أما ما سألت عنه أرشدك الله وثبتك، ووقاك من أمر المنكرين لي من أهل بيتنا وبني عمنا.
فاعلم: أنه ليس بين الله عز وجل وبين أحد قرابة، ومن أنكرني فليس مني وسبيله سبيل ابن نوح.
وأما سبيل ابن عمي جعفر وولده، فسبيل أخوة يوسف عليه السلام.
وأما الفقاع فشربه حرام ولا بأس بالشلماب.
وأما أموالكم فلا نقبلها إلا لتطهروا، فمن شاء فليصل ومن شاء فليقطع، وما آتانا الله خير مما آتاكم.
وأما ظهور الفرج فإنه إلى الله وكذب الوقاتون.
وأما قول من زعم أن الحسين لم يقتل، فكفر وتكذيب وضلال.
وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله.
وأما محمد بن عثمان العمري، فرضي الله عنه وعن أبيه من قبل، فإنه ثقتي وكتابه كتابي.
وأما محمد بن علي بن مهزيار الأهوازي، فسيصلح الله قلبه، ويزيل عنه شكه.
وإماما وصلتنا به، فلا قبول عندنا إلا لما طاب وطهر، وثمن المغنية حرام.
وأما محمد بن شاذان بن نعيم، فإنه رجل من شيعتنا أهل البيت.
وأما أبو الخطاب محمد بن أبي زينب الأجدع، ملعون وأصحابه ملعونون فلا تجالس أهل مقالتهم، فإني منهم برئ، وآبائي عليهم السلام منهم براء.
وأما المتلبسون بأموالنا، فمن استحل منها شيئا فأكله فإنما يأكل النيران وأما الخمس، فقد أبيح لشيعتنا وجعلوا منه في حل إلى وقت ظهور أمرنا
____________
<=
أمرت أن أوصي إلى أبي القاسم الحسين بن روح وأوصى إليه..) وقبره ببغداد مشيد ويعرف: بالشيخ الخلاني.
وأما ندامة قوم شكوا في دين الله علي ما وصلونا به، فقد أقلنا من استقال فلا حاجة إلى صلة الشاكين.
وأما علة ما وقع من الغيبة، فإن الله عز وجل يقول: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) (1) أنه لم يكن أحد من آبائي إلا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وأني أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي.
وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي، فكالإنتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب، وأني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء، فاغلقوا أبواب السؤال عما لا يعنيكم، ولا تتكلفوا علم ما قد كفيتم، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإن ذلك فرجكم، والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب وعلى من اتبع الهدى.
أبو الحسن علي بن أحمد الدلال القمي (2) قال: اختلف جماعة من الشيعة في أن الله عز وجل فوض إلى الأئمة صلوات الله عليهم أن يخلقوا ويرزقوا، فقال قوم: هذا محال لا يجوز على الله تعالى، لأن الأجسام لا يقدر على خلقها غير الله عز وجل، وقال آخرون: بل الله أقدر الأئمة على ذلك وفوض إليهم فخلقوا ورزقوا، وتنازعوا في ذلك نزاعا شديدا، فقال قائل: ما بالكم لا ترجعون إلى أبي جعفر محمد بن عثمان فتسألوه عن ذلك ليوضح لكم الحق فيه، فإنه الطريق إلى صاحب الأمر، فرضيت الجماعة بأبي جعفر وسلمت وأجابت إلى قوله، فكتبوا المسألة وأنفذوها إليه، فخرج إليهم من جهته توقيع، نسخته:
____________
(1) المائدة - 104.
(2) ج 3 من رجال المامقاني ص 11 باب الكنى: أبو الحسن الدلال ليس له ذكر في كلمات أصحابنا الرجاليين وإنما الذي عثرنا عليه رواية الكليني رحمه الله في باب تربيع القبر من الكافي عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن إسماعيل عنه عن يحيى بن أبي عبد الله.
وأما الأئمة عليهم السلام، فإنهم يسألون الله تعالى فيخلق، ويسألونه فيرزق إيجابا لمسألتهم، وإعظاما لحقهم.
عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي - ره - (1) قال:
حدثني محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (2) قال: كنت عند الشيخ أبي القاسم
____________
(1) قال الشيخ عباس القمي ف ج 8 من الكنى والألقاب ص 212: (أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، شيخ الحفظة ووجه الطائفة المستحفظة رئيس المحدثين والصدوق فيما يرويه عن الأئمة الطاهرين عليهم السلام ولد بدعاء مولانا صاحب الأمر عليه السلام، ونال بذلك عظيم الفضل والفخر فعمت بركته الأنام، وبقيت آثاره ومصنفاته مدى الأيام، له نحو من ثلاثمائة مصنف. قال ابن إدريس في حقه (ره) أنه كان ثقة جليل القدر بصيرا بالأخبار ناقدا للآثار عالما بالرجال، وهو أستاذ المفيد محمد بن محمد بن النعمان (ره) وقال العلامة في ترجمته: شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان ورد بغداد سنة 355 وسمع منه شيوخ الطائفة، وهو حدث السن كان جليلا حافظا للأحاديث بصيرا بالرجال ناقدا للأخبار لم ير في القميين مثله في حفظه وكثرة علمه له نحو من ثلاثمائة مصنف ذكرنا أكثرها في كتابنا الكبير مات (ره) بالري سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة انتهى وقال الأستاذ الأكبر في التعليقة: نقل المشايخ معنعنا عن شيخنا البهائي وقد سئل عنه فعدله ووثقه وأثنى عليه، وقال: سئلت قديما عن زكريا بن آدم والصدوق محمد بن علي بن بابويه أيهما أفضل وأجل مرتبة فقلت:
زكريا بن آدم لتوافر الأخبار بمدحه فرأيت شيخنا الصدوق قدس سره عاتبا علي وقال:
من أين ظهر لك فضل زكريا بن آدم علي؟ وأعرض عني كذا في حاشية المحقق البحراني على بلغته. وقبره رحمه الله في بلدة الري قرب عبد العظيم الحسني مزار معروف في بقعة عالية في روضة مونقة وله خبر مستفيض مشهور ذكره (صا) وعده من كراماته وأطراف قبره قبور كثيرة من أهل الفضل والإيمان.).
(2) في ج 2 من جامع الرواة ص 43 محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني
=>
أريد أن أسألك عن شئ.
فقال له: سل عما بدا لك.
____________
<=
رحمه الله - عنه أبو جعفر بن بابويه مترضيا وهو عن الحسين بن روح قدس الله روحه
ما ينبئ عن حسن حاله واعتقاده (كتاب ميرزا محمد).
(1) الحسين بن روح: أحد النواب الأربعة في الجزء الأول من سفينة البحار
ص 271: (أخبرنا جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى قال أخبرني أبو علي محمد بن
همام رضي الله عنه وأرضاه أن أبا جعفر محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه،
جمعنا قبل موته وكنا وجوه الشيعة وشيوخها فقال لنا: إن حدث الموت فالأمر إلى
أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي فقد أمرت أن أجعله في موضعي بعدي فارجعوا
إليه وعولوا في أموركم عليه وفي رواية أخرى ما حاصلها أنه لما اشتدت حال أبي جعفر
رحمه الله اجتمع جماعة من وجوه الشيعة فدخلوا عليه فقالوا له: إن حدث أمر فمن يكون
مكانك؟ فقال لهم: هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي
والسفير بيتكم وبين صاحب الأمر، والوكيل والثقة الأمين، فارجعوا إليه في أموركم
وعولوا عليه في مهماتكم، فبذلك أمرت وقد بلغت، وعن أم كلثوم بنت أبي جعفر - رض
قالت: كان الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح (ره) وكيلا لأبي جعفر - أي: محمد
ابن عثمان - سنين كثيرة ينظر له في أملاكه ويلقى بأسراره الرؤساء من الشيعة، وكان
خصيصا به، حتى أنه كان يحدثه ما يجري بينه وبين جواريه لقربه منه وأنسه، وكان
يدفع إليه في كل شهر ثلاثين دينارا رزقا له غير ما يصل إليه من الوزراء والرؤساء من
الشيعة مثل آل الفرات وغيرهم ولوضعه وجلالة محله عندهم، فحصل في أنفس الشيعة
محلا جليلا لمعرفتهم باختصاص أبي إياه وتوثيقه عندهم، ونشر فضله ودينه وما كان
يحتمله من هذا الأمر فتمهدت له الحال في حياة أبي إلى أن انتهت الوصية إليه بالنص
عليه فلم يختلف في أمره ولم يشك فيه أحد إلا جاهل بأمر أبي.. وكان أبو سهل
النوبختي يقول في حقه: أنه لو كان الحجة تحت ذيله وقرض بالمقاريض ما كشف
الذيل. مات رحمه الله في شعبان سنة 226 وقبره في بغداد..)
قال: نعم.
قال: أخبرني عن قاتله لعنه الله أهو عدو لله؟
قال: نعم.
قال الرجل: فهل يجوز أن يسلط الله عز وجل عدوه على وليه؟
فقال أبو القاسم قدس الله روحه: إفهم عني ما أقول لك! إعلم أن الله تعالى لا يخاطب الناس بمشاهدة العيان، ولا يشافههم بالكلام، ولكنه جلت عظمته يبعث إليهم من أجناسهم وأصنافهم بشرا مثلهم، ولو بعث إليهم رسلا من غير صنفهم وصورهم لنفروا عنهم، ولم يقبلوا منهم، فلما جاؤوهم وكانوا من جنسهم يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق، قالوا لهم: أنتم بشر مثلنا لا نقبل منكم حتى تأتونا بشئ نعجز من أن نأتي بمثله، فنعلم أنكم مخصوصون دوننا بما لا نقدر عليه، فجعل الله عز وجل لهم المعجزات التي يعجز الخلق عنها.
فمنهم: من جاء بالطوفان بعد الإعذار والإنذار فغرق جميع من طغى وتمرد.
ومنهم: من ألقي في النار فكانت عليه بردا وسلاما.
ومنهم: من أخرج من الحجر الصلب الناقة، وأجرى من ضرعها لبنا.
ومنهم: من فلق له البحر وفجر له من العيون، وجعل له العصا اليابسة ثعبانا تلقف ما يأفكون.
ومنهم: من أبرأ الأكمه والأبرص وأحيى الموتى بإذن الله، وأنبأهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم.
ومنهم: من انشق له القمر وكلمته البهائم، مثل البعير والذئب وغير ذلك.
فلما أتوا بمثل ذلك وعجز الخلق من أممهم عن أن يأتوا بمثله، كان من تقدير الله جل جلاله ولطفه بعباده وحكمته: أن جعل أنبياءه مع هذه المعجزات في حال غالبين وأخرى مغلوبين، وفي حال قاهرين وأخرى مقهورين، ولو جعلهم الله في جميع أحوالهم غالبين وقاهرين، ولم يبتلهم ولم يمتحنهم لأتخذهم الناس آلهة
قال محمد بن إبراهيم بن إسحاق (ره): فعدت إلى الشيخ أبي القاسم الحسين ابن روح (ره) في الغد وأنا أقول في نفسي: أتراه ذكر لنا ما ذكر يوم أمس من عند نفسه فابتدأني وقال: يا محمد بن إبراهيم لئن أخر من السماء فتختطفني الطير أو تهوي بي الريح في مكان سحيق أحب إلي من أن أقول في دين الله برأيي، ومن عند نفسي، بل ذلك عن الأصل، ومسموع من الحجة صلوات الله عليه وسلامه.
ومما خرج عن صاحب الزمان صلوات الله عليه، ردا على الغلاة من التوقيع جوابا لكتاب كتب إليه على يدي محمد بن علي بن هلال الكرخي.
يا محمد بن على تعالى الله وجل عما يصفون، سبحانه وبحمده، ليس نحن شركاؤه في علمه ولا في قدرته، بل لا يعلم الغيب غيره، كما قال في محكم كتابه تباركت أسماؤه: (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله) (1).
وأنا وجميع آبائي من الأولين: آدم ونوح وإبراهيم وموسى، وغيرهم من النبيين، ومن الآخرين محمد رسول الله، وعلي بن أبي طالب، وغيرهم ممن مضى من الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين، إلى مبلغ أيامي ومنتهى عصري، عبيد الله عز وجل يقول الله عز وجل: (من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا
____________
(1) النمل - 65.
يا محمد بن علي قد آذانا جهلاء الشيعة وحمقاؤهم، ومن دينه جناح البعوضة أرجح منه.
فأشهد الله الذي لا إله إلا هو وكفى به شهيدا، ورسوله محمد صلى الله عليه وآله، وملائكته وأنبياءه، وأولياءه عليهم السلام.
وأشهدك، وأشهد كل من سمع كتابي هذا، أني برئ إلى الله وإلى رسوله ممن يقول: إنا نعلم الغيب، ونشاركه في ملكه، أو يحلنا محلا سوى المحل الذي رضيه الله لنا وخلقنا له، أو يتعدى بنا عما قد فسرته لك وبينته في صدر كتابي.
وأشهدكم: أن كل من نبرأ منه فإن الله يبرأ منه وملائكته ورسله وأولياءه وجعلت هذا التوقيع الذي في هذا الكتاب أمانة في عنقك وعنق من سمعه أن لا يكتمه لأحد من موالي وشيعتي حتى يظهر على هذا التوقيع الكل من الموالي لعل الله عز وجل يتلافاهم فيرجعون إلى دين الله الحق، وينتهون عما لا يعلمون منتهى أمره، ولا يبلغ منتهاه، فكل من فهم كتابي ولا يرجع إلى ما قد أمرته ونهيته، فقد حلت عليه اللعنة من الله وممن ذكرت من عباده الصالحين.
روى أصحابنا: أن أبا محمد الحسن السريعي كان من أصحاب أبي الحسن علي ابن محمد عليهم السلام، وهو أول من ادعى مقاما لم يجعله الله فيه من قبل صاحب الزمان عليه السلام وكذب على الله وحججه عليهم السلام، ونسب إليهم ما لا يليق بهم وما هم منه براء، تم ظهر منه القول بالكفر والإلحاد، وكذلك كان محمد بن نصير النميري من أصحاب أبي محمد الحسن عليه السلام، فلما توفي ادعى البابية لصاحب الزمان، ففضحه الله تعالى بما ظهر منه من الالحاد والغلو والتناسخ، وكان يدعي أنه رسول نبي أرسله علي بن محمد عليه السلام، ويقول بالإباحة للمحارم، وكان أيضا من جملة الغلاة أحمد بن هلال الكرخي، وقد كان من قبل في عدد أصحاب أبي محمد عليه السلام، ثم تغير عما كان عليه وأنكر بابية أبي جعفر محمد بن عثمان، فخرج التوقيع بلعنه من قبل صاحب الأمر
____________
(2) طه - 124 - 126.
عرف أطال الله بقاك! وعرفك الله الخير كله وختم به عملك، من تثق بدينه وتسكن إلى نيته من إخواننا أدام الله سعادتهم: بأن (محمد بن علي المعروف بالشلمغاني) عجل الله له النقمة ولا أمهله، قد ارتد عن الإسلام وفارقه، وألحد في دين الله وادعى ما كفر معه بالخالق جل وتعالى، وافترى كذبا وزورا، وقال بهتانا وإثما عظيما، كذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا، وخسروا خسرانا مبينا.
وأنا برئنا إلى الله تعالى وإلى رسوله صلوات الله عليه وسلامه ورحمته وبركاته منه، ولعناه عليه لعاين الله تترى، في الظاهر منا والباطن، في السر والجهر، وفي كل وقت وعلى كل حال، وعلى كل من شايعه وبلغه هذا القول منا فأقام على تولاه بعده.
أعلمهم تولاك الله! أننا في التوقي والمحاذرة منه على مثل ما كنا عليه ممن تقدمه من نظرائه، من: (السريعي، والنميري، والهلالي، والبلالي) وغيرهم.
وعادة الله جل ثناؤه مع ذلك قبله وبعده عندنا جميلة، وبه نثق وإياه نستعين وهو حسبنا في كل أمورنا ونعم الوكيل (1).
____________
(1) قال الشيخ الطوسي رحمه الله في كتاب الغيبة ص 244: (ذكر المذمومين الذين ادعوا البابية لعنهم الله) أولهم المعروف بالسريعي (أخبرنا) جماعة عن أبي محمد التلعكبري، عن أبي علي محمد بن همام (قال): كان السريعي يكنى: ب (أبي محمد) (قال) هارون: وأظن اسمه كان (الحسن)، وكان من أصحاب أبي الحسن علي بن محمد ثم الحسن بن علي بعده عليهم السلام.
وهو أول من ادعى مقاما لم يجعله الله فيه، ولم يكن أهلا له، وكذب على الله وعلى حججه عليهم السلام، ونسب إليهم ما لا يليق بهم، وما هم منه براء، فلعنته
=>
____________
<=
الشيعة وتبرأت منه، وخرج توقيع الإمام عليه السلام بلعنه والبراءة منه.
(قال) هارون: ثم ظهر منه القول بالكفر والإلحاد.
(قال) وكل هؤلاء المدعين إنما يكون كذبهم أولا على الإمام وأنهم وكلاؤه،
فيدعون الضعفة بهذا القول إلى موالاتهم، ثم يترقى الأمر بهم إلى قول الحلاجية كما
اشتهر من أبي جعفر الشلمغاني ونظرائه عليهم جميعا لعائن الله تترى.
(ومنهم): محمد بن نصير النميري (قال ابن نوح): أخبرنا أبو نصر هبة الله
ابن محمد (قال): كان محمد بن نصير النميري من أصحاب أبي محمد الحسن بن علي عليهما
السلام فلما توفي أبو محمد إدعى مقام أبي جعفر محمد بن عثمان أنه صاحب إمام الزمان،
وادعى له البابية، وفضحه الله تعالى بما ظهر منه من الالحاد والجهل، ولعن أبي جعفر
محمد بن عثمان له وتبريه منه، واحتجابه عنه، وادعى ذلك الأمر بعد السريعي.
(قال أبو طالب الأنباري) لما ظهر محمد بن نصير بما ظهر لعنه أبو جعفر رضي
الله عنه وتبرأ منه، فبلغه ذلك فقصد أبا جعفر رضي الله عنه ليعطف بقلبه عليه أو
يعتذر إليه فلم يأذن له وحجبه ورده خائبا.
(وقال) سعد بن عبد الله. كان محمد بن نصير النميري يدعي أنه رسول نبي
وأن علي بن محمد عليه السلام أرسله، وكان يقول بالتناسخ، ويغلو في أبي الحسن - ع
ويقول فيه بالربوبية، ويقول بالإباحة للمحارم، وتحليل نكاح الرجال بعضهم بعضا
في أدبارهم، ويزعم: أن ذلك من التواضع والإخبات والتذلل في المفعول به، وأنه
من الفاعل إحدى الشهوات والطيبات، وأن الله عز وجل لا يحرم شيئا من ذلك،
وكان محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات يقوي أسبابه ويعضده.
(أخبرني) بذلك عن محمد بن نصير أبو زكريا يحيى بن عبد الرحمن بن خاقان:
أنه رآه عيانا وغلام على ظهره
(قال): فلقيته فعاتبته على ذلك فقال: أن هذا من اللذات، وهو من التواضع
لله وترك التجبر.
(قال) سعد: فلما اعتل محمد بن نصير العلة التي توفي فيها، قيل له وهو مثقل
اللسان -: لمن هذا الأمر من بعدك؟
=>
____________
<=
فقال - بلسان ضعيف ملجاج -: أحمد فلم يدروا من هو، فافترقوا بعده ثلاث فرق
قالت فرقة: أنه أحمد ابنه، وفرقة قالت: هو أحمد بن محمد بن موسى بن الفرات،
وفرقة قالت: أنه أحمد بن أبي الحسين بن بشر بن يزيد فتفرقوا فلا يرجعون إلى شئ
(ومنهم) أحمد بن هلال الكرخي، قال أبو علي بن همام: كان أحمد بن هلال
من أصحاب أبي محمد عليه السلام، فاجتمعت الشيعة على وكالة محمد بن عثمان - رضي
الله عنه - بنص الحسن عليه السلام في حياته. ولما مضى الحسين عليه السلام قالت
الشيعة الجماعة له:
ألا تقبل أمر أبي جعفر محمد بن عثمان وترجع إليه وقد نص عليه الإمام
المفترض الطاعة؟
فقال لهم: لم أسمعه ينص عليه بالوكالة وليس أنكر أباه - أي: عثمان بن سعيد -
فأما أن أقطع أن أبا جعفر وكيل صاحب الزمان فلا أجسر عليه.
فقالوا: قد سمعه غيرك، فقال أنتم وما سمعتم، ووقف على أبي جعفر فلعنوه
وتبرؤا منه، ثم ظهر التوقيع على يد أبي القاسم بن روح بلعنه والبراءة منه في جملة
من لعن.
(ومنهم): أبو طاهر محمد بن علي بن بلال، وقصته معروفة فيما جرى بينه
وبين أبي جعفر محمد بن عثمان العمري - نضر الله وجهه - وتمسكه بالأموال التي
كانت عنده للإمام، وامتناعه من تسليمها، وادعائه أنه الوكيل، حتى تبرأت الجماعة
منه ولعنوه، وخرج فيه من صاحب الزمان ما هو معروف.
(وحكى) أبو غالب الرازي: قال: حدثني أبو الحسن محمد بن محمد بن يحيى
المعاذي قال:
كان رجل من أصحابنا قد انضوى إلى أبي طاهر بن بلال بعد ما وقعت الفرقة
ثم إنه رجع عن ذلك وصار في جملتنا فسألناه عن السبب قال:
كنت عند أبي طاهر بن بلال يوما وعنده أخوه أبو الطيب وابن حرز وجماعة
من أصحابه إذ دخل الغلام فقال:
أبو جعفر على الباب، ففزعت الجماعة لذلك وأنكرته للحال التي كانت جرت.
=>
____________
<=
وقال: يدخل.
فدخل أبو جعفر - رضي الله عنه - فقام له أبو طاهر والجماعة وجلس في صدر
المجلس، وجلس أبو طاهر كالجالس بين يديه، إلى أن سكتوا ثم قال: يا أبا طاهر
نشدتك بالله ألم يأمرك صاحب الزمان بحمل ما عندك من المال إلي؟
فقال: اللهم نعم.
فنهض أبو جعفر - رضي الله عنه - منصرفا، ووقعت على القوم سكتة، فلما
تجلت عنهم قال له أخوه أبو الطيب:
من أين رأيت صاحب الزمان؟
فقال أبو طاهر: أدخلني أبو جعفر - رضي الله عنه - إلى بعض دوره فأشرف
علي من علو داره فأمرني بحمل ما عندي من المال إليه.
فقال له أبو الطيب: ومن أين علمت أنه صاحب الزمان عليه السلام؟
قال قد وقع علي من الهيبة له، ودخلني من الرعب منه، ما علمت أنه صاحب
الزمان عليه السلام، فكان هذا سبب انقطاعي عنه.
(ومنهم): الحسين بن منصور الحلاج، أخبرنا الحسين بن إبراهيم عن أبي
العباس أحمد بن علي بن نوح عن أبي نصر هبة الله بن محمد الكاتب ابن بنت أم كلثوم
بنت أبي جعفر العمري قال:
لما أراد الله تعالى أن يكشف أمر الحلاج، ويظهر فضيحته ويخزيه، وقع له أن
أبا سهل بن إسماعيل بن علي النوبختي - رضي الله عنه - ممن تجوز عليه مخرقته، ووجه
إليه يستدعيه وظن أن أبا سهل كغيره من الضعفاء في هذا الأمر بفرط جهله وقدر أن
يستجره إليه فيتمخرق به، ويتسوف بانقياده على غيره، فيستتب إليه ما قصد إليه من
الحيلة والبهرجة على الضعفة لقدر أبي سهل في أنفس الناس ومحله من العلم والأدب
أيضا عندهم.
وقول له في مراسلته إياه: إني وكيل صاحب الزمان عليه السلام - وبهذا
أو لا كان يستجر الجهال ثم يعلو منه إلى غيره - وقد أمرت بمراسلتك وإظهار ما تريده
من النصرة لك لتقوي نفسك، ولا ترتاب بهذا الأمر
=>
____________
<=
فأرسل إليه أبو سهل رضي - الله عنه - يقول له:
أني أسألك أمرا يسيرا يخف مثله عليك، في جنب ما ظهر على يديك، من الدلائل
والبراهين، وهو أني رجل أحب الجواري وأصبو إليهن، ولي منهن عدة أتحظاهن
والشيب يبعدني عنهن، واحتاج أن أخضبه في كل جمعة وأتحمل منه مشقة شديدة لأستر
عنهن ذلك، وإلا انكشف أمري عندهن، فصار القرب بعدا، والوصال هجرا، وأريد
أن تغنيني عن الخضاب وتكفيني مؤنته، وتجعل لحيتي سوداء، فإني طوع يديك،
وصائر إليك، وقائل بقولك، وداع إلى مذهبك، مع ما لي في ذلك من البصيرة ولك
من المعونة.
فلما سمع ذلك الحلاج من قوله وجوابه علم أنه قد أخطأ في مراسلته، وجهل
في الخروج إليه بمذهبه، وأمسك عنه ولم يرد إليه جوابا، ولم يرسل إليه رسولا،
وصيره أبو سهل - رضي الله عنه - أحدوثة وضحكة ويطنز به (أي: يسخر) عند كل
أحد، وشهر أمره عند الكبير والصغير، وكان هذا الأمر سببا لكشف أمره، وتنفير
الجماعة عنه
و (منهم): ابن أبي العزاقر، أخبرني الحسين بن إبراهيم عن أحمد بن نوح
عن أبي نصر هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر
العمري - رضي الله عنه - (قال): كان أبو جعفر بن أبي العزاقر وجيها عند بني
بسطام وذلك أن الشيخ أبا القاسم - رضي الله تعالى عنه وأرضاه - كان قد جعل له عند
الناس منزلة وجاها، فكان عند ارتداده يحكي كل كذب وبلاء، وكفر لبني بسطام
ويسنده عن الشيخ أبي القاسم، فيقبلونه منه ويأخذونه عنه، حتى انكشف ذلك
لأبي القاسم - رضي الله عنه - فأنكره وأعظمه، ونهى بني بسطام عن كلامه وأمرهم
بلعنه والبراءة منه فلم ينتهوا، وأقاموا على توليه وذاك أنه كان يقول لهم:
أنني أذعت السر وقد أخذ علي الكتمان فعوقبت بالإبعاد بعد الإختصاص، لأن
الأمر عظيم لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن ممتحن، فيؤكد في نفوسهم
عظم الأمر وجلالته، فبلغ ذلك أبا القاسم - رضي الله عنه - فكتب إلى بني بسطام بلعنه
والبراءة منه وممن تابعه على قوله وأقام على توليه، فلما وصل إليهم أظهروه عليه فبكى
=>
____________
<=
بكاء عظيما ثم قال: إن لهذا القول باطنا عظيما وهو: أن اللعنة (الإبعاد) فمعنى
قوله لعنه الله أي: باعده الله عن العذاب والنار، والآن قد عرفت منزلتي ومرغ خديه
على التراب وقال: عليكم بالكتمان لهذا لأمر، قالت الكبيرة - رضي الله عنها -: وقد
كنت أخبرت الشيخ أبا القاسم أن أم أبي جعفر بن بسطام قالت لي يوما وقد دخلنا إليها
فاستقبلتني وأعظمتني وزادت في إعظامي حتى انكبت على رجلي تقبلها فأنكرت ذلك
وقلت لها:
مهلا يا ستي!
فقالت لي: إن الشيخ أبا جعفر محمد بن علي قد كشف لنا السر.
قالت: فقلت لها: وما السر؟
قالت: قد أخذ علينا كتمانه، وأفزع إن أنا أذعته عوقبت.
قالت: وأعطيتها موثقا أني لا اكشفه لأحد واعتقدت في نفسي الاستثناء
بالشيخ - رضي الله عنه - يعني أبا القاسم الحسين بن روح.
قالت: إن الشيخ أبا جعفر قال لنا: أن روح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
انتقلت إلى أبيك يعني: أبا جعفر محمد بن عثمان - رضي الله عنه - وروح أمير المؤمنين
علي عليه السلام انتقلت إلى بدن الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح، وروح مولاتنا
فاطمة عليها السلام انتقلت إليك فكيف لا أعظمك يا ستنا؟!
فقلت لها: مهلا لا تفعلي فإن هذا كذب يا ستنا!
فقالت لي: سر عظيم وقد أخذ علينا أننا لا نكشف هذا لأحد فالله الله في
لا يحل لي العذاب، ويا ستي لولا أنك حملتيني على كشفه ما كشفته لك ولا لأحد غيرك.
قالت الكبيرة أم كلثوم - رضي الله عنها -: فلما انصرفت من عندها دخلت على
الشيخ أبي القاسم بن روح - رضي الله عنه - فأخبرته بالقصة وكان يثق بي ويركن إلى قولي.
فقال لي: يا بنية إياك أن تمضي إلى هذه المرأة بعد ما جرى منها، ولا تقبلي لها رقعة
إن كاتبتك، ولا رسولا إن أنفذته إليك، ولا تلقيها بعد قولها، فهذا كفر بالله تعالى،
وإلحاد قد أحكمه هذا الرجل الملعون في قلوب هؤلاء القوم ليجعله طريقا إلى أن يقول
لهم بأن الله تعالى اتحد به وحل فيه كما يقول النصارى في المسيح عليه السلام، ويعدو
=>
فأولهم: الشيخ الموثوق به أبو عمرو (عثمان) بن سعيد العمري. نصبه أولا أبو الحسن علي بن محمد العسكري، ثم ابنه أبو محمد الحسن، فتولى القيام بأمورهما حال حياتهما عليهما السلام، ثم بعد ذلك قام بأمر صاحب الزمان عليه السلام، وكان توقيعاته وجواب المسائل تخرج على يديه.
فلما مضى لسبيله، قام ابنه أبو جعفر (محمد) بن عثمان مقامه، وناب منابه في جميع ذلك.
فلما مضى هو، قام بذلك أبو القاسم (حسين بن روح) من بني نوبخت.
فلما مضى هو، قام مقامه أبو الحسن (علي) بن محمد السمري (1) ولم يقم
____________
<=
إلى قول الحلاج لعنه الله.
قالت: فهجرت بني بسطام، وتركت المضي إليهم، ولم أقبل لهم عذرا، ولا
لقيت أمهم بعدها، وشاع في بني نوبخت الحديث فلم يبق أحد إلا وتقدم إليه الشيخ
أبو القاسم وكاتبه بلعن أبي جعفر الشلمغاني والبراءة منه وممن يتولاه ورضي بقوله أو
كلمه فضلا عن موالاته، ثم ظهر التوقيع من صاحب الزمان عليه السلام بلعن أبي جعفر
محمد بن علي والبراءة منه وممن تابعه وشايعه ورضي بقوله وأقام على توليه بعد المعرفة بهذا
التوقيع، وله حكايات قبيحة ننزه كتابنا عن ذكرها، ذكرها ابن نوح وغيره.
(1) قال في الجزء الثاني من سفينة البحار ص 249: (الشيخ الأجل علي بن
محمد السمري رضي الله عنه، أبو الحسن، قام بأمر النيابة بعد الحسين بن روح رضي
الله عنه، ومضى في النصف من شعبان سنة (329) تسع وعشرين وثلاثمائة، وأخرج
إلى الناس توقيعا قبل وفاته بأيام:
يا علي بن محمد السمري، أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد الخ. فلما كان اليوم السادس دخلوا عليه وهو يجود بنفسه فقيل له:
من وصيك من بعدك؟
=>
فلما حان سفر أبي الحسن السمري من الدنيا وقرب أجله قيل له:
إلى من توصي؟
فأخرج إليهم توقيعا نسخته:
يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام، فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامة، فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جورا.
وسيأتي إلى شيعتي من يدعي المشاهدة، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
فنسخوا هذا التوقيع وخرجوا، فلما كان اليوم السادس عادوا إليه وهو يجود بنفسه.
فقال له بعض الناس: من وصيك من بعدك؟
فقال: لله أمر هو بالغه، وقضى فهذا آخر كلام سمع منه (ره).
(ذكر طرف مما خرج أيضا عن صاحب الزمان عليه السلام من المسائل الفقهية وغيرها، في التوقيعات على أيدي الأبواب الأربعة وغيرهم).
عن محمد بن يعقوب الكليني، رفعه عن الزهري، قال: طلبت هذا الأمر طلبا
____________
<=
فقال: لله أمر هو بالغه، وقضى رحمه الله.. روي أنه قال يوما لجمع
من المشايخ عنده آجركم الله في علي بن الحسين - أي: ابن بابويه - فقد قبض في هذه الساعة.
قالوا: فأثبتنا تاريخ الساعة واليوم والشهر، فلما كان بعد سبعة عشر يوما
أو ثمانية عشر، ورد الخبر: أنه قبض في تلك الساعة التي ذكرها الشيخ أبو الحسن رضي
الله عنه. وقبره ببغداد بالقرب عن قبر الكليني رحمه الله).
قال: ليس إلى ذلك وصول، فخضعت له.
فقال لي: بكر بالغداة.
فوافيت، فاستقبلني ومعه شاب من أحسن الناس وجها، وأطيبهم ريحا، وفي كمه شئ، كهيئة التجار، فلما نظرت إليه دنوت من العمري، فأومى إليه فعدلت إليه وسألته فأجابني عن كل ما أردت.
ثم مر ليدخل الدار وكانت من الدور التي لا يكترث بها.
فقال العمري: إن أردت أن تسأل فاسأل فإنك لا تراه بعد ذا.
فذهبت لأسأل فلم يستمع ودخل الدار وما كلمني بأكثر من أن قال:
ملعون ملعون من أخر العشاء إلى أن تشتبك النجوم، ملعون ملعون من أخر الغداة إلى أن تنقضي النجوم، ودخل الدار.
وعن أبي الحسن محمد بن جعفر الأسدي (1) قال: كان فيما ورد علي من الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه في جواب مسائل إلى صاحب الزمان:
أما ما سألت عنه من الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها، فلئن كان كما يقول الناس: (إن الشمس تطلع بين قرني شيطان وتغرب بين قرني شيطان) فما أرغم أنف الشيطان شئ أفضل من الصلاة، فصلها وارغم الشيطان أنفه.
وأما ما سألت عنه من أمر الوقف على ناحيتنا، وما يجعل لنا ثم يحتاج إليه صاحبه، فكل ما لم يسلم فصاحبه فيه بالخيار، وكل ما سلم فلا خيار لصاحبه فيه
____________
(1) قال العلامة في الخلاصة ص 160: (محمد بن جعفر بن محمد بن عون الأسدي أبو الحسين الكوفي سكن الري يقال له محمد بن أبي عبد الله كان ثقة صحيح الحديث إلا أنه روى عن الضعفاء. وكان يقول بالجبر والتشبيه فإنا في حديثه من المتوقفين، وكان أبوه وجها روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى وقال الشيخ الطوسي رحمه الله في رجاله ص 496:
(محمد بن جعفر الأسدي كان يكنى أبو الحسين الرازي كان أحد الأبواب).