الصفحة 305
لأصلين من عاداك ناري وأشد عذابي، وإن أوسعت عليه في دنياه.

فإذا انقطع المنادي أجابه الإمام: * (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) * (1). فإذا قالها أعطاه الله علم الأولين وعلم الآخرين، واستوجب الزيادة من الجليل ليلة القدر.

فقلت: جعلت فداك، أليس الروح هو جبرئيل؟

فقال: جبرئيل من الملائكة، والروح خلق أعظم منه، وهو مع الإمام حيث كان.(2)

259 / 2 - وحدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثني أبو النجم بدر ابن عمار الطبرستاني، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي، رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إن حميدة أخبرتني بشئ ظنت أني لا أعرفه، وكنت أعلم به منها.

قلنا له: وما أخبرتك به؟

قال: ذكرت أنه لما سقط من الأحشاء سقط واضعا يديه على الأرض، رافعا رأسه إلى السماء، فأخبرتها أن ذلك أمارة رسول الله (صلى الله عليه وآله) والوصي إذا خرج من بطن أمه، أن تقع يداه على الأرض، ورأسه إلى السماء، ويقول * (شهد الله أنه لا إله إلا هو) * الآية، أعطاه الله العلم الأول، والعلم الآخر، واستحق زيادة الروح في ليلة القدر، وهو أعظم خلقا من جبرئيل.(3)

رجع الحديث

فأقام مع أبيه تسع عشرة سنة، وعاش بعد أبيه أيام إمامته خمسا وثلاثين سنة، فيها بقية ملك المنصور، ثم ملك ابنه محمد المهدي عشر سنين وشهر وأيام، ثم ملك

____________

(1) آل عمران 3: 18.

(2) المحاسن: 314 / 32، بصائر الدرجات: 460 / 4، الكافي 1: 316 / 1، عيون المعجزات: 95، مدينة المعاجز: 425 / 1.

(3) مدينة المعاجز: 426.


الصفحة 306
ابن المهدي موسى المعروف بالهادي سنة وخمس وعشرون يوما، ثم ملك هارون المعروف بالرشيد ثلاث وعشرون سنة وشهران وتسعة وعشرون يوما.(1)

وبعدما مضى خمس عشرة سنة من ملك الرشيد، استشهد ولي الله في رجب سنة مائة وأربعة وثمانين من الهجرة (2)، وصار إلى كرامة الله (عز وجل) وقد كمل عمره أربعا وخمسين سنة، (3) ويروى: سبعا وخمسين سنة (4).

وكان سبب وفاته أن يحيى بن خالد سمه في رطب وريحان، أرسل بهما إليه مسمومين بأمر الرشيد، ولما سم وجه الرشيد إليه بشهود حتى يشهدون عليه بخروجه عن أملاكه، فلما دخلوا قال: يا فلان بن (5) فلان، سقيت السم في يومي هذا، وفي غد يصفار بدني ويحمار، وبعد غد يسود وأموت. فانصرف الشهود من عنده، فكان كما قال (عليه السلام).(6)

وتولى أمره ابنه علي الرضا (عليه السلام)، ودفن ببغداد بمقابر قريش، في بقعة كان قبل وفاته ابتاعها لنفسه.(7)

____________

(1) إعلام الورى: 294، مناقب ابن شهرآشوب 4: 323.

(2) الذي عليه أغلب المصادر أنه استشهد (عليه السلام) في سنة 183 هـ، انظر الكافي 1: 405، روضة الواعظين:

221، تاج المواليد: 123، مناقب ابن شهرآشوب 4: 323، كشف الغمة 2: 237، الفصول المهمة: 241.

(3) تاريخ الأئمة: 11، الكافي 1: 405، روضة الواعظين: 221، مناقب ابن شهرآشوب 4: 324، كشف الغمة 2: 237.

(4) هذه الرواية هي الموافقة لما أثبته المصنف من تاريخ ولادته ووفاته (عليه السلام) (127 - 184 هـ) أما في غيره من المصادر فالمروي (55 سنة)، انظر الارشاد: 288، روضة الواعظين: 221، إعلام الورى: 294، كشف الغمة 2: 237، الفصول المهمة: 241.

(5) في " ط ": يا.

(6) مدينة المعاجز: 457 / 86.

(7) إعلام الورى: 311، تاج المواليد، 123، مناقب ابن شهرآشوب 4: 328، كشف الغمة 2: 234، مدينة المعاجز: 457.


الصفحة 307
وكانت وفاته في حبس المسيب، وهو المسجد الذي بباب الكوفة الذي فيه السدرة (1).

نسبه (عليه السلام)

موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (2) بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف (3).

ويكنى:

أبا الحسن، وأبا إبراهيم - والثاني أثبت - لأنه قال: منحني أبي كنيتين. يعني أباه الصادق (عليه السلام) (4).

ولقبه:

العبد الصالح، والوفي، والصابر، والكاظم، والأمين (5).

وأمه:

حميدة بنت صاعد البربري (6).

260 / 3 - وحدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثني أبو النجم بدر

____________

(1) في الهداية الكبرى: 264 وكانت وفاته (عليه السلام) في زمن هارون الرشيد في دار السندي بن شاهك - والي الشرطة ببغداد - في الكوفة.

(2) في " ع، م ": بن عبد مناف.

(3) (ابن عبد مناف) ليس في " ع، م ".

(4) تاريخ الأئمة: 30، الارشاد: 288، روضة الواعظين: 212، تاج المواليد: 121، تاريخ بغداد 13: 27.

(5) تاريخ الأئمة: 28، روضة الواعظين: 212، تاج المواليد: 121، مناقب ابن شهرآشوب 4: 323. وزاد في الهداية الكبرى: 263 المصلح، المبرهن، البيان، ذو المعجزات. وزاد في ألقاب الرسول وعترته: 265 الكهف الحصين، قوام آل محمد صلى الله عليه وآله، نظام أهل البيت، نور أهل بيت الوحي، راهب بني هاشم، أعبد أهل زمانه، أسخى العرب، أفقه الثقلين، منقذ الفقراء، مطعم المساكين، زين المجتهدين، حيف كتاب الله، المنتخب.

(6) تاريخ الأئمة: 25، الكافي 1: 397، الهداية الكبرى: 263، الارشاد: 288، عيون المعجزات: 95.


الصفحة 308
ابن عمار الطبرستاني، قال حدثني أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني (1)، رفعه إلى جابر قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): قدم رجل من المغرب معه رقيق، ووصف لي صفة (2) جارية معه، وأمرني بابتياعها بصرة دفعها إلي. فمضيت إلى الرجل، فعرض علي ما كان عنده من الرقيق، فقلت: بقي عندك غير ما عرضت علي؟

فقال: بقيت جارية عليلة. فقلت: أعرضها علي. فعرض (3) حميدة، فقلت له:

بكم تبيعها؟ فقال: بسبعين دينارا. فأخرجت الصرة إليه، فقال النخاس: لا إله إلا الله!

رأيت البارحة في النوم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد ابتاع مني هذه الجارية بهذه الصرة بعينها.

فتسلمت الجارية وصرت بها إلى أبي جعفر (عليه السلام)، فسألها عن اسمها، فقالت: حميدة. فقال: حميدة في الدنيا، محمودة في الآخرة: ثم سألها عن خبرها، فعرفته أنها بكر، فقال لها: أنى يكون ذلك وأنت جارية كبيرة؟!

فقالت: كان مولاي إذا أراد أن يقرب مني أتاه رجل في صورة حسنة فيمنعه أن (4) يصل إلي. فدفعها أبو جعفر (عليه السلام) إلى أبي عبد الله (عليه السلام)، وقال: حميدة سيدة الإماء، مصفاة من الأرجاس كسبيكة الذهب ما زالت الأملاك (5) تحرسها حتى أديت إلى كرامة الله (عز وجل).(6)

بوابه:

محمد بن المفضل (7).

____________

(1) في " ع ": بن الشلمغان.

(2) في " ط ": خلقة.

(3) في " ط " زيادة: علي.

(4) في " ع، م ": ألا.

(5) في " ع، م ": الملاك.

(6) إثبات الوصية: 160، ونحوه في الكافي 1: 397 / 1 والخرائج والجرائح 1: 286 / 20.

(7) تاريخ أهل البيت: 148، وفي تاريخ الأئمة: 33 والفصول المهمة: 232 ونور الأبصار: 301: محمد بن الفضل.


الصفحة 309

[نقش خاتمه (عليه السلام)]

وكان له خاتم نقشة فصه: حسبي الله (1)

ذكر ولده (عليه السلام)

علي الإمام الرضا (عليه السلام)، وفاطمة لأم.

والعباس، وإبراهيم، والقاسم لأمهات شتى.

وإسماعيل، وجعفر، وهارون، والحسن، وفاطمة الصغرى، وأحمد لأم.

ومحمد، وحمزة، ورقية لأم.

و عبد الله، وإسحاق لأم.

وعبيد الله، وزيد، وحسين، والفضل، وسليمان، وحكيمة، وعباسة، وقسمة، وأم فروة، وأسماء، ورقية، وكلثوم، وأم جعفر، ولبابة، وزينب، وخديجة، وعلية، وآمنة، وحسينة (2)، ونزيهة (3)، وأم سلمة، ومصونة (4)، وأم كلثوم لأمهات شتى (5).

رجع الحديث

وكان أبوه يحبه ويميل إليه، ووهب اليسيرية له تفضلا، وكان شراها بستة وعشرين ألف دينار (6).

____________

(1) الكافي 6: 473 / 4، وفي الفصول المهمة: 332 ونور الأبصار: 301 (الملك لله وحده).

(2) في " ع ": حسنية، وفي الارشاد: حسنة.

(3) كذا في المناقب ابن شهرآشوب، وفي النسخ: بويمة، وفي الارشاد: بريهة.

(4) في الارشاد والمناقب: ميمونة.

(5) تاريخ الأئمة: 20، تاج المواليد: 123، إعلام الورى: 312، مناقب ابن شهرآشوب 4: 324، تذكرة الخواص: 351، كشف الغمة 2: 216 و 237، الفصول المهمة: 241.

(6) في إرشاد المفيد: 303، وإعلام الورى 312، وكشف الغمة 2: 236، والفصول المهمة: 242: وكان أحمد بن موسى كريما جليلا ورعا، وكان أبو الحسن موسى (عليه السلام) يحبه ويقدمه، ووهب له ضيعته المعروفة باليسيرة.

وفي عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 72 في سعاية علي بن إسماعيل بن الإمام الصادق (عليه السلام) بعمه الإمام أنه اشترى ضيعة تسمى اليسيرية بثلاثين ألف دينار.


الصفحة 310
وكان (عليه السلام) شيخا بهيا كريما، عتق ألف مملوك.

وكان يدعى (العبد الصالح) من عبادته واجتهاده.

وقيل: إنه دخل مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسجد سجدة في أول الليل، وسمع وهو يقول في سجوده: " عظم الذنب من عبدك، فليحسن العفو من عندك، يا أهل التقوى، ويا أهل المغفرة " وجعل يرددها حتى أصبح.

وكان يبلغه عن رجل أنه يؤذيه، فيبعث إليه بصرة فيها ألف دينار.

وكان يصر الصرر ثلاثمائة دينار وأربعمائة دينار ومائتي دينار ثم يقسمها بالمدينة.

وكانت صرة موسى إذا جاءت الإنسان استغنى (1).

وقال محمد بن عبد الله البكري: قدمت المدينة أطلب بها دينا، فأعياني، فقلت:

لو ذهبت إلى أبي الحسن موسى وشكوت إليه، فأتيته بنقمي (2) في ضيعته، فخرج إلي ومعه غلام (3) معه منسف (4) فيه قديد مجزع (5)، ليس معه غيره، فأكل وأكلت معه، ثم سألني عن حاجتي، فذكرت له قصتي، فدخل فلم يقر (6) إلا يسيرا حتى خرج إلي فقال لغلامه: اذهب. ثم مد يده إلي، فدفع صرة فيها ثلاثمائة دينار، ثم قام فولى، فقمت

____________

(1) تاريخ بغداد 13: 27، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6: 191، وفيات الأعيان 5: 308، سير أعلام النبلاء 6: 271، الأئمة الاثنا عشر: 89.

(2) في النسخ: بنعمى، تصحيف، ونقمى: موضع من أعراض المدينة كان لآل أبي طالب، معجم البلدان 5:

300.

(3) في " ع ": غلامه.

(4) المنسف: ما ينسف به الطعام، أي يفرق " مجمع البحرين - نسف - 5: 123 ".

(5) القديد: اللحم المملوح المجفف في الشمس " لسان العرب - قدد - 3: 344 ".

مجزع: أي مقطع " لسان العرب - جزع - 8: 48 ".

(6) في " ط ": يقم.


الصفحة 311
فركبت دابتي وانصرفت (1).

وقيل: إنه كان بالمدينة رجل من ولد عمر بن الخطاب يؤذيه ويشتم عليا (صلوات الله عليه)، وكان قد قال له بعض حاشيته: دعنا نقتله. فنهاهم عن ذلك أشد النهي، وزجرهم أشد الزجر، وسأل عن العمري، فذكر له أنه يزرع بناحية من نواحي المدينة، فركب إليه في مزرعته فوجده فيها، فدخل المزرعة بحماره، فصاح به العمري:

لا تطأ زرعنا. فتوطأه بالحمار، حتى وصل إليه، فنزل وجلس عنده، وضاحكه، وقال له: كم غرمت في زرعك هذا؟ قال له: مائة دينار.

قال: فكم ترجو أن تصيب فيه؟ قال: لا أعلم الغيب.

قال: إنما قلت لك: كم ترجو فيه؟

قال: أرجو أن يجيئني مائتا دينار.

قال: فأعطاه ثلاثمائة دينار، وقال: هذا زرعك على حاله. قال: فقام العمري فقبل رأسه، وانصرف.

قال: فراح إلى المسجد فوجد العمري جالسا، فلما نظر إليه قال: الله أعلم حيث يجعل رسالته. قال: فوثب أصحابه فقالوا له: ما قصتك؟! قد كنت تقول خلاف هذا! فخاصمهم وسابهم، وجعل يدعو لأبي الحسن موسى (عليه السلام) كلما دخل وخرج.

قال: فقال أبو الحسن موسى (عليه السلام) لحاشيته الذين أرادوا قتل العمري: أيما كان أخير: ما أردتم أو ما أردت؟ أردت أن أصلح أمره بهذا المقدار.(2)

وقال محمد ابنه: خرجت مع أبي إلى ضياعه (3)، وأصبحنا في غداة باردة، وقد دنونا منها وأصبحنا عند عين من عيون ساية (4)، فخرج إلينا من تلك الضياع عبد

____________

(1) الارشاد: 296، تاريخ بغداد 13: 28، روضة الواعظين: 215، سير أعلام النبلاء 6: 271، حلية الأبرار 2: 260.

(2) الارشاد: 297، تاريخ بغداد 13: 28، إعلام الورى: 306، سير أعلام النبلاء 6: 271.

(3) في " ع، م ": بستانه.

(4) واد من حدود الحجاز فيه مزارع وعيون.


الصفحة 312
زنجي فصيح مستدفئ بخرقة، على رأسه قدر فخار، فوقف على الغلمان فقال: أين سيدكم؟ قالوا: هو ذاك.

قال: أبو من يكنى؟ قالوا: أبا الحسن.

قال فوقف عليه وقال له: يا سيدي يا أبا الحسن، هذه عصيدة أهديتها إليك.

قال: ضعها عند الغلمان، فوضعها عند الغلمان، فأكلوا منها. ثم ذهب فلم نقل بلغ حتى خرج، وعلى رأسه حزمة حطب، حتى وقف عليه وقال: يا سيدي، هذا حطب أهديته إليك. قال: ضعه عند الغلمان وهب لنا نارا. فذهب فجاء بنار.

قال: فكتب أبو الحسن (عليه السلام) اسمه واسم مولاه، فدفعه إلي وقال: يا بني، احتفظ بهذه الرقعة حتى أسألك عنها. قال: فوردنا إلى ضياعه، فأقام بها ما طاب له، ثم قال: امضوا بنا إلى زيارة البيت.

قال: فخرجنا حتى وردنا مكة، فلما قضى عمرته دعا صاعدا فقال: اذهب فاطلب لي هذا الرجل، فإذا علمت موضعه فأعلمني حتى أمشي إليه.

فوقعت على الرجل (1)، فلما رآني عرفني، وكنت أعرفه، وكان يتشيع، فلما رآني سلم علي وقال: أبو الحسن موسى قدم؟ قلت: لا. قال: فأي شئ أقدمك؟ قلت:

حوائج، وكان قد علم بمكانه وبشأنه، فتبعني وجعلت أتخفى منه ويلحقني بنفسه (2)، فلما رأيت أني لا أنفلت منه، مضيت إلى مولاي ومضى معي حتى أتيته، فقال: ألم أقل لك لا تعلمه؟ فقلت: جعلت فداك، لم اعلمه. فسلم عليه فقال أبو الحسن (عليه السلام):

غلامك فلان تبيعه؟

فقال: جعلت فداك، الغلام لك، والضيعة لك، وجميع ما أملك.

قال: أما الضيعة فلا أحب أن أسلبكها، وقد حدثني أبي، عن جدي أن بائع (3) الضيعة ممحوق، ومشتريها مرزوق.

____________

(1) في تاريخ بغداد زيادة: فإني أكره أن أدعوه والحاجة لي. قال لي صاعد: فذهبت حتى وقفت على الرجل.

(2) في " ط ": ويخفى نفسه.

(3) في " ع، م ": بيع.


الصفحة 313
قال: فجعل الرجل يعرضها عليه مدلا بها، فاشترى أبو الحسن (عليه السلام) الضيعة والرقيق منه بألوف الدنانير وأعتق العبد، ووهب له الضيعة.

وقال ابن أبي رافع: فهو ذا ولده يعرف بالصراف بمكة.(1)

ذكر معجزاته (عليه السلام)

261 / 4 - حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثنا جعفر [بن محمد] بن مالك الفزاري، قال: حدثني محمد بن إسماعيل الحسيني (2)، عن أبي محمد الحسن بن علي الثاني (عليه السلام)، قال: إن موسى (عليه السلام) قبل وفاته بثلاثة أيام دعا المسيب وقال له:

إني ظاعن عنك في هذه الليلة إلى مدينة جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لأعهد إلى من بها عهدا أن يعمل به بعدي.

قال المسيب: قلت: مولاي، كيف تأمرني والحرس والأبواب! كيف أفتح لك الأبواب والحرس معي على الأبواب وعليها أقفالها؟!

فقال: يا مسيب، ضعفت نفسك (3) في الله وفينا؟!

قلت: يا سيدي، بين لي.

فقال: يا مسيب، إذا مضى من هذه الليلة المقبلة ثلثها، فقف فانظر.

قال المسيب: فحرمت على نفسي الانضجاع في تلك الليلة، فلم أزل راكعا وساجدا وناظرا ما وعدنيه، فلما مضى من الليل ثلثه غشيني (4) النعاس وأنا جالس، فإذا

____________

(1) تاريخ بغداد 13: 29، إحقاق الحق 12: 305. في تاريخ بغداد: فهو ذا ولده في الطرفين بمكة.

(2) في " ع، م ": الحسني، وكأنه محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر (عليه السلام)، ممن رأى صاحب الأمر (عليه السلام)، انظر معجم رجال الحديث 15: 107.

(3) في المصادر: ضعف يقينك.

(4) في " م، ط ": غشاني.


الصفحة 314
أنا بسيدي موسى يحركني برجله، ففزعت وقمت قائما، فإذا بتلك الجدران المشيدة، والأبنية المعلاة، وما حولنا من القصور والأبنية، قد صارت كلها أرضا (1)، فظننت بمولاي أنه أخرجني من المحبس الذي كان فيه، قلت: مولاي، خذ بيدي من ظالمك وظالمي.

فقال: يا مسيب، تخاف القتل؟

قلت: مولاي، معك لا.

فقال: يا مسيب فاهدأ على حالتك، فإنني راجع إليك بعد ساعة واحدة، فإذا وليت عنك فسيعود المحبس إلى شأنه.

قلت: يا مولاي، فالحديد الذي عليك، كيف تصنع به؟

فقال: ويحك يا مسيب! بنا والله، ألان الله الحديد لنبيه داود، كيف يصعب علينا الحديد؟!

قال المسيب: ثم خطا، فمر بين يدي خطوة ولم أدر كيف غاب عن بصري، ثم ارتفع البنيان وعادت القصور على ما كانت عليه، واشتد اهتمام نفسي، وعلمت أن وعده (2) الحق، فلم أزل قائما على قدمي، فلم ينقض إلا ساعة كما حده لي، حتى رأيت الجدران والأبنية قد خرت إلى الأرض سجدا، وإذا أنا بسيدي (عليه السلام) وقد عاد إلى حبسه، وعاد الحديد إلى رجليه، فخررت ساجدا لوجهي بين يديه، فقال لي: ارفع رأسك يا مسيب، وأعلم أن سيدك راحل عنك إلى الله في ثالث هذا اليوم الماضي.

فقلت: مولاي، فأين سيدي علي؟

فقال: شاهد (3) غير غائب يا مسيب، وحاضر غير بعيد، يسمع ويرى.

قلت: يا سيدي، فإليه قصدت؟

قال: قصدت والله يا مسيب، كل منتخب (4) لله على وجه الأرض شرقا وغربا،

____________

(1) في " م، ط " زيادة: والدنيا من حولنا من القصور والأبنية المعلاة والأرض.

(2) في " ع، م ": وعدته.

(3) في " ع، م ": شاهدنا.

(4) في " ع ": منتجب، وكلاهما بمعنى واحد.


الصفحة 315
حتى الجن في البراري والبحار، حتى الملائكة في مقاماتهم وصفوفهم. قال: فبكيت.

قال: لا تبك يا مسيب، إنا نور لا نطفأ، إن غبت عنك، فهذا علي ابني يقوم مقامي بعدي، هو أنا. فقلت: الحمد لله.

قال: ثم إن سيدي في ليلة اليوم الثالث دعاني فقال لي: يا مسيب، إن سيدك يصبح من ليلة يومه على ما عرفتك من الرحيل إلى الله (تعالى)، فإذا أنا دعوت بشربة ماء فشربتها فرأيتني قد انتفخت بطني، يا مسيب، واصفر لوني، واحمر، واخضر، وتلون ألوانا، فخبر الظالم بوفاتي، وإياك بهذا الحديث (1). أن تظهر عليه أحدا من عندي إلا بعد وفاتي.

قال المسيب: فلم أزل أترقب وعده، حتى دعا بشربة الماء فشربها، ثم دعاني فقال: إن هذا الرجس، السندي بن شاهك، سيقول إنه يتولى أمري ودفني، وهيهات هيهات أن يكون ذلك أبدا! فإذا حملت نعشي إلى المقبرة المعروفة بمقابر قريش، فالحدوني بها، ولا تعلوا على قبري علوا واحدا، ولا تأخذوا من تربتي لتتبركوا بها، فإن كل تربة لنا محرمة إلا تربة جدي الحسين بن علي (عليه السلام)، فإن الله جعلها شفاء لشيعتنا وأوليائنا.

قال: فرأيته تختلف ألوانه، وتنتفخ بطنه، ثم قال: رأيت شخصا أشبه الأشخاص به، جالسا إلى جانبه في مثل هيئته، وكان عهدي بسيدي الرضا (عليه السلام) في ذلك الوقت غلاما، فأقبلت أريد سؤاله، فصاح بي سيدي موسى (عليه السلام): قد نهيتك يا مسيب، فتوليت عنهم، ولم أزل صابرا حتى قضى، وعاد ذلك الشخص.

ثم أوصلت الخبر إلى الرشيد، فوافى الرشيد وابن شاهك، فوالله، لقد رأيتهم بعيني وهم يظنون أنهم يغسلونه ويحنطونه ويكفنونه، وكل ذلك أراهم لا يصنعون به شيئا، ولا تصل أيديهم إلى شئ منه، ولا إليه، وهو مغسول، مكفن، محنط، ثم حمل ودفن في مقابر قريش، ولم يعل على قبره إلى الساعة.(2)

____________

(1) في " ع، م ": وإياك إذا رأيت بي هذا الحدث.

(2) الهداية الكبرى: 265، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 100 / 6، عيون المعجزات: 101، مناقب ابن شهرآشوب 4: 303.


الصفحة 316
وبقي في الحديث ما لم يحسن ذكره مما فعله الرشيد به، كذا وجدت الحكاية.

262 / 5 - وروي أن الرشيد فكر في قتل موسى (عليه السلام) فدعا برطب فأكل منه، ثم أخذ صينية، فوضع فيها عشرين رطبة، وأخذ سلكا فتركه في السم، وأدخله في الخياط وأخذ رطبة من ذلك الرطب، وأقبل يردد السلك المسموم بذلك الخيط، من رأس الرطبة إلى آخرها، حتى علم أن السم قد تمكن فيها، واستكثر منه، ثم ردها في الرطب، وقال لخادم له: احمل هذه الصينية إلى موسى، وقل له: إن أمير المؤمنين أكل من هذا الرطب، وتنغص لك، وهو يقسم عليك بحقه إلا ما أكلته عن آخره، فإني اخترتها لك بيدي، ولا تتركه حتى لا يبقي منه شيئا، ولا يطعم (1) منه أحدا.

فأتاه بها الخادم، وأبلغه الرسالة، فقال له: إئتني بخلالة (2). فناوله خلالة، وأقام بإزائه وهو يأكل الرطب، وكان للرشيد كلبة أعز عليه من كل ما كان في مملكته، فجرت نفسها وخرجت بسلاسل ذهب وفضة كانت في عنقها، حتى حاذت موسى بن جعفر (عليه السلام)، فبادر بالخلالة إلى الرطبة المسمومة فغرزها، ورمى بها إلى الكلبة، فأكلتها، فلم تلبث الكلبة أن ضربت بنفسها (3) الأرض، وعوت حتى تقطعت قطعا قطعا، واستوفى (عليه السلام) باقي الرطب، وحمل الغلام الصينية إلى الرشيد، فقال له: أكل الرطب عن آخره؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين.

قال: فكيف رأيته؟

قال: ما أنكرت منه شيئا يا أمير المؤمنين.

قال: ثم ورد خبر الكلبة، وأنها قد تهرأت وماتت، فقلق الرشيد لذلك قلقا شديدا، واستعظمه، ومر على الكلبة، فوجدها متهرأة بالسم، فدعا الخادم، ودعا بالسيف والنطع، قال: لتصدقني عن خبر الرطب وإلا قتلتك.

فقال: يا أمير المؤمنين، إني حملت الرطب إليه، وأبلغته رسالتك، وقمت بإزائه،

____________

(1) في " ط ": تطعم.

(2) الخلالة: آلة يؤكل بها الرطب ونحوه كالشوكة.

(3) زاد في " م ": إلى.


الصفحة 317
فطلب خلالة، فدفعت إليه خلالة، فأقبل يغرز الرطبة بعد الرطبة يأكلها، حتى مرت به الكلبة، فغرز رطبة من ذلك الرطب، ورمى بها إلى الكلبة، فأكلتها، وأكل باقي الرطب، فكان ما ترى.

فقال الرشيد: ما ربحنا من موسى إلا أنا أطعمناه جيد الرطب، وضيعنا سمنا، وقتلنا كلبتنا.(1)

263 / 6 - وحدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن علي ابن الزبير البلخي ببلخ، قال: حدثنا حسام بن حاتم الأصم، قال: حدثني أبي، قال:

قال لي شقيق - يعني ابن إبراهيم (2) البلخي -: خرجت حاجا إلى بيت الله الحرام في سنة تسع وأربعين ومائة، فنزلنا القادسية، قال شقيق: فنظرت إلى الناس في زيهم بالقباب والعماريات (3) والخيم والمضارب، وكل إنسان منهم قد تزيا على قدره، فقلت: اللهم إنهم قد خرجوا إليك فلا تردهم خائبين.

فبينما أنا قائم، وزمام راحلتي بيدي، وأنا أطلب موضعا أنزل فيه منفردا عن الناس، إذ نظرت إلى فتى حدث السن، حسن الوج، شديد السمرة، عليه سيماء العبادة وشواهدها، وبين عينيه سجادة (4) كأنها كوكب دري، وعليه من فوق ثوبه شملة من صوف، وفي رجله نعل عربي، وهو منفرد في عزلة من الناس، فقلت في نفسي: هذا الفتى من هؤلاء الصوفية المتوكلة، يريد أن يكون كلا على الناس في هذا الطريق، والله لأمضين إليه، ولأوبخنه.

قال: فدنوت منه، فلما رآني مقبلا نحوه قال لي: يا شقيق * (اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا) * (5) وقرأ الآية، ثم تركني ومضى، فقلت في

____________

(1) تقدمت تخريجاته في الحديث الرابع.

(2) في " ع، ط ": يعني إبراهيم.

(3) جمع عمارية: الهودج الذي يجلس فيه.

(4) أي أثر السجود في الجبهة.

(5) الحجرات 49: 12.


الصفحة 318
نفسي: قد تكلم هذا الفتى على سري، ونطق بما في نفسي، وسماني باسمي، وما فعل هذا إلا وهو ولي الله، ألحقه وأسأله أن يجعلني في حل، فأسرعت وراءه، فلم ألحقه، وغاب عن عيني، فلم أره.

وارتحلنا حتى نزلنا واقصة (1)، فنزلت ناحية من الحاج، ونظرت فإذا صاحبي قائم يصلي على كثيب رمل، وهو راكع وساجد، وأعضاؤه تضطرب، ودموعه تجري من خشية الله (عز وجل)، فقلت: هذا صاحبي، لأمضين إليه، ثم لأسألنه أن يجعلني في حل، فأقبلت نحوه، فلما نظر إلي مقبلا قال لي: يا شقيق * (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) * (2) ثم غاب عن عيني فلم أره، فقلت: هذا رجل من الأبدال (3)، وقد تكلم على سري مرتين، ولو لم يكن عند الله فاضلا ما تكلم على سري.

ورحل الحاج وأنا معهم، حتى نزلنا بزبالة (4)، فإذا أنا بالفتى قائم على البئر، وبيده ركوة يستقي بها ماء، فانقطعت الركوة في البئر، فقلت: صاحبي والله، فرأيته قد رمق السماء بطرفه، وهو يقول:


أنت ربي إذا ظمأت إلى الماءوقوتي إذا أردت الطعاما

إلهي وسيدي مالي سواها، فلا تعدمنيها.

قال شقيق: فوالله، لقد رأيت البئر وقد فاض ماؤها حتى جرى على وجه الأرض، فمد يده، فتناول الركوة، فملأها ماء، ثم توضأ، فأسبغ الوضوء، وصلى ركعات، ثم مال إلى كثيب رمل أبيض، فجعل يقبض بيده من الرمل ويطرحه في الركوة، ثم يحركها ويشرب، فقلت في نفسي: أتراه قد حول الرمل سويقا؟!

فدنوت منه فقلت له: أطعمني رحمك الله، من فضل ما أنعم الله به عليك.

____________

(1) منزل بطريق مكة، ينزله الحاج، دون زبالة بمرحلتين، معجم البلدان 5: 354.

(2) طه 20: 82.

(3) قوم من الصالحين لا تخلو الدنيا منهم، سموا بذلك لأنهم كلما مات واحد منهم أبدل الله مكانه آخر. انظر " النهاية 1: 107، مجمع البحرين - بدل - 5: 319 ".

(4) قرية عامرة بين واقصة والثعلبية بطريق مكة من الكوفة. معجم البلدان 3: 129.


الصفحة 319
فنظر وقال لي: يا شقيق، لم تزل نعمة الله علينا أهل البيت سابغة، وأياديه لدينا جميلة، فأحسن ظنك بربك، فإنه لا يضيع من أحسن به ظنا.

فأخذت الركوة من يده وشربت، فإذا سويق وسكر، فوالله ما شربت شيئا قط ألذ منه، ولا أطيب رائحة، فشبعت ورويت، وأقمت أياما لا أشتهي طعاما ولا شرابا، فدفعت إليه الركوة.

ثم غاب عن عيني، فلم أره حتى دخلت مكة وقضيت حجي، فإذا أنا بالفتى في هدأة من الليل، وقد زهرت النجوم، وهو إلى جانب قبة الشراب (1) راكعا ساجدا، لا يريد مع الله سواه، فجعلت أرعاه وأنظر إليه، وهو يصلي بخشوع وأنين وبكاء، ويرتل القرآن ترتيلا، فكلما مرت آية فيها وعد ووعيد رددها على نفسه، ودموعه تجري على خده، حتى إذا دنا الفجر جلس في مصلاه يسبح ربه ويقدسه، ثم قام فصلى الغداة، وطاف بالبيت أسبوعا، (2) وخرج من باب المسجد، فخرجت، فرأيت له حاشية وموال، وإذا عليه لباس خلاف الذي شاهدت، وإذا الناس من حوله يسألونه عن مسائلهم، ويسلمون عليه، فقلت لبعض الناس، أحسبه من مواليه: من هذا الفتى؟

فقال لي: هذا أبو إبراهيم، عالم آل محمد.

قلت: ومن أبو إبراهيم؟

قال: موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).

فقلت: لقد عجبت أن توجد هذه الشواهد إلا في هذه الذرية.(3)

264 / 7 - وحدثني القاضي أبو الفرج المعافى، قال: حدثنا أحمد بن إسماعيل الكاتب، قال: كان بحضرة باب الرشيد رجل من الأنصار يقال له (نفيع) وكان عريضا، وكان آدم بن عبد العزيز شاعرا ظريفا، فاتفقا يوما بباب الرشيد، وحضر موسى

____________

(1) في " ع ": بيت فيه الشراب، وفي " ط ": بيت فيه السراب.

(2) أي سبع مرات.

(3) تذكرة الخواص: 348، صفة الصفوة 2: 185، كشف الغمة 2: 213، الفصول المهمة: 233، إسعاف الراغبين: 247.


الصفحة 320
ابن جعفر على حمار له، فلما قرب قام الحاجب إليه، فأدخله من الباب، فقال نفيع لآدم:

من هذا؟

فقال: أو ما تعرفه؟ قال: لا.

قال: هذا شيخ آل أبي طالب اليوم، هذا فلان بن فلان. فقال: تبا لهؤلاء القوم يكرمون هذا الاكرام من يقصد ليزيلهم عن سريرهم، أما إنه إن خرج لأسوأنه.

قال فقال له آدم: لا تفعل، إن هؤلاء قوم قد أعطاهم الله (عز وجل) حظا في ألسنتهم، وقلما ناوأهم إنسان، أو تعرض لهم، إلا ووسموه بسمة سوء. فقال له: سترى.

وخرج موسى فوثب إليه نفيع فأخذ بلجام حماره، وقال له: من أنت؟

فقال بوقار: إن كنت تريد النسب فأنا ابن محمد حبيب الله بن إسماعيل ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله.

وإن كنت تريد البيت فهو البيت الذي أوجب الله (جل ذكره) على المسلمين كافة، وعليك إن كنت منهم، أن يحجوا إليه.

وإن كنت تريد المنافرة، فوالله ما رضي مشركو قومي بمسلمي قومك (1) أكفاء حتى قالوا: يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قريش.

قال: فاسترخت أصابعه من اللجام وتركه.(2)

265 / 8 - قال: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد سفيان، قال: حدثنا وكيع، قال:

حدثنا الأعمش، قال: لحقت موسى بن جعفر الكاظم الغيظ (عليه السلام) وهو في حبس الرشيد فرأيته يخرج من حبسه ويغيب ثم يدخل من حيث لا يرى.(3)

266 / 9 - قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد سفيان، قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش، قال: رأيت كاظم الغيظ (عليه السلام) عند الرشيد وقد خضع له، فقال له عيسى ابن أبان: يا أمير المؤمنين، لم تخضع له؟

____________

(1) مشركو قومي: أي قريش، ومسلمو قومك: أي الأنصار.

(2) أمالي المرتضى 1: 274، إعلام الورى: 307، أعلام الدين: 305، مدينة المعاجز: 452.

(3) إثبات الهداة 5: 566 / 117، مدينة المعاجز: 427 / 5.