(902)
ابن الحجاج وابن سكرة
قال محمد بن عبد الله بن محمد الهاشمي البغدادي، ابن سكرة شعرا تحامل فيه على آل الله وشاعرهم الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن الحجاج النيلي البغدادي الشاعر الشيعي وهو:
____________
(1) دراسات في التاريخ الاسلامي للناصري: ص 223 - 230.
فحمى به شاعر أهل البيت ابن الحجاج، وحمى به أيضا أبو فراس الامير كما يأتي بعد نقل أشعار ابن الحجاج.
قال العلامة الاميني: وله - أي لابن الحجاج - من قصيدة أجاب بها عن قصيدة ابن سكرة المتحامل بها على آل الله وشاعرهم ابن الحجاج المترجم أخذناها من ديوانه المخطوط سنة 620 بقلم عمر بن إسماعيل بن أحمد الموصلي أولها:
الى أن قال:
____________
(1) احتقب الاثم: جمعه.
(903)
أبو فراس وابن سكرة
لما أنشأ ابن سكرة قصيدته التي تحامل فيها على أهل البيت عليهم السلام كما تقدم، حمى أبو فراس الحارث بن أبي العلاء الحمداني التغلبي وقال قصيدته التي سار بها الركبان ودخل بغداد وأمر أن يشهر في المعسكر خمسمائة سيف وقيل أكثر من ذلك، ثم أنشد هذه القصيدة وهي:
الدين مخترم والحق مهتضم (2) وفئ آل رسول الله مقتسم
____________
(1) الغدير: ج 4 / 89 - 90.
(2) في الغدير: الحق مهتضم والدين مخترم.
(3) في الغدير: الرعاة.
(4) في الغدير: الليل.
____________
(1) في الغدير: الحذم، والحذم من السيوف بالحاء المهملة: القاطع.
(2) في نسخة: أم للدين منتقم.
(3) في الغدير شربهم.
(4) في الغدير: ودهم.
(5) في الغدير: معشار.
____________
(1) الديباج: هو محمد بن عبد الله العثماني أخو بني حسن لامهم بنت الحسين السبط، ضربه المنصور مائتين وخمسين سوطا.
(2) لعله أشار الى قول المنصور لمحمد الديباج: با ابن اللخناء. فقال محمد: بأي امهاتي تعيرتي؟ أبفاطمة بنت الحسين! أم بفاطمة الزهراء! أم برقية؟
____________
(1) في الغدير: له.
(2) في الغدير: لايدعوا.
(3) في الغدير: يزيدكم.
(904)
السيد الحميري وعبد الله بن أباض
قال الحافظ المرزباني في (أخبار السيد): إن السيد الحميري كتب إلى عبد الله بن أباض رأس الاباضية بهذه القصيدة الاتية لما بلغه أنه يعيب على علي - عليه السلام - ويتهدد السيد بذكره عند المنصور بما يوجب قتله، فلما وصلت إلى ابن أباض امتعض منها جدا، وأجلب في أصحابه، وسعى به الى الفقهاء والقراء فاجتمعوا وساروا الى المنصور وهو بدجلة البصرة، فرفعوا قصته، فأحضرهم وأحضر السيد فسألهم عن دعواهم.
فقالوا: أنه يشتم السلف ويقول بالرجعة، ولا يرى لك ولا لاهلك إمامة.
____________
(1) في الغدير: سورة.
(2) راجع حياة الامام الرضا (ع): 470 - 473، والغدير: ج 3 / 399 - 402 عن شرح الشافية لمحمد بن أمير حاج حسيني / 6، وقاموس الرجال: ج 10 / 157، ورجال المامقاني: ج 3 / 30 من باب الكنى، ورجال أبي علي: 3490، والكنى والالقاب: ج 1 / 137، وديوانه المخطوط المشفوع بشرحه لابن خالويه النحوي المعاصر المتوفى سنة 370 و...
ثم أقبل على السيد فقال: ما تقول فيما يقولون؟ فقال: ما أشتم أحدا وإني لا ترحم على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله - وهذا ابن أباض قل له:
يترحم على علي وعثمان وطلحة والزبير.
فقال له: ترحم على هؤلاء، فتلوى (تثاقل) ساعة، فحذفه المنصور بعود كان بين يديه وامر بحبسه فمات في الحبس، وامر بمن كان معه فضربوا بالمقارع، وأمر للسيد بخمسة آلاف درهم.
(905)
مؤمن الطاق والسيد الحميري
في أخبار السيد: أنه ناظر مع السيد الحميري مؤمن الطاق - أبو جعفر محمد ابن نعمان الاحول - في ابن الحنفية فغلبه عليه، فقال:
فقال الطائي: أحسنت، الان أتيت رشدك، وبلغت أشدك، وتبوأت من الخير موضعا ومن الجنة مقعدا، وأنشأ السيد يقول:
____________
(1) راجع الغدير: ج 2 / 227 - 229.
(906)
السيد الحمير وامرأة زبيرية
إن السيد كان بالاهواز فمرت به إمرأة من آل الزبير تزف إلى اسماعيل بن عبد الله بن العباس، وسمع الجلبة، فسأل عنها فاخبربها، فقال:
فدخلت في طريقها الى خربة للخلاء فنهشتها أفعى فماتت، فكان السيد يقول: لحقتها دعوتي (2).
(907)
السيد الحميري ورجل
روى أبو الفرج في الاغاني: ج 7 / 250 باسناده عن رجل قال: كنت اختلف الى ابني قيس، وكانا يرويان عن الحسن، فلقيني السيد يوما وأنا منصرف من عندهما، فقال: أرني ألواحك أكتب فيها شيئا وإلا أخذتها فمحوت ما فيها، فأعطيته ألواحي فكتب فيها:
____________
(1) الغدير: ج 2 / 250 - 251.
(2) الغدير: ج 2 / 254.
(3) الغدير: ج 2 / 260.
(908)
السيد الحميري والرشيد
قال المرزباني في أخبار السيد: لما ولى الرشيد رفع إليه في السيد أنه رافضي فأحضره، فقال: إن كان الرافضي هو الذي يحب بني هاشم ويقدمهم على سائر الخلق فما أعتذر منه ولا أزول عنه، وإن كان غير ذلك فما أقول به، ثم أنشد:
ومنها:
قال: فألطف له الرشيد ووصله جماعة من بني هاشم (1)
(909)
سيد مصطفى العاملي وبعض أهل السنة
قال: ضمني مجلس عند بعض الاخوان من أهل السنة (في جنوب لبنان) فقال قائل: ما رأيكم في ام المؤمنين عائشة؟
فأجبته: أني لست براض عن عائشة فإنها قد اقترفت - في محاربتها لأمير المؤمنين عليه السلام - ستة ذنوب:
الاول والثاني - عصت الله مرتين في آية واحدة، فقد قال الله تعالى مخاطبا نساء النبي صلى الله عليه وآله: (وقرن في بيوتكن) ولا يعقل أن نعتبر خروجها في ذلك الوجه قرارا فقد عصت الله إذن، ثم قال: ولا تبرجن) والتي تجعل نفسها على جمل تحته عشرون ألفا من الذكور لا تكون غير متبرجة، سيما ولابد لها من الكلام وارتفاع الصوت وصوت المرأة عورة.
وإن قلت: إن الله جعلها اما للمؤمنين وهذا الذي ذكرته يحصل بين الام والولد.
ونجيب: إن هذه الاموية إنما كانت امومة شرف لا امومة ولادة، وقد خاطب الله المؤمنين بالنسبة إلى أزواج النبي (وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب) فلو كان الولد بالشرف حكمه حكم الولد بالنسب لم يكن الامر بالحجاب سائغا.
الثالث: إن الله يقول: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاءوه جهنم خالدا فيها
____________
(1) الغدير: ج 2 / 270 - 271.
الرابع: أنه تعالى يقول: (والفتنة أشد من القتل) وأي فتنة أعظم من شق عصا المسلمين حتى جعل بعضهم يضرب رقاب البعض.
الخامس: إجماع المسلمين على أن الخارج على إمام المسلمين يجب قتله وهذه قد خرجت على الامام.
والسادس: أنها أصرت على تكذيب النبي صلى الله عليه وآله وعناده وأخذت بقول جماعة من الاعراب يبولون على أعقابهم وذلك في الحوأب وقد سمعت نباح الكلاب، فسألت لمن هذا الماء؟ فقيل: للحوأب، فقالت: ردوني ردوني، لقد ذكر رسول الله هذا ونهاني عنه، ذكرت أنه رسول الله صلى الله عليه وآله قال لنسائه: ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الادبب التي تنبحها كلام الحوأب... ثم ضرب بيده على ظهرها وقال: إياك أن تكونيها يا حميراء.
ولكن... حيث إن أمير المؤمنين لم يعاملها إلا بالامن وأرسلها إلى المدينة معززة مكرمة مع نسوة عممهن بالعمائم حتى لا يطمع فيهن أعراب البوادي، فلما كان في بعض الطريق نالت منه وقالت: لقد هتك ستري ابن أبي طالب وبعث معي رجالا لا أعرفهم، فلما وصلت المدينة ألقين العمائم وعرفها أنفسهن، فقالت حينئذ: ما ازددت مع ابن أبي طالب إلا كرامة.
ليت شعري ابن أبي طالب يهتك سترها حيث أرسلها مع النساء أو هي لم تهتك ستر نفسها عند ما قادت عشرين ألفا أو ثلاثين ألفا للحرب؟! أترى كانت... أم أنها ولدتهم وولدوا منها؟
نقول: لا ندخل بينها وبين أمير المؤمنين عليه السلام وقد ترك حقه، ولكن ما العذر عنها يوم وفاة الامام الحسن عليه السلام وقد أقبلوا به ليجددوا به
ثم من أين لها البيت: هل ورثته من النبي وأباها يمنع فاطمة إرثها ويقول لها: سمعت أباك يقول: نحن معاشر الانبياء لا نورث؟! أم أنها ورثته من أبيها. وقد رويتم أن أبا بكر هيأ راحلتين يوم الهجرة، فلم يرض النبي أن يركب إحداهما حتى أعطاه ثمنها، النبي لا يركب راحلة أبي بكر حتى يوفيه الثمن، ويسكن عشر سنين في المدينة في ملك أبي بكر دون أن يعوضه عن ذلك شيئا؟! (1).
(910)
الشيرازي (2) وبعض علماء مكة
ننقله مما كتبه ملخصا:
قال سألني - يعني رجلا من أهل الفضل بمكة - أولا:
قال: ما تقولون في هذا الحديث (مضمونه): قال النبي - صلى الله عليه وآله: لو كان نبي غيري لكان عمر؟
____________
(1) هذا ما كتبه السيد الجليل الفاضل السيد مصطفى مرتضى اللبناني العاملي - رحمه الله - في قم المكرمة عام 1400 في شهر شعبان المعظم حينما زار ايران للامام الثامن واخته المكرمة ومتفقدا لولديه الفاضلين العالمين العاملين السيد جعفر مرتضى والسيد مرتضى مرتضى دامت بركاتهما في بلدة قم، كتبه بيانا للمجادلة الحسنة التي جرت بينه وبين بعض الاخوان من أهل السنة في الزمان المتقدم.
(2) هو حجة الاسلام والمسلمين السيد عبد الله الشيرازي نزيل مشهد الرضا عليه السلام، سافر الى الحج وجادل فيه مع بعض أهل السنة وكتبها بقلمه وطبعها في ايران وانما نقلنا عنه ما نقلنا ولم نغير الفاظه إلا بنحو التلخيص.
قال: كيف؟
قلت: ما تقولون في حديث المنزلة؟ وهل هو مسلم بيننا وبينكم أنه قال النبي صلى الله عليه وآله: (يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)؟
قال: نعم هو حديث مسلم.
قلت: هذا الحديث بالدلالة اللفظية ولو بالالتزام يدل على أنه لو كان نبيا غير محمد صلى الله عليه وآله لكان عليا عليه السلام. وأما ما ذكرتم في حق عمر والمفروض أن حديث المنزلة مسلم بيننا وبينكم فثبت أن ما ذكرتم كذب وحديث مجهول.
فبهت وسكت.
ثم قال: هل أنتم الشيعة تتمتعون بالنساء وتجوزون المتعة؟
قلت: نعم نتمتع بهن ونجوزها. قال: بأي دليل؟
قلت: بالخبر المروي عن عمر وهو قوله: متعتان كانتا في زمن رسول الله - صلى الله عليه وآله - حلالا وأنا احرمهما. فنص هذا الخبر - علاوة الى التسلم من الخارج - بدل على أن المتعة كانت في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله حلالا وهو حرمها. فأنا أسأل منك بأي جهة حرمها عمر: هل صار نبيا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله فأمره الله تعالى أن يحرمها؟
أو هل كان ينزل عليه الوحي؟ فبأي جهة حرمها مع أن حلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة؟ وهل ليس هذا إلا سنخ البدعة، وقال صلى الله عليه وآله: كل بدعة ضلالة والضلالة في النار؟
قال: المعروف إن الشيعة يسبون الخلفاء، هل صحيح وبأي وجه يسبون؟
قلت: نعم، أما العوام فأغلبهم يسبونهم وأما العلماء فبعضهم يجوزون سبهم.
قلت: هل يجوز سب علي بن أبي طالب عليه السلام مع أنه صهر النبي صلى الله عليه وآله وابن عمه وأبو سبطيه والذي قال في حقه النبي صلى الله عليه وآله: كذا وكذا؟ قال: لا يجوز.
قلت: فلم سب معاوية عليا عليه السلام، وأمر بسبه في جميع بلاد المسلمين؟ وهل أنتم إذا كنتم في ذلك الزمان تقتلون معاوية أو غيره ممن كان يسب عليا؟ وهل تلعنون معاوية بفعله هذا؟ قال: لا.
قلت: كيف مع أن سب علي كما اعترفت لا يجوز، غير أنكم تقولون: ان معاوية كان مجتهدا فاجتهد، فأدى اجتهاده إلى جواز سب علي وإن كان مخطئا في اجتهاده. فقال: نعم.
قلت: إن علماء الشيعة مجتهدون فأدى اجتهادهم إلى جواز سب الخلفاء والشيخين وعوام الشيعة يقلدون هؤلاء العلماء المجوزين للسب، فبأي وجه يكون الشيعي الساب للشيخين عالما كان أو عاميا واجب القتل عندكم؟!
فبهت وسكت.
(911)
الشيرازي وبعض أهل السنة
قال: إني ذات يوم بعد أداء فريضة الصبح كنت جالسا في الروضة المقدسة - بالمدينة المنورة - قريب المنبر، مشغولا بقراءة القرآن والمصحف كان بيدي إذ جاء رجل شيعي، فوقف على يساري وكبر للصلاة وكان على يميني رجلين مصريين على الظاهر جالسين متكئين على الاسطوانة، وأدخل المصلي يده في جيبه بعد تكبيرة الاحرام لاخراج التربة أو الحجر للسجود عليه، فقال أحد الرجلين للاخر: انظر هذا العجمي يريد أن يسجد على الحجر، فلما هوى المصلي للسجود بعد ركوعه حمل عليه أحدهما بقصد أن يأخذ ما في يده، لكن أنا
وقلت: لاي شئ تبطل صلاة الرجل المسلم يصلي مقابل قبر النبي صلى الله عليه وآله؟ قال: يريد أن يسجد على الحجر.
قلت: اتركه يسجد على الحجر، أنا أيضا أسجد على الحجر. قال: كيف؟
قلت: هو جعفري وأنا جعفري. تعرف جعفر بن محمد عليه السلام؟ قال: نعم.
قلت: هو من أهل البيت؟
قال: نعم، قلت: هو رئيس مذهبنا، ويقول: لا يجوز السجود على هذا الفراش ويقول: لابد أن يكون السجود على أجزاء الارض.
فسكت قليلا، ثم قال: الدين واحد، والصلاة واحدة.
قلت: إذا كان الدين واحدا والصلاة واحدة فكيف تصلون أنتم أهل السنة في حال القيام على أربعة أشكال من جهة التكتف، فبعضهم - أي المالكي - يصلون مرسلين الايادي، والحنفي نحوا آخر، والشافعي نحوا ثالثا، والحنبلي نحوا رابعا مع أن الدين واحد والصلاة التي صلاها رسول الله صلى الله عليه وآله كانت نحوا واحدا؟ ولقنته الجواب وقلت: غير أنكم تقولون: إن أبا حنيفة هكذا قال والشافعي هكذا والمالكي هكذا والحنبلي هكذا، وصورت بيد له صور الحالات الاربعة.
قال: نعم.
قلت: جعفر بن محمد الصادق عليه السلام رئيس مذهبنا الذي اعترفت بأنه من أهل البيت، وأن أهل البيت أدرى بما في البيت، ما كان بأقل من أبي حنيفة ومن هؤلاء هو قال: لابد أن يكون السجود على أجزاء الارض ولا يجوز السجود على الصوف والقطن، وهذا الاختلاف بيننا وبينكم لا يكون إلا مثل الاختلاف بين أنفسكم في كيفية الصلاة من جهة التكتف وغيرها من سائر الاختلافات بينكم في الفروع ولا يرتبط بالاصول، ولا يكون مربوطا
فصدقني الجالسون من أهل السنة حتى صاحب هذا الشخص الذي كان جالسا في جنبه.
وبعد تصديقهم إياي حملت عليهم بالتكلم الخشن، وقلت: أما تستحي من رسول الله صلى الله عليه وآله تبطل صلاة رجل مسلم يصلي عند قبره صلوات الله عليه بمقتضى مذهبه، وهو مذهب أهل بيت صاحب هذا القبر الذين ذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، ولا يكون قولهم ومذهبهم الا قول رسول الله صلى الله عليه وآله ومذهبه.
فحمل الجالسون عليه أيضا بالكلام الخشن، واعتذروا مني من اعتقادهم بأن السجود على التربة أو الحجر شرك من الشيعة.
(912)
الشيرازي وشرطي الروضة
وقال: كنت ففي الروضة المقدسة قرب الشباك الشريف فجاء أحد العلماء من أهل الفضل الذي كان ساكنا في قم - وأغفل الشرطي الواقف على الشباك المقدس الذي يمنع الناس من تقبيل الضريح المقدس - وقبل الضريح وتعدى.
ثم التفت الشرطي أو الذي يكون من الهيئة الامرين بالمعروف والناهين عن المنكر، فاقبل إلي وقال باحترام: يا سيد أو سيدنا، لم لا تمنع أصحابك من التقبيل؟ امنعوا هذا حديد من استانبول.
قلت: أتقبلون الحجر الاسود؟ قال: نعم.
قلت: ذاك أيضا حجر إذا كان هذا شرك فذلك أيضا شرك. قال: لا، إن النبي صلى الله عليه وآله قبله.
قلت: افرض أن النبي صلى الله عليه وآله إذا كان تقبيل الجسم بقصد التيمن والتبرك شركا لافرق بين صدوره من النبي صلى الله عليه وآله أو
قلت: نعم معلوم نزل من الجنة لكن، والعياذ بالله، الله حل فيه حتى يجوز تقبيله ويصير معبودا، غير أنه لما نزل من الجنة صار شرفا، وأن النبي صلى الله عليه وآله قبله وأمر بتقبيله لاجل شرافته لكونه من أجزاء الجنة؟ قال: نعم.
قلت: شرافة الجنة وأجزائها لا يكون إلا من جهة وجود النبي صلى الله عليه وآله؟ قال: نعم.
قلت فإذا صارت الجنة وأجزاؤها ذات شرافة لاجل وجود النبي صلى الله عليه وآله ويجوز تقبيلها تيمنا وتبركا، وهذا الحديد وإن كان من استانبول لكن لاجل مجاورته لقبر النبي صلى الله عليه وآله صار شريفا يجوز تقبيله تبركا وتيمنا.
(913)
شيعي ومسيحي
قال المسيحي للشيعي: روح الله المسيح كان أفضل من نبيكم.
الشيعي: لاي فضيلة؟ المسيحي: لانه تكلم في المهد دون نبيكم.
الشيعي: تكلم المسيح في المهد بإذن الله تعالى للشهادة بطهارة امه الطاهرة مريم البتول من افتراءات اليهود عليها، ولكن نبينا لم يكن محتاجا إلى ذلك (1).
(914)
الشريف المرتضى وابن منير الطرابلسي
نذكر هذه القصة وإن كانت خارجة عن شرط الكتاب لما فيها من اللطف والفائدة:
أرسل ابن منير الى الشريف المرتضى الموسوي بهدية مع عبد أسود له، فكتب