احتجاج سلمان المحمدي:
وذلك يوم السقيفة حيث قال: يا أيها الناس... ألا إن عليا عنده علم المنايا وعلم الوصايا وفصل الخطاب على منهاج هارون بن عمران، إذ يقول محمد صلى الله عليه وآله وسلم: " يا علي أنت وليي ووصيي وخليفتي في أهلي بمنزلة هارون من موسى "(1).
ولأم سلمة احتجاج في الحديث على أبي بكر(2).
دلالة حديث سد الأبواب
ونحن إنما جئنا بحديث سد الأبواب لإثبات نص الأفعال الصادرة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) تجاه أمير المؤمنين وحده.
ولكن القوم ومن باب الجني على أنفسهم، أفادوا أن حديث سد الأبواب يدل على الخلافة:
قال ابن حبان معللا: إذا المصطفى (صلى الله عليه وسلم) حسم عن الناس كلهم أطماعهم في أن يكونوا خلفاء بعده غير أبي بكر بقوله: " سدوا عني كل خوخة في المسجد "(3).
قال الخطابي وابن بطال: في هذا الحديث إشارة قوية إلى استحقاق أبي بكر للخلافة ولا سيما وقد ثبت أن ذلك كان في آخر حياة النبي (صلى الله عليه وسلم)(4).
وقال المقريزي: فكان أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بإبقاء خوخة أبي بكر في المسجد مع منع الناس كلهم من ذلك، إشارة ودليل على خلافته بعد رسول الله وإن ذلك من رسول الله تنبيها للناس بأن أبو بكر يصير إمام المسلمين ويخرج من بيته إلى المسجد كما كان رسول الله يخرج، ذكره ابن بطال(5).
وقال الحافظ بن رجب الحنبلي: " سدوا هذه الأبواب الشارعة في المسجد إلا باب أبي بكر " وفي هذا إشارة إلى أن أبا بكر هو الإمام بعده، فإن الإمام يحتاج إلى سكنى المسجد والاستطراق فيه بخلاف غيره(6).
وقال الحافظ ابن حجر: وقد ادعى بعضهم أن الباب كناية عن الخلافة(7) والأمر بالسد كناية عن طلبها، كأنه
____________
1 - مناقب الكوفي: 1 / 414 ح 327.
2 - وفاة الزهراء: 93.
3 - الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان: 9 / 5 ذيل ح 6821 كتاب المناقب.
4 - وفاء الوفاء: 2 / 472 الباب 4 الفصل 12.
5 - النزاع والتخاصم: 69.
6 - لطائف المعارف: 107 المجلس الثالث في ذكر وفاة رسول الله.
7 - لعله يشير إلى ابن كثير راجع البداية والنهاية: 7 / 343.
وقال: وفي ذلك إشارة إلى استخلاف أبي بكر لأنه يحتاج إلى المسجد كثيرا دون غيره(2).
ثم إن القوم يشيرون بذلك إلى أحاديث سد الأبواب النازلة في أبي بكر وهي مروية في فضائل أبي بكر في جل كتبهم.
ولذا حاولوا الجمع بين هذه الأحاديث لصحتها جميعا عندهم.
- قال الحافظ ابن حجر: ومحصل الجمع أن الأمر بسد الأبواب وقع مرتين، ففي الأولى استثنى عليا لما ذكره من كون بابه كان إلى المسجد ولم يكن له غيره، وفي الأخرى استثنى أبا بكر.
ولكن لا يتم ذلك إلا بأن يحمل ما في قصة علي على الباب الحقيقي وما في قصة أبي بكر على الباب المجازي، والمراد به الخوخة كما صرح به في بعض طرقه، وكأنهم لما أمروا بسد الأبواب سدوها وأحدثوا خوخا يستقربون الدخول إلى المسجد منها فأمروا بعد ذلك بسدها.
- وبها جمع بينهما الطحاوي في مشكل الآثار والكلاباذي في معاني الأخبار(3).
- وقال العيني في العمدة: إن حديث سد الأبواب كان آخر حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) في الوقت الذي أمرهم أن لا يؤمهم إلا أبو بكر(4).
* قولنا في دلالة الحديث: أما على رأي ابن حجر والعسقلاني والطحاوي والكلاباذي ومن وافق قولهم كالسمهودي وغيره القائلين بصحة حديث الأبواب في علي على الحقيقة وفي أبي بكر على المجاز، فهم عندهم الحديث يدل على خلافة علي (عليه السلام) بالحقيقة وعلى خلافة أبي بكر بالمجاز!.
ذلك أن الخطابي وابن بطال وابن حبان والمقريزي وغيرهم أفادوا دلالة الحديث على الخلافة ودعواها. وهذا جمع بين القولين.
____________
1 - وفاء الوفاء: 2 / 473.
2 - القول المسدد: 22 ط. حيدر آباد سنة 1319 هـ الطبعة الأولى، و 1400 هـ الطبعة الثالثة.
3 - وفاء الوفاء: 2 / 476 - 477 الفصل 12 من الباب الرابع عن فتح الباري: 7 / 12 - 20 ط. مصر و 7 / 18 ح 3654 ط. دار الكتب العلمية، والقول المسدد: 17 - 18 ط. حيدر آباد سنة 1319 هـ الطبعة الأولى، و 1400 ه الطبعة الثالثة، ونزل الأبرار للبدخشاني: 75 الباب الأول.
4 - عمدة القارئ: 7 / 592 عنه الغدير: 3 / 215.
* الأمر الأول: أن النبي في بادئ الأمر لم يأمر فقط بسد الأبواب بل أمر بسد كل ثقب في المسجد من باب وخوخة أو ما ينظر منه أو كوة، بل ومثل ثقب الإبرة كما تقدم في رواية عمر وبن سهل وجابر بن سمرة وبريدة وعلي.
فالروايات مصرحة بهذا المنع فلا معنى للاستثناء، إلا على القول بمعصية أجلاء الصحابة في أمره، مع قوله في بعض طرقه: " سدوا قبل أن ينزل العذاب ".
خاصة أن القول بتكرار القصة دعوى لا دليل عليها في الروايات سوى تأييد قول البكرية في وضعهم لحديث سد الأبواب إلا باب أبي بكر.
* الأمر الثاني: أن هذا الجمع إن أريد منه أن الرسول سد الأبواب إلا باب علي، ثم سد الخوخات إلا خوخة أبي بكر فإنه ينافي الكثير من الروايات المصرحة - والتي منها رواية البخاري في الصحيح - بأن الرسول استثنى باب أبي بكر لا خوخته، التي رويت عن أبي سعيد وأيوب بن بشير ومعاوية وأنس وعائشة ويحى بن سعد وحكيم بن عمير وأبي الحويرث.
وفي المقابل الروايات المعبرة بالخوخة ليست إلا رواية ابن عمر وابن عباس(2).
هذا بناء على أن المراد من الخوخة الكوة لا الباب كما فهمه القاضي المالكي في أحكامه والكلاباذي في معانيه والطحاوي في المشكل.
* وقال السيوطي: قد ثبت بالأحاديث السابقة وقرر العلماء أن أبا بكر لم يؤذن له في فتح الباب، بل أمر بسد بابه، وإنما أذن له في خوخة صغيرة وهي المراد من حديث البخاري(3).
على أنه في ذلك الأزمان لم يكن متعارف سوى الأبواب والنوافذ ولا ثالث.
ويشهد له ما تقدم في الأحاديث من طمع الصحابة ببقاء كوة أو مقدار الإبرة وما شابهه، ولا قائل منهم ببقاء الخوخة إما لعدم الفرق بينها وبين الباب، وإما لعدم وجودها أصلا، فسد النبي (صلى الله عليه وآله) الأبواب والنوافذ والكوة وما
____________
1 - راجع الحاوي للفتاوى للسيوطي: 2 / 59 رسالة شد الأثواب بسد الأبواب.
2 - يراجع الحاوي للفتاوى للسيوطي: 2 / 54 - 55 - 56 - 72 رسالة شد الأثواب بسد الأبواب، واللآلئ المصنوعة: 1 / 352 مناقب الخلفاء الأربعة.
3 - الحاوي للفتاوى للسيوطي: 2 / 80 ذيل رسالة شد الأثواب بسد الأبواب.
هذا مع أنه منافي لما روي أن الرسول سد كل الخوخات إلا خوخة علي(1).
* وإن أريد منه أن الخوخة شبيه الباب أو نفسه - كما هو نص أكثر الروايات كما تقدم -، فهذا ما منع منه رسول الله أولا، وهو المرور والدخول من الدور إلى المسجد والروايات مصرحة بذلك.
فلا معنى للاستثناء مرة أخرى لأبي بكر مع عدم وجود المستثنى منه، إذ المفروض أن الصحابة جميعا التزموا بالأمر وسدوا الأبواب والذي منهم أبو بكر كما تقدم التصريح به، فلا معنى للحديث مع الاستثناء، نعم لو وضع البكرية الحديث بنحو: " يا أبا بكر افتح بابك المغلق دون الصحابة " لكان له وجه، لعدم تنافيه مع أحاديث سد الأبواب من الأول، إذ يقال أنه النبي في آخر عمره فتح باب أبي بكر الذي كان مسدودا، ولكن يد التزوير كانت ناقصة!!.
نعم يبتلى بأنه يعارض بقاء باب علي مفتوحا مع أن المتفق عليه بقاء بابه مفتوحا بعد وفاة النبي، إذ النبي لم يستثني من الصحابة - في أحاديث فتح باب أبي بكر - باب علي.
بل أصل أحاديث الباب في أبي بكر لا تصح لأنها لم تستثني باب علي المفتوح.
على أن الهدف من السد هو إلغاء المرور لمن ليس أهلا له لا مجرد إغلاق الأبواب.
نقل المقريزي في كتابه إمتاع الأسماع: " سدوا هذه الأبواب الشوارع إلى المسجد إلا باب أبي بكر..، فقال عمر دعني يا رسول الله أفتح كوة أنظر إليك تخرج إلى الصلاة!.
فقال: لا(2).
فلاحظ أولا: أن المأمور به سد نفس الأبواب لا الكوة.
وثانيا: من هذا الحديث يعلم أن الرسول لم يأمرهم بسد شئ قبل ذلك لأن عمر كان بابه مفتوح، وكذلك بقية الصحابة.
وهذا دليل على عدم إمكان الجمع، ثم على بطلان أحاديث السد في حق الخليفة الأول، وأنه من وضع البكرية كما قال ابن أبي الحديد، أو بخصوصيته لعلي كما قال الجصاص.
* الأمر الثالث: أن علة سد الأبواب - والتي صرح الرسول في كثير من طرقها بأن الله هو الذي سد أبوابكم
____________
1 - لسان العرب: 3 / 14 باب الخاء مادة خوخ، ونظم درر السمطين: 108 ط. مطبعة القضاء بمصر عنه إحقاق الحق.
2 - إمتاع الأسماع: 1 / 545 - وفاة الرسول - ذيل الكتاب.
- ويؤيده بل هو نص فيه، ما أخرجه الطبراني عن ابن عباس والبزار عن محمد ابن علي الباقر بسند جيد من التعبير بالخروج من المسجد لا بعنوان سد الأبواب(2).
وعليه فلا معنى لاستثناء باب أو خوخة أبي بكر، لأن أبي بكر كعمر وعثمان والعباس وحمزة من هذه الناحية، أعني ناحية عدم الطهارة، إلا أن يقال أن أبا بكر طهر في آخر حياته! ولو كان لا بد من الاستثناء لاستثنى خوخة لعميه.
ويؤيده ما روي عن ابن عباس وغيره كما تقدم أن علي كان يمر بالمسجد وهو جنب.
وقوله (صلى الله عليه وآله): " سألت ربي أن يطهر مسجدي بك وبذريتك ". أخرجه البزار(3).
بل هناك كثير من الروايات صرحت بأنه لا يحل لغير النبي وعلي الجماع وعرك النساء في المسجد، كما أخرجها ابن مردويه، والترمذي وحسنه، والنووي وقال: حسنه الترمذي لشواهد، والبيهقي في السنن، وابن منيع في مسنده عن جابر، وابن أبي شيبة في مسنده عن أم سلمة، وأبي يعلى في مسنده والقاضي إسماعيل في أحكام القرآن عن ابن حنطب، وأبي يعلى في المسند عن أبي سعيد، وابن عساكر في التاريخ من طرق(4).
منها: ما أخرجه ابن عساكر وابن أبي شيبة في مسنده عن أم سلمة قالت: خرج النبي (صلى الله عليه وسلم) من بيته حتى انتهى إلى صرح المسجد فنادى بأعلى صوته: " أنه لا يحل المسجد لجنب ولا لحائض إلا لمحمد وأزواجه وعلي وفاطمة بنت محمد ألا هل بينت لكم الأسماء أن تضلوا "(5).
____________
1 - وفاء الوفاء: 2 / 478 - 479 - الفصل 12 من الباب الرابع.
2 - مجمع الزوائد: 9 / 115 ط. مصر 1352 وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: 9 / 151 ح 14677 - 14678 كتاب المناقب.
3 - مسند البزار: 2 / 144 ح 506.
4 - ترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 292 ح 331 رواه من طرق، واللآلئ المصنوعة: 1 / 350 - 353 مناقب الخلفاء الأربعة، والفوائد المجموعة: 366 - 367 مناقب علي ح 56، ومناقب آل أبي طالب: 2 / 194 فصل في الجوار، والسنن الكبرى: 2 / 442 باب الجنب يمر في المسجد، و ج 7 / 65 باب دخول المسجد جنبا، ومسند أبي يعلى: 2 / 311 ح 1042 مسند أبي سعد وبالهامش (أخرجه الترمذي وقال حسن غريب).
5 - ترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 294 ح 333، واللآلئ المصنوعة: 1 / 353 مناقب الخلفاء الأربعة عن ابن أبي شيبة.
وأخرج ابن راهويه في مسنده والبيهقي في السنن عن عائشة: " وجهوا هذه البيوت عن المسجد فإني لا أحل المسجد لحائض وجنب إلا لمحمد وآل محمد "(2).
وأخرج البزار عن علي قال: أخذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيدي فقال: " إن موسى سأل ربه أن يطهر [ يظهر ] مسجدي بهارون وأني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك وبذريتك ".
ثم أرسل إلى أبي بكر أن سد بابك، فاسترجع!.
ثم قال سمع وطاعة، ثم أرسل إلى عمر... "(3).
واستشهد ابن عباس وعلي كما تقدم بحديث سد الأبواب لحلية دخول المسجد لعلي ولطهارته كما طهر هارون.
وكذا الرواية عن ابن عمر وعلي وأبي رافع المصرحة بذلك(4).
وتقدم كلام سبط ابن الجوزي في تأييد حديث سد الأبواب برواية حرمة الدخول المسجد لغير علي، وكذا فعل الحافظ ابن حجر في القول المسدد(5).
* وأما ما تقدم أن علة فتح باب أبي بكر هي احتياجه كخليفة إلى الدخول والخروج للمسجد، فمردودة بما تقدم من أن العلة الطهارة.
على أنه كان لا بد من فتح باب لعمر وعثمان لخلافتهما ولو عند توسعة المسجد، والتي مدتها أطول من
____________
1 - السنن الكبرى: 7 / 65 باب دخول المسجد جنبا، واللآلئ المصنوعة: 1 / 354 مناقب الخلفاء الأربعة.
2 - السنن الكبرى: 2 / 442 باب الجنب يمر في المسجد، ومسند إسحاق ابن راهويه: 3 / 1032 ح 1783 من مسند عائشة.
3 - وفاء الوفاء: 2 / 477، ومجمع الزوائد: 9 / 115 ط. مصر 1352 وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: 9 / 149 ح 14673 كتاب المناقب عن البزار برقم 2552، وكنز العمال: 6 / 408 ط. دكن 1312، ومنتخب الكنز: 5 / 55. وما بين المعقودين من المجمع.
4 - مجمع الزوائد: 9 / 115 ط. مصر 1352 وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: 9 / 149 ح 14672 كتاب المناقب، وبحار الأنوار: 39 / 33 باب 72، ومناقب آل أبي طالب: 2 / 194 فصل في الجوار.
5 - القول المسدد: 21 ط. حيدر آباد سنة 1319 هـ الطبعة الأولى، و 1400 هـ الطبعة الثالثة.
بل حتى في خلافته كان دخول عمر للمسجد أكثر، وقد تقدم قول البعض لأبي بكر: " أنت الخليفة أم هو؟!.
فقال أبو بكر: بل هو ولو شاء كان ".
قال البوصيري بعد الحديث: رجاله ثقات(1).
هذا مضافا إلى أن العلماء صرحوا أن المعيار في فتح باب أبي بكر هو إجازة النبي، قال السيوطي: لو بقيت دار أبي بكر واتفق هدمها وإعادتها أعيدت بتلك الخوخة كما كانت بلا مرية، فلا تجوز الزيادة فيها بالتوسعة ولا جعلها في موضع أخر من المسجد، اقتصارا على ما ورد الأذن من الشارع الواقف فيه(2).
* الأمر الرابع: ما ورد من بعض الطرق المتقدمة أن النبي سد كل خوخة إلا خوخة علي (عليه السلام) وهو لا يدع للجمع مجال.
وفي بعضها مصرح بأن النبي أمر بسد باب أبي بكر بالاسم لا خوخته، كما تقدم في رواية أمير المؤمنين وكذا رواية ابن زبالة(3).
* الأمر الخامس: ما تقدم في احتجاج علي وبعض الصحابة بالحديث وأنه لم يفتح غير بابه مع سد كل الأبواب، ولم يعترض أحد عليه وأن أبا بكر كان له بابا كما كان لك.
والتي منها على نفس أبي بكر، فلو صحة أحاديث أبي بكر لقال له: فتح النبي بابي كما فتح بابك؟!
* الأمر السادس: أنه على رأي ابن حبان والخطابي وابن بطال القائلين بدلالة الحديث على الخلافة يستحيل الجمع إلا على القول بتعدد الخليفة!.
* الأمر السابع: أن بعض الروايات التي تقول أن العباس أو حمزة اعترضا على رسول الله في ذلك نحو ما روى عن الهلالي: " يا رسول الله أخرجت عمك وأسكنت ابن عمك "(4)، فكان الأولى من العباس الاعتراض على ترك باب أبي بكر لا الاعتراض على باب علي المطهر بآية التطهير والذي بيته في المسجد.
وإن كان بعد استشهاد حمزة لاعترض العباس.
____________
1 - شرح النهج: 3 / 108 ط. مصر الأولى، والدر المنثور: 3 / 252 ذيل قوله " إنما الصدقات للفقراء) من سورة التوبة، وكنز العمال: 2 / 189 ط. دكن 1312، والمطالب العالية: 2 / 219 ح 2073 باب الوزراء ورد الوزير أمر الأمير، ويراجع هامش المطالب العالية أيضا.
2 - الحاوي للفتاوى للسيوطي: 2 / 80 ذيل رسالة شد الأثواب بسد الأبواب.
3 - وفاء الوفاء: 2 / 477.
4 - وفاء الوفاء: 2 / 477.
* الأمر الثامن: قال الجصاص: فأخبر في هذا الحديث بحظر النبي (صلى الله عليه وسلم) الاجتياز كما حظر عليهم القعود، وما ذكر من خصوصية علي رضي الله عنه صحيح... وإنما كانت الخصوصية فيه لعلي دون غيره... فثبت بذلك أن سائر الناس ممنوعون من دخول المسجد مجتازين وغير مجتازين(2).
* الأمر التاسع: أنه من المسلم به وجود عمر وأبي بكر في جيش أسامة وذلك قبيل وفاة النبي الأعظم وهذا بنفسه خير دليل على:
1 - بطلان أصل حديث سد الأبواب في أبي بكر لأنه لم يكن حاضرا عند وفاة النبي: أما قبل الوفاة بأيام فالمفروض أنه في جيش أسامة والنبي لعن من تخلف عنه.
وأما قبيل الوفاة فتقدم أنه كان في منزله بالسنخ.
2 - ولو سلم فلا يدل على الخلافة لأن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) كان يعلم بوفاته فكيف يعقل إبعاده عن الخلافة، ثم سد بابه الدال على الخلافة بزعمهم!؟.
مصادر حديث سد الأبواب
مناقب كوفي: 1 / 472 عن سعد، ونزل الأبرار: 50 - 71 إلى 73 عن عمرو بن ميمون وزيد وسعد وابن عمر الباب الأول، وجواهر المطالب: 1 / 185 باب 27 عن ابن عباس وزيد وابن عمر وعمر، والمعجم الأوسط: 4 / 553 ح 3942 عن سعد، وكتاب الأربعين للخزاعي: 35 ح 4 و 62 عن ابن عباس وجابر، ومجمع الزوائد: 9 / 111 و 112 وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد 9 / 148 إلى 151 و 160 ح 14671 وما بعده و 14699 عن زيد بن أرقم وعبد الله الكناني وسعد بن مالك وعلي وابن عمر وجابر بن سمرة وابن عباس والصادق وعمر، وفضائل الصحابة: 2 / 567 ح 955 عن ابن عمر و 581 ح 985 عن زيد، والفردوس: 2 / 309 ح 3396 عن ابن عباس، ومسند الشاشي: 1 / 126 - 146 ح 63 - 82 عن سعد، ومسند أبي يعلى: 9 / 453 ح 5601 ابن عمر، ومسند شمس الأخبار: 1 / 98 عن جابر والبراء، ومسند البزار: 4 / 36 ح 1197 سعد. و 3 / 368 ح 1169 علي.
____________
1 - شرح النهج: 11 / 49 شرح الخطبة 203.
2 - أحكام القرآن: 2 / 248 عنه الغدير: 3 / 212.
ونظم المتناثر من الحديث المتواتر: 203 ح 229، ومسند أبي يعلى: 2 / 61 ح 703 عن سعد بن أبي وقاص، وتذكرة الخواص: 46 الباب الثاني عن زيد وابن عباس وسعد بن أبي وقاص وابن عمر وجابر، والمعجم الأوسط: 2 / 98 ح 1188 عن ابن عمر، مناقب ابن المغازلي: 167 إلى 170 ط. بيروت و ط. طهران: 117 - 253 إلى 255 - 260 ح 303 إلى 309 - 115 عن حذيفة وسعد بن أبي وقاص والبراء بن عازب وابن عباس ونافع ومولى ابن عمر، ومناقب الخوارزمي: 301 - 315 - 327 الفصل التاسع عشر و 127 الفصل 12 ح 140 عن ابن عباس وأبو ذر عن علي وواثلة عنه وزيد، ومنتخب كنز العمال: 5 / 29 - 39 - 55.
وكنوز الحقائق: 433، والصواعق المحرقة: 191، وذخائر العقبى: 76 - 77 عن زيد وابن عمر وعمر، وخصائص النسائي: 55 - 58 ح 37 عن زيد و 49 عن سعد و 40 عن ابن عباس، وكفاية الطالب: 200 - 203 - 286 - 243 الباب 50 - 70 عن جابر وابن عباس وزيد وسعد، ووفاء الوفاء: 2 / 474 إلى 479 الباب الرابع الفصل الحادي عشر عن سعد وابن عباس وزيد وابن عمر وجابر بن سمرة ومسلم الهلالي عن أخيه وعلي وسعد وبن مالك، ومستدرك الصحيحين: 3 / 125 - 116 عن عمرو سعد بن مالك باب مناقب علي، وأسد الغابة: 3 / 214 عن ابن عمر - ترجمة أبي بكر - فضائله، وينابيع المودة: 1 / 210 ط. إسلامبول 1301 هـ و 248 ط. النجف باب 6 عن عمر وزيد 99 من طرق الباب 17.
والحاوي للفتاوى: 2 / 57 - 58 رسالة شد الأثواب في سد الأبواب عن زيد بن أرقم وسعد بن أبي وقاص وابن عباس وعلي وجابر بن سمرة وابن عمر.
والقول المسدد: 17 - 32 عن زيد ابن أرقم ومحمد بن جعفر، وابن عباس، ويحي بن إسماعيل، ومصعب ابن سعد عن أبيه، وجابر بن سمرة، وابن عمر، وأبي سعيد، والمطلب ابن حنطب، وعلي، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 204 ح 250 عن ابن عباس و 235 ح 278 عن سعد و 244 ح 283 عن ابن عمر و 275 إلى 296 ح 323 وما بعده عن ابن عباس وزيد والبراء وسعد وابن عمر وجابر وأبي سعيد وأم سلمة وأبي رافع.
والمعجم الكبير: 12 / 78 - 114 ح 12594 - 12722 ترجمة ابن عباس ما روى عنه عمرو بن ميمون و 2 / 246 ترجمة جابر بن سمرة ما روى ناصح عن سماك عنه ح 2031، وصحيح الترمذي: 5 / 641 ط. دار الحديث و 2 / 301 ط. بولاق 1292 و 13 / 173 ط. الصاوي بمصر عن ابن عباس، والمسند: 2 / 26 ط. م و 1 / 331 - 175 ط. م عن ابن عباس وسعد بن مالك و 1 / 5 28 - 545 ط. ب و 4 / 369 ط. م و 5 / 496 ح 18801 عن زيد بن أرقم، وإرشاد القلوب: 2 / 260 عن أبي ذر عن علي، وأمالي الصدوق: 273 المجلس 54 ح 4 - 8 عن زيد وابن عباس وعلي وأبي عمران والرضا عن آبائه.
وترجمة علي من تاريخ دمشق: 3 / 116 - 119 عن واثلة عن علي.
والطرائف: 1 / 60، وكشف الحق: 393، والعمدة: 86 - 175 - 177، والفضائل الخمسة: 1 / 278 و 2 / 167 من طرق.
واللآلئ المصنوعة للسيوطي: 1 / 182 الطبعة الأولى - بولاق - عن جسرة بنت دجاجة عن عائشة، و 181 عن المطلب بن عبد الله بن حنطب وعن أنس بن مالك وعن عبد الله بن مسعود وعن الملائي عن علي.
وشرف النبي للكازروني: 74 عنه إحقاق الحق: 5 / 580 عن عدي بن ثابت، والغدير للأميني: 3 / 202 إلى 214 من طرق، وأسمى المناقب: 69 عن عمر، والمستدرك: 3 / 117 مناقب الأمير عن سعد بن مالك. و 125 عن زيد و 134 عن ابن عباس، وفرائد السمطين: 1 / 205 - 207 باب 41 عن بريدة وابن عباس وابن عمر.
حديث سد الأبواب من المسجد إلا باب علي (عليه السلام)
الباب المائة
في سد الأبواب من المسجد إلا باب علي (عليه السلام)
الأول: ابن بابويه في أماليه قال: حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي (رحمه الله) قال: حدثنا أحمد بن موسى قال: حدثنا خلف بن سالم قال: حدثنا غندر قال: حدثنا عوف عن ميمون أبي عبد الله عن زيد بن أرقم قال: كان لنفر من أصحاب رسول الله أبواب شارعة في المسجد فقال يوما: سدوا هذه الأبواب إلا باب علي، فتكلم الناس في ذلك فقام رسول الله فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي فقال فيه قائلكم، وإني والله ما سددت شيئا ولا فتحته ولكني أمرت بشئ فاتبعته(1).
الثاني: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن معمر البغدادي قال: حدثني الحسن بن عبد الله بن [ محمد بن ] علي التميمي قال: حدثني أبي قال: حدثني سيدي علي بن موسى بن جعفر عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه علي (عليهم السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله) لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد إلا أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين، ومن كان من أهلي فإنهم مني(2).
الثالث: ابن بابويه بهذا الإسناد عن علي (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): سدوا الأبواب الشارعة في المسجد إلا باب علي(3).
الرابع: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الدينوري قال: حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي بمصر قال: أخبرني محمد بن وهب قال: حدثنا مسكين بن بكير قال: حدثنا شعبة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال: أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بسد أبواب المسجد فسدت إلا باب علي (عليه السلام)(4).
الخامس: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري قال: حدثني محمد بن
____________
(1) أمالي الصدوق 413 / مجلس 54 / ح 4.
(2) أمالي الصدوق 413 / مجلس 54 / ح 5.
(3) أمالي الصدوق 413 / مجلس 54 / ح 6.
(4) أمالي الصدوق 414 / مجلس 54 / ح 7.
السادس: الشيخ الطوسي في أماليه عن الفحام قال: حدثني عمي قال: حدثني الحسن بن علي ابن المتوكل قال: حدثنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عمر قال: سألني عمر بن الخطاب فقال لي: يا بني من أخير الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: قلت له:
من أحل الله له ما حرم على الناس وحرم عليه ما أحل للناس فقال: والله لقد قلت فصدقت، حرم على علي بن أبي طالب الصدقة وأحلت للناس، وحرم عليهم أن يدخلوا المسجد وهم جنب وأحل له وغلقت الأبواب وسدت ولم يغلق لعلي باب ولم يسد(2).
السابع: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد بن مسرور قالا: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصلت قال: حضر الرضا (عليه السلام) مجلس المأمون بمرو وقد اجتمع الناس في مجلسه جماعة من [ علماء ] أهل العراق وخراسان فقال المأمون: أخبروني عن معنى هذه الآية *(ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا)* فقالت العلماء: أراد الله بذلك الأمة كلها فقال المأمون: ما تقول يا أبا الحسن؟ فقال الرضا (عليه السلام): لا أقول كما قالوا ولكني أقول: أراد الله عز وجل بذلك العترة الطاهرة فقال: المأمون: وكيف عنى العترة من دون الأمة؟ فقال الرضا (عليه السلام): لأنه لو أراد الأمة لكانت بأجمعها في الجنة لقول الله تعالى: *(فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير)* ثم جمعهم كلهم في الجنة فقال *(جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب)* الآية فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم، فقال المأمون: من العترة الطاهرة؟ قال الرضا (عليه السلام): الذين وصفهم الله تعالى في كتابه فقال: *(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)* وهم الذين قال رسول الله: إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما.
أيها الناس لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم. قالت العلماء: أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة أهم الآل أم غير الآل؟ فقال الرضا (عليه السلام): هم الآل، فقالت العلماء: فهذا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يؤثر عنه أنه قال: أمتي آلي وهؤلاء أصحابه تقول بالخبر المستفاض الذي لا يمكن دفعه: آل محمد أمته فقال أبو
____________
(1) أمالي الصدوق 414 / مجلس 54 / ح 8.
(2) أمالي الطوسي 291 / مجلس 11 / ح 12.