السادس: مناقب المغازلي الفقيه الشافعي قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن عمر بن عبد الله بن شوذب سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب القطيعي قال: حدثنا محمد بن يونس أبو العباس الكديمي قال: حدثنا الحسن بن عبد الرحمن الأنصاري، حدثنا عمرو بن جميع عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أخيه عيسى ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الصديقون ثلاثة: حبيب بن موسى النجار مؤمن آل يس، وحزقيل مؤمن آل فرعون، وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو أفضلهم(2).
السابع: ابن المغازلي أيضا قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب أذنا قال: أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب قال: حدثنا محمد بن سمعان العدل الواسطي الحافظ قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة وأحمد بن عمار بن خالد قالا: حدثنا الحسن بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:
حدثنا عمرو بن جميع البصري عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أخيه عن أبي عيسى ابن عبد الرحمن عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل يس الذي قال: *(يا قوم اتبعوا المرسلين)* وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال *(أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله)* وعلي ابن أبي طالب وهو أفضلهم(3).
الثامن: موفق بن أحمد من رجال العامة قال: أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمذاني فيما كتب إلي من همدان إجازة عن الشريف أبي طالب المفضل بن محمد بن طاهر الجعفري بأصبهان عن الحافظ أبي بكر محمد بن موسى بن مردويه بن فورك الأصبهاني قال: حدثني جدي، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن السري بن يحيى، حدثنا محمد بن عثمان بن سعيد، حدثنا الحسن بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي ليلى قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل يس، وحزقيل مؤمن آل فرعون، وعلي بن أبي طالب الثالث وهو أفضلهم(4).
التاسع: أبو نعيم الأصفهاني بإسناده عن ابن أبي ليلى قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الصديقون ثلاثة:
حبيب النجار مؤمن آل يس وحزقيل مؤمن آل فرعون ويروي خزقيل وعلي بن أبي طالب وهو
____________
(1) تفسير الثعلبي مخطوط.
(2) مناقب ابن المغازلي / 161 / ح 293.
(3) مناقب ابن المغازلي / 161 / ح 294.
(4) المناقب 310 / ح 307.
العاشر: أبو نعيم أيضا بإسناده عن عباد بن عبد الله قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: أنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب، صليت قبل الناس سبع سنين.
الحادي عشر: موفق بن أحمد قال: أخبرنا الإمام سيد الحفاظ شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان، أخبرنا محمود بن إسماعيل، أخبرنا أحمد بن فاذشاه، أخبرنا الطبراني عن الحسين بن إسحاق التستري عن الحسين بن أبي السري العسقلاني عن حسين الأشقر عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): السبق ثلاثة:
فالسابق إلى موسى يوشع بن نون، والسابق إلى عيسى صاحب يس، والسابق إلى محمد (صلى الله عليه وآله) علي ابن أبي طالب(1).
الثاني عشر: موفق بن أحمد قال: ذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن شاذان قال: حدثني أحمد بن محمد بن موسى عن عروة عن محمد بن عثمان المعدل عن محمد بن عبد الملك عن يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المنام فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أنس ما حملك على أن لا تؤدي ما سمعت مني في حق علي بن أبي طالب حتى أدركتك العقوبة؟ ولولا استغفار علي لك ما شممت رائحة الجنة أبدا ولكن أبشر في بقية عمرك أن أولياء علي وذريته ومحبيهم السابقون الأولون إلى الجنة وهم جيران أولياء الله، وأولياء الله حمزة وجعفر والحسن والحسين، وأما علي فهو الصديق الأكبر لا يخشى يوم القيامة من أحبه(2).
الثالث عشر: الثعلبي في تفسيره بالإسناد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال: سباق الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين: علي بن أبي طالب وصاحب يس ومؤمن آل فرعون فهم الصديقون وعلي أفضلهم(3).
الرابع عشر: صاحب الأربعين رواه بإسناده عن مجاهد عن ابن عباس وفضائل أحمد وكشف الثعلبي.
الخامس عشر: ابن شهرآشوب عن علي بن الجعد [ عن شعبة عن قتادة ] عن الحسن عن ابن عباس في قوله تعالى: *(والذين آمنوا بالله ورسوله أولئك هم الصديقون)* قال: صديق هذه الأمة علي بن أبي طالب هو الصديق الأكبر والفاروق الأعظم ثم قال: *(والشهداء عند ربهم)* قال ابن
____________
(1) المناقب 55 / ح 20.
(2) المناقب 72 / ح 20.
(3) نقله القرطبي في تفسيره: 15 / 20.
السادس عشر: الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي في كتابه المستخرج من تفاسير الاثني عشر في تفسير قوله تعالى: *(والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم)* يرفعه إلى ابن عباس قال: والذين آمنوا بالله ورسله إنه واحد علي بن أبي طالب وحمزة ابن عبد المطلب وجعفر الطيار أولئك هم الصديقون قال: صديق هذه الأمة علي بن أبي طالب وهو الصديق الأكبر والفاروق الأعظم.
____________
(1) مناقب آل أبي طالب: 2 / 286.
الباب الثاني والمائة
في الصديقين وأفضلهم علي وهو الصديق الأكبر
الأول: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رحمه الله) قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن جعفر بن سلمة الأهوازي عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثنا أحمد بن عمران بن محمد بن أبي ليلى الأنصاري قال: حدثنا الحسن بن عبد الله عن خالد بن عبد الله(1) الأنصاري عن عبد الرحمن بن أبي ليلى يرفعه قال: الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل ياسين الذي يقول:
*(يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون)*، وحزقيل مؤمن آل فرعون، وعلي ابن أبي طالب وهو أفضلهم(2).
الثاني: ابن بابويه قال: أخبرني محمد بن علي بن إسماعيل قال: حدثنا النعماني ابن أبي الدهقان البلدي قال: حدثنا الحسين بن عبد الرحمن قال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن محمد بن أبي ليلى قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الصديقون ثلاثة: علي بن أبي طالب وحبيب النجار ومؤمن آل فرعون(3).
الثالث: ابن بابويه قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الأصبهاني قال: [ حدثنا أحمد ابن الفضل بن المغيرة قال: حدثنا أبو نصر منصور بن عبد الله بن إبراهيم الأصبهاني قال ]، حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن هارون قال: حدثنا محمد بن المغيرة الشهرزوري قال: حدثنا يحيى بن الحسين المدائني قال: حدثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ثلاثة لم يكفروا بالوحي طرفة عين: مؤمن آل ياسين وعلي بن أبي طالب وآسية امرأة فرعون(4).
الرابع: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره عن أحمد بن محمد عن إبراهيم بن إسحاق عن الحسن بن عبد الرحمن يرفعه إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الصديقون
____________
(1) في المصدر: عيسى.
(2) أمالي الصدوق 563 / مجلس 72 / ح 18.
(3) الخصال 184 / ح 254 / باب الثلاثة.
(4) الخصال 174 / ح 230 / باب الثلاثة.
الخامس: محمد بن العباس عن الحسن بن علي المقري بإسناده عن رجاله مرفوعا إلى أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الصديقون ثلاثة: حزقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب صاحب آل يس، وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو أفضل الثلاثة(2).
السادس: محمد بن العباس عن جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن عمر عن عبد الرحمن ابن سليمان عن إسماعيل بن إبراهيم عن عمرو بن المفضل البصري عن عباد بن صهيب عن جعفر ابن محمد عن أبيه عن آبائه قال: هبط على النبي (صلى الله عليه وآله) ملك له عشرون ألف رأس فوثب النبي (صلى الله عليه وآله) ليقبل يده فقال له الملك: مهلا يا محمد فأنت أكرم على الله من أهل السماوات وأهل الأرضين أجمعين، والملك يقال له محمود فإذا بين منكبيه: مكتوب لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي الصديق الأكبر فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): حبيبي محمود منذ كم هذا مكتوب بين منكبيك؟ قال: من قبل أن يخلق الله آدم باثني عشر ألف عام(3).
السابع: ابن بابويه قال: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رحمهما الله قالا: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن موسى بن القاسم البجلي عن جعفر بن محمد بن سماعة عن عبد الله بن مسكان عن الحكم بن الصلت عن أبي جعفر محمد الباقر (عليهما السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): خذوا بحجزة هذا الأنزع - يعني عليا - فإنه الصديق الأكبر وهو الفاروق يفرق بين الحق والباطل، من أحبه هداه الله ومن أبغضه أبغضه ومن تخلف عنه محقه الله، ومنه سبطا أمتي الحسن والحسين وهما ابناي، ومن الحسين أئمة هداة أعطاهم الله علمي وفهمي فتولوهم ولا تتخذوا وليجة من دونهم فيحل عليكم غضب من ربكم ومن يحلل عليه غضب من ربه فقد هوى، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور(4).
الثامن: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن علي (رحمه الله) قال: حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن ثابت بن أبي صفية عن سعيد ابن جبير عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): معاشر الناس من أحسن من الله قيلا وأصدق من الله حديثا، معاشر الناس إن ربكم جل جلاله أمرني أن أقيم عليا علما وإماما وخليفة ووصيا، وأن اتخذه أخا ووزيرا. معاشر الناس إن عليا باب الهدى بعدي والداعي إلى ربي وهو
____________
(1) بحار الأنوار: 35 / 410 / ح 4.
(2) بحار الأنوار: 24 / 38 / ح 12.
(3) بحار الأنوار: 24 / 37 / ح 13 مع تفاوت يسير في أسماء المحدثين.
(4) أمالي الصدوق 285 / مجلس 38 / ح 7.
معاشر الناس إن عليا مني، ولده ولدي وهو زوج حبيبتي، أمره أمري ونهيه نهيي. معاشر الناس عليكم بطاعته واجتناب معصيته فإن طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي. معاشر الناس إن عليا صديق هذه الأمة وفاروقها ومحدثها، إنه هارونها ويوشعها وآصفها وشمعونها، إنه باب حطتها وسفينة نجاتها، إنه طالوتها وذو قرنيها. معاشر الناس إنه حجة الورى والحجة العظمى والآية الكبرى وإمام الهدى والعروة الوثقى. معاشر الناس [ إن عليا مع الحق والحق معه وعلى لسانه.
معاشر الناس ] إن عليا قسيم النار لا يدخل النار ولي له ولا ينجو منها عدو له، إنه قسيم الجنة لا يدخلها عدو له ولا يتزحزح منها ولي له. معاشر أصحابي قد نصحت لكم وبلغتكم رسالة ربي ولكن لا تحبون الناصحين، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم(1).
____________
(1) أمالي الصدوق 82 / مجلس 8 / ح 4.
الباب الثالث والمائة
في قلعه الأصنام عن ظهر الكعبة
الأول: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسى الطحان إجازة عن القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن المعلى الخيوطي قال: حدثنا محمد بن الحسن الحساني قال:
حدثنا محمد بن غياث، حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا حماد بن يزيد عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي بن أبي طالب يوم فتح مكة: أما ترى هذا الصنم بأعلى الكعبة؟ قال: بلى يا رسول الله قال: فأحملك فتناوله قال: بل أنا أحملك يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال (عليه السلام): لو أن ربيعة ومضر جهدوا أن يحملوا مني بضعة وأنا حي لما قدروا ولكن قف يا علي، فضرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) يديه إلى ساقي علي فوق القرنوس ثم اقتلعه من الأرض بيده فرفعه حتى تبين بياض إبطيه ثم قال لي: ما ترى يا علي؟ قال: أرى أن الله عز وجل قد شرفني بك حتى أني لو أردت أن أمس السماء لمسستها، فقال له: تناول الصنم يا علي فتناوله علي فرمى به ثم خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) من تحت علي وقد ترك رجليه فسقط إلى الأرض فضحك فقال له: ما أضحك يا علي؟ فقال: سقطت من أعلى الكعبة فما أصابني شئ، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): وكيف يصيبك شئ وإنما حملك محمد وأنزلك جبرائيل(1).
الثاني: موفق بن أحمد قال: أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، أخبرنا شيخ القضاة أحمد بن إسماعيل الواعظ(2)، أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي إملاء، حدثنا عبد الله بن روح الفرائضي، حدثنا شبابة بن سوار، حدثنا نعيم بن حكيم حدثنا أبو مريم عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: انطلق بي رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى أتى بي إلى الكعبة فقال لي: اجلس إلى جنب الكعبة فصعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) منكبي ثم قال لي: انهض، فنهضت فلما رأى ضعفي تحته فقال لي: اجلس فنزل وجلس وقال لي: يا علي اصعد على منكبي فصعدت
____________
(1) مناقب ابن المغازلي 142 / ح 240.
(2) في المصدر: إسماعيل بن أحمد.
الثالث: ابن شهرآشوب رواه من طريق العامة قال: ذكر أبو بكر الشيرازي في نزول القرآن في شأن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن قتادة عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال: قال لي جابر بن عبد الله: دخلنا مع النبي (صلى الله عليه وآله) مكة وفي البيت وحوله ثلاثمائة وستون صنما فأمر بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فألقيت كلها لوجوهها وكان على البيت صنم طويل يقال له هبل فنظر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى علي فقال: يا علي تركب علي أو أركب عليك لألقي هبل عن ظهر الكعبة، قلت: يا رسول الله بل تركبني، فلما جلس على ظهري لم أستطع حمله لثقل الرسالة فقلت: يا رسول الله أركبك، فضحك ونزل وطأطأ لي ظهره واستويت عليه فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو أردت أن أمسك السماء لمسكتها بيدي فألقيت هبل عن ظهر الكعبة فأنزل الله *(وقل جاء الحق وزهق الباطل..)*(2).
الرابع: ابن شهرآشوب رواه أيضا من طريق العامة قال: استنابه يوم الفتح في أمر عظيم فإنه وقف حتى صعد على كتفه وتعلق بسطح الكعبة وصعد وكان يقلع الأصنام بحيث يهتز حيطان البيت ثم يرمي بها فتنكسر. رواه أحمد بن حنبل وأبو يحيى الموصلي في مسنديهما وأبو بكر الخطيب في تاريخه والخطيب الخوارزمي في أربعينه ومحمد بن الصباغ الزعفراني في الفضائل وأبو عبد الله الطبري في الخصائص(3).
الخامس: كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة بالإسناد عن مجاهد عن ابن عباس أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مر داخلا إلى الكعبة وإذا هو بأدواة لابن مسعود معلقة فقال لأمير المؤمنين (عليه السلام): يا علي ايتني بإدواة من تلك الإدواة فأتاه بواحدة فشرب منها وتوضأ ثم نظر إلى ابن مسعود قال له: ما هذه الأخلاق التي أجدها في أدواتك؟ فقال ابن مسعود: فداك أبي وأمي يا رسول الله ثقل علي الماء بمكة فأخذت تميرات فمرتهن بإدواتي ليعذب الماء علي، فقال (عليه السلام): حلال وماء طهور ثم قام
____________
(1) المناقب 123 / ح 139.
(2) مناقب آل أبي طالب: 1 / 398.
(3) مناقب آل أبي طالب: 1 / 398.
فقلت: فداك أبي وأمي يا رسول الله وقعت من أعلى الكعبة إلى الأرض فلم أتألم من الوقع، فقال: يا علي كيف تتألم وقد حملك محمد وأنزلك جبرئيل؟ ومضى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال العباس يفتخر: أنا سيد قريش وأكرمها حسبا وأفخرها مركبا وبيدي سقاية الحاج لا يليها غيري فقال شيبة:
لا، بل أنا سيد قريش وبيدي سدانة الكعبة لا يليها غيري فقال علي (عليه السلام) أبغضتماني بمقالتكما أنا سيدكما وسيد أهل الأرض بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنا الذي ضربت وجوهكما حتى آمنتما فأقررتما أن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فغضبا من قوله وأتيا النبي (صلى الله عليه وآله) فأخبراه بما قال علي لهما فهبط جبرئيل (عليه السلام) وقال: يا محمد، الحق يقرئك السلام ويقول لك: قل لشيبة والعباس *(أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله)* الآية، يا محمد علي خير منهما.
الباب الرابع والمائة
في قلعه الأصنام عن ظهر الكعبة
الأول: ابن بابويه قال: حدثنا أبو علي بن أحمد بن يحيى المكتب قال: حدثنا أحمد بن محمد الوراق قال: حدثنا بشر بن سعيد بن قلبويه المعدل بالرافقة قال: حدثنا عبد الجبار بن كثير التميمي اليماني قال: سمعت محمد بن حرب الهلالي قال: سألت جعفر بن محمد (عليه السلام) فقلت له: يا بن رسول الله في نفسي مسألة أريد أن أسألك عنها فقال: إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني، وإن شئت قل قال: قلت له: يا بن رسول الله وبأي شئ تعرف ما في نفسي قبل سؤالي؟ قال: بالتوسم والتفرس، أما سمعت قول الله عز وجل *(إن في ذلك لآيات للمتوسمين)* وقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله قال: فقلت له: يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخبرني بمسألتي قال: أردت أن تسألني عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم لم يطق حمله علي بن أبي طالب (عليه السلام) عند حط الأصنام من سطح الكعبة مع قوته وشدته وما ظهر منه في قلع باب القموص بخيبر والرمي به إلى ورائه أربعين ذراعا وكان لا يطيق حمله أربعون رجلا، وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يركب الناقة والفرس والحمار وركب البراق ليلة المعراج وكل ذلك دون علي (عليه السلام) في القوة والشدة؟ قال: فقلت له: عن هذا والله أردت أن أسألك يا بن رسول الله فأخبرني؟
قال: نعم، إن عليا (عليه السلام) برسول الله (صلى الله عليه وآله) تشرف وبه ارتفع وبه وصل إلى أن أطفأ نار الشرك وأبطل كل معبود من دون الله عز وجل ولو علاه النبي (صلى الله عليه وآله) لحطة الأصنام لكان (عليه السلام) بعلي مرتفعا ومتشرفا وواصلا إلى حط الأصنام ولو كان ذلك كذلك لكان أفضل منه، ألا ترى أن عليا (عليه السلام) قال: لما علوت ظهر رسول الله (صلى الله عليه وآله) شرفت وارتفعت حتى لو شئت أن أنال السماء لنلتها؟ أما علمت أن المصباح هو الذي يهتدى به في الظلمة وانبعاث فرعه من أصله وقد قال علي (عليه السلام): أنا من أحمد كالضوء من الضوء؟ أما علمت أن محمدا وعليا صلوات الله عليهما كانا نورا بين يدي الله عز وجل قبل خلق الخلق بألفي عام، وأن الملائكة لما رأت ذلك النور رأت له أصلا قد تشعب منه شعاع لامع فقالوا:
إلهنا وسيدنا ما هذا النور؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إليهم هذا نور من نوري أصله نبوة وفرعه إمامة،
فقال (عليه السلام): إن ابني ارتحلني فكرهت أن أعاجله حتى ينزل، وإنما أراد (عليه السلام) بذلك رفعهم وتشريفهم فالنبي (صلى الله عليه وآله) إمام ونبي، وعلي (عليه السلام) إمام ليس بنبي ولا رسول فهو غير مطيق لأثقال حمل النبوة، قال محمد بن حرب الهلالي فقلت له: زدني يا بن رسول الله؟ فقال: إنك لأهل للزيادة، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حمل عليا (عليه السلام) على ظهره يريد بذلك أنه أبو ولده وإمام الأئمة من صلبه كما حول رداءه في صلاة الاستسقاء وأراد أن يعلم أصحابه بذلك أنه تحول الجدب خصبا قال: قلت له: زدني يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: حمل رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا يريد أن يعلم بذلك قومه أنه الذي يخفف عن ظهر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما عليه من الدين والعداة والأداء عنه من بعده.
قال: فقلت له: يا بن رسول الله زدني فقال: احتمله ليعلم بذلك أنه قد احتمله، فما حمل إلا لأنه معصوم لا يحمل وزرا فتكون أفعاله عند الناس حكمة وصوابا وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): يا علي إن الله تبارك وتعالى حملني ذنوب شيعتك ثم غفرها لي وذلك قوله عز وجل *(ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر)* أنزل الله عز وجل عليه *(عليكم أنفسكم)* قال النبي (صلى الله عليه وآله): أيها الناس عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم وعلي نفسي وأخي، أطيعوا عليا فإنه مطهر معصوم لا يضل ولا يشقى ثم تلا هذه الآية: *(قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين)* قال محمد بن حرب: ثم قال جعفر بن محمد (عليهما السلام): أيها الأمير ولو أخبرتك بما في حمل النبي (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) عند حط الأصنام عن سطح الكعبة من المعاني التي أرادها به لقلت: إن جعفر بن محمد لمجنون فحسبك من ذلك ما قد سمعت، فقمت إليه وقبلت رأسه وقلت له: الله أعلم حيث يجعل رسالته(1).
الثاني: شرف الدين النجفي قال: ذكر الشيخ الطوسي (رحمه الله) بإسناده عن رجاله عن نعيم بن حكيم عن أبي مريم الثقفي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: انطلق بي رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى أتى بي إلى الكعبة فصعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) على منكبي ثم قال لي: انهض فنهضت فلما رأى مني ضعفا قال: اجلس
____________
(1) علل الشرائع: 1 / 173 / باب 139 / ح 1.
اقذفه فقذفته فتكسر، فنزلت من فوق الكعبة وانطلقت أنا ورسول الله (صلى الله عليه وآله) وخشينا أن يرانا أحد من قريش وغيرهم(1).
____________
(1) أنظر: مناقب أمير المؤمنين لمحمد بن سلمان الكوفي 606.
الباب الخامس والمائة
في حديث خاصف النعل
الأول: من مسند أحمد بن حنبل روى عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا يحيى الحماني قال: حدثنا شريك قال: حدثنا منصور ولو أن غير منصور حدثني ما قبلته منه ولقد سألته فأبى أن يحدثني فلما جئ بيني وبينه المعرفة كان هو الذي دعاني إليه وما سألته عنه ولكنه هو ابتدأني به فقال: حدثني ربعي بن خراش قال: حدثنا علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالرحبة قال: اجتمعت قريش إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وفيهم سهيل بن عمرو فقالوا: يا محمد إن قومنا لحقوا بك فارددهم علينا فغضب حتى رئي الغضب في وجهه ثم قال: لتنتهين يا معشر قريش أو ليبعثن الله عليكم رجلا منكم امتحن الله قلبه للإيمان يضرب رقابكم على الإيمان قيل: يا رسول الله، أبو بكر؟
قال: لا، قيل: فعمر؟
قال: لا ولكن خاصف النعل في الحجرة، ثم قال علي: أما إني قد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لا تكذبوا علي فمن كذب متعمدا أولجته النار(1).
الثاني: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى ابن آدم قال: حدثنا يونس ابن إسحاق عن زيد بن ينبع قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا يمضي فيهم أمري يقتل المقاتلة ويسبي الذرية، قال أبو ذر: فما راعني إلا برد كف عمر في حجزتي من خلفي فقال: من تراه يعني؟ قلت: ما يعنيك ولكنه يعني خاصف النعل - يعني عليا - (عليه السلام)(2).
الثالث: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال:
حدثنا أحمد بن منصور قال: حدثنا الأحوص بن جواب قال: حدثنا عمار بن رزيق عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال: كنا جلوسا في المسجد فخرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي في بيت فاطمة (عليهما السلام) فانقطع شسع نعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأعطاها عليا (عليه السلام) يصلحها
____________
(1) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 649 / ح 1105.
(2) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 571 / ح 966.
الرابع: عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر عن طاووس عن عبد المطلب عن عبد الله بن حنطب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لوفد ثقيف حين جاؤوه لتسلمن أو لأبعثن إليكم رجلا مني - أو قال مثل نفسي - فليضربن أعناقكم وليسبين ذراريكم وليأخذن أموالكم قال عمر: والله ما اشتهيت الإمارة إلا يومئذ فجعلت أنصب صدري لها رجاء أن يقول: هذا، فالتفت إلى علي فأخذ بيده ثم قال: هو هذا، مرتين(2).
الخامس: ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري إمام الحرمين من الخبر الثالث من آخره في ذكر غزاة الحديبية من سنن أبي داود وصحيح الترمذي قال: عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: لما كان يوم الحديبية خرج إلينا أناس من المشركين من رؤسائهم فقالوا: قد خرج إليكم من أبنائنا وأرقائنا، وإنما خرجوا فرارا من خدمتنا فارددهم إلينا فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا معشر قريش لتنتهن عن مخالفة أمر الله أو ليبعثن إليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين، امتحن الله قلبه للتقوى، قال بعض أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله): ومن لأوليائك يا رسول الله؟ قال: منهم خاصف النعل، وكان قد أعطى عليا (عليه السلام) نعله يخصفها(3).
السادس: الترمذي في صحيحه عن ربعي بن خراش في خبر أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال يوم الحديبية لسهيل بن عمرو وقد سأله رد جماعة فروا إلى النبي (صلى الله عليه وآله): يا معشر قريش لتنتهن أو ليبعثن الله عليكم من يضرب رقابكم على الدين، قد امتحن الله قلبه للإيمان قالوا: من هو يا رسول الله؟ قال: هو خاصف النعل، وكان أعطى عليا (عليه السلام) نعله يخصفها(4).
السابع: الخطيب في التاريخ والسمعاني في الفضائل أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: لا تنتهن يا معشر قريش حتى يبعث الله رجلا امتحن قلبه بالإيمان... الحديث سواء(5).
الثامن: أبو نعيم الأصفهاني بالإسناد عن ربعي بن خراش قال: خطبنا علي بن أبي طالب
____________
(1) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 637 / ح 1083.
(2) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 593 / ح 1008.
(3) سنن الترمذي: 5 / 298 / ح 3799. كنز العمال: 13 / 173. بتفاوت يسير.
(4) نفس المصدر السابق.
(5) تاريخ بغداد: 1 / 144.