الصفحة 489

خبر أم القائم (صلوات الله عليه)
وسيرتها إلى أن اشتريت

488 / 92 - حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن بحر الرهني (1) الشيباني، قال:

وردت كربلاء سنة ست وثمانين ومائتين، وزرت قبر غريب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم انكفأت إلى مدينة السلام متوجها إلى مقابر قريش في وقت تضرم الهواجر وتوقد السمائم (3) فلما وصلت منها إلى مشهد الكاظم (عليه السلام) واستنشقت نسيم تربته المغمورة بالرحمة، المحفوفة بحدائق الغفران، انكببت عليها بعبرات متقاطرة، وزفرات متتابعة، وقد حجب الدمع طرفي عن النظر.

فلما رقأت العبرة، وانقطع النحيب، فتحت بصري، فإذا أنا بشيخ قد انحنى

____________

(1) في النسخ: محمد بن يحيى الذهبي، تصحيف صوابه ما في المتن، راجع رجال النجاشي: 384، معجم رجال الحديث 15: 122.

(2) في " ط ": تقدم.

(3) في " ط ": السماء.


الصفحة 490
صلبه، وتقوس منكباه وتثفنت (1) جبهته وراحتاه، وهو يقول لآخر معه عند القبر: يا بن أخي، لقد نال عمك شرفا عظيما بما حمله السيدان من غوامض العبرات، وشرائف العلوم التي لا يحتمل مثلها إلا سلمان الفارسي (رضي الله عنه)، وقد أشرف عمك على استكمال المدة وانقضاء العمر، وليس يجد في أهل الولاية رجلا يفضي إليه بسره.

قلت: يا نفس، لا يزال العناء والمشقة ينالان منك باتعابي (2) الخف والحافر في طلب العلم، وقد قرعت سمعي من الشيخ لفظة تدل على علم جسيم، وأثر عظيم.

فقلت: يا شيخ، من السيدان؟

قال: النجمان المغيبان (3) في سر من رأى.

فقلت: فإني أقسم بالولاية، وشرف محل هذين السيدين من الإمامة والوارثة، إني خاطب علمهما، وطالب آثارهما، وباذل من نفسي الإيمان المؤكدة على حفظ أسرارهما.

فقال: إن كنت فيما تقول صادقا، فاحضر ما صحبك من الآثار عن نقلة أخبارهم. فلما نشرت الكتب، وتصفح الروايات منها، قال: صدقت، أنا بشر (4) بن سليمان النخاس، من ولد أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري، أحد موالي أبي الحسن وأبي محمد (عليهما السلام)، وجارهما بسر من رأى.

قلت: فأكرم أخاك ببعض ما شاهدت من آثارهما.

قال: فإن مولانا أبا الحسن علي بن محمد العسكري (عليه السلام) فقهني في أمر الرقيق، فكنت لا أبتاع ولا أبيع إلا بإذنه، فأتجنب بذلك موارد الشبهات، حتى كملت معرفتي وأحسنت الفرق بين الحلال والحرام.

فبينا أنا ذات ليلة في منزلي بسر من رأى، وقد مضى هوي (5) منها، إذ قرع

____________

(1) في " ع، م ": وتنقبت.

(2) في " ط ": ما لقاني، وفي " ع، م ": فألقاني.

(3) في " ع ": البحران المغيبان، وفي " م ": البحران المعينان.

(4) في " م، ط ": بشير.

(5) الهوي: الساعة من الليل.


الصفحة 491
الباب قارع، فعدوت مسرعا، فإذا أنا بكافور خادم مولانا أبي الحسن علي بن محمد (عليه السلام) يدعوني إليه، فلبست ثيابي، فدخلت عليه، فرأيته يحدث ابنه أبا محمد (عليه السلام)، وأخته حكيمة من وراء الستر، فلما جلست قال: يا بشر، إنك من ولد الأنصار، وهذه الولاية لم تزل فيكم، يرثها خلف عن سلف، وأنتم ثقاتنا أهل البيت، وإني مزكيك ومشرفك بفضيلة تسبق بها سوابق الشيعة في الولاية، بسر أطلعك عليه، وأنفذك في تتبع أمره. وكتب كتابا لطيفا بخط رومي، ولغة رومية، وطبع عليه خاتمه، وأخرج سبيكة صفراء، فيها مائتان وعشرون دينارا، فقال: خذها وتوجه إلى مدينة بغداد، واحضر معبر الفرات، ضحوة يوم كذا، فإذا وصلت إلى جانب زواريق السبايا وبرزت (1) الجواري منها، فستحدق بهن طوائف المبتاعين من وكلاء قواد بني العباس، وشراذم من فتيان العراق، فإذا رأيت ذلك فأشرف من البعد على المسمى عمرو بن يزيد (2) النخاس عامة نهارك، إلى أن تبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا، لابسة حريرين صفيقين (3)، تمنع من السفور، وليس يمكن التوصل (4) والانقياد لمن يحاول لمسها، فيشغل نظره بتأمل مكاشفها من وراء الستر الرقيق، فيضربها النخاس، فتصرخ صرخة رومية، فاعلم أنها تقول: واهتك ستراه!

فيقول بعض المبتاعين: علي بثلاثمائة دينار، فقد زادني العفاف فيها رغبة.

فتقول له بالعربية: لو برزت في زي سليمان بن داود على مثل سرير ملكه، ما بدت لي فيك رغبة، فاشفق على مالك.

فيقول النخاس: فما الحيلة؟ ولا بد من بيعك؟

فتقول الجارية: وما العجلة، ولا بد من اختيار مبتاع يسكن قلبي إلى أمانته ووفائه. فعند ذلك قم إلى عمرو بن يزيد النخاس وقل له: إن معي كتابا لطيفا لبعض

____________

(1) في " ع ": وبور، وفي " ط ": وبدزن.

(2) في " ط، م ": مزيد.

(3) الثوب الصفيق: المتين، الجيد النسج، الكثيف. " لسان العرب - صفق - 10: 204 ".

(4) في " ط ": الوصول.


الصفحة 492
الأشراف، كتبه بلغة رومية ولفظ رومي، ووصف فيه نبله وكرمه ووفاءه وسخاءه، فناولها لتتأمل منه أخلاق صاحبه، فإن مالت إليه ورضيته فأنا وكيله في ابتياعها منك.

قال بشر بن سليمان النخاس: فامتثلت جميع ما حده لي مولانا أبو الحسن (عليه السلام) في أمر الجارية: فلما نظرت إلى الكتاب بكت بكاء شديدا، وقالت لعمرو بن يزيد النخاس: بعني من صاحب هذا الكتاب. وحلفت بالمحرجة المغلظة (1) إنه متى امتنع من بيعها منه قتلت نفسها. فما زلت أشاحه (2) في ثمنها حتى استقر الثمن على مقدار ما كان أصحبني مولاي أبو الحسن (عليه السلام) من الدنانير في السبيكة الصفراء، فاستوفاه مني وتسلمت منه الجارية ضاحكة مستبشرة، وانصرفت بها إلى حجرتي التي كنت آوي إليها ببغداد، فما أخذها القرار حتى أخرجت كتاب مولانا أبي الحسن من كمها وهي تلثمه، وتضعه على خدها، وتطبقه على جفنها وتمسحه على بدنها، فقلت متعجبا منها: أتلثمين كتابا لا تعرفين صاحبه؟!

فقالت: أيها العاجز، الضعيف المعرفة بمحل أولاد الأنبياء، أعرني سمعك، وفرغ لي قلبك، أنا مليكة بنت يسوعا بن قيصر ملك الروم، وأمي (3) من ولد الحواريين، ونسبي متصل إلى وصي المسيح شمعون.

أنبئك بالعجب أن جدي قيصر أراد أن يزوجني من ابن أخيه، وأنا من بنات ثلاث عشرة سنة، فجمع في قصره من نسل الحواريين، من القسيسين والرهبان ثلاثمائة رجل، ومن ذوي الأخطار منهم تسعمائة رجل، وجمع من أمراء الأجناد، وقواد العساكر، ونقباء الجيوش، وملوك العشائر أربعة آلاف، وأبرز من بهي (4) ملكه كرسيا مرصعا من أصناف الجواهر، إلى صحن القصر فوق أربعين مرقاة. فلما صعد ابن أخيه وأحدقت به الصلبان، وقامت الأساقفة خلفه، ونشرت أسفار الإنجيل، تساقطت الصلبان من

____________

(1) المحرجة من الإيمان: التي لا مخرج منها، والمغلظة: المؤكدة.

(2) في " م، ط " أشاحنه.

(3) في " ع، م ": وأبي.

(4) في " ع، م ": بهر.


الصفحة 493
الأعالي حتى ألصقت بالأرض، وتقوضت الأعمدة، وتغيرت ألوان الأساقفة، وارتعدت فرائصهم.

فقال كبيرهم لجدي: أيها الملك، أعفنا من ملاقاة هذه النحوس، الدالة على زوال هذا الدين المسيحي، والمذهب الملكاني (1).

فتطير جدي من ذلك تطيرا شديدا، وقال للأساقفة: أقيموا هذه الأعمدة، وارفعوا الصلبان، واحضروا أخا هذا العاثر المنكوس جده، لأزوج منه هذه الصبية، فتدفع نحوسه عنكم بسعوده. فلما فعلوا ذلك حدث على الثاني ما حدث على الأول وتفرق الناس وقام جدي قيصر مغتما، فدخل قصره، وأرخيت الستور.

وأريت (2) في تلك الليلة كأن المسيح وشمعون وعدة من الحواريين، قد اجتمعوا في قصر جدي، ونصبوا فيه منبرا، يباري السماء علوا وارتفاعا، في الموضع الذي كان جدي نصب فيه عرشه، فيدخل عليهم محمد (صلى الله عليه وآله) مع ختنه وعدة من أهل بيته، فيقوم إليهم المسيح فيعتنقه، فيقول له: يا روح الله إني جئتك خاطبا من وصيك شمعون فتاته فلانة، لابني هذا. وأومأ بيده إلى أبي محمد ابن صاحب هذا الكتاب، فنظر المسيح إلى شمعون، فقال: قد أتاك الشرف، فصل رحمك برحم رسول الله. قال: قد فعلت. فصعدوا ذلك المنبر، فخطب محمد (صلى الله عليه وآله)، وزوجني من ابنه، وشهد المسيح (عليه السلام)، وشهد أبناء محمد (صلى الله عليه وآله) والحواريون.

فلما استيقظت من نومي أشفقت (3) أن أقص هذه الرؤيا على أبي وجدي مخافة القتل، فكنت أسرها في نفسي، ولا أبديها لهم، وضرب صدري بمحبة أبي محمد (عليه السلام)، حتى امتنعت عن الطعام والشراب، وضعفت نفسي، ودق شخصي، ومرضت مرضا شديدا، فما بقي في مدائن الروم طبيب إلا أحضره جدي وسأله عن

____________

(1) الملكانية: أصحاب: ملكا، الذي ظهر بأرض الروم، واستولى عليها. ومعظم الروم ملكانية. الملل والنحل 1: 203.

(2) في " ط ": ورأيت.

(3) في " ع، م ": أنفت.


الصفحة 494
دوائي، فلما برح به اليأس قال: قرة عيني، يخطر ببالك شهوة فأزودكها في هذه الدنيا؟

قلت: يا جدي أرى أبواب الفرج علي مغلقة، فلو كشفت العذاب (1) عمن في سجنك من أسارى المسلمين، وفككت عنهم الأغلال، وتصدقت عليهم، ومنيتهم (2) بالخلاص، رجوت أن يهب لي المسيح وأمه العافية والشفاء.

فلما فعل ذلك تجلدت في إظهار الصحة في بدني، وتناولت يسيرا من الطعام، فسر بذلك جدي، وأقبل على إكرام الأسارى وإعزازهم، فأريت أيضا بعد أربع عشرة ليلة كأن سيدة النساء فاطمة (عليها السلام)، ومعها مريم بنت عمران، وألف من وصائف الجنان، فتقول لي مريم: هذه سيدة النساء أم زوجك أبي محمد (عليه السلام). فأتعلق بها وأبكي، وأشكو إليها امتناع أبي محمد (عليه السلام) من زيارتي.

فقالت سيدة النساء (صلوات الله عليها) إن ابني أبا محمد لا يزورك وأنت مشركة بالله، على مذهب النصرانية، هذه أختي مريم ابنة عمران تبرأ إلى الله من ذلك، فإن ملت إلى رضا الله، ورضا المسيح ومريم عنك، وزيارة ابني أبي محمد إياك، فقولي:

أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله. فلما تكلمت بهذه الكلمة ضمتني سيدة النساء إلى صدرها، وطيبت نفسي، وقالت: الآن توقعي زيارة ابني أبي محمد، إياك، فإني منفذته إليك.

فانتبهت وأنا أقول: وا شوقاه إلى لقاء أبي محمد. فلما كانت الليلة القابلة: رأيت أبا محمد (عليه السلام) كأنني أقول له: لم جفوتني يا حبيبي بعد أن شغلت قلبي بجوامع حبك.

قال: فما كان تأخري عنك إلا لشركك، وإذ قد أسلمت فإني زائرك كل ليلة إلى أن يجمع الله شملنا في العيان، فما قطع عني زيارته بعد ذلك إلى هذه الغاية.

قال بشر: فقلت لها: وكيف وقعت في الأسارى؟

قالت: أخبرني أبو محمد (عليه السلام) ليلة من الليالي: إن جدك سيسير جيوشا إلى

____________

(1) (العذاب) ليس في " ع، م ".

(2) في " ع، م ": ومننتهم.


الصفحة 495
قتال المسلمين يوم كذا، فعليك باللحاق به، متنكرة في زي الخدم، مع عدة من الوصائف، من طريق كذا. ففعلت، فوقعت علينا طلائع المسلمين، حتى كان من أمري ما رأيت وشاهدت، وما شعر بأني ابنة ملك الروم إلى هذه الغاية أحد سواك، وذلك باطلاعي إياك عليه، ولقد سألني الشيخ الذي وقعت إليه في قسم الغنيمة عن اسمي، فأنكرت وقلت: نرجس. فقال: اسم الجواري.

قال بشر: فقلت لها: العجب أنك رومية ولسانك عربي!

قالت: بلغ من ولوع (1) جدي وحبه إياي على تعلم الآداب، أن أوعز إلى امرأة ترجمان له، في الاختلاف إلي، فكانت تقصدني صباحا ومساء وتفيدني العربية، حتى استمر عليها لساني، واستقام.

قال بشر: فلما انكفأت بها إلى سر من رأى دخلت على مولانا أبي الحسن (عليه السلام) بها، فقال لها: كيف أراك الله (عز وجل) عز الاسلام وذل النصرانية، وشرف أهل بيت نبيه محمد (صلى الله عليه وآله)؟

قالت: كيف أصف لك - يا بن رسول الله - ما أنت أعلم به مني!

قال: فإني أحب أن أكرمك، فأيما أحب إليك: عشرة آلاف درهم، أم بشرى لك بشرف الأبد؟

قالت: بل البشرى.

قال: أبشري بولد يملك الدنيا شرقا وغربا، يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا.

فقالت: ممن؟

قال: ممن خطبك رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلة كذا من شهر كذا. بالرومية.

قالت: من ابنك أبي محمد (عليه السلام).

قال: فهل تعرفينه؟

قالت: وهل خلت ليلة من زيارته إياي منذ الليلة التي أسلمت على يد سيدة

____________

(1) في " ع، م ": بلوغ.


الصفحة 496
النساء (عليها السلام)!

فقال أبو الحسن: يا كافور، ادع لي حكيمة أختي.

فلما دخلت عليه قال لها: ها هي. فاعتنقتها طويلا، وسرت (1) بها كثيرا.

فقال مولانا: يا بنت رسول الله، خذيها إليك وعلميها الفرائض والسنن، فإنها زوجة أبي محمد.(2)

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما كثيرا.

____________

(1) في النسخ: وسألت.

(2) كمال الدين وتمام النعمة: 417 / 1، غيبة الطوسي: 208 / 178، روضة الواعظين: 252، مناقب ابن شهرآشوب 4: 440.


الصفحة 497

في معرفة الولادة
وفي أي ليلة وأي شهر ولد وأين ولد (صلوات الله عليه)

489 / 93 - حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثني محمد (1) بن إسماعيل الحسني، عن حكمية ابنة محمد بن علي الرضا (عليه السلام): أنها قالت: قال لي الحسن بن علي العسكري (عليه إسلام) ذات ليلة، أو ذات يوم: أحب أن تجعلي إفطارك الليلة عندنا، فإنه يحدث في هذه الليلة أمر.

فقلت: وما هو؟

قال: إن القائم من آل محمد يولد في هذه الليلة.

فقلت: ممن؟

قال: من نرجس. فصرت إليه، ودخلت إلى الجواري، فكان أول من تلقتني نرجس، فقالت: يا عمة، كيف أنت، أنا أفديك.

____________

(1) (محمد) ليس في " ط ".

(2) (إلى) ليس في " ط ".


الصفحة 498
فقلت لها: بل أنا أفديك يا سيدة نساء (1) هذا العالم. فخلعت خفي وجاءت لتصب على رجلي الماء، فحلفتها ألا تفعل وقلت لها: إن الله قد أكرمك بمولود تلدينه في هذه الليلة. فرأيتها لما قلت لها ذلك قد لبسها ثوب من الوقار والهيبة، ولم أر بها حملا ولا أثر حمل.

فقالت: أي وقت يكون ذلك. فكرهت أن أذكر وقتا بعينه فأكون قد كذبت.

فقال لي أبو محمد (عليه السلام): في الفجر الأول. فلما أفطرت وصليت وضعت رأسي ونمت، ونامت نرجس معي في المجلس، ثم انتبهت وقت صلاتنا، فتأهبت، وانتبهت نرجس وتأهبت، ثم إني صليت، وجلست أنتظر الوقت، ونام الجواري، ونامت نرجس، فلما ظننت أن الوقت قد قرب خرجت فنظرت إلى السماء، وإذا الكواكب قد انحدرت، وإذا هو قريب من الفجر الأول، ثم عدت فكأن الشيطان أخبث قلبي (2).

قال أبو محمد: لا تعجلي، فكأنه قد كان. وقد سجد فسمعته يقول في دعائه شيئا لم أدر ما هو، ووقع علي السبات في ذلك الوقت، فانتبهت بحركة الجارية، فقلت لها: بسم الله عليك، فسكنت إلى صدري فرمت به علي، وخرت ساجدة، فسجد الصبي، وقال: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وعلي (3) حجة الله. وذكر إماما إماما حتى انتهى إلى أبيه، فقال أبو محمد: إلي ابني. فذهبت لأصلح منه شيئا، فإذا هو مسوى مفروغ منه، فذهبت به إليه، فقبل وجهه ويديه ورجليه، ووضع لسانه في فمه، وزقه كما يزق الفرخ، ثم قال: اقرأ. فبدأ بالقرآن من بسم الله الرحمن الرحيم إلى آخره.

ثم إنه دعا بعض الجواري ممن علم أنها تكتم خبره، فنظرت، ثم قال: سلموا عليه وقبلوه وقولوا: استودعناك الله، وانصرفوا.

ثم قال: يا عمة، ادعي لي نرجس. فدعوتها وقلت لها: إنما يدعوك لتودعيه.

____________

(1) في تبصرة الولي: أفديك بما نشاهد.

(2) في الغيبة وبعض المصادر: فتداخل قلبي الشك.

(3) في " ع ": علي ولي الله و.


الصفحة 499
فودعته، وتركناه مع أبي محمد (عليه السلام)، ثم انصرفنا.

ثم إني صرت إليه من الغد، فلم أره عنده، فهنأته فقال: يا عمة هو في ودائع الله، إلى أن يأذن الله في خروجه (1).

490 / 94 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، قال: حدثني أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام، قال: حدثنا جعفر بن محمد، قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن أبي نعيم (2)، عن محمد بن القاسم العلوي، قال: دخلنا جماعة من العلوية على حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى (عليهم السلام)، فقالت: جئتم تسألونني (3) عن ميلاد ولي الله؟ قلنا: بلى والله.

قالت: كان عندي البارحة، وأخبرني بذلك، وإنه كانت عندي صبية يقال لها (نرجس) وكنت أربيها من بين الجواري، ولا يلي تربيتها غيري، إذ دخل أبو محمد (عليه السلام) علي ذات يوم فبقي يلح النظر إليها، فقلت: يا سيدي، هل لك فيها من حاجة؟

فقال: إنا معشر الأوصياء لسنا ننظر نظر ريبة، ولكنا ننظر تعجبا أن المولود الكريم على الله يكون منها.

قالت: قلت: يا سيدي، فأروح بها إليك؟

قال: استأذني (4) أبي في ذلك. فصرت إلى أخي (عليه السلام)، فلما دخلت عليه تبسم ضاحكا وقال: يا حكيمة، جئت تستأذنيني في أمر الصبية، ابعثي بها إلى أبي محمد، فإن الله (عز وجل) يحب أن يشركك في هذا الأمر.

فزينتها وبعثت بها إلى أبي محمد (عليه السلام)، فكنت بعد ذلك إذا دخلت عليها

____________

(1) حلية الأبرار 2: 522 و 533 و 536 نحوه، تبصرة الولي: 15 / 3، مدينة المعاجز: 589 / 5.

(2) هو محمد بن أحمد الأنصاري، روى عنه محمد بن جعفر بن عبد الله، انظر ما يأتي في الحديث (95) وغيبة الطوسي: 246 و 259.

(3) في " م، ط ": تسألون.

(4) في " ع ": استأذن.


الصفحة 500
تقوم فتقبل جبهتي فأقبل رأسها، وتقبل (1) يدي فأقبل رجلها، وتمد يدها إلى خفي لتنزعه فأمنعها من ذلك، فأقبل يدها إجلالا وإكراما للمحل الذي أحله الله (تعالى) فيها، فمكثت بعد ذلك إلى أن مضى أخي أبو الحسن (عليه السلام)، فدخلت على أبي محمد (عليه السلام) ذات يوم فقال: يا عمتاه، إن المولود الكريم على الله ورسوله (2) سيولد ليلتنا هذه.

فقلت: يا سيدي، في ليلتنا هذه؟ قال: نعم. فقمت إلى الجارية فقلبتها ظهرا لبطن، فلم أر بها حملا، فقلت: يا سيدي، ليس بها حمل. فتبسم ضاحكا وقال: يا عمتاه، إنا معاشر (3) الأوصياء ليس يحمل بنا في البطون، ولكنا نحمل في الجنوب.

فلما جن الليل صرت إليه، فأخذ أبو محمد (عليه السلام) محرابه، فأخذت محرابها فلم يزالا يحييان الليل، وعجزت عن ذلك فكنت مرة أنام ومرة أصلي إلى آخر الليل، فسمعتها آخر الليل في القنوت، لما انفتلت من الوتر مسلمة، صاحت: يا جارية، الطست. فجاءت بالطست فقدمته إليها فوضعت صبيا كأنه فلقة قمر، على ذراعه الأيمن مكتوب: * (جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) * (4). وناغاه ساعة حتى استهل، وعطس، وذكر الأوصياء قبله، حتى بلغ إلى نفسه، ودعا لأوليائه على يده بالفرج.

ثم وقعت ظلمة بيني وبين أبي محمد (عليه السلام)، فلم أره، فقلت: يا سيدي، أين الكريم على الله؟ قال: أخذه من هو أحق به منك. فقمت وانصرفت إلى منزلي، فلم أره.

وبعد أربعين يوما دخلت دار أبي محمد (عليه السلام). فإذا أنا بصبي يدرج في الدار، فلم أر وجها أصبح (5) من وجهه، ولا لغة أفصح من لغة، ولا نغمة أطيب من نغمته،

____________

(1) في " ع " زيادة: يدي فأقبل رأسها وتقبل.

(2) (ورسوله) ليس في " ع، م ".

(3) في " ع ": معشر.

(4) الاسراء 17: 81.

(5) في " ط ": أحسن.


الصفحة 501
فقلت: يا سيدي، من هذا الصبي؟ ما رأيت أصبح وجها منه، ولا أفصح لغة منه، ولا أطيب نغمة منه.

قال: هذا المولود الكريم على الله.

قلت: يا سيدي، وله أربعون يوما، وأنا (1) أرى من أمره هذا!

قالت: فتبسم ضاحكا وقال: يا عمتاه، أما علمت أنا معشر الأوصياء ننشأ في اليوم كما ينشأ غيرنا في الجمعة، وننشأ في الجمعة كما ينشأ غيرنا في الشهر، وننشأ في الشهر كما ينشأ (2) غيرنا في السنة! فقمت فقبلت رأسه وانصرفت إلى منزلي، ثم عدت، فلم أره، فقلت: يا سيدي، يا أبا محمد، لست أرى المولود الكريم على الله.

قال: استودعناه من استودعته أم موسى موسى. وانصرفت وما كنت أراه إلا كل أربعين يوما.

وكانت الليلة التي ولد فيها ليلة الجمعة، لثمان ليال خلون من شعبان، سنة سبع وخمسين ومائتين من الهجرة.

ويروى: ليلة الجمعة النصف من شعبان سنة سبع.(3)

نسبه (عليه السلام)

هو الخلف بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (4) بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ابن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أد

____________

(1) في " ط " زيادة: لا.

(2) في " م، ط ": الأوصياء ننشأ في الشهر ما ينشأ.

(3) حلية الأبرار 2: 534، مدينة المعاجز: 590 / 8، تبصرة الولي 19 / 4.

(4) في " م، ط ": عبد مناف.


الصفحة 502
ابن أدد بن الهميسع بن يشخب بن تيم بن نكث بن قيذار بن إسماعيل بن إبراهيم (عليهم السلام).

وكناه:

أبو القاسم، وأبو جعفر، وله كنى أحد عشر إماما.

وألقابه:

المهدي، والخلف، والناطق (1)، والقائم، والثائر، والمأمول، والمنتظر، والوتر، والمديل، والمعتصم، والمنتقم، والكرار، وصاحب الرجعة البيضاء والدولة الزهراء، والقابض، والباسط، والساعة، والقيامة، والوارث، والجابر (2)، وسدرة المنتهى، والغاية القصوى، وغاية الطالبين، وفرج المؤمنين، ومنية الصبر، والمخبر بما لم (3) يعلم، وكاشف الغطاء، والمجازي بالأعمال، ومن لم يجعل له من قبل سميا - أي شبها - وذات الأرض، والهول الأعظم، واليوم الموعود، والداعي إلى شئ نكر، ومظهر الفضائح، ومبلي السرائر، ومباني الآيات، وطالب التراث، والفزع الأعظم، والاحسان، والمحسن، والعدل، والقسط، والصبح، والشفق، وعاقبة الدار، والمنعم، والأمان، والسناء، والضياء، والبهاء، والمجاب (4)، والمضئ، والحق، والصدق، والصراط، والسبيل، والعين الناظرة، والأذن السامعة، واليد الباسطة، والجانب، والجنب، والوجه، والنفس، والتأييد، والتمكن، والنصر، والفتح، والقوة، والعزة، والقدرة، والملك، والتمام.

فنشأ مع أبيه (عليه السلام) بسر من رأى ثلاث سنين، وأقام بها بعد وفاة أبيه إحدى عشرة سنة، ثم كانت الغيبة التي لا بد منها، إلى أن يظهر الله له الأمر فيأذن له، فيظهر (5).

ولد ليلة الجمعة لثمان خلون من شعبان سنة سبع وخمسين ومائتين من الهجرة،

____________

(1) (والناطق) ليس في " ع ".

(2) في " ط ": والحاشر.

(3) في " ط ": ومنته العبر، ومخبر بما لا.

(4) في " ع، م ": الحجاب.

(5) في " ع، م " زيادة: لأن، وكأن بعدها كلام محذوف أو ساقط.


الصفحة 503
ومضى أبو محمد (عليه السلام) يوم الجمعة لثمان ليال خلون من ربيع الأول سنة ستين ومائتين من الهجرة.

وكان أحمد بن إسحاق القمي الأشعري (رضي الله عنه) الشيخ الصدوق، وكيل أبي محمد (عليه السلام)، فلما مضى أبو محمد (عليه السلام) إلى كرامة الله (عز وجل) أقام على وكالته مع مولانا صاحب الزمان (صلوات الله عليه) تخرج إليه توقيعاته، ويحمل إليه الأموال من سائر النواحي التي فيها موالي مولانا، فتسلمها إلى أن استأذن في المصير (1) إلى قم، فخرج الإذن بالمضي، وذكر أنه لا يبلغ إلى قم، وأنه يمرض ويموت في الطريق، فمرض بحلوان (2) ومات ودفن بها (رضي الله عنه).

وأقام مولانا (صلوات الله عليه) بعد مضي أحمد بن إسحاق الأشعري بسر من رأى مدة، ثم غاب لما روي في الغيبة من الأخبار عن السادة (عليهم السلام)، مع ما أنه مشاهد في المواطن الشريفة الكريمة العالية، والمقامات العظيمة، وقد دلت الآثار على صحة مشاهدته (عليه السلام) (3).


*  *  *

____________

(1) في " ط ": المسير.

(2) حلوان: تطلق على عدة مواضع، والمراد هنا حلوان العراق، وهي آخر حدود السواد مما يلي الجبال، كانت مدينة عامرة ثم خرجت. معجم البلدان 2: 290.

(3) راجع كمال الدين وتمام النعمة: 464، رجال الكشي: 557 / 1052، الخرائج والجرائح 1: 483 / ذيل حديث (22)، الاحتجاج 2: 449.


الصفحة 504

الصفحة 505

معرفة
من شاهده في حياة أبيه (عليه وعلى آبائه الصلاة والسلام)

491 / 95 - أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى بن أحمد، قال:

حدثنا أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد بن همام، قال: حدثني جعفر بن محمد، قال:

حدثني محمد بن جعفر، قال: حدثني أبو نعيم، قال: وجهت المفوضة (1) كامل بن إبراهيم المزني (2) إلى أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام) يباحثون أمره.

قال كامل بن إبراهيم: فقلت في نفسي: أسأله عن قوله (3) لا يدخل الجنة إلا من عرف معرفتي وقال بمقالتي. فلما دخلت على سيدي أبي محمد (عليه السلام) نظرت إلى ثياب بيضاء ناعمة عليه، فقلت في نفسي: ولي الله وحجته يلبس الناعم من الثياب، ويأمرنا نحن بمواساة الإخوان، وينهانا عن لبس مثله!

فقال (عليه السلام) مبتسما: يا كامل بن إبراهيم! وحسر عن ذراعيه، فإذا مسح (4)

____________

(1) هم قوم زعموا أن الله (تعالى) فوض خلق العالم وتدبيره لرسوله وعلي والأئمة (عليهم السلام) فخلقوا هم الأرضين والسماوات. راجع المقالات والفرق: 238، الفرق بين الفرق: 251، معجم الفرق الإسلامية: 235.

(2) في الهداية والغيبة والخرائج: المدني، وفي إثبات الوصية: المدائني.

(3) (عن قوله) ليس في " ع، ط ".

(4) المسح: كساء من شعر.


الصفحة 506
أسود خشن، فقال: يا كامل، هذا لله (عز وجل)، وهذا لكم. فخجلت وجلست إلى باب مرخى عليه ستر، فجاءت الريح فكشفت طرفه، فإذا أنا بفتى كأنه قمر، من أبناء أربع، أو مثلها، فقال: يا كامل بن إبراهيم، فاقشعررت (1) من ذلك، وألهمت أن قلت:

لبيك يا سيدي، فقال: جئت إلى ولي الله وحجة زمانه، تسأله: هل يدخل الجنة إلا من عرف معرفتك، وقال بمقالتك؟

فقلت: إي والله.

قال: إذن - والله - يقل داخلها، والله إنه ليدخلها (2) قوم يقال لهم: الحقية قلت:

يا سيدي: ومن هم؟

قال: هم قوم من حبهم لعلي يحلفون بحقه ولا يدرون ما حقه وفضله.

ثم سكت ساعة عني، ثم قال: وجئت تسأله عن مقالة المفوضة، كذبوا عليهم لعنة الله، بل قلوبنا أوعية لمشيئة الله، فإذا شاء الله شئنا، والله (عز وجل) يقول: * (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله) * (3) ثم رجع والله الستر إلى حالته، فلم أستطع كشفه.

ثم نظر إلي أبو محمد (عليه السلام) مبتسما وهو يقول: يا كامل بن إبراهيم، ما جلوسك وقد أنبأك بحاجتك حجتي من بعدي؟! فانقبضت وخرجت، ولم أعاينه بعد ذلك.

قال أبو نعيم: فلقيت كامل بن إبراهيم، وسألته عن هذا الخبر، فحدثني به.(4)

492 / 96 - وأخبرني أبو القاسم عبد الباقي بن يزداد بن عبد الله البزاز، قال:

حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد الثعالبي قراءة في يوم الجمعة مستهل رجب سنة سبعين وثلاثمائة، قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن يحيى العطار، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: كنت امرءا لهجا بجمع (5) الكتب المشتملة على غوامض

____________

(1) في " ع، م ": فاشعرت.

(2) في " ع، م " زيادة: حتى.

(3) الإنسان 76: 30.

(4) الهداية الكبرى: 359، إثبات الوصية: 222، غيبة الطوسي: 246 / 216، الخرائج والجرائح 1: 458 / 4 كشف الغمة 2: 499، ينابيع المودة: 461.

(5) في " ع ": بجميع.


الصفحة 507
العلوم ودقائقها، كلفا باستظهار ما يصح من حقائقها، مغرما بحفظ مشتبهها ومستغلقها، شحيحا على ما أظفر به من معاضلها ومشكلاتها، ومتعصبا لمذهب الإمامية، راغبا عن الأمن والسلامة في انتظار التنازع والتخاصم، والتعدي إلى التباغض والتشاتم، معيبا للفرق ذوي الخلاف، كشافا عن مثالب أئمتهم، هتاكا لحجب قادتهم.

إلى أن بليت بأشد النواصب منازعة، وأطولهم مخاصمة، وأكثرهم جدالا، وأقشعهم سؤالا، وأثبتهم على الباطل قدما.

فقال ذات يوم وأنا أناظره: تبا لك - يا سعد - ولأصحابك، إنكم معشر الرافضة تقصدون على المهاجرين والأنصار بالطعن عليهما، وتجحدون من رسول الله ولايتهما وإمامتهما، هذا الصديق الذي فاق جميع الصحابة بشرف سابقته، أما علمتم أن الرسول (عليه وآله السلام) ما أخرجه مع نفسه إلى الغار إلا علما منه بأن الخلافة له من بعده، وأنه هو المقلد أمر التأويل، والملقى إليه أزمة الأمة، وعليه المعول في شعب الصدع، ولم الشعث، وسد الخلل، وإقامة الحدود، وتسرية (1) الجيوش لفتح بلاد الكفر، فكما أشفق على نبوته أشفق على خلافته، إذ ليس من حكم الاستتار والتواري أن يروم الهارب من الشر مساعدة إلى مكان يستخفي فيه، فلما رأينا النبي (صلى الله عليه وآله) متوجها إلى الانجحار (2)، ولم تكن الحال توجب استدعاء المساعدة من أحد، استبان لنا قصد رسول الله بأبي بكر إلى الغار للعلة التي شرحناها.

وإنما أبات عليا (عليه السلام) على فراشة لما لم يكن يكترث له، ولم يحفل به، لاستثقاله إياه، وعلمه بأنه إن قتل لم يتعذر عليه نصب غيره مكانه، للخطوب التي كان يصلح لها.

قال سعد: فأوردت عليه أجوبة شتى، فما زال يقصد كل واحد منها بالنقض والرد علي.

ثم قال: يا سعد، دونكها أخرى بمثلها تحطم آناف الروافض، ألستم تزعمون

____________

(1) في " ع ": وتسريته.

(2) أي الاستتار.