(574)
السيد الحميري وأبو الخلال
روى أبو الفرج في الأغاني ج 7 / 262: إن أبا الخلال العتكي دخل على عقبة بن سلم - والسيد الحميري عنده - وقد أمر له بجائزة، وكان أبو الخلال شيخ العشيرة وكبيرها، فقال له: أيها الأمير أتعطي هذه العطايا رجلا ما يفتر عن سب أبي بكر وعمر؟ فقال له عقبة: ما علمت ذلك ولا أعطيته إلا على العشرة والمودة القديمة، وما يوجبه حقه وجواره، مع ما هو عليه من موالاة قوم يلزمنا حقهم ورعايتهم. فقال له أبو الخلال: فمره إن كان صادقا أن يمدح أبا بكر وعمر حتى نعرف براءته مما ينسب إليه من الرفض، فقال: قد سمعك، فإن شاء فعل فقال السيد:
____________
(1) الغدير: ج 2 / 214 عن المرزباني والبيت الأخير وجدناه بياضا في المصدر
(575)
السيد الحميري وسوار القاضي
بلغ سوار بن عبد الله العنبري قاضي البصرة قول شاعرنا السيد الحميري في حديث الطائر المشوي المتفق عليه:
فقال سوار: ما يدع هذا أحدا من الصحابة إلا رماه بشعر يظهر عواره، وأمر بحبسه، فاجتمع بنو هاشم والشيعة وقالوا له: والله لئن لم تخرجه وإلا كسرنا الحبس وأخرجناه، أيمتدحك شاعر فتثيبه، ويمتدح أهل البيت شاعر فتحبسه؟!
فأطلقه على مضض، فقال يهجوه:
____________
(1) الغدير: ج 2 / 215
من كنت مولاه فهذا له * مولى فكونوا غير كفار
فعولوا بعدي عليه ولا * تبغوا سراب المهمة الجاري (1)
(576)
السيد الحميري والباهلي
عن محمد بن سهل الحميري عن أبيه قال: إنحدر السيد الحميري في سفينة إلى الأهواز، فما رآه رجل في تفضيل علي عليه السلام وباهله على ذلك، فلما كان الليل قام الرجل ليبول على حرف السفينة، فدفعه السيد فغرقه، فصاح الملاحون: غرق والله الرجل، فقال السيد: دعوه فإنه باهلي (باهلني).
____________
(1) الغدير: ج 2 / 217 - 218.
(2) الغدير: ج 2 / 254
(577)
السيد الحميري ورجل
عن سويد بن حمدان بن الحصين قال: كان السيد يختلف إلينا ويغشانا، فقام من عندنا ذات يوم فخلفه رجل وقال: لكم شرف وقدر عند السلطان فلا تجالسوا هذا فإنه مشهور بشرب الخمر وشتم السلف، فبلغ ذلك السيد فكتب إليه:
قال: فهجر والله مشايخنا جميعا ذلك، ولزموا محبة السيد ومجالسته (1).
(578)
السيد الحميري والمهدي
حدثني أبو سليمان الناجي قال: جلس المهدي يوما يعطي قريشا صلات لهم وهو ولي عهد، فبدأ ببني هاشم ثم بسائر قريش، فجاء السيد فرفع إلى الربيع - حاجب المنصور - رقعة مختومة وقال: إن فيها نصيحة للأمير فأوصلها إليه.
فأوصلها، فإذا فيها:
____________
(1) الغدير: ج 2 / 255 عن الأغاني: ج 7 / 250 - 254
قال: فرمى بها إلى أبي عبيد الله معاوية بن يسار الكاتب للمهدي ثم قال:
إقطع العطاء، فقطعه، وانصرف الناس، ودخل السيد إليه، فلما رآه ضحك وقال: قد قبلنا نصيحتك يا إسماعيل، ولم يعطهم شيئا (1)
(579)
السيد الحميري وسوار
عن معاذ بن سعيد الحميري قال: شهد السيد إسماعيل بن محمد الحميري - رحمه الله - عند سوار القاضي بشهادة، فقال له: ألست إسماعيل بن محمد الذي يعرف بالسيد؟ فقال: نعم. فقال له: كيف أقدمت على الشهادة عندي وأنا أعرف عداوتك للسلف؟ فقال السيد: قد أعاذني الله من عداوة أولياء الله وإنما هو شئ لزمني. ثم نهض، فقال له: قم يا رافضي، فوالله ما شهدت بحق.
فخرج السيد - رحمه الله - وهو يقول:
____________
(1) الغدير: ج 2 / 254 - 255، وراجع بهج الصباغة: ج 4 / 515 عن الأغاني
ثم عمل شعرا وكتبه في رقعة وأمر من ألقاها في الرقاع بين يدي سوار. قال:
فأخذ الرقعة سوار، فلما وقف عليها خرج إلى أبي جعفر المنصور، وكان قد نزل الجسر الأكبر ليستعدي على السيد، فسبقه السيد إلى المنصور فأنشأ قصيدته التي يقول فيها:
قال: فضحك أبو جعفر المنصور وقال: نصبتك قاضيا، فامدحه كما هجوته فأنشد - رحمه الله - يقول:
____________
(1) الفاقرة: الداهية الشديدة
(580)
السيد الحميري وسوار
روى أبو الفرج للسيد مما أنشده المنصور في سوار القاضي قوله:
فدخل سوار، فلما رآه المنصور تبسم وقال: أما بلغك خبر أياس بن معاوية حيث قبل شهادة الفرزدق واستزاد في الشهود، فما أحوجك للتعريض للسيد
____________
(1) الفصول المختارة: 59، الغدير: ج 2 / 256
قال: وبلغ السيد أن سوارا قد أعد جماعة يشهدون عليه بسرقة ليقطعه، فشكاه إلى أبي جعفر، فدعا بسوار وقال له: قد عزلتك عن الحكم للسيد عليه، فما تعرض له بسوء حتى مات (1).
(581)
السيد الحميري ورجلان يتفاخران
عن إسماعيل بن الساحر قال: تلاحى رجلان من بني عبد الله بن دارم في المفاضلة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، فرضيا بحكم أول من يطلع، فطلع السيد، فقاما إليه وهما لا يعرفانه، فقال له مفضل علي بن أبي طالب عليه السلام منهما: إني وهذا اختلفنا في خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله: فقلت علي بن أبي طالب. فقطع السيد كلامه ثم قال: وأي شئ قال هذا الآخر ابن الزانية؟! فضحك من حضر ووجم الرجل ولم يحر جوابا (2).
____________
(1) الغدير: ج 2 / 260.
(2) الغدير: ج 2 / 260، عن الأغاني: ج 7 / 241، وطبقات الشعراء لابن المعتز / 7
(582)
السيد الحميري مع إباضية
اجتمع السيد في طريقه بامرأة تميمية إباضية، فأعجبها وقالت: أريد أن أتزود بك ونحن على ظهر طريق.
قال: يكون كنكاح أم خارجة قبل حضور ولي وشهود. فاستضحكت وقالت: ننظر في هذا، وعلى ذلك فمن أنت؟ فقال:
فقالت: قد عرفناك ولا شئ أعجب من هذا، يمان وتميمية، ورافضي وإباضية فكيف يجتمعان؟
فقال: بحسن رأيك في، تخسو نفسك، ولا يذكر أحدنا سلفا ولا مذهبا.
قالت: أفليس التزويج إذا علم انكشف معه المستور، وظهرت خفيات الأمور؟!
قال: أعرض عليك أخرى. قالت: ما هي؟ قال: المتعة التي لا يعلم بها أحد. قالت: تلك أخت الزنا.
قال: أعيذك بالله أن تكفري بالقرآن بعد الإيمان. قالت: فكيف؟ قال:
قال الله تعالى: " فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة ".
فقالت: ألا تستخير الله وأقلدك إن كنت صاحب قياس؟! قال: قد
فانصرفت معه وبات معرسا بها، وبلغ أهلها من الخوارج أمرها، فتوعدوها بالقتل وقالوا: تزوجت بكافر. فجحدت ذلك ولم يعلموا بالمتعة. فكانت مدة تختلف إليه على هذه السبيل من المتعة وتواصله حتى افترقا (1).
(583)
السيد الحميري مع ابن سليمان
قال علي بن المغيرة: كنت مع السيد على باب عقبة بن سلم ومعنا ابن لسليمان بن علي ننتظره وقد أسرج له ليركب، إذ قال ابن سليمان بن علي يعرض بالسيد: أشعر الناس والله الذي يقول:
فوثب السيد وقال: أشعر والله منه الذي يقول:
ثم أقبل على الهاشمي فقال: يا فتى، نعم الخلف أنت لشرف سلفك، أراك تهدم شرفك و تثلب سلفك، وتسعى بالعداوة على أهلك، وتفضل من ليس أصلك من أصله على من فضلك من فضله، وسأخبر أمير المؤمنين عنك بذا حتى يضعك. فوثب الفتى خجلا، ولم ينتظر عقبة بن سلم. وكتب إليه صاحب خبره بما جرى عند الركوبة، حتى خرجت الجائزة للسيد (2).
____________
(1) الغدير: ج 2 / 261.
(2) الغدير: ج 2 / 262، وأشار إليه في نور القبس: ص 122
(584)
السيد الحميري والقاص
عن سليمان بن أرقم قال: كنت مع السيد فمر بقاص على باب أبي سفيان ابن العلاء وهو يقول: يوزن رسول الله صلى الله عليه وآله يوم القيامة في كفة بأمته أجمع فيرجح بهم، ثم يؤتى بفلان فيوزن بهم فيرجح، ثم يؤتى بفلان فيوزن بهم فيرجح، فأقبل على أبي سفيان فقال: لعمري إن رسول الله صلى الله عليه وآله ليرجح على أمته في الفضل والحديث حق، وإنما رجح الآخران الناس في سيئاتهم، لأن من سن سنة سيئة فعمل بها بعده كان عليه وزرها ووزر من عمل بها، قال: فما أجابه أحد، فمضى فلم يبق أحد من القوم إلا سبه (1).
(585)
جعفر بن حسين ومروان بن أبي حفصة
حكى القاضي أبو المكارم محمد بن عبد الملك بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة الحلبي المتوفى سنة 565 في شرح قصيدة أبي فراس الميمية المعروفة بالشافية عن مروان بن أبي حفصة أنه قال: أنشدت المتوكل شعرا ذكرت فيه الرافضة، فعقد لي على البحرين واليمامة، وخلع لي أربع خلع في دار العامة، والشعر هو هذا:
____________
(1) الغدير: ج 2 / 266 عن الأغاني: ج 7 / 271
فرد عليه رجل يقال له جعفر بن حسين بقوله:
أظننتها إرث النبي * فما أصبت ولا كرامه
إن الإمامة بالنصوص * لمن يقوم بها مقامه
كمقالة في يوم " خم " * لحيدر لما أقامه
من كنت مولاه فذا * مولاه يسمعهم كلامه
سل عنه ذا خبر به * فلتذهبن إذا ندامه
فهو الذي بحسامه * للنقع قد جلى قتامه
في يوم بدر إذ شكا * سادات مالككم صدامه
وأنين والدهم وقد * منع النبي به منامه
إن الإمام لديننا * من شاده وبنى دعامه
في كل معترك إذا * شب الوغى أطفى ضرامه
فتاح خيبر بعد ما * فر الذي طلب السلامه
تاالله لو وزن الجميع * لما وفوا منه القلامه (1)
(586)
فاطمة ونساء النبي صلى الله عليه وآله
في تاريخ اليعقوبي ج 2 / 105: وكان بعض نساء رسول الله أتينها، أي فاطمة
____________
(1) الغدير: ج 4، وأعيان الشيعة: ج 4 ص 93
(587)
علي ابن الفارقي وابن أبي الحديد
قال ابن أبي الحديد ج 16 / 284 طبع دار إحياء الكتب العربية: سألت علي ابن الفارقي مدرس المدرسة الغربية ببغداد فقلت له: أكانت فاطمة صادقة؟ قال: نعم. قلت: فلم لم يدفع إليها أبو بكر فدك وهي عنده صادقة؟
فتبسم ثم قال: كلاما لطيفا مستحسنا مع ناموسه وحرمته وقلة دعابته.
قال: لو أعطاها اليوم فدك بمجرد دعواها لجاءت إليه غدا وادعت لزوجها الخلافة وزحزحته عن مقامه، ولم يمكنه الاعتذار والموافقة بشئ، لأنه يكون قد سجل على نفسه بأنها صادقة فيما تدعي كائنا ما كان من غير حاجة إلى بينة ولا شهود.
وهذا كلام صحيح وإن كان أخرجه مخرج الدعابة والهزل (2).
(588)
رجل و مقاتل بن سليمان
قال مقاتل بن سليمان - وقد دخلته أبهة العلم -: سلوني عما تحت العرش إلى أسفل الثرى، فقام إليه رجل فقال: ما نسألك عما تحت العرش ولا أسفل
____________
(1) راجع بهج الصباغة: ج 5 / 17.
(2) راجع بهج الصباغة: ج 5 / 27
(589)
قصة لأحد الوعاظ ببغداد
قال ابن أبي الحديد ج 13 / 107 - 109: وعلى ذكر قوله عليه السلام:
" سلوني " حدثني من أثق به من أهل العلم حديثا، وإن كان فيه بعض الكلمات العامية، إلا أنه يتضمن ظرفا ولطفا، ويتضمن أيضا أدبا.
قال: كان ببغداد في صدر أيام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد بن المستضئ بالله واعظ مشهور بالحذق ومعرفة الحديث والرجال، وكان يجتمع إليه تحت منبره خلق عظيم من عوام بغداد ومن فضلائها أيضا، وكان مشتهرا بذم أهل الكلام وخصوصا المعتزلة وأهل النظر، على قاعدة الحشوية، ومبغضي أرباب العلوم العقلية، وكان أيضا منحرفا عن الشيعة برضى العامة بالميل عليهم، فاتفق قوم من رؤساء الشيعة على أن يضعوا عليه من يبكته ويسأله تحت منبره، ويخجله ويفضحه بين الناس في المجلس، وهذه عادة الوعاظ، يقوم إليهم قوم فيسألونهم مسائل يتكلفون الجواب عنها، وسألوا عمن ينتدب لهذا، فأشير عليهم بشخص كان ببغداد يعرف بأحمد بن عبد العزيز الكزي، كان له لسن، ويشتغل بشئ يسير من كلام المعتزلة، ويتشيع، وعنده قحة، وقد شدا أطرافا من الأدب، وقد رأيت أنا هذا الشخص في آخر عمره، وهو يومئذ شيخ، والناس يختلفون إليه في تعبير الرؤيا.
فأحضروه وطلبوا إليه أن يعتمد ذلك، فأجابهم، وجلس ذلك الواعظ في يومه الذي جرت عادته بالجلوس فيه، واجتمع الناس عنده على طبقاتهم، حتى
____________
(1) بهج الصباغة: ج 5 / 88، وراجع الغدير: ج 9 / 195
وقال الواعظ في آخر الكلام: أعين المعتزلة حول، وأصواتي في مسامعهم طبول، وكلامي في أفئدتهم نصول، يا من بالاعتزال يصول، ويحك كم تحوم وتجول حول من لا تدركه العقول! كم أقول كم أقول، خلو هذا الفضول!
فارتج المجلس، وصرخ الناس، وعلت الأصوات، وطاب الواعظ وطرب، وخرج من هذا الفصل إلى غيره فشطح شطح الصوفية، وقال: سلوني قبل أن تفقدوني، وكررها.
فقام إليه الكزي، فقال: يا سيدي ما سمعنا أنه قال هذه الكلمة إلا علي ابن أبي طالب عليه السلام، وتمام الخبر معلوم. وأراد الكزي بتمام الخبر قوله عليه السلام: " لا يقولها بعدي إلا مدع ".
فقال الواعظ وهو في نشوة طربه، وأراد إظهار فضله ومعرفته برجال الحديث والرواة: من علي بن أبي طالب؟ أهو علي بن أبي طالب بن المبارك النيسابوري؟ أم علي بن أبي طالب بن إسحاق المروزي؟ أم علي بن أبي طالب بن عثمان القيرواني؟ أم علي بن أبي طالب بن سليمان الرازي؟
وعد سبعة أو ثمانية من أصحاب الحديث كلهم علي بن أبي طالب.
فقام الكزي، وقام من يمين المجلس آخر ومن يسار المجلس ثالث، انتدبوا له، وبذلوا أنفسهم للحمية ووطنوها على القتل.
فقال الكزي: أشا يا سيدي فلان الدين، أشا! صاحب هذا القول هو علي بن أبي طالب زوج فاطمة سيدة نساء العالمين عليها السلام، وإن كنت ما عرفته بعد بعينه فهو الشخص الذي لما آخى رسول الله صلى الله عليه وآله بين
فأراد الواعظ أن يكلمه، فصاح عليه القائم من الجانب الأيمن وقال: يا سيدي فلان الدين، محمد بن عبد الله كثير في الأسماء، ولكن ليس فيهم من قال له رب العزة: " ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى " وكذلك علي بن أبي طالب كثير في الأسماء، ولكن ليس فيهم من قال له صاحب الشريعة: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ".
فالتفت إليه الواعظ ليكلمه، فصاح عليه القائم من الجانب الأيسر، وقال:
يا سيدي فلان الدين، حقك تجهله، أنت معذور في كونك لا تعرفه:
فاضطرب المجلس وماج كما يموج البحر، وافتتن الناس، وتواثبت العامة بعضهم إلى بعض، وتكشفت الرؤوس، ومزقت الثياب، ونزل الواعظ، واحتمل حتى أدخل دارا أغلق عليه بابها، وحضر أعوان السلطان فسكنوا الفتنة، وصرفوا الناس إلى منازلهم وأشغالهم، وأنفذ الناصر لدين الله في آخر نهار ذلك اليوم فأخذ أحمد بن عبد العزيز الكزي والرجلين الذين قاما معه فحبسهم أياما لتطفأ نائرة الفتنة، ثم أطلقهم (1).
(590)
أبو العيناء وعلي بن الجهم
في الأغاني: سمع أبو العيناء علي بن الجهم يوما يطعن على أمير المؤمنين عليه
____________
(1) راجع بهج الصباغة: ج 5 / 109 ونقل في الغدير نظائر لمن قال: (سلوني) بعد أمير المؤمنين وافتضح راجع ج 6 / 195 - 198
(591)
نعيم بن هبيرة ومصقلة
كتب نعيم بن هبيرة وهو شيعي إلى مصقلة في جواب كتابه:
____________
(1) بهج الصباغة: ج 5 ص 180 ومر ص 4.
(2) بهج الصباغة: ج 5 / 182 - 183
(592)
عمار وعمر
إن رجلا أتى عمر فقال: إني أجنبت فلم أجد ماء، فقال عمر: لا تصل.
فقال عمار: أما تذكر يا أمير المؤمنين، إذ أنا وأنت في سرية فأجنبنا فلم نجد ماء، فأما أنت فلم تصل، وأما أنا فتمعكت في التراب وصليت، فقال النبي صلى الله عليه وآله: إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك الأرض ثم تنفخ ثم تمسح بهما وجهك وكفيك.
فقال عمر: إتق الله يا عمار! قال: إن شئت لم أحدث به (1).
(593)
صورة أخرى
كنا عند عمر فأتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، إنما نمكث الشهر والشهرين ولا نجد الماء؟ فقال عمر: أما أنا فلم أكن لأصلي حتى أجد الماء. فقال عمار:
يا أمير المؤمنين تذكر حيث كنا بمكان كذا ونحن نرعى الإبل فتعلم أنا أجنبنا؟
قال: نعم قال: فإني تمرغت في التراب، فأتيت النبي صلى الله عليه وآله فحدثته فضحك، وقال: كان الطيب كافيك، وضرب بكفيه الأرض، ثم نفخ فيهما، ثم مسح، بهما وجهه وبعض ذراعه؟!
قال: إتق الله يا عمار! قال: يا أمير المؤمنين: إن شئت لم أذكره ما عشت أو ما حييت؟ قال: كلا والله، ولكن نوليك من ذلك ما توليت (2).
(594)
ابن عباس وعمر
أخرج ابن عساكر بإسناده من طريق الحافظ عبد الرزاق عن ابن عباس
____________
(1) الغدير: ج 6 / 83 عن سنن أبي داود وسنن ابن ماجة ومسند أحمد وسنن النسائي وسنن البيهقي.
(2) الغدير: ج 6 / 83 عن صحيح مسلم ومسند أحمد وسنن أبي داود والنسائي