مقام الإئمّة عليهم السلام.
*مقولة فضل الله:
س- يقول الإمام الخميني في كتابه
"الحكومة الإسلاميّة" : إنّ لأئمّتنا عليهم السلام مكانة لا يصلها
ملك مقرّب و لا نبي مرسل. ما هي الطريقة لمعرفة ذلك؟
ج- هناك نظريّة تدل على أنهم أفضل
من الرسل و هناك جماعة يستثنون أولي العزم، مسألة خلافيّة و ليست
مسألة إجماعيّة. و كما قلنا، هذه من الأمور التي لا تمثّل أي نوع
من أنواع مسؤوليّتنا. نحن مسؤوليّتنا فقط أن نعتقد بالأئمّة أنهم
أوصياء رسول الله و خلفاء رسول الله (صلى الله عليه و آله)، أما هم
أفضل من الملائكة، أفضل من الأنبياء، أو ليسوا أفضل، فهذه من
الأمور التي ليست جزء من العقيدة و ليست جزءاً من الخط.
(الموسم- العدد21، ص303)
*جواب الإمام الخميني قدّس سرّه :
{إعلم أن لأهل بيت العصمة و الطهارة (عليهم السلام)
مقاماً روحياً شامخاً في السير المعنوي إلى الله، يفوق قدرة
استيعاب الإنسان حتى من الناحية العلميّة، و أسمى من عقول ذوي
العقول و أعظم من شهود أصحاب العرفان. كما يستفاد من الأحاديث
الشريفة أنهم –صلوات الله عليهم- يشاركون الرسول الأكرم (صلى الله
عليه و آله) في مقام الروحانيّة و أنّ أنوارهم المطهّرة كانت تسبّح
و تقدّس للذات المتعال قبل خلق العالم، ففي الكافي بإسناده عن محمد
بن سنان قال: كنت عند أبي جعفر الثاني (عليه السلام) فأجريت اختلاف
الشيعة فقال: "يا محمد! إن الله تبارك و تعالى لم يزل متفرّداً
بوحدانيّته، ثم خلق محمداً و علياً و فاطمة، فمكث ألف دهر، ثم خلق
جميع الأشياء، فأشهدهم خلقها و أجرى طاعتهم عليها، و فوض أمورها
إليهم، فهم يحلّون ما يشاؤون و يحرّمون ما يشاؤون و لن يشاؤوا إلا
أن يشاء الله تعالى" ثم قال: "يا محمد! هذه الديانة التي من
تقدَّمها مرق، و من تخلف عنها مُحق، و من لزمها لحِق، خذها إليك يا
محمدّ!"
إن الأحاديث المأثورة في طينة
أبدانهم، و خلق أرواحهم و نفوسهم، و فيما مُنحوا من الإسم الأعظم و
العلوم الغيبية الإلهيّة من علوم الأنبياء و الملائكة، و مما هو
أعظم مما لا يخطر على بال أحد، و هكذا الأخبار المنقولة في فضائلهم
في مختلف الأبواب من الكتب المعتبرة و خاصة كتاب أصول الكافي، إن
مثل هذه الأخبار كثيرة بقدر تبعث على تحيّر العقول، و لم يقف أحد
على حقائقهم و أسرارهم (عليهم السلام) إلا أنفسهم}
(الأربعون حديثاً، ص489)