قال: قلت: وما صحاح؟ قال: بالسواء، قال: ويغنم الناس حتى لا يحتاج أحد أحدا، فينادي مناد: من له إلي من حاجة؟ فلا يجيبه أحد من الناس، إلا إنسان واحد، فيقول له: خذ.
قال: فيحثو في ثوبه ما لا يستطيع حمله، فيقول: احمل علي. فيأبى عليه، فيخفف منه، حتى يصير بقدر ما يستطيع أن يحمله، فيقول: ما كان في الناس أجشع نفسا من هذا. فيرجع إلى الخازن، فيقول: إنه قد بدا لي رده. فيأبى أن يقبله، فيقول:
إنا لا نقبل ممن أعطيناه. قال: فيمكث سبعا، أو ثماني، أو تسعا - يعني سنة - ولا خير في العيش بعد هذا.
أو قال: لا خير في الحياة بعده.(1)
464 / 68 - وأخبرني أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: أخبرنا محمد بن همام، قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنا علي بن يونس الخزاز، عن إسماعيل بن عمر بن أبان، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أراد الله قيام القائم بعث جبرئيل في صورة طائر أبيض، فيضع إحدى رجليه على الكعبة، والأخرى على بيت المقدس، ثم ينادي بأعلى صوته: * (أتى أمر الله فلا تستعجلوه) * (2).
قال: فيحضر القائم فيصلي عند مقام إبراهيم (عليه السلام) ركعتين، ثم ينصرف، وحواليه أصحابه، وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، إن فيهم لمن يسري من فراشه ليلا، فيخرج ومعه الحجر، فيلقيه فتعشب الأرض.(3)
465 / 69 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، عن أبيه، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي، قال: حدثنا العباس بن مطران (4) الهمداني، قال:
____________
(1) البيان في أخبار صاحب الزمان: 505، الحاوي للفتاوي 2: 58، الملاحم والفتن: 165.
(2) النحل 16: 1.
(3) إثبات الهداة 7: 148 / 717، المحجة للبحراني: 115، حلية الأبرار 2: 615.
(4) كذا ولعله تصحيف عمران أو مهران.
خطبنا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) بالمدينة، فذكر الفتنة وقربها، ثم ذكر قيام القائم من ولده، وأنه يملأها عدلا كما ملئت جورا.
قال سلمان: فأتيته خاليا، فقلت: يا أمير المؤمنين، متى يظهر القائم من ولدك!
فتنفس الصعداء وقال: لا يظهر القائم حتى يكون أمور الصبيان، وتضيع حقوق الرحمن، ويتغنى بالقرآن بالتطريب والألحان، فإذا قتلت ملوك بني العباس أولي العمى والالتباس، أصحاب الرمي عن الأقواس بوجوه كالتراس، وخربت البصرة، وظهرت العشرة.
قال سلمان: قلت: وما العشرة: يا أمير المؤمنين؟
قال: منها خروج الزنج، وظهور الفتنة (2)، ووقائع بالعراق، وفتن الآفاق، والزلازل العظيمة، مقعدة مقيمة، ويظهر الحندر والديلم بالعقيق والصيلم، وولاية القصاح بعقب الفم (3) الجناح، وظهور آيات مقتربات (4) في النواحي والجنبات، وعمران الفسطاط بعين العرب والأقباط، ويخرج الحائك الطويل بأرض مصر والنيل.
قال سلمان: فقلت: وما الحائك الطويل؟
قال: رجل صعلوك، ليس من أبناء الملوك، تظهر له معادن الذهب، ويساعده العجم والعرب، ويأتي له من كل شئ حتى يلي الحسن (5)، ويكون في زمانه العظائم والعجائب، وإذا سار بالعرب إلى الشام، وداس بالبرذون أرحام، وداس جبل الأردن واللكام (6)، وطار الناس من غشيته، وطار السيل من جيشه، ووصل جبل القاعوس (7)
____________
(1) في " ع، م ": عناية.
(2) في " ع ": الفتن.
(3) في " ع ": يعقب قم.
(4) في " ط ": مفتريات.
(5) لعله تصحيف " الحسني ": قصر في دار الخلافة ببغداد، أو " الحسنا " جبل قرب ينبع.
(6) اللكام: جبل مشرف على أنطاكية والمصيصة وطرطوس.
(7) لعله تصحيف " القاعون " جبل شاهق بالأندلس.
____________
(1) في " ع ": بابلون، ولعلها تصحيف " بابليون ": اسم عام لديار مصر بلغة القدماء.
(2) في " ع، م ": الامرار.
(3) عين شمس: مدينة فرعون بمصر، بينها وبين الفسطاط ثلاثة فراسخ. وحلوان: تطلق على عدة مواضع، منها: حلوان العراق، وهي آخر حدود السواد، وحلوان أيضا: قرية من قرى مصر مشرفة على النيل، وحلوان أيضا: بليدة بقوهستان، وهي آخر حدود خراسان.
(4) بلخ: مدينة مشهورة بخراسان: وتقع اليوم ضمن حدود أفغانستان الإقليمية، وبرقة: تطلق على مواضع عديدة، منها: اسم صقع كبير يشتمل على مدن وقرى بين الإسكندرية وإفريقية، ومنها: قرية من قرى قم.
(5) البنود: جمع بند، العقد أو الحيلة.
(6) الأوباش: جمع وبش، الأخلاط والسفلة.
(7) أي صعبت وتكلفت أسبابه.
(8) في " م ": طرسوس، وطرطوس: بلد بالشام على البحر، وطرسوس: مدينة بثغور الشام، بين أنطاكية وحلب وبلاد الروم.
(9) في " ع ": وأحناط من النيل، وفي " م ": احنات من النيل.
(10) في " ع ": لعين.
(11) في " ع، م ": البريت.
قال سلمان (رضي الله عنه): ثم انضجع ووضع يده تحت رأسه، يقول: شعار الرهبانية القناعة.(9)
466 / 70 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، قال: حدثنا أبي هارون بن موسى (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد (10) بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد الهاشمي المنصوري بسر من رأى من لفظه، قال: حدثنا أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى ابن المنصور الهاشمي، قال: حدثنا أبو الحسن علي (11) بن محمد بن علي بن موسى، عن
____________
(1) في " ع، م ": وبطحة.
(2) في " م ": المسكوت.
(3) في " ع ": بإفصاح.
(4) في " ط "، الانعار.
(5) في " ع، م ": قلا.
(6) (هنالك يقوم...) الجملة جواب ل " إذا " المتقدمة قبل سؤال سلمان (رضي الله عنه).
(7) في " ع ": ومميت.
(8) في " م ": تتداوس.
(9) العدد لقوية: 75 / 126، إثبات الهداة 7: 148 / 718 " قطعة منه "، معجم أحاديث الإمام المهدي 3: 14 / 569.
(10) زاد في النسخ: أبو المفضل، وهو سهو، إذ روى التلعكبري عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن عبيد الله الهاشمي بلا واسطة، كما في غيبة الطوسي: 136 / 100 وكفاية الأثر: 91 و 166 وغيرهما.
(11) في النسخ: حدثنا الحسن بن علي، وهو خطأ، والصواب ما في المتن، حيث روى عيسى بن أحمد، عن أبي الحسن علي بن محمد (عليه السلام) نسخة ذكرها النجاشي في رجاله: 297.
رأيت ليلة أسري بي إلى السماء قصورا من ياقوت أحمر، وزبرجد أخضر، ودر ومرجان، وعقيان (1)، بلاطها المسك الأذفر، وترابها الزعفران، وفيها فاكهة ونخل ورمان، وحور وخيرات حسان، وأنهار من لبن، وأنهار من عسل، تجري على الدر والجوهر، وقباب على حافتي تلك الأنهار، وغرف وخيام، وخدم وولدان، وفرشها الإستبرق والسندس والحرير، وفيها أطيار (2)، فقلت: يا حبيبي جبرئيل، لمن هذه القصور؟ وما شأنها؟
فقال لي جبرئيل: هذه القصور وما فيها، خلقها الله (عز وجل) كذا، وأعد فيها ما ترى، ومثلها أضعاف مضاعفة، لشيعة أخيك علي، وخليفتك من بعدك على أمتك، وهم يدعون في آخر الزمان باسم يراد به (3) غيرهم، يسمون (الرافضة) وإنما هو زين لهم، لأنهم رفضوا الباطل، وتمسكوا بالحق، وهم السواد الأعظم، ولشيعة ابنه الحسن من بعده، ولشيعة أخيه الحسين من بعده، ولشيعة ابنه علي بن الحسين من بعده، ولشيعة ابنه محمد بن علي من بعده، ولشيعة ابنه جعفر بن محمد من بعده، ولشيعة ابنه موسى ابن جعفر من بعده، ولشيعة ابنه علي بن موسى من بعده، ولشيعة ابنه محمد بن علي من بعده، ولشيعة ابنه علي بن محمد من بعده، ولشيعة ابنه الحسن بن علي من بعده، ولشيعة ابنه محمد المهدي من بعده.
يا محمد، فهؤلاء الأئمة من بعدك، أعلام الهدى، ومصابيح الدجى، شيعتهم وشيعة جميع ولدك ومحبيهم شيعة الحق، وموالي الله، وموالي رسوله، الذين رفضوا الباطل
____________
(1) في " ط ": عقيقا، والعقيان: ذهب متكاثف في مناجمه، خالص مما يختلط به من الرمال والحجارة " المعجم الوسيط - عقي - 2: 618 ".
(2) في " ع، م ": أطناب.
(3) في " ع ": يؤديه، وفي " م ": يرد به.
467 / 71 - وعنه، عن أبيه أبي محمد هارون بن موسى (رضي الله عنه)، قال: حدثني أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي، قال: حدثني أحمد بن زهير، قال: حدثنا عبد الله ابن داهر الرازي، قال: حدثنا عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من ولدي، يوافق اسمه اسمي، يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا.(2)
468 / 72 - وعنه، عن أبيه، عن أبي علي، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال:
حدثنا عبد الله بن عمر، قال: حدثنا محمد بن مروان، قال: حدثنا عمارة بن أبي حفصة (3)، قال: أخبرنا زيد العمي (4)، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حدث يكون في أمتي، المهدي، إن قصر عمره فسبع، وإلا فثمان (5)، وإلا فتسع، وتنعم أمتي فيها نعمة لم يتنعموا مثلها قط، يرسل الله السماء عليهم مدرارا، فلا تدخر الأرض شيئا من النبات والمأكل، وسيقوم الرجل
____________
(1) الصراط المستقيم 2: 150.
(2) نحوه في حلية الأولياء 5: 75، والملاحم والفتن: 141 باب (69)، والفصول المهمة: 291، والحاوي للفتاوي 2: 59، كشف الغمة 2: 471 / 19، إثبات الهداة 7: 148 / 719.
(3) في النسخ: حبة، والصواب ما في المتن، وهو عمارة بن أبي حفصة نابت الأزدي العتكي، روى عن زيد العمي، وعنه محمد بن مروان بن قدامة العقيلي، مات سنة (132 هـ). تهذيب التهذيب 7: 415، سير أعلام النبلاء 6: 138.
(4) في النسخ: القمي، تصحيف صوابه ما في المتن، وهو زيد بن الحواري أبو الحواري العمي البصري سمي العمي لأنه كلما سئل عن شئ قال: حتى أسأل عمي، تهذيب الكمال 10: 56.
(5) في " ط ": أو ثمان.
(6) في " ع " ينعموا.
469 / 73 - وعنه، عن أبيه أبي محمد هارون بن موسى (رضي الله عنه)، قال:
حدثنا أبو علي، عن جعفر بن محمد، قال: حدثنا محمد بن سماعة الصيرفي، عن المفضل بن عيسى، عن محمد بن علي الهمذاني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الليلة التي يقوم فيها قائم آل محمد ينزل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، وجبرئيل (عليه السلام)، على حراء، فيقول له جبرئيل (عليه السلام): أجب. فيخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) رقا من حجزة (2) إزاره، فيدفعه إلى علي (عليه السلام)، فيقول له: اكتب:
" بسم الله الرحمن الرحيم، هذا عهد من الله، ومن رسوله، ومن علي بن أبي طالب، لفلان بن فلان " باسمه واسم أبيه، وذلك قول الله (عز وجل) في كتابه: * (والطور * وكتاب مسطور * في رق منشور) * (3) وهو الكتاب الذي كتبه علي بن أبي طالب (عليه السلام)، والرق المنشور الذي أخرجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) من حجزة إزاره.
قلت: والبيت المعمور، أهو رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟
قال: نعم، المملي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والكاتب علي (عليه السلام).(4)
470 / 74 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، قال: حدثنا أبي هارون بن موسى (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد بن جرير الطبري، قال: حدثنا عيسى بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا الحسن بن الحسين العرني، قال: حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي وعلي بن القاسم الكندي ويحيى بن المساور، عن علي بن المساور، عن علي ابن الحزور، عن الأصبغ بن نباتة، قال: كنا مع علي (عليه السلام) بالبصرة، وهو على بغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد اجتمع حوله (5) أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله)، فقال: ألا
____________
(1) نحوه في مسند أحمد 3: 21، وسنن ابن ماجة 2: 1366 / 4083، وسنن الترمذي 4: 506 / 2232، ومستدرك الحاكم 4: 558، ومصابيح البغوي 3: 493 / 4213، والبيان في أخبار صاحب الزمان: 492 و 519، والفصول المهمة: 298، وكشف الغمة 2: 467 / 1، وفرائد السمطين 2: 315 / 566.
(2) الحجزة: معقد الإزار.
(3) الطور 52: 1 - 3.
(4) المحجة للبحراني: 212، إلزام الناصب 1: 95.
(5) في " م، ط ": هو و.
قلنا: بلى يا أمير المؤمنين.
قال: أفضل الرسل محمد، وإن أفضل الخلق بعدهم الأوصياء، وأفضل الأوصياء أنا، وأفضل الناس بعد الرسل والأوصياء، الأسباط، وإن خير الأسباط سبطا نبيكم - يعني الحسن والحسين - وإن أفضل الخلق بعد الأسباط الشهداء، وإن أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب - قال ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) - وجعفر بن أبي طالب ذو الجناحين، مختصان بكرامة خص الله (عز وجل) بها نبيكم، والمهدي منا في آخر الزمان، لم يكن في أمة من الأمم مهديا ينتظر غيره.(1)
471 / 75 - وعنه، عن أبيه، عن أبي علي محمد بن همام، قال: حدثنا جعفر ابن محمد بن مالك الكوفي، قال، حدثنا محمد بن الحسن الطحان، الضحاك العجلي، عن محمد بن يزيد النخعي، عن سيف بن عميرة، قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): المؤمن ليخير في قبره، إذا قام القائم، فيقال له: قد قام صاحبك، فإن أحببت أن تلحق به فالحق، وإن أحببت أن تقيم في كرامة الله فأقم.(2)
472 / 76 - وعنه، عن أبيه (رضي الله عنه)، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام، قال:
حدثنا أحمد بن علي القصير (3)، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي إسحاق السبيعي - أو غيره - عن الحارث الأعور، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، قال رأيت أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو في بعض أزقة المدينة يمشي وحده، فسلمت عليه، واتبعته حتى انتهى إلى دار الثاني، وهو يومئذ خليفة، فاستأذن، فأذن له، فدخل ودخلت معه، فسلم على الثاني، وجلس، فحين استقرت به الأرض قال له: من علمك الجهالة يا مغرور،
____________
(1) الكافي 1: 374 / 34، إثبات الهداة 7: 148 / 720.
(2) حلية الأبرار 2: 617 و 641.
(3) في " ط ": القصيري.
قال: صاحبي طلب منك الإقالة؟
قال: والله، إنك لتعلم أن صاحبك قد طلب مني الإقالة، ولم أقله، وكذلك تطلبها أنت، ووالله، لكأني بك وبصاحبك وقد أخرجتما طريين حتى تصلبا بالبيداء.
فقال له الثاني: ما هذا التكهن، فإنكم يا معشر بني عبد المطلب، لم تزل قريش تعرفكم بالكذب، أما والله لا ذقت حلاوتها وأنا أطاع.
قال له: إنك لتعلم أني لست بكاهن.
قال له: من يعمل بنا ما قلت؟
قال: فتى من ولدي، من عصابة قد أخذ الله ميثاقها.
فقال له: يا أبا الحسن، إني لأعلم أنك ما تقول إلا حقا، فأسألك بالله أن رسول الله سماني وسمى صاحبي؟
فقال له: والله، إن رسول الله سماك وسمى صاحبك.
قال: والله، لو علمت أنك تريد هذا، ما أذنت لك في الدخول. ثم قام فخرج، فقال لي: يا أبا الطفيل اسكت. فوالله ما علم أحد ما دار بينهما حتى قتل الثاني، وقتل أمير المؤمنين (عليه السلام).(2)
473 / 77 - وأخبرني أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب (3)، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن محمد بن محمد الخلال (4)، قال:
____________
(1) في " ع ": الفقر، وفي " م ": القعر.
(2) حلية الأبرار 2: 600.
(3) في " ط ": الكابلي.
(4) في " ع ": الحلال.
474 / 78 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام، [قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك] (3)، قال:
حدثنا عباد بن يعقوب، قال: أخبرنا يحيى بن سالم، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: صاحب هذا الأمر أصغرنا سنا، وأخملنا شخصا.
قلت: متى يكون؟
قال: إذا سارت الركبان ببيعة الغلام، فعند ذلك يرفع كل ذي صيصية (4) لواء، فانتظروا الفرج (5).
475 / 79 - وحدثني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله الحرمي، قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي، قال: حدثنا عمر بن طرخان، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، عن علي بن عمر بن علي بن الحسين، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: القائم من ولدي،
____________
(1) هو هشام بن القاسم بن مسلم بن مقسم الليثي البغدادي من كبار شيوخ أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، ولد سنة (134 هـ). وتوفي سنة (207 هـ) وهو يروي عن أبي معاوية شيبان بن عبد الرحمن التميمي البصري المؤدب من شيوخ أبي حنيفة، توفي سنة (164 هـ). راجع بشأنهما تهذيب الكمال 12: 592، سير أعلام النبلاء 7: 406 و 9: 545، تهذيب التهذيب 11: 18.
(2) مسند أحمد 3: 17، فرائد السمطين 2: 324 / 574، الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان 8: 291 / 6787.
(3) أضفناه من غيبة النعماني وهو الصواب، حيث لم يرو ابن همام عن عباد إلا بواسطة، أو أكثر، ومنهم جعفر بن محمد بن مالك، راجع رجال النجاشي: 293، تهذيب الكمال 14: 175، معجم رجال الحديث 9:
210 و 218.
(4) هي الحصون والقلاع، والشوكة التي في رجل الطيور، وقال الشيخ المجلسي في البحار 51: 39: كناية عن القوة والصولة. وانظر مجمع البحرين 4: 174.
(5) غيبة النعماني: 184 / 35.
476 / 80 - وأخبرني أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد قال:
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن جعفر، قال: حدثني محمد بن عبيد بن عتبة الكندي، قال:
حدثني إسماعيل بن أبان الوراق، قال: حدثنا عبد الله بن مسلم الملائي، عن أبي الحجاف، عن خالد بن عبد الملك، عن مطر الوراق، عن الناجي - يعني أبا الصديق - عن أبي مسلم (3) أنه سمعه يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أبشروا بالمهدي، فإنه يبعث على حين اختلاف من الناس شديد، يملأ الأرض عدلا وقسطا، كما ملئت جورا وظلما، يرضى عنه ساكنو السماء وساكنو الأرض، ويملأ الله (عز وجل) قلوب عباده غنى، ويسعهم عدله.(4)
477 / 81 - وحدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن همام، [قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك] (5)، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصيرفي (6)، قال: حدثني يحيى بن المثنى العطار، عن عبد الله بن بكير، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: يفقد الناس إمامهم (7)، يشهد الموسم يراهم ولا يرون (8).
____________
(1) في " ط ": ثلاثين.
(2) إثبات الهداة 7: 149 / 722.
(3) كذا في سند هذا الحديث، وفي الأحاديث المتقدمة: 57، 58، 62، 67، 72، 77، عن أبي سعيد الخدري، انظر تهذيب الكمال 4: 223.
(4) مسند أحمد 3: 37 و 52، غيبة الطوسي: 178 / 136، البيان في أخبار صاحب الزمان: 505، الفصول المهمة: 297.
(5) من المصادر.
(6) كذا في النسخ، ويأتي في الحديث (113) الحسن بن محمد بن سماعة الصيرفي، وهو الموافق لما في غيبة النعماني: 175 / 13 وكمال الدين: 351 / 49. وفي أسانيد أخرى لهذا الحديث: إسحاق بن محمد الصيرفي، راجع معجم رجال الحديث 3: 70 و 5: 135 و 20: 87.
(7) في " ع، م ": إمام.
(8) الكافي 1: 272 / 6 و: 274 / 12، كمال الدين وتمام النعمة: 346 / 33 و: 351 / 49 و: 440 / 7، غيبة النعماني: 175 / 13، غيبة الطوسي: 161 / 119، ويأتي مثله الحديث (113).
حدثنا أحمد بن هلال، قال: حدثني الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب وأبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إن لقيام قائمنا (عليه السلام) علامات، بلوى من الله للمؤمنين (1).
قلت: وما هي؟
قال: ذلك قول الله (عز وجل): * (ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين) * (2).
قال: * (لنبلونكم) * يعني المؤمن * (بشئ من الخوف) * من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم * (والجوع) * بغلاء أسعارهم * (ونقص من الأموال) * قال: فساد التجارات، وقلة (3) الفضل * (والأنفس) * موت ذريع، * (والثمرات) * قلة ريع ما يزرع وقلة بركة الثمار * (وبشر الصابرين) * عن ذلك بخروج القائم (عليه السلام).
ثم قال لي: يا محمد، هذا (4) تأويله * (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) * (5).
479 / 83 - وأخبرني أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس النعالي (6)، قال:
____________
(1) في " ع، م ": للمؤمن.
(2) البقرة 2: 155.
(3) في " ع ": وفضل.
(4) في " ع، م ": هو.
(5) كمال الدين وتمام النعمة 649 / 3، غيبة النعماني: 250 / 5، كشف الغمة 2: 462، المستجاد من كتاب الارشاد: 551، ينابيع المودة: 421، والآية من سورة آل عمران 3: 7.
(6) في " ط ": الثعلبي، وفي " ع ": الثعالبي، وفي " م ": الثعلابي، تصحيفات صوابها ما في المتن، وتقدمت ترجمته في الحديث (69) من دلائل فاطمة (عليه السلام).
قالت: قال لي: يا أم سعيد، إذا انكسف القمر ليلة البدر من رجب، وخرج رجل من تحته، فذاك عند خروج القائم.(1)
480 / 84 - وأخبرني أبو عبد الله، قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام، قال: حدثنا إبراهيم بن صالح النخعي، عن محمد ابن عمران، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: يكر (2) مع القائم (عليه السلام) ثلاث عشرة امرأة (3).
قلت: وما يصنع بهن؟
قال: يداوين الجرحى، ويقمن على المرضى، كما كان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله).
قلت: فسمهن لي.
فقال القنواء بنت رشيد، وأم أيمن، وحبابة الوالبية، وسمية أم عمار بن ياسر، وزبيدة (4)، وأم خالد الأحمسية، وأم سعيد الحنفية، وصبانة (5) الماشطة، وأم خالد الجهنية (6).
481 / 85 - وأخبرني أبو الحسين، عن أبيه، عن ابن همام (7)، قال: حدثنا
____________
(1) إثبات الهداة 7: 149 / 724.
(2) في " ط ": يكن.
(3) المعدود في الحديث تسع نساء.
(4) في " ع، م ": زبيرة.
(5) في " ع ": صيانة.
(6) إثبات الهداة 7: 15 / 725، مدينة المعاجز: 513.
(7) الظاهر سقوط الواسطة بين ابن همام وسعدان، ولعله علي بن محمد بن مسعدة، شيخ ابن همام والراوي عن سعدان، راجع أمالي الطوسي 1: 166، بشارة المصطفى: 93، معجم رجال الحديث 12: 161.
482 / 86 - وأخبرني أبو الحسن علي بن هبة الله، قال: حدثنا أبو جعفر محمد ابن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، عن محمد بن أبي القاسم - عمه (4) - عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن محمد بن سليمان، عن داود بن النعمان، عن عبد الرحمن القصير، قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام) أما لو قام القائم لقد ردت إليه الحميراء حتى يجلدها الحد، وينتقم لأمه فاطمة (عليها السلام) منها.
قلت: جعلت فداك، ولم يجلدها الحد.
____________
(1) في " ط ": جرهم بن أبي جهنة، تصحيف، والصواب ما في المتن، وهو كوفي من أصحاب الإمام الكاظم (عليه السلام)، له كتاب نوادر، رواه عنه سعدان بن مسلم، وقد اختلف في اسمه على أقوال، راجع رجال البرقي:
50، رجال الطوسي: 345، رجال النجاشي: 131، لسان الميزان 2: 143، وغيرها.
(2) المؤمنون 23: 1 (3) المحجة للبحراني: 146، والآية من سورة المؤمنون 23: 101.
(4) في النسخ: محمد بن علي بن ماجيلويه، عن محمد بن أبي القاسم عن عمه، وهو سهو، صوابه ما في المتن، ومحمد هو ابن أبي القاسم عبد الله - أو عبيد الله - بن عمران البرقي، صهر أحمد بن أبي عبد الله البرقي على ابنته، ثقة، عالم، فقيه، عارف بالأدب والشعر والغريب، له كتب رواها عنه محمد بن علي الملقب ماجيلويه، والذي يعبر عنه بعمي، راجع رجال النجاشي: 353، رجال الشيخ: 491، معجم رجال الحديث 11: 241 و 14،: 294 و 296 و 17: 55.
قلت: فكيف أخره الله (عز وجل) للقائم (عليه السلام).
فقال: لأن الله (تبارك وتعالى) بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) رحمة، ويبعث القائم (عليه السلام) نقمة.(2)
483 / 87 - وأخبرني أبو عبد الله الحرمي، عن أبي محمد، عن ابن همام (3)، قال: حدثنا سليمان (4) بن صالح، قال: حدثني أبو الهيثم القصاب، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها، واستغنى العباد عن ضوء الشمس، وصار الليل والنهار واحدا، وذهبت الظلمة، وعاش الرجل في زمانه ألف سنة، يولد له في كل سنة غلام، لا يولد جارية، ويكسوه الثوب، فيطول عليه كلما طال، ويتلون عليه أي لون شاء.(5)
484 / 88 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، عن أبيه، عن أبي علي محمد ابن همام، [قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك] (6) عن عباد بن يعقوب، قال: حدثني الحسن بن حماد (7) الطائي، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: صاحب هذا الأمر الطريد الشريد، الموتور بأبيه، وهو يكنى بعمه، المفرد (8) من أهله، اسمه اسم نبي (9).
____________
(1) القرف: التهمة، في " ط ": لفريتها.
(2) حلية الأبرار 2: 605.
(3) سقطت الواسطة بين همام وسليمان بن صالح، وقد تقدم في الحديث (37) وفيه: أبو علي محمد بن همام قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الحميري، قال: حدثنا أحمد بن ميثم، قال: حدثنا سليمان بن صالح.
(4) في " ط، م ": سلمان.
(5) تقدمت تخريجاته في الحديث (37).
(6) من غيبة النعماني، وراجع تعليقتنا على الحديث (78).
(7) في " م، ط ": عماد، تصحيف، صوابه ما في المتن، راجع رجال الطوسي: 168.
(8) في " ط ": الفرد.
(9) غيبة النعماني: 178 / 22 و 23 و: 179 / 24، يأتي مثله الحديث (111).
486 / 90 - وعنه، عن أبيه، عن محمد بن همام، [قال: حدثنا جعفر بن محمد ابن مالك الفزاري] (2)، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد التميمي، قال: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن عمر بن حنظلة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قبل القائم (عليه السلام) خمس علامات:
السفياني، واليماني، والمرواني، وشعيب بن صالح، وكف تقول: هذا، هذا.(3)
487 / 91 - وعنه، عن أبيه، عن أبي علي محمد بن همام (4)، قال: حدثنا القاسم ابن وهيب، قال: حدثني إسماعيل بن أبان، عن يونس بن أبي يعفور، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا خرج السفياني بعث جيشا إلينا، وجيشا إليكم، فإذا كان ذلك فأتونا على كل صعب وذلول.(5)
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد المصطفى وآله وسلم تسليما.
____________
(1) حلية الأبرار 2: 607.
(2) من غيبة النعماني، ولعله الصواب لبعد طبقتي ابن همام والتميمي. راجع معجم رجال الحديث 10: 93 و 307.
(3) نحوه في الكافي 8: 310 / 483، وكمال الدين وتمام النعمة: 649 / 1 و: 650 / 7، وغيبة النعماني:
252 / 9 و: 253 / 12، وغيبة الطوسي: 436 / 427، والبرهان في علامات آخر الزمان: 114 / 10.
(4) زاد في غيبة النعماني: قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك، ولعله الصواب، ولم أعثر على ترجمة للقاسم بن وهيب، أو الحسن بن وهب كما في (الغيبة).
(5) غبية النعماني: 306 / 17.