قالت: وفي البيت رسول الله وعلي وفاطمة وحسن وحسين، فجللهم بكساء وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا(3).
ونحوه رواه أحمد بن حنبل، وقال في قوله تعالى (إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة)(4) قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: ما عمل بهذه الآية غيري، وبي خففت الله تعالى أمر هذه الآية.(5)
وعن محمد بن كعب القرظي، قال: افتخر طلحة بن شيبة من بني عبد الدار وعباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب عليه السلام، فقال طلحة بن شيبة: معي مفتاح البيت، ولو أشاء بت فيه! وقال العباس: أنا صاحب السقاية والقائم عليها، ولو أشاء بت في المسجد.
وقال علي عليه السلام: ما أدري ما تقولان! لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس، وأنا صاحب الجهاد.
فأنزل الله تعالى (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين)(6).
____________
(1) الأحزاب: 33.
(2) في " ش ": نزلت.
(3) أنظر أسباب النزول: 134، والمستدرك على الصحيحين 2: 481، وتفسير الطبري 28: 14، وخصائص النسائي: 39، وكفاية الطالب: 135، والدر المنثور 6: 185.
(4) المجادلة: 12.
(5) تفسير الرازي 29: 271، وتفسير الطبري 28: 14، وأسباب النزول: 234، والمستدرك على الصحيحين 2: 481.
(6) التوبة: 19.
أسباب النزول: 139، وتفسير الطبري 10: 68، وتفسير ابن كثير 2: 241.
فقال: يوشع بن نون.
قال، قال: وصيي ووارثي يقضي(2) ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب(3).
وعن أبي مريم، عن علي عليه السلام، قال: انطلقت أنا والنبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى أتينا الكعبة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اجلس! فصعد على منكبي، فذهبت لأنهض به، فرأي مني ضعفا، فنزل وجلس لي نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال: اصعد على منكبي(4)، فصعدت على منكبيه، قال: فنهض بي قال: فإنه تخيل لي أني لو شئت لنلت أفق السماء حتى صعدت على البيت، وعليه تمثال صفر أو نحاس، فجعلت أزاوله عن يمينه وعن شماله وبين يديه ومن خلفه، حتى إذا استحكمت(5) منه، قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اقذف به! فقذفت به، فتكسر كما تتكسر القوارير، ثم نزلت وانطلق أنا ورسول الله نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس(6).
وعن معقل بن يسار، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لفاطمة: ألا ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما، وأكثرهم علما، وأعظمهم حلما؟(7).
عن ابن أبي ليل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الصديقون(8) ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل
____________
(1) في " ش 1 " و " ش 2 ": من.
(2) في " ش 1 ": ومن يقضي.
(3) كفاية الطالب: 292، وقال: رواه الطبراني في معجمه الكبير، وتذكرة الخواص: 43 عن أحمد في الفضائل.
(4) في " ش 1 " و " ش 2 ": منكبه.
(5) في " ش 1 " وش 2 ": استكمت.
(6) مناقب الخوارزمي: 123 - 124، وخصائص النسائي: 113، والمستدرك على الصحيحين 2: 366، وذخائر العقبي: 85 - 86 وقال: خرجه أحمد وصاحب الصفوة.
(7) كنزل العمال: 11 / الحديثان 32924 و 32925 وقال: أخرجه الحاكم والطبراني والخطيب.
(8) في " ش 1 ": الصديق.
وعن عمرو بن ميمون قال: لعلي عشر خصال ليست لغيره، قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا، يحب الله ورسوله، فاستشرف لها من استشرف، قال: أين علي؟
قالوا: هو في الرحى يطحن، قال: وما كان أحدكم يطحن قال: فجاء، وهو أرمد لا يكاد أن يبصر، قال: فنفث في عينيه،(5) ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه، فجاء بصفية بنت حيي.
قال: ثم بعث أبا بكر بسورة التوبة، فبعث عليا خلفه فأخذها منه، وقال: لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه.
وقال لبني عمه: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال: وعلي معهم جالس، فأبوا فقال علي: أنا أو إليك في الدنيا والآخرة، قال: فتركه ثم أقبل على رجل منهم(6) فقال: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا، فقال علي: أنا أو إليك في الدنيا والآخرة، فقال: أنت وليي في الدنيا والآخرة.(7).
قال: وكان علي أول من أسلم من الناس بعد خديجة.
قال: وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة والحسن
____________
(1) يس: 20.
(2) غافر: 28.
(3) شواهد التنزيل 2: 224 / الحديثان 938 و 939، وشرح النهج 2: 431، والفردوس للديلمي 2: 421 / الحديث 3866، والصواعق المحرقة 125، ومناقب ابن المغازلي: 245 - 246 / الحديث 293.
(4) مسند أحمد 1: 98 / الحديث 772 في حديث، وصحيح البخاري 5 22 / باب مناقب علي، ومستدرك الحاكم 3: 120، وتاريخ بغداد 4: 140.
(5) في " ر ": عينه.
(6) في مناقب الخوارزمي: علي رجل رجل منهم.
(7) أنظر حديث العشيرة في ص 147 من هذا الكتاب.
قال: وشرى علي نفسه ولبس ثوب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم نام مكانه، وكان المشركون يرمونه بالحجارة.
وخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غزاة تبوك، فقال له علي: أأخرج معك؟ فقال: لا فبكي علي فقال(2): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنك لست بنبي، لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي.
قال: وقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنت وليي في كل مؤمن بعدي.
قال: وسد أبواب المسجد غير باب علي، قال: فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره.
وقال له: من كنت مولاه، فإن مولاه علي(3).
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرفوعا: أنه بعث أبا بكر ببراءة إلى أهل مكة، فسار بها ثلاثا، ثم قال لعلي عليه السلام الحقه فرده وبلغها أنت، ففعل، فلما قدم أبو بكر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكى وقال:
يا رسول الله حدث في شئ؟ قال: لا، ولكن أمرت ألا يبلغه إلا أنا أو رجل مني،(4).
ومنها ما رواه أخطب خوارزم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: يا علي، لو أن عبدا عبد الله عز وجل مثل ما قام نوح في قومه، وكان له مثل أحد ذهبا فأنفقه في سبيل الله، ومد في عمره
____________
(1) الأحزاب: 33.
(2) ليس في " ر ".
(3) في " ش 1 " و " ش 2 ": فعلي مولاه.
مناقب الخوارزمي: 125 - 127 / فصل 12، وخصائص النسائي: 61 - 62، ومسند أحمد 1: 330 / الحديث 3052.
(4) مسند أحمد 3: 283 / الحديث 13605، وخصائص النسائي: 91، والدر المنثور 3: 209، وتذكرة الخواص:
37.
وقال رجل لسلمان: ما أشد حبك لعلي!! قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من أحب عليا فقد أحبني، ومن أبغض عليا فقد أبغضني.(3).
وعن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خلق الله من نور وجه علي بن أبي طالب سبعين ألف ملك يستغفرون له ولمحبيه إلى يوم القيامة.(4).
وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أحب عليا قبل الله منه صلاته وصيامه وقيامه واستجاب دعاءه ألا ومن أحب عليا أعطاه الله بكل عرق في بدنه مدينة في الجنة، إلا ومن أحب آل محمد أمن من الحساب والميزان والصراط، ألا ومن مات على حب آل محمد فأنا كفيله بالجنة مع الأنبياء، ألا ومن أبغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه " آيس من رحمة الله ".(5)
وعن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من زعم أنه آمن بي وبما جئت به وهو يبغض عليا، فهو كاذب ليس بمؤمن.(6).
وعن أبي برزة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن جلوس ذات يوم: والذي نفسي بيده لا يزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأله تبارك وتعالى عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن جسده فيم أبلاه، وعن ماله مم كسبه وفيم أنفقه، وعن حبنا أهل البيت. فقال له عمر: فما
____________
(1) في " ش 2 ": يحج.
(2) مناقب الخوارزمي: 67 - 68 / الحديث 40.
(3) مناقب الخوارزمي: 69 - 170 / الحديث 44، وذخائر العقبى: 65 وقال: أخرجه أبو عمر النمري، والفردوس للديلمي 1: 329 - 330 / الحديث 1751 في حديث عن عمار مرفوعا، وانظر كنز العمال: 11 / الحديث 24 - 33.
(4) مناقب الخوارزمي: 71 / الحديث 47، ومقتل الحسين للخوارزمي 1: 39.
(5) مناقب الخوارزمي: 72 - 73 / الحديث 51 وفرائد السمطين 2: 258.
(6) مناقب الخوارزمي: 76 / الحديث 57، وترجمة الإمام علي في تاريخ دمشق لابن عساكر 2: 210.
وعن عبد الله بن عمر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد سئل: بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج؟ فقال: خاطبني بلغة علي بن أبي طالب، فألهمني أن قلت: يا رب أنت خاطبتني أم علي(2)؟ فقال: يا أحمد،(3) أنا شئ ليس كالأشياء لا أقاس بالناس ولا أوصف بالأشياء،(4) خلقتك من نوري وخلقت عليا من نورك، فاطلعت على سرائر قلبك فلم أجد إلى قلبك أحب من علي بن أبي طالب عليه السلام، فخاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك.(5).
وعن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو أن الرياض أقلام، والبحر مداد، والجن حساب، والإنس كتاب، ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب.(6)
وبالإسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تعالى جعل لأخي علي فضائل لا تحصى كثرة، فمن ذكره فضيلة من فضائله مقرا بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخره، ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم، ومن استمع فضيلة من فضائله غفر الله(7) له الذنوب التي اكتسبها (بالاستماع، ومن نظر إلى كتاب من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها)(8) بالنظر.
____________
(1) مناقب الخوارزمي: 76 / 77 / الحديث 58، ومناقب ابن المغازلي 119 - 120 / الحديث 157، بعضه بسنده عن ابن عباس، كفاية الطالب: 323 - 324 بسنده عن أبي ذر، وقال: هكذا رواه ابن عساكر في ترجمة علي عليه السلام في تاريخه.
(2) في " ر ": يا رب خاطبتني أم علي، وفي مناقب الخوارزمي: يا رب خاطبتني أنت أم علي.
(3) في " ش 1 " و " ش 2 ": محمد.
(4) في " ش 1 " و " ش 2 ": بالأشياء. وفي مناقب الخوارزمي: بالشبهات.
(5) مناقب الخوارزمي: 78 / الحديث 61، وينابيع المودة 1: 246 - 247 / الحديث 28.
(6) مناقب الخوارزمي: 328 / الحديث 341، وحلية الأبرار 1: 289، وكفاية الطالب: 251 - 252، والمستدرك 3: 107.
(7) في " ر " غفر له.
(8) ما بين القوسين ساقط من " ش 1 ".
وذكره عبادة، لا يقبل الله إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه.(1).
وعن حكيم، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال(2): لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة.(3).
وعن سعد بن أبي وقاص، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا بالسب فأبي، فقال:
ما منعك أن تسب أبا تراب؟ فقال: ثلاث قالهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلن أسبه، لئن يكون(4) لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي - وقد خلفه(5) في بعض مغازيه - فقال له علي: يا رسول الله تخلفني(6) مع النساء والصبيان؟! فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي؟.
وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله (ويحبه الله ورسوله)(7):
فتطاولنا، فقال: ادعوا لي عليا، فأتاه وبه رمد، فبصق في عينيه(8) فدفع الراية إليه، ففتح الله عليه.
وأنزلت(9) هذه الآية (قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم)(10)، دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا
____________
(1) مناقب الخوارزمي 32 - 33 / الحديث 2، وكفاية الطالب: 252، وينابيع المودة 1: 364 - 365 / الحديث 6، وفرائد السمطين 1: 18.
(2) سقط من " ش 2 ".
(3) مقتل الحسين للخوارزمي 1: 45، وكنز العمال: 11 / الحديث 35، 33، و " ما روته العامة من مناقب أهل البيت " للبشرواني: 145 نقلا عن روضة الأحباب.
(4) في " ش 1 " و " ش 2 ": كان.
(5) في " ر ": وخلفه.
(6) ما بين القوسين غير موجود في " ر ".
(8) في " ر ": عينه.
(9) في " ش 1 " و " ش 2 ": ولما نزلت.
(10) آل عمران: 61.
وعن عامر بن واثلة، قال: كنت مع علي عليه السلام في البيت يوم الشورى، فسمعت عليا عليه السلام يقول لهم: لأحتجن عليكم بما لا يستطيع عربيكم ولا عجميكم تغير(2) ذلك، ثم قال:
أنشدكم بالله أيها النفر جميعا، أفيكم أحد وحد الله تعالى قبلي؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر الطيار(3) في الجنة مع الملائكة غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد له عم مثل عمي حمزة أسد الله وأسد رسوله سيد الشهداء غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت محمد سيدة نساء أهل الجنة غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله تعالى، هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطي الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال:: فأنشدك بالله، هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت محمد سيدة نساء أهل الجنة غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله تعالى، هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطي الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد ناجى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشر مرات وقدم بين يدي نجواه صدقة غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ليبلغ الشاهد الغايب، غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم ائتني بأحب الخلق إليك وإلى، وأشدهم لك حبا ولي حبا، يأكل معي هذا الطائر، فأتاه فأكل معه غيري؟ قالوا:
____________
(1) صحيح مسلم 7: 120 / كتاب فضائل الصحابة، وسنن الترمذي 5: 301 / كتاب الفضائل، وخصائص النسائي: 48 - 49، والمستدرك 3: 116، وكفاية: 84 - 85، وقال: هكذا رواه مسلم في صحيحه وغيره من الحفاظ.
(2) في " ر ": بغير.
(3) في " ر ": طيار.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله(1) ورسوله، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه،، إذ رجع غيري منهزما، غيري؟(2)، قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبني وليعة: لتنتهن أو لأبعثن إليكم رجلا نفسه كنفسي، طاعة طاعتي ومعصية معصيتي، يفصلكم بالسيف، غيري؟، قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كذب من زعم أنه يحبني ويبغض هذا، غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد سلم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف من الملائكة، منهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، حيث جئت بالماء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من القليب، غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد نودي به من السماء " لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي " غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال له جبرئيل: هذه هي المواساة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنه مني وأنا منه، فقال جبرئيل عليه السلام: وأنا منكما، غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تقابل الناكثين والقاسطين والمارقين على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم، غيري؟(3) قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إني قاتلت على تنزيل القرآن، وتقاتل على تأويل القرآن، غيري؟ قالوا: اللهم لا.
____________
(1) ليس في " ش 2 ".
(2) في " ش 1 " و " ش 2 ": إذا رجع غيري؟.
(3) في " ر ": هل فيكم أحد يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غيري؟.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد أمره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يأخذ براءة من أبي بكر، فقال له أبو بكر: يا رسول الله، أنزل في شئ؟ فقال له: إنه لا يؤدي عني إلا علي، غيري؟ قالوا:
اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق،(2) غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، أتعلمون أنه أمر بسد أبوابكم وفتح بابي، فقلتم في ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما أنا سددت أبوابكم ولا أنا فتحت بابه، بل الله سد أبوابكم وفتح بابه.
غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، أتعلمون أنه ناجاني في يوم الطائف دون الناس فأطال ذلك، فقلتم:
ناجاه دوننا!! فقال: ما أنا انتجيته، بل الله انتجاه، غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: الحق مع علي وعلي مع الحق، يدور الحق مع علي كيفما دار؟(3) قالوا: اللهم نعم.
قال: فأنشدكم بالله، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي، لن تضلوا ما استمسكتم بهما، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض؟ قالوا: اللهم نعم.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد وقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المشركين بنفسه واضطجع في مضجعه غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد بارز عمرو بن ود العامري حيث دعاكم إلى البراز، غيري؟ قالوا: اللهم لا.
____________
(1) في " ش 1 ": أفيكم.
(2) في " ر ": كافر.
(3) في " ر ": يزول الحق مع علي كيفما دار.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال له رسول الله: أنت سيد العرب(3)، غيري؟ قالوا:
اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما سألت الله شيئا إلا سألت لك مثله، غيري؟ قالوا: اللهم لا.(4)
ومنها ما رواه أبو عمر الزاهد، عن ابن عباس، قال: لعلي أربع خصال ليس لأحد من الناس غيره: هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف، وهو الذي صبر معه يوم حنين، وهو الذي غسله وأدخله قبره صلى الله عليهما.(5).
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: مررت ليلة المعراج بقوم تشرشر أشداقهم، فقلت: يا جبرئيل من هؤلاء؟ قال (هؤلاء الذين يقطعون الناس بالغيبة قال: مررت بقوم ضأضؤا فقلت:
يا جبرئيل من هؤلاء؟ قال)(6): هؤلاء الكفار، قال: ثم عدلنا عن ذلك الطريق، فلما انتهينا إلى السماء الرابعة رأيت عليا يصلي، فقلت لجبرئيل: (يا جبرئيل)(7) أهذا علي قد سبقنا؟ قال: لا،
____________
(1) في " ش 1 " و " ش 2 ": نزل فيه.
(2) الأحزاب: 33.
(3) في " ش 1 " و " ش 2 ": المؤمنين.
(4) مناقب الخوارزمي: 303 - 314 / الحديث 314، وأخرجها مناقبه: 299 - 302 / الحديث 296 بلفظ قريب بسنده عن أبي ذر، وانظر مناقب ابن المغازلي: 112 - 118 / الحديث 155، وكفاية الطالب للكنجي الشافعي: 386 - 386 مختصرا، وقال: هكذا رواه الحاكم في كتابه. وتاريخ دمشق لابن عساكر، 3: 91 / الحديث 1132.
(5) مناقب الخوارزمي: 58 / الحديث 26، وشواهد النزيل 1: 117 - 118 / الحديث 128 وتاريخ دمشق 1:
161 / الحديث 202.
(6) ما بين القوسين سقط من " ر ".
(7) ما بين القوسين في " ر " فقط.
وعن ابن عباس، قال إن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم قال ذات يوم وهو نشيط: أنا الفتى ابن الفتى أخو الفتى؟
قال: فقوله " أنا الفتى " يعني هو فتى العرب بإجماع، أي سيدها وقوله " ابن الفتى " يعني إبراهيم الخليل عليه السلام، من قوله عز وجل (قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم)(2)، وقوله " أخو الفتى " يعني عليا عليه السلام، وهو قول جبرئيل عليه السلام في يوم بدر، وقد عرج إلى السماء بالفتح، وهو فرح، وهو يقول: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي(3).
____________
(1) كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 131 - 133 / الباب 26 " في شوق الملائكة والجنة إلى علي عليه السلام واستغفارهم لمحبيه "، بسنه عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مررت ليلة أسري بي إلى السماء، فإذا أنا بملك جالس على منبر من نور والملائكة تحدق به، فقلت: يا جبرئيل من هذا الملك؟ قال: ادن منه وسلم عليه، فدنوت منه وسلمت عليه، فإذا أنا بأخي وابن عمي علي بن أبي طالب، فقلت: يا جبرئيل سبقني علي إلى السماء الرابعة؟! فقال لي يا محمد، لا، ولكن الملائكة شكت حبها لعلي، فخلق الله تعالى هذا الملك من نور على صورة علي، فالملائكة تزوره في كل ليلة جمعة ويوم جمعة سبعين ألف مرة، يسبحون الله ويقدسونه ويهدون ثوابه لمحب علي. ثم قال الحافظ الكنجي: هذا حديث حسن عال لم نكتبه إلا من هذا الوجه، تفرد به يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن أنس وهو ثقة. وروى حديثا وروى حديثا مختصرا آخر عن أنس في شوق الملائكة والجنة إلى علي عليه السلام.
(2) الأنبياء.
(3) روى نداء المنادي ب (لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي):
ابن المغازلي في مناقبه: 197 / الحديث 234 بسنده عن أبي رافع، والقندوزي في ينابيع المودة: 2: 291 / الباب 56 عن أبي رافع، و 2: 166 / الباب 56 عن الباقر عليه السلام، و 1: 434 / الباب 50 عن أبي ذر، و 1: 24 / الباب 15 عن الحسين عليه السلام.
والحمويني في فرائد السمطين 2: 251 / الحديث 194 عن أبي رافع، والخوارزمي في المناقب: 167 / الحديث 200 عن جابر بن عبد الله، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب: 277 - 280، / الباب 69 روى ثمانية أحاديث عن الباقر عليه السلام وحديثا عن جابر بن عبد الله.
ومنها ما نقله صاحب الفردوس في كتابه: عن معاذ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: حب علي بن أبي طالب عليه السلام حسنة لا تضر معها سيئة، وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة.(2)
وعن ابن مسعود، قال: حب آل محمد خير من عبادة سنة، ومن مات عليه دخل الجنة.(3)
وعن أنس، قال: كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ أقبل علي فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنا وهذا حجة الله على خلقه(4).
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: لو اجتمع الناس على حب علي، لم يخلق الله النار.(5)
ومنها ما رواه أبو عبد الله الحافظ الشافعي بإسناده عن أبي برزة، قال: قال
____________
(1) أورده المجلسي في بحار الأنوار 32: 310 بسنده عن ابن عباس، قال: رأيت أبا ذر الغفاري متعلقا بحلقة بيت الله الحرام وهو يقول... الحديث مفصلا.
وروى ابن المغازلي في المناقب: 297 / الحديث 340 بسنده عن جابر بن عبد الله حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و فيه: يا علي لو أن أمتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا، وصلوا حتى يكونوا كالأوتار، وبغضوك لأكبهم الله في النار.
ورواه الكنجي الشافعي في كفاية الطالب: 317 - 318 / الباب 87 بلفظ ابن المغازلي.
(2) الفردوس للديلمي 2: 142 / الحديث 2725.
(3) الفردوس 2: 142 / الحديث 2725.
(3) الفردوس 2: 142 / الحديث 2721.
(4) لم أعثر عليه في الفردوس المطبوع، وقد أخرجه القندوزي في ينابيع المودة 2: 249 / الباب 56 وقال: رواه صاحب الفردوس والإمام أحمد، وابن المغازلي في المناقب: 45 و 167 / الحديث 67 بسنده عن أنس.
ورواه المحب الطبري في ذخائر العقبى: 77 باختلاف في اللفظ، وقال: أخرجه النقاش.
(5) الفردوس 3: 373 / الحديث 5135.
سمعت فقال: إن عليا راية الهدى وإمام الأولياء، ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه أحبني، ومن أبغضه أبغضني، فبشره بذلك! فجاء علي فبشرته، فقال: يا رسول الله! أنا عبد الله في قبضته، فإن يعذبني فبذنوبي، وإن يتم لي الذي بشرتني به فالله أولى به، قال: فقلت: اللهم اجل قلبه، واجعل ربيعة الإيمان! فقال الله عز وجل، فقد فعلت به ذلك. ثم إنه رفع إلي أنه سيخصه من البلاء بشئ لم يخص به أحد من أصحابي، فقلت: يا رب أخي وصاحبي، فقال: إن هذا شئ قد سبق، إنه مبتلى ومبتلى به ورواه صاحب كتاب " حلية الأولياء "(1).
وعن عمار بن ياسر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام، من تولاه فقد تولاني، ومن تولاني فقد تولى الله عز وجل.(2)
وعن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي من سبك فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله، ومن سب الله أكبه على منخريه في النار.(3)
والأخبار الواردة من قبل المخالفين أكثر من أن تحصى، لكن اقتصرنا في هذه المختصر على هذا القدر.
وأما المطاعن في الجماعة:
فقد نقل أتباعهم الجمهور منها شيئا كثيرا، حتى صنف الكلبي كتابا كله في مثالب الصحابة، ولم يذكر فيه منقصة واحدة لأهل البيت عليهم السلام.
____________
(1) حلية الأولياء 1: 66، ومناقب ابن المغازلي: 46 - 47 / الحديث 69، وشرح النهج 9: 167 / الخطبة 154، وينابيع المودة 2: 485 / الباب 59.
(2) الفردوس للديلمي 1: 429 / الحديث 1751، وينابيع المودة 2: 246 / الباب 56، وقال: رواه صاحب الفردوس، ومناقب ابن المغازلي: 230 / الحديث 277 - 279.
(3) مسند أحمد 6: 323 / الحديث 26208 بسنده عن أم سلمة مختصرا، والمستدرك للحاكم 3: 121، والصواعق المحرقة: 123، وذخائر العقبى: 66، وقال: أخرجه أبو عبد الله الحلاني، وقال: وخرج الإمام أحمد منه من حديث أم سلمة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من سب عليا فقد سبني.