الصفحة 198

قال: إني أفعل ذلك فقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: النظر إلى علي بن أبي طالب عبادة، والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة، والنظر في الصحيفة - يعني بالصحيفة القرآن - عبادة، والنظر إلى الكعبة عبادة(1).

السادس: أمالي الشيخ قال: أخبرنا جماعة قالوا: أبو المفضل قال: حدثنا محمد بن جعفر الرزاز أبو العباس القرشي قال: حدثنا أيوب بن نوح بن دراج قال: حدثنا صفوان بن يحيى عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي صلوات الله عليهم عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): النظر إلى العالم عبادة، والنظر إلى الإمام المقسط عبادة، والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة، والنظر إلى الأخ توده في الله عز وجل عبادة(2).

السابع: محمد بن الحسن الصفار في " بصائر الدرجات " قال: روي عن أبي بكر أنه كان إذا حضر علي بن أبي طالب (عليه السلام) يطيل النظر إليه، فقيل له: تطيل النظر إلى وجه علي إذا حضر، فقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: النظر إلى وجه علي عبادة(3).

الثامن: المفيد في كتاب " الإختصاص " عن محمد بن علي بن بابويه قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن موسى بن عمران عن عمه الحسين بن يزيد عن علي بن سالم عن أبيه عن سالم بن دينار عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال:

سمعت ابن عباس يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) (عليهم السلام) ذكر الله عز وجل عبادة وذكري عبادة وذكر علي عبادة وذكر الأئمة من ولده عبادة، والذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إن وصيي لأفضل الأوصياء وإنه لحجة الله على عباده وخليفته على خلقه، ومن ولده الأئمة الهداة بعدي، بهم يحبس الله العذاب عن أهل الأرض وبهم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، وبهم يمسك الجبال أن تميد بهم، وبهم يسقي خلقه الغيث، وبهم يخرج النبات، أولئك أولياء الله حقا وخلفاؤه(4) صدقا، عدتهم عدة الشهور وهي اثنا عشر شهرا وعدتهم عدة نقباء موسى بن عمران، ثم تلا (صلى الله عليه وآله) هذه الآية *(والسماء ذات البروج)* ثم قال: أتقدر يا بن عباس أن الله يقسم بالسماء ذات البروج ويعني به السماء وبروجها، قلت: يا رسول الله فما ذاك؟ قال: أما السماء فأنا وأما البروج فالأئمة بعدي، وأولهم علي وآخرهم المهدي صلوات الله عليهم(5).

التاسع: ابن بابويه في أماليه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال:

____________

(1) أمالي الطوسي: 55 ح 1016 المجلس 16 ح 22.

(2) أمالي الطوسي: 454 ح 1015 المجلس 16 ح 21.

(3) تاريخ دمشق: 42 / 350 ط. دار الفكر.

(4) في المصدر: خلفائي.

(5) الإختصاص: 224 حديث في الأئمة.


الصفحة 199
حدثنا الحسن بن مثيل الدقاق قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي خطاب قال: حدثنا محمد بن سنان عن جعفر بن سليمان النهدي قال: حدثنا ثابت بن دينار الثمالي عن سيد العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) عن أبيه قال: نظر رسول الله ذات يوم إلى علي (عليه السلام) وقد أقبل وحوله جماعة فقال: من أحب أن ينظر إلى يوسف في جماله وإلى إبراهيم في سخائه وإلى سليمان في بهجته وإلى داود في قوته فلينظر إلى هذا(1).

العاشر: أمالي المفيد قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمير بن سالم قال: حدثني أبو جعفر محمد ابن عيسى العجلي قال: حدثنا مسعود بن يحيى النهدي قال: حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن أبيه قال: بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالس في جماعة من أصحابه إذ أقبل علي بن أبي طالب (عليه السلام) نحوه فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أراد أن ينظر إلى آدم في خلقه وإلى نوح في حكمته وإلى إبراهيم في حلمه فلينظر إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام)(2).

____________

(1) أمالي الصدوق: 757 ح 1020 المجلس 94 ح 11.

(2) أمالي المفيد: 14 المجلس 2 ح 3.


الصفحة 200

الباب الحادي والتسعون

في رد الشمس إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)

من طريق العامة وفيه ثمانية أحاديث


الأول: ابن المغازلي الفقيه الشافعي قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن إسماعيل بن الحسن العلوي في جمادى الأول سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة بقراءتي عليه فأقر به قال له: أخبركم أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الملقب بابن السقاء الحافظ قال: حدثنا محمود بن محمد وهو الواسطي قال: حدثنا عثمان حدثنا عبيد الله موسى قال: حدثنا فضيل بن مرزوق عن إبراهيم بن الحسن عن فاطمة بنت الحسين عن أسماء بنت عميس قالت: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوحى إليه ورأسه في حجر علي فلم يصل العصر حتى غربت الشمس فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صليت يا علي؟

قال: لا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اللهم إن عليا كان على طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس، فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت بعد ما غربت(1).

الثاني: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو الطاهر محمد بن علي البيع البغدادي فيما كتب به إلى أن أبا أحمد بن عبيد الله بن أبي مسلم القرضي البغدادي حدثهم قال: حدثنا أبو العباس أحمد ابن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ الهمداني قال: حدثنا الفضل بن يوسف الجعفي قال: حدثنا محمد بن عقبة عن محمد بن الحسين عن عون بن عبد الله عن أبيه عن أبي رافع قال: رقد رسول الله (صلى الله عليه وآله) على فخذ علي وحضرت صلاة العصر ولم يك علي صلى وكره أن يوقظ النبي (صلى الله عليه وآله) حتى غابت الشمس، فلما استيقظ قال: ما صليت يا أبا الحسن العصر؟

قال: لا يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدعا النبي (صلى الله عليه وآله) فردت الشمس عليه بعد ما غابت حتى رجعت الصلاة العصر على الوقت فقام علي فصلاها العصر ولما قضى صلاة العصر غابت الشمس فإذا النجوم مشتبكة(2).

الثالث: موفق أحمد - من فضلاء العامة - قال: أخبرنا الشيخ الإمام شهاب الدين أفضل الحفاظ

____________

(1) مناقب ابن المغازلي: 80 / ح 140.

(2) مناقب ابن المغازلي: 80 / ح 141.


الصفحة 201
أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي - فيما كتب إلي من همدان - أخبرنا الحافظ أبو علي بن الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد بأصبهان - فيما أذن لي في الرواية عنه - أخبرني الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة: أخبرني الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني حدثني الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبيد الله الهمداني.

الرابع: وأخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في كتابه إلي من أصبهان في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه، حدثني سليمان بن أحمد بن علي بن سعيد الرازي حدثني محمد بن حميد، حدثني زافر بن سليمان بن الحارث بن محمد بن أبي الطفيل عامر بن واثلة في حديث احتجاج أمير المؤمنين (عليه السلام) على أهل الشورى من مناقبه وفضائله وهم يصدقونه فيما ذكر، فكان فيما قال: أمنكم أحد ردت عليه الشمس بعد غروبها حتى صلى صلاة العصر غيري؟

قالوا: لا(1).

الخامس: موفق بن أحمد أيضا قال: أخبرني جمال الدين أبو ذر أحمد بن محمد أخبرني والدي قاضي القضاة شهاب الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن بندار أخبرنا والدي الإمام أبو ذر أحمد بن علي بن بندار أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن مالك المالكي القصار، حدثنا أبو بكر محمد بن علي الآملي الأصبهاني حدثنا أبو القاسم هشام بن محمد بن قرة الرعيني بمصر حدثنا الإمام أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلمة بن سلامة الأزدي المعروف بالطحاوي أخبرنا أبو أمية حدثنا عبيد الله بن موسى العبيسي، حدثنا الفضيل بن مرزوق عن إبراهيم بن الحسن بن فاطمة بنت الحسين عن أسماء بنت عميس قالت: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوحى إليه ورأسه في حجر علي فلم يصل العصر حتى غربت الشمس، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صليت يا علي؟

فقال (صلى الله عليه وآله): لا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليهم الشمس، قالت أسماء فرأيتها وقد غربت ثم رأيتها وقد طلعت بعدما غربت(2).

السادس: الموفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أبي جعفر الطحاوي هذا أخبرنا علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن أبي فديك أخبرني محمد بن موسى عن عون بن محمد عن أمه أم جعفر عن أسماء بنت عميس: أن النبي (صلى الله عليه وآله) صلى الظهر

____________

(1) المناقب: 313 / ح 314.

(2) المناقب: 306 / ح 301.


الصفحة 202
بالصهباء ثم أرسل عليا في حاجة فرجع وقد صلى النبي (صلى الله عليه وآله) العصر، فلما عاد ولم يلحق الصلاة فوضع النبي (صلى الله عليه وآله) رأسه في حجر علي فلم يتحرك علي حتى غابت الشمس، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): يا علي صليت العصر؟

قال: لا، قال النبي (صلى الله عليه وآله): اللهم إن عبدك عليا أحتسب بنفسه على نبيك فرد عليه شرفها فقالت أسماء: فطلعت الشمس حتى وقفت على الجبال وعلى الأرض، ثم قام علي فتوضأ ثم صلى العصر، ثم غابت الشمس، وذلك بصهباء في غزاة خيبر(1).

السابع: موفق بن أحمد قال: ذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف بن بابويه الأصبهاني بنيسابور عن حامد بن محمد الهروي عن علي بن محمد بن عيسى عن محمد بن عكاشة عن محمد بن الحسين عن محمد بن سلمة عن خصيف عن مجاهد قال: قيل لابن عباس: ما تقول في علي - كرم الله وجهه - فقال: ذكرت والله أحد الثقلين سبق بالشهادتين وصلى القبلتين وبايع البيعتين وهو أبو السبطين الحسن والحسين، وردت عليه الشمس مرتين من بعدما غابت عن القبلتين، وجرد السيف تارتين وهو صاحب الكرتين فمثله في الأمة مثل ذي القرنين ذلك مولاي علي بن أبي طالب (عليه السلام)(2).

الثامن: إبراهيم بن محمد الحمويني - من علماء العامة - قال: أنبأني الشيخ شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عساكر بروايته عن أم المؤيد بنت أبي القاسم بن الحسن - إجازة - قال: أنبأنا أبو القاسم بن طاهر العدل - إجازة - وأخبرنا الشيخ عبد الحافظ بن بدران بقراءتي عليه بنابلس، أنبأنا القاضي عبد الصمد بن محمد بن الفضل الأنصاري إجازة، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الفضل العزاوي قال: أنبأنا الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين أنبأنا الإمام الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع قال: أنبأنا أبو زكريا القشيري، أنبأنا أبو عمرو أحمد ابن نصر، أنبأنا عباد بن يعقوب الرواجني، أنبأنا علي بن هاشم بن البريد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن علي بن حسن بن حسن بن فاطمة بنت علي أمير المؤمنين صلوات الله عليهم عن أسماء بنت عميس: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان في حجر علي بن أبي طالب (عليه السلام) فكره أن يحركه حتى غابت الشمس ولم يصل العصر، فدعا رسول الله أن يرد عليه الشمس فأقبلت الشمس لها خوار حتى ارتفعت على قدر ما كان في وقت العصر، قال: فصلى ثم رجعت(3).

____________

(1) المناقب: 306 / ح 302.

(2) المناقب: 329 / ح 349.

(3) فرائد السمطين: 1 / 183 / ب 37 / ح 146.


الصفحة 203

الباب الثاني والتسعون

في رد الشمس إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)

من طريق الخاصة وفيه سبعة عشر حديثا


الأول: الشيخ المفيد في أماليه قال: أخبرني أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى المكي قال: حدثنا الشيخ الصالح أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد(1) بن حنبل قال: أخبرت عن عبد الرحمن بن شريك عن أبيه قال: حدثنا عروة بن عبد الله بن قشير الجعفي قال: دخلت على فاطمة (عليها السلام) بنت علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهي عجوز كبيرة وفي عنقها خرز وفي يدها مسكتان فقالت: يكره للنساء أن يتشبهن بالرجال، ثم قالت: حدثتني أسماء بنت عميس قالت: أوحى الله إلى نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) فتغشاه الوحي فستره علي بن أبي طالب (عليه السلام) بثوبه حتى غابت الشمس فلما سري عنه (عليه السلام) قال: يا علي [ ما ] صليت العصر؟

قال: لا يا رسول الله شغلت عنها بك، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اللهم رد(2) الشمس إلى علي بن أبي طالب، وقد كانت غابت فرجعت حتى بلغت [ الشمس ] حجرتي ونصف المسجد(3).

الثاني: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال: حدثنا الربيع بن يسار قال: حدثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر رضي الله عنه في حديث الشورى ومناشدة علي (عليه السلام) في مناقبه واحتجاجه عليهم ويعترفون بصحتها، فكان فيما احتج عليهم قال (عليه السلام): فهل فيكم أحد ردت عليه الشمس بعد ما غربت أو كادت حتى صلى العصر في وقتها غيري؟

قالوا: لا(4).

الثالث: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن موسى بن جعفر عن عمرو بن سعيد عن الحسين بن صدقة عن عمار بن موسى قال: دخلت أنا وأبو عبد الله (عليه السلام) مسجد

____________

(1) في المصدر: محمد.

(2) في المصدر: أردد.

(3) أمالي المفيد: 94 المجلس 11 ح 3.

(4) أمالي الطوسي: 548 ح 1168 المجلس 20 ح 4.


الصفحة 204
الفضيخ فقال: يا عمار ترى هذه الوهدة(1) قلت: نعم، قال: كانت امرأة جعفر التي خلف عليها أمير المؤمنين (عليه السلام) قاعدة في هذا الموضع ومعها ابناها من جعفر فبكت فقال لها ابناها: ما يبكيك يا أمة؟

قالت: بكيت لأمير المؤمنين (عليه السلام)، فقالا لها: تبكين لأمير المؤمنين (عليه السلام) ولا تبكين لأبينا؟

قالت: ليس هذا هكذا، ولكن ذكرت حديثا حدثني به أمير المؤمنين (عليه السلام) في هذا الموضع فأبكاني، قالا: وما هو؟

قالت: كنت أنا وأمير المؤمنين في هذا المسجد، فقال: ترين هذه الوهدة.

قلت: نعم، قال: كنت أنا ورسول الله (صلى الله عليه وآله) قاعدين فيها إذ وضع رأسه في حجري ثم خفق حتى غط وحضرت صلاة العصر وكرهت أن أحرك رأسه عن فخذي فأكون قد آذيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى ذهب الوقت وفاتت فانتبه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا علي صليت؟

قلت: لا، قال: ولم ذلك؟

قلت: كرهت أن أوذيك، قال: فقام واستقبل القبلة ومد يديه كلتيهما وقال: اللهم رد الشمس إلى وقتها حتى يصلي علي، فرجعت الشمس إلى وقت العصر حتى صليت العصر ثم انقضت انقضاض الكواكب(2).

الرابع: السيد المرتضى في " عيون المعجزات " قال: روي أن الشمس ردت على أمير المؤمنين (عليه السلام) في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمكة وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) موعوكا فوضع رأسه في حجر أمير المؤمنين (عليه السلام) [ وحضر ] وقت صلاة العصر فلم يبرح من مكانه وموضعه حتى استيقض فقال (صلى الله عليه وآله): اللهم إن عليا (عليه السلام) كان في طاعتك فرد عليه الشمس ليصلي العصر، فردها الله عليه بيضاء [ نقية ] حتى صلى ثم غربت(3).

الخامس: صاحب " ثاقب المناقب " قال: ولقد رجعت له الشمس - يعني أمير المؤمنين (عليه السلام) - في عهد النبي (صلى الله عليه وآله) نام عشية ورأسه في حجر علي - صلوات الله عليهما - ولم يكن علي صلى العصر وقد دنت المغرب فقال له: يا علي أصليت العصر؟

قال: لا، قال النبي (صلى الله عليه وآله): اللهم إن عليا كان في طاعة رسولك فاردد عليه الشمس، فعادت

____________

(1) الوهدة: الأرض المنخفضة أو الهوة من الأرض.

(2) الكافي: 4 / 562 ح 7 باب إتيان المشاهد وقبور الشهداء.

(3) عيون المعجزات: 2 ط. النجف وطبع باسم غير المرتضى: حسين بن عبد الوهاب من معاصريه.


الصفحة 205
[ الشمس ] إلى موضعها وقت العصر(1).

السادس: ابن شهرآشوب في كتاب " المناقب " قال: روت أم سلمة وأسماء بنت عميس وجابر الأنصاري وأبو ذر وابن عباس والخدري وأبو هريرة والصادق (عليه السلام) أن رسول الله صلى بكراع الغميم فلما سلم نزل عليه الوحي وجاء علي (عليه السلام) وهو على تلك الحال فأسنده إلى ظهره فلم يزل بتلك(2) الحال حتى غابت الشمس والقرآن ينزل على النبي (صلى الله عليه وآله) فلما تم الوحي قال: يا علي صليت؟

قال: لا، وقص عليه، فقال: أدع الله ليرد علينا(3) الشمس، فسأل علي(4) فردت عليه الشمس بيضاء نقية(5).

السابع: ابن شهرآشوب قال: في رواية الطحاوي أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: اللهم إن عليا كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد [ عليه ] الشمس، فردت، فقام علي فصلى، فلما فرغ من صلاته وقعت الشمس وبدت الكواكب(6).

الثامن: ابن شهرآشوب قال في رواية أبي بكر بن مهرويه قالت أسماء: أما والله لقد سمعنا لها عند غروبها صريرا كصرير المنشار في الخشب، وقالت: ذلك بالصهباء في غزوة خيبر، وروي أنه (عليه السلام) صلى إيماء فلما ردت الشمس أعاد [ الصلاة بأمر رسول الله ] فأمر النبي (صلى الله عليه وآله) حسان أن ينشد في(7) ذلك فأنشأ:


لا يقبل التوبة من تائبإلا بحب ابن أبي طالب
أخي رسول الله بل صهرهوالصهر لا يعدل بالصاحب
يا قوم من مثل علي وقدردت عليه الشمس من غائب(8)

التاسع: أبو علي الطبرسي في كتاب " أعلام الورى " والشيخ المفيد في إرشاده عن أم سلمة وأسماء بنت عميس وجابر بن عبد الله وأبو سعيد الخدري في جماعة من الصحابة أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان ذات يوم في منزله وعلي بين يديه إذ جاءه جبرائيل يناجيه عن الله عز وجل، فلما تغشاه الوحي توسد فخذ أمير المؤمنين (عليه السلام) فلم يرفع رأسه عنه حتى غابت الشمس [ فاضطر أمير

____________

(1) تاريخ دمشق: 42 / 314 ط. دار الفكر، والثاقب في المناقب: 254 ح 220 الفصل 6 ح 2.

(2) في المصدر: على تلك.

(3) في المصدر: عليك.

(4) في المصدر: فسأل الله.

(5) مناقب آل أبي طالب: 2 / 144.

(6) مناقب آل أبي طالب: 2 / 144.

(7) في المصدر: وسئل الصاحب أن ينشد.

(8) المصدر السابق، وللحديث فيه صلة.


الصفحة 206
المؤمنين (عليه السلام) لذلك ](1) وصلى صلاة العصر جالسا بالإيماء، فلما أفاق النبي (صلى الله عليه وآله) قال له: أدع الله ليرد عليك الشمس، فإن الله يجيبك لطاعتك الله ورسوله، فسأل الله عز وجل أمير المؤمنين في رد الشمس فردت عليه حتى صارت في موضعها من السماء وقت العصر، فصلى أمير المؤمنين (عليه السلام) الصلاة في وقتها ثم غربت، قالت أسماء بنت عميس: أما والله لقد سمعنا لها عند غروبها كصرير المنشار في الخشب(2).

العاشر: ابن بابويه في كتاب الخصال قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسني قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن حفص الخثعمي قال: حدثنا الحسن بن عبد الواحد قال: حدثني أحمد بن التغلبي قال: حدثني محمد بن عبد الحميد قال: حدثني حفص ابن منصور العطار، وقال: حدثنا أبو سعيد الوراق عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده (صلى الله عليه وآله) في حديث مناشدة علي (عليه السلام) أبا بكر لما بايعه الناس قال (صلى الله عليه وآله) في عدة خصال له يذكرها له ومناقب يحتج بها عليه ويقول له أبو بكر: بل أنت، فكان فيما قال له (عليه السلام): فأنشدتك بالله أنت الذي ردت له الشمس لوقت صلاته فصلاها ثم توارت أم أنا؟

قال: بل أنت(3).

الحادي عشر: السيد المرتضى في " عيون المعجزات " قال: حدثنا أبو الحسين أحمد بن الحسين العطار قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني صاحب كتاب " الكافي " قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن محبوب عن الحسن بن رزين القلا عن الفضيل بن يسار عن الباقر عن أبيه عن جده الحسين بن علي صلوات الله عليهم قال: لما رجع أمير المؤمنين عليه الصلاة من قتال أهل النهروان أخذ على النهروانات وأعمال العراق ولم يكن يومئذ بنيت بغداد، فلما وافى ناحية براثا صلى بالناس الظهر ورحلوا ودخلوا في أرض بابل وقد وجبت صلاة العصر، فصاح المسلمون: يا أمير المؤمنين (عليه السلام) هذا وقت العصر قد دخل.

فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): هذه أرض مخسوف بها وقد خسف الله بها ثلاثا وعليه تمام الرابعة ولا يحل لوصي أن يصلي فيها فمن أراد منكم أن يصلي فليصل، فقال المنافقون: نعم هو لا يصلي ويقتل من يصلي، يعنون أهل النهروان، قال جويرية بن مسهر العبدي: فتبعته في مائة فارس وقلت:

____________

(1) عن الإرشاد.

(2) إعلام الورى: 1 / 350، والإرشاد: 1 / 346.

(3) الخصال: 550 ح 30 احتجاجه على أبي بكر 43 خصلة من أبواب الأربعين.


الصفحة 207
والله لا أصلي أو يصلي هو ولأقلدنه(1) صلاتي اليوم، قال: وسار أمير المؤمنين صلوات الله عليه إلى أن قطع أرض بابل وتدلت الشمس للغروب ثم غابت واحمر الأفق قال: فالتفت إلي أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: يا جويرية هات الماء فقدمت إليه الأداوة فتوضأ ثم قال: أذن يا جويرية.

فقلت: يا أمير المؤمنين ما وجب العشاء بعد، فقال (عليه السلام): أذن للعصر، فقلت في نفسي: أذن للعصر وقد غربت الشمس ولكن علي الطاعة، فأذنت فقال لي: أقم ففعلت وإذ أنا في الإقامة إذ تحركت شفتاه بكلام كأنه منطق الخطاطيف لم أفهم ما هو، فرجعت الشمس بصرير عظيم حتى وقفت في مركزها من العصر، فقام (عليه السلام) وكبر وصلى وصلينا وراءه فلما فرغ من صلاته وقعت كأنها سراج في طست وغابت واشتبكت النجوم فالتفت وقال: أذن أذان العشاء يا ضعيف اليقين(2).

الثاني عشر: ابن بابويه فيمن لا يحضره فقيه عن أبيه ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا:

حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن أحمد بن عبد الله القروي عن الحسين بن المختار القلانسي عن أبي بصير عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري وعن أم المقدام الثقفية عن جويرية بن مسهر قال: أقبلنا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من قتل الخوارج حتى إذا قطعنا أرض بابل حضرت صلاة العصر، فنزل أمير المؤمنين (عليه السلام) ونزل الناس فقال علي (عليه السلام): أيها الناس إن هذه أرض ملعونة قد عذبت في الدهر ثلاث مرات، وفي خبر أنها مرتين وهي تتوقع الثالثة، وهي إحدى المؤتفكات، وهي أول أرض عبد فيها وثن، وإنه لا يحل لنبي ولا وصي نبي أن يصلي فيها فمن أراد منكم أن يصلي فليصل، فمال الناس عن جنبي الطريق يصلون فركب هو بغلة رسول الله ومضى.

قال جويرية: فقلت: والله لأتبعن أمير المؤمنين (عليه السلام) ولأقلدنه صلاتي اليوم، فمضيت خلفه فوالله ما جزنا جسر سورى حتى غابت الشمس فشككت فالتفت إلي وقال: يا جويرية أشككت؟

فقلت: نعم يا أمير المؤمنين فنزل عن ناحية فتوضأ ثم قام فنطق بكلام لا أحسنه إلا كأنه بالعبراني، ثم نادى: الصلاة فنظرت والله إلى الشمس قد خرجت من بين جبلين لها صرير، فصلى العصر وصليت معه فلما فرغنا من صلاتنا عاد الليل كما كان فالتفت إلي فقال: يا جويرية بن مسهر إن الله عز وجل يقول: *(فسبح باسم ربك العظيم)* وإني سألت الله عز وجل باسمه العظيم فرد علي

____________

(1) في المصدر: لا قلدته.

(2) عيون المعجزات: 2 ط. النجف، ومدينة المعاجز: 1 / 195.


الصفحة 208
الشمس. وروي أن جويرية لما رأى ذلك قال: وصي نبي ورب الكعبة(1).

الثالث عشر: السيد الرضي في الخصائص قال: روى محمد بن الحسين بن سعيد عن أحمد بن عبد الله عن الحسين بن المختار عن أبي بصير عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري عن أبي المقدام الثقفي قال: قال لي جويرية بن مسهر قطعنا مع أمير المؤمنين (عليه السلام) جسر الصراة في وقت العصر فقال: إن هذه أرض معذبة لا ينبغي لنبي ولا وصي أن يصلي فيها فمن أراد منكم أن يصلي فليصل قال: فتفرق الناس يصلون يمنة ويسرة وقلت أنا: لأقلدن هذا الرجل ديني ولا أصلي حتى يصلي قال: فسرنا وجعلت الشمس تستقل قال: وجعل يدخلني من ذلك أمر عظيم حتى وجبت الشمس وقطعت الأرض قال: فقال: يا جويرية أذن، فقلت: أذن وقد غابت الشمس؟ قال: فأذنت ثم قال لي: أقم فأقمت فلما قلت قد قامت الصلاة رأيت شفتيه تتحركان وسمعت كلاما كأنه كلام العبرانية قال: فرجعت الشمس حتى صارت في مثل وقتها في العصر فصلى، فلما انصرف هوت إلى مكانها واشتبكت النجوم.

وفي حديث آخر عن جويرية بن مسهر أنه قال: فلما انقضت صلاتنا سمعت الشمس وهي تنحط ولها صرير كصرير رحى البزر حتى غابت وأنارت قال: فقلت: أنا أشهد أنك وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا جويرية أما سمعت الله يقول: *(فسبح باسم ربك العظيم)*؟

فقلت: بلى، فقال: إني سألت ربي باسمه العظيم فردها علي(2).

الرابع عشر: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسير القرآن فيما نزل في أهل البيت (عليهم السلام) عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن عبد الله بن يحيى عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير عن أبي المقدام عن جويرية بن مسهر قال: أقبلنا مع أمير المؤمنين بعد قتل الخوارج حتى إذا صرنا في أرض بابل حضرت صلاة العصر، فنزل أمير المؤمنين (عليه السلام) فنزلت الناس فقال أمير المؤمنين: أيها الناس إن هذه أرض ملعونة قد عذبت من الدهر ثلاث مرات وهي إحدى المؤتفكات وهي أول أرض عبد عليها وثن، وإنه لا يحل لنبي ولا وصي نبي أن يصلي بها فأمر الناس فمالوا إلى جنبي الطريق يصلون وركب بغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فمضى عليها، فقال جويرية: فقلت: والله لأتبعن أمير المؤمنين ولأقلدنه صلاتي اليوم فمضيت خلفه فوالله ما جزنا جسر سورى حتى غابت الشمس قال: فسببته أو هممت أن أسبه قال: فالتفت إلي وقال: جويرية،

____________

(1) من لا يحضره الفقيه: 1 / 204 / ح 611.

(2) خصائص الأئمة 57.


الصفحة 209
قلت: نعم يا أمير المؤمنين قال: فنزل ناحية فتوضأ ثم قام فنطق الكلام لا أحسبه إلا بالعبرانية ثم نادى بالصلاة فنظرت والله إلى الشمس قد خرجت من بين جبلين لها صرير فصلى العصر فصليت معه، فلما فرغنا من صلاتنا عاد الليل كما كان فالتفت إلي فقال: يا جويرية إن الله تبارك وتعالى يقول: *(فسبح باسم ربك العظيم)* وإني سألت الله سبحانه باسمه الأعظم فرد علي الشمس(1).

الخامس عشر: ثاقب المناقب عن داود بن كثير الرقي عن جويرة بن مسهر قال: لما رجعنا من قتال أهل النهروان مررنا ببابل فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: إن هذه أرض معذبة قد عذبت مرتين، وقد هلك فيها مائة ألف ومائتان فلا يصلي فيها نبي ولا وصي نبي فمن أراد منكم فليصل العصر، قال جويرية: فقلت والله لأقلدن الليلة ديني وأمانتي قال: فسرنا إلى أن غابت الشمس واشتبكت النجوم ودخل وقت العشاء الآخرة، فلما خرجنا من أرض بابل نزل صلوات الله عليه عن البغلة ثم نفض التراب عن حوافرها ثم قال لي: يا جويرية انفض التراب عن حوافر دابتك قال:

ففعلت، ثم قال لي: يا جويرية أذن للعصر قال: فقلت: ثكلتك أمك يا جويرية ذهب النهار وهذا الليل، وأذنت للعصر فرجعت الشمس فسمعت لها صريرا كصرير البكرة حتى عادت إلى موضعها للعصر بيضاء نقية قال: فصلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه ثم قال: أذن للمغرب يا جويرية فأذنت فرأيت الشمس راجعة كالفرس الجواد ثم صليت المغرب ثم قال: أذن للعشاء الآخرة ثم قلت: وصي محمد ورب الكعبة ثلاث مرات، لقد ضل وهلك وكفر من خالفك(2).

السادس عشر: أبو علي الطبرسي في كتاب إعلام الورى، والمفيد في إرشاده رويا أنه لما أراد أن يعبر الفرات ببابل اشتغل كثير من الصحابة بتعبير دوابهم ورحالهم وصلى (عليه السلام) بنفسه في طائفة معه العصر، فلم يفرغ الناس من عبورهم حتى غربت الشمس ففاتت الصلاة كثيرا منهم وفات الجمهور فضل الاجتماع معه فتكلموا في ذلك، فلما سمع كلامهم فيه سأل الله تعالى عز اسمه رد الشمس عليه لتجتمع كافة الصحابة على صلاة العصر في وقتها، فأجابه الله تعالى إلى ردها عليه وكانت في الأفق على الحال التي تكون عليها وقت العصر، فلما سلم بالقوم غابت، فسمع لها وجيب شديد هال الناس ذلك وأكثروا من التسبيح والتهليل والاستغفار، والحمد لله على نعمته التي ظهرت فيهم وسار خبر ذلك في الآفاق وانتشر ذكره في الناس(3).

____________

(1) نقله عنه المجلسي في البحار: 33 / 440 / ح 647.

(2) الثاقب في المناقب 253 / فصل 6 / ح 1.

(3) الإرشاد: 1 / 346. إعلام الورى: 1 / 351.