____________
(1) وفي نسخة يمضخها.
(2) فلج عليه: فاز.
(3) الهلع: الجبن عند اللقاء.
(4) السجال جمع سجل وهو: دلو عظيم فيه ماء.
(5) في بعض النسخ " يتهضمه كتهضم ".
____________
(1) آل عمران / 152.
احتجاج فاطمة الزهراء (ع) على القوم لما منعوها فدك وقولها لهم عند الوفاة في الإمامة.
روى عبد الله بن الحسن (1) بإسناده عن آبائه عليهم السلام: إنه لما أجمع (2) أبو بكر وعمر على منع فاطمة عليها السلام فدكا وبلغها ذلك (3)..
____________
(1) هو عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام. في عمدة الطالب وإنما سمي المحض لأن أباه الحسن بن الحسن عليه السلام وأمه فاطمة بنت الحسين (ع) وكان يشبه برسول الله صلى الله عليه وآله.
وكان شيخ بني هاشم في زمانه، وقيل له: بما صرتم أفضل الناس، قال: لأن الناس كلهم يتمنون أن يكونوا منا ولا نتمنى أن نكون من أحد. وقال أبو الفرح الأصفهاني - في مقاتل الطالبيين - عند ذكر من قتل أيام أبي جعفر المنصور وكان أبو جعفر المنصور قد طلب محمدا وإبراهيم فلم يقدر عليهما فحبس عبد الله بن الحسن وإخوته وجماعة من أهل بيته بالمدينة ثم أحضرهم إلى الكوفة فحبسهم بها، فلما ظهر محمد قتل عدة منهم في الحبس إلى أن قال وعبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام، يكنى أبا محمد. إلى أن قال: وقتل عبد الله بن الحسن في محبسه بالهاشمية، وهو ابن خمس وسبعين، سنة خمس وأربعين ومائة.
وفي معجم البلدان: والهاشمية أيضا مدينة بناها السفاح بالكوفة إلى أن قال وبالهاشمية هذه حبس المنصور عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومن كان معه من أهل بيته.
(2) أجمع: أحكم النية والعزيمة.
(3) قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: قال أبو بكر - يعني: الجوهري - فحدثني محمد بن زكريا قال: حدثني حعفر بن محمد بن عمارة الكندي قال: حدثني أبي عن الحسين بن صالح بن حي قال حدثني رجلان من بني هاشم عن زينب بنت علي بن أبي طالب " ع ".
قال: وقال جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه.
قال أبو بكر: وحدثني عثمان بن عمران العجيفي عن نائل بن نجيح بن عمير بن
=>
الحمد لله على ما أنعم، وله الشكر على ما ألهم، والثناء بما قدم، من عموم نعم ابتداها، وسبوغ آلاء أسداها، وتمام منن أولاها، جم عن الاحصاء عددها، ونأى عن الجزاء أمدها، وتفاوت عن الإدراك أبدها، وندبهم لاستزادتها بالشكر لاتصالها واستحمد إلى الخلائق بإجزالها، وثنى بالندب إلى أمثالها، وأشهد أن لا إله إلا الله
____________
<=
شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي " ع ".
قال أبو بكر: وحدثني أحمد بن محمد بن زيد عن عبد الله بن محمد بن سليمان عن
أبيه عن عبد الله بن حسن بن حسن قالوا جميعا لما بلغ فاطمة.. الخ
(1) اللوث: الطي والجمع، ولاث العمامة شدها وربطها، ولانت خمارها
لفته والخمار بالكسر: المقنعة، سميت بذلك لأن الرأس يخمر بها أي يغطى.
(2) الاشتمال بالشئ جعله شاملا ومحيطا لنفسه - والجلباب: الرداء والإزار
(3) في لمة: أي جماعة وفي بعض النسخ في لميمة بصيغة التصغير أي في جماعة
قليلة والحفدة بالتحريك: الأعوان والخدم.
(4) أي أن أثوابها كانت طويلة تستر قدميها فكانت تطأها عند المشي وفي بعض
النسخ تجر أدراعها والمعنى واحد.
(5) الخرم بضم الخاء وسكون الراء الترك، والنقص، والعدول.
(6) الحشد: الجماعة.
(7) نيطت: علقت وناط الشئ علقه: والملاءة الإزار.
(8) أجهش القوم: تهيئوا.
ثم التفتت إلى أهل المجلس وقالت: أنتم عباد الله نصب أمره ونهيه، وحملة دينه ووحيه، وأمناء الله على أنفسكم، وبلغائه إلى الأمم، زعيم حق له فيكم، وعهد
____________
(1) حاش الإبل: جمعها وساقها.
(2) بهمها: أي مبهماتها وهي المشكلات من الأمور.
(3) الغمم: جمع غمة وهي: المبهم والملتبس وفي بعض النسخ " عماها ".
تزكية للنفس، ونماء في الرزق، والصيام: تثبيتا للاخلاص، والحج: تشييدا للدين، والعدل: تنسيقا للقلوب، وطاعتنا: نظاما للملة، وإمامتنا: أمانا للفرقة والجهاد: عزا للإسلام، والصبر، معونة على استيجاب الأجر، والأمر بالمعروف:
مصلحة للعامة، وبر الوالدين: وقاية من السخط، وصلة الأرحام: منساة في العمر (1) ومنماة للعدد، والقصاص: حقنا للدماء، والوفاء بالنذر: تعريضا للمغفرة، وتوفية المكائيل والموازين: تغييرا للبخس، والنهي عن شرب الخمر: تنزيها عن الرجس واجتناب القذف: حجابا عن اللعنة، وترك السرقة: إيجابا بالعفة، وحرم الله الشرك إخلاصا له بالربوبية، فاتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه، فإنه إنما يخشى الله من عباده العلماء.
ثم قالت أيها الناس اعلموا: إني فاطمة وأبي محمد صلى الله عليه وآله أقول عودا وبدوا، ولا أقول ما أقول غلطا، ولا أفعل ما أفعل شططا (2) لقد جائكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم (3) حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم. فإن تعزوه (4) وتعرفوه: تجدوه أبي دون نسائكم، وأخا ابن عمي دون رجالكم (5)
____________
(1) منساة للعمر: مؤخرة.
(2) شططا: الشطط بالتحريك: هو البعد عن الحق ومجاوزة الحد في كل شئ.
(3) عنتم: أنكرتم وجحدتم.
(4) تعزوه: تنبوة
(5) سيأتي قول النبي لعلي أنت أخي وحديث المؤاخاة.
____________
(1) صادعا: الصدع هو الإظهار: والنذارة بالكسر الإنذار وهو الإعلام على وجه التخويف.
(2) المدرجة: هي المذهب والمسلك.
(3) ثبجهم: الثبج بالتحريك: وسط الشئ ومعظمه.
(4) أكظامهم: الكظم بالتحريك: مخرج النفس من الحلق.
(5) يجف الأصنام: في بعض النسخ " يكسر الأصنام " وفي بعضها " يجذ " أي يكسر.
(6) تفرى الليل عن صبحه: أي انشق حتى ظهر وجه الصباح.
(7) شقاشق الشياطين: الشقاشق: جمع شقشقة بالكسر وهي: شئ كالربة يخرجها البعير من فيه إذا هاج.
(8) طاح: هلك. والوشيظ السفلة والرذل من الناس.
(9) كلمة الإخلاص: كلمة التوحيد.
(10) البيض الخماص: المرد بهم أهل البيت عليهم السلام. (11) مذقة الشارب: شربته.
(12) نهزة الطامع: بالضم - الفرصة أي محل نهزته.
(13) قبسة العجلان: مثل في الاستعجال. وموطئ الأقدام: مثل مشهور في المغلوبية والمذلة.
(14) الطرق: بالفتح ماء السماء الذي تبول به الإبل وتبعر.
____________
(1) القد: بكسر القاف وتشديد الدال - سير بقد من جلد غير مدبوغ.
(2) بهم الرجال: شجعانهم.
(3) نجم: ظهر، وقرن الشيطان أمته وتابعوه.
(4) فغرفاه: أي فتحه، والفاغرة من المشركين: الطائفة منهم.
(5) قذف: رمى، واللهوات بالتحريك: - جمع لهات -: وهي اللحمة في أقصى شفة الفم.
(6) ينكفئ: يرجع، والأخمص ما لا يصيب الأرض من باطن القدم.
(7) وادعون: ساكنون
(8) فاكهون: ناعمون
(9) الدوائر: صروف الزمان أي كنتم تنظرون نزول البلايا علينا.
(10) تتوقعون أخبار المصائب والفتن النازلة بنا.
(11) في بعض النسخ " حسيكة " وحسكة النفاق عداوته.
(12) وسمل جلباب الدين: سمل صار خلقا، والجلباب الإزار.
(13) الكظوم: السكوت.
____________
(*) في بعض النسخ " تدبرون ".
(1) الخامل: من خفي ذكره وكان ساقطا لا نباهة له.
(2) الهدير: ترديد البعير صوته في حنجرته، والفنيق: الفحل المكرم من الإبل الذي لا يركب ولا يهان.
(3) خطر البعير بذنبه إذا رفعه مرة بعد مرة وضرب به فخذيه.
(4) مغرزه: أي ما يختفى فيه تشبيها له بالقنفذ فإنه يطلع رأسه بعد زوال الخوف
(5) أي حملكم على الغضب فوجدكم مغضبين لغضبه.
(6) الوسم أثر الكي.
(7) الورود: حضور الماء للشرب.
(8) الكلم بالضم: الجرح، الرحب بالضم: السعة.
(9) أي لم يصلح بعد.
(10) نفرتها: نفرت الدابة جزعت وتباعدت.
(11) يسلس: يسهل.
(12) أي: لهبها.
أيها المسلمون أغلب على إرثي (**)؟ يا بن أبي قحافة أفي كتاب الله ترث أباك ولا إرث أبي؟ لقد جئت شيئا فريا! أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم؟ إذ يقول: " وورث سليمان داود " (4) وقال: فيما اقتص من خبر يحيى بن زكريا إذ قال: " فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب (5) " وقال: " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله (6) " وقال: " يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين (7) " وقال: إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين (8) وزعمتم: أن لا حظوة (9) لي ولا إرث من أبي، ولا رحم بيننا، أفخصكم الله بآية أخرج أبي منها؟ أم هل تقولون: إن أهل ملتين لا يتوارثان؟ أو لست أنا وأبي من أهل ملة واحدة؟ أم
____________
(*) وفي بعض النسخ " يصير ".
(**) في بعض النسخ " إرثه ".
(1) الحسو: هو الشرب شيئا فشيئا، والارتغاء: هو شرب الرغوة وهي اللبن المشوب بالماء وحسوا في ارتغاء: مثل يضرب لمن يظهر ويريد غيره.
(2) الخمر بالفتح: ما واراك من شجر وغيره، والضراء بالفتح: الشجر الملتف بالوادي.
(3) الحز: القطع، والمدى، السكاكين.
(4) النمل: 16.
(5) مريم: 6.
(6) الأنفال: 75.
(7) النساء: 11.
(8) البقرة 180.
(9) الحظوة: المكانة.
____________
(*) في بعض النسخ " رنت ".
(1) مخطومة: من الخطام بالكسر وهو: كل ما يدخل في أنف البعير ليقاد به والرحل بالفتح: هو للناقة كالسرج للفرس.
(2) النقيبة: الفتية.
(3) الغميزة: - بفتح الغين المعجمة والزاي - ضعفة في العمل.
(4) السنة بالكسر: النوم الخفيف.
(5) إهالة: بكسر الهمزة الدسم. وسرعان ذا إهالة مثل يضرب لمن يخبر بكينونة الشئ قبل وقته.
(6) وهنه الوهن: الخرق، واستنهر: اتسع.
(7) أكدت: قل خيرها.
(8) بائقة: داهية.
____________
(*) وفي بعض النسخ " كالحتم ".
(1) آل عمران: 144.
(2) بنو قيله: قبيلتا الأنصار: الأوس والخزرج.
(3) المنتدى المجلس.
(4) الجنة بالضم: ما استترت به من السلاح.
(5) لا نبرح: لا نزال.
(6) استوسق: اجمتع.
(7) أخلدتم: ملتم. والخفض: السعة والخصب واللين.
(8) الدعة: الراحة والسكون.
(9) الدسع: القئ وتسوغ الشراب شربه بسهولة.
فأجابها أبو بكر عبد الله بن عثمان. وقال: يا بنت رسول الله لقد كان أبوك بالمؤمنين عطوفا كريما، رؤفا رحيما، وعلى الكافرين عذابا أليما، وعقابا عظيما، إن عزوناه وجدناه أباك دون النساء، وأخا إلفك دون الأخلاء (5) آثر على كل حميم، وساعده في كل أمر جسيم، لا يحبكم إلا سعيد، ولا يبغضكم إلا شقي (6) بعيد فأنتم عترة رسول الله الطيبون، الخيرة المنتجبون، على الخير أدلتنا، وإلى الجنة مسالكنا، وأنت يا خيرة النساء، وابنة خير الأنبياء، صادقة في قولك، سابقة في وفور عقلك، غير مردودة عن حقك، ولا مصدودة عن صدقك،
____________
(1) الجذلة: ترك النصر، خامرتكم خالطتكم.
(2) الخور: الضعف، والقناة الرمح. والمراد من ضعف القناة هنا ضعف النفس عن الصبر على الشدة.
(3) فاحتقبوها: أي احملوها على ظهوركم ودبر البعير أصابته الدبرة بالتحريك وهي جراحة تحدث من الرحل.
(4) نقب خف البعير رق وتثقب.
(5) الألف: هو الأليف بمعنى المألوف والمراد به هنا الزوج لأنه إلف الزوجة وفي بعض النسخ " ابن عمك ".
(6) في ذخائر العقبى: - لمحب الدين الطبري - قال: قال رسول الله " ص " " لا يحبنا أهل البيت إلا مؤمن تقي، ولا يبغضنا إلا منافق شقي " أخرجه الملا.
____________
(1) نقل الإمام المجاهد السيد عبد الحسين شرف الدين " قدس سره " في كتابه الجليل " النص والاجتهاد " عن الأستاذ المصري المعاصر محمود أبو رية ما يلي " " قال ": بقي أمر لا بد أن نقول فيه كلمة صريحة، ذلك هو موقف أبي بكر من فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله " ص " وما فعل معها في ميراث أبيها، لأنا إذا سلمنا بأن خبر الآحاد الظني يخصص الكتاب القطعي، وأنه قد ثبت أن النبي " ص " قد قال: إنه لا يورث. وإنه لا تخصيص في عموم هذا الخبر، فإن أبا بكر كان يسعه أن يعطي فاطمة رضي الله عنها بعض تركة أبيها " ص " كأن يخصها بفدك، وهذا من حقه الذي ليس يعارضه فيه أحد، إذ يجوز للخليفة أن يخص من يشاء بما يشاء.
" قال ": وقد خص هو نفسه الزبير بن العوام ومحمد بن مسلمة وغيرهما ببعض متروكات النبي " ص " على أن فدكا هذه التي منعها أبو بكر لم تلبث أن أقطعها الخليفة عثمان لمروان، هذا كلامه بنصه.
ثم أعقب السيد " ره " قائلا:
ونقل ابن أبي الحديد عن بعض السلف كلاما مضمونه العتب على الخليفتين والعجب منهما في مواقفهما مع الزهراء بعد أبيها " ص " قالوا في آخره:
" وقد كان الأجل أن يمنعهما التكرم عما ارتكباه من بنت رسول الله " ص " فضلا عن الدين " فذيله ابن أبي الحديد بقوله:
" هذا الكلام لا جواب عنه " النص والاجتهاد ص 123 - 124
(2) خطر ببالي وأنا أفكر في قول الخليفة: " وذلك بإجماع المسلمين لم انفرد به "
=>
____________
<=
وقوله في آخر الحديث الذي تفرد بنقله عن النبي " ص " " وما كان لنا من طعمة فلولي
الأمر أن يحكم فيه بحكمه " نعم خطر ببالي وأنا أفكر في هاتين الفقرتين وما إذا كانت فدك
من حق المسلمين حتى يؤخذ رأيهم فيه أم من حقه الخاص حتى يحكم فيه بحكمه كما جاء في
ذيل الحديث الذي استنكرته الصديقة الطاهرة " ع " واعتبرته كذبا وزورا وافتراء على
الرسول " ص " اعتلالا منهم لما أجمعوا على الغدر بذريته كما اعتبرته طعنا في عصمته " ص "
لو صدر ذلك منه. وأسمع ذلك كله في جوابها لأبي بكر: " سبحان الله، ما كان أبي رسول
الله " ص " عن كتاب الله صادفا، ولا لأحكامه مخالفا، بل كان يتبع أثره، ويقفوا
سوره، أفتجمعون إلى الغدر اعتلالا عليه بالزور، وهذا بعد وفاته شبيه بما بغى له من
الغوائل في حياته " ثم إن كان من حقه الخاص فلماذا لم يعطها سيدة النساء وبنت سيد
الأنبياء إكراما لمقام أبيها " ص " وإذا كان من حق المسلمين لماذا لم يؤخذ رأيهم أولا
في إعطائه إياها.
نعم خطر ببالي وأنا أجيل الفكر في هذا وشبهه قول الشريف قتادة بن إدريس من
قصيدته العصماء في رثاء سيدة النساء " ع " والتي يقول في أولها:
الدار نعمت فيها زمانا * ثم فارقتها فلا أغشاها
إلى أن يقول:
والتي يقول فيها:
إلى أن قال - وهو محل الشاهد منها -:
فقال أبو بكر: صدق الله ورسوله، وصدقت ابنته، أنت معدن الحكمة وموطن الهدى والرحمة، وركن الدين، وعين الحجة، لا أبعد صوابك، ولا أنكر خطابك هؤلاء المسلمون بيني وبينك، قلدوني ما تقلدت، وباتفاق منهم أخذت ما أخذت غير مكابر ولا مستبد، ولا مستأثر، وهم بذلك شهود.
فالتفتت فاطمة عليها السلام إلى الناس وقالت:
معاشر المسلمين المسرعة إلى قيل الباطل (5) المغضية على الفعل القبيح الخاسر أفلا تتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها؟ كلا بل ران على قلوبكم ما أسأتم من أعمالكم، فأخذ بسمعكم وأبصاركم، ولبئس ما تأولتم، وساء ما به أشرتم، وشر ما منه اغتصبتم لتجدن والله محمله ثقيلا، وغبه وبيلا، إذا كشف لكم الغطاء وبان بأورائه الضراء، وبدا لكم من ربكم ما لم تكونوا تحتسبون، وخسر هنالك المبطلون.
____________
(1) صادفا معرضا.
(2) الغوائل: المهالك.
(3) سورة مريم: 6
(4) سورة النمل: 16