الصفحة 288

237 / 73 - وروى أحمد بن الحسين، عن الحسين بن الحسن، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: حدثني رجل من أهل جسر بابل، قال: كان في قرية رجل يؤذيني ويقول لي: يا رافضي، ويشتمني، وكان يلقب بقرد القرية.

قال: فحججت سنة بعد ذلك، فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لي ابتداء: (قوفة ما نامت). (1) فقلت: جعلت فداك: متى؟ قال: الساعة.

فكتبت ذلك اليوم وتلك الساعة، فلما قدمت الكوفة تلقاني أخي فسألته: من مات؟ ومن بقي؟

فقال: (قوفة ما نامت). وهي كلمة بالنبطية يقول: قرد القرية مات، فقلت:

متى؟

قال لي: يوم كذا وكذا، في وقت كذا وكذا. كما (2) أخبرني به أبو عبد الله (عليه السلام).(3)

238 / 74 - وروى أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز، عن الحسن (4)، عن يونس بن ظبيان والمفضل بن عمر وأبي سلمة السراج والحسين بن ثوير بن أبي فاختة (5): قالوا جميعا: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: إن عندنا خزائن الأرض ومفاتيحها، ولو شئت أن أقول (6) بإحدى رجلي أخرجي ما فيك من اللجين والعقيان (7).

قال: فقال بإحدى رجليه، فخطها في الأرض خطا، فانفجرت الأرض، ثم قال

____________

(1) في " م ": قرية مات، في الموضعين. وفي " ط ": قرد القرية مات، في الموضعين أيضا.

(2) في " ع ": الذي.

(3) بصائر الدرجات: 354 / 7، الخرائج والجرائح 2: 752 / 69، الثاقب في المناقب: 413 / 347، مدينة المعاجز: 390 / 101.

(4) في الحديث (93) عن عمر بن عبد العزيز، عن رجل من أصحابنا، عن الحسين بن أحمد المنقري.

(5) في " ع، م ": والحسن بن موسى بن أبي ناجية. وهو تصحيف، انظر رجال النجاشي: 55 ومعجم رجال الحديث 5: 206.

(6) أي أشير.

(7) ذهب متكاثف في مناجمه، خالص مما يختلط به من الرمال والحجارة " المعجم الوسيط 2: 618 ".


الصفحة 289
بيده، فأخرج سبيكة ذهب قدر شبر، فتناولها، ثم قال: انظروا في الأرض. فإذا سبائك كثيرة، بعضها على بعض تتلألأ.

فقال بعضنا: جعلت فداك، أعطيتم ما أعطيتم وشيعتكم محتاجون؟!

فقال: إن الله (عز وجل) سيجمع لنا ولشيعتنا الدنيا والآخرة، ويدخلهم جنات النعيم، ويدخل عدونا الجحيم.(1)

239 / 75 - وروى أحمد بن الحسين، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن حماد ابن عثمان (2)، عن المعلى بن خنيس، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لي: مالي أراك كئيبا حزينا؟

فقلت: بلغني عن العراق وما أصاب أهله من الوباء، فذكرت عيالي وداري ومالي هناك.

فقال: أيسرك أن تراهم؟

فقلت: إي والله، إنه ليسرني ذلك.

قال: فحول وجهك نحوهم. فحولت وجهي، فمسح بيده على وجهي، فإذا داري وأهلي وولدي ممثلة بين يدي نصب عيني.

قال: فقال: ادخل دارك. فدخلتها حتى نظرت إلى جميع ما فيها من عيالي ومالي (3)، ثم بقيت ساعة حتى مللت منهم، ثم خرجت، قال لي: حول وجهك فحولت وجهي، فنظرت فلم أر شيئا.(4)

240 / 76 - وروى أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن

____________

(1) بصائر الدرجات: 394 / 1، الكافي 1: 394 / 4، إثبات الوصية: 157، الاختصاص: 269، عيون المعجزات: 86، مناقب ابن شهرآشوب 4: 244، يأتي مثله. الحديث (93).

(2) في النسخ: أحمد بن الحسن، عن أبيه، عن محمد بن يسار، عن حماد بن عيسى، وهو تصحيف، والصواب ما في المتن من البصائر والاختصاص وهم: أحمد بن الحسين بن سعيد، والحسين يروي كثيرا عن محمد بن سنان، الذي يروي بدوره عن حماد بن عثمان، راجع معجم رجال الحديث 5: 247 و 6: 218 و 18: 236.

(3) في " ط ": وولدي.

(4) بصائر الدرجات: 426 / 8، الاختصاص: 323، مدينة المعاجز: 360.


الصفحة 290
سنان (1)، عن زياد بن أبي الحلال، عن جابر، قال: سمعته يقول... وسمعت منه أحاديث اضطربت منها وضعفت نفسي ضعفا شديدا، فقلت: والله، إن السراج لقريب، وإني عليه لقادر.

فابتعت قلوصا (2) وخرجت عليه إلى أبي عبد الله (عليه السلام)، فلما وصلت طلبت الإذن، فأذن لي، فلما نظر إلي قال: رحم الله جابرا كان يصدق علينا، ولعن الله المغيرة كان يكذب.

قال: ثم قال: إن فينا روح رسول الله (صلى الله عليه وآله).(3)

241 / 77 - حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن جعفر الزيات، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي بن فضال، عن بعض أصحابنا، عن شهاب بن عبد ربه، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): كيف أنت إذا نعاني إليك محمد بن سليمان؟

قال: فلم أعرف محمد بن سليمان (4) من هو.

قال: فإني يوما بالبصرة إذ قال لي محمد بن سليمان بن علي: يا شهاب، عظم الله أجرك.

قال: قلت: ومن ذاك أصلح الله الأمير؟! قال: جعفر بن محمد (عليه السلام).

قال: فذكرت قول أبي عبد الله (عليه السلام) فخنقتني العبرة، وقمت.(5)

242 / 78 - وحدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن جعفر الزيات، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي بن فضال، عن

____________

(1) في النسخ: يسار، وهو تصحيف، حيث روى الحسين بن سعيد كثيرا عن محمد بن سنان وروى الأخير عن زياد بن أبي الحلال، راجع معجم رجال الحديث 16: 138.

(2) القلوص: الناقة الشابة " مجمع البحرين - قلص - 4: 181 ".

(3) بصائر الدرجات: 479 / 4، مناقب ابن شهرآشوب 4: 219، مدينة المعاجز: 379 / 63 " نحوه "، تقدم مثله الحديث (57).

(4) وهو محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، ولي إمارة البصرة في عهد المهدي والرشيد، توفي سنة ثلاث وسبعين ومائة، راجع ترجمته في تاريخ بغداد 5: 291، سير أعلام النبلاء 8: 240.

(5) إعلام الورى: 276 " نحوه "، مناقب ابن شهرآشوب 4: 222، مدينة المعاجز: 409 / 196.


الصفحة 291
النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبد الله (1) بن الحسن، عن الحسن بن هارون، قال: كنت بالمدينة، فكنت آتي موضعا أسمع فيه غناء جيران لنا، فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لي ابتداء منه: * (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) * (2) يسأل السمع عما سمع، والبصر عما أبصر، والفؤاد عما عقد عليه.(3)

243 / 79 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه، قال:

حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد العلوي الموسائي، قال: حدثنا عبيد الله بن أحمد بن نهيك أبو العباس النخعي الشيخ الصالح (4)، قال: حدثنا محمد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، قال: دخل أبو موسى البناء على أبي عبد الله (عليه السلام) في نفر من أصحابنا، فقال لهم أبو عبد الله (عليه السلام): احتفظوا بهذا الشيخ. قال: فذهب على وجهه في طريق مكة فلم ير بعد.(5)

244 / 80 - وبإسناده عن محمد بن أبي عمير، عن علي بن حسان، عن جعفر ابن هارون الزيات، قال: كنت أطوف بالكعبة وأبو عبد الله (عليه السلام) في الطواف، فنظرت إليه فحدثت نفسي فقلت: هذا حجة الله؟! وهذا الذي لا يقبل الله شيئا إلا بمعرفته؟! قال: فإني في هذا متفكر إذ جاءني أبو عبد الله (عليه السلام) من خلفي، فضرب بيده على منكبي، ثم قال: * (أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر) * (6).

ثم جازني.(7)

____________

(1) في " ع، م ": عبيد، وفي " ط ": عبيد الله، والصحيح ما في المتن، روى عن الحسن بن هارون، وروى عنه يحيى بن عمران الحلبي، انظر معجم رجال الحديث 10: 157.

(2) الاسراء 17: 36.

(3) نوادر المعجزات: 152 / 19.

(4) في " ط ": الصدوق.

(5) رجال الكشي: 310 / 561، مدينة المعاجز: 396 / 136.

(6) القمر 54: 24.

(7) بصائر الدرجات: 260 / 21، مدينة المعاجز: 396 / 137.


الصفحة 292
245 / 81 - وبإسناده عن محمد بن أبي عمير، عن الحسن، عن أبي حران، عن يونس بن يعقوب، عن عمر (1)، قال: أقبلت من مكة حتى انتهيت إلى الحفيرة - دون المدينة نحو من بريد - فسرقت زاملتي (2) وأخذ ما فيها، وكان لأبي عبد الله (عليه السلام) فيها سبعمائة درهم، فلحقنا صاحب المدينة فقال: سرقت زاملتك وأخذ ما فيها؟ قلت: نعم.

قال: فإذا قدمت المدينة فائتنا [حتى أعوضك] (3). قلت: نعم.

فقدمت، فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: يا عمر، سرقت زاملتك وأخذ ما فيها؟ فقلت: نعم.

فقال: ما آتاك الله خير مما أخذ منك، وقال لك صاحب المدينة: ائتنا؟ قلت:

نعم.

قال: فائته، فإنه الذي دعاك إلى ذا، ولم تطلب ذلك أنت.

ثم قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذهبت ناقته فقال الناس: يأتينا بخبر السماء ولا يدري أي موضع ناقته؟! فنزل جبرئيل فأخبره أنها في موضع كذا وكذا، ملفوف زمامها بشجرة كذا وكذا.

فخطب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: ما آتاني الله خير من ناقتي، وإن ناقتي في موضع كذا وكذا، ملفوف خطامها بشجرة كذا وكذا. فذهب المسلمون فوجدوها كذلك (4).

246 / 82 - وعنه، عن علي بن أبي حمزة، قال: كنت مع أبي بصير ومعنا شعيب

____________

(1) في النسخ: عثمان، وهو تحريف، والصواب ما في المتن كما يأتي في أثناء الحديث، والكافي، وهو عمر بن عيسى أخو عذافر، انظر معجم رجال الحديث 13: 9 و 49.

(2) الزاملة: مؤنث الزامل، ما يحمل عليه من الإبل وغيرها " المعجم الوسيط 1: 401 ".

(3) أثبتناه من الكافي ومدينة المعاجز.

(4) في " ط ": هنالك، نحوه في الكافي 8: 221 / 278، ومدينة المعاجز: 424 / 262.


الصفحة 293
العقرقوفي. قال: فأخرج إلى أبي عبد الله (عليه السلام) مالا فوضعه بين يديه، وقال له:

جعلت فداك، لك منه كذا وكذا من الزكاة.

قال: فضرب أبو عبد الله (عليه السلام) بيده إليه وقال: هذا لي، وهذا ليس لي.

قال: فلما خرجنا قال أبو بصير لشعيب: يا عقرقوفي، أعطيت الليلة آية عظيمة.(1)

247 / 83 - وعنه، قال: حدثنا الحسن بن فضال، قال: أخبرني علي بن أبي حمزة، قال: خرجت بأبي بصير أقوده إلى أبي عبد الله (عليه السلام)، قال، فقال لي: لا تكلم ولا تقل شيئا.

قال: فانتهيت به إلى الباب فتنحى أبو بصير، فسمعنا أبو عبد الله (عليه السلام) يقول: فلانة، افتحي (2) لأبي محمد.

قال: فدخلنا والسراج بين يديه، وإذا سفط بين يديه مفتوح. قال: فوقعت علي الرعدة، فجعلت ارتعد.

قال: فرفع رأسه (3) فقال: أبزاز أنت؟ قلت: نعم، جعلني الله فداك. قال: فرمى إلي بملاءة قوهية (4) كانت على المرفقة، قال: اطو هذه. قال: فطويتها، قال: ثم قال: أبزاز أنت؟

وهو ينظر في الصحيفة.

قال (5): ما رأيت كما مر بي الليلة، إنا دخلنا وبين يدي أبي عبد الله (عليه السلام) سفط قد أخرج منه صحيفة ينظر فيها، وكلما نظر فيها أخذتني الرعدة.

قال: فضرب أبو بصير بيده على جبينه، ثم قال: ويحك! ألا أخبرتني؟! فتلك - والله - الصحيفة التي فيها أسامي الشيعة، ولو أخبرتني لسألته أن يريك اسمك فيها (6).

248 / 84 - وبإسناده عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبد الله الكناني،

____________

(1) مدينة المعاجز: 396 / 138.

(2) في " ط " زيادة: الباب.

(3) زاد في البصائر: إلي.

(4) ضرب من الثياب بيض منسوبة إلى قوهستان " لسان العرب - قوه - 13: 532 ".

(5) زاد في البصائر: فازددت رعدة، فقال: فلما خرجنا قلت.

(6) بصائر الدرجات: 192 / 5، مدينة المعاجز: 396 / 140.


الصفحة 294
عن موسى بن بكر، قال: حدثني بشير النبال، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ استأذن عليه رجل، فدخل، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ما أنقى ثيابك!

فقال: جعلت فداك، هي لباس بلدنا.

ثم قال: لقد جئتك بهدية. فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): هدية؟ قال: نعم.

قال: فدخل غلام معه جراب فيه ثياب، فوضعه، ثم تحدث ساعة ثم قام، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إن بلغ الوقت وصدق الوصف، فهو صاحب الرايات السود من خراسان، يا قانع، انطلق فاسأله: ما اسمك - لوصيف قائم على رأسه -.

قال: فلحقه فقال له: أبو عبد الله يقول لك: ما اسمك قال: عبد الرحمن (1).

قال: فرجع الغلام، فقال: أصلحك الله يقول: اسمي عبد الرحمن.

فقال أبو عبد الله (عليه السلام): عبد الرحمن، والله - ثلاث مرات - هو ورب الكعبة.

قال بشير: فلما قدم أبو مسلم الكوفة جئت فنظرت إليه، فإذا هو الرجل الذي دخل علينا.(2)

249 / 85 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه، قال:

أخبرني أبو جعفر محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثني محمد بن علي، عن إدريس، عن عبد الرحمن، عن داود بن كثير الرقي، قال: أتيت المدينة فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فلما استويت في المجلس بكيت، فقال أبو عبد الله (عليه السلام):

ما يبكيك يا داود؟ فقلت: يا بن رسول الله، إن قوما يقولون لنا: لم يخصكم الله بشئ سوى ما خص به غيركم، ولم يفضلكم بشئ سوى ما فضل به غيركم.

فقال: كذبوا الملاعين. قال: ثم قام فركض الدار برجله، ثم قال: كوني بقدرة الله. فإذا سفينة من ياقوتة حمراء، وسطها درة بيضاء، وعلى أعلى السفينة راية خضراء،

____________

(1) وهو عبد الرحمن بن مسلم، أبو مسلم الخراساني، انظر وفيات الأعيان 3: 145، تاريخ بغداد 10: 207، سير أعلام النبلاء 6: 48.

(2) الخرائج والجرائح 2: 645 / 54، مدينة المعاجز: 396 / 141، ونحوه في إثبات الوصية: 158، وإعلام الورى: 279، ومناقب ابن شهرآشوب 4: 229.


الصفحة 295
عليها مكتوب " لا إله إلا الله، محمد رسول الله (1)، يقتل القائم الأعداء، ويبعث المؤمنون، وينصره الله بالملائكة ". وإذا في وسط السفينة أربع كراسي من أنواع الجواهر، فجلس أبو عبد الله (عليه السلام) على واحد، وأجلسني على واحد، وأجلس موسى على واحد، وأجلس إسماعيل على واحد، ثم قال: سيري على بركة الله (عز وجل). فسارت في بحر عجاج، أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، فسرنا بين جبال الدر والياقوت، حتى انتهينا إلى جزيرة، وسطها قباب من الدر الأبيض، محفوفة بالملائكة، ينادون: مرحبا مرحبا يا بن رسول الله، فقال: هذه قباب الأئمة من آل محمد، ومن ولد محمد (صلى الله عليه وآله)، كلما افتقد واحد منهم أتى هذه القباب، حتى يأتي الوقت الذي ذكره الله (عز وجل) في كتابه: * (ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا) * (2).

قال: ثم ضرب يده إلى أسفل البحر، فاستخرج منه درا وياقوتا، فقال: يا داود، إن كنت تريد الدنيا فخذها. فقلت: لا حاجة لي في الدنيا يا بن رسول الله. فألقاه في البحر، ثم استخرج من رمل البحر، فإذا مسك وعنبر واشتمه واشتممناه، ثم رمى به في البحر.

ثم نهض فقال: قوموا حتى تسلموا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وعلى أبي محمد الحسن بن علي، وعلى أبي عبد الله الحسين بن علي، وعلى أبي محمد علي بن الحسين، وعلى أبي جعفر محمد بن علي (عليهم السلام).

فخرجنا حتى انتهينا إلى قبة وسط القباب، فرفع جعفر (عليه السلام) الستر فإذا أمير المؤمنين (عليه السلام) جالس، فسلمنا عليه، ثم أتينا قبة الحسن بن علي، فسلمنا عليه، فخرجنا، ثم أتينا قبة الحسين بن علي فسلمنا عليه، وخرجنا، ثم أتينا قبة علي بن الحسين، فسلمنا عليه، فخرجنا. ثم أتينا قبة محمد بن علي، فسلمنا عليه، وخرجنا.

ثم قال: انظروا على يمين الجزيرة. فإذا قباب لا ستور عليها (3)، قال: هذه لي

____________

(1) في النوادر زيادة: علي ولي الله.

(2) الاسراء 17: 6.

(3) في النوادر زيادة: فقلت: يا بن رسول الله، ما بال هذه القباب لا ستور عليها؟


الصفحة 296
ولمن يكون من بعدي من الأئمة.

ثم قال: انظروا إلى وسط الجزيرة. [فنظرنا فإذا فيها أرفع ما يكون من القباب ووسطها سرير، فقال:] (1) هذه للقائم من آل محمد (عليه السلام). ثم قال: ارجعوا. فرجعنا، ثم قال: كوني بقدرة الله (عز وجل). فإذا نحن في مجلسنا كما كنا (2).

250 / 86 - أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه، قال:

حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد العلوي الموسائي، قال: حدثنا عبيد الله بن أحمد بن نهيك أبو العباس النخعي، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن عبد الله ابن النجاشي، قال: أصاب جبة لي (3) نضح من بول، فشككت فيه فغسلتها في ماء في ليلة باردة، فلما دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) ابتدأني فقال: إن الفرو (4) إذا غسلته بالماء فسد.(5)

251 / 87 - حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثني أبو النجم بدر ابن عمار الطبرستاني، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن علي بن الشلمغاني قال: روى رفاعة بن موسى، قال: كنت جالسا عند أبي عبد الله (عليه السلام) فأقبل أبو الحسن (عليه السلام) وهو صغير السن، فأخذه ووضعه في حجره، فقبل رأسه، ثم قال: يا رفاعة، أما إنه سيصير في أيدي بني مرداس (6)، ويتخلص منهم، ثم يأخذونه ثانية فيعطب (7) في أيديهم.(8)

252 / 88 - أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، عن أبيه، قال: حدثني أبو

____________

(1) أثبتناه من النوادر.

(2) نوادر المعجزات: 146 / 15، مدينة المعاجز: 373 / 42.

(3) زاد في " ط ": فراء.

(4) في " ط ": الفراء.

(5) بصائر الدرجات: 262 / 26.

(6) في كشف الغمة: آل العباس.

(7) العطب: الهلاك " لسان العرب - عطب - 1: 610 ".

(8) إثبات الوصية: 162، كشف الغمة 2: 192، مدينة المعاجز: 397 / 142.


الصفحة 297
علي محمد بن همام قال: حدثني أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم، قال:

حدثني أبي، عن الحسن بن علي الحراني، عن محمد بن حمران، عن داود بن كثير الرقي، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): حدثني عن القوم.

فقال: الحديث أحب إليك أم المعاينة؟ فقلت: المعاينة.

فقال لأبي الحسن موسى (عليه السلام): انطلق فائتني بالقصبة. فأتى بها (1)، فضرب بها (2) الأرض ضربة، فانشقت عن بحر أسود، فضربها، فانفتحت عن باب، فإذا بهم ووجوههم مسودة، وأعينهم مزرقة، وكل واحد منهم مشدود إلى جنب صخرة، موكل بكل واحد منهم ملك، وهم ينادون، والملائكة تضرب وجوههم، ويقولون: كذبتم ليس لكم محمد.

فقلت: جعلت فداك، من هؤلاء؟

فقال: ابن الجمل (3) وزفر ونعثل واللعين. ثم قال: انطبق عليهم إلى الوقت.(4)

253 / 89 - وأخبرني أبو الحسن علي بن هبة الله، قال: حدثنا أبو جعفر محمد ابن علي، عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن داود بن كثير الرقي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه لما خرج من عند المنصور نزل الحيرة، فبينا هو بها إذ أتاه الربيع (5) فقال: أجب أمير المؤمنين. فركب إليه وقد كان وجد في الصحراء صورة عجيبة لا يعرف خلقتها، ذكر من وجدها أنه رآها وقد سقطت مع المطر.

فلما دخل عليه قال له: يا أبا عبد الله، أخبرني عن الهواء، أي شئ فيه؟ فقال:

بحر مكفوف.

قال له: فله سكان؟ قال: نعم.

____________

(1، 2) في " ع، م ": به، وهو صحيح بناء على نسخة النوادر التي فيها: فائتني بالقضيب.

(3) في النوادر: أبو جهل.

(4) نوادر المعجزات: 148 / 16.

(5) وهو الربيع بن يونس أحد وزراء أبي جعفر المنصور، وكان أول أمره حاجبه ومولاه، مات أول سنة سبعين ومائة، انظر تاريخ بغداد 8: 414، الجوهر الثمين 1: 118.


الصفحة 298
قال: وما سكانه؟

قال: خلق، أبدانهم أبدان الحيتان، ورؤوسهم رؤوس الطير، ولهم أعرفة كأعرفة الديكة، ونغانغ كنغانغ الديكة، وأجنحة كأجنحة الطير، من ألوان أشد بياضا من الفضة.

فدعا المنصور بالطست، فإذا الخلق فيها لا يزيد ولا ينقص، فأذن له فانصرف.

ثم قال للربيع: ويلك (1) يا ربيع! هذا الشجا المعترض (2) في حلقي من أعلم الناس.(3)

254 / 90 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن علي، عن إدريس، عن عبد الرحمن، عن داود بن كثير الرقي، قال: خرجت مع أبي عبد الله (عليه السلام) إلى الحج، فلما كان أوان الظهر قال لي في أرض قفر: يا داود، قد كانت الظهر، فاعدل بنا عن الطريق حتى تأخذ أهبة الظهر. فعدلنا عن الطريق، ونزل في أرض قفر لا ماء فيها، فركضها برجله، فنبعت لنا عين ماء (4)، كأنها قطع الثلج، فتوضأ وتوضأت، وصلينا.

فلما هممنا بالمسير التفت، فإذا بجذع نخلة، فقال: يا داود، أتحب أن أطعمك منه رطبا؟ فقلت: نعم. فضرب بيده إليه، ثم هزه فاخضر من أسفله إلى أعلاه، ثم جذبه الثانية، فأطعمني منه اثنين وثلاثين نوعا من أنواع الرطب، ثم مسح بيده عليه فقال: عد جذعا بإذن الله. فعاد كسيرته الأولى.(5)

255 / 91 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، قال: أخبرني أبو جعفر

____________

(1) في " ع ": ويحك.

(2) في " ع، م ": الشئ المفروض.

(3) إثبات الوصية: 159، عيون المعجزات: 88، الخرائج والجرائح 2: 640 / 47، كشف الغمة 2: 196، مدينة المعاجز: 406 / 183.

(4) في " ع، م " زيادة: من ماء.

(5) عيون المعجزات: 86، مناقب ابن شهرآشوب 4: 241.


الصفحة 299
محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه (1)، قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد النيسابوري الحذاء (رضي الله عنه)، قال: حدثني أبو الحسن علي بن عمرو ابن محمد الرازي الكاتب، قال: حدثنا محمد بن الحسن السراج، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن هذيل، عن محمد بن سنان، عن الربيع، قال:

وجه المنصور... وجاء بالخبر على السياقة.

وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام، قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الحميري، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن هذيل، عن محمد بن سنان، قال: وجه المنصور إلى سبعين رجلا من أهل كابل، فدعاهم فقال لهم: ويحكم! إنكم تزعمون أنكم ورثتم السحر عن آبائكم أيام موسى، وأنكم تفرقون بين المرء وزوجه، وأن أبا عبد الله جعفر ابن محمد ساحر مثلكم، فاعملوا شيئا من السحر، فإنكم إن أبهتموه أعطيتكم الجائزة العظيمة، والمال الجزيل.

فقاموا إلى المجلس الذي فيه المنصور، وصوروا له سبعين صورة من صور السباع، لا يأكلون ولا يشربون، وإنما كانت صورا، وجلس كل واحد منهم تحت صورته، وجلس المنصور على سريره، ووضع إكليله على رأسه، ثم قال لحاجبه: ابعث إلى أبي عبد الله.

فقام فدخل عليه، فلما أن نظر إليه وإليهم وما قد استعدوا له، رفع يده إلى السماء، ثم تكلم بكلام، بعضه جهرا وبعضه خفيا، ثم قال: ويحكم! أنا الذي أبطل سحركم.

ثم نادى برفيع صوته: قسورة، خذهم. فوثب كل سبع منها على صاحبه.

____________

(1) كذا في النسخ، ولم تعهد رواية محمد بن هارون عن الشيخ الصدوق، ولم يذكر الحذاء في مشايخ الأخير.

والأرجح أن الصواب هو: أخبرني أبي، إذ روى محمد بن هارون، عن أبيه هارون بن موسى التلعكبري كثيرا كما تقدم ويأتي في أسانيد هذا الكتاب، وذكر الشيخ الطوسي في رجاله: 468 رقم 36 أبو محمد الحذاء هذا وقال:

روى عنه التلعكبري وله منه إجازة.


الصفحة 300
وافترسه في مكانه، ووقع المنصور من سريره، وهو يقول: يا أبا عبد الله، أقلني، فوالله لا عدت إلى مثلها أبدا. فقال له: قد أقلتك.

قال: يا سيدي، فرد السباع إلى ما أكلوا (1).

قال: هيهات، إن عادت عصا موسى فستعود السباع.(2)

256 / 92 - وحدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله، عن محمد بن جعفر الزيات، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) وهو راكب وأنا أمشي معه، فمررنا بعبد الله بن الحسن وهو راكب، فلما بصر بنا شال المقرعة ليضرب بها فخذ أبي عبد الله (عليه السلام)، فأومأ إليها الصادق فجفت يمينه، والمقرعة فيها، فقال له: يا أبا عبد الله، بالرحم إلا عفوت عني. فأومأ إليه بيده، فرجعت يده.

ثم أقبل علي وقال لي: يا مفضل - وقد مرت عظاءة (3) من العظاء - ما يقول الناس في هذه؟

قلت: يقولون إنها حملت الماء فأطفأت نار إبراهيم. فتبسم ثم قال لي: يا مفضل، ولكن هذا عبد الله وولده، وإنما يرق الناس عليهم لما مسهم من الولادة (4) والرحم.(5)

257 / 93 - أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، عن أبيه، قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن عمر بن عبد العزيز، عن (6) رجل من أصحابنا، عن الحسين بن أحمد

____________

(1) في النوادر: ما كانت.

(2) نوادر المعجزات: 149 / 17، مدينة المعاجز، 362 / 23.

(3) العظاءة: دويبة تشبه سام أبرص، جمعها عظاء وعظايا " لسان العرب - عظي - 15: 71 "، حياة الحيوان 2: 32 ".

(4) في مدينة المعاجز: الولاية.

(5) مدينة المعاجز: 397 / 144.

(6) (عن) ليس في " ع، م ".


الصفحة 301
المنقري، عن يونس بن ظبيان والمفضل بن عمر وأبي سلمة السراج والحسين بن ثوير ابن أبي فاختة، قالوا:

كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: لنا خزائن الأرض ومفاتيحها، ولو أشاء أن أقول بإحدى رجلي أخرجي ما فيك من الذهب.

ثم قال بإحدى رجليه فخطها في الأرض خطا فانفرجت الأرض، ثم قال بيده فأخرج سبيكة ذهب قدر شبر فتناولها، ثم قال: انظروا فيها حسنا حتى لا تشكوا.

ثم قال: انظروا في الأرض. فإذا سبائك في الأرض كثيرة، تتلألأ. فقال له بعضنا: أعطيتم ما أعطيتم وشيعتكم محتاجون! فقال: إن الله سيجمع لنا ولشيعتنا الدنيا والآخرة، فيدخلهم جنات النعيم، ويدخل عدونا الجحيم.(1)

وصلى الله على سيدنا محمد وآله أجمعين وسلم تسليما.

____________

(1) تقدمت تخريجاته في الحديث: 238 / 74.


الصفحة 302

الصفحة 303

أبو الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام)

معرفة ولادته

قال أبو محمد الحسن بن علي الثاني (عليه السلام): ولد بالأبواء، بين مكة والمدينة، في شهر ذي الحجة سنة مائة وسبعة وعشرين من الهجرة (1).

258 / 1 - روى أحمد بن محمد، عن المختار بن زياد (2)، عن محمد بن سليمان (3)، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) في السنة التي

____________

(1) المتفق عليه في أغلب المصادر أنه ولد (عليه السلام) في السابع من صفر سنة 128 هـ وقيل: سنة 129. انظر:

تاريخ الأئمة: 11، الارشاد: 288، تاريخ بغداد 13: 27، تاج المواليد: 122، إعلام الورى: 294، تاريخ مواليد الأئمة ووفياتهم: 188، مناقب ابن شهرآشوب 4: 323، صفة الصفوة 2: 187، وفيات الأعيان 5: 310، كشف الغمة 2: 250، المستجاد من كتاب الارشاد: 472، سير أعلام النبلاء 6: 270، الفصول المهمة: 232، نور الأبصار: 301.

(2) في النسخ: بن مأرب، ولم نعثر عليه بهذا الضبط، وما أثبتناه من البصائر والكافي، وانظر معجم رجال الحديث 18: 102 والهامش الآتي.

(3) في " ع، م ": بن مسلم، وفي " ط ": بن سليم، وما أثبتناه من نسخة مخطوطة نفيسة من البصائر والكافي، روى عن أبيه وروى عنه المختار بن زياد، انظر معجم رجال الحديث 16: 129.


الصفحة 304
ولد فيها موسى بن جعفر بالأبواء، فبينا نحن نأكل معه إذ أتاه الرسول: إن حميدة قد أخذها الطلق: فقام فرحا مسرورا ومضى، فلم يلبث أن عاد إلينا حاسرا عن ذراعيه، ضاحكا مستبشرا، فقلنا: أضحك الله سنك، وأقر عينك، ما صنعت حميدة؟

فقال: وهب الله لي غلاما، وهو خير أهل زمانه، ولقد خبرتني أمه عنه بما كنت أعلم به منها.

فقلت: جعلت فداك، وما الذي خبرتك به عنه؟

فقال: ذكرت أنه لما خرج من أحشائها وقع إلى الأرض رافعا رأسه إلى السماء، قد اتقى الأرض بيده، يشهد أن لا إله إلا الله، فقلت لها: إن ذلك أمارة رسول الله وأمارة الأئمة من بعده.

فقلت: جعلت فداك، وما الإمارة؟ فقال: العلامة.

يا أبا بصير، إنه لما كان في الليلة التي علق فيها أتاني آت بكأس فيه شربة من الماء، أبيض من اللبن، وأحلى من العسل وأشد (1)، وأبرد من الثلج، فسقانيه فشربته، وأمرني بالجماع، ففعلت فرحا مسرورا، وكذلك يفعل بكل واحد منا، فهو والله صاحبكم.

إن نطفة الإمام حين تكون في الرحم أربعين يوما وليلة نصب لها عمود من نور في بطن أمه، ينظر به مد بصره، فإذا تمت له أربعة أشهر أتاه ملك يقال له (الخير) فكتب على عضده الأيمن * (وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا) * (2) الآية. فإذا وضعته أمه اتقى الأرض بيده، رافعا رأسه إلى السماء، ويشهد أن لا إلا إلا الله.

وينادي مناد من قبل العرش، من الأفق الأعلى باسمه واسم أبيه: يا فلان بن فلان، يقول الجليل: أبشر فإنك صفوتي، وخيرتي من خلقي، وموضع سري، وعيبة علمي، لك ولمن تولاك أوجب (3) رحمتي وأسكنه جنتي، واحلله جواري، ثم وعزتي،

____________

(1) في " ع، م ": والشهد.

(2) الأنعام 6: 115.

(3) في " ط ": أوجبت.