دلائل الإمامة
[فاطمة الزهراء (عليها السلام)]
[مسندها]
1 / 1 - أخبرنا (1) القاضي أبو بكر محمد بن عمر الجعابي، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن العباس بن محمد بن أبي محمد يحيى بن المبارك اليزيدي، قال: حدثنا الخليل بن أسد أبو الأسود النوشجاني، قال: حدثنا رويم بن يزيد المنقري، قال: حدثنا سوار بن مصعب الهمداني، عن عمرو بن قيس، عن سلمة بن كهيل، عن شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود، قال:
جاء رجل إلى فاطمة (عليها السلام) فقال: يا ابنة رسول الله، هل ترك رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندك شيئا: تطرفينيه (2).
فقالت: يا جارية، هات تلك الحريرة.
____________
(1) (أخبرنا) ليس في " ع "، وقد سقطت هنا الواسطة بين الطبري والجعابي، ولعله: أبو طاهر عبد الله بن أحمد الخازن، كما سيأتي في الحديث (25) من دلائل الإمام زين العابدين (عليه السلام) والحديث (32) من دلائل الإمام صاحب الزمان (عليه السلام).
(2) في " م، ع ": فطوقنيه. تطرفينيه: أي تتحفيني به. " انظر المعجم الوسيط - طرف - 2: 555 ".
فطلبتها فإذا هي قد قممتها (1) في قمامتها، فإذا فيها:
قال محمد النبي (صلى الله عليه وآله): " ليس من المؤمنين من لم يأمن جاره بوائقه (2).
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو يسكت.
إن الله يحب الخير (3) الحليم المتعفف، ويبغض الفاحش الضنين السئآل الملحف.
إن الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة، وإن الفحش من البذاء، والبذاء في النار " (4).
2 / 2 - وحدثني أبو الحسين محمد بن هارون التلعكبري، قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى، قال: حدثنا أحمد بن محمد، [عن أبيه، عن محمد بن أحمد] (5) قال: حدثنا أبو عبد الله الرازي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن روح بن صالح، عن هارون بن خارجة، رفعه، عن فاطمة (عليها السلام)، قالت:
أصاب الناس زلزلة على عهد أبي بكر، ففزع الناس إلى أبي بكر وعمر، فوجدوهما قد خرجا فزعين إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فتبعهما الناس حتى انتهوا إلى باب علي (عليه السلام) فخرج إليهم علي (عليه السلام) غير مكترث لما هم فيه، فمضى واتبعه الناس، حتى انتهى إلى تلعة (6)، فقعد عليها وقعدوا حوله، وهم ينظرون
____________
(1) قم الشئ: كنسه، والقمامة: الكناسة " لسان العرب - قمم - 12: 493 ".
(2) أي غوائله وشره، أو ظلمه وغشمه " لسان العرب - بوق - 10: 30 ".
(3) في " ع ": الخبير.
(4) روى قطعة منه في الزهد: 6 / 10 و: 10 / 20 والكافي 2: 489 / 6 والبخاري في صحيحه 8: 19 / 48 ومسلم في صحيحه 1: 68 / 75 و 77 والبغوي في مصابيح السنة 3: 169 نحوه.
(5) (قال: حدثنا أحمد بن محمد) ليس في " ع "، وما بين المعقوفتين أضفناه من علل الشرائع، ورجال الشيخ:
520 / 28 ومعجم رجال الحديث 2: 323 و 327 و 14: 273 و 15: 26 و 52.
(6) التلعة: أرض مرتفعة غليظة " العين - تلع - 2: 71 ".
فقال لهم علي (عليه السلام): كأنكم قد هالكم ما ترون؟
قالوا: وكيف لا يهولنا ولم نر مثلها قط؟
قالت (عليها السلام): فحرك شفتيه، ثم ضرب الأرض بيده، ثم قال: مالك؟ اسكني.
فسكنت، فعجبوا من ذلك أكثر من تعجبهم أولا حيث خرج إليهم. قال لهم: إنكم قد عجبتم من صنيعي؟! قالوا: نعم.
قال: أنا الرجل الذي قال الله عز وجل: * (إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها * وقال الإنسان ما لها) * فأنا الإنسان الذي أقول لها:
ما لها * (يومئذ تحدث أخبارها) * (1) إياي تحدث (2).
3 / 3 - وحدثني القاضي أبو الفرج المعافى، قال: حدثنا إسحاق بن محمد، قال:
حدثنا أحمد بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم [بن موسى] بن جعفر بن محمد، عن عمي أبيه: الحسين وعلي ابني موسى، عن أبيه عن جعفر، عن أبيه محمد، عن أبيه علي بن الحسين (3)، عن الحسين بن علي عليهم السلام، قال: حدثتني فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليهم) قالت: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا أبشرك؟! إذا أراد الله أن يتحف زوجة وليه في الجنة بعث إليك، تبعثين إليها من حليك (4).
4 / 4 - وحدثني أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن حبيب، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان، قال: حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا بن يحيى بن عاصم بن زفر البصري، قال: حدثنا عثمان بن عمرو الدباغ، قال: حدثنا محمد بن القاسم الأسدي، قال: حدثنا أبو الجارود، قال: حدثنا
____________
(1) الزلزلة 99: 1 - 4.
(2) علل الشرائع: 556 / 8، مناقب ابن شهرآشوب 2: 324 " قطعه ".
(3) في " ع، م " محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عمه زيد (ع: يزيد) بن علي، عن أبيهما، عن علي بن الحسين، ولا يخلو من سقط وتصحيف، وصححناه وفقا للحديث السابع، ومعجم رجال الحديث 15: 93 و 107.
(4) البحار 43: 80.
5 / 5 - وعنه، قال: حدثنا أبو بكر بن شاذان، قال: حدثنا أبو سعيد البصري، قال: حدثنا عثمان بن عبد الله أبو عمر الطحان، قال: حدثنا سعيد بن سالم، قال:
حدثنا عبيد بن الطفيل، عن ربعي بن حراش، عن فاطمة ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنها دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فبسط ثوبا فقال: اجلسي عليه.
ثم دخل الحسن (عليه السلام) فقال: اجلس معها.
ثم دخل الحسين (عليه السلام) فقال: اجلس معهما.
ثم دخل علي (عليه السلام) فقال: اجلس معهم.
ثم أخذ بمجامع الثوب فضمه علينا، ثم قال:
اللهم هم مني وأنا منهم، اللهم ارض عنهم كما إني عنهم راض.(3)
6 / 6 - وأخبرني القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري، قال:
حدثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن عباد بن حاتم التمار بالبصرة، قال: حدثنا إبراهيم بن فهد بن حكيم، قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال: حدثنا إبراهيم بن الحسن الرافعي (4)، عن أبيه، عن زينب بنت أبي رافع، عن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنها أتت رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالحسن والحسين (عليهما السلام)
____________
(1) في " ط، ع، م ": أبو الحجابي، تصحيف صوابه ما في المتن، وهو أبو الحجاف داود بن أبي عوف، روى هذا الحديث عن محمد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي، عن زينب، انظر مسند أبي يعلى 12:
116 / 11. وروى عنه أبو الجارود زياد بن المنذر، انظر تهذيب الكمال 8: 435.
(2) كشف الغمة 1: 137.
(3) رواه أبو بكر الهيثمي في مجمع الزوائد 9: 169 من طريق الطبراني في الأوسط، وأخرجه في منتخب كنز العمال المطبوع بهامش مسند أحمد 5: 96 نحوه، ينابيع المودة: 259.
(4) هذه النسبة إلى الجد، فهو: إبراهيم بن علي بن الحسن بن علي بن أبي رافع الرافعي المدني، روى عن أبيه، وروى عنه يعقوب بن حميد، انظر رجال الشيخ الطوسي: 146 / 65، وتهذيب الكمال 2: 155.
قال: أما الحسن فله هيبتي وسؤددي، وأما الحسين فله جرأتي وجودي (1).
7 / 7 - وحدثنا القاضي أبو الفرج المعافى، قال: حدثنا إسحاق بن محمد بن علي أبو أحمد الكوفي، قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ، صاحب الكسائي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر، قال: حدثني عما أبي: الحسين وعلي ابنا موسى، عن أبيهما، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي ابن الحسين، عن أبيه، عن علي، عن فاطمة (عليهم السلام) قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
يا حبيبة أبيها، كل مسكر حرام، وكل مسكر خمر (2).
8 / 8 - وأخبرني القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري، قال:
أخبرنا أبو الحسين زيد بن محمد بن جعفر الكوفي قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحكم الحبري قراءة عليه، قال: أخبرنا إسماعيل بن صبيح، قال: حدثنا يحيى بن مساور، عن علي بن الحزور، عن القاسم بن (3) أبي سعيد الخدري، رفع الحديث إلى فاطمة (عليها السلام) قالت: أتيت النبي (صلى الله عليه وآله) فقلت: السلام عليك يا أبه. فقال: وعليك السلام يا بنية.
قالت: فقلت: والله، ما أصبح - يا نبي الله - في بيت علي حبة طعام، ولا دخل بين شفتيه طعام منذ خمس، ولا أصبحت له ثاغية ولا راغية (4)، ولا أصبح في بيته سفة
____________
(1) الخصال: 77 / 122، إرشاد المفيد: 187، ألقاب الرسول وعترته: 247 نحوه، روضة الواعظين: 156، إعلام الورى: 211، أسد الغابة 5: 467، كشف الغمة 1: 516، المستجاد من كتاب الارشاد: 432، (2) الكافي 6: 408 / 3، كنز العمال 5: 511 / 14762 عن ابن عمر " نحوه ".
(3) (بن) ليس في " ع "، وفي أمالي الصدوق لم يذكر (الخدري) وفي أمالي الطوسي: عن القاسم، عن أبي سعد، ولعله القاسم بن عوف الشيباني الذي يروي عنه ابن الحزور، ويروي هو عن جماعة من الصحابة والتابعين. انظر تهذيب التهذيب 7: 296 و 8: 326.
(4) الثاغية: الشاة والراغية: الناقة، أي ما له شئ، وهو مثل. انظر مجمع الأمثال 2: 284 والمستقصى في أمثال العرب 2: 330.
فقال لها: ادني مني. فدنت منه، فقال لها: أدخلي يدك بين ظهري وثوبي. فإذا هي بحجر بين كتفي النبي (صلى الله عليه وآله) مربوط بعمامته إلى صدره، فصاحت فاطمة (عليها السلام) صيحة شديدة، وقال: ما أوقدت في بيوت (2) آل محمد نار منذ شهر.
ثم قال (صلى الله عليه وآله): أتدرين ما منزلة علي؟ كفاني أمري وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وضرب بين يدي بالسيف وهو ابن ست عشرة سنة، وقتل الأبطال وهو ابن تسع عشرة سنة، وفرج همومي وهو ابن عشرين سنة، ورفع باب خيبر وهو ابن عشرين سنة (3) وكان لا (4) يرفعه خمسون رجلا.
فأشرق لون فاطمة، ولم تقر قدماها مكانها حتى أتت عليا، فإذا البيت قد أنار لنور (5) وجهها، فقال لها علي (عليه السلام): يا ابنة محمد، لقد خرجت من عندي ووجهك على غير هذه الحال!
فقالت: إن النبي حدثني بفضلك، فما تمالكت حتى جئتك.
فقال لها: كيف لو حدثك (6) بكل فضلي؟! (7)
9 / 9 - وحدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن محمد بن معقل العجلي القرميسيني، قال: حدثني محمد بن الحسن بن بنت إلياس، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا علي بن موسى الرضا (8)، قال: حدثني موسى بن جعفر، عن أبيه
____________
(1) السفة: ما ينسج من الخوص كالزبيل. والهفة: السحاب الذي لا ماء فيه. أي لا مشروب في بيتك ولا مأكول، النهاية 5: 267.
(2) (بيوت) ليس في " م، ع ".
(3) في " ط ": نيف وعشرين.
(4) (لا) ليس في " م ".
(5) في " ط ": بنور.
(6) في " م، ع ": ولو حدثتك.
(7) أمالي الصدوق: 326 / 13 وأمالي الطوسي 2: 54 قطعة منه.
(8) (قال حدثني محمد بن الحسن... الرضا) ليس في " ط، م "، انظر رجال النجاشي: 39، معجم رجال الحديث 5: 34.
إياك والبخل، فإنه عاهة لا تكون في كريم، إياك والبخل فإنه شجرة في النار، وأغصانها في الدنيا، فمن تعلق بغصن من أغصانها أدخله النار، والسخاء شجرة في الجنة، وأغصانها في الدنيا (1) فمن تعلق بغصن من أغصانها أدخله الجنة (2).
10 / 10 - وحدثنا أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، قال:
أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، قال: حدثنا أبو سعيد أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أبو العباس عبد الرحمان بن محمد بن حماد، قال: حدثنا أبو سعيد يحيى بن حكيم، قال: حدثنا أبو قتيبة (3)، قال: حدثنا الأصبغ بن زيد، عن سعيد بن راشد (4)، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن فاطمة بنت النبي (صلى الله عليه وآله)، قالت: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول:
إن في الجمعة لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله عز وجل فيها خيرا إلا أعطاه إياه.
قالت: فقلت: يا رسول الله، أي ساعة هي؟
قال: إذا تدلى نصف عين الشمس للغروب.
قال: وكانت فاطمة (عليها السلام) تقول لغلامها: اصعد على السطح، فإن رأيت نصف عين الشمس قد تدلى للغروب فأعلمني حتى أدعو (5).
____________
(1) (وأغصانها في الدنيا) ليس في " ع، م ".
(2) قرب الإسناد: 55 " نحوه ".
(3) هو سلم بن قتيبة الشعيري، روى عن الأصبغ بن زيد بن علي الجهني، وروى عنه أبو سعيد يحيى بن حكيم المقومي، انظر تهذيب الكمال 3: 301 و 11: 232.
(4) في " ط، م، ع " نافع، وفي المعاني: رافع.
وما في المتن هو الصواب، روى عنه الأصبغ، انظر تهذيب الكمال 3: 301، وأشار لهذا الحديث في لسان الميزان 3: 28 عن مسند إسحاق.
(5) معاني الأخبار: 399 / 59.
لما أدخلنا الحبس قال علي بن الحسن: اللهم إن كان هذا من سخط منك علينا فاشدد حتى ترضى.
فقال له عبد الله بن الحسن: ما هذا، يرحمك الله؟!
ثم حدثنا عبد الله، عن فاطمة الصغرى، عن أبيها (3)، عن جدتها فاطمة الكبرى بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قالت: قال لي رسول الله:
يدفن من ولدي سبعة بشاطئ الفرات، لم يسبقهم الأولون، ولم يدركهم الآخرون.
فقلت: نحن ثمانية! قال: هكذا سمعت.
قال: فلما فتحوا الباب وجدوهم موتى، وأصابوني وبي رمق، فسقوني ماء وأخرجوني فعشت (4).
12 / 12 - حدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثني أبو عبد الله جعفر ابن محمد بن جعفر العلوي الحسني، قال: حدثني موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن
____________
(1) (أبي) ليس في المقاتل.
(2) زاد في " ط، م ": أبي، والصواب ما في المتن، ترجم له في الجرح والتعديل 6: 43 وذكر روايته عن يحيى بن عبد الله بن الحسن، ورواية ابن أبي ليلى عنه.
(3) (عن أبيها) ليس في " ع ".
(4) مقاتل الطالبيين: 131.
قلت: أجل يا أبه، لهذا والله، أحب إلي من الدنيا وما فيها. قال: تقولين:
يا الله، يا أعز مذكور وأقدمه قدما في العزة والجبروت، يا الله، يا رحيم كل مسترحم، ومفزع كل ملهوف، يا الله، يا راحم كل حزين يشكو بثه وحزنه إليه، يا الله، يا خير من طلب المعروف منه وأسرعه إعطاء، يا الله، يا من تخاف الملائكة المتوقدة بالنور منه، أسألك بالأسماء التي يدعوك بها حملة عرشك ومن حول عرشك، يسبحون بها شفقة من خوف عذابك، وبالأسماء التي يدعوك بها جبرئيل وميكائيل وإسرافيل إلا أجبتني وكشفت يا إلهي كربتي، وسترت ذنوبي.
يا من يأمر بالصيحة في خلقه فإذا هم بالساهرة [يحشرون] (2)، أسألك بذلك الاسم الذي تحيي به العظام وهي رميم، أن تحيي قلبي، وتشرح صدري، وتصلح شأني.
يا من خص نفسه بالبقاء، وخلق لبريته الموت والحياة، يا من فعله قول، وقوله أمر، وأمره ماض على ما يشاء.
أسألك بالاسم الذي دعاك به خليلك حين القي في النار، فاستجبت له وقلت:
* (يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم) * (3) وبالاسم الذي دعاك به موسى من جانب الطور الأيمن فاستجبت له دعاءه.
وبالاسم الذي كشفت به عن أيوب الضر، وتبت به على داود، وسخرت به
____________
(1) لا يحيك: لا يؤثر " النهاية 1: 470 ".
(2) ما بين المعقوفتين من مهج الدعوات.
والساهرة: أرض يجددها الله يوم القيامة. " لسان العرب - سهر - 4: 383 ".
(3) الأنبياء 21: 69.
وبالاسم الذي وهبت به لزكريا يحيى، وخلقت عيسى من روح القدس من غير أب (1).
وبالاسم الذي خلقت به العرش والكرسي.
وبالاسم الذي خلقت به الروحانيين.
وبالاسم الذي خلقت به الجن والإنس.
وبالاسم الذي خلقت به جميع الخلق وجميع ما أردت من شئ.
وبالاسم الذي قدرت به على كل شئ.
أسألك بهذه الأسماء لما أعطيتني سؤلي (2)، وقضيت بها حوائجي.
فإنه يقال لك: يا فاطمة، نعم نعم (3).
13 / 13 - وحدثني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، قال: حدثنا علي بن محمد بن الحسن القزويني، المعروف بابن مقبرة، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال:
حدثنا جندل بن والق (4)، قال: حدثنا محمد بن عمر المازني (5)، عن عباد الكلبي (6)، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن فاطمة الصغرى، عن الحسين
____________
(1) (من غير أب) ليس في " ع ".
(2) في " م ": سؤالي.
(3) مهج الدعوات: 139.
(4) في " ط ": وابق، وفي " ع ": وامق، كلاهما تصحيف، ترجم له في تهذيب الكمال 5: 150، وذكر روايته عن محمد بن عمر المازني، ورواية محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي المعروف بمطين الكوفي عنه.
(5) في " ط، ع، م ": الملدي، تصحيف، صوابه ما في المتن من الأمالي، وانظر التعليقة السابقة وسند الحديث (65).
(6) في " ط، ع، م ": الكليني، تصحيف، صوابه ما في المتن، عده البرقي في رجاله: 23، والطوسي في رجاله:
241 / 284 من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام).
إن الله تعالى باهى بكم وغفر لكم عامة، ولعلي خاصة، وإني رسول الله إليكم غير محاب لقرابتي، هذا جبرئيل يخبرني أن السعيد، كل السعيد، حق السعيد، من أحب عليا في حياته وبعد موته، وأن الشقي، كل الشقي، حق الشقي من أبغض عليا في حياته وبعد وفاته (1).
14 / 14 - وحدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن هارون ابن حميد المجدر (2)، قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن أمان، قال: حدثنا قطب بن زياد، عن ليث بن أبي (3) سليم، عن عبد الله بن الحسن بن الحسن، عن فاطمة الصغرى، عن أبيها الحسين (عليه السلام)، عن فاطمة الكبرى ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قالت: إن النبي كان إذا دخل المسجد يقول:
بسم الله، اللهم صل على محمد، واغفر ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك.
وإذا خرج يقول:
بسم الله، اللهم صل على محمد، واغفر ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك (4).
15 / 15 - وعنه، قال: حدثنا إبراهيم بن حماد القاضي، قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا عمر بن عبد الرحمن أبو جعفر الأيادي، عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الله بن الحسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن أبيها، عن أمه فاطمة ابنة (5)
____________
(1) أمالي الصدوق: 153 / 8، بشارة المصطفى: 149 " نحوه "، المناقب للخوارزمي: 37، الفصول المهمة:
125، وقطعة منه في العمدة: 200 / 304، وشرح ابن أبي الحديد 9: 168، وكشف الغمة 1: 450.
(2) في " ط ": محمد بن هارون بن المحرز، وفي " ع ": محمد بن هارون بن حميد بن المحرز، وفي " م ":... بن حميد المحرز، والظاهر صحة ما في المتن، ترجم له في تاريخ بغداد 3: 357، وسير أعلام النبلاء 14: 436.
(3) (أبي) ليس في " ع، م "، وهو ليث بن أبي سليم بن زنيم الكوفي، روى عن عبد الله بن الحسن، انظر تهذيب التهذيب 8: 465، معجم رجال الحديث 14: 139 و 140 والحديث الآتي.
(4) مسند أبي يعلى 12: 121 / 16، " نحوه "، أمالي الطوسي 2: 15 " نحوه ".
(5) في " ع، م ": فاطمة بنت الحسين، عن فاطمة بنت.
خياركم ألينكم مناكب، وأكرمهم لنسائهم (1).
16 / 16 - وعنه (2)، قال: حدثني القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد الطبري، قال: أخبرنا أبو فاطمة محمد بن أحمد بن البهلول القاضي الأنباري التنوخي، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد السلام، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، عن شيبة بن نعامة، عن فاطمة الصغرى، عن أبيها (2) عن فاطمة الكبرى (عليها السلام)، قالت: قال النبي (صلى الله عليه وآله):
لكل نبي عصبة ينتمون إليه، وإن فاطمة عصبتي، إلي تنتمي (4).
خبر الولادة
17 / 17 - حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، قال:
حدثني أبو القاسم موسى بن محمد بن موسى الأشعري القمي، ابن أخت (5) سعد بن عبد الله، قال: حدثني الحسن بن محمد بن إسماعيل المعروف بابن أبي الشورى (6)، قال: حدثني عبيد الله بن علي بن أشيم، قال: حدثني يعقوب بن يزيد (7) الأنباري، عن
____________
(1) قطعة منه في الجعفريات: 35 والفردوس 2: 172 / 2858 وعوالي اللآلئ 1: 178 / 226 وكنز العمال 7: 525 / 20081.
(2) أي الطبري المصنف، لأن القاضي أبا إسحاق من شيوخه كما تقدم.
(3) (عن أبيها) ليس في " ع، م ".
(4) بشارة المصطفى: 40 نحوه.
(5) في ترجمته من رجال النجاشي: 407 / 1079: ابن بنت، وذكر له كتابا رواه عنه محمد بن عبد الله. وكذا في مصباح الأنوار " مخطوط ".
(6) في مصباح الأنوار: ابن أبي الشوارب.
(7) في " ط، ع، م ": زيد، تصحيف صوابه ما في المتن، روى عن حماد بن عيسى، انظر رجال النجاشي:
450 / 1215، معجم رجال الحديث 20: 147.
قال: نعم، إن خديجة (رضوان الله عليها) لما تزوج بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) هجرتها نسوة مكة، فكن لا يدخلن عليها، ولا يسلمن عليها، ولا يتركن امرأة تدخل عليها، فاستوحشت خديجة من ذلك.
فلما حملت بفاطمة (عليها السلام)، وكانت خديجة تغتم وتحزن إذا خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فكانت فاطمة تحدثها من بطنها، وتصبرها، وكان حزن خديجة وحذرها على رسول الله.
وكانت خديجة تكتم ذلك عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فدخل يوما، فسمع خديجة تحدث فاطمة، فقال لها: يا خديجة، من يحدثك؟!
قالت: الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني.
فقال لها: يا خديجة، هذا جبرئيل يبشرني بأنها أنثى، وأنها النسمة الطاهرة الميمونة، وأن الله (تعالى) سيجعل نسلي منها، وسيجعل من نسلها أئمة في الأمة، ويجعلهم خلفاء في أرضه بعد انقضاء وحيه.
فلم تزل خديجة عل ذلك إلى أن حضرت ولادتها، فوجهت إلى نساء قريش وبني هاشم ليلين منها ما تلي النساء من النساء. فأرسلن إليها بأنك عصيتنا (3)، ولم تقبلي قولنا، وتزوجت محمدا، يتيم أبي طالب، فقيرا لا مال له، فلسنا نجيئك، ولا نلي من أمرك [شيئا] (4)، فاغتمت خديجة لذلك.
____________
(1) في " ط، ع، م ": همام، تصحيف، صوابه ما في المتن، روى عنه يعقوب ين يزيد، انظر رجال النجاشي:
142 / 370، معجم رجال الحديث 6: 224.
(2) في " ط، ع، م ": بن زرعة بن عبد الله، وما في المتن من الأمالي ومصباح الأنوار، وهو الصواب، روى عن المفضل بن عمر في موارد أخرى كثيرة. انظر معجم رجال الحديث 7: 261.
(3) في " م، ط ": أغضبتينا.
(4) من الأمالي ومصادر أخرى.
فجلست واحدة عن يمينها، والأخرى (1) عن يسارها، والثالثة بين (2) يديها، والرابعة من خلفها، فوضعت خديجة فاطمة (عليها السلام) طاهرة مطهرة، فلما سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة، ولم يبق في شرق الأرض ولا غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور.
فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها، ودخلت عشر من الحور العين، كل واحدة منهن معها طست من الجنة وإبريق، وفي الإبريق ماء من الكوثر، فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر، وأخرجت خرقتين بيضاوتين، أشد بياضا من اللبن وأطيب رائحة من المسك والعنبر، فلفتها بواحدة، وقنعتها بأخرى.
ثم استنطقتها فنطقت فاطمة (عليها السلام) بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن أبي رسول الله سيد الأنبياء، وأن بعلي (3) سيد الأوصياء، وأن ولدي سيدا الأسباط. ثم سلمت عليهن، وسمت كل واحدة منهن باسمها، وضحكن إليها.
وتباشرت (4) الحور العين، وبشر أهل الجنة بعضهم بعضا بولادة فاطمة (عليها السلام)، وحدث في السماء نور زاهر، لم تره الملائكة قبل ذلك اليوم، فلذلك سميت الزهراء (صلوات الله عليها).
وقالت: خذيها، يا خديجة، طاهرة مطهرة، زكية ميمونة، بورك فيها وفي نسلها.
فتناولتها خديجة فرحة مستبشرة، فألقمتها ثديها، فشربت فدر عليها،
____________
(1) في " ط ": الثانية.
(2) في " ع، م ": من بين.
(3) في " ط ": بعلها عليا.
(4) في " ع، م ": تباشرن.
18 / 18 - وحدثنا محمد بن عبد الله، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام، قال:
روى أحمد بن محمد البرقي، عن أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي، عن عبد الرحمن بن أبي نجران (2)، عن عبد الله بن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال:
ولدت فاطمة (عليها السلام) في جمادى الآخرة يوم العشرين منه، سنة خمس وأربعين من مولد النبي (صلى الله عليه وآله)، فأقامت بمكة ثمان سنين، وبالمدينة عشر سنين، وبعد وفاة أبيها خمسة وتسعين (3) يوما، وقبضت في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه، سنة إحدى عشرة من الهجرة (صلوات الله وسلامه عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها) (4).
ذكر أسمائها (صلوات الله عليها)
19 / 19 - أخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن أحمد العلوي المحمدي النقيب، قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى القمي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، قال: حدثني الحسن بن عبد الله، عن يونس بن ظبيان، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
لفاطمة (عليها السلام) تسعة أسماء عند الله عز وجل:
____________
(1) أمالي الصدوق: 475 / 1، الخرائج والجرائح 2: 524 / 1، الثاقب في المناقب: 285 / 244 و 286 / 245 قطعة منه، العدد القوية: 222 / 15.
(2) في " ط، ع، م ": بن بحر، وهو تصحيف، صوابه ما في المتن من البحار والعوالم، روى عن ابن سنان، وروى عنه ابن عيسى في موارد كثيرة، انظر معجم رجال الحديث 9: 299.
(3) في " ط، ع ": سبعين.
(4) البحار 43: 9 / 16، عوالم فاطمة (عليها السلام): 36 / 5، وسيأتي في الحديث (43).