الصفحة 456
قراء القرآن، فقهاء في الدين، قد قرحوا جباههم، وشمروا ثيابهم، وعمهم النفاق، وكلهم يقولون: يا بن فاطمة، ارجع لا حاجة لنا فيك. فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الاثنين من العصر إلى العشاء، فيقتلهم أسرع من جزر جزور، فلا يفوت منهم رجل، ولا يصاب من أصحابه أحد، دماؤهم قربان إلى الله. ثم يدخل الكوفة فيقتل مقاتليها حتى يرضى الله (عز وجل).

قال: فلم أعقل المعنى، فمكثت قليلا، ثم قلت وما يدريه؟ - جعلت فداك - متى يرضى الله (عز وجل).

قال: يا أبا الجارود، إن الله أوحى إلى أم موسى، وهو خير من أم موسى، وأوحى الله إلى النحل، وهو خير من النحل. فعقلت المذهب، فقال لي: أعقلت المذهب؟ قلت:

نعم.

فقال: إن القائم (عليه السلام) ليملك ثلاثمائة وتسع سنين، كما لبث أصحاب الكهف في كهفهم، يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا، ويفتح الله عليه شرق الأرض وغربها، يقتل الناس حتى لا يرى إلا دين محمد (صلى الله عليه وآله)، يسير بسيرة سليمان بن داود (عليهما السلام)، يدعو الشمس والقمر فيجيبانه، وتطوى له الأرض، فيوحي الله إليه، فيعمل بأمر الله.(1)

436 / 40 - وبهذا الاسناد عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الحميري، قال:

حدثنا القاسم بن إسماعيل، عن الحسن بن علي، عن أبي المغرا، عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: ويل لطغاة العرب من أمر قد اقترب.

قلت: جعلت فداك، كم مع القائم (عليه السلام) من العرب؟

قال: نفر يسير.

فقلت: والله، إن يصف هذا الأمر منهم لكثير!

قال: لا بد للناس من أن يمحصوا، ويميزوا، ويغربلوا، ويستخرج الغربال خلقا

____________

(1) غيبة الطوسي: 474 / 496 " قطعة منه "، تاج المواليد: 153، حلية الأبرار 2: 599.


الصفحة 457
كثيرا (1).

437 / 41 - وبهذا الاسناد عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الحميري، قال:

حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، قال: حدثنا عبد الله بن القاسم، عن عمر بن أبان الكلبي، عن أبان بن تغلب (2)، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):

كأني بالقائم (عليه السلام) على ظهر النجف، لبس درع رسول الله (صلى الله عليه وآله) تتقلص عليه، ثم ينتفض بها، فتستدير عليه، ثم يتغشى بثوب إستبرق، ثم يركب فرسا له أبلق، بين عينيه شمراخ (3)، ينتفض به حتى لا يبقى أهل له إلا أتاهم بين ذلك الشمراخ، حتى تكون آية له.

ثم ينشر راية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهي المغلبة، عودها من عهد غرس الله، وسيرها من نصر الله، لا يهوي بها إلى شئ إلا أهلكته.

قال: قلت: مخبئة هي أم يؤتى بها؟

قال: بل يأتي بها جبرئيل (عليه السلام)، وإذا نشرها أضاء لها ما بين المشرق والمغرب، ووضع الله يده على رؤوس العباد، فلا يبقى مؤمن إلا صار قلبه أشد من زبر الحديد، وأعطي قوة أربعين رجلا، فلا يبقى ميت يومئذ إلا دخلت عليه تلك الفرحة في قبره، حيث (4) يتزاورون في قبورهم، ويتباشرون بخروج القائم، فيهبط مع الراية إليه ثلاثة عشر ألف ملك وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا.

قال: قلت: كل هؤلاء ملائكة؟

قال: نعم، كلهم ينتظرون قيام القائم، الذين كانوا مع نوح في السفينة، والذين

____________

(1) في " ط ": من الغربال خلق كثير.

الكافي 1: 302 / 2، غيبة النعماني: 204 / 6 " نحوه " و 204 / 7، العدد القوية: 74 / 123.

(2) كذا في كامل الزيارات وغيبة النعماني، وهو الصواب، وفي النسخ: عبد الله بن عمرو (عمر ظ) بن أبان ابن تغلب الكلبي، راجع معجم رجال الحديث 1: 151 و 10: 281 و 13: 10.

(3) الشمراخ: غرة الفرس إذا دقت وسالت وجللت الخيشوم.

(4) في " ط ": حتى.


الصفحة 458
كانوا مع إبراهيم حين القي في النار، والذين كانوا مع موسى حين فلق البحر، والذين كانوا مع عيسى حيث رفعه الله إليه، وألف مع النبي مسومين، وألف مردفين، وثلاثمائة وثلاثة عشر كانوا مع النبي (صلى الله عليه وآله) يوم بدر، وأربعة آلاف هبطوا إلى الأرض ليقاتلوا مع الحسين (عليه السلام) فلم يؤذن لهم، فرجعوا في الاستيمار، فهبطوا وقد قتل الحسين (عليه السلام)، فهم شعث غبر عند قبره، يبكونه إلى يوم القيامة، وما بين قبر الحسين (عليه السلام) إلى السماء مختلف الملائكة.(1)

438 / 42 - وبهذا الاسناد عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الحميري، قال:

حدثني أحمد بن جعفر، قال: حدثني علي بن محمد، يرفعه إلى أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) في صفة القائم (عليه السلام):

كأنني به قد عبر من وادي السلام إلى مسجد السهلة (2)، على فرس محجل، له شمراخ، يزهو، ويدعو، ويقول في دعائه:

لا إله إلا الله حقا حقا، لا إله إلا الله إيمانا وصدقا، لا إله إلا الله تعبدا ورقا.

اللهم يا معين كل مؤمن وحيد، ومذل كل جبار عنيد، أنت كهفي حين تعييني المذاهب، وتضيق علي الأرض بما رحبت.

اللهم خلقتني وكنت عن خلقي غنيا، ولولا نصرك إياي لكنت من المغلوبين.

يا منشر الرحمة من مواضعها، ومخرج البركات من معادنها، ويا من خص نفسه بشموخ الرفعة، فأولياؤه بعزه يتعززون، يا من وضعت له الملوك نير المذلة على أعناقها، فهم من سطوته خائفون. أسألك باسمك الذي قصر عنه خلقك، فكل لك مذعنون، أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد، وأن تنجز لي أمري، وتعجل لي الفرج، وتكفيني، وتعافيني، وتقضي حوائجي، الساعة الساعة، الليلة الليلة، إنك على كل شئ قدير.(3)

____________

(1) نحوه في كامل الزيارات: 119 / 5 و: 192 / 9، وكمال الدين وتمام النعمة: 671 / 22، وغيبة النعماني:

309 / 4 و: 310 / 5، وقطعة منه في العدد القوية: 74 / 124.

(2) من مساجد الكوفة.

(3) العدد القوية: 75 / 125.


الصفحة 459
439 / 43 - وحدثني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله الحرمي، قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام، قال: حدثنا حبيب بن الحسين، قال: حدثنا أبو هاشم عبيد بن خارجة، عن علي بن عثمان، عن فرات بن الأحنف، قال: كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) ونحن نريد زيارة أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، فلما صرنا إلى الثوية نزل فصلى ركعتين، فقلت: يا سيدي، ما هذه الصلاة؟

قال: هذا موضع منبر القائم، أحببت أن أشكر الله في هذا الموضع. ثم مضى ومضيت معه حتى انتهى إلى القائم الذي على الطريق، فنزل فصلى ركعتين، فقلت:

ما هذه الصلاة؟

قال: ها هنا نزل القوم الذين كان معهم رأس الحسين (عليه السلام) في صندوق، فبعث الله (عز وجل) طيرا فاحتمل الصندوق بما فيه، فمر بهم جمال، فأخذوا رأسه، وجعلوه في الصندوق وحملوه، فنزلت وصليت ها هنا شكرا لله. ثم مضى ومضيت معه حتى انتهى إلى موضع، فنزل وصلى ركعتين، وقال: ها هنا قبر أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، أما إنه لا تذهب الأيام حتى يبعث الله رجلا ممتحنا في نفسه بالقتل، يبني عليه حصنا فيه سبعون طاقا.

قال حبيب بن الحسين: سمعت هذا الحديث قبل أن يبنى على الموضع شئ، ثم إن محمد بن زيد وجه فبنى (1) عليه، فلم تمض الأيام حتى امتحن محمد في نفسه بالقتل.(2)

440 / 44 - وبإسناده عن محمد بن همام، قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنا أحمد بن زيد (3)، عن محمد بن عمار، عن أبيه، عن أبي

____________

(1) في " م " يبني.

(2) حلية الأبرار 2: 638.

(3) كذا في النسخ، وتقدم السند في الحديث (67) من دلائل الإمام الصادق (عليه السلام)، وفيه: أحمد بن مدبر، وفي الاختصاص: أحمد بن المؤدب من ولد الأشتر.


الصفحة 460
بصير، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) وعنده رجل من أهل خراسان، وهو يكلمه بلسان لم أفهمه، ثم رجعا إلى شئ فهمته، فسمعت أبا عبد الله يقول: اركض برجلك الأرض، فإذا بحر تحت الأرض، على حافته فارسان (1)، قد وضعا أذقانهما على قرابيس (2) سروجهما، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): هؤلاء من أنصار القائم (عليه السلام).(3)

441 / 45 - وحدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال حدثنا محمد بن همام، قال: حدثنا أحمد بن مابنداز والحميري، قالا: حدثنا أحمد بن هلال، قال: حدثني الحسن بن محبوب، قال: قال لي الرضا (عليه السلام):

يا حسن، إنه ستكون فتنة صماء صيلم (4)، تسقط فيها كل وليجة وبطانة (5)، وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي، يحزن لفقده أهل الأرض والسماء، كم من حرة مؤمنة ومؤمن يتأسف ويتلهف، وحيران لفقده.

ثم أطرق ورفع رأسه، فقال: بأبي وأمي سمي جدي، وشبيهي، وشبيه موسى ابن عمران، [عليه] جيوب النور (6) تتوقد من ضياء الشمس، كأني بهم آيس (7) ما كانوا، قد نودوا نداء تسمعه من البعد، كما تسمعه من القرب، يكون رحمة (8) على المؤمنين، وعذابا على الكافرين.

____________

(1) في النسخ: فرسان.

(2) القرابيس: جمع قربوس، حنو السرج.

(3) الاختصاص: 325 / 2، مدينة المعاجز: 401 / 159.

(4) قال في النهاية 3: 54: الفتنة الصماء: هي التي لا سبيل إلى تسكينها لتناهيها في دهائها، لأن الأصم لا يسمع الاستغاثة، فلا يقلع عما يفعله، وقيل: هي كالحية الصماء التي لا تقبل الرقي.

والصيلم: الداهية " النهاية 3: 49 ".

(5) الوليجة: الدخيلة، وخاصتك من الناس، والبطانة: السريرة والصاحب " مجمع البحرين - ولج - 2: 335، - بطن - 6: 412 ".

(6) في " ط ": حبور وأنوار، وفي " ع ": حبور والنور.

(7) في " ع، م ": أيسوا.

(8) في " ط " زيادة: الله.


الصفحة 461
قلت: بأبي وأمي، ما ذلك النداء؟

قال: ثلاثة أصوات في رجب.

أولها: ألا لعنة الله على الظالمين.

والثاني: أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين.

والثالث: يرون بدنا (1) بارزا مع قرن الشمس، ينادي: ألا إن الله قد بعث (2) فلان بن فلان على هلاك الظالمين. فعند ذلك يأتي المؤمنين الفرج، وتشفى صدورهم، ويذهب غيظ قلوبهم، وزاد الحميري: ويتمنى الأموات أنهم أحياء.(3)

442 / 46 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي ابن عبد الكريم الزعفراني، قال: حدثنا أبو طالب عبد الله بن الصلت، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن سنان، عن داود الرقي، قال: جاء رجل إلى أبي عبد الله (عليه السلام)، فقال له: ما بلغ من علمكم؟ قال: ما بلغ من سؤالكم.

فقال الرجل: بحر ماء هذا، هل تحته شئ؟

قال أبو عبد الله: نعم، رأي العين أحب إليك، أو سمع الأذن؟

قال الرجل: بل رأي العين، لأن الأذن قد تسمع ما لا تدري ولا تعرف، وما يرى بالعين يشهد به القلب.

فأخذ بيد الرجل ثم انطلق حتى أتى شاطئ البحر، فقال: أيها العبد المطيع لربه، أظهر ما فيك. فانفلق البحر عن آخر ماء فيه، وظهر ماء أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب رائحة من المسك، وألذ من الزنجبيل، فقال له: يا أبا عبد الله، جعلت فداك، لمن هذا؟

قال: للقائم (عليه السلام) وأصحابه.

____________

(1) في " ع، م ": بدرا.

(2) في " ع، م ": قد بعث الله.

(3) إثبات الوصية: 227، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 6 / 14، غيبة النعماني: 180 / 28، غيبة الطوسي:

439 / 431، الخرائج والجرائح 3: 1168 / 65، مختصر بصائر الدرجات: 38 و 214.


الصفحة 462
قال: متى؟

قال: إذا قام القائم وأصحابه فقد الماء الذي على وجه الأرض، حتى لا يوجد ماء، فيضج المؤمنون إلى الله بالدعاء، فيبعث الله لهم هذا الماء، فيشربونه وهو محرم على من خالفهم.

قال: ثم رفع رأسه، فرأى في الهواء خيلا مسرجة ملجمة، ولها أجنحة، فقلت:

يا أبا عبد الله، ما هذه الخيل؟

فقال: هذا خيل القائم (عليه السلام) وأصحابه.

قال الرجل: أنا أركب شيئا منها؟

قال إن كنت من أنصاره.

قال: فأشرب من هذا الماء؟

قال: إن كنت من شيعته.(1)

443 / 47 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي، قال: حدثنا محمد بن علي بن عبد الكريم، قال: حدثنا أبو طالب عبد الله بن الصلت، قال: حدثنا محمد بن علي بن عبد الله الخياط (2)، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا قام القائم (عليه السلام) استنزل المؤمن الطير من الهواء، فيذبحه، فيشويه، ويأكل لحمه، ولا يكسر عظمة، ثم يقول له: إحي بإذن الله. فيحيا ويطير، وكذلك الظباء من الصحارى.

ويكون ضوء البلاد نوره (3)، ولا يحتاجون إلى شمس ولا قمر، ولا يكون على وجه الأرض مؤذ، ولا شر، ولا إثم (4)، ولا فساد أصلا، لأن الدعوة سماوية، ليست بأرضية، ولا يكون للشيطان فيها وسوسة، ولا عمل، ولا حسد، ولا شئ من الفساد،

____________

(1) مدينة المعاجز: 421 / 250.

(2) في " ع ": الحناط.

(3) في " ط ": ونورها.

(4) في " ط ": ولا شر ولا سم.


الصفحة 463
ولا تشوك الأرض والشجر، وتبقى زروع الأرض (1) قائمة، كلما أخذ منها شئ نبت من وقته، وعاد كحاله، وإن الرجل ليكسو ابنه الثوب فيطول معه كلما طال، ويتلون عليه أي لون أحب وشاء.

ولو أن الرجل الكافر دخل جحر ضب، أو توارى خلف مدرة، أو حجر، أو شجر، لأنطق الله ذلك الستر (2) الذي يتوارى فيه، حتى يقول: يا مؤمن، خلفي كافر فخذه. فيأخذه ويقتله.(3)

ولا يكون لإبليس هيكل يسكن فيه - والهيكل: البدن - ويصافح المؤمنون الملائكة، ويوحى إليهم، ويحيون - ويجتمعون - الموتى بإذن الله.

قال: يأتي على الناس زمان لا يكون المؤمن إلا بالكوفة، أو يحن إليها.(4)

444 / 48 - وحدثني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله الحرمي، قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى (رضي الله عنه)، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنا إسحاق بن محمد الصيرفي، عن محمد (5) بن إبراهيم الغزالي، قال: حدثني عمران الزعفراني، عن المفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):

إذا ظهر القائم (عليه السلام) من ظهر هذا البيت، بعث الله معه سبعة وعشرين (6) رجلا، منهم أربعة عشر رجلا من قوم موسى (عليه السلام)، وهم الذين قال الله (تعالى): * (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) * (7)، وأصحاب الكهف ثمانية، والمقداد

____________

(1) في " ط ": وتبقى الأرض.

(2) في " ط، ع ": الشئ.

(3) في " ط ": فيؤخذ ويقتل.

(4) نوادر المعجزات: 198 / 8، حلية الأبرار 2: 635.

(5) في حلية الأبرار: إسحاق.

(6) كذا في النسخ، والمعدود ستة وعشرون، وفي تفسير العياشي وروضة الواعظين اتفق العدد مع المعدود (27) بتغيير في الأسماء، فراجع.

(7) الأعراف 7: 159.


الصفحة 464
وجابر الأنصاري، ومؤمن آل فرعون، ويوشع بن نون وصي موسى (عليهما السلام).(1)

445 / 49 - وحدثني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن نصر، قال: حدثنا أبو نعيم (2)، قال: حدثنا ياسين العجلي، عن إبراهيم بن محمد ابن الحنفية، عن أبيه، عن علي (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة.(3)

446 / 50 - وبإسناده عن أبي علي النهاوندي، قال: حدثنا محمد بن بندار، قال: حدثنا محمد بن سعيد الخراساني، عن أبي عمران الطبري، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):

إذا قام قائمنا رد الله كل مؤذ للمؤمنين في زمانه في الصور التي كانوا عليها وفيها، بين أظهرهم، لينتصف منهم المؤمنون.(4)

447 / 51 - وبإسناده عن أبي علي النهاوندي، عن محمد بن بندار، عن محمد ابن سعيد، عن أبي عمران، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا مفضل، أنت وأربعة وأربعون رجلا تحشرون مع القائم، أنت على يمين القائم تأمر وتنهى، والناس إذ ذاك أطوع لك منهم اليوم.(5)

448 / 52 - وحدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن همام، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنا إسحاق بن محمد بن سميع، عن

____________

(1) تفسير العياشي 2: 32 / 90، روضة الواعظين 2: 266، حلية الأبرار 2: 618.

(2) هو الفضل بن دكين التيمي، أبو نعيم الملائي، من كبار شيوخ البخاري، تقريب التهذيب 2: 110.

(3) مسند أحمد 1: 84، تاريخ البخاري الكبير 1: 317 / 994، سنن ابن ماجة 2: 1367 / 4085، مسند أبي يعلى 1: 359 / 205، كمال الدين وتمام النعمة: 152 / 15، حلية الأولياء 3: 177، البيان في أخبار صاحب الزمان: 487، الملاحم والفتن: 163 عن كتاب الفتن لأبي يحيى زكريا بن يحيى البزاز، كشف الغمة 2: 477، فرائد السمطين 2: 331 / 583، حلية الأبرار 2: 709.

(4) إثبات الهداة 7: 146 / 708، حلية الأبرار 2: 618.

(5) إثبات الهداة 7: 146 / 709.


الصفحة 465
محمد بن الوليد، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) في قول الله (عز وجل): * (يومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله) * (1).

قال: في قبورهم بقيام القائم (عليه السلام).(2)

449 / 53 - وأخبرني أبو الحسن علي بن هبة الله، قال: حدثنا أبو جعفر محمد ابن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، قال: حدثنا أبي، عن سعد بن عبد الله، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، قال: حدثنا محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن فضيل بن يسار، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن خرج السفياني ما تأمرني؟

قال: إذا كان ذلك كتبت إليك.

قلت: فكيف أعلم أنه كتابك؟

قال: أكتب إليك بعلامة كذا وكذا. وقرأ آية من القرآن.

قال: فقلت لفضيل: ما تلك الآية؟ قال: ما حدثت بها أحدا غير بريد العجلي.

قال زرارة: أنا أحدثك بها، هي * (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا) * (3).

قال: فسكت الفضيل، ولم يقل لا، ولا نعم.(4)

450 / 54 - وأخبرني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله، قال: حدثني أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري، قال: حدثني أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي، قال: حدثنا علي بن محمد بن نهيد الحصيني، قال: حدثنا أبو علي الشهرياري، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن، عن جعفر بن قرم، عن هارون بن حماد، عن مقاتل، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي، عشر خصال قبل يوم القيامة، ألا تسألني عنها؟

____________

(1) الروم 30: 4 و 5.

(2) حلية الأبرار 2: 618، المحجة للبحراني: 171.

(3) النحل 16: 38.

(4) تفسير العياشي 2: 260 / 29، المحجة للبحراني: 118.


الصفحة 466
قلت: بلى، يا رسول الله.

قال: اختلاف وقتل أهل الحرمين، والرايات السود، وخروج السفياني، وافتتاح الكوفة، وخسف بالبيداء، ورجل منا أهل البيت يبايع له بين زمزم والمقام، يركب إليه عصائب أهل العراق وأبدال الشام، ونجباء أهل مصر، وتصير أهل اليمن عدتهم عدة أهل بدر، فيتبعه بنو كلب يوم الأعماق.

قلت: يا رسول الله، ما بنو كلب؟

قال: هم أنصار السفياني، يريد قتل الرجل الذي يبايع له بين زمزم والمقام، ويسير بهم فيقتلون وتباع ذراريهم على باب مسجد دمشق، والخائب (1) من غاب عن غنيمة كلب ولو بعقال.(2)

451 / 55 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه، قال:

حدثنا أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي، قال: حدثنا أبو محمد عبد الكريم، عن أبي إسحاق الثقفي، قال: حدثنا محمد بن سليمان النخعي، قال: حدثنا السري بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن علي السلمي، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام)، قال: إنما سمي المهدي مهديا (3) لأنه يهدي لأمر خفي، يهدي لما في صدور الناس، يبعث إلى الرجل فيقتله لا يدري في أي شئ قتله، ويبعث ثلاثة راكب، قال: هي بلغة غطفان " ركبان ":

أما راكب فيأخذ ما في أيدي أهل الذمة من رقيق المسلمين، فيعتقهم.

وأما راكب فيظهر البراءة منهما - يغوث ويعوق - في أرض العرب.

وراكب يخرج التوراة من مغارة (4) بأنطاكية، ويعطى حكم سليمان (عليه السلام).(5)

452 / 56 - وبإسناده عن أبي علي النهاوندي، قال: حدثنا أبو عبد الله

____________

(1) في " م، ط ": والغائب.

(2) عنه، معجم أحاديث الإمام المهدي (عليه السلام) 1: 506 / 348.

(3) (مهديا) ليس في " ع ".

(4) في " ط ": مفازة.

(5) إثبات الهداة 7: 146 / 711 و 169 / 786 قطعة منه، حلية الأبرار 2: 556.


الصفحة 467
الزعفراني، قال: حدثنا أبو طالب، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن سنان، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: إذا قام قائمنا بعث في أقاليم الأرض، في كل إقليم رجلا، فيقول له: عهدك في كفك واعمل بما ترى.(1)

453 / 57 - وبإسناده عن أبي علي النهاوندي، قال: حدثنا أبو القاسم بن أبي حية (2)، قال: حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل (3)، قال: حدثنا أبو عبيدة الحداد (4) عبد الواحد بن واصل السدوسي، قال: حدثنا عوف (5)، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلما وعدوانا، ثم يخرج رجل من عترتي - أو قال: من أهل بيتي - يملأها قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وعدوانا (6).

454 / 58 - وبإسناده عن أبي علي النهاوندي، قال: حدثنا إسحاق، عن يحيى ابن سليم، قال: حدثنا هشام بن حسان، عن المعلى بن أبي المعلى، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أبشروا بالمهدي، فإنه يأتي (7) في آخر الزمان على شدة وزلازل، يسع الله له الأرض عدلا وقسطا.(8)

____________

(1) إثبات الهداة 7: 147 / 712.

(2) هو عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الوهاب بن أبي حية أبو القاسم وراق الجاحظ، وثقه الدارقطني والخطيب، روى عن إسحاق بن أبي إسرائيل، مات سنة (319 هـ). تاريخ بغداد 11: 28.

(3) هو أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسرائيل إبراهيم بن كامجر المروزي، وثقه غير واحد، مات سنة (245 هـ).

تاريخ بغداد 6: 356، تهذيب الكمال 2: 398.

(4) زاد في النسخ: قال: حدثنا، وهو خطأ، وأبو عبيدة الحداد كنية ولقب عبد الواحد، وثقه غير واحد، مات سنة (190 هـ). تهذيب التهذيب 6: 440.

(5) وهو عوف بن أبي جميلة العبدي الهجري الأعرابي، وثقه أحمد والنسائي وابن سعد، وكان يسمى الصدوق. طبقات ابن سعد 7: 258، تهذيب التهذيب 8: 166.

(6) مسند أحمد 3: 36، مسند أبي يعلى 2: 274 / 987، مستدرك الحاكم 4: 557، الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان 8: 290 / 6784، إلزام الناصب 1: 338.

(7) في " ع ": يهدي.

(8) إثبات الهداة 7: 147 / 713.


الصفحة 468
455 / 59 - وعنه، عن أبي علي النهاوندي، قال: حدثنا محمد بن أحمد القاساني، قال: حدثنا أبو مسلم محمد بن سليمان البغدادي، عن أبي عثمان، عن هشام، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

كيف أنتم إذا استيأستم من المهدي، فيطلع عليكم صاحبكم مثل قرن الشمس، يفرح به أهل السماء والأرض.

فقيل: يا رسول الله، وأني يكون ذلك؟

قال: إذا غاب عنهم المهدي، وأيسوا منه.(1)

456 / 60 - وبإسناده عن أبي علي النهاوندي، قال: حدثنا محمد بن أحمد القاساني، قال: حدثنا علي بن سيف (2)، قال حدثني أبي، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: نزلت في بني فلان ثلاث آيات:

قوله (عز وجل): * (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا) * (3) يعني القائم بالسيف * (فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس) * (4).

وقوله (عز وجل): * (فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون * فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) * (5) قال أبو عبد الله (عليه السلام): بالسيف.

وقوله (عز وجل) * (فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون * لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون) * (6) يعني القائم (عليه السلام)، يسأل بني

____________

(1) مختصر البصائر: 18، إثبات الهداة 7: 147 / 715، معجم أحاديث الإمام المهدي 1: 259 / 161.

(2) هو علي بن سيف بن عميرة الكوفي، ثقة، روى عن أبيه، وقد روى عنه القاساني بواسطة محمد بن سليمان، كما يأتي في الحديث (66)، وانظر رجال النجاشي: 189 و 278.

(3 و 4) يونس 10: 24.

(5) الأنعام 6: 44 و 45.

(6) الأنبياء 21: 12 و 13.


الصفحة 469
فلان عن كنوز بني أمية.(1)

457 / 61 - وحدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن همام، قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي، عن سفيان بن المهدي، عن أبان (2)، عن أنس بن مالك، قال: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم، فرأى عليا (عليه السلام)، فوضع يده بين كتفيه، ثم قال:

يا علي، لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، لطول الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من عترتك، يقال له (المهدي) يهدي إلى الله (عز وجل)، ويهتدي به العرب، كما هديت أنت الكفار والمشركين من الضلالة.

ثم قال: ومكتوب على راحته (3): بايعوه، فإن البيعة لله (عز وجل).(4)

458 / 62 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، قال: حدثنا (5) أبي، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي، قال: حدثنا ابن أبي حية، قال:

حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، قال: حدثنا جرير، عن مطر (6) الوراق، قال: أخبرنا أبو الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري: أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ليقومن على أمتي رجل من أهل بيتي، أقنى (7)، أجلى (8)، يوسع الأرض عدلا، كما أوسعت جورا،

____________

(1) المحجة للبحراني: 98.

(2) روى عن أنس كل من: أبان بن صالح بن عمير القرشي، وأبان بن أبي عياش العبدي البصري، راجع تهذيب الكمال 2: 9 و 19، و 3: 354.

(3) في " ط ": راحتيه.

(4) الملاحم والفتن: 139 قطعة منه، إثبات الهداة 7: 147 / 716.

(5) في " م ": حدثني.

(6) في " ع، م ": مصر، وفي " ط ": معد، والصواب ما في المتن، كما في مسند أحمد وأبي يعلى وغيرهما، وهو مطر بن طهمان الوراق أبو رجاء الخراساني السلمي. تهذيب التهذيب 10: 167، سير أعلام النبلاء 5: 452.

(7) القنا في الأنف: طوله ورقة أرنبته مع حدب في وسطه. " النهاية 4: 116 ".

(8) الأجلى: الخفيف شعر ما بين النزعتين من الصدغين، والذي انحسر الشعر عن جبهته. " النهاية 1: 290 ".


الصفحة 470
يملك سبع سنين (1).

459 / 63 - وقال أبو علي النهاوندي: وجدت في كتاب لبعض إخواننا: روي عن الصادق (عليه السلام)، أن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: قال لي النبي (صلى الله عليه وآله): يا علي، صاحب الحلي، أخبركم بأمري، أنذركم بأس المهدي، يقيم فيكم سنة النبي، وذلك عند بيعة الصبي، عند طلوع الكواكب الدرية، يفزع من بالمشرق والمغرب.

460 / 64 - وقال أبو علي النهاوندي: وحدثني أبو الحسن (2) الحصيني، قال:

حدثني محمد بن الحسن الصفار (3)، عن الحسن بن علي الخزاز، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن الصادق (عليه السلام)، قال: يكون في أمتي - يعني القائم - سنة (4) من أربعة أنبياء: سنة من موسى (عليه السلام)، خائف يترقب، وسنة من يوسف (عليه السلام)، يعرفهم وهم له منكرون، وسنة من عيسى (عليه السلام)، وما قتلوه وما صلبوه، وسنة من محمد (صلى الله عليه وآله)، يقوم بالسيف.(5)

461 / 65 - وقال أبو علي النهاوندي، حدثني أبو عبد الله محمد بن أحمد القاساني، قال: حدثنا محمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو القاسم الزندودي (6)، قال:

حدثنا إبراهيم بن مهران، عن عمرو بن شمر، قال: قلت لجابر: إذا قام قائم آل محمد كيف السلام عليه؟

قال: إنك إذا أدركته، ولن تدركه إلا أن تكون مكرورا، فستراني إلى جنبه، راكبا

____________

(1) مسند أحمد 3: 17، مسند أبي يعلى 2: 367 / 1128، مجمع الزوائد 7: 314.

(2) في " م، ط ": الحسين.

(3) في " ط " زيادة: مملوكه، وفي " ع، م ": مموله.

(4) في " ع، م " شبيه، وكذا في المواضع الآتية.

(5) نحوه في الإمامة والتبصرة: 93 / 84، كمال الدين وتمام النعمة: 28 و 152 / 16 و: 326 / 6 و: 329 / 11 و: 350 / 46، غيبة النعماني: 164 / 5، تقريب المعارف: 190، غيبة الطوسي: 60 / 57 و: 424 / 408، الخرائج والجرائح 2: 936، ويأتي نحوه الحديث (115).

(6) في " ط ": الزندوري، وقد ورد في أنساب السمعاني 3: 171 و 174: الزندرودي والزندوردي.


الصفحة 471
على فرس لي، ذنوب، أغر، محجل، مطلق يد (1) اليمنى، علي عمامة لي من عصب (2) اليمن، فأنا أول من يسلم عليه.(3)

462 / 66 - وقال أبو علي النهاوندي: حدثنا القاساني، قال: حدثنا محمد بن سليمان، قال: حدثنا علي بن سيف، قال: حدثني أبي، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فشكا إليه طول دولة الجور، فقال له أمير المؤمنين: والله، لا يكون ما تأملون حتى يهلك المبطلون، ويضمحل الجاهلون، ويأمن المتقون، وقليل ما يكون حتى لا يكون لأحدكم موضع قدمه، وحتى تكونوا على الناس أهون من الميتة عند صاحبها، فبينا أنتم كذلك إذ جاء نصر الله والفتح، وهو قول ربي (عز وجل) في كتابه: * (حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا) * (4).

463 / 67 - وقال أبو علي النهاوندي: حدثنا أبو علي هشام بن علي السيرافي، قال: حدثنا عبد الله بن رجاء، قال: حدثنا همام، عن المعلى بن زياد، قال: حدثني العلاء - رجل من مزينة (5) - عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذكر المهدي، فقال: يخرج عند كثرة اختلاف الناس وزلازل، فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا، يرضى به ساكن السماء، وساكن الأرض، ويقسم المال قسمة صحاحا.

____________

(1) في " ط، ع ": يده، والمطلق من الخيل: ما لا تحجيل في إحدى قوائمه.

(2) العصب: ضرب من البرود. وقيل صبغ لا ينبت إلا باليمن.

(3) حليه الأبرار 2: 646.

(4) المحجة للبحراني: 107، ينابيع المودة: 424 " قطعة منه "، والآية من سورة يوسف 12: 110.

(5) في " م ": عن رجل من مرنية، وما في المتن هو الصواب، والعلاء هو ابن بشير المزني، قال عنه ابن حنبل في مسنده 3: 52: وكان بكاء عند الذكر، شجاعا عند اللقاء. روى عن أبي الصديق، وروى عنه المعلى ابن زياد القردوسي. راجع تهذيب الكمال 4: 223، تهذيب التهذيب 8: 177 و 10: 237، الجرح والتعديل 6:

353 و 8: 330.