الصفحة 124

* أقول: اعترف عمر بمضمون كلام معاوية عندما قال لابن عباس: أما والله إن كان صاحبك هذا أولى الناس بالأمر بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)... إن أول من ريثكم عن هذا الأمر أبو بكر.

(شرح النهج: 2 / 57 خطبة 26).

تصريح سلمان الفارسي:

أنبأنا علي بن عبد الله، أنبأنا أبو زرعة عبد الكريم بن إسحاق بن سهلويه، أنبأنا أبو بكر الدينوري إجازة: سمعت أبا منصور عبد الله بن علي الأصبهاني ببروجرد سمعت أبا القاسم الطبراني، حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة عن أشياخه قال: لما كان يوم السقيفة اجتمعت الصحابة على سلمان الفارسي فقالوا: يا أبا عبد الله إن لك سنك ودينك وعلمك وصحبتك من رسول الله، فقل في هذا الأمر قولا يخلد عنك فقال: " گويم اگر شنويد ".

ثم غدا عليهم فقالوا: ما صنعت يا أبا عبد الله فقال: " گفتم اگر بكار بريد " ثم أنشأ يقول:


ما كنت أحسب أن الأمر منصرفعن هاشم ثم منهم عن أبي الحسن
أوليس أول من صلى لقبلتهوأعلم بالقول بالأحكام والسنن
ما فيهم من صنوف الفضل يجمعهاوليس في القوم ما فيه من الحسن

يقال ليس لسلمان غير هذه الأبيات (التدوين في أخبار قزوين: 1 / 78 - 79 القول في بيان من ورد قزوين من الصحابة - سلمان).

أقول: سوف أذكر أن هذه الأبيات من تصريح ابن أبي لهب والعباس.

وأخرج البلاذري وابن أبي شيبة اللفظ للأول: " كردان ونا كردان " أي عملتم وما عملتم، لو بايعوا عليا لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم (أنساب الأشراف: 1 / 587 ح 1188 ط. مصر و 2 / 274 ط. دار الفكر، أمر السقيفة).

ولفظ الثاني: أخطأتم وأصبتم أما لو جعلتموها في أهل بيت نبيكم لأكلتموها رغدا (المصنف: 7 / 443 ح 37083 كتاب المغازي - خلافة علي -).

وذكره سبط ابن الجوزي بلفظ: " كردي نكردي " أي فعلتموها فوجئت عنقه (تذكرة الخواص: 63 الباب الرابع).

وأخرجها الجوهري بلفظ ابن أبي شيبة (السقيفة: 43، وشرح النهج: 2 / 49 خطبة 26 و 6 / 43 خطبة 66).

وأخرج عنه أيضا قوله: " أصبتم الخير ولكن أخطأتم المعدن " (السقيفة: 67، وشرح النهج: 6 / 43 خطبة 66).


الصفحة 125

تصريح العباس:

أخرج الحموي عن علي قال: قال العباس بن عبد المطلب حين بويع لأبي بكر:


ما كنت أحسب أن الأمر منصرفعن هاشم ثم منها عن أبي الحسن
أليس أول من صلى لقبلتكموأعلم الناس بالآثار والسنن
وأقرب الناس عهدا بالنبي ومنجبريل عون له في الغسل والكفن
من فيه ما في جميع الناس كلهموليس في الناس ما فيه من الحسن
ماذا الذي ردكم عنه فنعرفهها إن بيعتكم من أول الفتن

(فرائد السمطين: 2 / 82 ح 401).


وأخرج ابن شبة قوله لعلي: " واحذر هؤلاء الرهط فإنهم لا يبرحون يدفعوننا عن هذا الأمر حتى يقوم لنا به غيرنا " (تاريخ المدينة: 3 / 926 تفصيل عمر لصفات الصحابة).

وفي رواية قال: " ما أحد أولى بمقام رسول الله منه (علي) (أهل البيت لتوفيق أبي علم: 236).

أقول: أخرج الطبري الإمامي كلاما للعباس عندما استسقى عمر به وتوسل:

" يستسقون بنا ويتقدمونا، فإذا قحطوا استسقوا بنا، وإذا ذكروا الخلافة تمنوا سالما مولى أبي حذيفة والجارود العبدي " (المسترشد للطبري: 692 ح 359).

تصريح أبو سفيان:

أخرج عبد الرزاق وابن المبارك وابن عبد البر والبلاذري وابن أبي شيبة واليعقوبي وغيرهم قول أبي سفيان:

غلبكم على هذا الأمر أرذل بيت في قريش، أما والله لأملأنها خيلا ورجالا (المصنف لعبد الرزاق: 5 / 451 ح 9767 بيعة أبي بكر، والاستيعاب: 2 / 254 ترجمة أبو بكر و 4 / 87 ترجمة أبو سفيان، وتاريخ اليعقوبي:

2 / 126 خبر السقيفة، والثقات لابن حبان: 2 / 287 ترجمة، وشرح النهج: 2 / 45 خطبة 26 عن الجوهري

الصفحة 126
و 6 / 40 عنه أيضا خطبة 66، وأنساب الأشراف: 2 / 271 أمر السقيفة ط. دار الفكر.).

وقال يوم السقيفة أيضا:... فأما علي بن أبي طالب فأهل والله أن يسود على قريش وتطيعه الأنصار (الأخبار الموفقيات: 585 ح 382).

وزاد البلاذري في لفظ: إني لأرى فتقا لا يرتقه إلا الدم (أنساب الأشراف: 2 / 271 أمر السقيفة ط. دار الفكر).

وأنشد يوم السقيفة:


بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكمولا سيما تيم بن مرة أو عدي
فما الأمر إلا فيكم وإليكموليس لها إلا أبو حسن علي

(تاريخ اليعقوبي: 2 / 126 خبر السقيفة، والأخبار الموفقيات: 577 ح 376، وشرح النهج: 6 / 17 خطبة 66).

تصريح عبد الله بن عباس:

أخرجه ابن قتيبة في العيون قال: قال ابن عباس لمعاوية: ندعي هذا الأمر بحق من لولا حقه لم تقعد مقعدك هذا، ونقول كان ترك الناس أن يرضوا بنا ويجتمعوا علينا حقا ضيعوه وحظا حرموه... أما الذي منعنا من طلب هذا الأمر بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فعهد منه إلينا قبلنا فيه قوله ودنا بتأويله، ولو أمرنا أن نأخذه على الوجه الذي نهانا عنه لأخذناه أو أعذرنا فيه، ولا يعاب أحد على ترك حقه، إنما المعيب من يطلب ما ليس له، وكل صواب نافع وليس كل خطأ ضارا (عيون الأخبار لابن قتيبة: 1 / 6 كتاب السلطان - محل السلطان وسيرته وسياسته).

وله تصريحات أخرى وهي المحاورات التي جرت بينه وبين عمر حتى قال له عمر يوما: إن أول من راثكم عن هذا الأمر أبو بكر.

فأجابه ابن عباس: أما قولك يا أمير المؤمنين اختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت، فلو أن قريشا اختارت لأنفسها حيث اختار الله عز وجل لها لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محسود (شرح النهج لابن أبي الحديد:

20 / 160 عن الجوهري، والسقيفة: 129).

وقال له عمر يوما آخر: لعلك ترى صاحبك لها؟

قال: فقلت: القربى في قرابته وصهره وسابقته أهلها؟

قال: بلى ولكنه امرؤ فيه دعابة (تاريخ المدينة لابن شبة: 3 / 880 مقتل عمر).

وقال عمر له يوما ثالثا: أترى صاحبكم لها موضعا؟

قال: فقلت: وأين يبتعد من ذلك مع فضله وسابقته وقرابته وعلمه؟


الصفحة 127
قال: هو كما ذكرت، ولو وليهم تحملهم على منهج الطريق فأخذ المحجة الواضحة، إلا إن فيه خصالا: الدعابة في المجلس، واستبداد الرأي، والتبكيت للناس مع حداثة السن.

قال: قلت: يا أمير المؤمنين هلا استحدثتم سنه يوم الخندق إذ خرج عمرو ابن عبد الود وقد كعم عنه الأبطال وتأخرت عنه الأشياخ؟! ويوم بدر إذ كان يقط الأقران قطا، ولا سبقتموه بالإسلام إذ كان جعلته الشعب وقريش يستوفيكم؟! (تاريخ اليعقوبي: 2 / 158 - 159 ذيل أيام عمر).

تصريح المقداد:

أخرجه ابن أبي الحديد عن الجوهري بلفظ: واعجبا من قريش واستئثارهم بهذا الأمر على أهل هذا البيت، معدن الفضل ونجوم الأرض ونور البلاد، والله إن فيهم لرجلا ما رأيت رجلا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أولى منه بالحق ولا أقضى بالعدل (شرح النهج: 9 / 21 خطبة 135، والسقيفة: 81).

وبلفظ آخر له: وإني لأعجب من قريش وتطاولهم على الناس بفضل رسول الله ثم انتزاعهم سلطانه من أهله (شرح النهج: 9 / 49 - 58 خطبة 135، والسقيفة للجوهري: 89).

وأخرجه ابن شبه بألفاظ قريبة (تاريخ المدينة: 3 / 931 ذيل أخبار عمر).

تصريح عمار بن ياسر:

قال: يا معشر قريش إلى متى تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم تحولونه هاهنا مرة وهاهنا مرة، وما أنا آمن أن ينزعه الله منكم ويضعه في غيركم، كما نزعتموه من أهله ووضعتموه في غير أهله (شرح النهج لابن أبي الحديد: 9 / 49 - 58 خطبة 135 عن الجوهري، السقيفة: 90).

وذكر في " العقد الفريد " باختصار ولكن أوله: فأنى تصرفون هذا الأمر عن بيت نبيكم (العقد الفريد: 4 / 264 كتاب الخلفاء - أمر الشورى).

هذا تصريح عمار الذي قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إذا اختلف الناس كان ابن سمية مع الحق " (جامع الأحاديث:

1 / 149 ح 904).

وقال (صلى الله عليه وآله): " عمار ما خير بين أمرين إلا اختار أرشدهما " (جامع الأحاديث: 1 / 46 ح 175).


الصفحة 128

تصريح أبا ذر:

قال أبو ذر لما توفي النبي وبويع لأبي بكر: أصبتم قناعه وتركتم قرابه، لو جعلتم هذا الأمر في أهل بيت نبيكم لما اختلف عليكم اثنان (شرح النهج: 6 / 13 خطبة 66 عن الجوهري، والسقيفة: 62).

وأخرج اليعقوبي قوله: أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها أما لو قدمتم من قدم الله وأخرتم من أخر الله، وأقررتم للولاية والوراثة في أهل بيت نبيكم، لأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أقدامكم (تاريخ اليعقوبي: 2 / 171 أيام عثمان، وأهل البيت للشرقاوي: 145).

تصريح عبد الله بن جعفر:

قال لمعاوية:... أيم الله لو ولوه بعد نبيهم لوضعوا الأمر موضعه لحقه وصدقه، ولأطيع الرحمن وعصي الشيطان وما اختلف في الأمة سيفان (الإمامة والسياسة: 1 / 195 حرب صفين ط. بيروت. و 149 ط. مصر 1378، وأهل البيت لتوفيق: 399).

تصريح عتبة بن أبي لهب:

أخرج ابن سيد الناس في " المدح " واليعقوبي والزبير بن بكار وغيرهم قوله:


ما كنت أحسب هذا الأمر منصرفاعن هاشم ثم منها عن أبي الحسن
أليس أول من صلى لقبلته (لقبلتكم)وأعلم الناس بالقرآن والسنن
(أقرب) وآخر الناس عهدا بالنبي ومنجبريل عون له في الغسل والكفن
من فيه ما فيهم لا يمترون بهوليس في القوم ما فيه من الحسن
ماذا الذي ردهم عنه فنعلمهها أن ذا غبننا من أعظم الغبن

(منح المدح: 287 ذكر ابن أبي لهب، وتاريخ اليعقوبي: 2 / 124 خبر السقيفة، وشرح النهج 6 / 21 شرح خطبة 66، وأسد الغابة: 4 / 40 ترجمته، والمواهب اللدنية: 1 / 242 ط. مصر، وشرح النهج: 6 / 21 خطبة 66، والأخبار الموفقيات: 580 ح 380 ط. بغداد، وتاريخ أبي الفداء: 1 / 156 أخبار أبي بكر، والجوهرة: 122).

* أقول: تقدمت هذه الأبيات ونسبت تصريحا لسلمان وأيضا للعباس، وهنا لعتبة، والمهم أنها صدرت منهم جميعا أو رددوا هذه الكلمات فصح كونها تصريحا لهم، وأيضا يأتي عن ابن عبد البر نسبتها إلى والد عتبة وهو

الصفحة 129
الفضل بن عباس.

تصريح الفضل بن عباس:

قال: يا معشر قريش إنه ما حقت لكم الخلافة بالتمويه ونحن أهلها دونكم وصاحبنا أولى بها منكم. هذا لفظ اليعقوبي.

وذكره ابن أبي الحديد عن الزبير بن بكار بلفظ: يا معشر قريش وخصوصا يا بني تيم إنكم إنما أخذتم الخلافة بالنبوة ونحن أهلها دونكم.. وإنا لنعلم أن عند صاحبنا عهدا هو ينتهي إليه (الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار:

580 ح 380، وتاريخ اليعقوبي: 2 / 124 خبر السقيفة، وشرح النهج: 6 / 21 شرح خطبة 66).

* أقول: وفي " الإستيعاب " و " الجوهرة " نسب الأبيات المتقدمة إليه (الإستيعاب بهامش الإصابة: 3 / 67 ذيل ترجمة علي، والجوهرة: 122).

تصريح حسان بن ثابت:

قال يوم السقيفة:


جزى الله خيرا والجزاء بكفهأبا حسن عنا ومن كأبي حسن
سبقت قريشا بالذي أنت أهلهفصدرك مشروح وقلبك ممتحن
تمنت رجال من قريش أعزةمكانك هيهات الهزال من السمن
وكنت المرجى من لؤي بن غالبلما كان منهم والذي بعد لم يكن
حفظت رسول الله فينا وعهدهإليك ومن أولى به منك من ومن
ألست أخاه في الإخا ووصيهوأعلم فهر منهم بالكتاب والسنن

(تاريخ اليعقوبي: 2 / 128 أيام أبي بكر، والأخبار الموفقيات: 598 ح 388 وما بين المعكوفين منه).

تصريح البراء بن عازب:

قال: لم أزل لبني هاشم محبا، فلما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خفت أن تتمالأ قريش على إخراج هذا الأمر عنهم.

(شرح النهج: 1 / 219 الخطبة الثالثة عن الجوهري، والسقيفة: 46).


الصفحة 130

تصريح زيد بن أرقم:

قال يوم السقيفة: إنا لا ننكر فضل من ذكرت يا عبد الرحمن.. إنا لنعلم أن ممن سميت من قريش من لو طلب هذا الأمر لم ينازعه فيه أحد: علي بن أبي طالب (شرح النهج لابن أبي الحديد: 6 / 20 شرح خطبة 66، والأخبار الموفقيات للزبير بن بكار: 579 ح 378، وتاريخ اليعقوبي: 2 / 125 خبر السقيفة عن المنذر بن أرقم).

تصريح النعمان بن العجلان الزرقي الأنصاري:

قال:


وأهل أبو بكر لها خير قائموإن عليا كان أخلق للأمر
وكانا هوانا في علي وإنهلأهل لها من حيث ندري ولا ندري

ورواه الزبير بلفظ:

لأهل لها يا عمرو من حيث لا تدري

(الإستيعاب: 3 / 550 ترجمته، والأخبار الموفقيات للزبير بن بكار: 593 ح 384 وما بين المعكوفين منه).

تصريح خالد بن سعيد:

أخرج الطبري وعبد الرزاق وابن عساكر والبلاذري قوله: لما قدم خالد من اليمن بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تربص ببيعته شهرين ولقي علي بن أبي طالب وعثمان وقال: يا بني عبد مناف لقد طبتم نفسا عن أمركم يليه غيركم.

فأما أبو بكر فلم يحض بها، وأما عمر فاضطغنها عليه فلما بعث أبو بكر خالد بن سعيد أميرا على ربع من أرباع الشام فجعل عمر يقول: أبو مرة وقد قال ما قال.

فلم يزل بأبي بكر حتى عزله وولى يزيد بن أبي سفيان (الإستيعاب: 2 / 255 ترجمة أبو بكر، وأنساب الأشراف: 2 / 270 أمر السقيفة ط. دار الفكر، وتاريخ الطبري: 2 / 586 سنة 13، والمصنف لعبد الرزاق: 5 / 454 ح 9770، وتاريخ دمشق: 16 / 78 رقم الترجمة: 188).

وأخرج اليعقوبي عنه قوله لعلي (عليه السلام): هلم أبايعك فوالله ما في الناس أحد أولى بمقام محمد منك (تاريخ اليعقوبي: 2 / 126 خبر سقيفة بني ساعدة، وتاريخ دمشق: 16 / 78 رقم الترجمة 1880).


الصفحة 131

تصريح هزيل بن شرحبيل:

أخرجه البزار والحميدي وابن ماجة وأبو نعيم وأحمد، قال: كان أبو بكر يتأمر على وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ود أبو بكر لو وجد من رسول الله في ذلك عهدا فخرم أنفه بخرامه (مسند البزار: 8 / 298 ح 3370 وبالهامش أخرجه ابن ماجة: 2 / 900 ح 2696، والحميدي: 2 / 315).

وأخرجه أبو نعيم صححه وأحمد بلفظ: لو وجد مع رسول الله - فخزم أنفه بخزامة (مسند أحمد: 4 / 382 ط.

م و 5 / 516 ح 18918 ط. ب، وحلية الأول ياء: 5 / 21 ترجمة طلحة بن مصرف رقم 285).

تصريح الخليفة المأمون:

وذلك ضمن مناظرته المشهورة في فضل علي (عليه السلام) وتفضيله على الصحابة بحضور فقهاء عصره جاء فيها: إن أمير المؤمنين يدين الله على أن علي بن أبي طالب خير الخلق بعد رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأولى الناس بالخلافة له (العقد الفريد: 5 / 77 كتاب أخبار زياد والحجاج والطالبيين والبرامكة - احتجاج المأمون).

تصريح داود بن علي:

خطب في أول خلافة أبي العباس فقال: والله قسما برا لا أريد إلا الله به، ما قام هذا المقام أحد بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أحق به من علي بن أبي طالب وأمير المؤمنين هذا، فليظن ظانكم وليهمس هامسكم (عيون الأخبار لابن قتيبة: 2 / 252 كتاب العلم والبيان - الخطب).

تصريح يزيد بن معاوية:

أخرج البلاذري في تاريخه قال: لما قتل الحسين بن علي كتب عبد الله ابن عمر إلى يزيد بن معاوية: أما بعد ..

فقد عظمت الرزية وجلت المصيبة، وحدث في الإسلام حدث عظيم، ولا يوم كيوم الحسين.

فكتب إليه يزيد: يا أحمق إنا جئنا إلى بيوت منجدة، وفرش ممهدة، ووسائد منضدة فقاتلنا عنها، فإن يكن الحق لنا فعن حقنا، وإن يكن لغيرنا فأبوك أول من سن هذا وابتزه واستأثر بالحق على أهله (الأنوار النعمانية:

1 / 53 عن البلاذري).

غاية المرام للبحراني: 6 * - أقول: هذه جملة من تصريحات الصحابة من أمهات كتب القوم، وهناك تصريحات أخرى من كتب أصحابنا لم نذكرها خشية الإطالة (الإحتجاج: 1 / 76 إلى 79 و 87 إلى 89، ومناقب آل أبي طالب: 2 / 252).


الصفحة 132
ذكر من تخلف عن جيش أسامة الثاني عشر: صاحب كتاب " سير الصحابة ": وأما شرح أحوال محمد بن أبي بكر وعبد الله بن عمر، فإنهما يتحابان في الله، وكان عبد الله بن عمر فقيها عارفا بالشرع من لفظ رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما ساعد أبا بكر وعمر أكثر الناس على ما فعلا، تأخرا عن أبويهما فبعث أبو بكر وعمر إلى محمد وعبد الله، فلما أتيا قال لهما عمر: لماذا تأخرتما؟ فقال عبد الله لمحمد: كن أنت على ما أنت عليه قابضا على حسامك فأيهما اعتدى علي في الكلام فأنا له وأيهما اعتدى علينا في الفعال فكن أنت له.

فقال محمد: سمعا وطاعة، ثم التفت عبد الله بن عمر وقال: ما تريد منا؟ قال: لم لا تصليان خلف أبي بكر؟ قال عبد الله: قد سألتكما على شرط لا تكتما في خلوتكما حقا، قالا: لا فاسأل عما بدا لك، فقال عبد الله: يا عمر هل لأسمعتك وأنت تقول لعلي (عليه السلام): بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت اليوم مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة؟ قال له عمر: يا عبد الله أما تخاف الله في أبيك أنا أقول لك يا بني وأنت تقول يا عمر. فقال عبد الله: السؤال فأجبني واسأل بعد ذلك.

فقال عمر: بلى أنا القائل لعلي: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.

فقال: يا عمر هل أنت وأبو بكر مؤمنان أم لا؟

قال: بلى.

قال عبد الله: فما جزاء عبد عق مولاه وخالف أمره وعاق عليه، أتخوفني بالعقوبة والعقوبة يا عمر إذا عق العبد مولاه عق الولد أباه والحجة معي ولي في كتاب الله تعالى قوله: *(وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما)*.

يا عمر أما سمعت قول النبي (صلى الله عليه وآله) على عبد عق مولاه لعنه الله قولوا آمين، فقال الصحابة: آمين؟

فقال عمر: يا بني أما سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يلعن عاق والديه؟ فقال عبد الله: أينا أسبق إلى العقوق نحن أم أنتما، دع العقوق حتى ندع العقوق، يا عمر إنك ألم تعلم بعينيك أنت إذا أوذت واحدة هاجت الأخرى عليك، لا تسم ذلك إلينا ثم سم ذلك إليك لا تعلمني عقوقا ولا تحرمني عليك يا عمر إذا ملت إلى شهوتك طرقت غير دينك، يا عمر قال الله تعالى: *(فلا أنساب بينهم)* الآية يا عمر كما برأ الله نوحا من ولده برأني منك، يا عمر هذا أبو بكر إيمانه أوفى من إيمانك أم لا؟

قال عمر: بلى.

قال عبد الله: أفتريد طاعته لعلي أكثر من طاعتك، إن زعمت أنه أرادكما فقد اتفقتما على الباطل

الصفحة 133
وأثمتما على خلق كثير، فإن عليا مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، وأنت يا أبا بكر أما سمعت قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) (عليهم السلام) إذا بويع خليفتان في يوم واحد فاقتلوا الأخير منهما؟

قال: بلى.

يا عبد الله، فلم بايعتم سعد بن عبد الله ونقضتم بيعته وبايعتم أبا بكر، فهل تجوز الصلاة خلف إمام وجب قتله شرعا. يا أبا بكر ويا عمر إننا لا نحضر معكما بعدها مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى أي صلاة كانت فلا يدعنا منكم أحد قبل الصلاة خوفا أن نخرج من المسجد عند وجوب الصلاة.

فقال محمد بن أبي بكر: لقد صدقكما عبد الله، ثم خرجا من عندهما وأقاما على ذلك إلى أن مات أبواهما واستشهد محمد بن أبي بكر في طاعة الله ورضوانه ورضا أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قتله معاوية بمصر وأمر مكانه عمرو بن العاص.


الصفحة 134

الباب السادس والسبعون

في تأخر أبي بكر وعمر عن جيش أسامة

من طريق الخاصة وفيه حديث واحد


سليم بن قيس الهلالي في كتابه في الأمور التي خالفا فيها - أبو بكر وعمر - رسول الله (صلى الله عليه وآله) رواه سليم عن أمير المؤمنين (عليه السلام) والحديث فيه طول، وفي الحديث قال: ثم تركه من الأذان حي على خير العمل، فاتخذوه سنة وتابعوه على ذلك، وقضيته على المفقود أن أجل امرأته أربع سنين، ثم تتزوج امرأته، فإن جاء زوجها خير بين امرأته وبين الصداق، فاستحسنه الناس واتخذوه سنة وقبلوه عنه جهلا وقلة علم بكتاب الله وسنة نبيه، وإخراجه من المدينة كل أعجمي وإرساله إلى عماله بالبصرة بحبل طوله خمسة أشبار وقوله: من بلغكم من الأعاجم طوله طول هذا الحبل فاقطعوه، وأعجب من ذلك أن كذابا رجم بكذبه فقبلها وقبل الجهال، وزعم أن الملك ينطق على لسانه بلغته ويعدله(1)، واعتاقه سبايا أهل اليمن، وتخلفه وصاحبه عن جش أسامة بن زيد مع تسليمهما بالإمارة، ثم أعجب ذلك أنه قد علم وعلم الناس أنه هو الذي منع رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الكتف التي دعا بها، فلم يضره ذلك عندهم ولم ينقضه. وساق الحديث بطوله قبل النقول هنا وبعده(2).

____________

(1) مناقب الخوارزمي: 329 ح 347.

(2) في المصدر: ويلقنه.


الصفحة 135

الباب السابع والسبعون

في عقاب من شك في أمير المؤمنين (عليه السلام)

من طريق العامة وفيه حديث واحد


موفق بن أحمد يرفعه إلى ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحشر الشاك في علي من قبره وفي عنقه طوق من نار فيه ثلاثمائة شعلة على كل شعلة شيطان يلطخ وجهه حتى يوقفه للحساب، وفي رواية: يكلح في وجهه(1).

____________

(1) مناقب الخوارزمي: 329 ح 347.


الصفحة 136

الباب الثامن والسبعون

في عقاب من شك في أمير المؤمنين وأشرك به أو شك في الأئمة (عليهم السلام)

من طريق الخاصة وفيه سبعة أحاديث


الأول: أمالي ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن محمد الصائغ العدل قال: حدثنا عيسى بن محمد العلوي قال: حدثنا أبو عوانة قال: حدثنا محمد بن سليمان بن بزيع الخزاز قال: حدثنا إسماعيل بن أبان عن سلام بن أبي عمرة الخراساني عن معروف بن خربوذ المكي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا حذيفة حجة الله عليكم بعدي علي بن أبي طالب الكفر به كفر بالله، والشرك به شرك بالله، والشك فيه شك في الله، الإلحاد فيه إلحاد في الله، والإنكار له إنكار لله، والإيمان به إيمان بالله، لأنه أخو رسول الله ووصيه وإمام أمته ومولاهم وهو حبل الله المتين وعروته الوثقى التي لا انفصام لها، وسيهلك فيه اثنان ولا ذنب له: محب غال ومقصر.

يا حذيفة لا تفارقن عليا فتفارقني ولا تخالفن عليا فتخالفني، إن عليا مني وأنا منه من أسخطه فقد أسخطني ومن أرضاه فقد أرضاني(1).

الثاني: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن علي (رضي الله عنه) عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن زياد بن المنذر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): المخالف على علي بن أبي طالب بعدي كافر والمشرك به مشرك، والمحب له مؤمن والمبغض له منافق والمقتفي لأثره لاحق، والمحارب له مارق والراد عليه زاهق، علي نور الله في بلاده وحجته على عباده وسيف الله على أعدائه ووارث علم أنبيائه، علي كلمة الله العليا وكلمة أعدائه السفلى، علي سيد الأوصياء ووصي سيد الأنبياء، علي أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وإمام المسلمين لا يقبل الله الإيمان إلا بولايته وطاعته(2).

الثالث: أمالي الشيخ الطوسي قال: أخبرنا محمد بن محمد - يعني المفيد - قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن - يعني ابن الوليد - قال: حدثني أبي عن سعيد بن عبد الله قال:

____________

(1) أمالي الصدوق: 265 ح 282 المجلس: 22 ح 4.

(2) أمالي الصدوق: 61 ح 20 المجلس 2 ح 6.


الصفحة 137
حدثنا عبد الله بن هارون قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن العرزمي قال: حدثنا المعلى بن هلال عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: أعطاني الله خمسا وأعطى عليا خمسا، أعطاني جوامع الكلم وأعطى عليا جوامع العلم، وجعلني نبيا وجعل عليا وصيا، وأعطاني الكوثر وأعطى عليا السلسبيل، وأعطاني الوحي وأعطى عليا الإلهام، وأسرى بي إليه وفتحت له أبواب السماء [ والحجب ] حتى رأى ما رأيت ونظر إلى ما نظرت إليه(1).

ثم قال: يا بن عباس خالف من خالف عليا ولا تكونن له(2) ظهيرا ولا وليا، فوالذي بعثني بالحق ما يخالفه أحد إلا غير الله ما به من نعمة وشوه خلقه قبل إدخاله النار، يا بن عباس لا تشك في علي فإن الشك فيه كفر يخرج عن الإيمان ويوجب الخلود في النار(3).

الرابع: شرف الدين النجفي في " تأويل الآيات الباهرة " قال: وروى أبو عمر الزاهد في كتابه بإسناده إلى محمد بن مسلم عن أحدهما (عليهم السلام) قال: قلت له: إنا نرى الرجل من المخالفين عليكم له عبادة واجتهاد وخشوع فهل ينفعه ذلك؟ فقال: يا محمد إنما مثلهم كمثل أهل بيت بني إسرائيل كان إذا اجتهد واحد منهم أربعين ليلة ودعا الله أجيب وإن رجلا منهم اجتهد أربعين ليلة ثم دعا الله فلم يستجب له فأتى عيسى ابن مريم يشكو إليه ما هو فيه وسأله الدعاء له، قال: فتطهر عيسى (عليه السلام) ثم دعا الله فأوحى الله إليه: يا عيسى عبدي أتاني من غير الباب الذي أوتي منه، إنه دعاني وفي قلبه شك منك فلو دعاني حتى ينقطع عنقه وتنتثر أنامله ما استجبت له، قال: فالتفت عيسى (عليه السلام) وقال له: تدعو ربك وفي قلبك شك من نبيه؟ فقال: يا روح الله وكلمته قد كان ما قلت فاسأل الله أن يذهب به عني، فدعا له عيسى (عليه السلام) فتقبل الله منه وصار الرجل من جملة أهل بيته، وكذلك نحن أهل البيت لا يقبل الله عمل عبد وهو يشك فينا(4).

الخامس: الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان في أماليه قال: أخبرني أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير الكوفي إجازة قال: حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن فصال قال: حدثنا علي بن أسباط عن محمد بن يحيى أخي مغلس عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما (عليهما السلام) قال: قلت: أما ترى الرجل من المخالفين عليكم له عبادة واجتهاد وخشوع فهل ينفع ذلك شيئا؟

فقال: يا محمد إن مثلنا أهل البيت مثل أهل بيت كانوا في بني إسرائيل وكان لا يجتهد أحد منهم

____________

(1) في المصدر للحديث تكملة كبيرة لعل المصنف اختصره.

(2) في المصدر: لهم.

(3) أمالي الطوسي: 7 ح 19 و: 188 ح 317 و: 104 ح 161 المجلس 4 ح 15 بتفاوت.

(4) تأويل الآيات: 1 / 87 ح 73.