14 - حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أحمد الأسواري، قال: حدثنا مكي ابن أحمد بن سعدويه البرذعي، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد بن المسيب البيهقي قال: حدثني جدي، قال: حدثنا ابن أبي أويس، قال: حدثني أحمد بن محمد بن داود بن قيس الصنعاني، قال: حدثني أفلح بن كثير، عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عن النبي صلى الله عليه وآله أن جبرئيل نزل عليه بهذا الدعاء من السماء ونزل عليه ضاحكا مستبشرا، فقال: السلام عليك يا محمد، قال:
وعليك السلام يا جبرئيل فقال: إن الله بعث إليك بهدية، فقال: وما تلك الهدية يا جبرئيل؟ فقال: كلمات من كنوز العرش أكرمك الله بها، قال: وما هن يا جبرئيل؟
قال: قل: (يا من أظهر الجميل وستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر، يا عظيم العفو، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة،
____________
(1) الخبز اسم للمأكول ولا شئ من أحكام المأكول لاسمه، فهما متغايران ذاتا، و كذلك الله تعالى وأسماؤه.
(2) في الكافي باب معاني الأسماء واشتقاقها تحت رقم 2 هكذا (أفهمت يا هشام فهما تدفع به وتناضل به أعداءنا والمتخذين مع الله عز وجل غيره - الخ).
____________
(1) ليس في أكثر النسخ (يا مقيل العثرات) وليس في نسخة بيان ثوابه.
(2) الظاهر زيادة (ويا مولانا) هنا لذكره من بعد.
قال مصنف هذا الكتاب: الدليل على أن الله تعالى عز وجل عالم حي قادر لنفسه لا بعلم وقدرة وحياة هو غيره أنه لو كان عالما بعلم لم يخل علمه من أحد أمرين أما أن يكون قديما أو حادثا، فإن كان حادثا فهو جل ثناؤه قبل حدوث العلم غير عالم، وهذا من صفات النقص، وكل منقوص محدث بما قدمنا، وإن كان قديما وجب أن يكون غير الله عز وجل قديما وهذا كفر بالاجماع، فكذلك القول في القادر وقدرته والحي وحياته، والدليل على أنه تعالى لم يزل قادرا عالما حيا أنه قد ثبت أنه عالم قادر حي لنفسه وصح بالدليل أنه عز وجل قديم وإذا كان كذلك كان عالما لم يزل إذ نفسه التي لها علم لم تزل، وهذا يدل على أنه قادر حي لم يزل(1).
30 - باب القرآن ما هو؟
1 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، رضي الله عنه، قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، قال: قلت للرضا علي بن موسى عليهما السلام: يا ابن رسول الله أخبرني عن القرآن أخالق أو مخلوق؟ فقال: ليس بخالق ولا مخلوق، ولكنه كلام الله عز وجل.
2 - حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن عبد الله ابن جعفر الحميري، عن أبيه، عن إبراهيم بن هاشم، عن الريان بن الصلت، قال:
____________
(1) ذكر هذا الكلام في الباب الحادي عشر كان أنسب.
3 - حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد المؤدب رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثنا علي بن سالم، عن أبيه، قال: سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فقلت له: يا ابن رسول الله ما تقول في القرآن؟ فقال: هو كلام الله وقول الله وكتاب الله ووحي الله و تنزيله، وهو الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
4 - حدثنا أبي رحمه الله، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، قال: كتب علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السلام إلى بعض شيعته ببغداد: بسم الله الرحمن الرحيم عصمنا الله وإياك من الفتنة فإن يفعل فقد أعظم بها نعمة(1) وإن لا يفعل فهي الهلكة، نحن نرى أن الجدال في القرآن بدعة، اشترك فيها السائل والمجيب، فيتعاطى السائل ما ليس له، ويتكلف المجيب ما ليس عليه، وليس الخالق إلا الله عز وجل، وما سواه مخلوق، والقرآن كلام الله، لا تجعل له اسما من عندك فتكون من الضالين، جعلنا الله وإياك من الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون.
5 - حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب رضي الله عنه، قال:
حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي، قال:
حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني سليمان بن جعفر الجعفري، قال: قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام: يا ابن رسول الله ما تقول في القرآن فقد اختلف فيه من قبلنا؟ فقال قوم: إنه مخلوق، وقال قوم: إنه غير مخلوق، فقال عليه السلام:
أما إني لا أقول في ذلك ما يقولون، ولكني أقول: إنه كلام الله.
6 - حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله، قال: حدثنا
____________
(1) الضمير راجع إلى العصمة، وفي نسخة (ط) (فقد تعظم بها نعمة).
قال مصنف هذا الكتاب: قد جاء في الكتاب أن القرآن كلام الله ووحي الله وقول الله وكتاب الله، ولم يجئ فيه أنه مخلوق، وإنما امتنعنا من إطلاق المخلوق عليه(2) لأن المخلوق في اللغة قد يكون مكذوبا، ويقال: كلام مخلوق أي مكذوب، قال الله تبارك وتعالى: (إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا)(3) أي كذبا، وقال تعالى حكاية عن منكري التوحيد: (ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق)(4) أي افتعال وكذب، فمن زعم أن القرآن مخلوق بمعنى أنه مكذوب فقد كفر، ومن قال: إنه غير مخلوق بمعنى أنه غير مكذوب فقد صدق وقال الحق والصواب، ومن زعم أنه غير مخلوق بمعنى أنه غير محدث وغير منزل وغير محفوظ فقد أخطأ وقال غير الحق والصواب، وقد أجمع أهل الإسلام على أن القرآن كلام الله عز وجل على الحقيقة دون المجاز، وأن من قال غير ذلك فقد قال منكرا من القول وزورا، ووجدنا القرآن مفصلا وموصلا وبعضه غير بعض وبعضه قبل بعض كالناسخ الذي يتأخر عن المنسوخ، فلو لم يكن ما هذه صفته حادثا بطلت الدلالة
____________
(1) (ألا) حرف تنبيه وما قبله استفهام توبيخ، أو حرف استثناء.
(2) في نسخة (و) (وإنما منعنا - الخ).
(3) العنكبوت: 17.
(4) ص: 7.
وشئ آخر وهو أن العقول قد شهدت والأمة قد اجتمعت على أن الله عز وجل صادق في إخباره، وقد علم أن الكذب هو أن يخبر بكون ما لم يكن، وقد أخبر الله عز وجل عن فرعون وقوله: (أنا ربكم الأعلى)(1) وعن نوح: أنه نادى ابنه وهو في معزل: يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين(2). فإن كان هذا القول وهذا الخبر قديما فهو قبل فرعون وقبل قوله ما أخبر عنه، وهذا هو الكذب، وإن لم يوجد إلا بعد أن قال فرعون ذلك فهو حادث لأنه كان بعد أن لم يكن.
وأمر آخر وهو أن الله عز وجل قال: (ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك)(3) وقوله: (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها)(4) وما له مثل أو جاز أن يعدم بعد وجوده فحادث لا محالة.
7 - وتصديق ذلك ما أخرجه شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه في جامعه، وحدثنا به، عن محمد بن الحسن الصفار(5) عن العباس بن معروف، قال:
حدثني عبد الرحمن بن أبي نجران، عن حماد بن عثمان، عن عبد الرحيم القصير، قال: كتبت على يدي عبد الملك بن أعين إلى أبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك، اختلف الناس في أشياء قد كتبت بها إليك، فأن رأيت جعلني الله فداك أن تشرح لي جميع ما كتبت به إليك، اختلف الناس جعلت فداك بالعراق في المعرفة والجحود، فأخبرني جعلت فداك أهما مخلوقان؟ واختلفوا في القرآن، فزعم قوم: أن القرآن كلام الله غير مخلوق وقال آخرون: كلم الله مخلوق، وعن الاستطاعة أقبل الفعل أو مع الفعل؟ فإن أصحابنا قد اختلفوا فيه ورووا فيه، وعن الله تبارك وتعالى هل يوصف بالصورة أو بالتخطيط؟ فإن رأيت جعلني الله فداك أن تكتب إلي بالمذهب الصحيح من التوحيد، و عن الحركات أهي مخلوقة أو غير مخلوقة؟ وعن الإيمان ما هو؟ فكتب عليه السلام على يدي عبد الملك
____________
(1) النازعات: 24.
(2) هود: 42.
(3) الإسراء: 86.
(4) البقرة: 106.
(5) (حدثنا) عطف على أخرجه، والضمير المستتر فيه يرجع إلى (شيخنا).
وسألت رحمك الله عن الاستطاعة للفعل(5) فإن الله عز وجل خلق العبد وجعل
____________
(1) الكلام في المعرفة والجحود يأتي في الباب الثالث والستين.
(2) قوله (ولا متحرك) أي فاعل الحركة، أو المعنى لا ظاهر بفعله، وقوله ((ولا فاعل) لا ينافي قول الرضا عليه السلام في الحديث الثاني من الباب الثاني: (وله معنى الخالق ولا مخلوق، إذ المراد هناك كمال الفاعلية باعتبار ذاته وهنا وجود المفعول باعتبار فعله.
(3) في نسخة (ب) (وخبر من يكون بعدكم) وفي نسخة (و) و (د) (وخبر من كان بعدكم).
(4) في نسخة (د) (ونزل من عند واحد نزل من عند الله على محمد - الخ -) وفي نسخة (و) (أنزل من عند واحد نزل من عند الله على محمد - الخ -)، وفي نسخة (ب) (نزل من عند واحد على محمد - الخ)) وفي حاشيتها (نزل من عند الله على محمد - الخ).
(5) الكلام في الاستطاعة يأتي في الباب الخامس والخمسين.
وسألت رحمك الله عن التوحيد وما ذهب إليه من قبلك، فتعالى الله الذي ليس كمثله شئ وهو السميع البصير، تعالى الله عما يصفه الواصفون المشبهون الله تبارك وتعالى بخلقه المفترون على الله عز وجل، فأعلم رحمك الله أن المذهب الصحيح في التوحيد ما نزل به القرآن من صفات الله عز وجل، فانف عن الله البطلان والتشبيه، فلا نفي ولا تشبيه وهو الله الثابت الموجود، تعالى الله عما يصفه الواصفون، ولا تعد القرآن فتضل بعد البيان(2).
وسألت رحمك الله عن الإيمان، فالإيمان هو إقرار باللسان(3) وعقد بالقلب وعمل بالأركان، فالإيمان بعضه من بعض(4) وقد يكون العبد مسلما قبل أن يكون مؤمنا، ولا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما، فالإسلام قبل الإيمان وهو
____________
(1) مركبة خبر بعد خبر لهي.
(2) في نسخة (ط) و (ن) (فيضلك بعد البيان).
(3) في نسخة (د) و (ب) و (و) و (ج) (هو الاقرار باللسان).
(4) أي فالإقرار والعمل ناشئان من عقد القلب، والأقوال في الإيمان وحده مختلفة، وفي التجريد عرفه بالعقد والإقرار، وكذا اختلفوا في أن الإسلام والإيمان مختلفان أم متفقان.
قال مصنف هذا الكتاب: كان المراد من هذا الحديث ما كان فيه من ذكر القرآن، ومعنى ما فيه أنه غير مخلوق أي غير مكذوب، ولا يعني به أنه غير محدث لأنه قال: محدث غير مخلوق وغير أزلي مع الله تعالى ذكره.
31 - باب معنى (بسم الله الرحمن الرحيم)
1 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد مولى بني هاشم، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، قال: سألت الرضا علي بن موسى عليهما السلام، عن بسم الله، قال: معنى قول القائل بسم الله أي أسم على نفسي سمة من سمات الله عز وجل وهي العبادة(3) قال: فقلت
____________
(1) لا الخروج من الإيمان إلى الكفر فيحكم عليه بأحكامه، بل الخروج في الحال أو عن كما له مع بقاء أصله كما نبه عليه بقوله: (ولم يخرجه إلى الكفر - الخ) وسمى هذا في الحديث بكفر الترك فإن له أقساما خمسة في كتاب الله، والظاهر أن قوله: (التي نهى الله عز وجل عنها) قيد لصغائر المعاصي فقط فتأمل.
(2) في نسخة (د) (وضربت عنقه - الخ)، وفي نسخة (ج) (فأحدث في الكعبة حدثا فإذا خرج عن الكعبة وعن الحرم ضربت عنقه وصار إلى النار).
(3) أي سمه الله التي يسم بها العبد نفسه في كل أمر هي العبادة حقيقة لا مجرد القول والعمل.
وتلك السمة علامة بينه وبين ربه يعرف بها الحق عن الباطل.
2 - حدثنا أبي رحمه الله، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن عبد الله بن سنان، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن بسم الله الرحمن الرحيم، فقال: الباء بهاء الله، والسين سناء الله والميم مجد الله. وروي بعضهم: ملك الله، والله إله كل شئ، الرحمن بجميع خلقه، والرحيم بالمؤمنين خاصة.
3 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن صفوان بن يحيى، عمن حدثه، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سئل عن بسم الله الرحمن الرحيم فقال: الباء بهاء الله، و السين سناء الله، والميم ملك الله، قال: قلت: الله؟ قال: الألف آلاء الله على خلقه من النعيم بولايتنا، واللام إلزام الله خلقه ولايتنا، قلت: فالهاء؟ قال: هوان لمن خالف محمدا وآل محمد صلوات الله عليهم، قال: قلت: الرحمن؟ قال: بجميع العالم، قلت: الرحيم؟ قال: بالمؤمنين خاصة.
4 - حدثنا أبي رحمه الله، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن سلمة بن الخطاب عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام، قال: سألته عن معنى الله، قال: استولى على ما دق وجل(1).
5 - حدثنا محمد بن القاسم الجرجاني المفسر رحمه الله قال: حدثنا أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد، وأبو الحسن علي بن محمد بن سيار وكانا من الشيعة الإمامية عن أبويهما(2) عن الحسن بن علي بن محمد عليهم السلام في قول الله عز وجل: (بسم الله
____________
(1) على هذا التفسير مشتق من الإله بمعنى من له ملك التأثير والتصرف وغيره مألوه كما مر بيانه في الحديث الثاني من الباب الثاني.
(2) أن أبويهما لم يرويا عن الإمام عليه السلام بل هما، وعليه فالظرف متعلق بكانا، أي كانا شيئيين عن تربية أبويهما لا أنهما تشيعا استبصارا فإن الأبوين أيضا كانا من الشيعة، وهذا دفع لخدشة أوردت على تفسير الإمام عليه السلام، وللتفصيل راجع الذريعة.
قال: وقام رجل إلى علي بن الحسين عليهما السلام، فقال: أخبرني عن معنى بسم الله الرحمن الرحيم، فقال علي بن الحسين عليهما السلام،: حدثني أبي، عن أخيه الحسن، عن أبيه أمير المؤمنين عليهم السلام أن رجلا قام إليه: فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن بسم الله الرحمن الرحيم ما معناه؟ فقال: إن قولك: (الله) أعظم اسم من أسماء الله عز وجل وهو الاسم الذي(1) لا ينبغي أن يسمى به غير الله ولم يتسم به مخلوق، فقال الرجل فما تفسير قوله: (الله)؟ قال الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من جميع من هو دونه، وتقطع الأسباب من كل من سواه وذلك أن كل مترئس في هذه الدنيا ومتعظم فيها وإن عظم غناؤه وطيغانه و كثرت حوائج من دونه إليه فإنهم سيحتاجون حوائج لا يقدر عليها هذا المتعاظم، وكذلك هذا المتعاظم يحتاج حوائج لا يقدر عليها، فينقطع إلى الله عند ضرورته وفاقته حتى إذا كفى همه عاد إلى شركه، أما تسمع الله عز وجل يقول: (قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله
____________
(1) في نسخة (ط) و (ن) (فهو الاسم الذي - الخ).
32 - باب تفسير حروف المعجم
1 - حدثنا محمد بن بكران النقاش رحمه الله، بالكوفة، قال: حدثنا أحمد بن محمد الهمداني، قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام، قال: إن أول ما خلق الله عز وجل ليعرف به خلقه الكتابة حروف المعجم(4) وإن الرجل إذا ضرب على رأسه بعصا فزعم أنه
____________
(1) الأنعام: 41.
(2) في نسخة (ب) و (د) (بتمييزنا من أعاديه)).
(3) في نسخة (ب) و (د) (وهو يخلص لله ويقبل - الخ).
(4) الاعجام إزالة الابهام عن الحرف بنقطة مخصوصة، والمراد بالمعجم الكتاب باعتبار أنه مؤلف من الحروف المعجمة، وقد اختص المعجمة بالحروف المنقوطة، وهذا أمر حادث إذ في الأمر وضع لكل حرف نقطة في الكتابة، فالسين مثلا كانت منقوطة بثلاث نقط في التحت والشين بها في الفوق، فرأوا أن عدم النقطة في بعض الحروف المتشابهة الكتابة يكفي في الامتياز فحذفوها، فخص المنقوطة باسم المعجمة وغيرها باسم المهملة، ويقال لهذه الحروف حروف التهجي والهجاء أيضا، كما في الحديث الثاني.
ولقد حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن أمير المؤمنين عليهم السلام في (ا ب ت ث) أنه قال: الألف آلاء الله، والباء بهجة الله (والباقي وبديع السماوات والأرض).
والتاء تمام الأمر بقائم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم والثاء ثواب المؤمنين على أعمالهم الصالحة.
(ج ح خ) فالجيم جمال الله وجلال الله، والحاء حلم الله، (حي حق حليم) عن المذنبين، والخاء خمول ذكر أهل المعاصي عند الله عز وجل.
(د ذ) فالدال دين الله (الذي ارتضاه لعباده)، والذال من ذي الجلال والاكرام.
(ر ز) فالراء من الرؤوف الرحيم، والزاي زلازل يوم القيامة.
(س ش) فالسين سناء الله (وسرمديته)، والشين شاء الله ما شاء، وأراد ما أراد (وما تشاؤن إلا أن يشاء الله).
(ص ض) فالصاد من صادق الوعد في حمل الناس على الصراط، وحبس الظالمين عند المرصاد، والضاد ضل من خالف محمد وآل محمد.
(ط ظ) فالطاء طوبى للمؤمنين، وحسن مآب، والظاء ظن المؤمنين بالله خير وظن الكافرين به سواء(1).
(ع غ) فالعين من العالم، والغين من الغني الذي لا يجوز عليه الحاجة على الاطلاق.
(ف ق) فالفاء (فالق الحب والنوى، و) وفوج من أفواج النار، والقاف قرآن على الله جمعه وقرآنه.
____________
(1) في نسخة (ب) و (د) و (ج) (وظن الكافرين به شرا).
(م ن) فالميم ملك الله يوم الدين يوم لا مالك غيره ويقول الله عز وجل (لمن الملك اليوم) ثم تنطق أرواح أنبيائه ورسله وحججه فيقولون: (لله الواحد القهار) فيقول جل جلاله: (اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب)(1). والنون نوال الله للمؤمنين، ونكاله للكافرين (وه) فالواو ويل لمن عصى الله من عذاب يوم عظيم، والهاء هان على الله من عصاه.
(لا) فلام ألف لا إله إلا الله وهي كلمة الاخلاص. ما من عبد قالها مخلصا إلا وجبت له الجنة.
(ى) يد الله فوق خلقه باسطة بالرزق، سبحانه وتعالى عما يشركون(2).
ثم قال عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى أنزل هذا القرآن بهذه الحروف التي يتداولها جميع العرب ثم قال: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا)(3).
2 - حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المقرئ الحاكم، قال: حدثنا أبو - عمرو محمد بن جعفر المقرئ الجرجاني، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن الموصلي ببغداد، قال: حدثنا محمد بن عاصم الطريفي، قال: حدثنا أبو زيد عياش بن يزيد ابن الحسن بن علي الكحال مولى زيد بن علي، قال: أخبرني أبي يزيد بن الحسن قال: حدثني موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن
____________
(1) المؤمن: 17.
(2) ليس في أكثر النسخ الباقي وبديع السماوات والأرض في تفسير الباء، وحي حق حليم في تفسير الحاء، والذي ارتضاه لعباده في تفسير الدال، وسرمديته في تفسير السين، وفالق الحب والنوى في تفسير الفاء.
(3) الإسراء: 88.
اللهم وفقه وسدده، فقال علي بن أبي طالب عليه السلام: ما من حرف إلا وهو اسم من أسماء الله عز وجل، ثم قال: أما الألف فالله لا إله إلا هو الحي القيوم(2)، وأما الباء فالباقي بعد فناء خلقه، وأما التاء فالتواب يقبل التوبة عن عباده، وأما الثاء فالثابت الكائن (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا - الآية)(3) وأما الجيم فجل ثناؤه وتقدست أسماؤه، وأما الحاء فحق حي، حليم، وأما الخاء فخبير بما يعمل العباد، وأما الدال فديان يوم الدين، وأما الذال فذو الجلال و الاكرام، وأما الراء فرؤوف بعباده، وأما الزاي فزين المعبودين، وأما السين فالسميع البصير، وأما الشين فالشاكر لعباده المؤمنين، وأما الصاد فصادق في وعده و وعيده، وأما الضاد فالضار، النافع، وأما الطاء فالطاهر المطهر، وأما الظاء فالظاهر المظهر لآياته، وأما العين فعالم بعباده، وأما الغين فغياث المستغيثين من جميع خلقه، و أما الفاء ففالق الحب والنوى، وأما القاف فقادر على جميع خلقه، وأما الكاف فالكافي الذي لم يكن له كفوا أحد ولم يلد ولم يولد، وأما اللام فلطيف بعباده، وأما الميم فمالك الملك، وإما النون فنور السماوات من نور عرشه، وأما الواو فواحد أحد صمد لم يلد ولم يولد، وأما الهاء فهاد لخلقه، وأما اللام ألف فلا إله إلا الله وحده
____________
(1) الهجاء تقطيع الكلمة بحروفها، وحروف الهجاء أي حروف تقطع الكلمة بها و تفصل إليها، ولعل اليهودي أراد بها الحروف المقطعة في مفتتح السور، أو أراد فائدة غير تركب الكلام منها.
(2) المراد بها الهمزة إذ تسمى بالألف أيضا، وبينهما فرق من جهات ذكر في محله، وقد تعدى اثنتين فالحروف تسعة وعشرون، وقد تعدى واحدة فهي ثمانية وعشرون كما في الباب الخامس والستين.
(3) إبراهيم عليه السلام: 27.