشورى: 53.

(6) تفسير القمي 2: 284 في سورة الشورى.

(7) أمالي الصدوق 383 / 490، بحار الأنوار 26: 240 / 1.