الرابع:
إن الله تعالى قادر على نصب إمام معصوم، والحاجة للعالم داعية إليه، ولا مفسدة فيه، فيجب نصبه، وغير علي عليه السلام لم يكن كذلك إجماعا، فتعين أن يكون الإمام هو علي عليه السلام. أما القدرة فظاهرة، وأما الحاجة فظاهرة أيضا، لما بينا من وقوع التنازع بين العالم، وأما انتفاء المفسدة فظاهر أيضا، لأن المفسدة لازمة لعدمه، وأما وجوب نصبه، فلأن عند ثبوت القدرة والداعي وانتفاء الصارف يجب الفعل.
الخامس:
إن الإمام يجب أن يكون أفضل من رعيته، وعلي عليه السلام أفضل أهل زمانه على ما يأتي، فيكون هو الإمام: لقبح تقديم المفضول على الفاضل عقلا ونقلا قال الله تعالى: (أفمن يهدي إلى الحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون)(1).
المنهج الثاني
في الأدلة المأخوذة من القرآن والبراهين الدالة على إمامة علي عليه السلام من الكتاب العزيز، [ وهي ] أربعون برهانا:
الأول:
قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)(2)، وقد أجمعوا على(3) أنها نزلت في علي عليه السلام.
____________
(1) يونس: 35.
(2) المائدة: 55.
(3) ليست في " ش 2 ".
قال أبو ذر: فما استتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى نزل عليه جبرئيل عليه السلام من عند الله تعالى فقال: يا محمد، إقرأ! قال: وما أقرأ؟ قال: إقرأ (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)(5).
ونقل الفقيه ابن المغازلي الواسطي الشافعي عن ابن عباس أن هذه الآية نزلت في
____________
(1) في " ش 1 " رسول الله.
(2) طه: 25 - 32.
(3) القصص: 35.
(4) في " ش 1 ": فأنا أسألك ما سأل، اللهم...
(5) المائدة: 55 وفي " ش 2 ": فأنا سألتك ما سأل، اللهم، تذكرة الخواص: 15، عن تفسير الثعلبي، وانظر شواهد التنزيل 1: 229 - 231 / الحديث 235، رواه عن ابن عباس، وأنس بن مالك، ومحمد بن الحنفية، وعطاء بن السائب، وابن جريج، وعمار بن ياسر، وجابر بن عبد الله، وعلي بن أبي طالب عليه السلام والمقداد بن الأسود الكندي، ونقل أشعار حسان بن ثابت في ذلك. وأسباب النزول: 133 - 134 بسنده عن ابن عباس.
البرهان الثاني:
قوله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك)(3) اتفقوا على نزولها في علي عليه السلام.
روى أبو نعيم الحافظ من الجمهور، بإسناده عن عطية، قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في علي (بن أبي طالب عليه السلام(4).
ومن تفسير الثعلبي، قال: معناه بلغ ما أنزل إليك من ربك في فضل علي، فلما نزلت هذه الآية، أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي، وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه(5) والنبي صلى الله عليه وآله وسلم مولى أبي بكر وعمر وباقي(6) الصحابة الإجماع، فيكون علي عليه السلام مولاهم، فيكون هو الإمام.
ومن تفسير الثعلبي، قال: لما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بغدير خم، نادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد علي عليه السلام، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فشاع ذلك وطار في البلاد وبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري، فأتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ناقته، حتى (أتى الأبطح، فنزل عن ناقته)(7).
فأناخها وعقلها، وأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو في ملأ من أصحابه(8)، فقال: يا محمد! أمرتنا
____________
(1) مناقب ابن المغازلي: 311 / الحديث 354.
(2) في " ش 1 " و " ش 2 ": الأمة.
(3) المائدة: 67.
(4) في (ر) فقط.
(5) شواهد التنزيل 1: 239 / الحديث 240، وتفسير الطبري 6: 198 والدر المنثور 2: 298.
(6) في " ش 1 ": سائر.
(7) ما بين القوسين سقط من " ش 2 ".
(8) في " ر ": الصحابة.
فقال: والذي لا إله إلا هو إنه من أمر(2) الله فولى الحارث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم.
فما وصل إليها حتى رماه الله(3) بحجر، فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله، وأنزل الله تعالى (سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين ليس له دافع)(4) وقد روى هذه الرواية النقاش من علماء الجمهور في تفسيره.
البرهان الثالث:
قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)(5).
روى أبو نعيم، بإسناده إلى أبي سعيد الخدري، قال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا الناس إلى علي في
____________
(1) ي " ش 1 ": خمس صلوات.
(2) ليس في " ش 1 ".
(3) لفظ الجلالة ليس في " ش 1 ".
(4) المعارج: 1 - 2.
تذكرة الخواص: 30 و 31 عن تفسيره الثعلبي، وانظر الفصول المهمة: 42، وينابيع المودة 2: 369 - 370 / باب 58.
وأخرجه الحاكم الحسكاني في شواهده 2: 381 - 385 / الحديث 1031 - 1034 عن علي عليه السلام، وعلي بن الحسين عليه السلام، ومحمد بن علي عليه السلام، وحذيفة بن اليمان، وأبي هريرة.
وقال في الحديث 1032: وفي الباب عن حذيفة وسعد بن أبي وقاص، وأبي هريرة وابن عباس.
(5) المائدة:
البرهان الرابع:
قوله تعالى: (والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى)(4).
روى الفقيه علي بن المغازلي الشافعي، بإسناده عن ابن عباس، قال كنت جالسا مع فتية من بني هاشم عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إذ انقض كوكب، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من انقض هذا النجم في منزله فهو الوصي من بعدي! فقام فتية من بني هاشم فنظروا الكوكب قد انقض في منزل علي بن أبي طالب عليه السلام قالوا(5) يا رسول الله قد غويت في حب علي! فأنزل الله تعالى
____________
(1) في " ش 1 ": فكنس فقام فدعا.
(2) في " ش 1 ": لعلي بن أبي طالب.
(3) هو من الأحاديث المتواترة بين الخاصة والعامة، رواه المحدثون وعلماء السير في مصنفاتهم بألفاظ مختلفة، انظر:
مسند أحمد 1: 84 / الحديث 642، و 4: 281 / الحديث 18011، و 4: 368 / الحديث 18793.
رواه كذلك ابن ماجة في سننه 1: 55، والهيثمي في مجمع الزوائد 9: 104 - 108، روى ما يقارب اثنين و عشرين حديثا بأسانيد مختلفة، والحاكم في المستدرك 3: 109 و 110، والخوارزمي في مناقبه: 135 - 136 / الحديث 152، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص: 29 - 30، ثم قال: اتفق علماء السير على أن قصة الغدير كانت بعد رجوع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع في الثامن عشر من ذي الحجة، جمع الصحابة وكانوا مائة وعشرين ألفا، وقال " من كنت مولاه فعلي مولاه "... الحديث، نص صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك بصريح العبارة دون التلويح والإشارة (4) النجم: 1 - 2.
(5) في " ر ": قال.
البرهان الخامس:
قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)(2) روى أحمد بن حنبل في (مسنده عن)(3) واثلة بن الأسقع، قال: طلبت علينا عليه السلام في منزله، فقالت فاطمة: ذهب (يأتي برسول)(4) الله صلى الله عليه وآله وسلم، فجاءا جميعا، فدخلا ودخلت معهما، فأجلس عليا عن يساره، وفاطمة عن يمينه، والحسن والحسين بين يديه، ثم التفع عليهم ثوبه(5) وقال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت، اللهم إن(6) هؤلاء أهلي، اللهم هؤلاء أحق.
وعن أم سلمة، قالت: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان في بيتها فأتته فاطمة ببرنة(7) فيها حريرة فدخلت(8) بها عليه، قال: ادعي لي زوجك وابنيك، قالت: فجاء علي وحسن وحسين عليهم السلام، فدخلوا فجلسوا يأكلون من تلك الحريرة، وهو وهم على منام له على دكان تحته كساء خيبري، قالت: وأنا في الحجرة أصلي، فأنزل الله تعالى هذه الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)(9)، قالت: فأخذ فضل الكساء وكساهم به،
____________
(1) مناقب ابن المغازلي: 266 / الحديث 313 و 310 / الحديث 353.
(2) الأحزاب: 33.
(3) ما بين القوسين سقط من " ش 1).
(4) في " ش 2): إلى رسول.
(5) في " ش 1 ": ثوبا، وفي " ش 2 ": بثوبه.
(6) ليس في " ش 1 ".
(7) في " ش 1 " و " ش 2 ": ببرمة.
(8) في " ر ": فأدخلت.
(9) الأحزاب: 33.
وفي هذه الآية دلالة على العصمة، مع التأكيد بلفظ (إنما)، وبإدخال اللام في الخبر، والاختصاص في الخطاب بقوله: (أهل البيت)، والتكرير بقوله: (يطهركم والتأكيد بقوله: (تطهيرا)، وغيرهم ليس بمعصوم، فتكون الإمامة) في علي عليه السلام.
ولأنه ادعاها في عدة من أقواله، كقوله: " والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة (وهو يعلم)(2) أن محلي منها محل القطب من الرحي(3) وقد ثبت نفي الرجس عنه، فيكون صادقا، فيكون هو الإمام.
البرهان السادس:
قوله تعالى (في بيوت أذن الله أن ترفع)(4) الآية.
قال الثعلبي بإسناده عن أنس بن مالك وبريدة، قالا: قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية، فقام رجل، فقال: أي بيوت هذه يا رسول؟ فقال: بيوت الأنبياء، فقام إليه أبو بكر، فقال:
يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هذا البيت منها؟ يعني بيت علي وفاطمة.
قال: نعم، من أفاضلها(5).
____________
(1) ما بين القوسين في " ر " فقط، مسند أحمد 6: 292 / الحديث 25969.
(2) في " ش 1 " و " ش 2 ": وإنه ليعلم.
(3) شرح النهج لابن أبي الحديد 1: 63.
(4) النور: 36.
(5) خصائص الوحي المبين: 79 / الفصل 4، والعمدة لابن البطريق: 291 / الحديث 478، عن الثعلبي، وانظر " ما روته العامة من مناقب أهل البيت " للشرواني: 93 - 94.
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهده 1: 533 / الحديث 567 عن أنس وبرية، وفي 1: 532 / الحديث 566 أبي برزة، ورواه السيوطي في الدر المنثور 6: 203، وقال: أخرجه ابن مردويه.
البرهان السابع:
قوله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)(1).
روى أحمد في مسنده، عن ابن عباس، قال: لما نزل (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) قالوا: يا رسول الله، من قربتك الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: علي وفاطمة وابنهما عليهم السلام(2)، وكذا في تفسير الثعلبي، ونحوه في الصحيحين.
وغير علي عليه السلام من الصحابة الثلاثة لا تجب مودته، فيكون علي عليه السلام أفضل، فيكون هو الإمام، لأن مخالفته تنافي المودة، وامتثال أوامره يكون مودة، فيكون واجب الطاعة، وهو(3) معنى الإمامة.
البرهان الثامن:
قوله تعالى: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله)(4).
قال الثعلبي: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما أراد الهجرة، خلف علي بن أبي طالب عليه السلام لقضاء
____________
(1) الشورى: 23.
(2) لم أعثر عليه في المسند. وقد خرجه في كتاب المناقب، وخرجه عنه محب الدين الطبري في ذخائر العقبي: 24، وابن حجر في الصواعق المحرقة: 101، وانظر: شواهد التنزيل 2: 189 - 196 / الأحاديث 822 - 828، والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 29 عن البغوي في تفسيره، ومناقب ابن المغازلي: 307 - 309، ومجمع الزوائد 7: 103، 9: 134 و 168، وتفسير الكشاف: 4: 219، ذيل الآية، وتفسير الدر المنثور 6: 7 ذيل الآية عن ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه.
ثم قال: وأخرج البخاري عن أبي بكر الصديق، قال: ارقبوا محمدا محمدا صلى الله عليه [ وآله ] وسلم في أهل بيته!!
(3) في " ش 1 ": وهي.
(4) البقرة: 207.
(وقال ابن عباس: إنها نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام(2) لما هرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم من المشركين إلى الغار.(3)
وهذه فضيلة لم تحصل لغيره تدل على أفضليته على جميع الصحابة، فيكون هو الإمام.
البرهان التاسع:
قوله تعالى: (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين)(4).
____________
(1) ما بين القوسين والآية التي تسبقه سقط من " ش 2 ".
(3) تذكرة الخواص: 35 عن تفسير الثعلبي، وكفاية الطالب: 239 / باب 62، وينابيع المودة 1: 274 / باب 21.
وانظر شواهد التنزيل 1: 123 - 131 / الأحاديث 133 - 142، ومسند أحمد 1: 330 / الحديث 3052، وتفسير الطبري 9: 140، ومستدرك الحاكم 3: 4، ومناقب الخوارزمي: 127 / فصل 12 - الحديث 141.
(4) آل عمران: 61.
وأيضا لو كان غير هؤلاء مساويا لهمه أو أفضل منهم في استجابة الدعاء، لأمره الله تعالى بأخذهم معه، لأنه في موضع الحاجة، وإذا كانوا هم الأفضل تعينت الإمامة فيهم.
وهل تخفى دلالية هذه الآية على المطلوب إلا على من استحوذ(3) الشيطان عليه وأخذ بمجامع قلبه، وخيل له حب الدنيا التي لا ينالها إلا بمنع أهل الحق عن حقهم.
البرهان العاشر:
قوله تعالى: (فتلقى آدم من ربه كلمات)(4).
روى الفقيه ابن المغازلي الشافعي، بإسناده عن ابن عباس، قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الكلمات التي تلقها آدم من ربه فتاب عليه، قال: سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت على! فتاب عليه.(5).
وهذه فضيلة لم يلحقه أحد من الصحابة فيها، فيكون هو الإمام لمساواته النبي صلى الله عليه وآله وسلم في التوسل به إلى الله تعالى.
____________
(1) في " ش 1 ": أمير المؤمنين عليه السلام.
(2) في " ش ر " و " ش 2 ": فيبقى.
(3) في " ر " استحكم.
(4) البقرة: 37.
(5) مناقب ابن المغازلي: 63 / الحديث 89، وعنه: ينابيع المودة 1: 288 / الحديث 4، وانظر تفسير الدر المنثور 1:
60 - 61 ذيل الآية عن ابن النجار.
البرهان الحادي عشر:
قوله تعالى: (إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي)(1).
روى الفقيه ابن المغازلي الشافعي، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
انتهت الدعوة إلي وإلى علي، لم يسجد أحدنا لصنم قط، فاتخذني نبيا واتخذ عليا وصيا.(2)
وهذا نص في الباب.
البرهان الثاني عشر:
قوله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)(3).
روى الحافظ أبو نعيم، بإسناده إلى ابن عباس، قال: نزلت في علي عليه السلام قال: والود محبته في قلوب المؤمنين.
وعن تفسير الثعلبي: عن البراء بن عازب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي بن أبي طالب عليه السلام: يا علي: قل: اللهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي في صدور المؤمنين(4) مودة! فأنزل الله تعالى (الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)(5)
____________
(1) البقرة: 124.
(2) مناقب ابن المغازلي: 276 / الحديث 322، وعنه في ينابيع المودة 1: 288 / باب 24.
(3) مريم: 96.
(4) في " ش 1 ": المسلمين.
(5) تذكرة الخ: 16 - 17، عن تفسير الثعلبي، وانظر الغدير 2: 55 - 56.
ورواه ابن المغازلي في المناقب: 327 / الحديث 374 عن البراء، وفي ص 328 / الحديث 375 عن ابن عباس، وأخرجه محب الدين الطبري في ذخائر العقبى: 89 عن ابن الحنفية، وقال: أخرجه الحافظ السلفي.
وأخرجه القندوزي في ينابيع المودة 2: 360 / الباب 58 عن جواهر العقدي، و 2: 456 / الباب 59 عن الصواعق المحرقة.
ورواه الزمخشري في الكشاف 3: 47 ذيل الآية، والسيوطي في الدر المنثور 4: 287 ذيل الآية، وقال: وأخرج ابن مردويه والديلمي عن البراء قال:... الحديث. ثم قال: وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس، قال:
نزلت في علي بن أبي طالب (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)، قال: محبة في قلوب المؤمنين.
البرهان الثالث عشر:
قوله تعالى: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد)(1).
من كتاب الفردوس، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا المنذر وعلي الهادي، وبك يا علي يهتدي المهتدون(2) ونحوه رواه أبو نعيم، وهو صريح في ثبوت الولاية والإمامة.
البرهان الرابع عشر:
قوله تعالى: (وقفوهم إنهم مسؤولون)(3).
____________
(1) الرعد: 7.
(2) لم أقف عليه في الفردوس، وقد أخرجه عن الفردوس: القندوزي في ينابيع المودة: 246 - 247 / الباب 56، والسيوطي في الدر المنثور: 4: 45 ذيل الآية، وقال: وأخرج ابن جرير وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة والديلمي وابن عساكر وابن النجار، قال:... الحديث.
وأخرجه كذلك عن ابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي، وعن ابن مردويه والضياء في المختارة عن بن عباس، وعن عبد الله بن أحمد في زوائد المسند، وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط والحاكم وصححه وابن مردويه وابن عساكر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ورواه الحاكم في المستدرك 3: 129، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب: 232 - 233 / الباب 62، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة: 123 / فصل " في ذكر مناقبه الحسنة "، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل 1: 381 - 395 / الأحاديث 398 - 416 بأسانيد مختلفة، عن ابن عباس، وأبي هريرة، وأبي برزة الأسلمي، وعمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة، وعلي بن أبي طالب عليه السلام، والزرقاء الكوفية، ومجاهد.
(3) الصافات: 24.
(وقفوهم إنهم مسؤولون)، قال: عن ولاية علي بن أبي طالب(2) وكذا في كتاب الفردوس عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (3).
وإذا سئلوا عن الولاية، وجب أن تكون ثابتة له ولم يثبت لغيره من الصحابة ذلك، فيكون أفضل، فيكون هو الإمام.
البرهان الخامس عشر:
قوله تعالى: (لتعرفنهم في لحن القول)(4).
روى أبو نعيم الحافظ، بإسناده عن أبي سعيد الخدري في قوله تعالى: (ولتعرفنهم في لحن القول) قال: ببغضهم عليا(5)، ولم يثبت لغيره من الصحابة ذلك، فيكون أفضل منهم،
____________
(1) في " ش 1 ": الثعلبي.
(2) ينابيع المودة 1: 334 / الحديث 12، وأخرجه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل 2: 162 و 163 / الحديثان 789 و 790 عن ابن عباس، ورواه عن أبي سعيد ومندل العنزي وأبي جعفر.
وأخرجه الكنجي الشافعي في كفاية الطالب: 247 عن ابن جرير الطبري والخوارزمي في المناقب: 2759 الحديث 256 في تفسيره الآية، وابن حجر في الصواعق المحرقة: 149 / الباب 11 - الفصل الأول.
(3) عنه: ينابيع المودة 1: 334 / الحديث 11.
(4) محمد: 30.
(5) أخرجه ابن المغازلي في المناقب: 315 / الحديث 359، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب: 235 / الباب 62، والسيوطي في الدر المنثور 6: 66 عن أبي سعيد الخدري.
وقال السيوطي: عن ابن مسعود، قال: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا ببغضهم علي بن أبي طالب، وأخرج الطبراني في معجمه الأوسط 3: 76 / الحديث 2147 بسنده عن جابر بن عبد الله، قال: ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغضهم عليا (رض). وأخرج في 3: 89 / الحديث 2177 عن عمران بن الحصين أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق.
وأخرج الديلمي في الفردوس 5: 319 - 320 / الحديث 8313 عن علي مرفوعا، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليهم السلام يا علي لا يبغضك من الرجال إلا منافق ومن حملته أمه وهي حائض، ولا يبغضك من النساء إلا السلقلق.
وأخرج في 5: 316 / الحديث 8303 عن معاوية بن حيدة مرفوعا: يا علي ما كنت أبالي من مات من أمتي و هو يبغضك، مات يهوديا أو نصرانيا.
وفي: 5: 330 / الحديث 8339 عن بهز بن حكيم مرفوعا كما في الحديث السابق باختلاف يسير. وأخرج المتقي الهندي في كنزل العمال: 11 / الحديث 33026 عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي: لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق! وأخرج بلفظ قريب في: 11 / الحديث 33027.
البرهان السادس عشر:
قوله تعال ى: (والسابقون السابقون أولئك المقربون)(1).
روى أبو نعيم الحافظ، عن ابن عباس، قال في هذه الآية: سابق هذه الأمة علي بن أبي طالب(2).
وروى الفقيه ابن المغازلي الشافعي عن مجاهد، عن ابن عباس، في قوله: (والسابقون السابقون) قال: سبق يوشع بن نون إلى موسى،(3) و (صاحب يس)(4) إلى عيسى، وسبق علي إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم(5).
____________
(1) الواقعة: 10 و 11.
(2) شواهد التنزيل 2: 296 / الحديث 929.
(3) في " ر " بزيادة: (وسبق موسى إلى فرعون). ولم تردد هذه الزيادة في مناقب ابن المغازلي ولا في باقي النسخ الخطية للمنهاج.
(4) في " ش " و " ش 2 ": وسبق شمعون.
(5) مناقب ابن المغازلي: 320 / الحديث 365. وأخرجه الخوارزمي في المناقب: 55 / الحديث 20، والحاكم الحسكاني في شواهده 2: 291 - 294 / الأحاديث 924 - 927، والقندوزي في الينابيع 1: 192 / الباب 12، و 1: 346 / الباب 38، و 3: 367 / الباب 90.
وأخرجه الديلمي في الفردوس 2: 421 / الحديث 3866 عن علي بن داود بن بلال بن أجنحة مرفوعا:
الصديقون ثلاثة: حبيب النجار، وحزقيل مؤمن آل فرعون، وعلي وهو أفضلهم.
البرهان السابع عشر:
قوله تعالى: (الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله)(1)... الآيات.
روى رزين بن معاوية في " الجمع بين الصحاح الستة " أنها نزلت في علي عليه السلام لما افتخر طلحة بن شيبة والعباس(2).
وهذه فضيلة لم تحصل لغيره من الصحابة، فيكون أفضل، فيكون هو الإمام.
البرهان الثامن عشر:
قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول)(3)... الآية.
من طريق الحافظ أبي نعيم، إلى ابن عباس، قال: إن الله حرم كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا بتقديم الصدقة، وبخلوا أن يتصدقوا قبل كلامه، وتصدق علي عليه السلام، ولم يفعل ذلك أحد من المسلمين غيره!(4).
____________
(1) التوبة: 20.
(2) الجمع بين الصحاح الستة للعبدري، وعنه: الصراط المستقيم: 1: 233، وأخرجه الطبري في تفسيره 10:
68، والنيسابوري في أسباب النزول: 164، والفخر الرازي في التفسير الكبير 16: 10، وابن الصباغ في الفصول المهمة: 124 - 125 / الفصل الأول " في ذكر مناقبه الحسنة ".
(3) المجادلة: 12.
(4) شواهد التنزيل 2: 322 / الحديث 964 بسنده عن ابن عباس، ورواه في 2: 311 - 324 / الأحاديث 949.
- 963، والحديثان 965 و 966 عن مجاهد وعلي عليه السلام وأبي أيوب الأنصاري.
ورواه النيسابوري في أسباب النزول: 276، والنسائي في الخصاص: 39، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب:
135، والترمذي في صحيحه 5: 303 / الحديث 3810، والخوارزمي في مناقبه: 277 / الحديث 261، وابن المغازلي في مناقبه: 325 / و 326 / الحديثان 372 و 373، والسيوطي في الدر المنثور 6: 185.